التنجيم عبر العصور
مثلما كان التنجيم مدار جدل كذلك نرى ان ظهورة ومتى بدأ مدار جدل كذلك الا اننا نستطيع ان نركن لعلوم الاثار الحديثة ونقول :
اول من بحث في علاقة السماء بالارض وتأثيرها على الارض هم اقدم امه متحضرة على وجه الارض الا وهم السومريون والبابليون , فمنذ خمسة الاف سنة كان كهنه بابل القدماء يراقبون النجوم والكواكب ويحاولون ايجاد قوانين سيرها ورسم تأثيرها على الارض وسكانها ونجد ذلك واضحا في اقدم الالواح التي عثر عليها في ما بين النهرين وقد كانت ارصادهم الفلكية المصدر الوحيد لهيبارخوس وبطليموس وغيرهم من الفلكيين الذين كانوا الاصل لعلم الفلك الحديث وتطوره فيقول جامبليك (( لم يكتف الاشوريون بمشاهدة النجوم خلال 72 الف عام وحسب كما يؤكد هيبارخوس ذلك , انما حفظوا ايضا ذكر عهود العوالم السبعة وتطوراتها ايضا )) , ويذكر سيمبليسيوس بأن الكلدانيين كانوا يستشهدون في زمن الاسكندر بمشاهدات متتالية عمرها 1903 سنة وهو تقدير لا مغالاة فيه .
ويقول سترابون ( ان المنجمين الكلدانيين هم من اصول مختلفة فثمة من اورخينيا كما من بورسيبا وغيرهم كثيرون وينقسمون الى عدة فئات وشيع وذلك وفقا للتعاليم التي يدينون بها )) وحسب هذا القول نرى ان التنجيم كان من التطور بحيث كانت له عدة مدارس , ورغم قدم العهد فهناك اسماء وصلتنا عن منجمين بابليين مثل
1- بيروز كاهن بعل ( مردوخ ) الكلداني ظهر في القرن الثالث قبل الميلاد والف كتاب عن الكلدان واشور وهو للاسف مفقود الان
2- مزايا البابلي منجم نبوخذنصر
3- وقسطا بن لوقا البعلبكي منجم سنحاريب
4- كيدينو الذي قام بقياس الشهر القمري بدقة عجيبة تقرب الى 0.6 من الثانية من المقياس الصحيح .
5- تينكلوس البابلي يذكر له كتاب ( الوجوه والحدود)
6- طينفروس البابلي له كتاب المواليد على الوجوه والحدود
7- قيطوار البابلي له كتاب صناعة النجوم
ورغم ما يقوله الكتاب العرب ان اول من علم التنجيم وقاس اطوال واحوال الاجرام السماوية هو هرمس الذي يقول البعض انه هو نفسه النبي ( ادريس ) عليه السلام المذكور في التوراة بأسم اخنوخ ويذكر اخرون ان اول من علم التنجيم هو ادريس من غير مقارنته بهرمس رغم ذلك يقول لنا علم الاثار الحديث ان البشرية كانت تجهل علم الفلك والتنجيم بصورته الحالية قبل ظهور البابليين وكما يثبت كريستوفر ووكلر الخبير في قسم اثار اسيا الغربية في المتحف البريطاني ان انجازات الحضارة السومرية في جنوب العراق التي سبقت الحضارة البابلية في علم الفلك لم تتعدى رصد وتسجيل بعض النجوم وكوكب واحد هو الزهرة وكان هذا في حوالي سنة 3000 ق.م والزهرة او فينوس وهي التسمية الرومانية للالهة البابلية ( عشتار ) التي يسميها العرب الزهرة بينما سماها الفينقيون عشترون اما السومريون انفسهم فقد كانوا يسمونها فنسيانا , فما لدينا اذن عن علم الفلك البابلي ينحصر في الفترة ما بين 1800-4000 ق.م مما يؤكد ما ذكره سيمبليسيوس , ويذكر عن السومريون ان ملكهم ( غوديا ) اول منجم معروف في التاريخ البشري وغودياهو هو ملك لكش , وكانت تحفظ توقعات فلكية على الواح طينية وقد ورد في احد الالواح ( اذا ما حدث خسوف للقمر في الشهر الحادي عشر من السنة وفي اليوم الرابع عشر سيقبض العدو على قافلة تخرج من المدينة وسيخرج الملك على رأس الجيش لملاقاة العدو الا انه يندحر وبعد موت الملك تزدهر الارض ) . 2- مزايا البابلي منجم نبوخذنصر
3- وقسطا بن لوقا البعلبكي منجم سنحاريب
4- كيدينو الذي قام بقياس الشهر القمري بدقة عجيبة تقرب الى 0.6 من الثانية من المقياس الصحيح .
5- تينكلوس البابلي يذكر له كتاب ( الوجوه والحدود)
6- طينفروس البابلي له كتاب المواليد على الوجوه والحدود
7- قيطوار البابلي له كتاب صناعة النجوم
وبعد غزو الاسكندر المقدوني لبابل سنة 331 ق.م تعرف اليونانيون على هذا العلم ونقلوا اكثر سجلات البابلين الطينية ومعلوماتهم معهم ويذكر التاريخ ان ( ايدوكسوس ) هو اول منجم اغريقي مات سنة 408 ق.م استقى علومه من البابلين , وهذا يثبت ان الاغريق قد عرفوا التنجيم قبل غزو الاسكندر لبابل فقد كانت سنة من يريد العلم عندهم زياره مصر للتتلمذ على يد كهنتها ثم زيارة بابل لاكمال علومهم وهذا ما فعله العديد من الفلاسفة , ومن شدة اهتمام الاغريق بالتنجيم انهم استقدموا منجم بابلي اقام مدرسة للتنجيم في جزيرة ( كوس ) اليونانية عام 280 ق.م تتلمذ فيها عدد كبير من شباب المنجمين الاغريق وابتداء من عام 200 ق.م اخذت تظهر مؤلفات اغريقية بالتنجيم ومن ثم انتشر التنجيم في الاقوام المتحضرة في اوربا .
فيذكر عن الرومان ان ( سبورينا ) المنجم الاغريقي حذر يوليوس قيصر من اليوم 15 من شهر مارس ( اذار ) من خطر عظيم قد يصيبه , وكان قيصر يشعر بمرض في ذلك اليوم فآثر المكوث في المنزل في اليوم المشؤوم يوم 15 مارس عام 44 ق.م غير ان صديقه ( بروتس ) اكد له ان جمع كبير من اعضاء مجلس الشيوخ ينتظره وليس من الائق ان يخيب املهم وفي اثناء الطريق الى مجلس الشيوخ قابل قيصر المنجم ( سبورينا ) وكان الوقت حينذاك قبل منتصف النهار بساعة نهارا , فما ان رآه يوليوس حتى ابتسم له وقال ( وها قد حل اليوم الخامس عشر ولم تحدث أي كارثة ) فأجابه سبورينا ( نعم قيصر ولكن لم يمض بعد هذا اليوم ) ,ولم تغرب الشمس ذالك اليوم حتى قتل يوليوس قيصر على يد صديقه بروتس , ومما يروى عنهم ايضا ان تيوجينيس المنجم الروماني المشهور رغب في قراءة طالع الطفل اوغسطس فما ان ذكروا له تاريخ ميلاده حتى خر راكعا من فوق مقعده عند قدمي هذا الطفل , وربما كان ايمان اوغسطس بالتنجيم كبيرا حيث كان يضع علامة طالعة الجدي على العملة النقدية التي يصدرها , فنرى من هذه الروايات دقة الاغريق والرومان في التنجيم مما يدل على ان ما وصلهم من البابلين كان علما دقيق جدا .
وبعد تدمير بابل انتقل علم النجوم الى ثلاث امم على التوالي ( الفرس ثم الاغريق ثم الهند ) الذين لم يكتفوا بما وصلهم من البابليين بل اخذوا يضيفون حسب تجاربهم واكتشافاتهم الى ان وصل لقمته في عصر كلوديوس بطليموس العالم اليوناني المشهور الذي عاش في القرن الاول الميلادي في الاسكندرية والذي يعتبر مؤسس علم الفلك القديم والذي بقيت كتبه تدرس لاكثر من 1400 سنة , وطريقته التي ذكرها كتابه المقالات الاربعة وكتابه الثمرة ما زال الى الان يمارسها المنجمين وان اختلفت في بعض فروعها الا ان الاصول ثابته لم تتغير , ونجد انه ذكر في كتابه الثمرة المكون من 101 قاعدة تنجيمية تضم اغلب امتحانات المنجمين وعلومهم بكلمات مختصرة ذات معاني كبيرة حتى اني اعتقد انه من المناسب ان يطلق عليه ( دستور المنجمين ) الذي يحدد علمهم ويبعد عنه ما قد يشوهه.
ومن اهم المنجمين او العارفين به في هذه الفترة
1- ايدوكسوس
2- طاليس
3- فيثاغورس
4- ارسطو
5- اناكساغوراس
6- يودوكسوس
7- ابولونيوس
8- سبورينا
9- هيبارخوس
10- بطليموس
في عصر بطليموس انتشر االتنجيم انتشار واسع واصبح معروف في كل الامم التي سيطر عليها الرومان وقبلهم اليونان .
ورغم ان بطليموس الذي جمع علوم المنجمين قبله وفي عصره في كتبه يعترف ان التنجيم ليس قدر محتوم ويمكن للعارف ان يتقى شر النجوم او يجلب سعودها الا ان عامه الناس امنوا بقدرية كاملة بالتنجيم وتسيير شامل فظنوا ان النجوم والكواكب هي المتحكمة في حياة كل شخص ولا تنفع الارادة ولا التصميم في تغيير قدره , وهذا يظهر واضح في ملاحم اليونان مثل اوديسة والالياذة التي تظهر تلاعب ارباب الاغريق بالبشر , وكانت هذه الارباب هي الكواكب , فزيوس هو المشتري وابولو هو الشمس الخ .... , مما سبب رفض المسيحيون الاوائل للتنجيم الذي اعتقدوا انه يخالف تعاليم السيد المسيح فما فائدة الصبر والشكر ان كان قدرنا مكتوب سلفا ولا تغيير فيه , ورغم ان بعض هذه الاعتقادات موجودة في الكتاب المقدس للمسيحين واليهود ففي سفر الجامعة الاصحاح الثالث نجد ( لكل شىء زمان ولكل امر تحت السموات وقت للولادة وقت وللموت وقت للغرس وقت ولقلع المغروس وقت للقتل وقت وللشفاء وقت للهدم وقت وللبناء وقت للبكاء وقت وللضحك وقت للنوح وقت وللرقص وقت لتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت ........) , وادى تبني الدولة الرومانية الدين المسيحي في القرن الرابع الى مطاردة المنجمين ورفض علومهم وحرق كتبهم حتى لم يكن احد يعرف شيء عن هذا العلم القديم في روما عندما اجتاحها البرابرة عام 410 م .
ولكن وبينما كان الرومان المسيحيين يطاردون المنجمين كان ما زال ينموا في اماكن اخرى من العالم , فقد اهتم به الفرس اهتمام كبير حتى ان ملوكهم لم يكونوا يقدمون على أي امر قبل استشارة المنجمين , ويذكر عن ذلك ابن خلدون في مقدمته ( سال هرمز افريد الحكيم عن مدة اردشير وولده ملوك الساسانية فقال دليل ملكه المشتري وكان في شرفة فيعطى اطول السنين واجودها اربعمائة وسبعا وعشرين سنة ثم تزيد الزهرة وتكون في شرفها وهي دليل العرب فيملكون لان طالع القران الميزان وصاحبه الزهرة ) .
يتبع
2- طاليس
3- فيثاغورس
4- ارسطو
5- اناكساغوراس
6- يودوكسوس
7- ابولونيوس
8- سبورينا
9- هيبارخوس
10- بطليموس
في عصر بطليموس انتشر االتنجيم انتشار واسع واصبح معروف في كل الامم التي سيطر عليها الرومان وقبلهم اليونان .
ورغم ان بطليموس الذي جمع علوم المنجمين قبله وفي عصره في كتبه يعترف ان التنجيم ليس قدر محتوم ويمكن للعارف ان يتقى شر النجوم او يجلب سعودها الا ان عامه الناس امنوا بقدرية كاملة بالتنجيم وتسيير شامل فظنوا ان النجوم والكواكب هي المتحكمة في حياة كل شخص ولا تنفع الارادة ولا التصميم في تغيير قدره , وهذا يظهر واضح في ملاحم اليونان مثل اوديسة والالياذة التي تظهر تلاعب ارباب الاغريق بالبشر , وكانت هذه الارباب هي الكواكب , فزيوس هو المشتري وابولو هو الشمس الخ .... , مما سبب رفض المسيحيون الاوائل للتنجيم الذي اعتقدوا انه يخالف تعاليم السيد المسيح فما فائدة الصبر والشكر ان كان قدرنا مكتوب سلفا ولا تغيير فيه , ورغم ان بعض هذه الاعتقادات موجودة في الكتاب المقدس للمسيحين واليهود ففي سفر الجامعة الاصحاح الثالث نجد ( لكل شىء زمان ولكل امر تحت السموات وقت للولادة وقت وللموت وقت للغرس وقت ولقلع المغروس وقت للقتل وقت وللشفاء وقت للهدم وقت وللبناء وقت للبكاء وقت وللضحك وقت للنوح وقت وللرقص وقت لتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت ........) , وادى تبني الدولة الرومانية الدين المسيحي في القرن الرابع الى مطاردة المنجمين ورفض علومهم وحرق كتبهم حتى لم يكن احد يعرف شيء عن هذا العلم القديم في روما عندما اجتاحها البرابرة عام 410 م .
ولكن وبينما كان الرومان المسيحيين يطاردون المنجمين كان ما زال ينموا في اماكن اخرى من العالم , فقد اهتم به الفرس اهتمام كبير حتى ان ملوكهم لم يكونوا يقدمون على أي امر قبل استشارة المنجمين , ويذكر عن ذلك ابن خلدون في مقدمته ( سال هرمز افريد الحكيم عن مدة اردشير وولده ملوك الساسانية فقال دليل ملكه المشتري وكان في شرفة فيعطى اطول السنين واجودها اربعمائة وسبعا وعشرين سنة ثم تزيد الزهرة وتكون في شرفها وهي دليل العرب فيملكون لان طالع القران الميزان وصاحبه الزهرة ) .
يتبع
تعليق