السعي لهدم المسجد الأقصى
ربما يتذكر غالبيتنا ما نكرره دائماً وقبل الخوض في مخططات الدجال وزمرته وبكل ما امتلكوه من مقدرات وأسرار وتقنيات... ساعدهم بها عدة عوامل كالعمر المديد للدجال ومن يقف على صناعته ودعمه لتقديمه بأوهامهم كملك يحكم الأرض تحت عبادة الشيطان... ومنها ما استطاعوا عبر عصور طويلة من سرقته من علوم الحضارات القديمة وطمس معالمها وتشفيرها والاحتفاظ بها ومنعها عن المؤمنين الموحدين لله...ومنها الاستعانة بعلوم الجن الكافر لخدمة المخطط الشيطاني واضلال البشر... ومنها الحرص على إبقاء منطقتنا في حالة لانهائية من الصراع الدائم والإنهاك وعدم القدرة على السيطرة على مقدراتنا واستغلالها للنهوض بأنفسنا وأمتنا... حتى تبقى العلوم والثروات والقدرة التصنيعية وأسس الإقتصاد وصناعة السلاح والإعلام والثقافة .. بل وحتى استخدام العقل والتحليل المنطقي بيد زمرة القطب السالب... وهو في الأساس أهم معالم حتمية انهيارها... فبرغم كل ذلك فإن قدرة وقوة الله الواحد القهار وجنده فوق أيديهم... ولا يمكن في أي حال من الأحوال تحقيق أية أهداف إلا بمشيئة لله وإرادته وتوقيتاته أياً من كان ورائها...
وعلينا أن نعلم أن الدجال ليس بهذه القوة والسيطرة و"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياؤه فلا تخافوهم وخافون"..والدليل على ذلك أنه برغم كل ما يمتلك يلاقى بالفشل الذريع مراراً وتكراراً وبأسباب الله وحده بعدما هيء له أن مخططه يسري بكل ما تم حشده له.. فقد وعى الناس لما تم من احباط لإيقاد فتيل الحرب المزعومة في الوقت الحالي وبتحريك الكتل المتطرفة لتتحول لحرب ضروس بين المسلمين وبعضهم البعض.. وتتحول لمنطقة صراع يدمر بها مواقع مقدسة تم التخطيط مسبقا لاستهدافها ... ومنها المسجد الأقصى والكعبة المشرفة... والأهم.. أنه قد يعتقد البعض أن تدمير الحرمين هو أمر متعلق بتدمير الإسلام ومقدساته فقط.. وهذا أمر بعيد عن الحقيقة... فتدمير الكعبة والمسجد الأقصى وراؤه أمور أبعد من ذلك بكثير ... وإن كان سيطول شرحها فتعالوا بنا نتعرف على بعض الملامح الخفية لما وراء السعي لتدمير المسجد الأقصى ؟
فالحقيقة والتي سبق تأكيدها .. أن الدجال ونخبته يعلمون تمام العلم أن ما دعي بالهيكل الأول الخاص بنبي الله سليمان عليه السلام وبني لعبادة الله... وليس كما تم وضعه عمداً في معتقدت اليهود وملكهم آخر الزمان... غير موجود على الإطلاق في أرض فلسطين بل في سيناء.. أما الهيكل الثاني وبني لعبادة الله أيضاً وتقديم النذور فقد شيد في مدينة حيفا.. وما تبقى منه يعرف بمقام سليمان... أما الهيكل الثالث فهو المسجد الأقصى والذي أعيد بناؤه مراراً وتكراراً عبر عصور في نفس الموقع بعد تدميره بعد عصر سليمان عليه السلام في البقعة التي باركها الله... ولعل من أهم أسباب بركتها أنها موقع نزول الملائكة بصحف ابراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام... كما أنها موقع صلاة أنبياء الله ومرسليه عبر عصور متعاقبة وموقع جمعهم وصلاتهم بأمر الله خلف خاتم المرسلين المبعوث للعالمين محمد عليه صلوات الله وسلامه قبل رحلة المعراج للسماء...
وقداسة هذه البقعة لم تكن لنبي من الأنبياء ولا لأمة من الأمم... فقد أختارها الله منذ خلق الخلق لعبادته أن تكون بيتاً للعبادة للمؤمنين الموحدين... ويدل على قدم التقديس ما جاء في حديث أبو ذر أنها ثاني موضع أختاره الله للعبادة.. وقول الله تعالى في قصة إبراهيم وهجرته إلى فلسطين
(ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين)...
ومعنى هذا أن البركة كانت فيها قبل إبراهيم عليه السلام ، كما أن قوله تعالى :
{ سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا .. }
، يدل على أن الله تعالى باركه منذ الأزل... وأن الله تعالى أسرى بعبده إليه ليجدد تذكير الناس ببركته وتقديسه... ولم يُعلم بشكل دقيق تاريخ أول بناء للمسجد الأقصى، ولكن ورد في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام بأن بناؤه كان بعد بناء الكعبة بـ 40 عاماً...
وبالعودة لموضوعنا... ومن أحد أهم الأسرار التي تم إخفائها ببراعة والمتعلقة بالمسجد الأقصى بعد عصر سليمان عليه السلام والذي دُعي بهيكل سليمان الثالث... أنه قد تم دفن العملات الذهبية الخاصة بالملك سليمان عليه السلام من قبل بعض اليهود والتي قد نجت وقت تدمير القدس والسبي البابلي وطرد اليهود... فهذه العملات قد تم دفنها وإبقائها حيز السرية في حجيرة تحت ضريح النبي داود عليه السلام والذي كان في الركن الشرقي من الهيكل قبل تدميره... وقبل نقل الضريح من موقعه بعد ذلك بعقود طويلة في زمن الفتح الإسلامي تحت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه...
فبعد وفاة سليمان انقسمت دولة بني إسرائيل إلى "مملكة إسرائيل" في الشمال و"مملكة يهوذا" في الجنوب ومعها القدس... وما لبثت أن هاجمها البابليون وأحرقوا المسجد الأقصى... وسبوا اليهود إلى بابل فيما عٌرف بالسبي البابلي...و بعد ذلك هزم الفرس البابليين وسمح الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم... فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا ببناء الهيكل وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م. في عهد الملك الفارسي دارا الأول... وعُرف فيما بعد بمعبد حيرود تيمنًا بملك اليهود حيرود الكبير الذي قام بتوسيعه... ثم احتل الإغريق فلسطين وخضعت للإسكندر المقدوني حوالي عام 332 ق.م ثم لخلفائه البطالمة... ثم للسلوقيين... ولم تلبث المدينة حتى خضعت لحكم الإمبراطورية الرومانية... وكان من أوائل وأبرز الحكام الذين عينهم الرومان لحكم القدس هيرودس حوالي عام 37 ق.م...
وظلت تلك العملات منذ إخفائها سراً وحتى عصر الرومان ودخولهم القدس... حيث تم التوصل لسر تلك العملات عن طريق الوشاية من بعض اليهود رغبة في التقرب من الرومان وإيصالهم لحكم مملكة يهوذا... لكن الرومان قاموا بقتل من يعلم بهذا الأمر وقاموا بسرقة جزء منها بعد نجاحهم جزئيا وبمعاونة اليهود الواشين في السطو على ضريح داود عليه السلام... ونُقلت تلك العملات سراً إلى روما وأخفيت في قبو كبير تحت كنيسة الفاتيكان الحالية.. والذي كان في حقيقة الأمر موقعاً لمذبح ماسوني قبل مجيء المسيحية وبناء كنيسة الفاتيكان في نفس المكان حيث ظل القبو كما هو وفي نطاق السرية التامة كحالته قبل بناء الكنيسة من فوقه ، وبه بعض أهم ما تم النجاح في السطو عليه.. سواء كم من العملات الخاصة بالملك سليمان وجزء من دروسه التوراتية... لكن الأهم... كتاب "اللاهوت الأعظم" والذي تم استخدامه بشكل خاطيء وشيطاني بعكس الجمل المكتوبة وترتيب الكلمات حيث أصبحت تشكل طلاسم اتخذت كمرجعية للسحر الأسود والرصد السفلي للكنوز والثروات وكذلك فك الرصد عنها !
ومن المهم أن نعلم أن خطورة تلك العملات ليس في قيمتها الذهبية والأثرية... وإنما لأسباب أهم من ذلك بكثير.. وهي أنها تُقدم كجزء من قرابين أساسية عند فتح الكنوز التي تم "رصدها" عبر التاريخ.. وعند الكشف عن الثروات المخفية بالاستعانة بالجن الكافر القادر على الكشف والاختراق... وكذلك عند فتح البوابات البُعدية "النجمية" التي قام بإغلاقها ورصدها الملك سليمان ذاته... لغلق بوابات التعاون بين البشر وعُتاة الجن من الأبعاد الأخرى واستجلابهم وتجنيدهم على وجه الأرض!
ولذا يعد الحصول على بقية تلك العملات من أحد الأهداف الأساسية لهدم الأقصى... فغالبية تلك العملات ظلت في مكانها في الحجيرة تحت ضريح داود عليه السلام حيث لم يستطع الرومان في ذلك الوقت اخراجها دون المساس بالضريح والذي كان سيحدث غضبة بين أتباع الديانة اليهودية في ذلك الوقت والذي كان به علاقة متوترة وثورات على الحكم الروماني وحرق الهيكل وإعادة تشييده أكثر من مرة... وأقامة الرومان مكان الهيكل اليهودي هيكلاً وثنيًّا باسم "جوبيتر"...وبخاصة مع مواجهة الرومان لخطر الزحف الفارسي من ناحية.. ومن ناحية أخرى حالة عدم الإستقرار في حكمهم للقدس مع بدء الديانة المسيحية وانتشارها وسعيهم لوأدها في مهدها وانتشار العداوات ضدهم بعد بدء عصر الإضطهاد المسيحي وتزعزع سطوتهم وقوتهم...
وعزم من علم بأمر تلك العملات من الرومان على العودة للسطو على بقية تلك العملات االذهبية بعد استقرار سيطرتهم على القدس التي طردوا منها على يد عمانويل بن برسيس ابن الملك برسيس ملك القسطنطينية وحتى تولى الإمبراطور "قسطنطين" والذي اعتنق المسيحية وهدم الهيكل الوثني الذي أقامه الرومان بدلاً من هيكل اليهود...
وقام الرومان "برصد" قبو العملات وبطرق سفلية وبالإستعانة بكتاب اللاهوت الأعظم بعد قلب عباراته واستخدامها كطلاسم أساسية للرصد السفلي قبل بداية تلك الإضطرابات وخروجهم من بيت المقدس... حيث ظلت تلك الحجيرة في مكانها وحتى بعد نقل ضريح داود بعد الفتح الإسلامي وتوالي عمليات تشييد وتوسعة وتجديد المسجد الأقصى أكثر من مرة... دون مقدرة على رؤية القبو السفلي والذي ظل سراً يحتفظ به المتنورين ونخبتهم ويستخدمون ما توفر لهم منها في فتح رصد البوابات النجمية المنتشرة على الأرض والتي اغلقها من قبل نبي الله الملك سليمان... كما يستخدمونها والطلاسم في ايجاد الكنوز القديمة المخفية وفك رصدها وفي إخفاء ورصد ثروات أخرى عديدة منتشرة حول العالم..
تعليق