يا صاحب الهم إن الهم منفرج .. أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبــــه .. لا تيأسن فإن الكافي الله
الله يحدث بعد العسر ميســــرة .. لا تجزعن فإن القاسم الله
إذا بليت فثق بالله وأرضَ به .. إن الذي يكشف البلوى هو الله
،،،،
بعد استراحة المحارب.. وبعد تفنيد الردود.. أعود بمذكرات جديده علّها تروي ظمأ التلف
...
((الدفائن العظمى للدولة العثمانيه))
أشرت سابقاً إلى أن هناك دفائن عظيمه كانت عبارة عن خزن إستراتيجي مستخرج بالأساس من مناجم الحجاز..وذكرت أيضا أن السبب الرئيسي لمد سكة الحجاز هو تأمين وسيلة نقل آمنه لما سيتم إستخراجه من هذه المناجم.. وذكرت أيضاً أن سكة الحجاز توقفت في المدينة المنورة بحجة وعورة الطريق إلى مكة (رغم أن الهدف نقل الحجاج والمعتمرين) وتبريرهم هذا غير صحيح حيث أن الجميع يعرف أن الطريق من المدينه المنورة إلى أطراف مكه طريق مستوي تقل فيه الجبال..
كان هذا رأي مستشاري السلطان الذين أشاروا عليه بإنشاء هذا الخط وجعل جزء كبير من النفقات تتم تغطيته من تبرعات المسلمين الذين كانوا حريصين على أداء الحج والعمره بأيسر السبل.
إذاً ظاهر الأمر أن سبب إنشاء السكه هو خدمة الحجيج والمعتمرين ولكن باطنه خدمة الحجيج والمعتمرين وناقل آمن لمستخرجات المناجم وحلقة وصل لنقل السلاح والمؤن للحاميات والجيوش.
هذه المعلومات كانت متذبذبه في مخيلتي حيث أنها كانت تفتقد للدليل المقنع..
فقد أَخَذَت بي موجات التذبذب إلى أن عبارة (دفائن عظمى) ماهي إلا عبارة مختزله من فكر منقب كالح متمرد لايُعرف له مذهب ولا مله..
وأحياناً تأخذني عواصف المنطق إلى أن دولة بمكانة الدولة العثمانيه حريُّ بها أن تهتم بمورد من أثرى الموارد في عصرهم.. وهذه البلاد تزخر بفضل الله بمناجم الذهب..
ولكن في كل الأحوال ظل الدليل مجهولاً لدي!!
وبعد سنين الحيرة العجاف إلتقيت بأحد الباحثين الأكاديميين من تركيا والذي تطرق في أحد فصول بحثه _موارد الدولة العثمانية_ إلى مناجم الحجاز وأسهبت في الحديث معه إلى أن أخبرني بوجود سكك حديديه ترتكز على أخشاب بخلاف تلك الرئيسيه التي ترتكز على الحديد(الدوامر) وقلت أين تقع فأطلعني على رسم ارشادي يحدد ثلاث مناطق فقط..
*المنطقه الأولى من محطة المعظم ويتجه للغرب.
*المنطقه الثانيه من محطة زمرد حيث ينطلق منها رسمان الأول بإتجاه الغرب وينتهي بقلعة زمرد الإسلاميه.. اما الرسم الثاني فينطلق من محطة زمرد ويتجه إلى الشرق وهذا الأخير طويل جدا يصل تقريبا إلى قرية العشاش.
*المنطقة الثالثه يبدأ من ميناء الوجه ويتجه شرقاً.
بعد عام تقريباَ توجهت للمعظم لأرى مارأيت على المخطط ولكن لم أجد شي يخرج من المحطه ولا من القلعه.. وعندما توجهت قرابة خمسة كيلو مترات غربا وجدت أثار ردم لتلك السكه ومازالت موجوده.
كذلك توجهت بعد فتره لمحطة زمرد وفعلاً وجدت الردم خلف الجبال الشرقيه للمحطه وتتبعته إلى أن رأيت مارأيت.
أما المنطقة الثالثه فلم يشأ الله أن أذهب إليها وأبحث عن أثار السكه فيها.
بعد هذه الحقيقه قمت بإعادة فتح الملفات القديمه للدفائن التي وصلني خبر بموقعها التقريبي.. وأستمر بي الحال فتره طويله إلى أن وصلت إلى حقائق لاطاقة لي بتحمل عواقب نشرها ولكن يكفيكم منها.. أن النتيجه لم تزد التلفان إلا إعياء وحسره كلما مر به شريط الذكريات لتلك الجبال الصلده التي جعل الله عز وجل شموخها يخبرنا عن سر مكنونها.
أخوكم
العم تلفان
تعليق