السلام عليكم و رحمة الله
ان علم الفلك هو أقدم العلوم الطبيعية، حيث يعود تاريخه إلى العصور القديمة وترجع أصوله الدينية والميثولوجية والممارسات التنجيمية إلى آثار عصر ما قبل التاريخ: الذي ما زال موجودًا في علم التنجيم وهو علم مختلط مع علم الفلك العام والحكومي ولم ينفصل عنهما حتى قرون قليلة مضت في العالم الغربي (انظرعلم التنجيم وعلم الفلك). وفي بعض الثقافات، كانت تستخدم البيانات الفلكية للتكهنات التنجيمية. وقد كان علماء الفلك القدامى قادرين على التفريق بين النجوم والكواكب، فالنجوم تظل ثابتة نسبيًا على مر القرون بينما الكواكب تتحرك بقدر ملموس خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا.
لقد أرتبط علم الفلك القديم بحياة الانسان منذ أمد التاريخ حين كانت السماء جزءاً لا يتجزاء من حياته على سطح هذه البسيطه ، فكان منظر السماء من فوق يذهله لانها صعبة المنال وذات أسرار لم يكن باستطاعته آنذاك ان يفهمها . فكان يرى النجوم تشرق وتغيب وتتحرك من يوم لآخر غرباً وتغيب ليطلع غيرها دون كلل ثم تعود الاولى بعد فترة لتظهر في نفس الموعد وعند نفس الوقت من السنة ، وكان يرى الشمس تطلع كل يوم في الصباح وتغيب في المساء ولا تفتر تفعل ذلك .
وربما كان يلاحظ ان اماكن شروقها من يوم لاخر تتغير منخفضة جنوباً تارة ومرتفعة شمالاً تارة أخرى في نقطتين لا تتعداهما كل سنة ، وكذلك رأوا القمر الذي يكون غائباً في بداية الشهر ثم يظهر هلالاً رفيعاً ناحية الغرب وبمرور الايام يتقدم شرقاً ويكبر حتى يصير بدراً ثم يأخذ بعد ذلك بالصغر شيئاً فشيئاً ثم لا يلبث ان يختفي ، وهكذا يكرر هذه العملية كل شهر .
ورأوا ايضاً أعجب الاجرام في السماء وهي الكواكب ، فقد كانت محل حيرة عندهم لانها الاجرام الوحيدة في السماء التي كانت تتحرك غير حركة النجوم ، كانت تتحرك حركة عكس حركة النجوم اي شرقاً ولكنها في نفس الوقت تشرق وتغيب معها الا انها لا تمكث في نفس المكان في السماء ولذلك فقد حظيت باحترام وتقدير القدماء خاصة وانها كانت تسير دائماً في نفس النطاق من النجوم لا تتعداه شمالاً ام جنوباً ( وهو ما يعرف بنطاق البروج ) ، وكان عددها 5 غير الشمس والقمر اللذان يسيران ايضاً في نفس النطاق ، وبذلك يصبح عددها 7 ، مما جعلهم ينظرون اليها نظرة تقديس ، وقالوا بانها تتقمص ارواح الالهة ، واصبح رقم 7 منذ ذلك الحين رقماً يدعو الى التفاؤل . ومن قبل كان الاسبوع عندهم 5 أيام نسبة الى الكواكب فقط وهي التي كانت معروفة آنذاك : عطارد ، الزهرة ، المريخ ، المشتري ، وزحل.
عادة ما يُحدد التقويم الميلادي للعالم عن طريق الشمس والقمر (قياس اليوم والشهر والسنة)، حيث تعد ذات أهمية للمجتمعات الزراعية في اعتماد موسم الحصاد في الوقت المناسب من السنة. ويعتمد التقويم الحديث الأكثر شيوعًا على التقويم الروماني، الذي قسم السنة إلى اثني عشر شهرًا على أن يكون كل شهر مكونًا من ثلاثين أو واحد وثلاثين يومًا بالتناوب. وفي عام 46 قبل الميلاد أثار يوليوس قيصر واعتمد إصلاح التقويم المرتكز على ¼ التي يبلغ طولها 365 يومًا المقترحة أساسًا من عالم الفلك اليوناني كاليبوس (Callippus) فب القرن الرابع قبل الميلاد.
ومهما تعمقنا في التاريخ فإننا نجد بقايا لعلم الأحكام النجومية , فقد عمل به الرومان و الإغريق و قدماء المصريين في عهد الفراعنة , و من قبلهم كانت طائفة الكهان عند البابليين و السومريين يحفظونه و كانت مهمتهم تقتضي مراقبة النجوم و إخبار الملوك بكل ظاهرة غير عادية . و كان التنبؤ بالكسوفات و الخسوفات كذلك ذا أهمية كبرى . و في تلك الفترة كان التنجيم يسخر للملوك و الكهان أساسا و استعمل بالخصوص لإدارة شؤون الحاضرة أو الدولة .
خلدت لنا الحضارات القديمة التي شيدت الأنصاب الحجرية ستونهينج في سهل ساليبوري بإنجلترا كشاهد قوي على معرفتها بالتنجيم , و تعد ستونهينج نوعا من التقويمات تسجل فيها حركات فصول السنة . و في أمريكا الجنوبية و الوسطى بلغت شعوب الأزتيك و المايا درجة عالية من الدقة في حساب سير الكواكب و النجوم , و كانوا يعتبرونه عملا ضروريا لتحديد تواريخ الأعياد و المناسك الدينية , و رغم التخريب الذي ألحقه المعمرون الأوروبيون بهذه الحضارات, بقيت بعض الآثار من علومها مسجلة في الحجر المعروف بأنصاب الزمن.
كانت تحدد الثقافات الأولية للكائنات السماوية مع الآلهة والأرواح. فربطوا هذه الكائنات (وتحركاتها) بعدة ظواهر مثل المطَر وال جفاف وفصول السنة والمد والجزر. وبصفة عامة كانوا يعتقدون أن أول عالم فلك "محترف" كان من القساوسة، حيث كان ينظر لمفهومهم لـ "الجنان" على أنه "الإله"، ومن ثم ربطه علم الفلك القديم بما يعرف الآن بعلم التنجيم. ومهما حدث يمكن فهم الهياكل القديمة من خلال التخطيطات الفلكية (مثل ستونهنج) في كل من النسق الفلكي والديني.
في الصين يبدأ التقويم الصيني القديم في سنة 2637 قبل الميلاد , و لم يكن يتم الجزم في أمر من أمور البلاط الإمبراطوري إلا بعد استشارة النجوم و كذلك في حضارات المايا و الأزتيك. و لعب العرب دورا كبيرا في ازدهار علم التنجيم فهم من أحيى التراث التنجيمي اليوناني و مزجوه بتراث الحضارات الأخرى التي كانت تحت سيادة إمبراطوريتهم خصوصا التنجيم الفارسي و الهندي , فظهر إلى الوجود الأحكام النجومية العربية , و ذاع صيت المنجمين العرب و ترجمت مصنفاتهم إلى اللغة اللاتينية و عمل بأحكامهم منجموا الغرب فترة طويلة , و أشهر الأحكاميين العرب أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي المتوفى عام 886 م كأعظم علماء العرب في علم الأحكام النجومية و أشهر كتبه كتاب المدخل إلى علم أحكام النجوم , و كذا الفيلسوف الكندي و و بالمغرب الأقصى اشتهر ابن البناء و ابن قنفذ و بالأندلس لا يزال ذكر مسلمة المجريطي كأحد كبار الحكماء و كتابه غاية الحكيم في السحر مقدس لدى الغربيين و يطبع ليومنا هذا بإسم بيكاتريكس .
كانت سشات فى مصر القديمة هى سيدة الفلك و المعمار و أمينة مكتبة بيت الحياه التى كانت ملحقة بالمعابد و حافظة السجلات الملكية , كانت تصور دائما و هى تمسك باللوح و القلم لتحصى سنوات حكم الملك التى حددتها ب 30 سنة لكل فترة حكم ملكية . كانت سشات زوجة تحوت و هما معا يكونان ثنائى العلم و حفظه , وخاصة علم الفلك . و الأهم من ذلك هو دور سشات فى المعمار الفلكى فى مصر القديمة حيث كانت تشرف على ما يسمى ب "طقوس شد الحبل" التى تحدد وضع المبنى (سواء معبد أو هرم) بالنسبة للاتجاهات الأربعة (الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب) . لذلك كانت سشات هى سيدة المعمار و كان المعمار فى مصر القديمة معمارا حيا متناغما مع الكون عن طريق تناظره مع الأفلاك فى السماء , حيث حرص المصرى القديم على صنع صورة من السماء على الأرض عن طريق البناء الحجرى , و من أجل ضبط اتجاهات المعابد و الأهرامات ابتكر المصرى القديم طقوس شد الحبل.
كان بناء المعابد و الأهرامات عملا مقدسا يشرف علىه الملك و كبار الكهنة و هم أهل العلم فى ذلك الوقت , و كان الملك يقوم بنفسه بطقوس شد الحبل تساعده فيه كاهنة تقوم بدور سشات و ترتدى ثوبا من جلد الفهد . كان جلد الفهد هو رداء سشات و كانت أحيانا تصور برداء جلد الفهد مرصعا بالنجوم . و لعل اختيار الفهد بالذات يرجع الى أن الفهد يستطيع الرؤية فى الظلام , و أن طقوس شد الحبل كانت دائما تقام بالليل لأنها تعتمد على رؤية النجوم و تحديد الاتجاهات الأربعة عن طريقها .
لتحديد اتجاه الشمال كان الملك يتابع ببصره مجموعة الدب الأكبر و عندما يحدد مكانها فى السماء يطلب من كاهنة سشات أن تقف تحتها تماما و كل منهما يمسك بيده الحبل و المطرقة و الوتد و عندما تكون سشات تحت مجموعة الدب الأكبر و الملك فى الاتجاه المعاكس فذلك هو محور "الشمال / الجنوب" للمعبد أو الهرم .
ذكرت سشات و طقوس شد الحبل بتفصيل على جدران معبد ادفو و معبد دندرة و هما من العصر البطلمى , و لكن هناك أيضا (كما يقول جورج هارت عالم المصريات البريطانى) أدلة على أن طقوس شد الحبل كانت تجرى فى مصر القديمة منذ الأسرة الثانية من الدولة القديمة (حوالى سنة 2900 قبل الميلاد ) و أن كل أهرامات و معابد مصر تم ضبط اتجاهاتها عن طريق طقوس شد الحبل . من تلك الأدلة نقوش من معبد الشمس بأبو غراب من الأسرة الخامسة بالدولة القديمة تصور سشات أثناء طقوس شد الحبل .
و من أبرز العلامات التى تميز سشات أيضا تلك النجمة التى تقع فوق رأسها بمسافه يفصل بينها و بين الرأس ما يشبه الهوائى أو ايريال التليفزيون , نجمة سشات نجمة خاصة جدا لها سبعة أشعة فى اشارة الى السموات السبع , فسيدة المعمار اذن كانت مهمتها ربط ما هو فوق الأرض بما هو فى السماء من أفلاك ليتحقق قول تحوت فى ألواحه "كما فوق كما تحت" فكل شئ يبدأ في السماء ثم ينعكس على الأرض.
لقد نسب كل يوم من ايام الاسبوع الى الكواكب او القمر او الشمس ، ولا تزال أيام الاسبوع في اللغات اللاتينية تحمل اسماء هذه الاجرام حتى يومنا هذا .
ويعتقد ان حضارة ما بين النهرين هي الموطن الاول والحضارة الاولى لنشؤ هذا العلم ، رغم انه لم يكن بالمعنى الذي نفهمه الان وانما هو معرفة بالنجوم القصد منها التنجيم . فلقد عرف الكهنة والمنجمون في تلك الحضارة المجموعات النجومية ( وهي الاشكال التي تخيلها الانسان في السماء من النجوم ، مثل الاسد ، والثور ، والدب ...... الخ ) ولكنها لم تكن بنفس الترتيب أو الاشكال التي نعرفها اليوم ، ولما كانت هذه الاجرام تسير في السماء ضمن نطاق البروج حول الخط الذي يبدو ان الشمس تسير فيه ، فقد عرفوا المجموعات النجمية التي تمر فيها هذه الاجرام ، واصبحت هذه المجموعات ذات قيمة خاصة تميزها عن بقية مجموعات النجوم في السماء وذلك لان الاجرام المقدسة تمر فيها ، وقد قام الاغريق فيما بعد بتقسيمها الى 12 مجموعة هي التي نعرفها الان
لتحديد اتجاه الشمال كان الملك يتابع ببصره مجموعة الدب الأكبر و عندما يحدد مكانها فى السماء يطلب من كاهنة سشات أن تقف تحتها تماما و كل منهما يمسك بيده الحبل و المطرقة و الوتد و عندما تكون سشات تحت مجموعة الدب الأكبر و الملك فى الاتجاه المعاكس فذلك هو محور "الشمال / الجنوب" للمعبد أو الهرم .
ذكرت سشات و طقوس شد الحبل بتفصيل على جدران معبد ادفو و معبد دندرة و هما من العصر البطلمى , و لكن هناك أيضا (كما يقول جورج هارت عالم المصريات البريطانى) أدلة على أن طقوس شد الحبل كانت تجرى فى مصر القديمة منذ الأسرة الثانية من الدولة القديمة (حوالى سنة 2900 قبل الميلاد ) و أن كل أهرامات و معابد مصر تم ضبط اتجاهاتها عن طريق طقوس شد الحبل . من تلك الأدلة نقوش من معبد الشمس بأبو غراب من الأسرة الخامسة بالدولة القديمة تصور سشات أثناء طقوس شد الحبل .
و من أبرز العلامات التى تميز سشات أيضا تلك النجمة التى تقع فوق رأسها بمسافه يفصل بينها و بين الرأس ما يشبه الهوائى أو ايريال التليفزيون , نجمة سشات نجمة خاصة جدا لها سبعة أشعة فى اشارة الى السموات السبع , فسيدة المعمار اذن كانت مهمتها ربط ما هو فوق الأرض بما هو فى السماء من أفلاك ليتحقق قول تحوت فى ألواحه "كما فوق كما تحت" فكل شئ يبدأ في السماء ثم ينعكس على الأرض.
لقد نسب كل يوم من ايام الاسبوع الى الكواكب او القمر او الشمس ، ولا تزال أيام الاسبوع في اللغات اللاتينية تحمل اسماء هذه الاجرام حتى يومنا هذا .
ويعتقد ان حضارة ما بين النهرين هي الموطن الاول والحضارة الاولى لنشؤ هذا العلم ، رغم انه لم يكن بالمعنى الذي نفهمه الان وانما هو معرفة بالنجوم القصد منها التنجيم . فلقد عرف الكهنة والمنجمون في تلك الحضارة المجموعات النجومية ( وهي الاشكال التي تخيلها الانسان في السماء من النجوم ، مثل الاسد ، والثور ، والدب ...... الخ ) ولكنها لم تكن بنفس الترتيب أو الاشكال التي نعرفها اليوم ، ولما كانت هذه الاجرام تسير في السماء ضمن نطاق البروج حول الخط الذي يبدو ان الشمس تسير فيه ، فقد عرفوا المجموعات النجمية التي تمر فيها هذه الاجرام ، واصبحت هذه المجموعات ذات قيمة خاصة تميزها عن بقية مجموعات النجوم في السماء وذلك لان الاجرام المقدسة تمر فيها ، وقد قام الاغريق فيما بعد بتقسيمها الى 12 مجموعة هي التي نعرفها الان
و قد عرفها العرب ايضاً في الاسلام واخذت أسم البروج . وبدلا من ان يجعلوا الكواكب السيارة متقمصة روح الالهة ، فقد أعتبرها الاغريق انها الالهة نفسها ، وكتبوا فيها الاساطير التي اشتهرت عنهم وعن آلتهم ونجومهم.
ان علم التنجيم أو علم النجوم له مرادفات أخرى منها : النجامة و التبريج و التفلك و أشهرها عند العرب الأحكام النجومية , و يعرف عند الغربيين بإسم الأسطرولوجيا Astrologie / Astrology .
و الاسطرولوجيا كلمة مكونة من كلمتين : أسطرون و تعني النجم , و لوجس و تعني الخطاب , أي خطاب أو حديث النجوم .
و الذي يمتهن هذا العلم يسمى منجما أو أحكاميا . و الأحكام النجومية هي صناعة الإخبار بالحوادث من النظر في الكواكب و الحوادث العلوية . و كان العلماء لا يفرقون بين علم الهيئة و الأحكام النجومية , فكان المتكلم في حركات النجوم و علاقاتها بعضها ببعض هو نفسه الذي ينبىء بالحوادث المقبلة من النظر لتلك الحركات , و لم يميز بين هذين العلمين إلا حوالي القرن 18 الميلادي .
و كان حكماء العرب يصنفون علم الهيئة أي علم الفلك في المرتبة الرابعة من العلوم العقلية و كان من فروعه الأزياج و الأحكام النجومية . أما الآن فعلم التنجيم علم مستقل بذاته و إن كان يعتمد على علم الفلك في حساب الهيئة الفلكية , إلا أنه يصنف مع العلوم الروحانية و فنون العرافة .
ان التناغم و الترابط بين عالم السموات و الأرض كان هو المثل الأعلى و الأسمى الذى سعى اليه القدماء و قد انعكس ذلك غلى الفنون و العمارة على حد السواء الذي عجز العلم الحديث عن محاكاته . فكيف ترجم القدماء حديث النجوم و زاوجوا بينه و بين الهندسة و الجبر واللاهوت ؟؟
تعليق