بلاكووتر
Black Water
اكبر جيش من المرتزقة في العالم قائدها على علاقة بـCIA وعقودها بمليارات الدولارات
منذ تأسيسها عام 1996 لم تكن بلاكوتر معروفة، ولكن خرج اسم «بلاك ووتر» إلى العلن للمرة الأولى في العراق عام 2004، حين أقدم مقاتلون في الفلوجة على إحراق أربعة حرّاس مسلحين. وتفاعل الاسم بعد المجزرة التي ارتكبها أعضاؤها في ساحة النسور في أيلول الماضي، فما هو سرّ الصعود المفاجئ لهذه الشركة، ومؤسسها إريك برنس، الذي يدخل مقر وكالة الاستخبارات الأميركية «CIA» ساعة يشاء ليجتمع مع كبار المسؤولين فيها؟
هي «بلاك ووتر- الولايات المتحدة»، ولعلّ القسم الأخير من التسمية للتشديد على الهوية الأميركية للشركة، التي يؤكد قادتها باستمرار أن كل ما تقوم به هو بعلم واشنطن ولخدمتها.
تحت عنوان «الرؤية لدعم الأمن والسلام والحرية والديمقراطية في كل مكان» يستقبلك الموقع الرسمي للتجنيد في «بلاك ووتر». ويشدّد على أن جميع المتعاقدين عليهم أن يحملوا الجنسية الأميركية ويقسموا على احترام الدستور الأميركي في المستويات العليا من التجنيد. لكن واقع أكبر جيش خاص في العالم يختلف عن الصورة الملمعة للشركة المتورطة في عشرات الانتهاكات والاعتداءات وتهريب السلاح في العراق وأمكنة أخرى من العالم.
ويصف جريمي سكاهيل، مؤلف كتاب «بلاك ووتر - صعود أقوى جيش مرتزقة في العالم»، الشركة بأنها «مؤسسة المرتزقة الأكثر سرية وقوة في العالم. هي الجيش الخاص الأسرع نمواً على الكوكب بقدرات على إطاحة أنظمة بكاملها في أي مكان من العالم».
وبعد عقد على تأسيسها، لم تعد «بلاك ووتر» مجرّد مؤسسة واحدة، بل تفرّعت إلى عدد من الشركات التابعة، تختص بتقديم خدمة أمنية معينة في البرّ والجوّ والبحر.
تملك بلاك ووتر اليوم أكثر من 23 ألف جندي، منهم نحو 3000 موزعين في مهمات مختلفة في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، والباقون في مراكزهم على استعداد للتدخل حين الطلب «في أي مكان في العالم خلال وقت قصير». أما منتسبوها فيتجاوز عددهم مليونين.
المؤسسة تملك أيضاً أكبر قاعدة عسكرية خاصة في العالم في مويوك في ولاية نورث كارولينا تمتد على مساحة 28 كيلومتراًَ مربعاً، تتضمن أنفاقاً ومنشآت تحت الأرض ومنصات طائرات ومروحيات وحقولاً واسعة للرماية والمناورات، منها بحيرة اصطناعية للتدريب البحري، بالإضافة إلى مخازن أسلحة وذخائر، لا تضع السلطات الأميركية سقفاً لها. وتمتلك الشركة قاعدة تدريب في ماونت كارول في ولاية إيلينوي، وعدداً من القواعد الصغيرة في الدول التي تنفذ فيها مهمات.
أما خدمات «بلاك ووتر»، فهي لا تنحصر بالحماية المسلّحة، بل توفر بشكل أساسي التدريب التكتيكي على الأسلحة والمهارات الخاصة للجيوش والحكومات وأجهزة الأمن العامة والخاصة على السواء، حيث يتدرّب بحسب أرقامها الرسمية أكثر من 40 ألف شخص سنوياً.
وبموازاة التدريب، تقدّم الشركة خدمات أمنية تنفيذية واستشارية، منها ما يتعلق بوضع الخطط الأمنية وتقويمها وتنفيذها، ومنها ما يتعلق بوضع خطط مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية وتنفيذها وتقويمها، ومن ضمنها تأمين مراكز إدارة الأزمة وإنشاء مناطق آمنة من النزاع وتنفيذ مهمات إنسانية.
ولا تقتصر مهمات «بلاك ووتر» على البر، فهي توفّر خدمات بحرية للحكومات والشركات الخاصة على السواء، تتمثل بوضع برامج مضادة للقرصنة والإرهاب وتدريب طواقم السفن عليها وتنفيذها.
وجوياً، تدير «بلاك ووتر» شركتين للطيران (الخدمات الجوية العالمية والخطوط الجوية الرئاسية) تختصّان بتقديم خدمات الصيانة والدعم اللوجستي ونقل البضاعة. وتمتلك الشركة أسطولاً عريضاً من المروحيات العسكرية من طراز «غن شيب»، كالتي يراها العراقيون يومياً في بغداد.
ومن متفرّعات «بلاك ووتر»، «مجموعة رايفين للتطوير»، المتخصصة في بناء المنشآت العسكرية والتدريبية والمطارات. وهناك أيضاً شركة «غرايستون» المحدودة المختصة في تجنيد المرتزقة من دول العالم الثالث للعمل في الخارج.
منذ تأسيسها عام 1996 حتى اليوم، تحوّلت «بلاك ووتر» من مؤسسة صغيرة تدرّب فرق الشرطة المحلية إلى جيش عالمي وجزء لا يتجزأ من العمليات الأميركية في العراق. يقول مؤسسها، الضابط السابق في القوات البحرية الخاصة، إريك برنس، في مقابلة نادرة له في 24 تموز 2006، إن أسباب هذا الصعود بسيطة جداً: «نحن ننفذ دائماً مهمتنا كاملة، بطريقة صحيحة، وخلال الوقت المطلوب». لكن ما لم يقله «أمير» «بلاك ووتر» هو أن الصلات المالية والسياسية والدينية التي تجمع إدارة شركته بالمحافظين الجدد والجمهوريين المتشددين في إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، هي التي سهّلت للشركة الحصول على عقود بمليارات الدولارات.
وصلات برنس السياسية تظهر أولاً في خلفيته العائلية الجمهورية، فوالده المليونير إدغار برنس كان أحد أهم المموّلين الكبار للحزب الجمهوري، وأحد مؤيدي غاري بوير، المستشار المحافظ للرئيس الجمهوري رونالد ريغن، الذي دعمه بشكل كبير لتأسيس «مجلس أبحاث العائلة»، الذي يعدّ أحد أكبر اللوبيات المسيحية اليمينية تأثيراً في إدارة بوش الحالية. ووالدته ترأس حالياً «مؤسسة إدغار وإلسا برنس»، التي تتبرع بسخاء لبعض الأسماء والمؤسسات المعروفة في اليمين المسيحي.
ولا يقلّ مدير «بلاك ووتر» سخاء عن عائلته، في ما يتعلق بتمويل الحملات الجمهورية، حيث تبرّع شخصياً مع زوجتيه الأولى والثانية، بمئات آلاف الدولارات منذ عام 1998، بالإضافة إلى أكثر من مليون دولار عبر مؤسساته المختلفة.
وفي سياق تداخل الدين بالسياسة في عملية صنع قرار البيت الأبيض، تجمع الأصولية المسيحية اليمينية إريك برنس مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض، وبالأخص مع الرئيس جورج بوش نفسه، إذ ينتمي كلاهما للمذهب المعروف باسم «المسيحيون المولودون من جديد»
CHRISTIAN BORN AGAIN.
وبرنس الابن هو أيضاً عضو مجلس إدارة منظمة الحرية المسيحية العالمية، وهي منظمة غير ربحية تقدم المساعدات «للمسيحيين المهددين في إيمانهم بيسوع» في أنحاء العالم.
وتقول مصادر إن والدي إريك عضوان في «مجلس من أجل سياسة قومية»، وهو منظمة مسيحية متشددة جداً وشبه سرية، أعضاؤها رموز المحافظين الجدد في إدارة بوش، مثل نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد والحاكم العسكري السابق للعراق بول بريمر. ويؤمن أعضاء هذا المجلس بـ«التدخل البشري في الخطة الإلهية لتعجيل مجيء المسيح الثاني، عبر مساعدة دولة إسرائيل وشنّ الحروب ضد أعداء الله».
وشكّلت أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 عصراً إمبراطورياً لشركات الأمن الخاصة، ولا سيما «بلاك ووتر»، التي استفادت من وجود دونالد رامسفيلد في وزارة الدفاع الأميركية، ولا سيما أنه أوضح أكثر من مرّة أنه «يجب على البنتاغون أن يعتمد أكثر فأكثر أساليب القطاع الخاص».
وتقاطعت هذه النظرة مع تشديد برنس على ضرورة مساهمة شركته في «تحويل وزارة الدفاع إلى منظمة أكثر سرعة ورشاقة»، مشيراً إلى أنه يعتبر الشركة «امتداداً للجيش الأميركي».
وكان العقد الأول الذي كافأت به الإدارة الأميركية مموليها وداعميها في «بلاك ووتر» في أفغانستان، حيث تولّت الشركة تدريب فروع أمنية تابعة لوزارة الداخلية الأفغانية، ثم ساعدتها الإدارة الأميركية على تولّي تدريب المجموعات الأمنية الخاصة التي كُلّفت بالحفاظ على أمن الألعاب الأولمبية عام 2003-2004 في اليونان، وحصلت على عقد آخر مع حكومة أذربيجان عام 2005 لتدريب القوات البحرية الخاصة وتجهيز منشآتها.
ولعلّ بول بريمر هو أكثر من خدم «بلاك ووتر» عبر فتح أبواب العراق لحرّاسها، بدءاً بتكليفها حمايته الشخصية، وصولاً إلى العقد الذي وقّعته العام الماضي لتوفير الحماية لأكبر سفارة أميركية في العالم في بغداد، وهي كلها عقود بملايين الدولارات وتصل أحياناً إلى مليار دولار، كالذي وقّعته الشركة عام 2004 لحماية المسؤولين الأميركيين في أنحاء مختلفة من العالم. وتشير تقارير صحافية إلى أن 34 في المئة من الـ20 مليار التي أنفقتها إدارة بوش على إعادة إعمار العراق ذهبت إلى الشركات الأمنية المتعاقدة معها، وبينها «بلاك ووتر».
وتوّجت «بلاك ووتر» علاقتها مع وزارة الدفاع عام 2005 بعقد تبلغ قيمته 15 مليار دولار لمشاركة البنتاغون وأربع شركات أخرى في وضع برنامج مكافحة الإرهاب المتعلق بالمخدرات.
في العام قبل الماضي، إثر إعصار كاترينا الذي ضرب الولايات المتحدة، أوكلت الإدارة الأميركية إلى «بلاك ووتر» مهمة الدخول إلى المناطق المنكوبة وتسلّم الأمن بالكامل، ما سبّب انتقادات عنيفة لظهور المرتزقة المسلحين في الشوارع الأميركية. وكتب أحد الصحافيين يتساءل: إن ذلك يعطينا تذكيراً صغيراً بأن الطغيان الذي نفرضه على الآخرين سيأتي يوم ينقلب فيه علينا.
بلاكووتر بقلم الدكتور الأردني أسامة الفاعور، في مقال "حقيقة البلاكووتر":
"هذه المنظمة تملك أكثر من 2300 جندي خاص تم ترحيلهم الى تسع دول، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وتمتلك قاعدة بيانات بـِ ما يقارب 21000 جندي من القوى الخاصة السابقة، وبما فيهم من عملاء قانونين سابقين تستطيع دعوتهم متى دعت الحاجة اليهم وعلى الفور، وتمتلك هذه المنظمة ما يقارب من 20 طائرة، بما فيها طائرات القنص الهيلوكبتر، وتقوم هذه المنظمة على مساحة من الأراضي مساحة مكاتبها الرئيسة فقط 7000 هكتار في مويوك في ولاية نورث كارولينا،
وتعتبر أكبر مؤسسة عسكرية خاصة، التسهيلات التي تقدمها هذه المنظمة تشمل تدريب عشرات الآلآف من من القوى والوكلاء المحلييين والفدراليين في العام، وكذلك تدريب قوى من الدول الصديقة، والمنظمة تعمل بقسم إستخباري خاص بها، وتضم من خلال مدرائها التنفذيين العديد من موظفي المخابرات والعسكريين السابقين، ومؤخراً بدأت ببناء تسهيلات جديدة في كاليفورنيا ("بلاك ووتر وست") وفي الينوي(" بلاك ووتر نورث")، هذا بالإضافة الى غابات التدريب والتسهيلات الأخرى في الفلبين، والمنظمة تمتلك عقود حكومية موقعة تبلغ قيمتها أكثر من 500 مليون دولار؛ هذا بالطبع لا يشمل عمليات ميزانيتها السوداء السرية لوكالات الاستخبارات الأمريكية، هذا بالإضافة الشركات الخاصة و الافراد والحكومات الأجنبية. وكما ذكر أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، فإن المنظمة بالمعني العسكري الحقيقي، تستطيع التخلص من الكثير الحكومات في العالم.
منظمة بلاك ووتر تعتبر جيش خاص، ويسيطر عيها رجل واحد هو إريك برنس، وهو مسيحي يميني متشدد، وهو ملياردير، ولعب دوراً رئيسياً في حملة الرئيس بوش ولكن من منطلق الأجندات المسيحية اليمنية، والواقع أن السيد برنس لم يعطي فلساً واحداً للمرشح الديمقراطي، وربما لانه يميني معه حق، وكونه المسؤول الأول عن مثل هذه المنظمة القوية، وواحد من الذين تكلموا كثيرا عن الأيدولوجيا التي يتبناها ويلتزم بها.
تعتبر بلاك ووتر كأكبر جيش فعاّل في حرب رامسفيلد في البنتاجون، وقد تحدث السيد برنس بشجاعة عن الدور الذي لعبته شركته في عملية الأنتقال للجيش الأمريكي، وهذا الدور تمثل في حماية الموظفين التنفذيين الأعلى منزلة في إدارة العراق، وقد بدأ هذا الدور يتضح في بداية عام 2003 ، عندما أصبح بول بريمر في ذلك الوقت المبعوث الخاص والمعين من قبل الرئيس بوش الحاكم الفعلي للعراق، وذلك خلال السنة الأولى من الأحتلال، وبالطبع فقد جاء بريمر لتطبيق أجندات الرئيس بوش، وقد كان خلال ذلك الوقت في حماية البلاك ووتر، وهذا انطبق ايضاً على السفراء الأمريكيين اللاحقين بعد بريمر. وعلى عكس المبالغ الضئيلة التي كانت تدفع للجنود في العراق، كانت المنظمة تدفع لجنودها مبالغ تتجاوز الستة أرقام كرواتب، وكانت الأجور تترواح بـِ 300 دولار للجندي في اليوم، كانت البلاك ووتر تدفع للجندي في اليوم مقابل حمايتها لبول بريمر 600 دولار، وقد أوكلت إدارة الرئيس بوش لهذه المنظمة الكثير من الوظائف التي كان من المتعارف القيام بها من قبل الجيش.
واليوم يتساءل المرء عن هذه الجيوش المرتزقه، التي جاءت الى العراق وقتلت ونهبت ودمرت دون حسيب أو رقيب، والحادثة الأخيرة التي ذهب ضحيتها عراقيون أبرياء، الدليل الواضح على أن الهدف الوحيد لهولاء المرتزقه هو القتل بدافع المال والمال فقط،، والتحقيقات وما وصلت اليه، يكشف لنا الى أي حد وصل التآمر، بحيث أن التحقيقات قد برأت ساحة هذه المنظمة من الجريمة النكراء التي ذهب ضحيتها هؤلاء الأبرياء، ولكن لعن الله الفتنة ومن أشعلها، ومن جاء بهؤلاء الحثالة ليرتعوا في مشاربنا ويستولوا على خيراتنا ويقتلونا ويجعلونا عبرة لمن إعتبر".
وجاء في كتاب: بلاك ووتر.. أخطر منظمة سرية في العالم
للمؤلف: جيريمي سكاهيل وعرض: محمود ثروت أبو الفضل
"حربٌ بالوكالة" هذا ما يُمْكن أن نطلقه على الأسلوب الجديد الذي اتَّبعَته الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة في حملاتها الصِّهْيَو - صليبيَّة على أفغانستان والعراق مطلعَ القرن الجديد؛ فقد استعاضَتْ عن جنودها وجيشها بشركات مقاولات خاصَّة؛ لتزويدها بجيشٍ من المرتزقة السريِّين لتدعيم حربها البربريَّة على بلداننا الإسلاميَّة؛ والتي كان على رأسها شركة - أو منظَّمة - "بلاك ووتر"، ونجد أنَّ هذا الأسلوب ليس بجديدٍ في ذاته، فمنذ بدايات تاريخ الإمبراطوريات في العالم القديم نجد كثيرًا من الممالك استعانَتْ بقوَّات المرتزقة في جيوشها أثناء حملاتهم المستمرَّة على الشعوب الأخرى؛ كالرُّومان والفُرس من قبل، وحتَّى مرورًا بوقتنا الحاليِّ.
لكن الجديد هذه المرَّة هو الاتِّجاه الإيديولوجيِّ اليَمِيني المُحافظ لهذه المنظَّمة، هذا إلى جانب نُفوذها في رسم خريطة السِّياسة الأمريكيَّة الجديدة في المنطقة؛ أو كما يَصِفُهم "جيريمي سكاهيل" في بداية كتابه بأنَّهم "مرتزقة يقرِّرون مصائر دول وشعوب، وأيادٍ نافذة في غُرَف الحكم بواشنطن"
يحاول الصحفيُّ "جيريمي سكاهيل" كشْفَ اللِّثام عن منظمة "بلاك ووتر يو. إس. إيه"، ودورها في المَجازر التي ارتكبَتْها الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة في حربها على العراق بدون مُساءلة قانونيَّة أو خضوع لأيِّ محاسبة، أو تقيُّد بِمُعاهَدات دوليَّة، كذلك يبرز دور السَّاسة الأمريكيِّين و"البنتاجون" في جَعْل المقاولين الخاصِّين والمرتزقة السريين جزءًا لا يتجزَّأ من تركيبة الجيش الأمريكي، وعمليَّاته في حروبه المتعدِّدة بعد ذلك، "ففي مراجعة الأعوام الأربعة الأولى للبنتاجون في عام 2006 من حملتها ضد الإرهاب، أوجزَ "رامسيفلد" ما أسماه "خارطة طريق التَّغيير" في وزارة الدِّفاع، الَّتي قال: إنَّها بدأت في 2001، وقد حدّدت "القوة الشاملة للوزارة" بـ"مكوِّناتها العسكريَّة في الخدمة الفعليَّة، وفي الاحتياط، وموظَّفيها المدنيِّين، ومقاوليها (مرتزقيها)، الذين يشكِّلون قدرتها وإمكاناتها في خوض الحرب، ويخدم أعضاء القوَّة الشاملة في آلاف المواقع حول العالَم، مؤدِّين خليَّة واسعة من الواجبات لتنفيذ مهمَّات حرجة".
Black Water
اكبر جيش من المرتزقة في العالم قائدها على علاقة بـCIA وعقودها بمليارات الدولارات
منذ تأسيسها عام 1996 لم تكن بلاكوتر معروفة، ولكن خرج اسم «بلاك ووتر» إلى العلن للمرة الأولى في العراق عام 2004، حين أقدم مقاتلون في الفلوجة على إحراق أربعة حرّاس مسلحين. وتفاعل الاسم بعد المجزرة التي ارتكبها أعضاؤها في ساحة النسور في أيلول الماضي، فما هو سرّ الصعود المفاجئ لهذه الشركة، ومؤسسها إريك برنس، الذي يدخل مقر وكالة الاستخبارات الأميركية «CIA» ساعة يشاء ليجتمع مع كبار المسؤولين فيها؟
هي «بلاك ووتر- الولايات المتحدة»، ولعلّ القسم الأخير من التسمية للتشديد على الهوية الأميركية للشركة، التي يؤكد قادتها باستمرار أن كل ما تقوم به هو بعلم واشنطن ولخدمتها.
تحت عنوان «الرؤية لدعم الأمن والسلام والحرية والديمقراطية في كل مكان» يستقبلك الموقع الرسمي للتجنيد في «بلاك ووتر». ويشدّد على أن جميع المتعاقدين عليهم أن يحملوا الجنسية الأميركية ويقسموا على احترام الدستور الأميركي في المستويات العليا من التجنيد. لكن واقع أكبر جيش خاص في العالم يختلف عن الصورة الملمعة للشركة المتورطة في عشرات الانتهاكات والاعتداءات وتهريب السلاح في العراق وأمكنة أخرى من العالم.
ويصف جريمي سكاهيل، مؤلف كتاب «بلاك ووتر - صعود أقوى جيش مرتزقة في العالم»، الشركة بأنها «مؤسسة المرتزقة الأكثر سرية وقوة في العالم. هي الجيش الخاص الأسرع نمواً على الكوكب بقدرات على إطاحة أنظمة بكاملها في أي مكان من العالم».
وبعد عقد على تأسيسها، لم تعد «بلاك ووتر» مجرّد مؤسسة واحدة، بل تفرّعت إلى عدد من الشركات التابعة، تختص بتقديم خدمة أمنية معينة في البرّ والجوّ والبحر.
تملك بلاك ووتر اليوم أكثر من 23 ألف جندي، منهم نحو 3000 موزعين في مهمات مختلفة في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، والباقون في مراكزهم على استعداد للتدخل حين الطلب «في أي مكان في العالم خلال وقت قصير». أما منتسبوها فيتجاوز عددهم مليونين.
المؤسسة تملك أيضاً أكبر قاعدة عسكرية خاصة في العالم في مويوك في ولاية نورث كارولينا تمتد على مساحة 28 كيلومتراًَ مربعاً، تتضمن أنفاقاً ومنشآت تحت الأرض ومنصات طائرات ومروحيات وحقولاً واسعة للرماية والمناورات، منها بحيرة اصطناعية للتدريب البحري، بالإضافة إلى مخازن أسلحة وذخائر، لا تضع السلطات الأميركية سقفاً لها. وتمتلك الشركة قاعدة تدريب في ماونت كارول في ولاية إيلينوي، وعدداً من القواعد الصغيرة في الدول التي تنفذ فيها مهمات.
أما خدمات «بلاك ووتر»، فهي لا تنحصر بالحماية المسلّحة، بل توفر بشكل أساسي التدريب التكتيكي على الأسلحة والمهارات الخاصة للجيوش والحكومات وأجهزة الأمن العامة والخاصة على السواء، حيث يتدرّب بحسب أرقامها الرسمية أكثر من 40 ألف شخص سنوياً.
وبموازاة التدريب، تقدّم الشركة خدمات أمنية تنفيذية واستشارية، منها ما يتعلق بوضع الخطط الأمنية وتقويمها وتنفيذها، ومنها ما يتعلق بوضع خطط مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية وتنفيذها وتقويمها، ومن ضمنها تأمين مراكز إدارة الأزمة وإنشاء مناطق آمنة من النزاع وتنفيذ مهمات إنسانية.
ولا تقتصر مهمات «بلاك ووتر» على البر، فهي توفّر خدمات بحرية للحكومات والشركات الخاصة على السواء، تتمثل بوضع برامج مضادة للقرصنة والإرهاب وتدريب طواقم السفن عليها وتنفيذها.
وجوياً، تدير «بلاك ووتر» شركتين للطيران (الخدمات الجوية العالمية والخطوط الجوية الرئاسية) تختصّان بتقديم خدمات الصيانة والدعم اللوجستي ونقل البضاعة. وتمتلك الشركة أسطولاً عريضاً من المروحيات العسكرية من طراز «غن شيب»، كالتي يراها العراقيون يومياً في بغداد.
ومن متفرّعات «بلاك ووتر»، «مجموعة رايفين للتطوير»، المتخصصة في بناء المنشآت العسكرية والتدريبية والمطارات. وهناك أيضاً شركة «غرايستون» المحدودة المختصة في تجنيد المرتزقة من دول العالم الثالث للعمل في الخارج.
منذ تأسيسها عام 1996 حتى اليوم، تحوّلت «بلاك ووتر» من مؤسسة صغيرة تدرّب فرق الشرطة المحلية إلى جيش عالمي وجزء لا يتجزأ من العمليات الأميركية في العراق. يقول مؤسسها، الضابط السابق في القوات البحرية الخاصة، إريك برنس، في مقابلة نادرة له في 24 تموز 2006، إن أسباب هذا الصعود بسيطة جداً: «نحن ننفذ دائماً مهمتنا كاملة، بطريقة صحيحة، وخلال الوقت المطلوب». لكن ما لم يقله «أمير» «بلاك ووتر» هو أن الصلات المالية والسياسية والدينية التي تجمع إدارة شركته بالمحافظين الجدد والجمهوريين المتشددين في إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، هي التي سهّلت للشركة الحصول على عقود بمليارات الدولارات.
وصلات برنس السياسية تظهر أولاً في خلفيته العائلية الجمهورية، فوالده المليونير إدغار برنس كان أحد أهم المموّلين الكبار للحزب الجمهوري، وأحد مؤيدي غاري بوير، المستشار المحافظ للرئيس الجمهوري رونالد ريغن، الذي دعمه بشكل كبير لتأسيس «مجلس أبحاث العائلة»، الذي يعدّ أحد أكبر اللوبيات المسيحية اليمينية تأثيراً في إدارة بوش الحالية. ووالدته ترأس حالياً «مؤسسة إدغار وإلسا برنس»، التي تتبرع بسخاء لبعض الأسماء والمؤسسات المعروفة في اليمين المسيحي.
ولا يقلّ مدير «بلاك ووتر» سخاء عن عائلته، في ما يتعلق بتمويل الحملات الجمهورية، حيث تبرّع شخصياً مع زوجتيه الأولى والثانية، بمئات آلاف الدولارات منذ عام 1998، بالإضافة إلى أكثر من مليون دولار عبر مؤسساته المختلفة.
وفي سياق تداخل الدين بالسياسة في عملية صنع قرار البيت الأبيض، تجمع الأصولية المسيحية اليمينية إريك برنس مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض، وبالأخص مع الرئيس جورج بوش نفسه، إذ ينتمي كلاهما للمذهب المعروف باسم «المسيحيون المولودون من جديد»
CHRISTIAN BORN AGAIN.
وبرنس الابن هو أيضاً عضو مجلس إدارة منظمة الحرية المسيحية العالمية، وهي منظمة غير ربحية تقدم المساعدات «للمسيحيين المهددين في إيمانهم بيسوع» في أنحاء العالم.
وتقول مصادر إن والدي إريك عضوان في «مجلس من أجل سياسة قومية»، وهو منظمة مسيحية متشددة جداً وشبه سرية، أعضاؤها رموز المحافظين الجدد في إدارة بوش، مثل نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد والحاكم العسكري السابق للعراق بول بريمر. ويؤمن أعضاء هذا المجلس بـ«التدخل البشري في الخطة الإلهية لتعجيل مجيء المسيح الثاني، عبر مساعدة دولة إسرائيل وشنّ الحروب ضد أعداء الله».
وشكّلت أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 عصراً إمبراطورياً لشركات الأمن الخاصة، ولا سيما «بلاك ووتر»، التي استفادت من وجود دونالد رامسفيلد في وزارة الدفاع الأميركية، ولا سيما أنه أوضح أكثر من مرّة أنه «يجب على البنتاغون أن يعتمد أكثر فأكثر أساليب القطاع الخاص».
وتقاطعت هذه النظرة مع تشديد برنس على ضرورة مساهمة شركته في «تحويل وزارة الدفاع إلى منظمة أكثر سرعة ورشاقة»، مشيراً إلى أنه يعتبر الشركة «امتداداً للجيش الأميركي».
وكان العقد الأول الذي كافأت به الإدارة الأميركية مموليها وداعميها في «بلاك ووتر» في أفغانستان، حيث تولّت الشركة تدريب فروع أمنية تابعة لوزارة الداخلية الأفغانية، ثم ساعدتها الإدارة الأميركية على تولّي تدريب المجموعات الأمنية الخاصة التي كُلّفت بالحفاظ على أمن الألعاب الأولمبية عام 2003-2004 في اليونان، وحصلت على عقد آخر مع حكومة أذربيجان عام 2005 لتدريب القوات البحرية الخاصة وتجهيز منشآتها.
ولعلّ بول بريمر هو أكثر من خدم «بلاك ووتر» عبر فتح أبواب العراق لحرّاسها، بدءاً بتكليفها حمايته الشخصية، وصولاً إلى العقد الذي وقّعته العام الماضي لتوفير الحماية لأكبر سفارة أميركية في العالم في بغداد، وهي كلها عقود بملايين الدولارات وتصل أحياناً إلى مليار دولار، كالذي وقّعته الشركة عام 2004 لحماية المسؤولين الأميركيين في أنحاء مختلفة من العالم. وتشير تقارير صحافية إلى أن 34 في المئة من الـ20 مليار التي أنفقتها إدارة بوش على إعادة إعمار العراق ذهبت إلى الشركات الأمنية المتعاقدة معها، وبينها «بلاك ووتر».
وتوّجت «بلاك ووتر» علاقتها مع وزارة الدفاع عام 2005 بعقد تبلغ قيمته 15 مليار دولار لمشاركة البنتاغون وأربع شركات أخرى في وضع برنامج مكافحة الإرهاب المتعلق بالمخدرات.
في العام قبل الماضي، إثر إعصار كاترينا الذي ضرب الولايات المتحدة، أوكلت الإدارة الأميركية إلى «بلاك ووتر» مهمة الدخول إلى المناطق المنكوبة وتسلّم الأمن بالكامل، ما سبّب انتقادات عنيفة لظهور المرتزقة المسلحين في الشوارع الأميركية. وكتب أحد الصحافيين يتساءل: إن ذلك يعطينا تذكيراً صغيراً بأن الطغيان الذي نفرضه على الآخرين سيأتي يوم ينقلب فيه علينا.
الشخصيات الأساسية في المنظمة
رئيس "بلاك ووتر" هو غاري جاكسون، ونائب الرئيس التنفيذي هو بيل ماثيوز وهناك الكثير من قادة وحدات الأعمال وعناصر سابقين في البحرية الأمريكية، ممن يتولون المهمات الميدانية لهذه المنظمة"بلاكووتر بقلم الدكتور الأردني أسامة الفاعور، في مقال "حقيقة البلاكووتر":
"هذه المنظمة تملك أكثر من 2300 جندي خاص تم ترحيلهم الى تسع دول، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وتمتلك قاعدة بيانات بـِ ما يقارب 21000 جندي من القوى الخاصة السابقة، وبما فيهم من عملاء قانونين سابقين تستطيع دعوتهم متى دعت الحاجة اليهم وعلى الفور، وتمتلك هذه المنظمة ما يقارب من 20 طائرة، بما فيها طائرات القنص الهيلوكبتر، وتقوم هذه المنظمة على مساحة من الأراضي مساحة مكاتبها الرئيسة فقط 7000 هكتار في مويوك في ولاية نورث كارولينا،
وتعتبر أكبر مؤسسة عسكرية خاصة، التسهيلات التي تقدمها هذه المنظمة تشمل تدريب عشرات الآلآف من من القوى والوكلاء المحلييين والفدراليين في العام، وكذلك تدريب قوى من الدول الصديقة، والمنظمة تعمل بقسم إستخباري خاص بها، وتضم من خلال مدرائها التنفذيين العديد من موظفي المخابرات والعسكريين السابقين، ومؤخراً بدأت ببناء تسهيلات جديدة في كاليفورنيا ("بلاك ووتر وست") وفي الينوي(" بلاك ووتر نورث")، هذا بالإضافة الى غابات التدريب والتسهيلات الأخرى في الفلبين، والمنظمة تمتلك عقود حكومية موقعة تبلغ قيمتها أكثر من 500 مليون دولار؛ هذا بالطبع لا يشمل عمليات ميزانيتها السوداء السرية لوكالات الاستخبارات الأمريكية، هذا بالإضافة الشركات الخاصة و الافراد والحكومات الأجنبية. وكما ذكر أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، فإن المنظمة بالمعني العسكري الحقيقي، تستطيع التخلص من الكثير الحكومات في العالم.
منظمة بلاك ووتر تعتبر جيش خاص، ويسيطر عيها رجل واحد هو إريك برنس، وهو مسيحي يميني متشدد، وهو ملياردير، ولعب دوراً رئيسياً في حملة الرئيس بوش ولكن من منطلق الأجندات المسيحية اليمنية، والواقع أن السيد برنس لم يعطي فلساً واحداً للمرشح الديمقراطي، وربما لانه يميني معه حق، وكونه المسؤول الأول عن مثل هذه المنظمة القوية، وواحد من الذين تكلموا كثيرا عن الأيدولوجيا التي يتبناها ويلتزم بها.
تعتبر بلاك ووتر كأكبر جيش فعاّل في حرب رامسفيلد في البنتاجون، وقد تحدث السيد برنس بشجاعة عن الدور الذي لعبته شركته في عملية الأنتقال للجيش الأمريكي، وهذا الدور تمثل في حماية الموظفين التنفذيين الأعلى منزلة في إدارة العراق، وقد بدأ هذا الدور يتضح في بداية عام 2003 ، عندما أصبح بول بريمر في ذلك الوقت المبعوث الخاص والمعين من قبل الرئيس بوش الحاكم الفعلي للعراق، وذلك خلال السنة الأولى من الأحتلال، وبالطبع فقد جاء بريمر لتطبيق أجندات الرئيس بوش، وقد كان خلال ذلك الوقت في حماية البلاك ووتر، وهذا انطبق ايضاً على السفراء الأمريكيين اللاحقين بعد بريمر. وعلى عكس المبالغ الضئيلة التي كانت تدفع للجنود في العراق، كانت المنظمة تدفع لجنودها مبالغ تتجاوز الستة أرقام كرواتب، وكانت الأجور تترواح بـِ 300 دولار للجندي في اليوم، كانت البلاك ووتر تدفع للجندي في اليوم مقابل حمايتها لبول بريمر 600 دولار، وقد أوكلت إدارة الرئيس بوش لهذه المنظمة الكثير من الوظائف التي كان من المتعارف القيام بها من قبل الجيش.
واليوم يتساءل المرء عن هذه الجيوش المرتزقه، التي جاءت الى العراق وقتلت ونهبت ودمرت دون حسيب أو رقيب، والحادثة الأخيرة التي ذهب ضحيتها عراقيون أبرياء، الدليل الواضح على أن الهدف الوحيد لهولاء المرتزقه هو القتل بدافع المال والمال فقط،، والتحقيقات وما وصلت اليه، يكشف لنا الى أي حد وصل التآمر، بحيث أن التحقيقات قد برأت ساحة هذه المنظمة من الجريمة النكراء التي ذهب ضحيتها هؤلاء الأبرياء، ولكن لعن الله الفتنة ومن أشعلها، ومن جاء بهؤلاء الحثالة ليرتعوا في مشاربنا ويستولوا على خيراتنا ويقتلونا ويجعلونا عبرة لمن إعتبر".
وجاء في كتاب: بلاك ووتر.. أخطر منظمة سرية في العالم
للمؤلف: جيريمي سكاهيل وعرض: محمود ثروت أبو الفضل
"حربٌ بالوكالة" هذا ما يُمْكن أن نطلقه على الأسلوب الجديد الذي اتَّبعَته الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة في حملاتها الصِّهْيَو - صليبيَّة على أفغانستان والعراق مطلعَ القرن الجديد؛ فقد استعاضَتْ عن جنودها وجيشها بشركات مقاولات خاصَّة؛ لتزويدها بجيشٍ من المرتزقة السريِّين لتدعيم حربها البربريَّة على بلداننا الإسلاميَّة؛ والتي كان على رأسها شركة - أو منظَّمة - "بلاك ووتر"، ونجد أنَّ هذا الأسلوب ليس بجديدٍ في ذاته، فمنذ بدايات تاريخ الإمبراطوريات في العالم القديم نجد كثيرًا من الممالك استعانَتْ بقوَّات المرتزقة في جيوشها أثناء حملاتهم المستمرَّة على الشعوب الأخرى؛ كالرُّومان والفُرس من قبل، وحتَّى مرورًا بوقتنا الحاليِّ.
لكن الجديد هذه المرَّة هو الاتِّجاه الإيديولوجيِّ اليَمِيني المُحافظ لهذه المنظَّمة، هذا إلى جانب نُفوذها في رسم خريطة السِّياسة الأمريكيَّة الجديدة في المنطقة؛ أو كما يَصِفُهم "جيريمي سكاهيل" في بداية كتابه بأنَّهم "مرتزقة يقرِّرون مصائر دول وشعوب، وأيادٍ نافذة في غُرَف الحكم بواشنطن"
يحاول الصحفيُّ "جيريمي سكاهيل" كشْفَ اللِّثام عن منظمة "بلاك ووتر يو. إس. إيه"، ودورها في المَجازر التي ارتكبَتْها الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة في حربها على العراق بدون مُساءلة قانونيَّة أو خضوع لأيِّ محاسبة، أو تقيُّد بِمُعاهَدات دوليَّة، كذلك يبرز دور السَّاسة الأمريكيِّين و"البنتاجون" في جَعْل المقاولين الخاصِّين والمرتزقة السريين جزءًا لا يتجزَّأ من تركيبة الجيش الأمريكي، وعمليَّاته في حروبه المتعدِّدة بعد ذلك، "ففي مراجعة الأعوام الأربعة الأولى للبنتاجون في عام 2006 من حملتها ضد الإرهاب، أوجزَ "رامسيفلد" ما أسماه "خارطة طريق التَّغيير" في وزارة الدِّفاع، الَّتي قال: إنَّها بدأت في 2001، وقد حدّدت "القوة الشاملة للوزارة" بـ"مكوِّناتها العسكريَّة في الخدمة الفعليَّة، وفي الاحتياط، وموظَّفيها المدنيِّين، ومقاوليها (مرتزقيها)، الذين يشكِّلون قدرتها وإمكاناتها في خوض الحرب، ويخدم أعضاء القوَّة الشاملة في آلاف المواقع حول العالَم، مؤدِّين خليَّة واسعة من الواجبات لتنفيذ مهمَّات حرجة".
تعليق