شاهدت لك فيلم
الشعوذة
(The Conjuring)
خلال الأسابيع القليلة المنصرمة طالبني العديد من أصدقائى بأن اكتب عن فلم "الشعوذة" . في الواقع أنا لم أفهم سر الضجة الكبيرة المفتعلة حول الفلم ؟ . ولمعرفة السبب قررت أن أشاهد الفلم , ذهبت إلى محل الأقراص المدمجة واشتريت نسخة من الفلم ثم قفلت عائدا إلى منزلى وأنا أمني النفس بسهرة مشبعة بالأدرينالين . وما أن أنتصف الليل وعم الهدوء حتى وضعت القرص في الكومبيوتر وأطفئت النور .
استرخيت في الظلام وأنا أتوقع رؤية نفس المشاهد والحيل السينمائية المستهلكة التي تعودنا رؤيتها في مثل هذة الافلام عن البيوت المسكونة . لكن صناع الفلم سرعان ما أثبتوا خطأ توقعاتي , فالفيلم .. ومنذ دقائقه الأولى .. يهاجم بشراسة لاقتلاع قلبك من مكانه ! .. أنه فلم رعب قلما شاهدت له نظيرا منذ سنوات , ولا أخفيكم سرا بأني لم انم جيدا تلك الليلة , لازمني هاجس لعين في أن أحدا ما سيسحب قدمي خلسة وأنا نائم فوق فراشي كما حدث للفتاة الصغيرة في الفيلم ! .
قصة الفيلم
بعد الاستماع لقصة دونا وانجي يتوصل الزوجان وارن لقناعة مفادها أن الدمية ليست مسكونة بروح طفلة كما قالت الوسيطة وإنما هي تتحرك بواسطة جني خبيث يستخدمها كوسيلة للتلبس بجسد إحدى الفتاتين . وللحد من ألاعيبها وشرورها يأخذ الزوجان وارن الدمية معهما إلى منزلهما ويقومان بحبسها داخل صندوق زجاجي في القبو .
وفي احد الأيام بعد انتهاء الزوجين وارن من إلقاء محاضرة عن المس الشيطاني تتقدم إليهما امرأة تدعى كارولين بيرون وتطلب مساعدتها لتحري ما يجري في منزلها . كارولين وزوجها روجر وبناتهما الخمسة انتقلوا حديثا للسكن في منزل قديم يقع وسط مزرعة كبيرة . ومنذ اليوم التالي لانتقالهم هناك تحدث أمور غريبة يصعب تفسيرها , كارولين تستيقظ صباحا لتجد كدمات غامضة على جسدها , ثم تعثر أبنتها على كلب العائلة ميتا في الحديقة , والغريب أن جميع ساعات المنزل توقفت عن العمل في وقت واحد . وفي إحدى الأمسيات تسمع كارولين صوت تصفيق قادم من مكان مجهول , فتبدأ بالبحث عن مصدر الصوت , وخلال البحث تسقط في قبو المنزل المظلم وتحاول عبثا الخروج , لكن قوى خفية تمنعها من ذلك , وفي هذه الأثناء تستيقظ إحدى بناتها في الأعلى لتخبر شقيقتها النائمة بجوارها بأن هناك شخص ما يختبأ وراء باب الغرفة , فتنهض الشقيقة لتحري الأمر , لكن الباب يغلق بقوة من تلقاء نفسه وتبدأ الفتاتان بالصراخ , ولا ينقذ الجميع سوى عودة روجر من عمله إلى المنزل .
ن هما الزوجان اد و لورين وارن الحقيقيين ؟
في سن السادسة عشر تعرف إد على لورين . وبعدها بعام تطوع في البحرية الأمريكية . وخلال الحرب العالمية الثانية غرقت سفينته في شمال الأطلسي فعاد إلى الوطن وتزوج من لورين . وعمل كرسام بعد انتهاء الحرب , وخلال تلك الحقبة أزداد ولعه بالتحقيقات الروحية , فأينما سمع بوجود منزل مسكون كان يسارع للذهاب إلى هناك لتحري الأمر مصطحبا معه زوجته التي لم تكن تؤمن آنذاك بالأشباح والمس الشيطاني , لكنها أصبحت لاحقا من أشد المؤمنين بتلك الأمور , ومن خلال مواكبتها لزوجها اكتشفت بأن لديها قدرة خارقة على التواصل مع كائنات العالم الآخر والإحساس بوجودهم . وهكذا راح الزوجان يطاردان الأشباح في طول البلاد وعرضها , مستخدمين أحدث التقنيات والأساليب في تلك المطاردة , كالكاميرات الحساسة للضوء والأجهزة السمعية التي تلتقط ذبذبات يصعب على الأذن البشرية التقاطها . واستعانا كذلك بالعديد من الصحفيين والمصورين والأطباء ورجال الدين من أجل إسباغ مصداقية أكبر على تحقيقاتهم .
وفي عام 1952 توج الزوجان عملهما بتأسيس جمعية نيوانجلند للأبحاث النفسية , كان الهدف منها هو مساعدة الناس الذين يعانون من أذى الأشباح والجن , وكذلك مساعدة الأرواح الضالة على إيجاد طريقها لمغادرة هذا العالم . إضافة إلى ذلك أراد الزوجان أن يثبتا للملحدين بأن ما ذكرته الأديان عن العالم الآخر والملائكة والشياطين هو حق . وخلال خمسين عاما من عمر جمعيتهما حقق الزوجان وارن في العديد من القضايا التي نالت شهرة واسعة , كقضية امتيفيل , وقضية آل سندكير , وقضية الرجل المستذئب الخ .. ويحتفظ الزوجان بالكثير من الأشياء الغريبة التي جمعاها خلال تحقيقاتهم الروحية في متحف بقبو منزلهم أسمياه "متحف الغيبيات" , ولعل أغرب تلك الأشياء هي دمية أسمها انابيل سنتعرف على قصتها بالتفصيل خلال الأسطر التالية .
الدمية انابيل
بعد فترة بدأت دونا تلاحظ شيء غريب , فالدمية تتحرك ! .. في البداية لم تكن سوى حركات بسيطة بالكاد تلمحها العين , كتغير موضع الرأس أو اليد أو القدم , لكنها أصبحت أوضح بالتدريج .. فمثلا كانت دونا تخرج صباحا والدمية جالسة في مكانها فوق المنضدة فتعود مساءا لتجدها فوق السرير , أو فوق أرضية الحجرة .
ثم أتى اليوم الذي بلغت فيه الأمور حدا لا يطاق . في ذلك اليوم عادت دونا لتجد الدمية وقد غيرت مكانها كالعادة , لكن كان هناك شيء مختلف هذه المرة , كانت الدمية تتمدد فوق سرير دونا وعلى يدها بقعة صغيرة من الدم , والعجيب أن مصدر الدم كان من جسد الدمية نفسها ! .
"لكن كيف لدمية مصنوعة من القماش أن تنزف دما ؟ " .. تساءلت دونا بحيرة كبيرة وهي تنظر لصديقتها أنجي التي أخذت ترتجف رعبا . وعند هذا الحد قررت الفتاتين بأن الوقت قد حان لطلب المساعدة . بحثتا في دليل الهاتف وعثرتا على رقم وسيطة روحية فاتصلتا بها وطلبتا مساعدتها .
الوسيطة الروحية حضرت إلى الشقة فاستمعت لقصة الفتاتين وأجرت جلسة لتحضير الأرواح , ومن خلال تلك الجلسة عرفت بأن الشقة مسكونة بروح طفلة صغيرة تدعى (انابيل هيجنز) عاشت في الماضي البعيد وماتت مقتولة بصورة غامضة في نفس البقعة التي بنيت فوقها شقة دونا وانجي بعد سنوات كثيرة . روح الطفلة أخبرت الوسطية بأنها وحيدة وتفتقد الحب والحنان , ولهذا تعلقت بدونا وانجي وتود البقاء معهما .
ولأن دونا وأنجي كانا طيبتين ولديهما قلب كبير وعطوف .. فقد وافقتا على بقاء الروح معهما في الشقة ! .
بعد ما حدث مع لو بدأت دونا ترتاب في كلام الوسيطة الروحية , لم تعد تصدق بأن روح طفلة بريئة يمكن أن تفعل أمور شريرة كهذه , ولهذا ذهبت إلى الكنيسة وشرحت للأب هوغان قضيتها بالتفصيل , فشاطرها الرجل شكوكها وأتصل برجل دين أعلى منه مرتبة هو الأب كوك , والذي بدوره أتصل بصديقه إد وارن وطلب منه تحري القضية .
بعد عدة أيام زار الزوجان وارن شقة دونا وأنجي وأنصتا لقصتهما جيدا , وسرعان ما توصلا لاستنتاج مهم , فالدمية برأيهما لم تكن مسكونة بروح طفلة كما قالت الوسيطة , لكنها واقعة تحت تأثير قوة ذات طبيعة شيطانية , بعبارة أدق هناك جني يسيطر على الدمية , لكنه لا يسكنها , فالجن لا يسكن الجمادات وإنما يسكن الأجساد البشرية , لكنه قادر على إلصاق نفسه بأشياء جامدة , الأمر بالنسبة إليه هو أشبه بركوب سيارة بالنسبة إلينا , فنحن عندما نصعد السيارة لا يكون هدفنا السكن فيها , لكننا نستعملها كوسيلة للوصول إلى غايتنا , وهذا بالضبط ما يفعله الجن , يلصق نفسه بشيء لكي يتمكن بواسطته من الوصول إلى غايته , أي لجسد بشري يتلبسه . وكان جني الدمية قد أصبح قويا وقريبا جدا من غايته , فلو تأخرت الفتاتان قليلا بطلب مساعدة الزوجان وارن لكان قد تلبس بجسد إحداهما أو لقام بإيذاء وقتل جميع من في الشقة .
بعد أن تأكد الزوجان من خطورة الموقف قاما بإجراء طقوس طرد الشياطين بمساعدة الأب كوك ثم أخذا الدمية معهما إلى منزلهما بطلب من دونا التي لم تعد تشعر بالراحة لوجودها . وخلال عودتها للمنزل حدثت أمور رهيبة , إذ تعطلت السيارة وكادت أن تصطدم بالأشجار , ولم يصلا إلا بشق الأنفس . وهناك في المنزل حدثت المزيد من الأمور المرعبة التي أكدت للزوجين شكوكهما في أن الجني مازال ملتصقا بالدمية . حيث بدأت الدمية تتحرك مجددا , كانوا يضعونها في غرفة المكتب ليجدونها بعد قليل فوق السرير في غرفة النوم . وأصبحت الدمية أكثر عنفا , ففي احد الأيام زارهما قس شاب فأخبراه بقصة الدمية , فأمسك القس بالدمية وصرخ بها قائلا : " أنتِ مجرد دمية خرقاء يا انابيل .. أنتِ لا تستطيعين إيذاء احد " .. ثم رمى الدمية بغضب . فنظر إليه إد بقلق وقال معاتبا : "ما كان ينبغي لك أن تقول هذا ". وبعد عدة ساعات تلقى الزوجان اتصالا يخبرهما بأن القس تعرض لحادث خطير بعد مغادرته لمنزلهما , تعطلت فرامل سيارته وأصطدم بشجرة على جانب الطريق , لكنه نجا من الموت بأعجوبة! . وفي حادثة أخرى أتى شاب مع صديقته على دراجة نارية لرؤية متحف الزوجين في القبو , فقام إد بمرافقتهما وقص عليهما قصة الدمية انابيل , فأخذ الشاب يضحك ويسخر من الدمية قائلا : " إذا كان باستطاعتك إيذاء الناس حقا فأتحداكِ أن تؤذيني" , فنظر إد إلى الشاب بانزعاج وطلب منه المغادرة . وبعد عدة أيام علم بأن ذلك الشاب تعرض لحادث مروع بعد مغادرته المتحف مباشرة , اصطدمت دراجته بشجرة فمات على الفور ونجت الفتاة . بعد تلك الحادثة , ولمنع الدمية من إيذاء المزيد من الناس , قام الزوجين بوضعها داخل صندوق زجاجي محصن بالتعويذات والتمائم الدينية . وهي ما تزال معروضة في متحفهما إلى اليوم .
منزل عائلة بيرون المسكون
لهفة الزوجين بيرون لشراء المنزل جعلتهما يتغاضيان عن أمر مهم , وهو السؤال عن تاريخه , كان من الواضح لهما بأنه منزل قديم جدا , لكنهما لم يهتما بمعرفة أي شيء عن حياة ثمانية أجيال من الناس ولدت وماتت هنا على مدار قرنين من الزمان . وفي الواقع كان للمنزل تاريخ مأساوي طويل , فسجل الوفيات في بلدية هاريسفيل يتحدث عن خمسة حالات انتحار على الأقل , وعدة جرائم قتل , منها اغتصاب وقتل طفلة في الحادية عشر من عمرها . وقتل سبعة جنود ودفنهم بالجدار خلال الحرب الأهلية الأمريكية . إضافة لعشرات حالات الوفاة الأخرى لأسباب شتى . وبسبب هذا التاريخ الحزين تداول سكان هاريسفيل العديد من الأساطير والقصص عن المنزل . أشهرها تلك التي تتحدث عن باثشيبا , وهي امرأة ولدت في هاريسفيل عام 1812 ثم تزوجت في سن الثلاثين من مالك المنزل . كانت غريبة الأطوار , يقال بأنها ساحرة , وبأنها قتلت ابنها وقدمته كقربان للشيطان . وفي الحقيقة هذه لم تكن مجرد أسطورة , فالسجلات الرسمية تبين بأن أحد أطفالها مات فعلا في سن الرابعة , وبفحص جثته تبين بأنه مات بسبب إبرة حياكة طويلة غرزت أسفل جمجمته . فجرى اتهام باثشيبا بقتله , لكن المحكمة لم تجد دليلا قاطعا يدينها فأطلقت سراحها .
بعد موت الساحرة ظهرت إشاعات كثيرة حول المنزل , فالكثير ممن سكنوا فيه على مدار قرن من الزمان تحدثوا عن أمور غريبة تقع داخله , وأغلبهم لم يمكثوا فيه طويلا , سرعان ما كانوا يبيعونه بأبخس الأثمان ويغادرون . المالك الأخير سلم مفتاح المنزل لآل بيرون ونصحهم قائلا : "لا تطفئوا الأنوار بالليل" !. وهي نصيحة لم يفهم آل بيرون معناها إلا في وقت لاحق .
ومنذ يومهم الأول في المنزل أطل الرعب لهم برأسه , فحينما كانت العائلة مشغولة بتفريغ أغراضها وإدخالها للمنزل كان هناك رجل غريب يقف عند الباب , ثلاثة من بنات العائلة شاهدنه بوضوح وحسبن بأنه حمال , لكن لم يكن يفعل شيء سوى المراقبة وبقي في مكانه حتى بعد أن رحل جميع الحمالين ثم تبخر فجأة عندما حاولت إحدى البنات التحدث معه ! .. يا له من استقبال رائع ! ..
الأيام التالية للعائلة في المنزل شهدت المزيد من الغرائب .. أبواب وشبابيك تفتح وتغلق من تلقاء نفسها , ساعات تتوقف عن العمل في وقت واحد , صور ولوحات تتساقط عن الجدار من دون أن يسمها احد , كراسي وأثاث يحلق في الهواء ! .. غرباء مجهولين يظهرون ويختفون فجأة .. كان هناك رجل يظهر في حجرة الجلوس وكان مبتسما على الدوام! . هناك رجل آخر يظهر مع صبي وكلب كأنهم ذاهبون لرحلة صيد . وهناك سيدة تفوح منها رائحة الفواكه تأتي في بعض الليالي لتقبل البنات وتتمنى لهن نوما هانئا! . وهناك امرأة تظهر وهي تحمل رضيعا ميتا , لكنها لم تكن حزينة , بل تبدو شاردة , كأنها مجنونة . هناك أيضا بنت صغيرة تظهر في البهو وهي تبكي بحرقة , كانت تتلفت كأن أحدا يطاردها , ثم تركض نحو الباب وتختفي . وهناك طفل صغير لديه جرح غائر على رقبته يظهر ليلعب مع ابريل البنت الصغرى للعائلة . أما أكثر الأماكن إرعابا في المنزل فهو القبو , كان كئيبا موحشا , فيه أغراض قديمة , وكان شديد البرودة حتى في فصل الصيف . كان آل بيرون يسمونه "بيت الأشباح" ويتحاشون النزول إليه قدر الإمكان .
وفي أحد الأيام بينما كانت كارولين تستريح على كرسي في غرفة الجلوس شعرت بوخزه مؤلمة في ساقها , في البداية ظنت بأن نحلة قرصتها , لكن عند معاينتها ساقها لاحظت وجود جرح غائر على شكل دائرة صغيرة .. كأن أحدا ما قد غرز إبرة في ساقها .. إبرة حياكة طويلة ! . ثم ظهرت العجوز لإحدى بنات العائلة وطلبت منها أن تأتي معها إلى القبو , لكن الفتاة شعرت بالرعب وفرت هاربة , ومرة أخرى ظهرت للبنات في حجرتهن بالطابق العلوي وأرعبتهن . ثم أصبحت كارولين تصاب بنوبات صرع غريبة يتغير صوتها خلالها وصارت تحاول أن تؤذي بناتها , كانت النوبة تستمر لفترة قصيرة قبل أن تستعيد كارولين حالتها الطبيعية , لكن العجيب هو أنها كانت تنسى كل ما حدث معها خلال النوبة .
الزوجان وارن تمكنا من تخليص كارولين من المس الشيطاني , لكنهما لم يستطيعا تخليص المنزل من أشباحه الكثيرة . وقد عاش آل بيرون في المنزل لعشرة أعوام أخرى قبل أن يبيعوه وينتقلون لمنزل آخر .
أين الحقيقة ؟
نحن ليس من نوع الكتاب الذين يثيرون القراء بأساليب رخيصة . أنا أعلم جيدا بأن العديد من مشاهدي الفلم وقراء هذه القصة سيشعرون برعب طاغي .. وأغلبهم سيتساءلون مع أنفسهم .. هل القصة حقيقية ؟ ..
بالنسبة لقصة الدمية انابيل فمصدر القصة هو الزوجان وارن فقط . وعليه فأن إمكانية التحقق من صحة القصة تبدو مستحيلة في ظل غياب الشهود .. دونا وانجي ولو .. ولهذا يؤمن البعض بأن القصة بأسرها ملفقة . أما بالنسبة لمنزل آل بيرون المسكون , فأفراد العائلة ما زالوا إحياء يرزقون , وظهروا في لقطات من الفلم , وجميعهم يؤكدون بأن الأحداث حقيقية . لكن ذلك لم يمنع المشككين من طرح سؤال مهم ومنطقي .. وهو لماذا بقي آل بيرون في منزلهم المسكون لمدة عشرة أعوام ؟ .. أليس من المفروض أن يهربوا منذ الأسبوع الأول لهم هناك . هل يعقل بأن امرأة وبناتها الصغار يرضون بالعيش في بيت يعج بالأشباح – بعضها شرير جدا - لمدة عشرة أعوام كاملة ! .
أخيرا .. هل تعلم ماذا قالت المالكة الحالية للمنزل , السيدة نورما ساتكليف , عندما سألوها عن الأشباح .. لقد قالت بالحرف الواحد بأنها لم ترى أي شبح في المنزل طيلة خمسة وعشرين عاما قضتها فيه , ولم تواجه أي حادثة غريبة من أي نوع .. لا شيء أبدا .. أما عن الفلم نفسه فتقول : "لقد ضحكت على الأمر برمته , أعتقد أنه مثير للسخرية , ومهين لآل بيرون أنفسهم " .