باندورا بايثوز
في اليونانية الأصلية، الكلمة المستخدمة كانت "بايثوز" التي تعني جرة كبيرة.
استخدام "صندوق" للدلالة على هذه الجرة كان في القرن السادس عشر الميلادي ، عندما ترجم إيرازموس قصة هيسود عن باندورا إلى اللاتينية حيث ترجم جرة هيسود الخاصة بتخزين الزيت والحبوب إلى الكلمة اللاتينية pyxis التي تعني "صندوق" ومنذ تلك اللحظة، انتشرت عبارة "صندوق باندورا".
صندوق باندورا هو صندوق حُمل بواسطة باندورا يتضمن كل شرور البشرية من جشع، وغرور، وافتراء، وكذب وحسد، ووهن، ورجاء.
بعد سرقة بروميثيوس النار، أمر زيوس ابنه هيفيستوس بخلق المرأة باندورا كجزء من العقوبة على البشرية. أعطيت باندورا الكثير من الهدايا من أفروديتوهيرميزوالكارايتاتوهوري. حذر بروميثيوس شقيقه إبيميثوز من أخذ أي هدية من زيوس خوفا من أعمال انتقامية، غير أن إبيميثوز لم يصغ وتزوج باندورا التي كانت تمتلك صندوق أعطاها زيوس إياه، وأمرها ألا تفتحه، غير أن باندورا فتحت الصندوق وخرجت كل شرور البشر منه، أسرعت باندورا لإغلاق الصندوق، ولم يبقى فيه إلا قيمة واحدة لم تخرج هي الأمل.
باندورا ( "المرأة التي منحت كل شيء") هي أول امرأة يونانية وجدت على الأرض طبقا للعقيدة اليونانية. خلقت بأمر من زيوس، وتم خلقها حسب الأسطورة من الماء والتراب ومنحت العديد من المزايا مثل الجمال والإقناع وعزف الموسيقى.
القصة ان البطل الاغريقي الشهير بروميثيوس بعد أن قدم خدمة كبيرة ل"زيوس " اله الاغريق الوثني فان زيوس كافئ بروميثيوس بأن وهبه الارض كلها وهي مكأفاة جزيلة، وحين صار بروميثيوس مسؤولا عن الارض قرر ان يعلم الإنسان اشياء كثيرة حتى انه خرق في سبيل هذا كثير من قواعد " سادة الأوليمب "، وجاءت الطامة حين سرق بروميثيوس سر النار من الالهة وعلمه للبشر وصار البشر يقدرون ان يشعلوا النار ويستخدموها وهنا قرر الالهة ان يعاقبوه بصرامة، فربطوه بين جبلين وكل يوم ياتي رخ عملاق ليأكل كبده فاذا جاء الليل نبت له كبد جديد وهكذا الم ومعاناة كل يوم حتى جاء البطل هرقل وخلص بروميثيوس من هذا العذاب القاتل، وعاد بروميثيوس للبشر ففرحوا به وقررت الهة الاوليمب ان تنتقم منه مجددا بطريقة عبقرية أكثر شرا وكان هذا العقاب هو" المرأة "
لقد كان مجتمع الارض كله من الرجال وكان مجتمعا سعيدا جدا قبل ان ترسل الهة الاوليمب هدية من نوع جديد للبشر... " امرأة وتقول الأسطورة ان زيوس كلف " فولكانو " اله النار والحديد بصنع المرأة وبهذا ترمز الأسطورة إلى طبيعة المراة النارية، ،ثم تم استدعاء الهة الأوليمب الاخرين لتقديم هداياهم إلى هذه المراة.. فمنحتها فينوس (الهة الجمال) الجمال والحب، ومنحتها مينرفا (الهة الحكمة) بعض الذكاء " من، ثم اعطتها لاتونا قلب كلب.. ونفس لص.. وعقل ثعلب (هذا ماتقوله الاسطورة بالضبط)
تنزل باندورا إلى الارض فتثير صخبا.. انها ملكة جمال العالم لسبب بسيط هو انه لايوجد سواها.. وبالطبع تلقي شباكها حول بروميثيوس لكن بروميثيوس كان ذكيا وحكيما فلم يهم بها حبا وتجاهلها تماما، فهام بها اخوه ابيمثيوس بسرعة واصر ان يتزوجها فوافق بروميثيوس على مضض وعاش اخوه ايام لاتوصف من السعادة.. هنا جاء الجزء الثاني من الخدعه يوم ارسل " زيوس " مبعوثه هرمز بهدية للزوجين السعيدين.. هذه الهدية هي صندوق مغلق.
كان ابيمثيوس حكيما في هذه النقطة فرفض فتح الصندوق.. لكن زوجته راحت تلح عليه ان يفعل.. من يدري اية كنوز او افراح تختفي داخله ان هناك اصواتا تناديها من الداخل.. اصوات تعدها بالسعادة المطلقة، لقد صارت حياتها جحيما وهي تجلس الليل والنهار جوار الصندوق تتخيل مايحويه وكان الفضول يخنقها كأية انثى في الاساطير، مثل زوجة ذو اللحية الزرقاء التي ترك لها زوجها حرية التنقل في تسع وتسعين غرفة لكن جنونها كان شديدا لمعرفة ماذا يوجد في الغرفة رقم مائة... في النهاية تنتهز باندورا فرصة غياب زوجها فتفتح الصندوق, فجأة اظلم العالم وخرجت ارواح شريرة من الصندوق.. ارواح يحمل كل منها اسما مخيفا مثل " النفاق " " المرض " " الجوع " " الفقر " وراحت المسكينة تدور حول نفسها محاولة اغلاق الصندوق فلم تستطع.. في النهاية اغلقته بالفعل لكن بعد ان حدثت الكارثة.. والجنة السعيدة تحولت إلى جحيم حقيقي للبشر... فلو لم تفتح باندورا الصندوق لكنا نعيش في جنة حسب راي الاساطير الاغريقية وهذا المصطلح نفسه " صندوق باندورا " يستخدم إلى الآن في الإشارة إلى الشيء الذي يمكن ان تنبثق منه كل الشرور والالام.
تعليق