التفسير العلمى لبعض ظواهر الباراسيكولوجى
(3)
(3)
السحر والشعوذة
هناك أمور باراسيكولوجية تجعل المتدين يتمسك بدينه أكثر إعتقاداً منه أنها من الدين ، ومن هذه الامور الايمان بالسحر والاعمال وخاصة إن حدث شئ شرير لأحد الاقرباء أو للنفس من هذه الامور. وأنا لن أنفى هنا هذه الممارسات بل سألقي الضوء عليها بصورة محايدة وسأؤكد على صحتها ولكن من منظور علمي!! ولكن دعونا نستعرض الأمر اولا من منظور تاريخي ثم نكمل بوضع تفسير علمي لأثر السحر والشعوذة على الناس.
الإيمان بالسحر والشعوذة والقوى الخارقة للطبيعة ليس جديدا علينا. لأن معظم تاريخنا المدون, يشير إلى وجود ظواهر غير مفهومة فى الماضى, كانت تفسر بوجود قوى خارقة للطبيعة. وهى الطريقة الوحيدة التى تمكننا من تفسير هذه الظواهر. فالميكروبات والفيروسات والباكتيريا لم تكن معروفة فى هذا الزمن . وإذا مات رجل ذو صحة جيدة فجأة, فعقل الإنسان لم يكن فى مقدوره تفسير سبب الموت هذا. وقد كان يرجع سبب الموت فى كثير من الحالات إلى وجود السحر, أو الحسد, أو العين, أو الجان, أو الشياطين.
السرطان والجلطة والذبحة الصدرية وأمراض الدم والأمراض النفسية والميكروبات, لم تكن أمراضا يعرفها جدودنا. وهى لم تعرف إلا فى تاريخنا الحديث. وكان مجرد إقتراب شخص ما, من أو السير أمام, منزل المتوفى بمرض من هذه الأمراض بساعات قليلة , كفيل بإتهامه بممارسة السحر والشعوذة أو الحسد. وكثير من الأبرياء لاقوا حتفهم حرقا فى العصور الوسطى فى أوروبا بسبب إتهامهم بالسحر وتعرضهم لظروف وملابسات عديدة مثل هذه.
هذه الطريقة التى كان يفكر بها الناس فى القرون الوسطى فى أوروبا. وهذه هى طريقتهم فى ربط الأحداث بعضها ببعض. وقد كان هذا هو أسلوبهم فى إسناد السبب إلى المسبب. وكثير من المتهمين بممارسة السحر كانوا نساءا عجائز مساكين. سلوكهن وهيأتهن بحكم السن, أو بسبب تعرضهن لأمراض نفسية أو عضوية تثير الريبة والشك.
نعم, لقد إنحدر الفكر الإنسانى إلى هذا الدرك الأسفل. ونحن اليوم نجد صعوبة كبيرة فى تبرير هذا السلوك المخزى. وكانت أكثر المبيعات من الكتب المتداولة فى هذا الوقت , هى الكتب التى ترشد القارئ إلى طرق الوقاية والتخلص من الساحرات. وكانت توضع العلامات التى تدل على وجود السحرة والساحرات على ابواب بيوتهم . لذلك كانت الناس تراقب بعضها البعض وخصوصا النساء. يبحث كل منهم عن صيد أو فريسة يريد التخلص منها وإتقاء شرها. وأفضل من وصف تأثير هذا الهوس على العقل الأوروبى, هما ويل وأريل ديورانت صاحبا موسوعة تاريخ الحضارة الجزء الثامن:
(( فى عام 1609م, كان وباء الخوف من الساحرات يكتسح جنوب فرنسا. مئات من الناس كانوا يعتقدون أنهم ملبوسون بالشياطين. بعضهم كانوا يتوهمون أنهم قد سخطوا كلابا, فيقومون بالنباح. وشكلت لجنة من قبل البرلمان لمحاكمة المشتبه فيهم. عرفت طريقة لتحديد المكان الذى تدخل منه الشيطان إلى جسم المتهم أو المتهمة. وهى أن تعصب عينى المتهمة, وتغرز الإبر فى جسدها. وأى مكان فى جسدها لا تشعر به بالألم, يكون هو المكان الذى دخل منه الشيطان.
كان المتهمون ينفون التهمة عن أنفسهم بإتهام بعضهم البعض. ثمانية منهن أقرت المحكمة جريمتهن. هرب خمسة منهن وثلاثة تم إعدامهن حرقا. الجمهور المشاهد, فيما بعد, أقسموا أنهم قد رأوا الشياطين تهرب فى صورة ضفادع تقفز من رؤوس المتهمين.
فى لورين, تم إعدام 800 ساحر وساحرة حرقا. بسبب تهمة ممارسة السحر خلال مدة 16 سنة. وفى ستراسبرج, تم إعدام 134 خلال أربعة أيام (أكتوبر 1582). وفى لورين, تم إعدام 62 خلال 10 سنوات (1562-1572م). وفى بيرن, تم حرق 300 متهم فى العشر سنين الأخيرة من القرن السادس عشر. و240 فى العشر سنين الأولى من القرن السابع عشر.
فى ألمانيا, كان الكاثوليك والبروتستانت يتنافسا فى إرسال الساحرات إلى المحرقة. والشئ الذى لا يصدقه عقل, أن رئيس أساقفه ترير, كان قد أعدم 120 متهما حرقا عام 1596م, بتهمة أنهم قد تسببوا فى برودة الجو لمدة طويلة. وحينما حل وباء بالماشية عام 1598م بضاحية شونجو, أرجع هذا الوباء إلى فعل الساحرات. لذلك قررت قنصلية بافاريان فى ميونخ تشديد العقوبة. وتبعا لذلك تم حرق 63 متهما, وتغريم أهاليهم مصاريف المحاكمة. وفى هينبرج بالنمسا, تم إعدام 80 بسبب الشعوذة خلال سنتين, 1617-1618م. وفى المدة من 1627-1629م, أمر أسقف ورزبرج بإعدم 900 ساحرة حرقا.
وفى عام 1572 فى ساكسون, صدر قرار بحرق الساحرات حتى وإن لم يقمن بفعل أى شئ ضار (يعنى بدون تهمة). وفى إلنجن, تم إعدام 1500 ساحرة عام 1590. وفى إلوانجن, أعدم 167 عام 1612م, وفى وسترستيتن, أعدم 300 فى مدة عامين. وكذلك 300 فى أسنابروك عام 1588م, و300 فى نوردلنجن عام 1590م. ويقدر علماء التاريخ الألمان أن الذين تم إعدامهم بتهمة السحر والشعوذة فى ألمانيا وحدها فى القرن السابع عشر يبلغ 100,000 برئ."
ونجد عقولا علمية مثل بويل صاحب قوانين الغازات المشهور, يطلب سؤال عمال المناجم عن الشياطين اللذين يرونها فى أعماق المناجم!!. وكان رجال الدين, الذين يبدون شكهم فى مقدرة الساحرات على فعل الشر, تقوم الكنيسة بإتهامهم بالهرطقة. وتذكرهم بآيات سفر الخروج التى تطلب الموت للساحرات (فالله في سفر الخروج أمر بقتل كل ساحرة! "لا تدع ساحرة تعيش (خر 22 : 18)")!! جنون الخوف من الساحرات إستمر حتى عصر جاليليو وكبلر. وإستمر لمدة 100 عام بعد كرستوفر كولومبس مكتشف أمريكا. إلى أن نصل إلى ما يعرف بعصر التعقل وإستخدام العقل .
فى الولايات المتحدة فى مدينة سالم بولاية ماساشوست, عشرات من النساء صغيرات السن المصابات بالهيستيريا, وقفن أمام المحلفين, ليعترفن بأن سبب أمراضهن, يرجع إلى فعل النساء العجائز الساحرات. هن في الحقيقة كانوا مريضات بالهستيريا. وزادت حالاتهن سوءا بسبب الرعب وتعرضهن للإتهام والقبض عليهن.
النساء الصغيرات تصرخن ويشرن بأصابعهن إلى العجائز فى قفص الإتهام ويهتفن: ساحرات, ساحرات, ساحرات. وفى نهاية المحاكمة, غالبا ما تعترف النساء العجائز بالتهمة الموجهة إليهن, ثم يجهشن فى البكاء والنحيب. ويتوسلن ويطلبن العفو والمغفرة. لكن المحلفين تدينهم ويحكم عليهم بالموت حرقا. آخر ساحرة ماتت فى مدينة سالم كانت عام 1693م.
الخلط العقلى والأمراض النفسية فى ذلك الوقت كانت تفسر على أنها لبس وسحر وأعمال وحسد وما شابه. ولعدة قرون, كان إفتراض وجود القوى الشريرة والقوى الغير طبيعية هذه, تفسر كل ما يتعلق بمشاكل وإنفعالات الإنسان, الخاصة بالحب والكره والرغبة. ليس هذا فقط, وإنما تفسر أيضا الأمراض والإضطرابات العقلية والعصبية, والمجاعات والعواصف والقحط والرياح وكل شئ لا يعرف الإنسان سببه.
وحتى اليوم نجد صدى هذا فى بلادنا فى صورة الزار والرقية والشبة والفسوخة والآيات المنجيات والزواج من الجن وتسخير الجن وعمل الأحجبة للوقاية ورش الماء على الأرض فى مواقع التعثر, والبخور والخرزة الزرقاء والخمسة وخميسة وتحضير الأرواح والمندل والفال والتشاؤم والنظرة والعين وخلافه.
تقدم العلوم كما نعرفه اليوم كان مكبلا بالإعتقاد فى الخرافات والسحر والعفاريت. الخوف والإيمان الأعمى بنصوص الكتب الدينية, وضعت غشاوة على بصائرنا. فأصبحنا لا نرى ما حولنا, وجعلتنا نتخيل أشياءاً غير موجودة. وهذا لم يساعدنا كثيرا فى فهم قوانين الطبيعة من حولنا.
فقد ظلت علوم الطب الحديثة محظورة فى أوروبا. وكانت الكنيسة الكاثوليكية تمنع تشريح الجثث لمعرفة كيف يعمل جسم الإنسان. فما هى القوى التى تشكل إيماننا بهذه الخرافات. وكم منها قد تكون بسبب الصدفه أو الفهم الخاطئ للظواهر الطبيعية. وما مدى تأثير إيماننا بالخرافات على درجة إدراكنا للحقيقة؟ العلوم نفسها قد إنبثقت منمخلفات السحر والأساطير. ولكى نفهم الجانب النفسى وراء إيماننا بالخرافات, يجب أن نبحث عدة ظواهر نصادفها كل يوم ولا نجد تفسيرا لها.
عندما تكتشف شركات إنتاج الأدوية عقارا جديدا وتريد تجربة فاعليته فى علاج مرض معين. تختار ثلاث عينات عشوائية من المرضى. تعطى المجموعة الأول الدواء الجديد. وتعطى المجموعة الثانية دواء مزيف يسمى "بلاسيبو Placebo", هو عبارة عن ماء وسكر أو نشا. والمجموعة الثالثة لا تأخذ دواءا على الإطلاق.
ثم تقارن نتائج المجموعات الثلاث. الغريب فى الأمر أن الدواء المزيف الخالي الفاعلية هذا, وجد أن له تأثير فعال فى علاج المرض, مثل الدواء الجديد ولكن بنسب متفاوته. وهذا ما يعرف بالعلاج بالإيحاء.
ووجد أن بعض الناس تتماثل للشفاء بمجرد أخذ ميعاد لرؤية الطبيب. أو قبل أن تتعاطى الدواء. لذلك ثقة المريض فى الدكتور المعالج هامة جدا, وتمثل جزءا كبيرا من العلاج. وهذا ما يفسر لنا نجاح العلاج بالرقية والأدعية والأحجبة والشبة والفسوخة فى بعض الأحيان.
وهذا ما يجعل الدجالين يستمرون فى العلاج بالدجل حتى الآن. لأن علاجهم يأتى فى بعض الأحيان بالنجاح. والسبب يرجع إلى الإيحاء لاغير. ولقد إعترف طبيب متخصص فى علاج الحساسية فى نيويورك أنه كان يعالج فى بعض الأحيان مرضاه بحقن ماء مقطر بعد إيهامهم أنه دواء جديد. وكان يحصل على نتائج جيدة!!!
ماذا يحدث هنا؟
وكيف يعمل مخ الإنسان؟
وهل هناك قوى خفية سحرية تشفينا من المرض بدون دواء؟
وهل إعتقادنا بوجود هذه القوى يعوق تقدمنا العلمى؟
الأطفال تعتقد أن كل شئ تراه له روح وينبض بالحياة. فمثلا عندما يقع طفل من على الكرسى, نقوم بضرب الكرسى أمام الطفل عقابا له على فعلته فيقتنع الطفل ويكف عن البكاء. ونحن نعتقد فى الأحجبة والتمائم التى لها قوة سحرية تمنع عنا الشر, وتحمينا من مفعول السحر.
ونعتقد فى المشايخ والأولياء والكهنة بأن لهم القدرة على الشفاء وفعل المعجزات. ولا يزال الفلاحين تؤمن بأن الأحجبة ولبس الملابس الداخلية بالمقلوب تبطل عمل السحر.
والخرزة الزرقاء تبطل عمل العين والحسد. وفردة الصندل القديمة المعلقة على باب المنزل لها مفعول السحر فى الحماية من الشر والعين الحسودة. ورجل الأرنب تجلب السعد وحسن الطالع!!
يستلزم لحدوث أثر لأي أنسان يُعمل له عمل أو سحر أن يكون مؤمن بهذه الامور ليتوافر عامل الايحاء والتوقع Suggestion and Expectation !! ويلزم ليتأثر أن يدرك أن هناك أمر يصاغ ضده لتقييده وذلك يجب أن يدخل لإدراكه الذهني عن طريق أحد الحواس الخمس!
فربما يشم شئ منفر وربما يلمسه أحد أو يجعله يلمس شئ ما،
أو يرى أمر غير طبيعي مثل مياه مرشوشة حول بيته
وأذا أدرك الانسان أنه تم عمل سحر له وهو في ذات الوقت يؤمن بالسحر والاعمال ، سيدخل دائرة الايحاء والتوقع ، ليتوقع حدوث مكروه او الامراض التي لا أساس عضوي لها ولكنها مستوحاة من الوهم ومبنية على مشاعر سلبية كالخوف والقلق والصراع والارق والعصبية والغضب، ويحاول العقل الباطن إحداث توازن بالجسم بترجمة هذه المشاعر السلبية لاعراض بدنية!
وعند إدخال الطمأنينة لقلب هذا الانسان بأي وسيلة كانت دينية أم طبية أم دجلية!،
تزول المشاعر السلبية فتزول الاعراض البدنية فوراً أو بعد حين!!
وعلميا يطلق على هذه الامور أثر النوسيبو Nocebo Effect وكلمة Nocebo من كلمة لاتينية تعني (I will harm) " أنا سوف أؤذي" وهذا يتوقف على إيمان وتوقع المريض أن مادة ما أو ممارسة ما ضارة له أم نافعة له!!
ومثال واضح لأثر النوسيبو هو موت أحدهم من الفزع بعد أن تم عضه من قبل ثعبان غير سام. وجدير بالذكر أن المادة الخاوية الفعالية -أو أي إجراء- ليس لها عامل كيميائي أو غير كيميائي يمكنه أن يسبب الأثر الضار على المريض وبذلك يرجع أي تغيير للأسوء إلى عامل داخلي للمريض وهو توقعه وإيمانه المتشائم والسلبي نحو هذا الامر او الدواء الخاوي الفعالية.
و بخصوص الايمان بالسحر والشعوذة ، لا وجود لما يسمى سحر witchcraft ولكن خفة اليد magic يمكننا أن ندعوه سحراً ولكنه ليس أمر خرافي بل يمكننا تعلمه. أما أن يمتلك فرداً ما قدرة سحرية ما لضرر احدهم او رفع اشياء او اخفاءها فهذا الامر اسطورة وليس حقيقي.
ان هناك بعض العرافين والسحرة لديهم مقدرة على ضرر ونفع الاخرين. وربما يتم إقتراح مواد علاجية خاوية الفعالية Placebo ويتم الشفاء من أمراض معينة سيكوسوماتية فيزداد الايمان بأن هذا العراف او الساحر لديه قدرة خارقة مستمدة من الاسياد او الجان او الشياطين وبالتالي فأيضاً لديه القدرة على إيذاء الاخرين!
وهنا يأتي ما يسمى بالعمل والحجاب ، حيث يقنع العراف الناس بأن لديه المقدرة على عمل (عمل) لأحدهم لضرره، وحينما يشك ويعلم الانسان المستهدف هذا يصاب فعلا بالمرض! تأييدا لمبدأ أثر النوسيبو حيث يترجم الهيبوثلاموس الخوف الشديد الذي ينتابه حينما يرى(العمل) او ماء مرشوش حول باب بيته الى أعراض بدنيه يصاب بها. وبما انه ليس هناك سبب فيزيقي للمرض بل مسببه الوهم فلإزالته يجب أن نوهم المريض ايضا عن طريق رجل دين او عراف أخر يكون لديه ذات العقيدة فى ان هذا ( العمل) يستدعي طاقة روحية او جان او شياطين تمس الجسد. فيذهب المريض لسحار يعمل له حجاب وحينما يقتنع بقدرة الساحر وحجابه تزول الاعراض. أو حينما تجري له رقية أو صلاة عليه تزول الاعراض والسبب ايمان الانسان بقدرة الساحر او رجل الدين فى هزم وطرد الارواح الشريرة والسحر والمس والاعمال. بالرغم من ان هذه الامور أوهام!
وفي الاوساط البدائية يخاف الجميع ساحر القبيلة، ويؤجر بعضهم ساحر القبيلة لإلقاء تعويذة شريرة على أحدهم فيقوم الساحر بذلك ويُفاجأ المستهدف بالساحر يلقاه بالطريق ويلقى عليه التعويذه ولان المستهدف مؤمن تماماً بمقدرة الساحر الخارقة فعلا يصاب بالمرض ويموت بعد ايام قليلة! ولكن ان كان المستهدف لا يؤمن بهذه الامور فلن يصيبه اي شئ! فالمُمرض هو عقل الانسان نفسه وايضا هو الشافي!
ولذلك فعقل الانسان هو أساس كل داء وأساس كل شفاء!! ولذلك أذا أمن هذا العقل بالاعمال والاسحار؛ سيصاب بأمراض نفسجسمية ناتجة من هذا الايمان عند التأكد أو الشك بأن هنالك من حسده أو سحره!! ولكن إن أقتنع الانسان بعدم فعالية هذه الامور وأنها خرافات لا تضر ولا تنفع ، فسينجح الانسان في عدم التأثر بأي شئ من هذه الامور! وسيصبح الانسان شخصاً لا يجوز فيه لا سحر ولا أعمال!!!
واستعرض الان راى شيوخ فى السحر وقد عرفوة بانة هو عُقَدٌ ورقى وكلام يتكلم به الساحر أو يكتبه ليعمل شيئاً في بدن المسحور أو عقله من غير مباشرة له. فمنه ما يقتل ومنه ما يمرض وغير ذلك ولا يحدث إلا بإذن الله تعالى:
( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله). [البقرة: 102].
وقال تعالى :
( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد). [ الفلق: 1-4]
، يعني الساحرات اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن عليه ولولا أن له حقيقة لما أمر الله بالاستعاذة منه.
وقد ثبت في صحيح الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله وإنه قال لها ذات يوم : " أشعرت أن الله تعالى أفتاني فيما استفتيته ؟ إنه أتاني ملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال: ما وجع الرجل ؟ قال: مطبوب (مسحور) قال : من طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطة في جف طلعة ذكر في بئر ذي أروان". وكان سحره صلى الله عليه وسلم من باب التخييل فقط،
والمرء قد يصاب بالسحر ويعلم أنه مسحور إذا تغير حاله ولا يدري ما سبب ذلك وليس له سبب ظاهر، وعلاجه إما باستخراج السحر نفسه أو بقراءة القرآن على المسحور، بأن يقرأ بعض آيات من القرآن في إناء به ماء ويشرب ويغتسل بهذا الماء. فيقرأ سورة الفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة والمعوذات والآيات[117ـ 122] من سورة الأعراف و [80-82 ] من سورة يونس وآية رقم 69 من سورة طه ، يقرأ تلك الآيات في ماء على النحو المذكور سلفا.
فى انتظار اراؤكم وتعليقاتكم لكى نستكمل باقى الموضوع
هناك أمور باراسيكولوجية تجعل المتدين يتمسك بدينه أكثر إعتقاداً منه أنها من الدين ، ومن هذه الامور الايمان بالسحر والاعمال وخاصة إن حدث شئ شرير لأحد الاقرباء أو للنفس من هذه الامور. وأنا لن أنفى هنا هذه الممارسات بل سألقي الضوء عليها بصورة محايدة وسأؤكد على صحتها ولكن من منظور علمي!! ولكن دعونا نستعرض الأمر اولا من منظور تاريخي ثم نكمل بوضع تفسير علمي لأثر السحر والشعوذة على الناس.
الإيمان بالسحر والشعوذة والقوى الخارقة للطبيعة ليس جديدا علينا. لأن معظم تاريخنا المدون, يشير إلى وجود ظواهر غير مفهومة فى الماضى, كانت تفسر بوجود قوى خارقة للطبيعة. وهى الطريقة الوحيدة التى تمكننا من تفسير هذه الظواهر. فالميكروبات والفيروسات والباكتيريا لم تكن معروفة فى هذا الزمن . وإذا مات رجل ذو صحة جيدة فجأة, فعقل الإنسان لم يكن فى مقدوره تفسير سبب الموت هذا. وقد كان يرجع سبب الموت فى كثير من الحالات إلى وجود السحر, أو الحسد, أو العين, أو الجان, أو الشياطين.
السرطان والجلطة والذبحة الصدرية وأمراض الدم والأمراض النفسية والميكروبات, لم تكن أمراضا يعرفها جدودنا. وهى لم تعرف إلا فى تاريخنا الحديث. وكان مجرد إقتراب شخص ما, من أو السير أمام, منزل المتوفى بمرض من هذه الأمراض بساعات قليلة , كفيل بإتهامه بممارسة السحر والشعوذة أو الحسد. وكثير من الأبرياء لاقوا حتفهم حرقا فى العصور الوسطى فى أوروبا بسبب إتهامهم بالسحر وتعرضهم لظروف وملابسات عديدة مثل هذه.
هذه الطريقة التى كان يفكر بها الناس فى القرون الوسطى فى أوروبا. وهذه هى طريقتهم فى ربط الأحداث بعضها ببعض. وقد كان هذا هو أسلوبهم فى إسناد السبب إلى المسبب. وكثير من المتهمين بممارسة السحر كانوا نساءا عجائز مساكين. سلوكهن وهيأتهن بحكم السن, أو بسبب تعرضهن لأمراض نفسية أو عضوية تثير الريبة والشك.
نعم, لقد إنحدر الفكر الإنسانى إلى هذا الدرك الأسفل. ونحن اليوم نجد صعوبة كبيرة فى تبرير هذا السلوك المخزى. وكانت أكثر المبيعات من الكتب المتداولة فى هذا الوقت , هى الكتب التى ترشد القارئ إلى طرق الوقاية والتخلص من الساحرات. وكانت توضع العلامات التى تدل على وجود السحرة والساحرات على ابواب بيوتهم . لذلك كانت الناس تراقب بعضها البعض وخصوصا النساء. يبحث كل منهم عن صيد أو فريسة يريد التخلص منها وإتقاء شرها. وأفضل من وصف تأثير هذا الهوس على العقل الأوروبى, هما ويل وأريل ديورانت صاحبا موسوعة تاريخ الحضارة الجزء الثامن:
(( فى عام 1609م, كان وباء الخوف من الساحرات يكتسح جنوب فرنسا. مئات من الناس كانوا يعتقدون أنهم ملبوسون بالشياطين. بعضهم كانوا يتوهمون أنهم قد سخطوا كلابا, فيقومون بالنباح. وشكلت لجنة من قبل البرلمان لمحاكمة المشتبه فيهم. عرفت طريقة لتحديد المكان الذى تدخل منه الشيطان إلى جسم المتهم أو المتهمة. وهى أن تعصب عينى المتهمة, وتغرز الإبر فى جسدها. وأى مكان فى جسدها لا تشعر به بالألم, يكون هو المكان الذى دخل منه الشيطان.
كان المتهمون ينفون التهمة عن أنفسهم بإتهام بعضهم البعض. ثمانية منهن أقرت المحكمة جريمتهن. هرب خمسة منهن وثلاثة تم إعدامهن حرقا. الجمهور المشاهد, فيما بعد, أقسموا أنهم قد رأوا الشياطين تهرب فى صورة ضفادع تقفز من رؤوس المتهمين.
فى لورين, تم إعدام 800 ساحر وساحرة حرقا. بسبب تهمة ممارسة السحر خلال مدة 16 سنة. وفى ستراسبرج, تم إعدام 134 خلال أربعة أيام (أكتوبر 1582). وفى لورين, تم إعدام 62 خلال 10 سنوات (1562-1572م). وفى بيرن, تم حرق 300 متهم فى العشر سنين الأخيرة من القرن السادس عشر. و240 فى العشر سنين الأولى من القرن السابع عشر.
فى ألمانيا, كان الكاثوليك والبروتستانت يتنافسا فى إرسال الساحرات إلى المحرقة. والشئ الذى لا يصدقه عقل, أن رئيس أساقفه ترير, كان قد أعدم 120 متهما حرقا عام 1596م, بتهمة أنهم قد تسببوا فى برودة الجو لمدة طويلة. وحينما حل وباء بالماشية عام 1598م بضاحية شونجو, أرجع هذا الوباء إلى فعل الساحرات. لذلك قررت قنصلية بافاريان فى ميونخ تشديد العقوبة. وتبعا لذلك تم حرق 63 متهما, وتغريم أهاليهم مصاريف المحاكمة. وفى هينبرج بالنمسا, تم إعدام 80 بسبب الشعوذة خلال سنتين, 1617-1618م. وفى المدة من 1627-1629م, أمر أسقف ورزبرج بإعدم 900 ساحرة حرقا.
وفى عام 1572 فى ساكسون, صدر قرار بحرق الساحرات حتى وإن لم يقمن بفعل أى شئ ضار (يعنى بدون تهمة). وفى إلنجن, تم إعدام 1500 ساحرة عام 1590. وفى إلوانجن, أعدم 167 عام 1612م, وفى وسترستيتن, أعدم 300 فى مدة عامين. وكذلك 300 فى أسنابروك عام 1588م, و300 فى نوردلنجن عام 1590م. ويقدر علماء التاريخ الألمان أن الذين تم إعدامهم بتهمة السحر والشعوذة فى ألمانيا وحدها فى القرن السابع عشر يبلغ 100,000 برئ."
ونجد عقولا علمية مثل بويل صاحب قوانين الغازات المشهور, يطلب سؤال عمال المناجم عن الشياطين اللذين يرونها فى أعماق المناجم!!. وكان رجال الدين, الذين يبدون شكهم فى مقدرة الساحرات على فعل الشر, تقوم الكنيسة بإتهامهم بالهرطقة. وتذكرهم بآيات سفر الخروج التى تطلب الموت للساحرات (فالله في سفر الخروج أمر بقتل كل ساحرة! "لا تدع ساحرة تعيش (خر 22 : 18)")!! جنون الخوف من الساحرات إستمر حتى عصر جاليليو وكبلر. وإستمر لمدة 100 عام بعد كرستوفر كولومبس مكتشف أمريكا. إلى أن نصل إلى ما يعرف بعصر التعقل وإستخدام العقل .
فى الولايات المتحدة فى مدينة سالم بولاية ماساشوست, عشرات من النساء صغيرات السن المصابات بالهيستيريا, وقفن أمام المحلفين, ليعترفن بأن سبب أمراضهن, يرجع إلى فعل النساء العجائز الساحرات. هن في الحقيقة كانوا مريضات بالهستيريا. وزادت حالاتهن سوءا بسبب الرعب وتعرضهن للإتهام والقبض عليهن.
النساء الصغيرات تصرخن ويشرن بأصابعهن إلى العجائز فى قفص الإتهام ويهتفن: ساحرات, ساحرات, ساحرات. وفى نهاية المحاكمة, غالبا ما تعترف النساء العجائز بالتهمة الموجهة إليهن, ثم يجهشن فى البكاء والنحيب. ويتوسلن ويطلبن العفو والمغفرة. لكن المحلفين تدينهم ويحكم عليهم بالموت حرقا. آخر ساحرة ماتت فى مدينة سالم كانت عام 1693م.
الخلط العقلى والأمراض النفسية فى ذلك الوقت كانت تفسر على أنها لبس وسحر وأعمال وحسد وما شابه. ولعدة قرون, كان إفتراض وجود القوى الشريرة والقوى الغير طبيعية هذه, تفسر كل ما يتعلق بمشاكل وإنفعالات الإنسان, الخاصة بالحب والكره والرغبة. ليس هذا فقط, وإنما تفسر أيضا الأمراض والإضطرابات العقلية والعصبية, والمجاعات والعواصف والقحط والرياح وكل شئ لا يعرف الإنسان سببه.
وحتى اليوم نجد صدى هذا فى بلادنا فى صورة الزار والرقية والشبة والفسوخة والآيات المنجيات والزواج من الجن وتسخير الجن وعمل الأحجبة للوقاية ورش الماء على الأرض فى مواقع التعثر, والبخور والخرزة الزرقاء والخمسة وخميسة وتحضير الأرواح والمندل والفال والتشاؤم والنظرة والعين وخلافه.
تقدم العلوم كما نعرفه اليوم كان مكبلا بالإعتقاد فى الخرافات والسحر والعفاريت. الخوف والإيمان الأعمى بنصوص الكتب الدينية, وضعت غشاوة على بصائرنا. فأصبحنا لا نرى ما حولنا, وجعلتنا نتخيل أشياءاً غير موجودة. وهذا لم يساعدنا كثيرا فى فهم قوانين الطبيعة من حولنا.
فقد ظلت علوم الطب الحديثة محظورة فى أوروبا. وكانت الكنيسة الكاثوليكية تمنع تشريح الجثث لمعرفة كيف يعمل جسم الإنسان. فما هى القوى التى تشكل إيماننا بهذه الخرافات. وكم منها قد تكون بسبب الصدفه أو الفهم الخاطئ للظواهر الطبيعية. وما مدى تأثير إيماننا بالخرافات على درجة إدراكنا للحقيقة؟ العلوم نفسها قد إنبثقت منمخلفات السحر والأساطير. ولكى نفهم الجانب النفسى وراء إيماننا بالخرافات, يجب أن نبحث عدة ظواهر نصادفها كل يوم ولا نجد تفسيرا لها.
عندما تكتشف شركات إنتاج الأدوية عقارا جديدا وتريد تجربة فاعليته فى علاج مرض معين. تختار ثلاث عينات عشوائية من المرضى. تعطى المجموعة الأول الدواء الجديد. وتعطى المجموعة الثانية دواء مزيف يسمى "بلاسيبو Placebo", هو عبارة عن ماء وسكر أو نشا. والمجموعة الثالثة لا تأخذ دواءا على الإطلاق.
ثم تقارن نتائج المجموعات الثلاث. الغريب فى الأمر أن الدواء المزيف الخالي الفاعلية هذا, وجد أن له تأثير فعال فى علاج المرض, مثل الدواء الجديد ولكن بنسب متفاوته. وهذا ما يعرف بالعلاج بالإيحاء.
ووجد أن بعض الناس تتماثل للشفاء بمجرد أخذ ميعاد لرؤية الطبيب. أو قبل أن تتعاطى الدواء. لذلك ثقة المريض فى الدكتور المعالج هامة جدا, وتمثل جزءا كبيرا من العلاج. وهذا ما يفسر لنا نجاح العلاج بالرقية والأدعية والأحجبة والشبة والفسوخة فى بعض الأحيان.
وهذا ما يجعل الدجالين يستمرون فى العلاج بالدجل حتى الآن. لأن علاجهم يأتى فى بعض الأحيان بالنجاح. والسبب يرجع إلى الإيحاء لاغير. ولقد إعترف طبيب متخصص فى علاج الحساسية فى نيويورك أنه كان يعالج فى بعض الأحيان مرضاه بحقن ماء مقطر بعد إيهامهم أنه دواء جديد. وكان يحصل على نتائج جيدة!!!
ماذا يحدث هنا؟
وكيف يعمل مخ الإنسان؟
وهل هناك قوى خفية سحرية تشفينا من المرض بدون دواء؟
وهل إعتقادنا بوجود هذه القوى يعوق تقدمنا العلمى؟
الأطفال تعتقد أن كل شئ تراه له روح وينبض بالحياة. فمثلا عندما يقع طفل من على الكرسى, نقوم بضرب الكرسى أمام الطفل عقابا له على فعلته فيقتنع الطفل ويكف عن البكاء. ونحن نعتقد فى الأحجبة والتمائم التى لها قوة سحرية تمنع عنا الشر, وتحمينا من مفعول السحر.
ونعتقد فى المشايخ والأولياء والكهنة بأن لهم القدرة على الشفاء وفعل المعجزات. ولا يزال الفلاحين تؤمن بأن الأحجبة ولبس الملابس الداخلية بالمقلوب تبطل عمل السحر.
والخرزة الزرقاء تبطل عمل العين والحسد. وفردة الصندل القديمة المعلقة على باب المنزل لها مفعول السحر فى الحماية من الشر والعين الحسودة. ورجل الأرنب تجلب السعد وحسن الطالع!!
يستلزم لحدوث أثر لأي أنسان يُعمل له عمل أو سحر أن يكون مؤمن بهذه الامور ليتوافر عامل الايحاء والتوقع Suggestion and Expectation !! ويلزم ليتأثر أن يدرك أن هناك أمر يصاغ ضده لتقييده وذلك يجب أن يدخل لإدراكه الذهني عن طريق أحد الحواس الخمس!
فربما يشم شئ منفر وربما يلمسه أحد أو يجعله يلمس شئ ما،
أو يرى أمر غير طبيعي مثل مياه مرشوشة حول بيته
وأذا أدرك الانسان أنه تم عمل سحر له وهو في ذات الوقت يؤمن بالسحر والاعمال ، سيدخل دائرة الايحاء والتوقع ، ليتوقع حدوث مكروه او الامراض التي لا أساس عضوي لها ولكنها مستوحاة من الوهم ومبنية على مشاعر سلبية كالخوف والقلق والصراع والارق والعصبية والغضب، ويحاول العقل الباطن إحداث توازن بالجسم بترجمة هذه المشاعر السلبية لاعراض بدنية!
وعند إدخال الطمأنينة لقلب هذا الانسان بأي وسيلة كانت دينية أم طبية أم دجلية!،
تزول المشاعر السلبية فتزول الاعراض البدنية فوراً أو بعد حين!!
وعلميا يطلق على هذه الامور أثر النوسيبو Nocebo Effect وكلمة Nocebo من كلمة لاتينية تعني (I will harm) " أنا سوف أؤذي" وهذا يتوقف على إيمان وتوقع المريض أن مادة ما أو ممارسة ما ضارة له أم نافعة له!!
ومثال واضح لأثر النوسيبو هو موت أحدهم من الفزع بعد أن تم عضه من قبل ثعبان غير سام. وجدير بالذكر أن المادة الخاوية الفعالية -أو أي إجراء- ليس لها عامل كيميائي أو غير كيميائي يمكنه أن يسبب الأثر الضار على المريض وبذلك يرجع أي تغيير للأسوء إلى عامل داخلي للمريض وهو توقعه وإيمانه المتشائم والسلبي نحو هذا الامر او الدواء الخاوي الفعالية.
و بخصوص الايمان بالسحر والشعوذة ، لا وجود لما يسمى سحر witchcraft ولكن خفة اليد magic يمكننا أن ندعوه سحراً ولكنه ليس أمر خرافي بل يمكننا تعلمه. أما أن يمتلك فرداً ما قدرة سحرية ما لضرر احدهم او رفع اشياء او اخفاءها فهذا الامر اسطورة وليس حقيقي.
ان هناك بعض العرافين والسحرة لديهم مقدرة على ضرر ونفع الاخرين. وربما يتم إقتراح مواد علاجية خاوية الفعالية Placebo ويتم الشفاء من أمراض معينة سيكوسوماتية فيزداد الايمان بأن هذا العراف او الساحر لديه قدرة خارقة مستمدة من الاسياد او الجان او الشياطين وبالتالي فأيضاً لديه القدرة على إيذاء الاخرين!
وهنا يأتي ما يسمى بالعمل والحجاب ، حيث يقنع العراف الناس بأن لديه المقدرة على عمل (عمل) لأحدهم لضرره، وحينما يشك ويعلم الانسان المستهدف هذا يصاب فعلا بالمرض! تأييدا لمبدأ أثر النوسيبو حيث يترجم الهيبوثلاموس الخوف الشديد الذي ينتابه حينما يرى(العمل) او ماء مرشوش حول باب بيته الى أعراض بدنيه يصاب بها. وبما انه ليس هناك سبب فيزيقي للمرض بل مسببه الوهم فلإزالته يجب أن نوهم المريض ايضا عن طريق رجل دين او عراف أخر يكون لديه ذات العقيدة فى ان هذا ( العمل) يستدعي طاقة روحية او جان او شياطين تمس الجسد. فيذهب المريض لسحار يعمل له حجاب وحينما يقتنع بقدرة الساحر وحجابه تزول الاعراض. أو حينما تجري له رقية أو صلاة عليه تزول الاعراض والسبب ايمان الانسان بقدرة الساحر او رجل الدين فى هزم وطرد الارواح الشريرة والسحر والمس والاعمال. بالرغم من ان هذه الامور أوهام!
وفي الاوساط البدائية يخاف الجميع ساحر القبيلة، ويؤجر بعضهم ساحر القبيلة لإلقاء تعويذة شريرة على أحدهم فيقوم الساحر بذلك ويُفاجأ المستهدف بالساحر يلقاه بالطريق ويلقى عليه التعويذه ولان المستهدف مؤمن تماماً بمقدرة الساحر الخارقة فعلا يصاب بالمرض ويموت بعد ايام قليلة! ولكن ان كان المستهدف لا يؤمن بهذه الامور فلن يصيبه اي شئ! فالمُمرض هو عقل الانسان نفسه وايضا هو الشافي!
ولذلك فعقل الانسان هو أساس كل داء وأساس كل شفاء!! ولذلك أذا أمن هذا العقل بالاعمال والاسحار؛ سيصاب بأمراض نفسجسمية ناتجة من هذا الايمان عند التأكد أو الشك بأن هنالك من حسده أو سحره!! ولكن إن أقتنع الانسان بعدم فعالية هذه الامور وأنها خرافات لا تضر ولا تنفع ، فسينجح الانسان في عدم التأثر بأي شئ من هذه الامور! وسيصبح الانسان شخصاً لا يجوز فيه لا سحر ولا أعمال!!!
واستعرض الان راى شيوخ فى السحر وقد عرفوة بانة هو عُقَدٌ ورقى وكلام يتكلم به الساحر أو يكتبه ليعمل شيئاً في بدن المسحور أو عقله من غير مباشرة له. فمنه ما يقتل ومنه ما يمرض وغير ذلك ولا يحدث إلا بإذن الله تعالى:
( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله). [البقرة: 102].
وقال تعالى :
( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد). [ الفلق: 1-4]
، يعني الساحرات اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن عليه ولولا أن له حقيقة لما أمر الله بالاستعاذة منه.
وقد ثبت في صحيح الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله وإنه قال لها ذات يوم : " أشعرت أن الله تعالى أفتاني فيما استفتيته ؟ إنه أتاني ملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال: ما وجع الرجل ؟ قال: مطبوب (مسحور) قال : من طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطة في جف طلعة ذكر في بئر ذي أروان". وكان سحره صلى الله عليه وسلم من باب التخييل فقط،
والمرء قد يصاب بالسحر ويعلم أنه مسحور إذا تغير حاله ولا يدري ما سبب ذلك وليس له سبب ظاهر، وعلاجه إما باستخراج السحر نفسه أو بقراءة القرآن على المسحور، بأن يقرأ بعض آيات من القرآن في إناء به ماء ويشرب ويغتسل بهذا الماء. فيقرأ سورة الفاتحة وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة والمعوذات والآيات[117ـ 122] من سورة الأعراف و [80-82 ] من سورة يونس وآية رقم 69 من سورة طه ، يقرأ تلك الآيات في ماء على النحو المذكور سلفا.
فى انتظار اراؤكم وتعليقاتكم لكى نستكمل باقى الموضوع