(1)
الجن والعفاريت
تتعدد الظواهر الغير مفهومة والتي غالباً ما يتم صبغها بصبغة دينية في مختلف المجتمعات ...
فما صَعب على الإنسان فهمه غالباً ما ينسبه للشياطين أو الملائكة أواى قوة خفية !!!
وهذه الظواهر من كثرتها لا يمكن حصرها بسهولة. وأني الأن أبدأ كتابةهذة الاجزاءطرق طريق لا أعرف متى سأنتهي منها ولكن في النهاية انا متأكد انكم سوف تستمتعون بها وخرجتم ببعض المعلومات الجديدة سيمكنكم فهم وتفسير بعض الظواهر الباراسيكولوجية التى حدثت على مر العصور وتعاقب الأجيال في كل البلدان مع تحليل هذه الظواهر حتى نكتسب المهارة في إكتشاف وإستكشاف وتفسير أي ظاهرة غير مفهومة قد تظهر أمامنا التفسير العلمي العقلاني الخالى من الخرافات النابعة من الجهل والخوف .
ولنبدأ بظاهرة شاعت منذ القدم وتمكنت من العقل البشري في كافة العصور بطريقة حدت من نموه العقلي والإنساني وربما ساهم الإيمان بالجن والعفاريت والشياطين في تكوين العديد من الأديان الوضعية في كافة بقاع الأرض!
ولكن من أستحدثوا فكرة الجن والشياطين والعفاريت لم يجدوا تفسير لظواهر طبيعية كانت تحدث لهم لذلك لجأوا لفكرة الإيمان بالجن والكائنات الغير بشرية والغير منظورة ولها قدرات تفوق قدرات البشر وقد تنفع وقد تضر وقد َسميت في المجتمعات المختلفة بأسماء مختلفة فعندنا الجن وعند أخرين عفاريت وعند أخرين شياطين وأخرين يسمونها أشباح وأخرين يدعونها أرواح وأخرين يدعونه مارد وفي مجتمعات أخري قد تجد الأيمان بالغول وأحادي العين وغيرها الكثير والكثير وكلها تَصب في مُسمى الإيمان بالجان !!
أليكم هذه القصة كبداية وهى تمثل كيف ظهر هذا الأيمان بالجن منذ القديم وما زال (كان أحد المصريين يزور أحد الأصدقاء. وكان يسكن فى شقة صغيرة تقع فى سطح أحد العمارات بحى شبرا بالقاهرة. وعندما غادر فى وقت متأخر من ليالى الشتاء, كان عليه أن يهبط سلم العمارة ذات الخمس طوابق . ووجد نور السلم لا يعمل. فقرر ترك باب السطوح مفتوحا حتى يعطيه الضوء القادم من السطح بعض الانارة وتحسس طريقه هابطا السلالم وهو يهتدى بحاجز السلم الحديدى (الدرابزين).
وما أن وصل حتى الدور الثالث, حتى شعر بصوت أقدام تصعد نحوه. فأمعن النظر, ولكن الظلام كان دامسا والخطوات تقترب صاعدة نحوه فأشعل عود كبريت وقد كان وقتها يدخن. ولكن الهواء القادم من باب السلم كان يطفئ أعواد الكبريت كلما أشعلها. وعندما أشعل عودين معا, إستطاع أن يتبين ملامح القادم نحوه فى الظلام.
وجد ماردا طويل القامة وبدون رأس قادما نحوه وكلما دقق النظر لم يجد سوى الحقيقة المرعبة.
مارد يصعد نحوه جسم وأكتاف فقط ولكن بدون رأس. ولكم أن تتخيلوا مدى الرعب الذى تعرض له هذا الرجل فى هذه الليلة.
أخذ يبسمل ويحوقل ويقرأ وهو يتلعثم آية الكرسى بصوت عال مع إشعال أعواد الكبريت بطريقة هستيرية وبعد فترة صمت وتردد وجد الشبح يهبط السلم بسرعة ثم إختفى فى الظلام.
عندما وصل إلى الشارع كان يتصبب عرقا وشعر رأسه واقف مثل الإبر وهو لم يصدق أنه نجا!!!
فى اليوم التالى, أخبر صديقه الذي كان يزوره بما حدث فوجده يضحك ضحكات هستيرية وعندما سأله لماذا تضحك ألا تصدقنى؟ أ
جاب: "لأننى كنت عند المكوجى وأخبرنى أن صبيه هو أيضا قد رأى عفريتا على سلالم العمارة أثناء الليل" وعندما سأله, هل رأى هو الآخر شبحا بدون رأس؟ أ
جاب: كلا لقد رأى عفريتا يبرطم بكلمات غريبة ويشعل أعواد الثقاب.
لقد إتضح أن صبى المكوجى كان يحمل بالطو لتوصيله إلى أحد سكان العمارة فى هذا الوقت المتأخر من الليل وخوفا من أن يصل البالطو إلى الأرض كان صبى المكوجى يرفعه بيده ويختفى خلفه. وبالطبع فى الظلام لم يرى الصبى ولكنه رأي المارد مقطوع الرأس.
عندما تنزل إلى البدروم المظلم أو بير السلم فإنك قد تشعر بشئ غريب موجود معك يلمس جسدك وتحس به وقد كان فى الماضى هذا الإحساس دليلا مؤكدا على وجود الجان والشياطين و يجعل كلامنا خفيف عليهم.
ولكن ثبت علميا أن هذا الإحساس يرجع إلى وجود موجات صوتية لا تسمعها الأذن لأنها خارج النطاق السمعى لموجات الصوت. موجات الصوت هذه طويلة يقاس طولها بالامتار تأتى وتستقر فى الأماكن المنخفضة وأجسامنا تشعر بها مثل ضربات الطبل والإيقاع الغليظ تشعر بها أجسامنا أيضا.
وحيث أننا لا نعلم شيئا عن وجود موجات الصوت هذه لذلك إعتقدنا أن الأماكن المنخفضة الرطبة المظلمة مسكونة وبها عفاريت ( الجهل مصيبة وربنا ما يُحكم علي أحدكم به).
الإيمان بالعفاريت والقوى الخارقة للطبيعة ليس جديدا علينا. لأن معظم تاريخنا المدون يشير إلى وجود ظواهر غير مفهومة فى الماضى كانت تفسر بوجود قوى خارقة للطبيعة. وهى الطريقة الوحيدة التى تمكننا من تفسير هذه الظواهر فالميكروبات والفيروسات والبكتيريا لم تكن معروفة حينئذّ وإذا مات رجل ذو صحة جيدة فجأة فعقل الإنسان لم يكن فى مقدوره تفسير سبب الموت هذا وقد كان يرجع سبب الموت فى كثير من الحالات إلى وجود السحر, أو الحسد, أو العين, أو الجان, أو الشياطين !!!
أنتقل الأيمان بهذه الكائنات الخرافية لنا من أجدادنا الذين لم يستطيعوا تفسير ظواهر كانوا يختبرونها مثل الأصوات التي تصدر من كهف أو كوخ أو بيت مهجور تشبه الصفير... وقد يكون هذا الصفير ناتج من مرور الرياح في أشياء وأماكن مدورة كالمواسير فيحدث هذا الأمر! ولكن الأنسان البدائي والإنسان البسيط كان لا يرهق ذهنه بتفاسير غريبة فأسهل أمر لعقله البسيط الساذج هو نسب ما يحدث للجان وأن هذه الأماكن مسكونة وينتشر الأمر للأخرين الذين لم يسمعوا ولم يروا مشيعين أن هذه الاماكن مسكونة وتتوارث الاجيال هذه الفكرة دون تحليل ودون فحص !
مثل ما حدث مع تجربة نظرية القرود الخمسة وهي كالأتي لمن لم يقرأ عنها:
(أحضروا خمسة قرود ووضعوها في قفص وعلِّق في منتصف القفص حزمة موز ووضع تحتها سلماً. بعد مدة قصيرة ستجد أنَّ قرداً لنسميه القرد (أ) من المجموعة سيسارع كي يرتقي السلم محاولاً الوصول إلى الموز والآن كلما حاول القرد (أ) أنْ يلمس الموز، يتم اطلاق رشاشاً من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين في الأسفل
بعد قليل سيحاول قردٌ آخر القرد(ب) أن يعتلي نفس السلم ليصل إلى الموز، وتكررت نفس العملية، رش القردة الباقين في الأسفل بالماء البارد.
لو كررت العملية أكثر من مرة بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفاً من رشاشات الماء البارد.
الآن، أبعد الماء البارد، وأخرج قرداً من الخمسة إلى خارج القفص، وضع مكانه قرداً جديداً القرد (س)، هذا القرد لم يعاصر حادثة الماء البارد، ولم يشاهد شيئاً مما جرى داخل القفص. سرعان ما سيذهب القرد (س) إلى السلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد لمنعه وستهاجمه. ستجد أن القرد (س) مستغرباً من القرود، ولكن بعد أكثر من محاولة سيتعلم القرد( س) أنه متى حاول قطف الموز فإنه سينال عقاباً قاسياً من مجتمعه لا يعرف سببه ولا يتبينه.
الآن أخرج قرداً آخر ممن عاصر حوادث الماء البارد غير القرد س ، وأدخل قرداً جديداً عوضا عنه، ليكن القرد ص. ستجد أن نفس المشهد السابق يتكرر من جديد. القرد ص يذهب إلى الموز بكل برآءة وسذاجة، بينما القردة الباقية تنهال عليه ضرباً لمنعه. بما فيهم القرد س على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء، ولا يدري لماذا يعاقبه أبناء مجتمعه، كل ما هنالك أنه تعلم أن لمس الموز يعني عقاب المجتمع. لذلك ستجده يشارك، ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد القرد ص، وربما يعاقبه كي يشفي غليله من عقاب المجتمع له.
استمر بتكرار نفس العملية، أخرج قرداً ممن عاصر حوادث رش الماء، وضع قرداً جديداً. النتيجة : سيتكرر الموقف. كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ( الجيل الأول/القديم) ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة (الجيل الثاني/الجديد) في النهاية ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضرباً على كل من يجرؤ على الاقتراب من سُلم الموز. لماذا؟
، لا أحد منهم يدري لا أحد من أبناء المجتمع يدري حقيقة ما يجري، لكن هذا ما وجد المجتمع نفسه عليه منذ أن تَكَوَّن !
ولذلك على الإنسان أن يسأل نفسه حين يتصرف بسلوك ما أو يؤمن بخرافة أو عقيدة ما.
لماذا أتصرف هكذا ؟ حتى يتبين له مكامن الخطأ، ويتبين له السلوك الصحيح من السلوك الخاطيء و يميز الخرافة من العلم. أما عن إلتباس بالجن والشياطين بالبشر وعمليات إخراج الشياطين من الأبدان في كافة الأديان وكيف تمكنت هذه الكائنات الوهمية من عقل الإنسان وإمراضه؛
كما ان كل الاديان حدثتنا عن الشياطين والجن واسهبت فى وصفهم ومدى تاثيرهم على الانسان ولهذا موضوع اخر سنتشارك فية معا بالتفصيل ان شاء الله
تعليق