خادمة الصوفانية
ارتبط اسم ميرنا الأخرس بالصوفانية، وهو حي متواضع في دمشق، يقع خارج السور القديم بالقرب من البوابة المسمّاة باب توما الذي تغلب على قاطنيه الدين المسيحي وما أطلق شهرة ميرنا هو تلك الظواهر الغريبة التي حدثت لها وأثارت حيرة من شهدها. تزوجت ميرنا من نيكولاس نظور وهي بعمر 18 سنة وسكنت معه في ذلك البيت في حي الصوفانية، وفي 27 نوفمبر 1982 حدث في المنزل ظاهرة غريبة إذ انسكب الزيت من أيقونة صغيرة معلقة تمثل السيدة العذراء وهي تضم إلى صدرها الطفل يسوع ، تلك اللوحة معروفة بـ سيدة قازان. وشكل هذا الحدث مفاجأة لميرنا ومن كان معها، ومنذ ذلك توالت عدداً من الأحداث والظواهر الغريبة.وتقول ميرنا أن السيدة مريم العذراء تجلت لها خمس مرات،وفي عام 2004 انسكب الزيت من وجهها ويديها وعنقها ، وفي 27 نوفمبر 1983 ظهر عليها لأول مرة آثار الصلب فيما يدعى بظاهرة ستيغماتا Stigmata إذ انفتحت في يديها وقدميها وجنبها وتوالت هذه الجراح خلال السنين التي تلتها.ونظر الكثيرون من أتباع الدين المسيحي إلى تلك الظواهر على أنها معجزات الهية وقد وضع الأب الياس زحلاوي كتاباً بعنوان: الصوفانية، في ثلاثة أجزاء، تحدث فيها عن ميرنا خلال 25 عاماً أي من سنة 1982 إلى سنة 2007 وهذا الكتاب يُفَصِّل كل ما وقع لها في هذه السنوات.
زيت يرشح من من جسدها ومن الأيقونات
في 22 نوفمبر من عام 1982 كانت ميرنا تصلي مع أفراد آخرين من عائلتها عندما كانت في زيارة إلى ابنة حماها وفجأة أحست بشعور غريب وبدأت ترتجف كما لو أن قوة مجهولة تخرج من داخلها وعندها رشح زيت من يديها وللمرة الأولى. وفي 27 نوفمبر 1983 وقعت حادثة أخرى غريبة في منزل ميرنا ونيكولاس في الصوفانية تمثلت في خروج زيت من أيقونة سيدة قازان (6x8 سم) كان نيكولاس اشتراها في عام 1980 من كنيسة أليكسندر نيفسكي الأرثوذكسية في صوفيا - بلغاريا وهي تمثل السيدة مريم العذراء وهي تحضن الطفل عيسى عليهما السلام ، توقف رشح الزيت من لاأيقونة المذكورة في 26 نوفمبر من عام 1990 ، لم يكن الزيت يرشح بشكل متقطع منذ 27 نوفمبر 1985 إلى 25 نوفمبر 1986 على الرغم من عدم إنقطاع الصلوات. كان الزيت يرشح من ميرنا خلال صلواتها وخلال الحديث عن تلك الظاهرة أو خلال فترات نشوتها و أحياناً يخرج عند حديثها عن السيدة مريم عليها السلام، وخلال فترة الصيام بين 26 إلى 29 نوفمبر 1984 كان الزيت يخرج من يديها ووجهها ورفبتها وعيونها وبطنها. انتشر خبر ميرنا في الأوساط فأتى الكثيرون إلى منزلها في الصوفانية ليتباركوا بذلك الزيت و يستخدموه لشفاء أمراض العظام أو حالة سرطان وحالة حمل حدثت رغم حدوث تليف كبير في الرحم وأكدها العديد من الأخصائيين كـ بيتر سلام وجميل مرجي.
تحليل الزيت
أجريت 6 تحاليل علمية لمعرفة طبيعة الزيت الذي جمع من الأيقونة ومن جسد ميرنا ومن عينات جمعت من بلدان مختلفة، عينتان من سوريا وعينتان من ألمانيا وعينة واحدة من باريس وأخرى من روما في إيطاليا وجائت النتائج أن ذلك الزيت هو 100% زيت زيتون صاف.
ظهورات السيدة العذراء
تصف ميرنا تجليات العذراء التي لم يراها أحد غيرها أو حولها:"تحدث جميع تجليات السيدة العذراء Apparitions ليلاً وعلى التراس (أرض الشرفة)، كان التجسد يتشكل من فرع لغصن شجرة الكينا الموجودة على حافة نهر يبعد بضعة أمتار من الجهة الجنوبية للمنزل.وكان يظهر في البداية كرة من الضوء ثم تنفتح وبوهج هلالي أزرق ما تلبث أن تختفي حتى تظهر أمامها السيدة العذراء وهي تجلس على الغصن ثم تقف وتمشي باتجاه التراس في منزل ميرنا مخلفة وراءها ذيلاً من من الضوء وتعبر من خلال قضبان سور الشرفة ثم تتوقف على التراس، كما كانت تلبس ثياباً بيضاء وتضع حزاماً أزرق وتغطي رأسها كما يفعل الراهبات، كما كانت تضع على كتفها الأيمن وشاحاُ أزرق.وكانت تحمل مسبحة كريستالية اللون معلقة حول سبابتها ، وكانت ذراعها اليمنى مطوية على طول صدرها، ذراعها اليسرى في الأسفل بجانبها، وكانت أقدامها غير مرئية !"، العبور من خلال قضبان سور الشرفة المعدنية طرح مشكلة لميرنا فتساءلت كيف لبشر أن يعبر خلالها ؟! ، تقول ميرنا أن السيدة العذراء حملت إليها رسالة وكانت تردد تلك الرسالة ببطء بعد سماعها مباشرة منها. وتذكر أيضاً أنه بعد اختفاء التجسد تعود السيدة العذراء إلى شجرة الكينا متحركة للوراء وتختفي على عكس ما ظهرت به وتنتهي الرؤية بكرة من الضوء.
الرسالة السرية
في 7 سبتمبر من يوم الجمعة عام 1984 وعند الساعة 7:47 مساء كانت الطبيبة سامية برصا تختبر ردود أفعال ميرنا خلال لحظات الإنخطاف والنشوة التي كانت تشعر بها لرؤيتها السيدة العذراء حسب زعمها، حيث قالت ميرنا أن السيدة مريم العذراء أباحت لها بسر وأخبرتها : "هذا السر بيني وبينك حتى الموت [محتوى الرسالة السرية]، عيشي حياتك ويجب أن لا توقفك حياتك عن صلاتك". وفي 20 نوفمبر 1984 سمعت ميرنا صوتاً في أذنها يخبرها:"سآخذ عينيك"، كان ذلك ليلاً. ثم أخبرت الآنسة هناء جنانة ما حدث لها وفعلاً بعد 6 أيام فقدت ميرنا القدرة على البصر ، استمر ذلك لثلاثة أيام متولية لم تستطع رؤية أية شيء على الرغم من أن عينيها كانتا مفتوحتين وسليمتين، وكانت تدعي رؤية أشياء مقدسة بنظر المسيحيين كصور القديسين والسبحات والصلبان كأنها مصنوعة من الضوء، ووجهها كان متألقاً بالسعادة وكان يفيح من جسدها نوعاً من الرائحة العطرية.
آثار الصلب (ستيغماتا)
في 16 أبريل 1987 حدث تطابق بين عيدي الفصح للكنيسة الشرقية والغربية ، ذلك العيد الذي يتذكر فيه المسيحيون حادثة صلب السيد المسيح حسب اعتقادهم، كل الكثيرون يتوقعون حدوث ظاهرة آثار الصلب (سيتغماتا) لميرنا والتي سبق أن حدثت أول مرة في عام 1983، ففي المرات الأولى كانت آثار الجروح صغيرة وفي المرة ثانية ازدادت حجماً وهذه المرة في عام 1987 أصبحت أكبر حجماً من سابقاتها.في المرة الأولى خلفت الجروح آثار دماء على قميصها وعند الساعة 5 مساء كان الدم يجري من يديها وقدميها وبعد 6 ساعات توقف الدم واختفت كل الجروزح من تلقاء نفسها.شاهد رعاة أبرشيات طائفتي الأرثوذكس والرومان الكاثويك ما حدث لميرنا من ظواهر غريبة وأكدوا حدوثها.
معجزة أم خدعة ؟!
وأخيراً يبقى السؤال : هل ما حدث لميرنا كان حقيقياً أم أن في الأمر خدعة كما حدث فيما مضى للإيطالي بادريه بيو وزعمه لحدوث ظاهرة الستيغماتا ولكن اتضح أنه كان يستخدم سائلاً حمضياً كاوياً (أسيد) لكي تظهر تلك الآثار على جسده ، وتلك القصة تذكرنا ما حدث لتماثيل العذراء التي تبكي زيتاً واتضح أنها خدعة مقصودة.وهل الوهم هو الذي شفى المرضى الذين قدموا إلى منزل ميرنا أم زيت الزيتون الغامض الذي كان يرشح من الأيقونات ومن جسد ميرنا ؟ ، كما لا نقلل أيضاً من أهمية تلك الخدع واستخدامها لغرض دعوي أو تبشيري.
تعليق