إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مذهل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مذهل

    النبوءة ) .. قصة واقعية ستذهلك .. فوت .. لا تتردد .. !!!
    ________________________________________
    لم يسع المدير العام لمؤسسة ( راند ) إلا أن يرفع حاجبيه في دهشة , لم تلبث أن تحولت إلى ذهول شديد , وهو يتوغل في قراءة ذلك الذي قدمه إليه أحد مستشاريه , حول فكرة جديدة للاستفادة مما أسماه مستشار بـ ( أدب الكوارث ) ..
    لم يكن مرجع المدير ذهول المدير العام هو استخدام مستشاره لهذه التسمية العجيبة , ولا حتى ذلك الأسلوب الجاف الذي استخدمه في تقريره , وإنما إلى وقائع التقرير نفسه ..
    ويا لها من وقائع !! ..
    ولكن دعونا أولاً نتعرف على شركة ( راند ) هذه ..
    فهذه المؤسسة ذات الاسم المقتضب القصير واحدة من أرفع مؤسسات الأبحاث العلمية والعسكرية في الولايات المتحدة , وغالباً ما تعهد إليها الحكومة الأمريكية ببعض الأبحاث والدراسات الشديدة السرية والخطورة مما فرض على المؤسسة نمطاً خاصاً , وجدية يستحيل الحيدة عنها , والتزام بالحقائق العلمية والعملية والتاريخية التزاماً لا يمكن أن يتطرق إليه الشك ..
    أما التقرير فقد كان يحوي فقط عدة صفحات من رواية قديمة وتقريراً بحرياً واحداً ..
    أما الرواية , فهي واحدة من روايات الكاتب الأمريكي المبدع ( مورجان روبرتس ) وتحمل اسم ( فيوتيليتي ) ..
    ورواية ( فيوتيليتي ) هذه تتحدث عن سفينة عملاقة , ابتكرها خيال ( مورجان ) في عام 1898 , وتصور أن وزن هذه السفينة العملاقة التي لم يكن لمثلها وجود في عصره , يبلغ سبعين ألف طن , وأن طولها يصل إلى مائتين وأربعين متراً ولها محرك مزود بثلاث مراوح قوية ..
    وكان هذا التصور , في نهاية القرن التاسع عشر , يكفي لرفع اسم ( مورجان روبرتس ) إلى مصاف أعظم كتاب الخيال , فلم يكن من السهل في تلك الآونة تصور وجود مثل هذه السفن العملاقة التي صارت اليوم مجرد سفن عادية , قد تعجز عن بلوغ مرتبة البواخر الهائلة ذات النسق المتطور ..
    وفي روايته , منح ( مورجان ) سفينته العملاقة اسم ( تيتان ) وجعلها تحمل ثلاثة آلاف مسافر , وتنطلق في أولى رحلاتها , في احتفال هائل لتشق المحيط في أوائل شهر نيسان ..
    ولأن قصته كانت تتحدث عن كارثة , فقد جعل ( مورجان ) سفينته العملاقة تتعرض لضباب شديد في رحلتها الأولى ثم ترتطم بجبل جليدي , و ... وتغرق ..
    وعندما طرحت رواية ( مورجان ) في الأسواق , استقبلتها الجماهير في مزيج من الدهشة والإعجاب , فقد بهرتهم فكرة وجود سفينة عملاقة بهذا الحجم , وأثارهم أن يتسبب جبل عائم مثلها في هزيمة كتلة جليدية واحدة ..
    لقد فاز بالانتشار الكافي لفترة محدودة , ثم لم تلبث أن تراجعت في سياق النشر , وأفسحت الطريق لروايات أكثر إثارة طوال أربعة عشر عاماً ..
    وهنا يأتي دور التقرير البحري ..
    إن التقرير يتحدث عن سفينة عملاقة أخرى , ولكنها هذه المرة سفينة حقيقية , احتلت صورها وأخبارها صفحات الصحف الأولى طويلاً , منذ انتهى بناؤها وحتى نهاية قصتها ..
    ومن العجيب أن هذه السفينة العملاقة الحقيقية , التي بدأت أولى رحلاتها في المحيط في عام 1912 أي بعد أربعة عشر عاماً من نشر رواية ( مورجان ) , كانت تزن أيضاً ما يقرب من السبعين ألف طن !!
    بالتحديد كان وزنها ستة وستين ألف طن ..
    والعجيب أيضاً أن طولها كان يبلغ مائتين وثمانية وأربعين متراً ..
    وكان محركها يتكون أيضاً من ثلاث مراوح قوية ..
    ومن العجيب أن أحداً لم ينتبه إلى التشابه الشديد بين هذه السفينة , وبين سفينة رواية ( مورجان ) ..
    بل إن السفينة الحقيقية حملت اسم ( تيتانيك ) , مضيفة حرف الكاف فقط , إلى اسم سفينة ( مورجان ) ..
    وربما كان تراجع رواية ( فيوتيليتي ) , وانحسار الأضواء عنها , سبباً في عدم الالتفات إلى التشابه الشديد بينها وبين التيتانيك ..
    المهم أن ( تيتانيك ) أيضاً قد انطلقت في أولى رحلاتها في احتفال كبير في أوائل شهر نيسان وعلى متنها 3000 مسافر .. أهي صدفة حقاً ؟؟
    لقد انطلقت ( تيتانيك ) في رحلتها , والثقة تملاً قلوب ركابها وقبطانها وبحارتها , في أنه من المستحيل أن تغرق سفينة عظيمة عملاقة كهذه ..
    وهذا ما أعلنته الشركة المالكة لـ ( تيتانك ) ..
    ولكن الضباب أحاط بـ ( تيتانك ) ..
    تماماً مثلما حدث لسفينة ( مورجان ) ..
    وعلى الرغم من هذا غادر القبطان كابينة القيادة , وتناول العشاء في صالة الركاب , وهو يوزع ابتساماته وثقته على الجميع , وترك القيادة لضابطه الأول ..
    وفجأة ظهر جبل الجليد الضخم .
    وأصيب طاقم السفينة بالذعر , عندما برز ذلك العملاق الجليدي أمام عيونهم بغتة ..
    ثم حدث الارتطام ..
    وتماماً مثلما حدث في رواية ( مورجان ) , بدأت ( تيتانك ) تغرق ..
    وكان هذا في العاشر من نيسان عام 1912 ..
    وعندما بدأت محاولات النجاة في ( تيتانك ) الغارقة , كان الجميع يتصرفون كما لو أنهم يتبعون نفس الوصف , الذي تضمنته رواية ( مورجان ) .. حتى النهاية جاءت متطابقة على نحو مذهل ..
    وهذا ما تضمنه تقرير مستشار المدير العام لمؤسسة ( راند ) ..
    ولقد ظل المدير صامتاً مبهوتاً بعد انتهائه من قراءة التقرير , ثم لم يلبث أن هب من مقعده واندفع إلى حجرة مستشاره واقتحمها في عنف , وهو يهتف في وجهه :
    أ أنت واثق بكل حرف ورد في هذا التقرير ؟
    لم يكن بحاجة إلى إلقاء مثل هذا السؤال , فقد كان يعلم أن سمة التعامل في المؤسسة هي الصدق وتحري الدقة الشديدة , وعلى الرغم من هذا , فقد انتفض جسده في حماس , عندما أجابه مستشاره بالإيجاب ..
    لقد قرأ معجزة حقيقية في هذا التقرير ..
    وعلى الفور , أصدر المدير أوامره بشراء كل الروايات التي تحوي أخبار كوارث وهمية , ابتدعتها عقول الأدباء , ودراستها دراسات جادة مستفيضة لبحث عن أي تشابه بينها وبين أي أمر حقيقي , يدور الآن أو مستقبلاً ..
    وفي مكتبه , عاد المدير يقراً التقرير مرة ثانية , ويلقي على نفسه عشرات الأسئلة الحائرة , التي تحتاج إلى أجوبة ..
    كيف استطاع عقل ( مورجان روبرتس ) وصف حادثة مستقبلية بهذه الدقة ؟ ..
    كيف أمكنه التنبؤ بكل ما حدث ؟ ..
    هل هذه قدرة خاصة يمتلكها ( مورجان ) وحده ؟ ..
    وهل يستطيع الإنسان العادي امتلاك مثل هذه المقدرة ؟ ..
    ولم بحصل المدير على أجوبة شافية حتى الآن ..
    لقد استطاع ( مورجان ) قراءة المستقبل وهو يكتب روايته ..
    أو أن الوحي الساقط عليه – حينئذ – كان زائراً من المستقبل ..
    لا أحد يدري ..
    لقد أتى ( مورجان ) أمراً يفوق الطبيعة , وأعلن عن وجود موهبة جديدة بين الأدباء ..
    موهبة تكمن في جزء غامض من أجسامهم ..
    وفيما وراء العقل ..

    منقول بتصرف عن دراسة ( قارئ المستقبل ) للدكتور نبيل فاروق
    __________________
    لا تأخذ الحياة بكثير من الجد.. فأنت لن تخرج منها حياً على أية حال ...
يعمل...
X