محاول فهم وتبسيط بعض الظواهر
ان إدراك شيء دون استعمال الحواس الخمسة المعروفة(الشم والسمع والبصرواللمس والذوق). او إدراك أفكار شخص آخر بدون استعمال الحواس المعروفة المذكورة سابقا سوف يكونمحور بحثنا. ودراسة الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي هو جزء من مجال علم النفس يُسمَّى علمالبراسيكولوجي(علم الخوارق) . إن الدليل على وجود الإدراكفوق الحسي العادي أمر غير مثبت اومعروف لدى العلماءالمنهجيين الذين يعتقدون أن الإدراك فوق الحسي العادي هو شيء لم يثبت وجوده بعد???
إن الإدراك فوق الحسي العادي يقسم عادة إلى ثلاثة أنواع من الظواهر:
1- التخاطر
2- الاستبصار
3- بُعْد النظر
-التخاطر هو الاحساس او استقبال أفكار أو مشاعر لشخص من قِبَل شخص آخر بطريقة معينة
-أما الاستبصارهو إدراك او رؤية أشياء، أو أحداث بعيدة أو الناس دون استعمال الحواس المعروفة.
-وبُعد النظر هو معرفة حدث مستقبلي بوساطة التخاطر أو الاستبصار.
وبعض الذين يدرسون علم البراسيكولوجي، يدرسون أيضًا الظواهر المتعلقة بالإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي مثل علم التحكُّم في الأجسام المادية والتاثير عليهابقوة العقل (مثل تكسيرزجاج النوافذ او تحرك شيئ معين من مكانه....الخ)
اجريت الكثير من هذه التجارب الخارقة واستُعملَت في فترات زمنية مختلفة ومازالت هذه الابحاث متواصلة الى يومنا هذا وشملتهذه الابحاث مجالات مختلفة منها العسكرية والطبية والاقتصادية والسياسية والصناعية والزراعية والزمنية والجيولوجية والهندسية
وعلى اية حال فان قيام العديد من العلماء والمهتمين والمعاهد والجامعات والمؤسسات في الدول المتقدمة بارساء اساليب تجريبية وابتكار طرائق مختلفة للكشف عن القدرات التي تدخل ضمن مجال (الادراك فوق الحسي) والاستفادة منها في مختلف المجالات الحياتية يؤكد مدى اهمية هذه القدرات فالافراد المنفتحون على الابعاد غير المدركة للبيئة يستطيعون تأسيس المجتمع الخلاق الذي ينشده جميع الناس‚ ومن المسلم به ان زيادة الاشخاص من ذوي القدرات فوق الحسية باستمرار تعني زيادة فرص المجتمع للاستفادة منهم في مختلف المجالات بيد ان تحقيق ذلك بكفاءة عالية يتطلب ان يتمتع هؤلاء الاشخاص باستقرار وتوافق نفسي يتيح لهم اطلاق هذه القدرات‚ وذلك لان وجود الحاجات والاحباطات والصراعات الداخلية دون اشباع او حل سيؤدي بالضرورة إلى سوء توافقهم وبالتالي حدوث خلل في الشخصية يعوق انطلاق ونمو هذه القدرات.
وفي اختبار بسيط للتخاطر يجرى على شخصان احهما يسمىالمُرْسِل ينظر أو يفكر في صورة معينة ويركز على رمزها. ويحاول الشخص الاخر يسمى المتلقِّي ، ويكون عادة في غرفة أخرى، أن يُسمي الرمز الذي كان المرسل يفكر فيه.
وفي تجربة على الاستبصار تؤخذ أوراق من الرزمة الواحدة بعد الأخرى. ويحاول المتلقي أن يُسمي الرموز التي على الأوراق. وفي هذه الحالة فإن الشخص الذي يأخذ الأوراق لا ينظر إلى الرمز.
إن استخدام أجهزة الحاسوب وأجهزة العد الإلكتروني العشوائي قد حل إلى حد ما محل استخدام الأوراق في تجارب الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي. ولقد أفرز مثل هذا البحث ادعاءات مثيرة للجدل منها أن هؤلاء الأشخاص يستطيعون أن يؤثِّروا أو يتنبأوا بفناء المواد ذات النشاط الإشعاعي. وهذا النوع من التأثير أو التنبؤ مستحيل بعبارات الفهم العلمي الحديث.
سوء الفهم الممكن الحدوث. على الرغم من عدم توفر الأدلة المقبولة عن الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي فإن كثيرًا من الناس يعتقدون في صحته، وذلك من تجاربهم الشخصية التي لا يمكن تفسيرها بخلاف ذلك.
ولكن معظم هذه التجارب يمكن تفسيرها بعمليات سيكولوجية لا يدركها معظم الناس. فالناس كثيرًا ما يجهلون كيف أن الأحداث حولهم تظهر أفكارهم. فإذا كان هناك شخصان يعرف كل منهما الآخر جيدًا فإن كلاً منهما تحدث له سلسلة من الأفكار مشابهة عندما يتعرضان إلى حافز مشترك. فقد يقرأ مثلاً، زوج وزوجة معًا ولا يبديان اهتمامات كثيرة للموسيقى على المذياع، ثم أن موسيقى معينة تفجر في كل منهما ذكرى شخص قابلاه منذ عدة سنين ولكن لم يقابلاه مرة أخرى، وتمامًا عندما يكون أحدهما على وشك أن يذكر اسم الشخص فإن الآخر يذكره. إن هذه الأفكار المشابهة قد تبدو أنها مثل للإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي ولكن لا أحد منهما يحتمل أن يُدرك أن أفكارهما انطلقت حقيقة بوساطة الموسيقى التي في الخلفية.
الخلاف حول الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي. كان جيه بي راين الأمريكي أحد أشهر الباحثين في الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي، وكان يرأس معمل الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي في جامعة ديوك في الولايات المتحدة لسنين كثيرة. وقد قام راين بعمل عدد من تجارب تخمين الورق لاختبار الاستبصار وبُعد النظر والتخاطر. ويدعي بعض الباحثين أن الدليل المبني على عمل راين والباحثين الآخرين ـ ومعظمهم في إنجلترا ـ قد أثبت بدون أدنى شك وجود الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي. ولكن باحثين آخرين يعتقدون أن الدليل مشكوك فيه.
في بداية البحث في الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي عندما استعملت تجارب غير متقنة، قام بعض الاشخاصبأعمال تخاطر أو بعد نظر خارقة. ولكن اليوم وقد أصبحت التجارب محكومة بعناية أكثر فإن الأعمال المشابهة أصبحت نادرة.
هناك سبب آخر للتشكك، وهو أنه بعد أكثر من مائة سنة لم يستطع عَالم أن ينتج إثباتًا يمكن تكراره عن الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي أمام جماعة من العلماء المحايدين. إن بعض علماء علم النفس الباحثين في التخاطر قد استجابوا لهذا النقد بأن احتجوا بأنّ الخطأ قد يوجد بسبب المجرِّب. ويقترح هؤلاء العلماء أن الباحثين المتشككين قد تكون عندهم مواقف تمنعهم من إنتاج أو مشاهدة الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي.
فضلا عن ذلك فان موقف الاوساط العلمية من هذه الظواهر والقدرات بقي مدة طويلة ليس سلبيا فقط بل ناكرا لوجودها اساسا.ولم يتوقف المشككون عند حد التشكيك والانكار،بل انهم طعنوا ايضا في نتائج التجارب المختبرية التي قام ويقوم بها باحثون متخصصون.
الاعتقاد المستمر في الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي. يحتمل أن يبقى بالرغم من ضعف الدليل، فكثير من الناس يعتقدون بشدة أن بعض عناصر الوجود البشري ليست خاضعة للقوانين أو للطرق الطبيعية. وأن الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي، لو ثبت وجوده سوف يساعد على تفسير هذه العناصر.
ويعتقد بعض علماء الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي، أنه أيضًا قد يعطي تبصرات في إمكانية الحياة بعد الموت.
وقد تَقَصَّى رَايِنْ الحلقة المحتملة للإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي للحياة بعد الموت. وقد أسّست جمعية للبحث النفسي في إنجلترا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي قامت بأبحاث مشابهة. ومن المحتمل أن يستمر الاهتمام بالإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي، بالظواهر التي تبحث في علم النفس الموازي الذي يبحث في التخاطر مادام الناس سيبعثون بعد الموت أو يتجاوزون الحدود المفروضة بوساطة العلم.