الحفر الغامضة
صنعتها الطبيعه ام قوي خارقة ؟
هناك نوعين من الحفر العميقة في الأرض ، الاول من صنع البشر ويفيد استخداماتهم المتنوعة كالبحث عن موارد المياه والنفائس من المعادن والأحجار الكريمة أو لأغراض أخرى في الإنشاءات ، والثاني كونته الطبيعة كالكهوف والفوالج ، لكن البعض يزعم أن هناك نوع ثالث من الحفر الشاذة التي ما تزال تحير الباحثين سواء في هندستها المنتظمة الدائرية وظهورها المفاجئ بين ليلة وضحاها من دون توفر أدلة على تدخل البشر في صنعها ومن دون العثور على آثار الحفر الذي نتج عن صنع الحفرة ، مما دعا بعض الباحثين إلى وضع فرضيات حول هبوط المخلوقات الخارجية وأخذهم لعينات من سطح كوكب الأرض ، وقد ينظر إلى النوع الاخير كشكل من أشكال ظاهرة غامضة معروفة باسم " قاطع الحلوى " ****ie Cutter Phenomena التي تتميز بظهور اقتطاعات غامضة من سطح الأرض.
وفي مقال نشرته صحيفة برافدا الروسية في عام 2004 ذكر ظهور مفاجئ لحفرة غامضة في منطقة (خاركوف) في أوكراينا :
" في صباح أحد الأيام أخرج الراعي (بيوتر مالينكين) قطيع أبقاره كما جرت العادة إلى المرعى وحينما قطع مسافة 5 كيلومترات مع ماشيته في الحقل تفاجأ بالعثور على حفرة ضخمة في الأرض يبلغ قطرها 6 أمتار ، رغم أنه لم يراها في نفس البقعة في اليوم السابق ، إذ ظهرت بين ليل وضحاها ، وقال الراعي أن الحيوانات كانت تخشى الإقتراب من الحفرة ولم تأكل من العشب المجاور لها ، فقام فريق من المختصين من مجموعة لابيرينث بالذهاب هناك بهدف دراسة الظاهرة المجهولة ولتفحص هذا الأمر العجيب في الحقل .
وأكدت امرأة مسنة من سكان البلدة أن الحفرة العملاقة ظهرت في الحقل فعلاً ويقولون أن لها شكل دائري منتظم كما لو أن أحدهم أخذ اقتطع كتلة كبيرة من الأرض باستخدام فنجان ، وقام سكان البلدة ببناء سياج حول الحفرة لتجنيب الأشخاص الفضوليين والماشية خطر السقوط فيها ، ومع الوقت أصبحت الحفرة موضع إهتمام الناس الذين كانوا يأتون لرؤيتها والقيام برحلات نزهات في جوارها ، والبعض كان يلتقط صوراً لمعارفهم معها.
وكما اتضح فيما بعد أن الحفرة لم تكن دائرة تماماً بل أن لها شكل بيضاوي ، لكنها لم تشبه حفرة الحفارة ، إذ لم يعثر على آثار الحفارة على جدرانها ، كما لم يظهر على المرج حولها أي أثر من مخلفات الحفر ، الأرض حولها مستوية ، والحفرة ناعمة الجدران وعمودية نحو الداخل . لكن يوجد بعض الماء فيها على عمق 4.5 متر.
ويعتقد فريق المختصين المذكور أعلاه أنه من المحتمل أن تكون الحفرة ناجمة عن نشاطات الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو): " هبط الغرباء بمركبتهم الفضائية على المرج بغية الحصول على عينات من الأرض " ، ومع هذا فشل المختصون بدراسة الأجسام الطائرة المجهولة في العثور على أي دليل يشير إلى هبوط مركبة فضائية تخص هؤلاء الغرباء ، واقترحوا كذلك أن تكون الحفرة ناجمة عن ظاهرة طبيعية نادرة ويتعذر تفسيرها ، وقد سبق أن حدثت ظاهرة مماثلة قبلها بـ 10 سنوات في منطقة (ريازان) حينما ظهرت فوهة كبيرة تذكرنا بتلك الحفر التي تنتج عن قذيفة في الأرض بالقرب من قرية (ساسوفو) ، ولم يتمكن أي أحد من تفسير مظهر الحفرة ، وهناك حفر مشابهة ظهرت من قبل في مناطق (روستوف) و(تولا) الروسية.
وأخبر سكان المنطقة فريق (لابيرنيث) أن هناك حفرة أرضية أضخم من الحفرة المكتشفة ولكنها تبعد عنها مسافة 2 كيلومتر ، ويقولون أنها ظهرت منذ عدة عقود ، ويقول المسنين من سكان البلدة أن القرويين المقيمين اعتادوا على التضحية بأكياس الحبوب من خلال رميها في الحفرة بهدف تهدئة "شي ما" يقبع في باطن الأرض . وخلال الحقبة السوفيتية اعتادوا أن يرموا الأغصان والحجارة في الحفرة ، ومع هذا لم يقوموا بطمرها ، ولما حاول المختصين بدراسة اليوفو العثور عليها لم ينجحوا في ذلك حيث نمى عدد كبير من الأشجار والشجيرات في الحقل.
ويقول السكان المحليون أن هناك شيء ما غامضاً في هذه الأرياف ، حيث يقولون أن هناك " نبع غاضب " في الجوار ، وعندما يأتي إليه شخص ليأخذ بعض الماء يبدأ بالغليان ، وإذا بدأ أحد بالتحدث بالقرب منه يبدأ الماء بالغليان أكثر وأكثر ، وبأن هناك كنيسة كانت موجودة في نفس المكان الذي تفجر منه النبع ، وتقول الأساطير أن الكنيسة دخلت في باطن الأرض حينما كان جيش نابليون يتقدم في المنطقة في عام 1812.
ولكن هناك تفسيرا لغياب هذه الكنيسة الموجودة في منطقة (كالوغا)، فهي منشئة على تربة جيرية ، وبإمكان المياه الجوفية أن تحلل هذه التربة فتصنع كهوفاً من الحجر الجيري وسراديب قد تؤدي إلى إنهيار التربة لاحقاً وبالتالي ابتلاع ما عليها كالكنيسة.
ولا يستبعد دور السبب الآنف الذكر في إحتمال ظهور الحفر الغامضة حيث أن التربة هبطت للأسفل داخل جوف كهف من الحجر الجيري ، كما يرى محققو اليوفو أن لهذه الحفر منشأ أرضي ومع ذلك من الصعب تفسير نعومة واستواء الجدران الداخلية لهذه الحفر ".
يرى المتشككين في ظاهرة الحفر الغامضة التي تظهر من حين لآخر في مناطق من أراضي روسيا وأوكراينا أنهم على علم بأن هناك إمكانيات كافية لصنع مثل هذه الحفر بدون أي مشاكل ، وبأنها ليست من فعل الطبيعة ، وهم على علم أيضاً بان عمق الحفر ليس عميقاً حقيقة كما يبدو من الصور الملتقطة ومع ذلك لن يغامر المرء في الوقوع فيها ، وهم يرجحون أن الحفرة إما لبئر قديم أو أن شركة ما أتت إلى هذه المنطقة لحفر حفر تجريبية بهدف إكتشاف موارد ولكنها لم تعثر على أياً منها ، وإذا لم يوفقوا في ملأ هذه الحفر التي يحفرونها بشكل ملائم فإن معظم التربة ستنجرف مع مرور الوقت بفعل الأمطار الغزيرة ، وأنه من الواضح وجود آثار الحفر الأفقية على الجدران الداخلية.