وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد…
الأصل في سائر المعاملات والعقود مع أهل الكتاب ومنهم اليهود هي الجواز بالشروط والضوابط الشرعية؛ ومنها:
**أن يكون في أشياء مباحة.
** ألا يكون العمل عندهم والتعامل معهم فيه إذلال للمسلم وامتهان لكرامته.
** ألا يكون العمل عندهم والتعامل معهم فيه تقوية لدينهم أو لشوكتهم بحيث يعود الضرر فيه على المسلمين.
أما أهل الكتاب المحاربين الصائلين على بلاد المسلمين المحتلين لديارهم فيحرم التعامل معهم إلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك ولا يجد المسلمين البديل عن التعامل معهم.
وعليه فالأصل في التعامل مع اليهود المحتلين لبلاد الإسلام هو الحرمة، سواء في مجال البناء أو التجارة أو الزراعة أو الصناعة، ولكن يباح ذلك في حال الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها.
ولكن ننبه إلى عدة أمور:
أولًا: ينبغي على المسلم أن يقدم الولاء للمسلمين والبراء من الكافرين والمشركين والمنافقين في جميع معاملاته على حظوظه من الدنيا.
ثانيًا: إذا نظرنا إلى العمل عند اليهود في مجال البناء خاصة، تبين أنه لا ينطبق عليه هذه الشروط؛ لأن هذا العمل فيه زيادةُ تمكينٍ لهم وتسلط على أرض المسلمين، والواجب دفعهم عن ذلك ما أمكن؛ ولأنَّه إعانة لهم على الإثم والعدوان والمعصية والإفساد في الأرض، وعلى العمال الذين يعملون في مجال البناء الاكتفاء بالعمل مع المسلمين، وعدم التوسع في ذلك بدافع الأجور الزائدة عند اليهود كما هو ملاحظ على هذه الطائفة.
ثالثًا: إن كان كلاكما لا يجد إلا التجار اليهود وكانت السلعة المشتراة ضرورية للمسلمين وليست من الكماليات التي يستغنى عنها، فيمكن ساعتها أن تشتري منهم، من باب عدم الإضرار بالمسلمين؛ لأنَّك لو اشتريت البضاعة بسعر عالٍ فستزيد على هذا السعر حتى تحقق لك ربحًا، ومن ثَمَّ تصل السلعة إلى المشتري من بسطاء المسلمين بسعر مضاعف، وهذا يلحق الضرر البالغ بالمسلمين؛ لأنَّ أغلبهم قد عضهم ناب الفقر.
رابعًا: بالنسبة لمجال الزراعة: تشتد حرمة بيع المحاصيل الزراعية إلى اليهود في حالة ما كانت غير زائدة عن حاجة المسلمين، وننبه أيضا إلى أنه يجب على المزارعين أن يركزوا في زراعتهم على الأشياء الضرورية والتي يحتاجها المسلمون، بدلا من المحاصيل التي لا تعود بالنفع عليهم، ومن الغريب أن نستورد من اليهود الكثير من المحاصيل والفواكه الزراعية في الوقت الذي نصدر لهم أيضا الكثير منها.
هذا؛ والله تعالى أعلم.
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو الوليد المقدسي
منتدى التوحيد و الجهاد- حكم التعامل مع اليهود في المجالات المختلفة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد…
الأصل في سائر المعاملات والعقود مع أهل الكتاب ومنهم اليهود هي الجواز بالشروط والضوابط الشرعية؛ ومنها:
**أن يكون في أشياء مباحة.
** ألا يكون العمل عندهم والتعامل معهم فيه إذلال للمسلم وامتهان لكرامته.
** ألا يكون العمل عندهم والتعامل معهم فيه تقوية لدينهم أو لشوكتهم بحيث يعود الضرر فيه على المسلمين.
أما أهل الكتاب المحاربين الصائلين على بلاد المسلمين المحتلين لديارهم فيحرم التعامل معهم إلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك ولا يجد المسلمين البديل عن التعامل معهم.
وعليه فالأصل في التعامل مع اليهود المحتلين لبلاد الإسلام هو الحرمة، سواء في مجال البناء أو التجارة أو الزراعة أو الصناعة، ولكن يباح ذلك في حال الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها.
ولكن ننبه إلى عدة أمور:
أولًا: ينبغي على المسلم أن يقدم الولاء للمسلمين والبراء من الكافرين والمشركين والمنافقين في جميع معاملاته على حظوظه من الدنيا.
ثانيًا: إذا نظرنا إلى العمل عند اليهود في مجال البناء خاصة، تبين أنه لا ينطبق عليه هذه الشروط؛ لأن هذا العمل فيه زيادةُ تمكينٍ لهم وتسلط على أرض المسلمين، والواجب دفعهم عن ذلك ما أمكن؛ ولأنَّه إعانة لهم على الإثم والعدوان والمعصية والإفساد في الأرض، وعلى العمال الذين يعملون في مجال البناء الاكتفاء بالعمل مع المسلمين، وعدم التوسع في ذلك بدافع الأجور الزائدة عند اليهود كما هو ملاحظ على هذه الطائفة.
ثالثًا: إن كان كلاكما لا يجد إلا التجار اليهود وكانت السلعة المشتراة ضرورية للمسلمين وليست من الكماليات التي يستغنى عنها، فيمكن ساعتها أن تشتري منهم، من باب عدم الإضرار بالمسلمين؛ لأنَّك لو اشتريت البضاعة بسعر عالٍ فستزيد على هذا السعر حتى تحقق لك ربحًا، ومن ثَمَّ تصل السلعة إلى المشتري من بسطاء المسلمين بسعر مضاعف، وهذا يلحق الضرر البالغ بالمسلمين؛ لأنَّ أغلبهم قد عضهم ناب الفقر.
رابعًا: بالنسبة لمجال الزراعة: تشتد حرمة بيع المحاصيل الزراعية إلى اليهود في حالة ما كانت غير زائدة عن حاجة المسلمين، وننبه أيضا إلى أنه يجب على المزارعين أن يركزوا في زراعتهم على الأشياء الضرورية والتي يحتاجها المسلمون، بدلا من المحاصيل التي لا تعود بالنفع عليهم، ومن الغريب أن نستورد من اليهود الكثير من المحاصيل والفواكه الزراعية في الوقت الذي نصدر لهم أيضا الكثير منها.
هذا؛ والله تعالى أعلم.
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو الوليد المقدسي
منتدى التوحيد و الجهاد- حكم التعامل مع اليهود في المجالات المختلفة
تعليق