الأسلحة السايكوترونية
Psychotronic weapons
الأسلحة السايكوترونية هي تلك المصنّفة ضمن النوع المسمى بالأسلحة “غير المميتة” Non lethal weapons (مع أنها مميتة جداً). تستطيع عناصرها الخفية أن تقتل عبر مسافة غير محدودة، يمكنها تجسيد أو التسبب بأي مرض مزمن، يمكنها جعل الشخص يتحوّل إلى مجرم أو أبله عديم المسؤولية، التسبب بحوادث طيران أو سير أو سكك حديدية خلال ثوانٍ، تدمير البُنى الأساسية لأي شيء مادي أو حيوي، خلق أو استثارة أي كارثة بيئية/جوية، التحكّم بأكثر الآلات أو الأدوات تعقيداً، التحكّم بسلوك البشر وأي كائن حيوي آخر، وكذلك تغيير نظرة الواقع لمجتمع بكامله.
هذا ليس سحر أو شعوذة، بل تكنولوجيا حديثة من أرفع المستويات والتي، كما هي العادة دائماً، أسيء استخدامها ولغايات بعيدة كل البعد عن كونها إنسانية.
فيما يلي تاريخ ووصف مختصر لهذه التكنولوجيا المرعبة، وتأثيراتها الخطيرة، ومن هو المستهدف، والاختبارات السرّية التي أجريت في روسيا، ومن يطوّر هذا النوع من الأسلحة.. وغيرها من معلومات يوفرها لنا الباحث “ن.إ. أنيسيموف” N.I Anisimov، الذي كان في التسعينات متحدثاً رسمياً باسم مجموعة من الضحايا الروس الذين تعرّضوا لتأثيرات هذا السلاح، وكتب عدة مقالات في الصحف الروسية والعالمية، وظهر في عدة أفلام وثائقية أشهرها الفيلم الوثائقي الألماني الذي بعنوان “الزومبي في روسيا” Zombies of Russia.
وقد وردت اقتباسات من كتابات “أنيسيموف” في عدة أوراق علمية ودراسات عسكرية أمريكية أشهرها مقالة بعنوان
“ليس للعقل متراس حماية” The Mind Has No Firewall.
الأســلحة الســايكوترونيـة
Psychotronic Weapons
“ن.إ. أنيسيموف” N.I Anisimov
خلال بزوغ فجر التقدم العلمي والتقني، حلم الدكتاتوريون وأسياد الحكومات المتغطرسة بوسائل تمكنهم من تجسيد العلوم السحرية القديمة الممزوجة بالقدرات الإنسانية الكامنة عبر استخدام أسلحة تقنية حديثة، بحيث يستطيعون بمساعدتها جعل رعاياهم مطيعون وممتثلون بشكل كامل لأوامر ورغبات الأسياد وشركائهم في السلطة.
حتى أنهم عزّزوا هذه الرغبات الوحشية الدفينة، بعد خلق الأسلحة الخارقة التي طالما حلموا بها، بحيث يستخدمونها لاستعباد حكومات دول أخرى ومن ثم يصبحون حكام العالم أجمع.
مع النجاح في تصنيع هذا النوع من الأسلحة، بدأ القطاع العسكري يتزوّد بأسلحة متنوّعة يمكن استخدامها للاستعباد الشامل وكذلك الدمار الشامل. والحال ذاته مع قطاع المخابرات والعمليات السرّية، الذي هو أيضاً بدأ ينضم إلى صفوفه عملاء “زومبي” (تم تعديلهم عقلياً/نفسياً/بيولوجياً) يستطيعون الحصول على أي معلومة مطلوبة (استبصار) دون حاجة لأي جهاز أو وسيلة اتصال أو نقل أو حتى سلاح فردي. في نهاية القرن الماضي (القرن التاسع عشر)، واجه تجسيد هذه الأحلام على الأرض الواقع صعوبة بسبب عدم توفّر الإمكانيات التكنولوجية المطلوبة، لكن في بدايات القرن العشرين، عندما شهد التقدم التكنولوجي العديد من الوثبات الثورية، أصبحت هذه الأحلام، ليس فقط واقعية، بل تُطبّق بشكل عملي وفعال.
أحد المؤسسين الرواد لهذه الأسلحة السايكوترونية الوطنية هو الأكاديمي “ف. بختريف” V. Bekhterev. في عام 1925م، كان فريق “بختريف” يجري اختبارات في مجال
الإيحاء الجماعي للعواطف collective suggestion of emotions
عبر مسافة بعيدة. تم تحقيق الإيحاء الجماعي الشامل بنجاح، وذلك بواسطة جهاز استقبال الراديو العادي (المذياع). والمساهمة النوعية في خلق وتطوير هذه الأسلحة الشريرة الشيطانية
سربت هذة المعلومات من ابنة “ف.دزيرزهينسكوفو” F. Dzerzhinskovo، “م. تالتزِ” M. Tal’tze والمحاضر “د.لونتز” D. Luntz. اللذين كانوا مشاركين في تطوير مجموعة تكنولوجيات سايكوترونية تعتمد على مستحضرات تخديرية وأجهزة تقنية خاصة.
أما دور فئران التجارب الضرورية لتطبيق تأثيرات هذه التكنولوجيا، فقد لعبه السجناء الذين جلبوهم من “لوبجانكا” Lub’janka ومرضى نفسيين من مراكز أمراض عقلية مختلفة.
مع اختراع جهاز التلفزيون، ظهرت إمكانية المعالجة السايكوترونية الشاملة لمجموعة بشرية كاملة بواسطة أجهزة التلفزيون. بعد سقوط ألمانيا النازية، وقعت الأبحاث العلمية المتعلقة بمجال الأسلحة التكنو- نفسية psycho-technological weapons في أيدي القوات السوفييتية والتشيكية، حيث ساهموا بعدها في تطويرها ومن ثم خلق ما أصبحت معروفة
بالأسلحة التكنو- نفسية psycho-technological weapons.
في غضون خمسين عام، برز إلى السطح أسلحة سايكوترونية حديثة، وذلك من مختبرات الفرع السرّي الخاص NII، ومن ثم بدأت تظهر بالتدريج في ترسانة المخابرات والقوات المسلّحة بقطاعاتها المختلفة. وبنفس الوقت، ظهر هذا الموضوع في “قائمة المعارف الممنوعة من النشر”، حيث ورد بأنه وجب منع النشر الصريح لمواد علمية تتعلق بأجهزة تقنية تهدف إلى التأثير على الآليات السلوكية للشخص وعن إمكانية التحكّم بسلوك الشخص.
بعد 70 سنة من انطلاق هذا المجال، راحت الأسلحة السايكوترونية تخرج من المعامل السرّية لاستخدامها ضدّ الجماهير وعلى نطاق واسع. في نهاية العقد الثامن من انطلاق هذا المجال، نشأت أوّل حركة حقوقية في البلاد للحماية ضدّ هذه الأسلحة، مما أطلق صراع غير متوازن بين الضحايا المرهفين وأكبر مجرمي القرن المتوحّشين.
أسلحة إنسانية؟!
طاعون من القرن العشرين
الأسلحة السايكوترونية هي تلك المصنّفة ضمن النوع المسمى بالأسلحة “غير المميتة” Non lethal weapons (مع أنها مميتة جداً). تستطيع عناصرها الخفية أن تقتل عبر مسافة غير محدودة، يمكنها تجسيد أو التسبب بأي مرض مزمن، يمكنها جعل الشخص يتحوّل إلى مجرم أو أبله عديم المسؤولية، التسبب بحوادث طيران أو سير أو سكك حديدية خلال ثوانٍ، تدمير البُنى الأساسية لأي شيء مادي أو حيوي، خلق أو استثارة أي كارثة بيئية/جوية، التحكّم بأكثر الآلات أو الأدوات تعقيداً، التحكّم بسلوك البشر وأي كائن حيوي، وكذلك تغيير نظرة الواقع لمجتمع بكامله.
تتألف الأسلحة المُسماة “غير المميتة” Non-lethal من النوع الرابع فقط. النوع الأوّل مأخوذ من سلسلة تكنولوجيات عسكرية تُركّب بطريقة تجعلها قادرة على إحداث تغيير في البنية المكوّنة للمادة، ( تقليص قدرة استقرارها وتوازنها، تغيير الخواص الكيماوية والفيزيائية )، وكذلك أيضاً تعطيل عمل أي جهاز أو آلة من خلال تدمير مفعول الدارات الإلكترونية واللاسلكية المسؤولة عن عملها.
النوع الثاني مهمته تعطيل القوى الحيوية للكائن العضوي، السماح بتدمير البنية الروحية للعدو، لخبطة تناسق الحركات الجسدية وكذلك التناغم العضلي، إحداث تغيير في آليات عدة أنظمة في الجسم، من بينها نظام جريان الدم ونبضات القلب وكذلك جهاز البصر.
يمكن استخدام أصوات راديو معيّنة بحيث تغرق في نوم عميق مجموعات واسعة من عناصر قوات العدو، وبالإضافة إلى قدرة على تجسيد خداع بصري (صور واقعية تظهر أمام المراقب) بحيث يُصوّب نحو نقطة معيّنة في الجو فيتجسّد صور هولوغرافية (متعددة الأبعاد) مخيفة من أجل إضعاف معنويات جنود العدو.
اظهار صور هولوغرافية مثل وحش مخيف، أسطول كامل من الأطباق الطائرة، غروب الشمس بلون أحمر يملأ السماء (مع أن الوقت يكون ليلاً)، وكذلك ظهور القمر رغم أن الوقت يكون نهاراً. كما يمكن تجسيد عاصفة أو إعصار أو أي حالة كارثية أخرى تساهم في بثّ الذعر والإرباك في نفوس الأفراد فيتشتتون متخلين عن مهماتهم.
إن ما يراه الأفراد ليس متجسداً على أرض الواقع بل في عقولهم، ويتصرفون على هذا الأساس. إن التعرّض لجرعة زائدة من هذه الموجات شديدة الانخفاض تسبب أذى كبير على الضحايا مثل حصول أعطال دائمة في أعضاء غير قابلة للعلاج، أو أضرار عقلية غير قابلة للعلاج، وبالإضافة إلى إصابة عدد كبير من الأفراد بحالات تجعلهم عاجزون عن الاستمرار في الخدمة العسكرية.
أما النوع الثالث، فيشمل أسلحة سايكوترونية مشابهة للسابقة لكن وفق تقنيات مختلفة.
والنوع الرابع يستند على تكنولوجيات مضادة للجاذبية. يتمثّل مبدأ هذا النوع الأخير من الأسلحة “غير المميتة” والمتعلّق بمجال الجاذبية بأن أي شيء يمكن تجريده من خواصه الجاذبية (الجذب الأرضي أو الدفع الأثيري الكوني، حسب المفهوم الفيزيائي الذي تعتمد إليه للنظر إلى المسألة) فيصبح هذا الشيء بعدها ألعوبة طيّعة خاضعة لرغبات الفرد الجالس في غرفة التحكّم المسؤولة عن هذا النوع من الأسلحة.
تحوز التنكنولوجيات العسكرية، المستندة على تكنولوجيات مضادة للجاذبية، على أكبر قدرة على المناورة من أي سلاح عصري استثنائي آخر.
النوعين الأوّل والثاني من الأسلحة “غير المميتة” لا يُعتبران سرّيان (بطريقة ما)، لكن النوعين الثالث والرابع يعتبران سرّيان للغاية.
منذ أكثر من عشرين سنة مضت، ابتداءً من الأبحاث السرية الأولى الهادفة لخلق الأسلحة “غير المميتة”، أدركت الحكومة والمؤسسة الاستخباراتية أمراً مهماً أُخذ في الحسبان، حيث في حالة تسرّب بعض المعلومات بخصوص هذه الأسلحة السرّية، مهما كانت مجزّئة وصغيرة، وجب أن تكون مقنّعة بمصطلحات مُضلّلة ومعلومات مُشوّهة أو مُحرّفة بطريقة تجعلها تبدو آمنة أكثر من طبيعتها الحقيقية وبالتالي لا تسبب أي استنفار أو فزع من المجتمع الدولي الذي سيبدأ بسلسلة طويلة من الطلبات والتوضيحات وإجراءات أخرى لا ترغبها الحكومة (ومن هنا جاء المصطلح “أسلحة غير مميتة” والذي يبعث على الطمأنينة بشكل غير مباشر، مع أنها في الحقيقة تُعتبر أسلحة دمار شامل مما يجعلها تستحق تسميتها بمصطلح أكثر وقعاً).
لكن في الوقت الحاضر، فقد انتبه الجميع لهذا المجال المصيري والخطير وبدأ البعض يتخذون إجراءات مضادة له. أما العلماء العسكريين والمتورطين بمشاريع تطوير هذه الأسلحة، والمتماشين مع الدوافع السرّية وراء تطويرها، فقد حاولوا تقديم هذا الصنف من التكنولوجيا على أنها نعمة للبشرية نزلت من السماء، ويسمون هذه الأسلحة الشاذة بكل صفاقة على أنها “أسلحة غير مميتة”، أو “أسلحة غير دموية”، أو “قنابل إنسانية”! ومن خلال هذا التصرّف، هم يحاولون إظهار أنفسهم على أنهم مواطنين نزيهين ومعصومين، متظاهرين بأنهم محترمين ومسؤولين.
هذه التصرفات المضللة، والتي تمثّل أعلى درجات السخرية والصفاقة، تُغذى للجماهير عبر وسائل الإعلام واسعة الانتشار، محققين بذلك غايتهم المنشودة في تضليل المواطنين الجاهلين تماماً لما يحصل، وهذا العمل لا يخدم سوى لحماية والتستّر على المجرمين المتوحشين الذين يستخدمون هذه الأسلحة ضدّ المواطنين وعلى نطاق واسع.
في هذه الظروف الأسلحة “غير المميتة” اليوم لا تخضع لأي من الاتفاقيات الدولية التي من المفروض أن تساهم في منع تطويرها وتكديسها في الترسانات واستخدامها.
يتبع
تعليق