علم الباراسيكولوجي
من منظور شرعي
الباراسيكولوجي علم حديث النشأة، وله في الغرب أساتذة مختصون وباحثون متفرغون ومكتبات ومجلات... وقد رأيت أن أعرّف بهذا العلم وبقضاياه ومناهجه ونتائجه لما لمستة من اعتراض بعض الاخوة الزملاء على بعض مواضيعة بحجة مخالفتها لديننا الاسلامى .من منظور شرعي
لذلك قررت البحث عن جذور هذا العلم في التراث العربي الإسلامي.. وجعلت هذا كله تمهيدا لبيان حكم الباراسيكولوجي في الميزان الشرعي حيث إن الباراسيكولوجي علم قائم بذاتة، وعمره اليوم يقرب من قرن من الزمان ولم أجد أحدا تصدى لبيان حكم الشرع فيه وفي تعلمه واستخدامه، وإن كان بعض العلماء تعرضوا لبعض ظواهرة ، خصوصا منها ما يعرف باستحضار الأرواح، لكنه اخذ بعض جوانبة فقط ، كما أظن أنه ليس لهذا العلم – في العالم العربي- أساتذة ولا معاهد أسوة بالعلوم الإنسانية الأخرى كعلم النفس مثلا ، وان بعض الطلبة العرب والمسلمين يدرس علم الباراسيكولوجي في أوربا وأمريكا، وهؤلاء يحتاجون إلى معرفة حكم مشروعية هذا العلم في الإسلام.
لهذا كله وجب أن ندرس حقيقة هذا العلم، وما إذا كان على المسلمين إهماله بالكلية أو الاعتناء به أو ببعضه.
الاخوةة الاعزاء
سبق ان عرفنا الباراسيكولوجي بانة هو علم دراسة الظواهر غير العادية التي لا يفسرها العلم التقليدي، والتي يمكن أن تكـون ناتجة عن قدرات إنسانية مجهولة، أو من عمـل مخلـوقات أخرى ( الجن مثلا او الشياطين ) !!! . وبعض العلماء يحذف من هذا التعريف الجملة الأخيرة ، ويمكن أن نذكر تعريفا آخر أدق وأكثر إحاطة ، فنقول: الباراسيكولوجي هو دراسة ظواهر ما وراء علم النفس من الأمور الخفية والتي لايفسرها العلم العادي.
وأذكر من هذه الظواهر غير العادية والتى تناولناها بالشرح الوافى فى مشاركات سابقة :
-التخاطر عن بعد، أو التليباثي. وهو عبارة عن تفاهم ذهني بين شخصين بغير طريق الكلام أو الإشارة أو نحو ذلك...
-التنبؤ بالمستقبل، والعرافة. أي الإخبار عن أحداث جزئية قادمة، ثم تقع بالفعل.
-الجلاء البصري، أي رؤية الأشياء التي تقع بعيدا عنا، والتي لا يمكن للإنسان العادي أن يراها.
-الاستشفاف، أو قراءة أفكار الغير وما يدور بذهنه، وكذا سماع الأصوات البعيدة.
-التأثير في الأشياء بمجرد النظر إليها أو لمسها. -ارتفاع أشياء ثقيلة في الهواء، دون رافع مادي لها. ودوران الطاولات حول نفسها.
-أعمال السحر ومختلف أفعال السحرة.
-الشفاء من المرض، دون سبب طبي ظاهر.
-"الأشباح "، والمنازل المسكونة، والأصوات التي ليس لها مصدر معلوم.
-بروز أضواء مجهولة المصدر. الباراسيكولوجي تدرس ايضا الظواهر التي أهملها علم النفس الحديث.
ويرى بعض المختصين أنه لابد في النهاية من توحيد هذين العلمين (علم النفس والباراسيكواوجى ) في علم واحد. ولكن المشكلة أن هذا الدمج يحتاج إلى رؤية وعلم وخبرة مازالت في حكم المفقودة . بل لا تزال حقيقة علم النفس نفسه غير واضحة ، وفي هذا يقول المختصون : " مادام علم النفس لم يصبح بعد علما واضح المعالم والحدود والأبعاد، فإن تعريفه وبالتالي تعريف الظواهر التي يتناولها مازال أمرا عسيرا للغاية".
لقد اهتم علم النفس بالقدرات العقلية للإنسان، خاصة منها الذكاء، ووضع حولها نظريات كثيرة. لكن هذه القدرات عادية لا غرابة فيها، وذلك كالتعبير اللغوي والاستنباط والتذكر... ومما لاشك فية أن الذكاء بمعانيه المتعددة ودرجاته المتفاوتة يؤلف أعقد الظواهر التي يدرسها علم النفس وأشدها تشابكا .
أن الذكاء – مثلا - كقدرة بشرية كثيرة الوجود، ولذلك فهي عادية، بخلاف ظواهر الباراسيكولوجيا فهي نادرة أو قليلة الوجود. لهذا يقدم علماء الباراسيكولوجيا علمهم هذا على أنه : علم نفس اللاشعور، وغايته أن يكتشف في النفس الإنسانية وظائف لاشعورية جديدة .
يتبع
تعليق