الأخذ بالأسباب الشرعيّة في استخراج الكنوز :
ـ حبّ الدنيا يعتبرُ أمرا فطريّا جبليّا في كلّ إنسان ، بل هو من أقوى الغرائز التي قد تدفعه أحيانا الى الوقوع في المحضور وارتكاب الكبائر والإستهانة بالأوامر والنواهي الإلاهيّة .. قال الله تعالى : { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } سورة آل عمران ﴿14﴾ـ وقد لاحظت أنّ الكثير ممن اشتغل بالبحث عن الكنوز والدفائن قد أوقعه الشيطان في حبائله وشباكه .. فتراهم يلجؤون إلى السحرة والمشعوذين ، الذين يتعاملون مع الشياطين ، فيتقرّبون اليهم بقربات وثنيّة شركيّة خطيرة قد تصل الى حدّ قتل النفس والعياذ بالله
ـ فيجب على كلّ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتنزّه عن مثل تلك الأعمال الوثنيّة ، وأن يتقي الله سبحانه وتعالى ، وأن يحرص كلّ الحرص على أن يحيى ويموت ويلقى الله سبحانه وتعالى على التوحيد الخالص والصّادق الذي لا تشوبهُ شائبة .
ـ فمن الأسباب التي ينبغي ان يتوخّاها كل من أراد أن يرزقه الله سبحانه وتعالى من هذا الباب ، حتى لا يقع في المحضور :
1 ــ الإستناد إلى عقيدة صحيحة :
ــ ومنها اليقين بأنّ الأرزاق مُقدّرة ومقسومة ، وأنّ الله تعالى هو الرزّاق ، وأنه هو الغنيّ .. وكلّ من سواه فقير ومُحتاج إليه سبحانه وتعالى .
ــ اليقين أنّه لو اجتمع العالم بأسره على أن ينفعوك ويأتوك بالقناطير المقنطرة من الذهب والفضّة .. من الأموال التي لم يُقدّرها لك الله سبحانه وتعالى ، فلن يقدروا أبدا ، ولن ينفعوك مُطلقا ، ولو أنّهم اجتمعوا على أن يمنعوا رزقا قدّرهُ وساقه الله تعالى إليك فلن يُفلحوا أبدا ، رُفعت الأقلامُ وجفت الصّحف . ـ قال الله تعالى : { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } يونس 107
ـ روى الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : ( كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظِ اللهَ يَحفظْكَ احفظِ اللهَ تجدْهُ تُجاهَكَ وإذا سألتَ فلتسألِ اللهَ وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام وجفت الصحف )
ــ يتبع ــ
تعليق