Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php73/sess_3f5f680b482956e268e23c761451f4a0a299bd36e9f6649e, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 Warning: session_start(): Failed to read session data: files (path: /var/cpanel/php/sessions/ea-php73) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 تاريخ الصليب أصله الوثني، وعبادة الوثنيين له والوثن - شبكة ومنتديات قدماء

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تاريخ الصليب أصله الوثني، وعبادة الوثنيين له والوثن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تاريخ الصليب أصله الوثني، وعبادة الوثنيين له والوثن



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	preview_html_m780ff547.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	12.3 كيلوبايت 
الهوية:	775865



    تاريخ الصليب
    أصله الوثني، وعبادة الوثنيين لهوالوثن



    تأليف: هنري دانا وارد
    ترجمة: حكيم ميلادي





    الإصدارالأول
    طرابلس – ليبيا

    2010


    الصورة: في الرابع عشر من سبتمبر 326، وجدت القديسة هيلانة، أم الامبراطور قسطنطين، في أورشليم (القدس، فلسطين) الصليب الحقيقي الذي صلب عليه يسوع. قادها يهوديان مسنان يعلمان من التقاليد الموقع الذي تم فيه الصلب، موضع الجمجمة أو جلجثة بالعبرية. بعد حفر المكان لعمق معين، وجدت ثلاث صلبان، مع اللوحة التي تقول "يسوع الناصري ملك اليهود" والمسامير؛ لكنجدلا دار حول أي هذه الثلاثة (حيث يرجع إثنان منها الى اللصين اللذانصلبا معه) هو الصليب الأصلى. لذا،وكما ترى في اللوحة، قامت هيلانة بإختبار الصليب، والذي أحدث المعجزة، وهي إحياء إمرأة كانت قد ماتت في تلك الأثناء، فأعتبر الصليب الأصلى. وهذه هي قصة رفاة أو بقايا الصليب الأصلى الذي إنتشر حول العالم، ويؤمن المسيحيون أنه يقوم بالمعجزات.





    The History of the Cross

    The Pagan Origin and Idolatrous Adoption and Worship of the Image


    By: Henry Dana Ward
    (London 1871)









    ----------------


    كلمة المترجم



    التشابه الكثير الموجود بين المسيحية والأديان الوثنية لا يمكن إنكاره
    . فقد كُتب الكثير عن هذه الأمور قبل كتاب مؤلفنا هذا، الذي بين يديك الآن ترجمة لكتابه "تاريخ الصليب"، وبعده. إلا أن المميز في هذا الكتاب هو أن مؤلفه ليس من خارج محيط الكنيسة، لكي يعد أحد منتقدي الدين المسيحي، بل هو أب محترم في كنيسة معروفة.

    يختص هذا الكتاب بدراسة تاريخ الصليب تحديدا، بين كل التشابهات التاريخية والعقائدية الموجودة بين المسيحية والوثنية، ويناقش أصل كلمة الصليب الواردة في الترجمات الأولى للكتاب المقدس؛ كما يرجع الى أصول عبادة الصليب وعلاقته بالإله تموز. ويعود الى بدايات المسيحية حيث كان أوئل المؤمنون يرسمون صورا وإشارات يتعارفون بها فيما بينهم خفية نتيجة للإضطهاد الذي كان يمارسه عليهم اليهود والرومان على حد سواء. وهو يناقش أيضا الرمز الذي إتخذه الإمبراطور قسطنطين، أول أباطرة الرومان ممن إعتنقوا الدين المسيحي وإتخذه كدين رسمي للدولة، وسمى هذا الرمز بـ"الكريستوغرام" أو "مونوغرام المسيح" فوضعه على لواء جيشه وإنتصر به حسبما تقول الروايات، رغم إختلافها في بعض التفاصيل. ويذكر أيضا رحلة أم هذا الامبراطور، هيلانة، الى فلسطين، وبحثها عن موقع الجمجمة، حيث صلب المسيح ودفن صليبه، وكيف وجدت ثلاث صلبان، وكيف إختبرت أيها الصليب الأصلي.
    ولا تتوقف القصة عند هذا الحد، بل تطورت الى عادة تعرف بـ"عبادة بقايا الصليب الأصلي"، وكيف إتخذت الكنيسة الكاثوليكية من هذا الصليب رمزا للهينمة المسيحية، وفرض طقوسها على باقي الطوائف المسيحية التي إتهمتها بالهرطقة، لأنها تخالف عقائدها، منها ما إندثر، بحروب صليبية تطهيرية، ومنها ما بقي الى يومنا هذا. وتعتبر الطائفة البروتستانتية، التي أسسها المصلح الديني مارتن لوثر (1483-1546) في نهاية القرن السادس عشر، أكبر الطوائف المسيحية التي لا تعتبر شكل الصليب ورمزه مقدسا ومستأهلا العبادة والتبجيل—نوعا ما—، إلا أن المؤلف ينتقد بشدة بروتستانت أمريكا، لأنهم أصبحوا يعبدون الصليب أكثر من الكاثوليك أنفسهم.
    يستشهد المؤلف بأعمال عدد من مؤرخي المسيحية الأوائل، أمثال جستن مارتر، وترتوليان، ونيقوديموس الذين أرخوا للدين المسيحي في بدياته، ولم يذكروا أنهم عبدوا الصليب (صليب الكنيسة الكاثوليكية المعروف "") ولا الكريستوغرام الذي إتخذه الامبراطور قسطنطين بعد أن وحّد الدين الجديد مع الوثنية لأغراض سياسية وعسكرية. وكيف أن هذه الشارة تغيرت وأتخذت رمزا دينيا، وحُلية تلبس للزينة.


    حكيم ميلادي
    طرابلس-ليبيا 2010



    ----------------




    تقديم




    كما شكك الكثيرون، هناك الكثير والكثير لأجل الحقيقة؛ فالتاريخ الأصيل الحقيقي للدين المسيحي، هو بالتأكيد غير ذلك التاريخ الذي هو بين أيدينا اليوم. يدَّعي البعض أن تاريخ الكنيسة هو تاريخ دقيق، بينما يدّعى آخرون عكس ذلك. تأتي معظم الإدعاءات المتطرفة ضد الدين المسيحي من معسكر الإلحاد، وغالبا ما تبقى دون إثبات. لكن هذا الكتاب مختلف بشكل كامل. فهو يأتي من مسيحي مؤمن تقي، هو هنري دانا وارد، مؤمن بالمسيح، ومتسلح بالبحث المنهجي والحقائق.
    لماذا، إذن، كُتب هذا الكتاب إذا كان يتعارض مع العقائد المسيحية التقليدية والمقبولة؟ لأن العقائد التقليدية المتعلقة بالصليب وعبادته خاطئة! سنحتاح لبعض الوقت لنتقبل نهائيا "الصليب" بشكله الحالي وعبادته، وبالنسبة لـ وارد، كان هذا الرمز رمزاً وثنياً ما كان يجب أن يُتبنّ.
    لم تكن الأوثان تعبد على أيام أوائل المسيحيين، ولم يكن الصليب إستثناء لهذه القاعدة. إن عدم عبادة الصليب كان متفقا مع روح المسيحية الأولى، ولم تكن بدعة أو هرطقة. عدم عبادة الصليب كانت أحد ركائز العقائد المسيحية، وإسقاطه يجب أن يكون جزءًا من جسد الديانة الحالية، وفقاً لكلام وارد. إن تبجيل الصليب قائم على الأكاذيب، والخداع، والجهل. يبين وارد كيف بدأت الأكاذيب، ومن نشرها، وكيف ولماذا فعلوا ذلك. يقدّم مؤلف هذا الكتاب قائمة طويلة من الشخصيات المشتركة في نشر هذه المعلومات، من بينهم: برنــابــا Barnabus، نيقوديموس Nicodemus، جستن مارتر Justin Martyr، ترتوليان Tertullian،1 سيبريان Cyprian وآخرون. يقدم وارد كذلك قائمة بالمزيد من القادة اللاهوت الشرفاء والمستندات والوثائق التي لا تقدم أي إشارة للصيلب بكونه مهماً للإيمان خلال السنوات الأولى من تشكل المسيحية.
    فأولئك الناس وتلك النصوص لن تتجاهل أبداً حقيقة جوهرية كتلك؛ إذا ما الذي حدث. بصدق، لم يكن لعبادة الصليب أي وجود في المسيحية الحقيقية. ورمز "الصليب" نفسه لم يظهر في سراديب الموتي تحت مدينة روما إلا في القرن الرابع، ولم يظهر المسيح مصورا على الصليب فعلا حتى القرن السادس. لم يُعلَّق يسوع، والكلام لوارد، على شيء يجب أن يشبه بالضرورة شكل الصليب. وإعتمادا على اللغة الأصلية المستعملة، لم يرد أي شيء أبدا عن شكل هذا "الصليب". كان مجرد عمود مفرد أو جذع شجرة من نوع ما، لكن هذه اللغة لم تقل أي شيء حول صليب ما.
    من ناحية ثانية، سيكون بعض الوثنيين، والذين قبلوا الصليب سابقاً ضمن معتقداتهم، أكثر ميلاً لإعتناق المسيحية، إذا ما أُدخل فيها "الصليب" فجأة. وبإضافة الصليب، بجانب الأفكار الوثنية الأخرى، ستخلق إنتقال جد ناعم أو "تجاوز" (إذا ما إستثنيت التورية اللفظية) للمسيحية لأجل (تنصير) الوثنيين. كانت تسوية ملائمة لحد ما، من أجل أولئك الذين كانوا في موقع سلطة في ذلك الوقت، لأن المسيحية كانت تناضل لأجل بقائها لعدة قرون، وبذلت الجهود لضم الجميع باستخدام الأفكار الوثنية. فالكريسمس مثلا، لم يكن يوم مولد المسيح. وأي عالم متدين جيد سيؤكد لك أن يوم 25 ديسمبر كان يوم مولد إله الشمس، مثراس Mithras. والعلماء بشكل عام يعتقدون أن المسيح ولد في يوم من أيام شهر أبريل.
    إن أحد أول أهم العوامل التي ساهمت في "عبادة الصليب" كان إدعاء الإمبراطورة هيلانة2، أم الإمبراطور قسطنطين الأول Constantine I، التي زارت الأراضي المقدسة عندما كانت بعمر 78، وأخرجت بالحفر ثلاث صلبان عند موقع هيكل فينوس Temple of Venus، الذي يقع في المكان التي تقوم عليه الآن كنيسة الضريح المقدس Church of the Holy Sepulcher. أخفق صليبان من ثلاثة صلبان في إثبات فائدتهما، لكن الثالث، أدُّعِىَ، أنه يشفى المرضى ويخرج الموتى ويعيدهم للحياة. أعطت هذه القصة الجميع سببا جيدا للبدء بعبادة الصليب كشيء سحري، وكان عاملا حاسما في نشوء عبادته. قد لا تكون هيلانة على علم بحقيقة أن القانون اليهودي يأمر بحرق مثل هذه الصلبان بعد أن يموت الشخص علي أحدها؛ ولم تكن على علم بأن الخشب، إذا ما نجى من النار، سوف لن يكون بحالة ممتازة تقريباً بعد أن يدفن لمدة 300 سنة. وقيل أنه بعد أن تركت نصف الصليب مع أسقف محلى (مكسيموس Maximus)، قامت بنقل بقايا هذا الأثر وعادت به لموطنها وقدمت الخشب لولدها الإمبراطور قسطنطين.
    كان هذا أعظم إكتشاف في تاريخ المسيحية، أتبعه توثيق لأحد أشهر مؤرخي ذلك الوقت، الأمر الذي لم يحدث؛ وسلسلة من المعجزات المتلاحقة بفضل هذه الشظايا السحرية. إلى حد الآن واضح أن قسطنطين لم يسمع أبداً بالصليب، ولم يقل عنه شيئاً لعشر سنين بعد أن تم إكتشافه (قبل موته)، وكان مترافقاً مع صمت تام من قبل مكسيموس، أسقف أورشليم، الذي يبدوا ظاهريا أنه إستلم النصف الآخر. لكن لا وجود لأي إشارة لهذا الاكتشاف تم تسجيلها زمنيا بأي طريقة كانت لأي كاتب أو مؤرخ في ذلك الوقت. "خشب الصليب" تحول بالنتيجة ونشره القديس سيريل St. Cyril الأورشليمي – الذي خلف مكسيموس كأسقف على أورشليم. على كلٍ، فالقديس سيريل، لديه تاريخ حافل باللصوصية داخل الكنيسة يتعلق بسرقة المواد الثمينة وحُليّ الزينة، وقد طرد عدة مرات، لذا فكلمته يجب ألا تؤخذ على أنها "إنجيل".
    يدعو وارد القصة الكاملة عن الصليب وإكتشافه "سُخْفاً"، ثم يتابع بعرض عدد من القطع المثيرة الأخرى للأدلة التي تدعم أن تلفيقاً قد حدث، ليعطى المصداقية اللازمة لعبادتنا للصليب. سأترك الأمر له ليقدم الأدلة الباقية (والغزيرة).
    بالترافق مع هذا "الضلال" للصليب، أتت معلومة مغلوطة أخرى وأعتنقت تقاليد وثنية وقبلت ضمن الإيمان المسيحي. عندما أصبح هذا الأمر واضحاً جلياً، برزت عدة منظمات "مهرطقة" مختلفة نهاية القرن الثاني عشر وتابعت ظهورها لعدة قرون بعد ذلك. هذه الحركات غالباً ما كان لديها نيِّة إعادة القيم المسيحية الأصيلة، لكن التخريب الذي تتّبعه الكنيسة كان أقوى بحيث تم سحق الكثير من هذه الفرق. الأمر المثير والجدير بالملاحظة أن أغلب تهديدات هذه الحركات –الفالدينيين Waldenses،3 والبوغوميلBogomils ،4 والكاثار 5Cathars – كلها رفضت الصليب، ولم ترفض يسوع. وكان الصليب مجرد أداة لموته، لذا فعلى حد قول وارد، أن كل هؤلاء "المهرطقين" كانوا على صواب في آرائهم (على الأقل في قضية الصليب).
    إعتبرت حركة البوغوميل "الصليب"، بكل وضوح، ليس كشيء واجب عبادته، بل إحتقاره. فهم قدموا المسألة في شكل سؤال بلاغي، سائلين، "إذا قتل أحدهم ابن الملك بقطعة من خشب، هل تعتقد أن الملك سيعتبر ذلك السلاح مقدساً؟" الصليب هو ما قتل المسيح المُخلِّص، لذا لا حاجة حتماً لعبادته. فهم يدعونه "خصم الله" ويعتبرونه من الشيطان. وفي الواقع، كل الرموز والأيقونات كانت محرمة لدى البوغوميل، كما كانت محرمة لدى أوائل المسيحيين. وكانت الأيقونات، بالنسبة لجماعة البوغوميل، مجرد اشياء مادية خلقت في هذا العالم المادي على يد الشيطان / يهوه، ويجب إجتنابها.
    إعتنق الفالديون أفكاراً مشابهة. كذلك رفض الكاثار الصليب كرمز للعبادة. فهم شعروا أنه يبعث على الرعب، وليس التبجيل. هم يجادلون أنه إذا سقط عمود السقف وسحق ابن رب البيت، فهذا العمود لن يوضع موضع تبجيل وعبادة. أولئك الذين ينحنون أمام أي وثن أو بقايا رفات هم يركعون أمام أشياء مادية، والمادة كانت من خلق الشيطان، حسب كلام الكاثار. كان لأحد رهبان الكاثار، وهو Peter de Bruys، عادةُ اسقاط كل الصلبان التي تُصَفُّ على جانبي الطرق السريعة وتكديسها لحرقها في كومة واحدة. فإذا رأى أميال أعمدة الهاتف التي تُصفّ على جانبي الطرق اليوم، فهل كان سيستمر بإسقاطها؟ إقتبس يقول: "الصلبان المقدسة يجب أن تكسر وتحرق، لأن الأداة التي عذب بها المسيح برعب، وقتل عليها بوحشية، غير جديرة بالعبادة والتبجيل".
    وذهب de Bruys بعيدا جداً عندما دعى "لحفلة شواء" عامة مستخدما كل الصلبان (الخشبية) التي أمكنه جمعها. فحولها لنزهة كبيرة. وبينما كان اللحم يشوى فوق اللهب المكشوف، إقتحم مسيحي غاضب من الرعاع بغضب المكان، فألقى القبض عليه، وقطعه إرباً – بعدها جلس وقام بشواء ما تبقى من اللحم! الواضح، أنهم قرروا أن الحفلة لم تكن بذلك السوء برغم كل شىء.
    إن هذا الكتاب لم يعد يطبع منذ سنة 1871. في ذلك الوقت، أُصدرت عدة كتب تتناول هذا الموضوع، التي تتحدى فيه المعتقدات المقبولة، والتي غالبا ما كانت محظورة عن المكتبات، وكان الناس يُعتقلون عند إرسالهم هذه الكتب بالبريد (مثلما حدث مع D.M. Bennett وآخرون غيره). ومن النادر جداً أن كتابا، مثل كتاب Book Tree، دفع فيه ثمناً لا يصدق من المال مقابل النسخة الأصلية، والمحتمل أن تكون النسخة الوحيدة الباقية في العالم. نحن نقدمه لك الآن صونا لمعرفة هي بغاية الأهمية، للمسيحيين ولغير المسيحيين على السواء، وإلا فقد تجد طريقها للضياع الى الأبد.
    باختصار، يقدم كتاب History of the Crossحقيقة أن الصليب الذي نبجله ونعبده ليس أكثر من رمز لإله وثني كان يسمى تموز Tammuz. إن الرمز الحقيقي للمسيح، موجود داخل هذا الكتاب، -وهو ما نعبده بالأساس- لكنه تحوّل الى رمز الصليب، وبهذا أصبحنا نعبد أداة موته! أمر ليس بجيد. يجب علينا إسقاط الرموز والمعتقدات المزيفة التي تسللت وإخترقت جسد الدين المسيحي، تاركة إيانا جُهالا روحياً في بعض المجالات.
    في كتابي السابق، Triumph of the Human Spirit، دعوتُ كل المسيحيين لنفض مثل هذه الأشياء، مثل الإختراق الوثني، عن دينهم. لقد حان الوقت للعودة للهدف الأصيل والتعاليم الأصلية للسيد المسيح. العودة للحقيقة يجب أن تتضمن أيضا رمز المسيح نفسه. لذا، فأنا أعيد تأكيد ذلك هنا.
    بول تايس Paul Tice


    ----------------



    تمهيد




    تجتاح الكنائس، خصوصا في أمريكا، موجة طوفانية من التعلق بالطقوس مهددة بغمر الإنجيل، مثل الموجة التي غمرت الكنائس الأولى في القرن الرابع ببقايا الشهداء، وأساطير الرهبان، وإتيان الأعاجيب، والأعراف والتقاليد الوثنية، و"إختراع الصليب". إن العين تُسحر بالإيماءات المسرحية الفضولية، وتجتذبها حركة الممثلين المختلفين. إن أي عرض بشعارات وأصوات جميلة خلال الشوارع، أو داخل الكنائس، حتماً أنه سيلفت إنتباه الحشود. متحمساً بالحركات الغامضة، يكون الجيل الصاعد مجبرٌ على المشاهدة والمشاركة، وتشكيل جزء من هذا العرض الهائل، بإرتداء الملابس الملونة أو الجلاليب البيضاء، مع الأعلام وحاملى الرايات، من أجل إثارة إعجاب المشاهدين. إشارة وصورة الصليب، هي الآن، كما كانت قديماً، في بداية الإغتصاب الوثني لبساطة الايمان بالله في المسيح. لذلك، فمن الملائم الآن التقديم علناً، تاريخاً يبين الأصول الوثنية للصور والتماثيل، وكيفية دخولها بين المسيحيين، وإعتناقها النهائي في الكنيسة: كاثوليكياً وعالمياً.
    هناك عدد ليس بقليل من قرائي الصغار سمع برواية "رؤيــا قسطنطين عن الصليب"، موضحة بالصور، وموقَّعة بالأحرف، In Hoc Vinces. الكل سيشعر بالسخط والنقمة على الكاتب، عندما سيرى في سني نضجه ويتعلم أن هذه "الصورة" هي تزوير واضح، تقليد وثني لتميمة وضعها قسطنطين على رايته، وهو ما يمكن أن ندعوه تقليدا، والذي بدون أدنى شبه لخاصية وحيدة، يأخذ اسم ومكان ووظيفة شيء آخر.
    لقد كان "مونوغرام المسيح" "الكريستوغرام" ، إشارة على راية قسطنطين وخلفاءه الاباطرة من بعده، التي تدّعي الآن "صورة الصليب" الحلول مكانها. لقد حلت صورة الصليب محل المونوغرام بعد إنحلال الإمبراطورية الرومانية، سنة 476 ب.م. لا ترى للمونوغرام أي أثر الآن، لأنه إختفى؛ في الوقت الذي إحتلت فيه صورة الصليب مركزاً مرموقاً عند الذروة والوعاظ، وعلي الكتب والأشخاص، من القصر الى القرية، ومن الأماكن المقدسة الى أماكن اللهو العامة. هذه الصورة الوثنية والبربرية القديمة رُفِعَت بتبجيل، وحُملت بإعجاب، من قبل جماهير الكاثوليك، معتقدين أنهم، قائلين مع بولس الرسول، مجلين الصليب "حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (غلاطية 6: 14). إنما ليس لأجل صلب النفس للعالم يزين كل من الصغير والكبير نفسه ببريق "صورة الصليب". صليب المسيح هو الموت لمجد هذا العالم، لكنه الحياة لله بسبب المجد الآتِ. تبيان شجاعة الصليب أمر هيّن، بينما قد يكون حاملوه جبناء جداً في المعسكر الاسرائيلي.
    لا يتخيّل أحدٌ للحظة أن هذا العمل يهدف للهجوم على صليب المسيح. لا، بل على العكس، إنه يبين: آلام المسيح، لأجل خطايا الآخرين، التي حُجبت الآن وغطتها صورة الصليب. إنه يصون قوة صليب المسيح حتى الحياة الأبدية، التي أفسدتها الصورة. إنه يُمجِّد فخر الصليب وبرآءة المُتألِّم، الذي حُطّ من قدره بتعظيم الصورة؛ ويهدف لتمجيد غنى نعمة صليب المسيح، الذي تحول الى ادّعاء فارغ باتخاذ الصورة. صليب المسيح لايمكن رؤيته، ولا إمساكه، ولا محبته؛ إنه الألم المولود بصبر للجسد والروح هنا، لقاء السعادة الموعودة في الآخرة. إنه حب سرمدي وفخر لا يمكن وصفه لله، تم خنقه الآن، عن طريق التبجيل الخاطىء وحب الصورة، التي دعيت وأتخذت ككل الصور الأخرى، من أجل حقيقة خيالية تدعي الظهور. هدفنا الرئيس هو إزاحة الصور، لأجل موت المسيح عن هذا العالم، ومجيئه ثانية في مجدٍ. نرجو ظهوره. الرب الرحيم يبارك جهد كل من يحب اسمه وينتظر بصبر ظهور المسيح؛ الذي أجاب الكاهن الأكبر، في حظور السنهدريم Sanhedrim، "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ»" (متى 26: 64).

    ----------------

    المحتويات

    مقدمة
    زخرفة أضرحة القديسين
    صور وأوثان مزخرفة في أماكن مقدسة
    التديُّن الفتيّ سببٌ منهجيٌ للكُفر المُعلن
    الفصل الأول.
    صليب المسيح لا صنمه
    الحية النحاسية
    عقاب الصليب (التعذيب بالصلب)
    رمز تموز
    خطـأٌ فـادح
    أشكال مختلفة من تماثيل ستاروس stauros
    الفصلالثاني.
    برنابا
    نيقوديموس
    جستين مارتر
    ماركوس مينوتيوس فيلكس
    ترتوليان
    سيبريان
    جريجوري ثاوماتورجوس، أو مُجترِحُ المُعْجِزات
    "إكتشافخشب الصليب"
    القديس سيريل الأورشليمي، عامل لإنتشار خشب "stauros"
    مجد خشب صليب "stauros"
    كتاب القس هيسلوب "the two babylons"
    الفصل الثالث.
    خلاصة
    الصليب الكاثوليكي الروماني يتعارض مع صليب قسطنطين
    قصة رؤيا قسطنطين، عن يوسيبيوس
    نماذج منسوخة عن ميداليات ونقود قسطنطي
    الفصل الرابع.
    السراديب، للمسيو بيريه
    تغير الشارة
    هل تمجيد وتبجيل صورة وثن الخشبة يرضي الله؟
    حَمَلة هذا الصليب لا يُصلُّون له وقد يتجاوزون عنه
    "وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي"
    «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ
    رموز


    ----------------

    مقدمة





    منذ أكثر من أربعين سنة مضت، كنت ماراً بجانب باب الكنيسة الكاثوليكية في شارع آن Ann، نيويورك، كان الباب مفتوحا، وقفت ونظرت الى مدخله المتشح بالسواد صباح يوم الجمعة الحزينة، أخذت مقعداً متقدما قرب المذبح، لأرى مشهداً لم أشهد مثيله من قبل ولا بعد منذ ذلك الوقت. كانت الحركات، والصلوات باللاتينية، وشذى البخور، والألحان، والشموع، والركوع، وجوقة المذبح الغنائية، كانت قريبة الملاحظة بدون حتى أن تفهم بشكل جيد. لكن العظة التي تلت ذلك كانت بلغة ساكسونية Saxon صرفة، تبجل خشب الصليب، الذي يقول عنه الكاهن: "يجبُ أن يُعبد". لقد كنت متفاجئاً، لأن اللاتينيون رفضوا عبادتهم للأوثان، وأنا، بحسن نية، صدقت ذلك، لقد كنت مشدوهاً بلغة الكاهن مخاطبا حضور الكنيسة المزدحم. يبدو لي أنه من غير الحذر، ومن التسرع أن وضعوا سلاحاً في أيدى أعدائهم. يتابع الكاهن، على كلٍ، بخشوع تام، ليبين ويحث العقلانية، وليؤكد وجوب عبادة الصليب الذي يمثل المسيح مصلوباً the rood of the cross!


    أولاً، لأنه حُفظ بطريقة عجائبية، ووجد مع صليبيْ السارقيْن، بعد أن دفن في الأرض قرابة ثلاثمائة سنة.
    ثانياً، لأنه عندما وُجِد، تم تميزه من بين صليبي السارقين عن طريق المعجزات التي عملها، بينما لم يقم صليبي السارقين بشىء. (صاحب هذا يخدع نفسه بإيجاد صليبي السارقين).
    وثالثاً، لأن خشب الصليب الحقيقي ضاعف نفسه وتكاثر من أجل توزيعه على أرجاء العالم بدون نقص أو فقدان الخشب الأصلي.
    كان هذا الوعظ المؤكِّد والمنطقي يقارب التطبيق المصوّر أمام كل أعين الناظرين. بالنسبة للواعظ، ترأُس الأكليروس، ورجال الدين داخل الهيكل، اقتراب الأول بإنفراد في التسلسل الكنسي، برؤوس مطأطئة، أمام صليب المصلوب الموضوع على علو لهذا الغرض، وبالركوع على الركبتين، بعيون كاسفة ناضرة لأسفل، الجميع متعبد، مُصلِّياً في صمت، ثم واقفاً بعد أن كان على ركبتيه ليتراجع، مقبلاً قدميْ الصنم! ينتهى هذا، ويُنقل الصليب الذي مَثّل المسيح مصلوبا الى حاجب المذبح أمام الجناح الأوسط، وتُدْعَى الرعية لتقترب من الجناحين الجانبيين، ليقدموا عبادتهم للصليب، وليتراجعوا الى الممر المركزي، الذين قاموا بذلك بأعداد غفيرة، مقتربين بخشوع، مطأطي الرؤوس، نازلين على رُكَبهم، ثم واقفين، فمقبلي قدميْ الصنم، ومتقهقرين في وقار. إلا أن الرجال الخاشعين ينفون يقيناً أن مثل هذه الأفعال يتم القيام بها؛ أو معلنين حقائق تنفي أن هذه عبادة أصنام! حتى أن مجمع ترنت Trent6الكبير يقول:
    "أن الأصنام التي تمثل السيد المسيح، والعذراء "أم الله"، وباقي القديسين، يجب أن تُقتنى ويُحتفظ بها خصوصاً في الكنائس، وأن يقدم لها التبجيل والتقديس؛ لا بسبب الإيمان بأن لها أو فيها أية قدسية أو قوة، وبداعي وجوب عبادتها؛ أو بسبب سؤالك لها؛ أو بسبب الأعتماد أو التوكل عليها، كما فعل الوثنيون من قبل، الذين وضعوا كل ثقتهم بالأوثان؛ بل بسبب الإجلال الذي نقدمه للشخصيات التي تُجسّدها هذه التماثيل. لذلك، فمن خلال هذه التماثيل التي نُقبِّلُها، ونرفع قبعاتنا إحتراما لجلالها، ونخر لها ساجدين: نحن نعبد المسيح، ونبجل القديسين الذين يبدون كهيئة تلك التماثيل" (Sess. 25, sec. 2).
    هذه الشهادة من المجمع الأكبر تتعارض مع الوصية الثانية،7 وتتعارض مع الشهادة المماثلة للكتاب المقدس ضد الأشباه والأوثان في العبادة، وتتعارض كذلك مع المشهد في كنيسة شارع آن، ومع الفطرة السليمة. لقد صرخ الأسقف إمبرت Imbert الصالح أسقف جاسكوني Gascony، بصوت مدوٍ بمجلس محتشد، عقد بعد ثمانية عشر سنة من مجمع ترنت، قائلاً: "أعبدوا المسيح؛ لا الخشبة!" "لا خشبة الصليب"، ثم رد المجلس؛ وإنتصرت الخشبة؛ ومن ثم، فقد قام رئيس أساقفة بوردو Bordeaux بإتهام إمبرت، وحوكم، وأُدين، وأُخرس بسبب ضلاله. لقد قد بنو إسرائيل القرابين، وصاموا، ورقصوا أمام العجل الذهبي، صارخين: "هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ!" كانوا يعلمون أن لا ألوهية أو قوة في الصنم الذهبي؛ لكنهم تعبدوا أمامه لتمجيد "الرب الخفي" الذي كان حضوره يتمثل بالوثن الذي صنعوه. كل الوثنيين يُقرّون أن أوثانهم وأصنامهم ما هي إلا صور عن الآلهة التي تمثلها، بينما تسكن الآلهة نفسها في السماء. هم يعتقدون، على كل حال، على غرار صاحبنا من ترنت، أن التماثيل والصور والمذابح التي يتعبدون أمامها بالقرابين والبخور والصلوات والتمجيد، ما هي إلا أشياء من التبجيل المتواضع، وأن التماثيل والصور هي عزيزة خاصة للروح الخفي المتجسد، سواء أكان شيطانا أم قديسا؛ وهم يعبدونه تبعاً لذلك. وبالتالي فإن صورة الصليب تلقي نظرة خلسة على محبوب ومعبود البروتستانت، لدرجة غير مشكوك فيها ولا حَلُم بها معجبي ومُبجِّلي الرمز، تاركين مسافة عرض كفٍ فقط بين تبجيلهم للصنم ودخولهم في الوثنية. ولأجل العالم أجمع الذي يُبجل رايات وتماثيل أي شخص، أو أمة، أو يسبب ذلك تمثيل مع جزء من التبجيل والحب جراء ذلك السبب، للأمة، أو للشخص المُمَثَّل، وسواء كان ذلك وطننا أم مبادئ حزبنا، أو صديقنا المرئي أم الخفي، وسواء أكانت العذراء أم جوبتير، أو المملكة أو الجمهورية، الكنيسة الرومانية أو البروتستانتية، سلفنا أو أخانا. والشخص الذي يتبرأ من التماثيل والصور، أو يزدري الأعلام، هو شخص يُثخن الجراح في قلوب محبيها وأتباعها. كثيرين من هم في إختبارٍ تبجيل وحُب صورة ووثن الصليب، الذين لم يعبدوه بعد بالبخور والتقبيل: لمن يعتبر أن تلك إهانة، ولأي شخص يطرح أسئلة حرجة عن مدى ملائمة وبراءة تبجيل وتشريف الصليب فى كنائسنا وعلى أجسادنا! ومع ذلك، فالنصوص المقدسة تحرم على أتباع يسوع أن يبجلوا أي صورة مادية، من بين الأشياء المقدسة لدينا، أو الأشباه المتوهَّمة، التي صنعتها يد البشر، لتمثل شخص (المسيح) الخفي، أو أشياء عن الله؛ وتحرّم إنسانيتنا حبنا وتبجيلنا لصنم يمثل المعاناة والألم، كالتي تكبدها وتعرّق لأجلها الرب يسوع، "وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ"، بينما يُصلي بألم أن تُجيز عنه هذه الكأس. إننا نرى العديد من الأخوة والأصدقاء المقربين "متصيدي الألقاب" ينجذبون بلا وعي لبدعة تبجيل هذه الصورة، لقد حان الوقت لنبين أن صليب المسيح ليس صورة، بل حقيقة. ليس الصليب حلية لشخصه، بل عبء ثقيل ألقي على كاهله، وعلى قلبه الخفاق، يسحق مَعين حياته، ويسكب دمه على وجه الأرض. وبالنسبة ليسوع، لم يكن الصليب مشهداً رائعاً، ولكنه كان مبغوضا في قلبه، مع ذنوبنا، التي حملها في جسده على الشجرة. بينما يحول الصليب، الذي يُرسم في إختيال وزهو، الشخصية الكاملة لصليب المسيح الى حلية للجسد، مكلل بالزهور، أو متدلٍ من جِيد حسناء في ملابس متأنقة، أو مرفوعاً على قمة برج كنيسة، ليُزيِّن الوعاظ، أو جدران المذبح، أو الواجهات؛ أو مُزخرفاً على الرايات الوطنية بألوان وأشكال مختلفة. وعلى النقيض، ها هي راية الإستبداد البابوي، وشارة تحول هذا العالم الى مملكة ألفية سعيدة أو الى حياة أبدية ومجد!
    حان الوقت لمواجهة هذه الصور الوثنية المنشأ، والتي تبناها أعداء المسيحيين لتكون حقيقة صليب المسيح. لقد حان الوقت لإستيعاب الفرق بين الموت لأجل محبة قوة ومجد هذا العالم، وصورة أو تمثال ينصبُ عالياً ليُظهِر أُبهة وبدعة هذا العالم. لقد حان الوقت لتتعرف على العداوة الرهيبة بين صليب المسيح الذي أراق دمه على أرض هذا العالم الشرير، و"صليب المجد" المحمول بالغناء في موكب مقدّس، والموضوع لأجل التبجيل والإحترام "فوق المذابح العالية!" لقد حان الوقت لتفهم الفرق الشاسع بين يسوع المُسمَّر بالمسامير كمجرمٍ من خلال يديه وقدميه "على الشجرة الملعونة"، والشبه المزخرَف في الإحتفالات السنوية لآلة القتل تلك، والتي أُستعملت لتعديبه حتى الموت. إنّ قلبنا ليدمى حزنا عندما نرى البروتستانت الشرفاء على كل جهة، مأخوذين بهذا الوثن التافه، ومنقادين بلحظة واحدة الى التفكير أنه بتزيين أنفسهم أو منازلهم، أو بيت الرب بهذا الصنم (أي شكل الصليب)، إنما هم يرجون مرضاة آب الروح القدس، وممجدين اسم ولده الوحيد، ربنا يسوع المسيح. لابساً الصليب المتلألئ، حاملا خشبة stauros، وتابعاً المسيح! إن لابس الصليب المشغول من الذهب، أو اللؤلؤ، أو الأحجار الكريمة، تابع ليسوع، وقتلته الذين أكرهوا رجلاً ماراً بهم على حمل خشبة صليبه لأجله، مرهق وخائر القوى، لعذاب نفسه! إن الذي يرتدي صورة الصليب هذا لا يضعف جراء هذا الحمل الثقيل. إن الصليب المتألق غالباً ما يُرتدى في حالة من الفخر لا بفقر في الروح وغلظة في القلب. إنه يُرتدى حباً في تبجيل وإحترام صورة الوثن؛ وليس لأجل تحقير ونكران غرور ومجد هذا العالم. إنه يُرتدى لأجل التميز الطبقي، ذهباً ومطرزاً، ومنحوتاً بصور برَّاقة، بالأحرف والزهور؛ مرفوعاً في مواكب تصحبها أنغام الموسيقى والأبواق، وبأغانٍ تقول: "أنظرو الصليب! صليب منقذنا! الصليب الذي حررنا من دينونة الخطيئة، ومن عبودية الموت! صليب خلاصنا!"
    إن هذا الإستعراض المعاصر مشابه لما قام به بنو إسرائيل أمام العجل الذهبي، غير قاصدين إغاضة الرب مخلصهم، بل تمجيده. مع أن النية كانت حسنة، إلا أنها أساءت تمثيل المجد الغامض "بِهذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً." (عبرانيين 10: 10)، وهي ليست أقل من العجل المصهور الذي أساء تمثيل الله الذي خلّص إسرائيل من نير عبودية مصر؛ وهذا الوثن في الكنيسة المعاصرة، ليس أقل من ذلك الوثن في الكنيسة القديمة، يخدمه من "كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَق. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ." (يوحنا 8: 44).
    التعديل الأخير تم بواسطة تلميذ باحث; الساعة 2013-02-03, 09:02 PM.
    [CENTER]
    [/CENTER]

  • #2
    اشكر لكم اخي هذا الطرح

    لم يبدأ استعمال الصليب بشكل عام حتى زمن قسطنطين اي وبعد 3 قرون بعد المسيح
    وحسب الموسوعة الكاثوليكية اصبح الصليب رمز عيد الفصح في مجمع نيقية عام 325 م عندما قرر قسطنطين ان الصليب هو رمز الصلب وهو الرمز الرسمي للديانة المسيحية

    للمزيد من الفائدة راجع هذه الروابط


    CHRISTIAN SYMBOLS: THE FISH (ICHTHUS, ICTUS), CROSS AND CRUCIFIX


    Christian cross - Wikipedia, the free encyclopedia


    The Cross: Its Origin and Significance (No. 39)


    صور للصليب من الحضارات القديمة

    حضارة المايا




    حضارة الأولمك




    رمز الصليب في الحضارة البابلية







    رمز الصليب في الحضارة الحثية





    مفتاح الحياة عند قدماء المصريين





    الصليب المعقوف عند البوذيين












    الملفات المرفقة

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3
      زخرفة أضرحة القديسين:
      ليس لكنائس الأمم ضمانة وتأمين ضد الردة والكفر مثل ما لكنيسة أورشليم. لقد حذّر موسى بنى إسرائيل من إعراضهم عن الحق وعبادة الله، وكان جزائهم نتيجة لذلك: الشتات والخزي في كل أرض، وكلا الأمرين حدثا منذ زمن بعيد، وبالرغم من ثقة ذلك الشعب المتواصلة بأنهم ’مختارون‘ ليُخضِعوا ويَحكمُوا أمم هذا العالم، بينما هم ينفون ويؤخذون أسرى أولاً الى بابل، وثانياً الى روما، وهم في شتاتٍ الى هذا اليوم. لقد تعامل موسى مع بنى إسرائيل بكل صراحة، وكذلك فعل كل أنبياء الله؛ لكن الناس أغلظوا قلوبهم. وتعامل الرب يسوع بصراحة مع قادتهم العُميان، الذين جلسوا على كرسي موسى، يُعَلِّمون تقاليدهم المتوارثة عن وصايا الله. لكنهم أبوا أن يسمعوا، وحرّضوا الجموع ليصرخوا: "أصلبوه، أصلبوه". نهَرَهُم ربنا علناً في وجوههم، قائلاً: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَب الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ. أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ. أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ! وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ، وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ" (متى 23: 13-23).
      في هذه الكلمات يكمن إثبات لكل الأزمان: ليست بأقل لنا في أيامنا هذه من اليهود أيام خدمة الرب. لا يبوخهم الرب يسوع فقط، بل يتوعدهم قائلاً: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ، وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ. فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟" (متى 23: 29-33). مدركين أن "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ" ومتألماً في قلبي عندما أسمع الناس، صغاراً وكباراً، يقولون: "أن الرسل لا يَعْلَمون ما يُعَلِّمون، بل يتكلمون حسب أهوائهم، وأحيانا يخطئون"، كنت منذ طفولتي غير قادر على رؤية أهلية هذا التوبيخ الرهيب، في أيامنا هذه، والإدانة المرعبة المعلنة على لسان الله، "الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ" (تيموثاوس 3: 15-16). ومع ذلك فنحن من جنسهم، حتى ولو كان أبنائهم "أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ"، ولا يدعون لبناء "قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ".
      حقاً الآن، "إن كنا في زمن آبائنا، فلن نكون مشاركيهم في دم الأنبياء". لكن كيف يقوم أحد في هذا الجيل "بزخرفة قبور الصالحين؟" كان المذهب طقوسا سرية، حتى قادتني لأن أعتقد أن يسوع ذاته، أمير الأنبياء، قاسى الآم الموت، دونما ذنب، الآلآم الأكثر وحشية وقسوة من أي من الأنبياء. ويقول عنه الناس، أكثر من أي أحد آخر: "إن كنا في زمن آبائنا، فلن نشترك معهم في دمه الشريف". إنما كيف، "أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ" (متى 23: 31)، عن طريق زخرفة ضريحه؟
      كل أضرحة الصالحين جميعها منذ بدء التاريخ لم يُبذخ في زخرفتها، كما بذخ علي ضريح يسوع، عن طريق الصور والتماثيل المنصوبة في كل مكان بالذهب، والأحجار الكريمة، بالرخام والنحاس، والخشب، لذكرى موت المسيح على الصليب! "فأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ". يبتهج الكثيرون لإبراز وتزيين وزخرفة صورة ووثن الصليب بحب وتشريف، وحتى العبادة، تلك الآلة البربرية التي سكب عليها ابن الله دم حياته على يد القتلة الطامحين والحسودين. أنتم لا تزينون إلا أنفسكم، حيطانكم، كنائسكم، وراياتكم بعلامة تلك الخشبة التي عليها "يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، كَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 3: 15). أنتم تبتهجون بكل مظهر براق، لتمجدوا الخشبة التي أسلم عليها ربنا يسوع المسيح الروح، بعد جلده بالسياط، وشربه الخل والصفراء! أنتم تبتدعونه بالزهور لتزينوا حوض المعمودية وطاولة المذبح، ولتزينوا تابوت الموتى! أنتم تشكلونه ببريق الذهب لزخرفة الكنائس؛ بالرخام لزخرفة الأضرحة؛ بالكهرمان، الألماس واللؤلؤ لتجميل الأشخاص، وبالألوان والتطريز لأجل رايات وأعلام الأحزاب والدول بكل فخر!. في كل شكل من أشكال إبراز الصور والتماثيل، تُضَاعف وتُرفع أمام كل الأعين، من المهد الى اللحد. "وهكذا فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء من صلب الرب يسوع".
      هذه كلمات من اليسير قراءتها، والعسير هضمها؛ لكن ليس أكثر من كلمات ربنا شخصياً، الموجّهة الى الكتبة والفريسيين وواضعى القوانين من الكل الأمم والأجيال. من الجائز أن الكاتب والقارئ ليس لديه أكثر من مجرد فكرة عن مدى إستحقاق هذا التوبيخ، والخوف من التهديد، أكثر مما لدى الكتبة والفريسيين في أورشليم القديمة. الرب بارك بصيرتنا، إن أمكنك أن تنجو من هذا التوبيخ العادل المُلقى ضد الأفاعي والحيات لكل من النظام الديني القديم والحالى.
      صور وأوثان مزخرفة في أماكن مقدسة:

      في هذا العصر ذا الأخبار المصورة والتاريخ المصور والأعمال المضاءة من كل نوع، تسحر كل الأعين بعروض لوحات الفنانين ومهارات النقاشين. القراءة تحتاج الوقت والعقل؛ لكن الصورة لا تحتاح إلا إلى لحظة لتُشاهَد، وفحواها البسيط يدرك في لحظة. وإذا ما أُنجزت بشكل جيد، فإنها تبهج حتى الروح الضجرة المكتئبة. المشترى راضٍ، والبائع مُكافأَ. هذا وأنّ الكتب المقدسة وكتبات الصلاة في بعض إصداراتها تكون مزينة بالصور والأشباه المزعومة أنها الرب مخلصنا، ومنها ما هو مزين بحواريين ورسل وأنبياء، لأجل إرضاء العيون؛ ووفقا لمن يعتبر أنها وثنية أن تزين الكنائس "التي نصلى فيها" بالصور والأوثان، فإنه يجدها في مجلدات الكتب المقدسة وكتيبات الصلاة التي يقرأونها بخشوع و"يؤدون الصلاة منها". الحكيم يعرف أن هذه الأشباه هي رسومات تخيلها فنان، نقلت الى الصحف بمهارة نقاش وطبّاع. عامة الناس والأطفال، على كل حال، ليسوا واعين بهذه الأمور. يبحثون في الكتاب المقدس عن الحقيقة؛ ويستخدمون كتيب الصلاة بقلب مخلص. هم يمتصون فكرة أن هناك صدق في الأشباه، كما في لغة الكتاب المقدس. حُسن نيتهم وإخلاصهم لا تُخوّلهم أن يشكّوا بالسم الذي دُس بين جلدتي الكتاب المقدس. يعرف الحكيم كذلك أن الكريسمس وأيام القديسين تواريخ حددها البشر لأجل تمجيد الرب باسم المسيح والحواريين والشهداء. لكن الأمر مختلف مع الصغار وعامة الناس. فهم يُحيون هذه الأعياد، سنوياً، كما لو كانت حقيقة، موضَّحة ومقدمة لهم هكذا. يأت الأذى عندما يجدون، في سني نضجهم، أن هذه أشياء مخترعة مفبركة من بين أشيائهم المقدسة، مزعزعين ثقتهم، إن لم يتداعى إيمانهم، بالثوابت الخالدة لديننا. مكتشفين الخدعة في بعض طقوسهم الدينية المقدسة، يُمسون مشككين في التعاليم المقدسة، ولا يعرفون بماذا يؤمنون. ما يجدر بنا أن نقوله، مع مُرنِّم المزامير: "لأَجْلِ ذلِكَ حَسِبْتُ كُلَّ وَصَايَاكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مُسْتَقِيمَةً. كُلَّ طَرِيقِ كَذِبٍ أَبْغَضْتُ" (مزمور 119: 128).



      التديُّن الفتيّ سببٌ منهجيٌ للكُفر المُعلن:

      على البروتستانت أن يخافوا من شىء ما تحت هذا العنوان، بينما هو يشرح حالة معروفة جيداً ومدهشة من الأشياء ضمن الكاثوليكية الرومانية، الذين أطفالهم وشبابهم، الصغار السن غالباً، ما يكونون النموذج المحبب من التدين الورع، والبراءة، والإخلاص. بيد أن الأهل وكبار السن، لحد يصل الخوف والرهبة، يكتشفون في سني نضجهم الخداع والأوهام الممارسة على صغارهم وشبابهم، نابذين الورع الديني والضوابط الشخصية، ومديرين حياتهم على قواعد وأسس التمجيد الدنيوية والمتعة، بصرف النظر عن الكنيسة والإنجيل، دون إعتبار لله أو كرسي دينونة المسيح. ففي طفولتهم يؤمنون بشكل تامّ بكل ما يُعلِّموهم إياه، وتجعل منهم الحقيقة أحرار ومحبين صادقين. وفي رجولتهم يكتشفون أن أغلب الأوهام قد إختلطت بالحقيقة، فيرتدون ويلحدون بكل شىء، رافضين الإيمان الكامل بالله والمسيح وإنجيله. وقد حدث، في الدول التى تتبع المذهب الكاثوليكي الروماني، أن أُعلن تكفير الناس، عن طريق الأغلبية العظمى. فالزوان (العلف) والحنطة (القمح) يبذران بنفس اليد، وكلاهما ينشئان معا، متشابهان بجمال أوراقهما الخضراء والواعدة؛ والمُزارع نفسه لايمكنه التميز بينمهما في وقت التوريق. لكن، في وقت نضج السنابل، تكون سنبلة الزوان فارغة، وبغير فائدة، والأسوأ؛ أنها تسرق التغذية التي يجب أن تكون قد ذهبت لإنضاج وتضخيم سنابل الحنطة. الزوان لا ثمر ولا مردود له، وهو يخنق الحنطة. "فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ" (متى 13: 28-30). وفقا لذلك، نحن نترك الصور والرموز والتماثيل، كما هي، لتنموا مثلما ما يجب؛ جميلة في البداية، فارغة عند النهاية، ومؤذية الإيمان أينما كان. نحن، قد نحمي القمح النامي، على أي حال؛ نحن قد نمنع إنتشار الزوان، وقد نقلع بعض القمح. لا يمكننا أن نستأصل الأخطاء التقليدية المتأصلة في زمننا؛ لكن يمكننا أن نرى بعضها، أن نبينها للآخرين، وأن نجتنبها. يمكننا أن ننبأ عن تأثيرها الآثم، وأن نبتعد عن أتباعها المفسدين والفاسدين، ونتجنب لمس، وتذوق، والتعامل مع المؤذِ والملوث.
      من هذا النوع، هي الصور والتمثايل المقدسة، الرموز والصلبان التي إخترعها البشر، الإشارات والمزاعم التقليدية، الغالب وجودها بين الكنائس الكاثوليكية الرومانية، وأحيانا الموجودة في الكنائس البروتستانتية. ستستمر هذه (الضلالات) بالنمو والإزدهار الى نهاية العالم، حتى تتخن جسد الإيمان بالجروح، بالرغم من كل ما يمكن عمله لمنع ذلك. لكن "في حكم إكتمال الأزمان" أيام "لن يكون هناك لعنة أخرى"، ولا خطيئة، ولا مرض، ولا حزن، لا ألم، ولا موت، يقول الرب ألآتِ: "وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني" (متى 13: 30). إلهنا مقدس. "نحن كلنا خدام مع الله؛ نحن زرع الله؛ نحن صنعة الله". أساسنا هو "يَسُوعُ الْمَسِيحُ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدُ يَبْنِي عَلَى هذَا الأَسَاسِ: ذَهَبًا، فِضَّةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً، خَشَبًا، عُشْبًا، قَشًّا، فَعَمَلُ كُلِّ وَاحِدٍ سَيَصِيرُ ظَاهِرًا لأَنَّ الْيَوْمَ سَيُبَيِّنُهُ. لأَنَّهُ بِنَارٍ يُسْتَعْلَنُ، وَسَتَمْتَحِنُ النَّارُ عَمَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مَا هُوَ. إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ قَدْ بَنَاهُ عَلَيْهِ فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً. إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ، وَلكِنْ كَمَا بِنَارٍ". (1 كورنثوس 3: 11-15). لا يمكن لوثن أو عمل براق، ولا لشيء يدّع أن يأت بخير أو يزعم بذلك؛ ولا لأي شيء ملوث، أو يأت بفاحشة، أو يكذب كذبة، أن ينجوا من النار المهلكة. فالذين يأتون هذه الأعمال الجُذامة8 سينالون الخسران.
      الله لأسمه المجد جعل أعمالنا مؤسسة على صخرة يسوع المسيح، ذلك متى ما أمتحن في تلك النار التي ستُظهر أعمال الناس مهما كان نوعها، التى قد ترجع لتمجيد مجده، والتى توجد ضمن الذهب، والفضة، والاحجار الكريمة للمدينة المقدسة، أورشليم الجديدة New Jerusalem، نازلة من عند جنة الله سكنى للرب مع قديسيه في حياة أبدية ومجد.

      يتبع...
      [CENTER]
      [/CENTER]

      تعليق


      • #4
        أخي صباحو شكرا لإهتمامك و للإصافة الرائعة و لتشجيعك
        [CENTER]
        [/CENTER]

        تعليق


        • #5
          الفصل الأول





          صليب المسيح لا صنمه

          الكلمات اليونانية: ، stauros and zulon، هي الكلمات الوحيدة في نصوص الكتاب المقدس المكتوبة باللغة اليونانية التي تصف صليب المسيح الخشبي. ولا واحدة منهما تقر بفكرة الصليب الأصولية المتطرفة في اللغة الإنجليزية، ولا في أي لغة معاصرة أخرى. في يتكون الصليب، بكل لغات العالم المسيحي، من خط يرسم متقاطعاً مع خط آخر. أي عودين أو قضيبين، يقاطع أحدهما الآخر، أساسيان لإبراز الفكرة العالمية للصليب المادي المرئي.
          لا توجد فكرة إحتوتها النصوص المقدسة لكلمتي staurosو zulon. تعني كلمة stauros "وتدٌ منصوبٌ عمودياً"، وتد قويّ، مثل الذي يثبته المزارعون داخل الأرض ليقيموا السياج عليهلا أكثر، ولا أقل. وعلى هذا staurosقام الجنود الرومان بتثبيت يديْ وقدميْ ملك المجد بالمسامير، ورفعوه عالياً لأجل سخرية الكهنة وشيوخ القوم (اليهود). وفوق رأسه، على stauros، ثبت بيلاطس Pilate لوحة كتب عليها: "يسوع النّاصري، مَلِكُ اليَهُود". ولا يوجد إنسان، عند لحظة حريته، يمكن أن يؤكد أي صورة أخرى من صور staurosالتي رفع عليه مخلصنا أكثر مما يتضمنه معنى تلك الخشبة، المعنى الذي إستخدمه الإنجيليون الأربعة فقط في الأناجيل الأربعة ليصفوا الخشبة التي رفع عليها يسوع.
          كلمة xulon، التي كتبتها تسهيلا لنطق zulonتسولون، تعني "خشب مقطع جاهز للإستعمال، وتد، هراوة: عصا غليظة، عارضة: جذع؛ أية قطعة خشب، شجرة حية". هذه إذا، كما قلت، هي الكلمة الوحيدة في العهد الجديد، بجانب stauros، التي وضّفت لتصف صليب المسيح. لقد إستعمل الإنجيليون هذه الكلمة ليشيروا الى عصي الضرب clubsأو الهراوات stavesالتي تسلحت بها العصابة وإستعملتها عندما ألقت القبض على يسوع ليلا في بستان جثسيماني. تشير هذه الكلمة، في سفر الأعمال، ونادراً في الرسائل الإنجيلية، الى الخشبة أو العمود التي خُوزِق عليها يسوع حياً.

          تشير كلمة zulon، أكثر من كلمة stauros، الى معني الكلمة الانجليزية cross. كلمتي zulonو stauros تعنيان عصا مفردة، وتد، أو خازوق، لا أكثر ولا أقل، التي خوزق عليها يسوع، أو صلب. إلا أن كلمة stauros هي الإسم الوحيد الذي أطلقه كل الإنجيليين على خشبة صليب المسيح. الوتد stauros الذي حمله يسوع، الذي علق عليه حياً، الذي أنزل من عليه ميتاً. الإنجيليون يستعملون هذه الكلمة كذلك بمعنى مجازي: "تَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ -come, take up thy stauros, and follow me" (مرقس 10: 21). "يَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي" (متى 16: 24، مرقس 8: 34، لوقا 9: 23). "وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي – He that taketh not his stauros and followeth after me, is not worthy of me" (متى 10: 38). لا تعني كلمة staurosولا zulon أبداً خشبتين two sticks مربوطتين مع بعض بينهما زاوية، لا في العهد الجديد ولا في أي كتاب آخر.
          الحية النحاسية

          عندما تذمّر بنو إسرائيل على الله في البرية، أرسل الرب عليهم حيات محرقة، وهلك الكثير منهم. توسل الشعب النادم لموسى أن يُصلّي للرب ليكفيهم شر الحيات. فتم إجابة صلاة ودعاء موسى، لكن ليس بإبعاد الحيات، بل بتقديم علاج ضد لدغاتها. وبأمر الله، "صَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا" (عدد 21: 9). لم تكن قوة الشفاء والحياة في ’الراية‘، ولم تكن في حية النحاس، بل في كلمة الله الحي. قوة الشفاء لم تكمن في هذه الأشكال عديمة الحياة بمفردها أو مجتمعة، بل في الإيمان بالكلمة التي تصرف عيون الملدوغين ليتبينوا أنهم قد ينجوا. بعد إنقضاء ثمان قرون، إعتقد يهوذا أن هناك قوى عجائبية في "’صنم‘ الحية النحاسية" تلك، فعبدوها. هم لم يصنعوا صنما؛ بل عبدوا بالبخور، نفس الحية التي صنعها موسى، بالأمر الإلهى، والتي رفعها على مرئى من الجموع المستشفية. هم قاموا بعبادتها، ليس كعمل من أعمال أيديهم، بل أداة للخلاص، نصَبَها مُشرّعهم الكبير. بصرف النظر عن أن الملك حزقيا الصالح، الذي "لَمْ يَكُنْ" "بَعْدَهُ" أحدٌ "مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ"، عندما أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري، وكذلك "سَحَقَ حَيَّةَ النُّحَاسِ الَّتِي عَمِلَهَا مُوسَى لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِلَى تِلْكَ الأَيَّامِ يُوقِدُونَ لَهَا وَدَعَوْهَا «نَحُشْتَانَ»". (2 ملوك 28: 4). لذا، أين هو ذاك الخشب الحقيقي لصليب المسيح الآن أمام أعيننا، ليُبجّل بالبخور، ويُوقّر، ويُحبّ. هل من المقدّس والصائب أن يُبجّل ويُحبّ تمثال من ذلك الخشب، وأن يُقبَّل، ويكلل ويزين بالغار، وأن يُركع ويتعبد أمام تمثال أو صورة، التي إما أن تكون من خشب أو حجر، والتي هي رغبة بشرية، تم تحويلها الى شكل مجسم على أيدي بشر؟
          لا وجود لمثيل لهذا التبجيل والتمجيد للشكل المرئي للصليب في ’العهد الجديد‘. بل على العكس، هو رمز تحقير لنا وأسى، الذي تم معاناته إيمانا في ربنا يسوع المسيح، الذي عمل لأجلنا سلطان المجد الأبدي، من خلال يسوع وقيامته، "when our captivity will be turned again, as the streams in the south, our mouth filled with laughter, an our tongue with singing"؛ لأننا لن نراه فقط كما هو، بل على شبهه، بأجسادنا الحقيرة التي تتحول الى شبَه جسده النوراني، وميراثنا المشترك من كل الأشياء مع يسوع المسيح في الحياة الأبدية.
          عقاب الصليب (التعذيب بالصلب:

          كان التعذيب بالصلب عقاب ينزل بأعتى المجرمين، وبالأعداء المتزمتين وبالقتلة الوضيعين والعبيد، خلال العالم القديم المعروف بأسره. الطريقة والظروف المحيطة بالتنفيذ لا تعنينا الآن، وكذلك أداة التنفيذ، وفقاً للمعلومات الواسعة التى يقدمها Smith في كتابه "Dictionary of the Bible". يقول Smith، "حتى أن كلمة cruxتعني مجرد وتد (أو خازوق). بتعميم أكثر، يسمى الصليب:arbor infelixLivy الشجري، أوlignum infelixCicero. كان اسم الصليب نفسه ممقوتاً، ليس لأجساد المواطنين الرومان فحسب، بل حتى لعيونهم وآذانهم وتفكيرهم – Cicero pro Rab. 5." حتى أن الدكتور سميث Dr Smith الطويل الباع نفسه يتّبع كل متعلم في العالم المسيحي، إما متهكماً أو مؤمناً، بالخلط بين الصليب والمونوغرام

          بأشكال وصور مختلفة، يسمونهما ويعتبرونهما نفس الشيء. غالباً ما تقدّم الكتب الصورة التالية، لتظهر الأشكال الأربعة السائدة عن عائلة الـ stauros (صورة مرفقة).

          يتبع...
          الملفات المرفقة
          [CENTER]
          [/CENTER]

          تعليق


          • #6
            الفصل الثاني





            برنابا
            Barnabas



            لم يُعطَى أي وصف لصليب ربنا في النصوص المقدسة، عدا ذلك الوصف الذي تتضمنه كلمتي
            stauros وzulon؛ وليس لأي أحد أي حق كتابيّ (من الكتاب المقدس) لوصف الخشبة (خشبة الصليب) بأي صورة أخرى. إذ لم يتم التعرف علي الصليب بأي صورة أخرى، سواء عن طريق قديس أو مهرطق، حتى نراه في رسالة (إنجيل) برنابا، وإنجيل نيقوديموس Nicodemus، المُدعَيان. اللذان لم يعرفهما أحد؛ لكننا سنرى قريباً أنهما لم يكونوا أناساً إدعوا ذلك. يظهر برنابا أنه مبتكر الشكل المستلَم لصليب المسيح stauros، وكذلك مجد وقوة شارة الصليب العظيمة؛ وهو أول من علّم الناس أن يضعوا ثقتهم في الصليب، الذي قال عنه أن ملكوت المسيح قد وجد فيه. هذه التعاليم الغريبة وغيرها لبرنابا، إنعكست في أعمال جستين وترتوليان وسيبريان وغيرهم، محتجبة في رفقة الحقيقة المقدسة. بعد إنتشار قصة الإكتشاف الأسطوري لـ"خشب الصليب"، وتكاثره المزعوم بين يدي سيريل Cyril أسقف أورشليم، 350-360 م، أذيع خارج البلاد أن تمثال الصليب خَدَمَ ليترأس الشارات والرموز الأخرى، وعُصبة الشعائر والطقوس الوثنية، لأحد الكتائب الشيطانية الوثنية المحتضرة فى قلب العالم المسيحي، مستميلا الوثنيين الى الدين الجديد دون هجرانهم عاداتهم وتقاليدهم القديمة. وبهذا حوّلت القبائل البربرية، التى أطاحت بالقوة الرومانية، أوثانها وأعيادها من التدنيس الى التدقيس؛ كما يقول Prescott، المتنصِّر المكسيكي، على يد الفاتحين الأسبان: "كل ما يجب عليه هو أن يغير صليبه المنزلي نفسه، الذي كان تعويذة لإله المطر، الى نفس الصليب ليصبح تعويذة للخلاص". تاريخ المكسيك، ف1 ص292.

            برنابا، الذي دعى نفسه تابع ورفيق سفر بولس الرسول، يخبرنا عن أسرار الرقم 318، والأحرف IHT.
            يتحدث برنابا عن أسرار اسم يسوع Jesus، وعلامة الصليب، مبينا عدد غلمان إبراهيم المدربين، والذي أُنقذ معهم لوطا Lot، كما جاء في (تكوين 14)، يكشف برنابا عن قوة الحرف T، كالتالي:- "لأن النصوص تقول أن إبراهيم ختن ثلاثمائة وثمان عشر غلاما من بيته (خطأ). لكن، ما هو السر يا ترى، الذي أحيط به علماً؟ ضع علامة على الثمان عشرة أولا، ومن ثم الثلاثمائة، ذلك أن الأحرف العددية للأرقام 10 و8 هي IH (iota, eta)، أول حرفين من Iesus. ولأن الصليب الذي نجده نعمتا ومجداً، لذلك أضف رقم ثلاثمائة Three-hundred، الحرف الأول T، شكل صليب (يسوع). الشخص الذي يضع الهدية المزخرفة لعقيدته مع معتقداتنا، يعرف أنني لن أُعلِم أحداً أيَّ حقائق إضافية أخرى؛ لكني أؤمن أنكم تستحقون ذلك."برنابا، ف8، ص10-14.
            لسوء الحظ، إن "الأرقام"، والأحرف الثلاثة IHT، هي أعداد إغريقية، بينما لم يكتب النص المقدس: "غِلْمَانَهُ (غلمان إبرام) الْمُتَمَرِّنِينَ، وِلْدَانَ بَيْتِهِ، ثَلاَثَ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ" بأرقام يونانية، بل بكلمات عبرية كاملة، دون إختصار:

            (سفر التكوين 14: 14)





            (8) (10) (3) (100)
            שְׁמֱנָה עָשׂך וּשְׁלש מְאות
            Shemöneh yAshr ū-shelōsh meōth
            ثمانية عشرة ثلاثة مائة
            -J.G. Furey
            [CENTER]
            [/CENTER]

            تعليق


            • #7
              لذلك، "هو قام بوضع الكلمة المزخرفة" لهذا السر في فم برنابا، خادعاً لغة لسانه المتشعبة. هناك تشابه خارجي للحقيقة، ذلك أن شكل الحرف T، أو three hundred، تحمل تناسباً مع IH، أو ثمانية عشرة eighteen، ليس تماما كالنقيض المنسوب في العالم المسيحي للقوة الحامية لشارة ووثن الصليب، مقارنة مع ما هو منسوب لربنا يسوع المسيح في شخصه.
              يقول برنابا (ف10، ص9): "ذلك لأن الله يعلم طريق الصالحين، وطريق الخاطئين سيهلكه. تأمل كيف أنه جمع كلا من الصليب والماء مع بعض؛ لذلك فهو يقول، مبارك الذي يضع ثقته في الصليب، وينزل في الماء". النصوص المقدسة لا تجمع الصليب والماء مع بعض في أي مكان؛ ولا تعلن أنه "مبارك الذي يضع ثقته بالصليب، وينزل فى الماء". بل هذا ما كُتب: "وَقَدْ جَرَّبْتَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ رُسُلٌ وَلَيْسُوا رُسُلاً، فَوَجَدْتَهُمْ كَاذِبِينَ" (رؤيا يوحنا 2: 2).
              يتابع برنابا قائلاً: "ويقول الرب أيضا بحسب موسى، عندما كانت إسرائيل تتصارع مع شعوب غريبة وأحتلها، الى نهايةٍ (قد يفهم منها) أن الله ربما يذكرهم الآن بأنهم إستحقوا الموت بسبب خطاياهم؛ نعم، لقد وَضَعه الروح القدس في قلب موسى ليُظهر كُلاً من شارة الصليب، وآلامه نفسه التي كان عليه معاناتها، رجاءَ أن يعلموا أنه إن لم يؤمنوا به، سيكللون بالهزائم الى الأبد. لذلك، كوّم موسى الدروع فوق الدروع، في منتصف أرض مرتفعة، ووقف عالياً فوقهم جميعاً، ماداً يديه الى الأمام، وهكذا أُحتلت إسرائيل مرة أخرى. لكنه أنزل يديه على الفور، لكنهم ذبحوا مرة أخرى. ولماذا هذا؟ لكي يعلموا حتى النهاية أنه بعدم ثقتهم وإيمانهم به فلن ينجوا." – برنابا ف11، ص1.
              هذه الإقتباسات المدعاة عن الأنبياء والتي لا وجود لها في كتب الأنبياء؛ هى إفتراضات وقحة عند الحديث باسم القدوس، لغرض تضخيم قوة ومجد إشارة وشكل الصليب، فأورثت الإتجاه العام لتاريخ الكنيسة دون تحدٍ معين، مع إحترام إجمالى لإسم برنابا لهذا اليوم. الجاذبية التي يهبط بفعلها واقعاً بين الحقائق المعروفة تظهر مرة أخرى لأجل إظهار مجد خشب الصليب، كالتالي:- "لماذا كان هناك ثلاثة فتيان عُييّنوا لرش رماد البقرة الحمراء الصغيرة؟ لتشير الى أبراهام، وإسحق ويعقوب، لأنهم كانوا عظماء أمام الله. ولماذا وضع الصوف على العصا؟ لأن مملكة يسوع قد تأسست على الصليب. ولكن لماذا وضع كل من نبات أشنان داوْد hyssop والصوف مع بعضهما؟ لترمز الى أنه ستكون هناك في مملكة المسيح أيام شريرة وفاحشة، التي سنكون فيها، على كل حال، في مأمن؛ لأن الشخص الذي لديه أي مرض جسدي بسبب أحد الأخلاطالقذرة، سيشفى بالأشنان."برنابا ف7، ص6. وجد برنابا مملكة المسيح في خشبة الصليب. لقد جعل الأمر، مشتركاً مع أكثر وجهات النظر المعاصرة، تبدأ على الصليب؛ وتُعلّم أن في مملكة المسيح ستأتي أيام شريرة وآثمة. لهذا هو يُعِدُ الكنيسة لتؤمن في قرارة نفسها، مع كل فسادها، أن مملكة الرب لا تزال تحكم هذا العالم لأجل المسيح. لكن الكتاب المقدس يُعلّمنا: "وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا" (رؤيا يوحنا 21: 27).

              لأجل ذلك، يستحق برنابا إحتقارنا حتى نتتبع تأثيره على كل الأجيال المتعاقبة في تاريخ الكنيسة. وفوق ذلك، فأن تعاليمه تدهشنا بجسارتها (وقاحتها) ونجاحها، مخربة الثروة الغامضة للمسيح المصلوب، بتقديم صورة الصليب، وبانية تعاليم مملكته على خشبه، الذي "يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ" (تيطس 4: 1)، والتي أُسست على ميثاق-عهد الله- الخالد، عندما (يقول): "وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِزَيْتِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ»". (عبرانين 1: 8، 9).
              كان برنابا أول من أشار وأعلن للكنائس أن ملكوت المسيح سيكون في هذا العالم الحالي ذا الأيام الشريرة والآثمة، على عكس ما جاء بالنصوص المقدسة، ومنافٍ "رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ"، الذي هو القيامة من الموت (أعمال 28: 20).
              كان برنابا من أوائل من مهد الطريق للنبي الكذاب Anti-christ، وأول من قدم الشكل الوثني للصليب علامة له وعَلَم (راية). والآن، أعداد كبيرة من البروتستانت يعتنقون بهذا المذهب الفاسد لملكوت المسيح، الذي هو مخالف لإتجاه صورته ورايته. كثير من الرجال الورعاء والقديسين يخفون فكرة قدوم مملكة أو ملكوت المسيح في هذا العالم، وأمل مدِّه العالمي (أو بسط يده) على كل أمم العالم، الذين رفضوا تمجيد تمثال الصليب. لكن منذ أيام يوحنا المعمدان والمسيح، كان هو "الْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا" (أعمال 3: 25)، قد دُرِّس وخُفى في صورة ملكوت الله القريب، والذي آن أن يأت مع يسوع والقيامة، وأيضا مع قيامة كل الأشياء. كذلك يوجد بعض ممن يُعلّمون أن الملكوت آتٍ الآن باسم المسيح، وقريب أن يخضع كل العالم لحكمه. التعليم الأول هو من المسيح، والآخر هو من النبي الكذاب. الأول ينتمي لأطفال هذا العالم؛ الآخر يتبع "أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَة" مع يسوع، المولود الأول من الموت، وملك المجد الأبدي.

              يتبع...
              [CENTER]
              [/CENTER]

              تعليق


              • #8
                نيقوديموس Nicodemus

                الداعم الثاني لمجد وقوة شارة الصليب يدعُ نفسه نيقوديموس - الفريسي Pharisee الحاكم الذي أتى يسوع ليلاً. وفقا لهذه الشهادة، عندما أتى ملك المجد الى هادس Hades، "الذي أسر بعلزبوب Beelzebub أمير هادس، وأرعبه حتى الموت، سالباً منه قوته، وآخذا آدم أبونا الأرضي ونسله بعيدا معه الى مجده" (ف17، ص13). بعدها، بعلزبوب "بغضب عظيم، إتهم الشيطان، كخالق لكل هذا الشر، قائلاً، ’يجب أن تصلب ملك المجد؛ والآن كل الميزات التى إكتسبها عن طريق الشجرة المحرمة، وخسارة الجنة، التي خسرتها بخشب الصليب". وإلى هذه النقطة المتفجرة أساً، لم يقدّم الشيطان رداً؛ لكن لأجل راحة بعلزبوب، قال الله (حسب قول نيقوديموس هذا)، بطريقة تعويضية، أنْ على بعلزبوب-الشيطان يجب أن يخضع لسلطانك للأبد، في مكان آدم وذريته من أبناءه الصالحين، الذين هم لي. عندها مد يسوع يديه الى الأمام وقال، "تعالوا اليّا، أنتم القديسين جميعكم، الذين خلقوا على صورتي، الذين أدينوا بشجرة الفاكهة المحرمة، وبالشرير والموت. كونوا أحياءاً اليوم بخشب صليبي" (ف18 ص14، وف19 ص1، 2). "بعدها، مد الله يده للأمام، وصنع علامة الصليب على آدم وعلى كل قديسيه" (ف19 ص5)، وقادهم للأمام الى المجد السمائي، مع داود وحبقوق يرنمون المزامير. وفي طريقم، إلتقوا أنوخ وإيليا؛ وبينما توقفوا ليتناقشوا معهم، أنظر، هناك رجل أت في هيئة مزرية، حاملا شارة الصليب على كتفيه. "وعندما نظره كل القديسين، قالوا له، من أنت؟ لأن ملامحك تشبه اللص. ولماذا تحمل شارة الصليب على كتفيك؟ فأجابهم قائلاً، أنتم تقولون الحقيقة، لأني كنت لصاً، الذي فعل كل الشر على الأرض؛ وصلبني اليهود مع يسوع. هو من أعطاني شارة الصليب هذه، قائلاً، إحمل هذه، واذهب الى بوابة الجنة، لن يدخلوك، أرهم شارة الصليب. وعندما فعلت هذا، فتحت لي أبواب الجنة في الحال".

                هذا تزييف وتفاهة في حد ذاتها، كما أنه تجديف على الله، وهو يبين المصادر الأصلية التي أتت منها (بدعة) تمجيد شارة الصليب بين المسيحيين، ليتبعها، بحكم الزمن، تمجيد وعبادة الأوثان والصور. كان في العصور المسيحية الأولى، كثير من أنصاف-المتنصرين الوثنيين الذين أستلموا فعلا هذه العجائب باسم الرسل، وخلطوها بأساطيرهم وخرافاتهم. لذا فقد نمت العجائب، حتى ركع كل العالم المسيحي أمام قوة وشارة وصورة وتمثال الصليب، فوراً كما فعل الملاك الحارس على بوابة سلطان بعلزبوب. وتبجيل وحب الصور-التماثيل في أمريكا يزداد كل ساعة، حتى بين المتحمسين في علاقاتنا الإنجيلية Evangelical connections.


                جستين مارتر Justyn Martyr


                يتناقض الصمت الكامل للرسل، ومن خلفائهم المباشرين بعدهم، كليمنت الرومي
                Clement of Rome، إغناطيوس Ignatius، وبوليكار Polycarp، فيما يتعلق بخشب وشكل وشارة الصليب، مع الكلمات الرنانة للمدعيان برنابا ونيقوديموس. ونلحظ نفس الصمت في "راعى هيرمز Shepherd of Hermas" –وهو عمل خيالي، يعود للجزء الأول من القرن الثاني. هذا العمل يشغل ثمانين صفحة من الشهادة الأبوكريفية، ملءٌ بالعقائد الكتابية والخيال الورع، والتي يبحث فيها المرء عبثاً عن أي إشارة تعود لخشب، أو صورة، أو علامة، أو قوة الصليب الخشبي.

                يعتبر جستين مارتر أول كاتب معروف بعد الرسل تكلم عن شكل الصليب، والذي يبدو جلياً أنه أخذ معلوماته عن برنابا، مع أشياء خام أخرى. يقول: "حَمَل الرب paschal lamb، المحمر بالكامل، كان رمزا لآلآم الصليب؛ لأن الحمل، أثناء شيّه، يحمل شبهاً لشكل الصليبيخترقه سيخ أفقيا من أقصى طرفه السفلى الى الرأس، وسيخ آخر يصالب الظهر حيث يعلق منه القوائم الأمامية".-جستين، Lib. Fath. ص120. ليس "الحمل"، يا جستين، بل السيخ، هو ما يحمل هذا الشبه. فقد كان كبش الفداء scapegoat الذي يطلق في البرية، يرمز، حسب رأى جستين، الى مجىء الرب في ملكوته. لذا فهو يضخم صورة الصليب، ويحط من قيمة مجىء المجد، وفقاً لأفكار برنابا.
                مجدداً، "عندما أقام الشعب حرباً على العماليق Amalek، وقام ابن نون Nun، الذي كان يلقب بجوشوا Joshua، بقيادة المعركة، موسى نفسه صلى للرب ويداه ممدودتان على كلا الجهتين؛ وقام هارون Aaron وحور Hur بدعمهم طوال النهار. لأنه، إن لم يهبهم هذه العلامة على الإطلاق، التي تمثل الصليب، فان الشعب (كما هو مكتوب في كتب موسى) سيهزم؛ لكن أن هو استمر علي تلك الهيئة، إنهزمت العماليق. لأنه إن لم يُصلّ موسى بهذه الطريقة، أكان الشعب منتصراً، بل أن اسم يسوع (جوشوا) كان في الصف الأول للمعركة، الذي رسم عليه (موسى) شارة الصليب. ويُظهِر الله، بطريقة أخرى، قوة سر (شارة) الصليب، قائلا، على لسان موسى، مباركا يشوع: جماله كبكر الثور، وقرناه كقرني أحادي القرن unicorn. معهم سيدفع الأمم لبعضها من أطراف الأرض. لكن لا يستطيع أحد أن يقول، أو يثبت، أن قرون أحادي القرن تخص أي شىء آخر أو شخص آخر غير النوع الذي يمثل الصليب".-Lip. Fath.ص187.
                من خلال هذه السحابة من الرمزية، الخيال، والخرافة، هناك شيء واحد واضحمجد صورة وتمثال الصليب! يبدو أنه من الصعب على عالم طبيعي naturalist أن يفهم أحادي القرن الخاص بجستين، ولا يمكن لإنسان فان أن يخطىء تمجيده شكل الصليب في صورة سيخ حمل فصح الرب، وفي قرون أحادي القرن، وفي هيئة موسى. إن الأفكار المتطرفة التي تشغل بعض العقول، مثل قصص Munchausen، تدّعي حتى أن الطوفان سيكون نموذجيا لخلاصنا، "بالماء، والإيمان، والخشب".-جستين، ص239.

                إن أمثال برنابا وجستين، اللذان وضعا كلماتهم الخاصة في أفواه الأنبياء المقدسين، والتى أخذت رمزيتهم بالحقائق الحرفية للكتاب المقدس، وجعلت منها أي شيء، أكثر تفاهة، وأكثر عجباً، لنشر صورة وقوة شارة الصليب. مزيلين عنه البساطة وطاخّين بها بعيدا، وكذلك هما بعيدين عن الحق، والحقيقة، والفطرة السليمة. وشكّلا مع نيقوديموس، ثلاثيا، الذي إنبثق من أظهرهم شكل الوثن (صورة الصليب)، وقوة شارة خشب الصليب، التي رفعت عاليا في يومنا لأجل راية القوة والمجد العالمي. لا يقدم أي أحد منهم، على كل حال، في: " the worship of the cross"،- تلميحا الى عبادة، في وقت كافٍ، تأكيد إتباع المؤمنين لشهادتهم لأجل القوة العظمية لوثن الصليب وعلامته.



                ماركوس مينوتيوس فيلكس Marcus Minutius Felix


                نصف قرن بعد جستين، يجلس مينوتيوس فيلكس على الكرسي، في كتابه
                "Apology for Christians"، وصديقاه، أوكتافيوس Octavius وسيسيليوس Cecilius، يدافعان أمامه، أوكتافيوس، عن قضية المسيح؛ وسيسيليوس عن آلهة روما. يعتدي سيسيليوس على المسيحيين بتهم محتقرة، وينادي: "أنظروا الصلبان التى لن تمجدوها بعد هذا، بل التي ستعلقون عليها! أنظروا النيران التي أخبرتم بها سلفاً وخشيتموها! أين هو إلهكم ذاك الآن، صحيحا عند قيامته،-الذي هو قادر على إحياء الموتى، لكنه لا يستطيع إنقاذ الأحياء؟"-Reeve’s Edition, sec. 12.

                تلك "الصلبان" التي ظهرت للشهود والشهداء لأجل المسيح؛ وتلك "النيران" هي الاضهاد تحت حكم سفيروس Severus (202 م)، مع السخرية على مجيء الرب للدينونة، مع قيامة قديسيه. النقطة الهامة لقضيتنا، توثر على عبادة المسيحيين للعمود المنصوب من أجل خوزقتهم أو صلبهم أحياء، التي يشبهها مينوتيوس Minutius في مكان آخر بالمشانق الرومانية-يوغام-jugum. يجيب أوكتافيوس، في section 29، سيليسيوس فيقول: "بما أنك تتهم ديننا بعبادة مجرم وصليبه، فأنت خارج عن طريق الحقيقة بشكل غريب لتتصور أحد الأمرين. وبالنسبة لعبادة الصلبان، التي تعترض بها ضدنا، يجب أن أقول لك أننا لا نعبد الصلبان، ولا نتوق لها. أنتم الذين تعبدون آلهة من الخشب، وأنتم الأكثر شبها بالناس الذين يعبدون صلباناً خشبية، كونها أجزاء من نفس مادة آلهتكم. لأي شيء آخر تجملون شاراتكم وأعلامكم وأعمدتكم وتزينونها بالذهب، ولا تفعلون مع الصلبان؟ إن نصبكم التذكارية، لا تمثل مجرد صليب بسيط فقط، بل صليبٌ مع رجل مصلوب عليه. تظهر اشارة الصليب على السفينة، سواء أكانت مبحرة، أم تجذف بالمجاديف الممتدة، مثل راحتي كفيك. ليست jugam (مشنقة باللاتينية) سوى عرض أو إضهار لإشارة صليب. وعندما يعبد المتعبد الله الحق ويداه ممدودتان، فهو يصنع عين الشكل. ولهذا فانت ترى أن شارة الصليب لها بعض الاسس في الطبيعة، أو في دينك، ولذلك لا تتعارض معك".
                لم يتم إتهام المسيحيين بالرغبة في الصلبان، بل بعبادتها، ولأجل حماقة تلك العبادة، إستحقوا أن يعلقوا ويصلبوا عليها. وبدل الإنكار الغريزي لهذا الإتهام البذيء، رضى أوكتافيوس بنصفه، بينما هو يدافع عنه ضد الوثنيين مع إعجابه بتقاليدهم وعاداتهم. ومن هذه الشهادة، قد يساور المرء القلق أنه منذ أوقات مبكرة، مثل زمن مينوتيوس، كان المسيحيون الشرفاء مذنبين لعبادتهم الصليب. ومع ذلك، فالفقرة تتهم الوثنيين، ليس فقط بعبادة "مجرد صليب بسيط فقط، بل صليب مع رجل مصلوب عليه"، وهي أقدم تسجيل لفكرة الصلب crucifix، هذا بين الوثنيين! وفي شهادة بيريت Perrett، من DeRossi، وفي كل الشهادات الجديرة بالثقة، التي تخبرنا عن سراديب ونصب روما التذكارية، فكرة قد إزدرهت بعد مينوتيوسبقرنين أو ثلاثة تجاه الصليب مع رجل عليه عُرفت وقُبلت بين المسيحيين، كما ستظهر نتائجنا.




                ترتوليان Tertullian

                يعترض المؤرخ ترتوليان, المعاصر لزمن مينوتيوس فيلكس، في كتابه "Apology for Christians"، أولا على إتهامات الوثنيين الفظة ضد المسيحيين لأجل ممارساتهم السرية والغير طبيعيةمثل عاداتهم في أكل لحوم البشر cannibalism، وعبادة راس الحمار؛ ومن ثم يتابع قائلاً: "وأتيت، بالتالي، لأولئك الذين يعتقدون أننا نعبد الصليب أيضا. هل هم لا يفعلون المثل الذي يتهموننا به، عندما يعبدون أوثانهم الخشبية؟ لا يهم بالشكل، عندما تكون المادة واحدة. ما الفرق بين خشب الصليب، وخشب بالاس الأثيني، أو سيريز الفاروس, التي هي تقريبا كلها قطع من الخشب، التي يشكل منها الحرفي أوثاناً؟ كل الأوثان الخشبية، التي تنصبها على أقدامها، تمثل جزءاً من الصليب. وهل نحن أفضل منكم، عندما نعبد الله الكامل Godhead في شخص المسيح بدون الصليب؟ علاوة على ذلك، لأولئك المفتونين بك من أجل الآلهة، ألقى بهم في البداية، كما قلنا آنفاً، في قوالب بأشكال صنعت بطريقة ما على شبه الصليب. بجانب ذلك، أنت تنصب أنصابا تذكارية للنصر، وفي الداخل، هذه النصب هي مجرد أشجار فقط صنعت منها صلبان. عبد الجنود الرومان في دينهم شارة وعلم الإمبراطور. وحلفوا بأعمدتهم، وصنعوا منهم أرباباً؛ شارات وأعمدة نصبت بترف، وغطيت كذلك بأثواب من الذهب، وهي كلها في أشد ما يكون تتمثل للأعين تحت شكل وهئية الصليب. لذا فالفرق بيننا، على ما يبدو، يكون في التباه العظيم بما تقدسه في عبادتك للوثن أو الراية أكثر مما نفعل. أنا أهنئك لأجل هذا، ذلك لأنك لا تقدس الصلبان بدون كل أشكال تقديسها". ترتوليان، كتابه Apology for Christians، ص68، L. Fath. ذلك يقر بأن كل الفرق بين صلبان المسيحيين والوثنيين يكمن في التباه والإفتخار، الى الإسم الأعظم عند الوثنوين.

                يتظاهر ترتوليان، مثل مينيتوس، بنكران عبادة الصليب، بينما هو عملياً يعترف بها ويقبلها، عندما نعلل الأمر للوثنيين بقوانيينهم وممارساتهم. بدلا من الانكار الساخط، او حتى الهادئ، للتهمة، نراه يقول: "الفرق بيننا (المسيحيين والوثنيين)، على ما يبدو، يكون في التباه العظيم بما تقدسه في عبادتك للوثن أو الراية أكثر مما نفعل. أنا أهنئك لأجل هذا". تقر اللغة التي تم استعمالها ان علامة صليب الخشب، أو شبيه الصليب من الخشب، كان يعبد في بداية القرن الثالث، من قبل المسيحيين والوثنيين على السواء، كل منهم بطريقته؛ وتدلى بحقيقة ان المسيحيين لم يكونوا سيئين في عبادتهم الخشب، تمجيداً للمسيح، أكثر من الوثنيين في عبادتهم الخشب، تمجيداً لجوبتير Jupiter وسيريس Ceres؛ ولم يكونوا جيدين جداً كالوثنيين في تبجيلهم لصلبانهم الخشبية! قد يردد الوثنيون أنه من المنطقي عبادة خشبة في صورة رجل مقدس/مؤله، أكثر من شكل المشنقة البغيض أداة الاعدام، الصليب، ستاوروس stauros، ذات الاسم الذي يقول عنه سيسيرو Cicero، أنه كان مبغوضا في أعين الرومان، وآذانهم، وقلوبهم. واذا عاش ترتوليان الآن، لن يهنأ الوثنيين لتباهيهم وافتخارهم العظيم بتبجيلهم أوثانهم الخشبية، بينما جموع المسيحيين تقدس، تحب، وتعبد صلبانها المشغولة بالذهب والفضة، واللآلئ والألماس، والأحجار الكريمة الأخرى، مع أعمق المشاعر القلبية.
                وفقا لترتوليان، الخشب هو الخشب، سواء أكان بشكل سيريس، أم أبوللو Apollo، أو ستاوروس. الشكل هو روحاني غير مادي، سواء أكان الوثن نصب تذكاري للنصر، أو راية رومانية، أو إله وثني، أو صليب لاتيني. في كل حالة تبقي المادة هي الخشب، ولما لم يعبد المسيحيين صورة وثن من الخشب كما يفعل الوثنيون؟ هذا، وبعد قرون، تعلم المسيحيون في عمومهم عبادة صور اوثان خشب الصليب؛ لكن ليس في القرن الثالث. ومن بين عديد الاضطهادات في ذلك القرن، سيق الجموع الى الصليب، والخوازق والأوتاد، والوحوش الشرسة، والتعذيب، بسبب إيمانهم بالسيد المسيح، وألقوا بأرواحهم شهداء في سبيل إيمانهم، من كل فرد قد أنقذ نفسه من الموت الرهيب، ببساطة باحناء رأسه، أو تقديم البخور لجوبتير الخشبي، أو غيره من أرباب الوثنيين؛ وتحت هذه الفكرة، كان هذا مجرد شكل من أشكال الصليب فقط! "لأن الآلهة صنعت كلها بطريقة ما مشابهة للصليب". على هذا المبدأ الوثني، كانوا عسيري الارضاء، الذين قاسوا، خلال خمس إضطهادات كبرى، الموت في أبشع صوره الوحشية، ما لبثوا أن أنقذوا حياتهم بعبادتهم صلبان الوثنيين الخشبية، المغطاة ببذخ بأقمشة ذهبية، و"يزينوها بفخر وتباه أكثر مما نفعل". الكثير ربما قد إنخدعوا بهذا البريق الكاذب لترتوليان، صَنع السلام بالجلادين والمضطهِدين، وسقط بعيداً عن الايمان، بتبجيله الآلهة الوثنية، الذي كان إصلاحه لعضوية الكنيسة بعد الاضطهاد، سببا في وضع تساؤل أثار وأربك جميع الكنائس، وإنقسم بعضها، مثل أحزاب نوفايشن Novation وكورنيليوس Cornelius في روما، وبعض الاحزاب المشابهة في قرطاج Carthage.
                في الكنيسة البدائية الأولى، كان طلب الصور والأوثان والمعابد، والبخور والمذابح، من أجل عبادة المسيحيين، كان تعييرا مستمرا علي ألسنة الوثنيين. يقول ترتوليان، في مكان آخر: "أنت تتهمنا بأننا لا نقيم المباني، الهياكل، الأشباه، ولا المذابح لأي إله". فهو لم يتصد لهذه التهمة باعجابه بعبادة المسيحيين لخشب الصليب. بل بالرمز الذي دعاه الأعلى أهمية، يقول: "ذلك انه في كل تحركاتنا، وأسفارنا، وفي ولوجنا وخروجنا، وعند إنتعال أحذيتنا، في الحمام، على المائدة، عند إيقادنا الشموع، عند الاضجاع، حال الجلوس، مهما كان الشغل الذي يشغلنا، نحن نسم جباهنا برمز الصليب".—Lib. Fath.، ترتوليان، كتابه، ص165.
                يضخم كل من برنابا، ونيقوديموس، وجستين قوة الرمز، لكنهم لا يعطون أي تلميح لعبادة الصليب؛ العبادة التي يتفق عليها كل من مينوتيوس وترتوليان بتبريرها أمام الوثنيين. لذا فقد يبرز العجب "مع كل امكانيات الخداع الآثمة"، حتى يطال كل العالم المسيحي ويلفه بالوهم.


                يتبع...


                [CENTER]
                [/CENTER]

                تعليق


                • #9
                  سيبريان Cyprian

                  القديس سيبريان
                  St. Cyprian ، اسقف قرطاج وشهيد، كرم في حياته، ونيح عليه عند موته، ولد في عائلة سيناتورية في قرطاج سنة 200 ب.م، وقطع رأسه سنة 258، بعد عشر سنين من تحوله للمسيح. كان معجب بأعمال إبن بلده ترتوليان، وتبعه، كما تبع ترتوليان جستين وبرنابا، في مسألة انتصار جوشوا على العماليق، مع هذا الفارق: هم عزوا هذا الانتصار الى القوة الكامنة في شكل ورمز الصليب، إلا ان سيبريان أرجع الانتصار الى معاناة ورمز المسيح. يقول: "في آلام وشارة الصليب، يكمن كل المجد والقوة. في شارة الصليب الخلاص لكل من سمى جبهته به". كانت الآلام والمعاناة على الخشب؛ بيد أن العلامة والشارة كانتا الحروف الاستهلالية لاسم المسيح، كما يشرح سيبريان ذلك. لأن تقليد وضع علامة على جبهة المتعمد بشكل "شارة المسيح"—X—قديم جداً، يقول سيبريان: ليس بأداة القتل ستاوروس، وليس بصليب ستاوروس الألم والموت؛ بل بالحروف الأولى "للمسيح والله". كما هو مكتوب: " لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ" (رؤيا 14: 1)، "وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ" (رؤيا 22: 4). "Muniatur frons, ut signum Dei incolume servetur". Signum Deiشارة الرب؛—وليست شارة aboris infelicisالشجرة الملعونة. مرة أخرى، يقول سيبريان: "ينجوا فقط من كان قد ولد من جديد، ووسم بشارة المسيح—signo Christi signati fuerint "،—التي هي الحرف الأول من اسم صاحبه، X؛ صليب حق، ليس بصليب عار وموت، بل صليب حياة خلود ومجد. Signum’s Dei, Christi signum علامة المسيح، التي يضعها خدمه (خدم يسوع) على الحملان المقبولة ضمن قطيع المسيح.—Bingham’s Ant. b. xi. c. 9, sec. 5, note.. هذا مقدس وجميل؛ هذا مناسب ومشرف؛ لكن شارة الصليب المُهلك هو شيء مختلف جداً، لا يمت بصلة توكل له منذ ولادته بشكل رمز تموز وعند برنابا الى هذا اليوم. ذلك أن علامة اسم المسيح، وليست علامة خشب صليبه، كانت قد استعملت في التعميد، يصرح القديس أوغسطين St Augustine، قائلا: "كم عدد أولئك الذين لديهم علامة المسيح mark of Christ على جباههم الذين لا يحملون في قلوبهم تعاليم المسيح! Quam multi habent in fronte signum Christi, et in corde non recipiunt verbum Christi".—Aug. Tract 50, onJohn xi. 55. Quoted by Elliott’s Horœ Apoc.

                  بعد سيبريان بخمسين سنة فقط، سبب تقليد إدخال رموز إخترعها البشر داخل محاريب العبادة المنتصرة حتى اللحظة، في أن يعلن مجمع إليبيريس council of Eliberis، في اسبانيا (305 ب.م)، في قانونه الكنسي رقم 38، ما يلي: "يجب ألا يسمح بوجود الصور والأشباه داخل الكنائس، خشية أن تبجل وتعبد هذه الأشياء وتعرض على الجدران".—Rock’s Hier., 374.


                  جريجوري ثاوماتورجوس، أو مُجترِحُ المُعْجِزات



                  جريجوري
                  Gergory Thaumaturgus هذا كان تلميذا لأوريجن Origen، وأسقفا على قيصرية الجديدة New Cesarea، في أرمينيا Great Armenia. مجّده كثيرون منهم باسيل Basil، جيرومو Jerome، نازينزن Nazienzen، نايسن Nyssen، يوسيبيوس Eusebius، وآخرون، وعمل معجزات. يرى هؤلاء الاساقفة ذائعوا السيط أن الأسقف جريجوري، وبكلمة واحدة من فمه، أزاح أو أزال صخرة من جبل بعيدا عن الطريق؛ وحوّل بصلاته بحيرة سمك الى مرج أخضر جميل؛ وضرب بيده قضيباً من الخشب ليتحول الى حاجز للطوفان المرتفع لمياه نهر ليكوس Lycus، منقذا بذلك مدينة قيصرية الجديدة من غرق محتم بمياه النهر، حيث أصبحت في الحال شجرة عظيمة! كانت طريقته في هداية وتحويل الوثنيين أصيلة بشكل مماثل، وكانت تعتبر ناجحة بشكل مماثل. يؤكد الكاردينال بارونيوس Baronius، المؤرخ الرسمي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، الذي تعج سجلاته التاريخية بالقيام بأوفر الصلاحيات الممزوجة بالخرافات الصبيانية، أن غياب كل الصور والأوثان من جميع الكنائس قبل عهد قسطنطين، كان بسبب إقتلاعها التام في عهد الاضطهاد الديقلدياني.بقبول هذه الشهادة على غياب الصور والأوثان، فاننا نرفض السبب المعزو له، خشية أننا قد نعتبر الاضطهادات الاخيرة والصارمة، قد أجريت ضد الصور والأوثان، وليست ضد المسيحيين، الذين إستشهدوا حالما عبدوها. ونحن أيضاً نقبل شهادته، يقول: "أن جريجوري ثاوماتورجوس، أسقف Great Armenia، أول منأمر بالصلبان الخشبية التي كان ينصبها بنفسه في أماكن محددة، أن تٌعبد وتبجّل: ante omnes cruces ligneas, quibusdam in locis a se collocates, adorari."—Bar. Ann., a.d. 311., sec. 23.

                  من بين كل الأساقفة، أعلن صانع العجائب هذا، وهو في أعلى سلطة رومانية، ليكون أول من قدم وبدأ عبادة الصليب الخشبي بأمره الشخصي. بعد قرن من الزمن، إحتفل جريجوري نايسن Gregory Nyssen بذكرى جريجوري ثاوماتورجوس الذي سمي على اسمه، ليخبرنا كيف نجح في هداية الوثنيين الذين تبعوه، وكيف حولهم للمسيحية. وكيف هرب هذا الأسقف ’جريجوري‘ من البلاد لينجوا بحياته من الاضطهاد الديسي.عاد للبلاد بعد ان انتهي الاضهاد الديني، وأقام أياما إحتفالية للإحتفال بذكرى الشهداء، وأمر بعبادة الصليب الخشبي. يقول نايسن: "عندما رأي مدى بساطة وأمية الدهماء المصرة على تبجيلها الزائف للأوثان، وبقصد أنه قد يحسن ويهذب بكل الوسائل أفضل ما عندهم، ليُدرك: أنه ليتركو خرافاتهم التافهة، يجب عليهم أن ينصرفوا الى عبادة الله، فسمح لهم باقامة المهرجانات المرحة، وتسلية أنفسهم، والهرج بمرح، على شرف الشهداء وحبا للقديسين!". "ولما لا؟" يسأل الكاردينال بارونيوس Baronius في مناسبة مشابهة. "أليس من القانوني تحويل الأشياء المقدسة عند مذهب ما، لتستخدم بشكل ديني، بعين الطريقة التي يبتهج ذاك المذهب بعبادته لأشياءه المقدسة، فيمكن للجميع أن يعبد المسيح؟"—Ann. Vol. i. p. 198.. فأكليل الغار هذا يقطف من جبين الشيطان، ليجدل تاج عمانويل Emmanuel، الذي يمجده الكاردينال بكلمات ثيودوريت Theodoret، منتصراً على آلهة الوثنيين المتساقطة، قائلاً: "قدم ربنا موته داخل معابد آلهتكم، التي هي آلهة باطلة بحق، ومجردة عن مجدها، التي رذلها ربنا؛ لكنه أعطى الشرف لشهداءه. بدلا من الاحتفال بأعياد بان Pan الدينية، أو جوبتير Jupiter، أو باخوص Bacchus، فان الإحتفالات والأعياد ستؤدى على شرف بطرس Peter، وبولس Paul، وتوماس Thomas، وسيرجيوس Sergius، وشهداء مقدسين آخرين. لذا ما كان يفعل في الخرافات الوثنية، غدا نفس الشيء مبرءاً ومقدساً لأجل عبادة الله الحق، قد يقدم في خدمة طقوس الدين الحقيقي".—Bar. Ann. vol. i. p 198.. لقد سمحت هذه اللغة بازالة تمثال وثن جوبتير، الذي كان منتصبا يوما ما في العاصمة القديمة، الى مكان عال في كنيسة القديس بطرس في روما، مساو لما حدث مع هداية المكسيكيين وتحولهم للمسيحية وتحويل عبادة رمز اله-المطر الى عبادة نفس الرمز في صورة شارة الخلاص. لذا فالبعليم Baalim، وعشتاروث Ashtaroth، ومولك Milcom، وبقية الآلهة، تطرح أباطيل الوثنية، التي كانت يوما مقدسة لطائفة دينية ما، قد تكرس لأجل بولس، أو أبوللو، أو قيافا Cephas، أو حتى لأجل المسيح، و"تعبد مع إحتقار وإزدراء بغيض للشيطان، بنفس الطريقة التي إبتهج بالعبادة بها"، مع تشريف وتبجيل للقديسين وتمجيد لله، الذي يقول: "لا تكون لك آلهة إلا أنا". لذلك فقد صادف في القرنين الخامس والسادس، أن المعابد الوثنية، بأن رشت بالماء المقدس، فتحولت الى أمكنة للعبادة المسيحية، وتحولت الى وعاء لشظايا من الصليب، ودِمَنُ الشهداء؛ وأضحت أكثر جهوزية لكسب حضور الناس الى بيت العبادة، ترك الأساقفة البارزين الأوثان والمذابح وشأنها لتبقى، تحت اسم "قديس شفيع patron saint"، أو "العذراء the Virgin"، أو "رسول Apostle" ولأجل إستلام المجد والكرامة المفترضة أن تكون بسبب صور تماثيلهم وأشباههم. مثل هذه الأفعال هي ثمار الرمزية، التي إبتكرها الانسان لأجل تمجيد الله، وإنبات للثقافة بين الطوائف الدينية لديننا المجيد؛ كما يمكن رؤيته على طول القارة الأوروبية هذه الايام، حيث تجهز اسوار الكنائس الكاثوليكية الرومانية بعدد ضخم من المذابح لأجل عبادة القديسين المفضلين، وفوق كل مذبح صورة أو شبيه للقديس.



                  "إكتشاف خشب الصليب"

                  الاحتفال العظيم في الكنائس الرومانية واليونانية يرجع أصله الى القصة الخرافية لإكتشاف خشب صليب يسوع، على يد هيلانة، ام الامبراطور قسطنطين
                  . رويت القصة باختلافات هامة، لكن بدرجة جيدة من الانسجام في التفاصيل التالية:

                  قامت هيلانة في عمر متقدم يراوح اثنان وسبعون عاما بالحج الى اورشليم (سنة 326 ب.م)، ملتمسة الأمكنة المقدسة، التي أضاعت كل آثارها عندها. ساعدها يهودي مقيم في العثور عليها. أقيم معبد فينوس أو عشتاروث فوق الضريح المقدس. هنا قاموا بالحفر (سنة 327 ب.م)، ووجدوا الصلبان الثلاثة، صليب سيدنا المسيح وصليبا اللصين، في حالة حفظ ممتازة، رغم أنها دفنت في الارض حوالى ثلاثة قرون. ولتقرير أي من الثلاثة كان المرجوا أن يكون صليب المسيح، إلتجأو للمعجزات. إثنان من الثلاثة لم يجترحا ولا معجزة؛ لكن لمسة من الصليب الثالث شفت المرض، وأعادة الحياة للموتى. أسست هذه الحادثة سمعة الخشب الحقيقي، بينما لم يقم أي إعتبار لصليبيْ اللصين. عبدت هيلانة الخشب، وأرسلت نصفه الى ابنها—الامبراطور قسطنطين—وأعطت النصف الآخر لأسقف أورشليم، وماتت في السنة التالية. كثيرة هي الروايات؛ لكن هذه هي الملامح المشتركة لكل الصور المعروفة للأسطورة، بدون أن تهمل صليبي اللصين.
                  وفقا للقانون اليهودي، كان خشب الصليب التي يعلق عليه أحد ما يحرق حتى يستحيل رماداً، كونه شيء ملعون. وإذا نجت الصلبان الثلاثة هذه من النار، فلن تنجوا منطقيا من الفساد والتحلل، كونها دفنت لثلاثمائة سنة. عاش قسطنطين عشر سنوات بعد إعلان هذا الإكتشاف المفتخر، لكنه لم يترك أي علامة ولا ذكر يظهر أنه قد سمع به أبداً. كان يوسبيوس Eusebius عندها، ولمدة عشرين سنة أخرى، أسقف قيصرية Cesarea؛ وحالما أدرك الخبر بأعجوبة، وكونه قريب من مسرح الحدث، لم يسجل ولا أدنى ملاحظة عن هذا الاكتشاف. ولم يذكر ماكسيموس Maximus، الذي عـاصر أسقف أورشليم وبعده عشرين سنة، أي شيء عن هذا الاكتشاف. سيريل Cyril، الذي خلف ماكسيموس في منصب الاسقفية، 350 ب.م.، كان أول شخص معروف أنه أدرك وجود خشب صليب ستاوروس سيدنا في ذلك الوقت ولعصور بعده. لذا فقد وُضِب الى حد بعيد، على الاحتفال العظيم باكتشاف صليب ستاوروس؛ وأصبح إسميْ كل من هيلانة وسيريل الآن أسماء مقدسة، لأجل مساهمتهما في إيجاد ونشر الصليب. تعد قصتي إختراع شكل الصليب لبرنابا وإكتشاف الخشب لهيلانة، قصتان سخيفتان ولا منطقيتان، كما أنهما رحم خصب ووافر لإنتاج الشر ضد الايمان، وضد الأمل، وضد مصير العالم المسيحي، منذ النصف الثاني من القرن الرابع. يرفع صورة وثن الصليب الخادع على قمم أبراج الكنائس، وعلى منابر الوعظ، يتفاخر به في النوافذ، على الجدران، وعلى الكتب المقدسة للكنائس، ليس عند طائفة واحدة، بل الكثير من الملل. يعرض في نوافذ المحال والحوانيت، في المنازل الخاصة، وعلى أثواب وأبدان العدد المتزايد من سكان كل المدن والقرى الأمريكية، تحت تأثير أن ذلك هو شعار رسمي لنا، كما كان لقسطنطين، ولنا نفس الحق كما للكاثوليك الرومان، الذين ليسوا على حق، بل "عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ" (2 تسالونيكي 2: 11).



                  القديس سيريل الأورشليمي، عامل لإنتشار خشب "stauros"


                  كان سيريل
                  Cyril قساً إلزاميا ومعلما شفهيا في أورشليم، 345 ب.م. قدم دروسه التعليمية المشهورة المعتدلة بطريقة "السؤال والجواب"، 347-348 ب.م، في كنيسة الضريح المقدس، التي بنيت وأثثت وزخرفت بأمر قسطنطين، لكنها لم تجهز حتى بعد وفاته، 337 ب.م. عند موت الأسقف مكسيموس، كان سيريل قد كرس من قِبل Acacias أكاسياس، مطران فلسطين، سنة 350 ب.م.، لخلافة مكسيموس. بعد خدمته سبع سنوات في منصب الأسقفية، أقتيد سيريل أمام مجلس من أترابه، بتهمة السرقة من الكنيسة أشياء ثمينة، وأواني، وزينة، كانت من هدايا قسطنطين. حوكم، وأثبت عليه ذنبه، وخلعه من منب الأسقفية، نفس الشخص الذي عيّنه فيه، سنة 357 ب.م. وفي سلوقية Seleucia، بعيدا عن اليهودية Judia، وبعد محاكمة أكاسياس، أمّن سيريل مجلسا لأجل إستعادته منصب الاسقفية. وبمجلس ثان تحت رئاسة أكاسياس، 360 ب.م.، خلع سيريل مرة أخرى، ونفى هذه المرة من اليهودية بامر من الامبراطور قسطنطيوس. بصعود جوليان المرتد العرش الامبراطوري، عاد سيريل من منفاه، 361 ب.م. وبعد ست سنوات، نفاه الامبراطور فالين Valens من الامبراطورية. وبعد غياب طال إثنتي عشرة سنة، مات بعمر الواحد والسبعين.

                  برر سيريل تصرفه ببيع أواني الكنيسة المقدسة، بدعوى الفاقة لأود إحتياجته بسبب الفقر. قال المدافعون عنه أنه كان قد خلع من قبل المجالس الآرية Arian councils، معاقبة له من أجل أورثوذكسيته. بدون النظر الى أورثوذكسيته أو إخلاصه وشرفه، ما يهمنا الآن هو ما قام به من نشر وتوزيع لخشب الصليب، الأمر الذي قام به بنجاح عظيم، ليس بكلمة واحدة تهدد بكيف، أو متى، أو عن طريق من تم إيجاد خشب ستاوروس، ولا كيف وصل أي جزء منه الى يده. بدون حدوث معجزة، إذا وجدت هيلانة خشب ستاوروس، فإن سيريل لابد وأن يعرف بالحقيقة؛ ولكان سيهمل بالكامل ذكرها للصليب، الذي كان في الأغلب سيئاً بسؤ بيع الأوان المقدسة التي قدمها إبنها لكنيسة الضريح المقدس.



                  مجد خشب صليب ستاوروس stauros


                  أنا أقتبس من كلمات سيريل الخاصة في هذا الموضوع، من كتاب
                  the Oxford “Library of the Fathers”. وأي شخص يرغب في التحقق من محتوى النص يمكنه بسهولة عمل ذلك بالرجوع إلى صفحة سيريل “Catechetical Lectures” عن كل إقتباس.

                  "رغم أنني يجب أن أرفض ذلك (الصلب crucifixion)، فإن الجُلجُثة Golgotha هذه تفحمني، التي ما فتئنا الآن نجمع عليها باتفاق؛ خشب الصليب [ستاوروس] يفحمنى باطلا، الذي بدأ من هنا بالانتشار شيئاً فشيئاً الى جميع أصقاع العالم".—سيريل، كتاب Lib. Fath.، ص144.
                  دعونا لا نخجل من صليب المسيح؛ بل حتى لو أخفاه شخص آخر، فأنت برشمه على جبهتك، ما قد يجعل الشرير المحدق بتلك الشارة الأميرية، يولى أدباره، مرتعدة فرائصه. لكن قم بعمل هذه الشارة، عند أكلك وشربك، جلوسك وإضجاعك؛ حال قيامك، وأثناء تكلمك، وسيرك؛ باختصار، في كل مناسبة" (ص40). هذه "الشارة الأميرية" كانت شارة الله، الحرف الأول من أسم المسيح Christ، ليست شارة تحقير من الشجرة الملعونة. كانت Christisignum، X، هي ذات الشارة التي وصلتنا هذا اليوم في شكل عادات وسنن الإكليروس اللاتينيون، الذين يُصلِّبون أنفسهم (بشارة الصليب أمام وجوههم وصدورهم) في كل المناسبات، ليس بشارة ورمز الخشب القاتل المهلك، بل بـ "الشارة الأميرية" لملك المجد.
                  يقول سيريل: "كن أيها الستاوروس شعارنا وختمنا، تصنعك أصابعنا بألفة على جباهنا، وعلى كل شيء؛--على الخبز الذي نأكل والكؤوس التي نشرب؛ في دخولنا وخروجنا؛ قبل نومنا، عندما تضجع وعندما نصحوا؛ عندما نكون علي الطريق، وعند سكوننا. عظيمة تلك الحراسة وتلك الصيانة. وهي بدون مقابل، لأجل الفقراء؛ دون جهد وكد لأجل المرضى، ذلك لأن كل مجدها من الله. إنها شارة المؤمن، وإرهاب للشياطين الأشرار؛ لأنه، أي المسيح، قد إنتصر عليهم بها، بإظهاره عرضا منها عليهم جهراً. لأنهم حال رؤياهم الصليب، ذكروا بالمصلوب؛ لأنهم يخشونه أن يسحق رأس التنين" (ص161).
                  بهذه الكلمات يظهر إرباك في الأفكار، بارجاع الشارة أو الرمز الى الخشب أحيانا، وأحيانا الى المسيح. الفكرة الجوهرية تنتمي إلي شارة المسيح أو حركة الصليب التي يقوم بها رجال الدين الرومان بأصابعهم على جباههم وصدورهم في كل المناسبات. بنزول السيد المسيح بكل المجد من عند الله. المسيح إنتصر على قوى الظلمة. أظهر المسيح "... أظهر عرضا من قوى الصليب عليهم جهراً"، لا بواسطة الخشب، بل بحمل الخشبة بتواضع، تلك التي سُمِّر عليها بصبر، ورُفِع، متكبدا عناؤ الصليب، محتقرا العار، و"أَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ" (فيليبي 2: 8-10). شارة أسم المسيح هي الأكثر ملائمة لتذكير رسله وحوارييه بالمسيح؛ وقد تكون الشيطاين أكثر تأهبا لتذكير به عن طريق شارة رمز الخشبة، ساحقة عقبه .
                  يحصي سيريل، على نحو فصيح، من بين العديد من الشهود لأجل المسيح، "أمه العذراء"، "مصر"، "المعمدان"، وآخرون، الذي يضيف على قولهم: "أن خشب الصليب المقدس هو شاهده His witness، الخشب الذي لانزال نراه ليومنا هذا، وبواسطة أولئك الذين شهدوا بإيمانهم لذلك، قد ملؤا العالم تقريبا إنطلاقا من هذا المكان" (ص. 108). بكلام سيريل هذا المضلل المجانب للصلاح، خدع وضلل كثيرون في الأجيال اللاحقة "الذين يجب عليهم معايشة الكذبة.
                  [CENTER]
                  [/CENTER]

                  تعليق


                  • #10
                    كل مأثرة من مآثر المسيح هي مفخرة تفخر بها الكنيسة الكاثوليكية؛ خلا أن مفخرة المفاخر هي الصليب. مجد الصليب قاد من كانوا عميانا الى النور خلال الجهل، وحرر كل من كان تحت قيد الخطيئة، وفدى كل العالم الإنساني" (ص. 142). صاحب فكرة الانتشار الذاتي هذه لخشب الصليب تهين وتدنس اسم المسيح بذكر شهرته عاليا. "الصليب فدى كل العالم". فها هو خشب الصليب يجنى المجد، وسيريل يقبض الثمن. فهو لم يشجع ليسأل كفاية عنه، ولم يتجرع أبداً طعم العار والفاقة ببيع آنية الكنيسة المقدسة ليطعم من فقر، ولم يعاقب ويعزل عن أسقفيته ويتعرض للنفي من بلده بسبب إحسانه ونزعته للخير.

                    كثيرون ممن يسرون بمدح الصليب لأجل مجد الخشب يمكنك مقابلتهم في "دروس السؤال والجواب". أختم بإقباس آخر أخير:-
                    "هيأ لنفسك درعا ضد الخصوم في قضية الصليب نفسه. أنصب الإيمان بالصليب كنصب تذكاري رغم المخالفين المكذبين. وعندما تنطلق في منازعة مع الكفار فيما يخص صليب المسيح، قم أولا برشم شارة صليب المسيح بيدك، وستكون الهزيمة حليف المكذبين" (ص. 154).
                    يعتقد بعض المهرطقين أن صلب مخلصنا كان وهما، ليس حقيقة، الذي رد عليهم بقوله: "إذا قال أحدهم أن الصليب ما هم إلا وهم، أعرض وتولى عنه. أبغض من يقولون أن المسيح قد صلب فقط في خيالنا. لأجل ذلك، وإذا كان الخلاص ينبع من الصليب، عندها أيكون الخلاص وهما وخيال أيضاً. إذا كان الصليب خيالاً، فالقيامة هي أيضا خيال ووهم. إذا كان الصليب وهما، فصعود المسيح ascension هو خيال أيضا، ومن الآن فصاعدا فكل شيء هو وهم ولا أساس له. خذ أولا كأساس منيع، الصليب، وإبنِ عليه بقية الإيمان. لا تنكرن المصلوب؛ لأنك إن أنكرته، فعليك الكثير لتتهمه به". وهنا، يحصي سيريل الكثير، ومن بينها:- "ستحتج عليك النار، لبتي وقف فيها بطرس Peter ودفأ نفسه بها.
                    لذا، فخلافا لبيلاطس Pilate، وهيرودس Herod، وقيافا Caiaphas، وسمعان القيرواني Simon the Cyrenian، وآخرون سيصرخون في وجهك. وستصرخ فيك الشمس، ونبتة إشنان داود hyssop، والاسفنجة، وشجرة خشب الصليب. وكذا أيضا تذكار يسوع النافع، ألا وهو الصليب، الذي لايزال يقوم إلى هذا اليوم بشفاء الأمراض، يقوم الى هذا اليوم باخراج الشياطين، وتبديد السحر وشعوذات التعاويذ والمخدرات" (ص. 162-164).

                    قد تكون قطعة من الخشب نافعة جدا بخسة بأي ثمن. للتمجد بصليب الألم لأجل المسيح هو أمر بابوي رسولي مجيد؛ إلا أن التمجد بالخشب هو حماقة، والتمجد بالوثن والصورة هو أمر تافه أكثر، مسندين الأمر لتشريف سابق يعود لعمانويل Emmanuel. يعزو سيريل معجزة قوة الشفاء لجذع خشبي من شجرة! لكن مع كل هذا الحمق لا يلفظ سيريل كلمة واحدة من التبجيل، أو الحب، أو التوقير، أو العبادة للصليب بأي شكل. يخلف بعد قرون، بعظيم التبجيل والحمد للخشب، توقير وحب صورة وثن ورمز شارة الصليب؛ ليركع له، ويُقبّل، ويحرق أمامه البخور. سيصعق سيريل إن فعل ذلك أي شخص هذا التبجيل لخشب الصليب نفسه، أكثر من التبجيل المقدم لصورة له. كان هدفه تقديم الخشب لمن يستحقه، وليس بأي حال ليصنع منه غرض للعبادة والتبجيل، كما أضحي هو الأمر بين الملايين في العالم المسيحي. خلف سيريل أثناء خدمته كشماس وكاهن، وحتى وصوله منصب الأسقفية، أعمالا ستعود عليه بالشرف بينما يضل العالم واقفا. لقد طعنه خطئه الذي إرتكبه في ذلك المركز العالي طعنات ألم وأسى كثيرة.

                    سيريل يربك نفسه وقارئيه باستخدامه كلمة ستاوروس بإستخفاف، تارة يصف بها الخشب، وتارة أخرى المسيح. وهو يخلط شارة المسيح برمز تموز.
                    ليس سيريل فقط من سقط في مثل هذا الإرتباك في الأفكار، بل أيضا فعل الشعراء برودينتيوسPrudentius، وكريسوستوم Chrysostom، وآخرون من معاصري نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس، فيما يتعلق بشكل الصليب، التي يمكن للمرء أن يفر منه، أي هذا الإرباك، فقط بالإرشاد البسيط والواضح من على القطع النقدية وميداليات ذاك الزمان..
                    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	gg.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	32.8 كيلوبايت 
الهوية:	730302
                    يتبع...
                    [CENTER]
                    [/CENTER]

                    تعليق


                    • #11



                      تبين نقود وميداليات ذلك العصر كلمة “
                      Christ” على اللبرومة وعلى الدروع، يقصد الشاعر بذلك المونوغرام ، وبكلمة “crux” هو يقصد نفس الشكل الذي يسطع على أعالي خوذاتهم، مثلما نراه على عُرف خوذة قسطنطين. لذا، فالشاعر، على غرار الكتاب والمؤلفين من كل الأزمان، يخلطون فكرة الصليب، لذا فلا يستطيع قارئ أن يتبين مقصده فقط بمجرد النظر الى الميداليات والنقود طامعا الحصول على ترجمان. إن هذه التفسيرات تكشف عن المونوغرام في كل مثال.
                      يقول كريسوستوم: "في كل مكان يظهر لنا رمز شارة الصليب، الستاوروس، . ونحن نرسمه وننقشه على منازلنا، وعلى جدراننا، وعلى نوافذنا. نحن نرسمه على جباهنا، ونرشمه على أنفسنا ورؤسلنا".—Rock’s Hier.، 352.

                      حقا كان هذا هو رمز للمسيح، الذي شهد به سيبيريان، ووقع به برودينتيوس، وتتحث به بكل وضوح النقود والميداليات من ذلك العصر.



                      كتاب القس هيسلوب the two babylons

                      قامت تعاليم القديس سيريل تلك بواجبها بزف الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الى الفساد الذي وصف بعدل في كتاب القس Hislop المشهور "Two Babylons"، وهو عمل بحثي عظيم ومرجع موثوق. يقول السيد هيسلوب: "في النظام الباوبي، معروف جيدا ان شارة رمز الصليب ووثن الصليب هما الكل في الكل. إذ لا يمكن التلفظ بصلاة، ولا ممارسة عبادة، ولا الإتيان تقريبا بأي حركة، دون الإستعمال المتكرر لشارة الصليب. ينظر للصليب كتعويذة عظيمة، وكملجأ رئيس في كل أوقات الخطر، وفي كل ساعة إمتحان وفتنة، كحافظ معصوم عن كل قوى الظلام. يعبد الصليب بكل الإجلال والتقدير فقط، بسبب ولأجل، الله،-وأي إمرى ينادي الصليب، كسماعه كاثوليكي أصيل، بالمصطلح الكتابي: "الشجرة الملعونة"، هو إثم بشري. إن المزايا والفضائل السحرية المنسوبة لما يسمي بشارة الصليب، والعبادة الممنوحة لها، لم تنشأ مطلقا من قول بولس: "حَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (افسس 6: 14). فنفس رمز وشارة الصليب التي تقوم روما اليوم بعبادتها، كانت قد أستعملت في الأسرار البابلية، وقامت بتطبيقها الوثنية لأجل الأغراض السحرية نفسها، وقد بجلت التبجيل نفسه. ما يسمى اليوم بالصليب المسيحي، لم يكن في الأصل رمزا مسيحياً على الإطلاق، بل كان رمز تاو الغامض mystic Tau، الكلداني والمصري. ذلك أن تاو الغامض كان يُرسم في المعمودية على جباه أولئك الداخلين في الأسرار، وكان يستعمل بعدة طرق مختلفة، كأكثر الرموز تقديساً. ولأجل تمثيل تموز مع الشمس، كان رمز تموز Tيُقرن بدائرة oتمثل الشمس: . وأحيانا كان الصليب يدخل داخل الدائرة

                      كان رمز التاو الغامض، كشارة للمعبود العظيم، يسمى رمز الحياة the sign of life، وكان يستعمل كتعويذة توضع فوق القلب؛ كان يرسم أو يطرز على الملابس الرسمية لكهنة روما؛ كان يحمله الملوك في أيديهم، كعلامة لمعبودهم أو لسلطتهم الممنوحة لهم إلهيا. عذراوات فيستا vestal virgins في روما كن يرتدينه معلقا بعقد فى جيدهن، كما تفعل الراهبات nuns اليوم. فعل المصريون المثل، وأيضا الكثير من الأمم البربرية الأخرى، حيث كان للمصريين إتصال بهم كما تشهد بذلك الشواهد التاريخية المصرية الباقية. من الصعب العثور على قبيلة وثنية لم يكن فيها صليب. عبده السلتيون الوثنيين الصليب قبل وقت طويل من تجسد وموت المسيح (Crabb’s Mythology, p. 193).يقول موريس Maurice: "إنها حقيقة، ليست أقل شهرة من كونها موثوقة، أن كهنة "الدرود السلتيين" في بساتينهم كانوا متعودين أن يختاروا أكثر شجرة طولا وجمالا كرمز للإله الذي يعبدونه، ويشذبون أغصانها الجانبية، ويثبتون إثنين من أكبرها على أعلى قسم من الجذع، بطريقة يكون فيها الغصنان ممتدان على كلا الجانبين كذراعيْ إنسان، ويمثلان مع الجسد، مظهر أو شكل صليب ضخم، وعلى لحائها كان ينقش في عدة مواضع الحرف ثاو Thau" (Maurice’s Indian Antiquities, vol. vi., p. 49).

                      "وهكذا عبد الصليب بشكل واسع، أو أعتبر كرمز مقدس، كان رمزا لا لبسوأ فيه للإله باخوس، المسيا البابلي، الذي كان مميزا بعصابة الرأس الموشاة بالصلبان، . هذا الرمز للإله البابلي لا يزال مبجلا الى هذا اليوم في كل القفار الواسعة لأرض طرطاريا، حيث سادت وانتشرت البوذية، والطريقة التي وصف بها تشكل تعليقا مذهلا على اللغة المستعملة من قِبل روما تجاه الصليب. ورغم كون الصليب ليس غاية العبادة بين البوذيين، فهو رمز مفضل وصورة محترمة بينهم. إنه لصليب المانويين ذاته، الذي تنبجس منه الأوراق والأزهار. إن هذا الصليب، الذي ينبت الأوراق، ويخرج الأزهار، (ويطرح الثمار أيضا، كما قيل لي)، يدعى الشجرة المقدسة divine tree، شجرة الآلهة tree of gods، شجرة الحياة والمعرفة tree of life and knowledge، زرعت في الجنة الأرضية (Col. Wilford’s Asiatic Researches, vol. x., p. 124. Figures, p. 292; Hislop’sTwoBabylons).
                      قارن هذه اللغة مع لغة روما المطبّقة على الصليب ولسوف ترى كم هي دقيقة هذه المصادفة. ففي قداس الصليب Office of the Cross، يدعى: ‘شجرة الحياة the tree of life’؛ ويلقن المتعبدون لذلك بأن يخاطبوه:
                      "تحياتي أيها الصليب، أيتها الخشبة المنصورة، أنت الخلاص الحقيقي للعالم، من بين الأشجار لا مثيل لأوراقك، ولا لأزهارك، وبراعمك. أيها الصليب! يا أملنا الوحيد، بارك في صلاح الخاشعين، وأغفر ذنوب الخطئة".
                      تقدم the London Record، نشرة أبريل 1842، النموذج التالي من كتاب Devotions on the Passion، المنشور من قبل جماعة Romanisers لاستعمال أعضاء ورواد Church of England:

                      "يا أيها الصليب الوفي الصالح، أنت (من) شجرة لا تضاهى، ولا وجود لغابة أنتجت مثيل أوراقها، وأزهارها، وبراعمها.
                      "حلو هو خشبك، وعزيز هو وزنك، وشهية تلك المسامير التي إخترقتك، لذا حلو هو خشبك".



                      "يبدو أن مصر، التي لم تكن أبدا إنجيلكانية بالكامل، قد كان لها السبق في إبراز هذا الرمز الوثني. فالشكل الأول لذلك الرمز، الذي يدعى الصليب المسيحي Christian Cross والموجود على النصب التذكارية المسيحية، هو، وبشكل جلىّ، حرف Tauالوثني، أو ‘رمز الحياة’ المصري. ولذلك، فإن تصميم أول تطبيق له [بالنقش والرسم] على مدافنهم، ليس له أي علاقة بالصلب، لكنه ببساطة، كان إرتباط بالرموز الوثنية القديمة والمحبوبة منذ زمن زمن طويل، والتي لا تزال قوية وحية في قلوب أولئك الذين يتسمَّوْن باسم مسيحي، بينما هي وثنية بكلها وكليلها، قلبا وقالبا. هذا هو، وهذا هو فقط، اصل ومصدر عبادة الصليب" (Wilkinson, vol. 5, pp. 283, 284).-Hislop’s Two Babylons, pp. 288-294.

                      يتبع...
                      [CENTER]
                      [/CENTER]

                      تعليق


                      • #12
                        الفصل الثالث




                        خلاصة

                        إن المعنى الكتابي لكلمة ستاوروس، تعبيرا عن "صليب المسيح"، هي في الواقع الملموس تعني: وتد، خازوق قوي، عمود خشبي؛ وخلاصة القول، الصلب هو معاناة تطوعية وصبر على العار واللوم والتعذيب حتى الموت، بأي شكل، قد يرضى الله ليفرضه علينا، سواء أكان بالمخلعة أو إفتراسا بالوحوش الضارية أو حرقا بالنار، أو بالبغض والكره والإضطهاد على يد الكفار والملحدين، في سبيل الحقيقة والصلاح، وأملاً في الحياة الأبدية. لم تتحدث النصوص أبدا عن stauros كوثن أو صورة أو شارة، بل دائما كحقيقة، مُدرَكة للصواب، في كل حالة معروفة، من خلال ألآم وأحزان المتألم. "وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ", يقصد الخشبة. "ومَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" يقصد (ستاوروس/صليب) العار والمعاناة الشخصية في سبيل الحقيقة والصلاح الإلهي. "فإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ"؛ يعني، أنهم لا يرون أي داعٍ لمعاناة الضيم والأذى بصبر—"لِئَلاَّ يُضْطَهَدُوا لأَجْلِ صَلِيبِ الْمَسِيحِ فَقَطْ"؛ يقصد الإهانة والخزي من أجل الإيمان بألآم وصلب المخلِّص. "فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ"، وهو هنا لا يقصد ستاوروس الخشب، بل التضحية بالنفس وتقديم جسد يسوع المسيح على الخشبة. وبكل فهم وحس للكلمة ستاوروس، تقدم النصوص المقدسة معناها كالتالي، أولا: تعني عمود أو خازوق خشبي، وثانيا: العار، الخزي ومعاناة البريء الصبور أمام أنظار العالم في سبيل الخير والصلاح. لقد حمل يوسف النبي هذا الشكل من ستاوروس أثناء سجنه على يد قائد حرس الفرعون، حتى حرره الله، وكذا إغناطيوس Ignatius، أدين وحكم عليه في أنطاكية Antioch بأن تمزقه وتفترسه وحوش البرية لأجل إيمانه بالمسيح، وقد حمل صليبه من أنطاكية الى روما حيث قاسى آلام الصلب في المدرج الروماني، رغم الالآم وسكرات الموت والعار. وبكل روح للنصوص المقدسة، فإن ستارورس المسيح هي حقيقة حية، وليست تلك الأكذوبة التافهة، صورة الوثن والرمز التافه للخشبة.

                        بالتحري عن هذا الوثن، صورة الصليب، هنالك ثلاثة أشياء تفاجئنا:

                        1. حقيقة وجود اشكال كثيرة جدا ليس بينها تشابه البتة، يطلق عليها المتعلمون بقبول عام وعالمي نفس الاسم، "الصليب"، وأتفق على أن يعني صليب أو ستاوروس سيدنا وإلهنا يسوع المسيح.
                        2. أن شكل الصليب، الذي شاع إستخدامه بين أوائل المسيحيين، كان X (ki)، الحرف الاستهلالي في كلمة المسيح Christ، كرمز أو علامة تشير للمسيح، مثلما يضع مؤلفي وكتاب اليوم علي مخطوطاتهم الحرف X اشارة للمسيح، و Xmas اختصارا لكلمة Christmas كريسماس، و Xian لكلمة Christian "كريسشن = مسيحي".
                        3. الشيء الثالث الذي يفاجئنا الى أبعد حد، هو أن نجد هذا الرمز والوثن، الذي شاع إطلاق اسم صليب عليه، كان رمزا مدنسا في الأسرار الوثنية، بُجِّل ووقِّر من بابل الى أورشليم، من نهر النيل الى نهر الغانج، ومن سورية الى الجزر البريطانية، قرون كثيرة قبل عصرنا. هذه حقائق مثبتة وراسخة بقوة، ولكنها ليست معروفة بشكل واسع.
                          تبعنا للتحقيق، عرفنا كيف، ومتى، ومن المسؤول عن هذا الرمز الوثني الذي وجد طريقه بين المسيحيين، وقريبا سنعرف كيف أصبح هذا الرمز، وبإسهاب، بديلا حل محل شارة المسيح في الكنائس وعلى ألوية وأعلام المملكة المسيحية. ونظراً لعدم ذكر أي كاتب من ذلك العصر أو من مدرسة الرسل، أي ذكر، أو أشار الى أي شارة، أو صورة للوثن، أو أي شكل من أشكال ستاوروس، خلا ما يلمح اليه اسمه، عمود أو خازوق؛ ما عدا رجل معين باسم مفترض، "برنابا، الرفيق في خدمة بولس، الرسول". ونيقوديموس الكاذب الذي حذا حذوه علي نفس المسار، والذي أعلن قوة شارة الخشبة في هادس. مينوتيوس فيلكس وترتوليان، مطلع القرن الثالث، اللذان سارا على نفس المنهاج، علما بحياء أن عبادة المسيحيين للصليب الخشبي، ليس بالأمر الأسوأ من عبادة الوثنيين لآلهتهم الخشبية وأنصابهم ونسورهم. إعترف سيبيريان، 250-258 ب.م، وأقر الشارة على شكل الحرف الاستهلالي لاسم المسيح Christ—ليست الصورة الوثنية، بل "Christisignum, signumDeiرمز المسيح ورمز الله". وأخيرا، عرفنا أيضا أن سيريل، أسقف أورشليم، 350 ب.م، يثير سؤالا بوقاحة عن شارة الخشبة، وعن خشب الصليب ستاوروس، دون أن ينبس ببنت شفة عن شكل صورة وثن ستاوروس، أو عن عبادته. فهو لم يصنع ولم يبع هذه الصور والأوثان؛ لكنه إدعى إمتلاك الخشب الأصلي، مع القطع التي إنتزعها منه، كعطية ونعمة خاصة منه لهم، والتي يستحقونها؛ ومع نمو وزيادة كمية الخشب في حوزته، كما يقول بكلمات لسانه، "لتملأ العالم بأسره"، التي صدقها الكثيرون، أن لم يفعل هو نفسه.

                          حان الوقت لنصحوا الى حقيقة أن تموز، أو الصليب الوثني القديم، قد ترأس عمود الأوثان والصور بأكمله، كصنم العذراء، والرسل، والقديسين والشهداء، وصنم الهنا المبارك نفسه، يسوع المسيح، مع مذابحهم المتعددة، داخل الكنائس الكاثوليكية، بدرجاتها، من النصف الأخير للقرن الرابع الى النصف الأخير من القرن الثامن؛ عندما تأكدت وتأسست للأبد عبادة الوثن في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بقرار المجمع المسكوني السابع، وهو مجمع نيقية الثاني، 787 ب.م. حان الوقت لنصحوا، لأجل نفس الموجة القوية من الشكلية formalism التي غطت حينها العالم المسيحي، لتأتِ اليوم تحت شكل وهيئة ذات الوثن، صورة صليب تموز، لتغزو العالم البروتستانتي. إن المعصوم المنزّه المنتحَل في الجسد، التي علامته الصليب، هو ليس بالصديق الأمين مالك ملكوت كامل الأرض الآن، أكثر مما كان اليهود فيه من ترقب لذلك الملكوت، عندما صلبوا أمير المجد.
                          إن الأحرف الاستهلالية في اسم المسيح بالاغريقية هي علامة تقدم الى ذاكرة المسيحيين، أثناء التعذيب والإضطهاد الوثني، في كل من اسم المسيح والآمه، مع إنتصاره على الموت، ومجيئه القريب ليدين الأحياء والأموات، ويقدم لأتباعه المخلصين إرثا في ملكوته الخالد. يقول المؤرخ جيبون Gibbon: "في كل حدث خطير ومناسبة ضيق، كان أوائل المسيحيين يقومون بتقوية عقولهم وأبدانهم بشارة الصليب، العادة التي كانوا يمارسونها في كل شعائرهم الكنسية، وفي كل أحداث الحياة اليومية، كرقية أو حماية ناجعة ضد كل أنواع الشرور الروحية والدنيوية".— Gibbon، فصل 20.
                          ذلك أن المؤمنين المعذبين والمضطهدين يجب عليهم أن "يقووا عقولهم وأجسامهم بشارة ستاوروس" صليب الخشب هو أمر محال؛ ولكنه من الطبيعي أن يتوجب عليهم، وفي حالتهم تلك، أن يقووا إيمانهم بشارة أو علامة الحرف الإستهلالي من اسم الهنا، حرف X من Christ. ذلك أن هذا العرف الذي أصبح في النهاية خرافة هو أمر جلي. بعد رؤيا قسطنطين المتفاخر بها، وإختراع وزيادة الخشب، تم باسم الصليب، الذي أمد العالم بأسره، قبول العديد من الممارسات الخرافية للوثنيين، تضليلا للحق، وتغييراً للعلامة المميزة لاسم المسيح الى العلامة الحالية للشجرة القاتلة.



                        [CENTER]
                        [/CENTER]

                        تعليق


                        • #13
                          الصليب الكاثوليكي الروماني يتعارض مع صليب قسطنطين

                          دعا قسطنطين في السنة الأولى لإستيلائه على بلاد الغال والجزر البريطانية، علنا للإحتفال بأشد إحتفالين دينيين أسفاً وصخباً، وهما تأبين وتأليه والده، وزواجه من فوستا Fausta بنت ماكسيميان Maximian المضهِد-الظالم، كلا الإحتفالان أنجزا بشعائر باهرة وإلتزام بالدين الوثني. في السنة الخامسة لحكمة وسع قسطنطين نطاق نفوذه على إيطاليا باحتلاله أراضي أخ زوجته ماكسنتيوس Maxentius، الذي هزم ومات ذوذا عنها، عندما دخل قسطنطين روما وإحتفل بانتصاره في حفل علني على طريقة أباطرة روما الوثنيين؛ ونصب مجلس الشيوخ الوثني تمثالا ذهبيا وسط القاعة السناتورية على شرف الإله وتبجيلا له، الذي أضحي حديثا حامي إيطاليا ومجدها. “rome non ignotam effigiem”، يضيف بارونيوس Baronius؛ عن إمبراطور سابق، الأسكندر Alexander، الذي نصب تمثالا للمسيح مع أبراهام وأورفيوس Orpheus بين تماثيل آلهته المنزلية (Bar. Ann., a.d. 312, sec. 66 and 69; Gibbon, chap. Xvi.).
                          كان قسطنطين رجل سياسية وحرب أكثر مما كان مسيحياً. لقد أستمر، كما فعل أبنائه وخلفائه من بعده، حتي زمن غراتيان Gratian (بعد أكثر من سبعين سنة من إستيلائه على روما)، بإدارة مكتب كبير كهنة آلهة الرومان الوثنيين، كما كان إمبراطورا ورأس الكنيسة (على شاكلة ماكسيموس، رئيس الكهنة المعصوم المعاصر)، الحاكم المطلق، والذي لا منازع له، في كل الأشياء، سياسياً، وإمبراطورياً، وروحياً،—وثنية ومسيحية ومختلطة،—على كامل المملكة المسيحية؛ بحيث لا يستطيع أي رجل، في سنيه التالية، أن يقف معارضا لرغباته. يقول المؤرخ في كتابه الكبير Decline and Fall of the Roman Empire، "حتى عمر الأربعين، قام قسطنطين بترميم وزخرفة معابد وهياكل الآلهة بسخاء. لقد كانت الميداليات المسكوكة الصادرة عن دار الضرب الامبراطورية الخاصة به، مزدانة بصور ورموز الآلهة جوبتير وأبوللو، ومارس وهرقل؛ وطاعته لوالديه زادت مجمع الأولمب Olympus تأليها مهيبا لأبيه كونستنتيوس كلوروس Constantius Chlorus. كانت المذابح altars المكرسة لأبولو (الإله الحارس لروما) متوجة بالعطايا التي نذرها قسطنطين لها؛ وكان يتم تلقين جموع الجماهير الساذجة لتؤمن أن الإمبراطور كان قد أذن له برؤية البهاء والهيبة المرئية لإلههم الحارس".— Gibbon، فصل 20.
                          من المحتمل، أن هذا العطف من أبوللو على الامبراطور قد ساعد يوسيبيوس Eusebius في أن يصوغ قصته التالية التي رواها عن صليب ستاوروس(وهذه هي كلماته: σταυρούτροπαιυ، شبيه ستاوروس)، التي ترى وسط ذهول الإمبراطور وجيشه، الليلة التي تلت تلك الرؤية من الرب! فقط يوسيبيوس، هو من أخبر القصة، التي، ومن حينها ذكرت، وحتي عشرين سنة بعد أن سمعها من شفتي الإمبراطور نفسه لوحده.




                          قصة رؤيا قسطنطين، عن يوسيبيوس



                          قسطنطين، عشية معركته مع ماكسنتيوس، دارت في عقله حالة ووضع البلاد وآلهته، مع الإله الذي قدسه أبوه والذي عزم على خدمته، فأضحي ملهيا بالشكوك وحزينا، فصلى وناشد، إن كان هناك من إله، قد يظهر نفسه، سواء بإشارة أو علامة مناسبة أو بدعم ملائم في هذا الةقت العصيب
                          . (ياله من شيء ملائم تماما!)

                          "ثم ظهرت رؤيا مقدسة ورائعة، التي كانت عندها صعبة التصديق أن كانت على علاقة بأي رجل آخر. لكن، ومنذ أن أخبره بها الإمبراطور بنفسه الذي يسلمها الآن للتاريخ بعدها بوقت طويل، عندما كنت أتشرف بمنادمته؛ وعندما قص وأكد القصة، في حديث حميم، بالحلف والأيمان، الذي قد يشكك في أن كل شيء قد ظهر كما وصف، وخصوصا منذ وقوع الأحداث التي أعقبتها والتي أثبتت حقيقة إفادته.
                          "عند زوال الشمس قليلا منتصف النهار، قال قسطنطين أنه رأى بأم عينيه شارة stauros (σταυρούτρόπαιου) وقد تمثلت في نور ساطع، يفوق بريقها تألق الشمس في السماوات، ومن فوقها نقش يقرأ بوضوح، τουτφυίκα، "بهذه تنتصر". أصابته دهشة عظيمة، شاركه فيها جيشه بأكمله، وكان مشاهدا لهذه الأعجوبة. وقد أكد أنه كان في ريب متسائلا لماذا ترآء له هذا العرض، فقضى يومه يفكر به الى هبوط الليل. وفي نومه، ظهر له مسيح الرب مع تلك العلامة التي تدل عليه في السماوات، ويأمره بأن يستعين بلواء عليه الصورة التي رآها في السماء، دفعا للأذى في إلتحامه بعدوه في المعركة.
                          "عند إستيقاضه الصباح التالي، قص رؤياه على أصدقائه. طلب حرفيي الذهب والأحجار الكريمة، وأمرهم بصنع أيقونة (تمثال) تشبه -ما رأى-، الأيقونة التي رأيتها بأم عيني. نظرا لتواضع الامبراطور، الذي منحه الله اياه بسخاء، أرانيه إياه بنفسه. وكان بهذا بالشكل:- رُمحٌ طويل الى حد ما ومنتصب، مغطى بالكامل بالذهب، وبه عارضة أفقية على شكل صليب. على قمة (الرمح) كان يقبع تاج من الجواهر، مجدول حوله نسيج من خيوط دقيقة من الذهب. وفوق هذا، كانت العلامة الشافية لأسم المخلص، بدت العلامة فقط بحرفينالحرفين الأوليين من اسم المسيحباليونانية كريستوس Christ، P (rho, R)، في منتصف الشكل، وحرف X (ki) الذي أقحم فيه بشكل غريب،الذي يشير بصراحة للاسم الكامل من كلمة مسيح، ... الأحرف، التي نقشت بعد ذلك على خوذة الإمبراطور، والتي كان دائما ما يرتديها". — Bar. Ann., a.d. 312, sec. 19; and Eus. LifeofConstantine, b. i., sec. 28 to 31.
                          يقول لكتانتيوسLactantius، المعلم الخاص لوريث قسطنطين، أن "قسطنطين قد أُمِرَ في نومه أن يضع العلامة المقدسة، شارة الصليب crux، على دروع جنوده، وبذلك يفوز بالمعركة. لقد إهتم قسطنطين بفعل ما أُمر، فأمر برسم الحرف X (ki) على كل درع من دروع جنوده، وسماه في المونوغرام".—Lact. DeathsofthePersecutors, sec. 44. Lond. 1715, 8vo.

                          هذا يبين بشكل لا خطأ فيه أن الحرف الأبجدي الذي ظهر في حلم أو رؤيا أو المشاهدة العيانية لقسطنطين للعلامة التي ظهرت له في السماء، والتي وسمت على خوذته وعلى دروع جنوده، كان حرف X (ki) من اسم Christ، وليس (tau) على صليبه.
                          هكذا، وبتوافق شهادتي يوسيبيوس ولكتانتيوس، والمدعمتان بوجود ميداليات ونقود قسطنطين الى هذا اليوم، فإن ما رآه قسطنطين في السماء، إن كان قد رأى شيئا، ليست علامة الشجرة الملعونة، ولا علامة تموز الوثنية، بل هي شارة الله، مونوغرام المسيح، التي وضعها على درعه، كما أمر في نومه. يقول بارونيوس: "لديك على لواء اللبرومة اسم المسيح بالأحرف XP، (أي CHR.)؛ لكي يكون إستعامل الحرف X (ki) من اسم المسيح مفهوما، حتى أن جوليان Julian المرتد قد أعلنه في مقالته الساخرة ميسوبوغونMisopogon".Bar. Ann. 312, sec. 24.

                          بالرجوع الى ذلك الهجاء والتهكم الموجه لسكان مدينة أنطاكية، وجدت مكتوبا ما يلي:- "تقول أن الحرفين X (ki) و K (kappa) لا يؤذيان مدينتك. لقد علمت أن هذين الحرفين ما هما إلا حرفين إستهلاليين في أسماء معينة، أحدهما هو الحرف K في قسطنطين، والآخر هو X في اسم المسيح. مرة أخرى، انت تقول أنني دمرت العالم (ملمحاً الى إزالته المونوغرام من لواء اللبرومة، وترميمه لما يسمى بمجلس شيوخ وشعب روما S.P.Q.R)، وأنني أشعلت حربا ضد (الحرف) X، وأنك تتأسف على (الحرف) K".—Select works of Julian, pp. 271 and 279. Lond. 1784, 8vo.

                          هذه الشهادة من الامبراطور جوليان تؤكد الحقيقة القائلة بأنه في القرن الرابع كانت علامة الصليب قد عُرفت ومُيزت بشكل عالمي كعلامة للشخص المسيحي، حيث كانت X تشير للمسيح، وليس ، الأداة التي تسببت في موته الوحشي.
                          ألا يقول كل المؤرخين، ويصدق العالم، أن علامة الصليب كانت هي العلامة التي رآها قسطنطين، وصنع منها رايته المنتصرة؟ إذاً، من هو الذي يأت ليرفض الحقيقة؟
                          [CENTER]
                          [/CENTER]

                          تعليق


                          • #14
                            نماذج منسوخة عن ميداليات ونقود قسطنطين

                            نحن نقر بصحة القصة، الإيمان، والراية؛ وها هنا نسخة عن الراية، التي تناقض القصة، كما يمكن لكل الناس أن يروها ويقرأوها على النقود، والميداليات والنصب التذكارية الخاصة بقسطنطين الى هذا اليوم. هذه الراية لقسطنطين تحتوى على مونوغرام المسيح، محاط بأكليل من الذهب، مثبت أعلى سارية علم. من تحته يعلق علم من الحرير، ملحق بالسارية، يظهر عليه رأس الإمبراطور، ورأسان آخران من العائلة الملكية.—Bar. Ann., a.d. 312, sec. 26.




                            القطعة النقدية بالأسفل هي قطعة من دار سك العملة الامبراطورية، مثل الميدالية السابقة. على أحد وجهيها يظهر رأس الامبراطور، مع اسمه، “ConstantinusMaximus”، محاط بأكليل دائري. وعلى الوجه الآخر، توجد رايته تحمل شارة المونوغرام يحرسها محاربان، واحد على كل جانب، وكذلك الشعار “GloriaExercitus”، مجد الجيش، داخل الأكليل الدائري.—Bar. Ann.




                            إن لم يتمكن القارئ هنا من رؤية الصليب الخشبي، فيجب عليه أن يوجه اللوم الى قسطنطين؛ لأن هذا المونوغرام كان "مجد الجيش"، ومجد الامبراطورية، حتى أبرز بصليب الرده المعاصر.
                            أسفله ترى ميدالية يظهر على أحد وجهيها رأس "قنسطانتنيوس أغسطس Constantinus Augustus"، مع شارة المونوغرام مصورة على الخوذة التي على رأسه. على الوجه الآخر للميدالية، أنا لا أفهم؛ لكن لا وجود لعلامة الصليب.




                            الصورة التالية هي ميدالية للأمبراطور يوفيان Jovian، عن Bar. Ann., a.d. 367, sec. 1. هذا الشكل، الذي يسمى عالميا باسم "الصليب"، هو المونوغرام الذي وجد في سراديب (مدينة روما)، حتى زمن بابوية البابا داماسوس الأول Damasus، عندما أخذ الصليب اللاتيني بالظهور.


                            تبين الميداليات والنقود الخاصة بقسطنطين، المونوغرام مصورا على خوذته، ودرعه، وعلى شخصه؛ وفي حالة واحدة محاط بأكليل مع العبارة: “Gloria Exercitus”، المجد للجيش.





                            وجد الشكل المصاحب للبرومة Labarum، أو الراية الفيلقية، المحمولة في المعارك، في كتاب Dr Rock "Hierurgia"، ص 358، ط 2، لندن، C. Dolmar، 1857. وقد أخذ د. روك، وهو رجل كاثوليكي روماني راسخ التدين، هذا الشكل من مصباح طيني مصنوع من طين التيراكوتا terracotta، وقد عنونه بالعبارة: “Labarum of Constantine”.
                            الشكل الأول لعلامة مخلصنا على الصليب أخذت شكل الأحرف الإغريقية (الألف) ألفا alpha و(الياء) أوميغا omega:



                            "قَائِلاً: أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤيا 1: 11)
                            يأت الشكل الثاني على هيئة حمل يضجع أو يقف بجانب الصليب.
                            وكان الشكل الثالث بهئية خروف ينزف دما يقف بجانب قاعدة الصليب، وهذه الصور منسوخة من كتاب د. روك، سالف الذكر، ص 362.
                            هذه الصورة الثالثة كانت قد أتبعت بصورة كاملة لما يسمى بصورة المسيح المصلوب crucifixذلك أن الجسد البشري المثبت على خشبة الصليب، هو الوثن البالغ.

                            يتبع...


                            [CENTER]
                            [/CENTER]

                            تعليق


                            • #15
                              هل كانت قصة حلم أو رؤيا قسطنطين صادقة تماماً، الشهادة التي تبرهن وتؤكد على أن شارة (الصليب) الحالية هي شارة مزيفة، ولا تشبه الشارة الأصلية إلا في الإسم فقط. تُرى ما هو الشبه بين أو والشكل ؟
                              حتى أن يوسيبيوس
                              ،وبارونيوس Baronius،وجيبون Gibbon المدقق وجميع الآخرين، يغفلون على حد علمي، عن الفرق الكبير في الشكل، والفرق الأكبر في معنى هذه الرموز الغير ملاحظ. فهم يطلقون عليها بجملتها اسم ’الصليب‘، ويتركون القارئ ليفهم بذلك الاسم، أن شارة تموز، وستاوروس المسيح أيضا، هما نفس الشيء، الذي هو أمر غير ذلك. إن صليب ستاوروس عبارة عن خشبة واحدة ، وليستا خشبتين—إحداهما متصالبة مع الأخرى؛ والمونوغرام، على شكل حرف ، أو ، وليس بشكل .
                              والآن، أن تُدْعَى كل هذه الأشكال بأسم واحد، وأن تميز بصليب الموت الشائن، لهو أمر مربك، أمر بابلي في الواجهة، ويبدوا أن مشعوذا، الذي بكلمة واحدة، وبإزاحة بسيطة، سبب ظهور الأشكال

                              وكثير من الأشكال الوهمية الأخرى غيرها، التي هي جد سخيفة
                              .

                              يقول جيبون: "هذه الرؤيا لم تمنع قسطنطين أن ينصب تمثاله الخاص وسط روما، حاملا بيده اليمنى صليبا، مع نقوش تشير الى إنتصاره وأن يرسل الى روما مآثر تلك الشارة النافعة—رمز القوة والشجاعة". تلك الشارة التي في يمينه كانت ، ذات الشارة التي وضعها على خوذته—رمز المسيح مخلصنا—وليست الخشبة التي قاسى عليها الآلام. وكما يتابع المؤرخ قائلا، فقد استمر بخلط ومزج الشارات المختلفة تحت اسم واحد مشترك، يقول: "لقد تألق الصليب على خوذاتهم، كان منقوشاً على دروعهم، ومطرزاً على راياتهم؛ وكانت الشارات المقدسة التي تزين شخص الإمبراطور نفسه تميز فقط بغنى المواد المستعملة في صنعها، ودقة حرفية الصنعة المتأنقة جداً." هذه الشارات المذكورة هنا باسم الصليب، كانت المونوغرام XP وليست ، كما يراها المرء على الميداليات والنقود التى تظهر تباعاً؛ وكما يقول المؤرخ بنفسه:- "بيد أن الراية الأصلية التي تظهر إنتصار الصليب، كانت تسمى لبرومة labarum. تم وصفها كعمود طويل، يتقاطع مع عارضة أفقية. كان قماش الراية الحريري المتدلي على العارضة الأفقية، مشغولا بشكل ملفت بالصور الخاصة بالملك الحاكم وأولاده. وكان أعلى العمود يحمل تاجا ذهبيا، التاج الذي يحوي المونوغرام الغامض، الذي يعبر في الحال عن شكل الصليب، والأحرف الأولى من اسم المسيح. إن شرف المونوغرام لا يزال محفوضاً على ميداليات عائلة فلافيوس. إن إخلاصهم التقي قد وضع مونوغرام المسيح وسط شارات ورايات روما".—Gibbon, ch. xx. أجل، إنه "مونوغرام المسيح"، "شارة ابن الانسان"، وليس الصليب المخز الشائن، الذين وضعوه "وسط شارات ورايات روما.
                              شائع وعام: تكتشفه كل عين في لحظة، مع أن الأذن تتقبل الخطأ بكلمة واحدة—"الصليب"—تطلق على هذه الأشكال الكثيرة المختلفة، التي يكون معناها غير ذي علاقة مطلقا بالشكل. إن الرمز في اليد اليمنى للتمثال المنصوب من قبل قسطنطين على شرف إنتصاره على غريمه ماكسنتيوس، "يحمل الشارة الصالحة" لاسم المخلص المبارك، وليست الخشبة التي تجرع عليها الآلام، ولم تكن أيضا شارة تموز. كانت Xهي شارة الخلاص، شارة تسر قلب الانسان المسيحي المُهان والمُضهَد؛ شارة يضعها الرعاة على حملان قطعانهم عند المعمودية المقدسة؛—حرف X هو الحرف الأول من اسم رئيس الرعاة، الذي هو المسيح، صاحب القطيع؛ ولم تكن أبدا الخشبة التي حمل عليها خطايانا في جسده. شارة الصليب للمسيح CHRIST هي X—غفلة لهذا العالم، يقظة لله. الشارة المتعارف عليها للردة هي —يقضة للعالم المرئي، وللحياة الأبدية. لذا، لم ترى هذه الآلة (أي الصليب) لا في السماء ولا في حلمه، حلم قسطنطين، ولم يتوضع على رايته ولا على تاج خوذته، ولم تتخذ من قبل خلفاءه ولم توضع على دروع جنود كامل جيوشه، تقدم أقل تلميح الى أن الصليب الذي كان يمثل مقتا شديدا في عيني وأذني وقلب كل مواطن روماني. لم يتبن قسطنطين المونوغرام لرغبة إمبراطورية، ولم يضعه على جيوشه وعلى رايته، لأجل مجد الرب، ولا لأجل الأمل في تاج الخلود؛ بل أن رغبة المونوغرام كانت قد أتخذها المتحدث السياسي والمحارب الباسل، للفوز بامبراطورية هذا العالم، ليشعل لهيب الحماسة الحربية في صدور محاربيه القدماء، ويقدم الثقة في الحماية المقدسة، أثناء القتال من أجل الرب ومن أجل الامبراطور. أثناء النزال الأخيرة مع ليسينيوس Licinius من أجل الامبراطورية المنفردة (323 ب.م.)، كلا الامبراطورين المتنافسين حشد قواته، وهيّج قلوبهم بالإغراءات المباشرة، علي أحد الجهتين بمسيح الرب؛ وعلى الجهة الأخرى، بآلهة روما القديمة، وبآبائهم. دعم الوثنيين ليسينيوس. وأخلص المجاهرون بإيمانهم لمونوغرام المسيح ولقسطنطين. إرتفعت حماسة الجيوس المنافسة الى أقصى درجة. إلتحم الفريقان، وقالتوا من أجل أباطرتهم، لأجل إمبراطورية العالم، ولأجل الشرف المزعوم لآلهتم.
                              يقول لاكتانتيوس Lactantius، أن قسطنطين، وفي حرارة النزاع المسعور، يرى أنه أينما حلت الراية—اللبرومة، تمتلء قلوب جنوده بشجاعة لا تقهر، فيرسل الراية الى أسخن النقاط في المعركة. هجم الوثنيون بصرخة مدوية أبلغت أعدائهم المستميتين بتقدمهم، فعززت قوتهم، وحاربوا بيأس، مثل الفلاسطينيين Philistines عندما أُستلِم تابوتعهد الرب معسكر حُفني Hophni وفينحاس Phineas: "تخلوا عن أنفسهم مثل الرجال". لقد هاجموا الراية القادمة، وقضوا على على حامل الراية، فسقطت الراية، بينما دوت صرخة النصر عالياً من بينم كل صفوفهم. عندها إختار قسطنطين مجموعة لحماية رايات اللبروم المتجمعة، أتت لنصرتها، رافعة الراية المتهاوية مرة أخرى، ومحولة موجة النصر، التي كانت في ساحة الدم تلك، متوجة قسطنطين إمبراطورا على العالم الروماني دون منافس.

                              عند إنحسار الإضطهاد، و"نهضت الكنيسة في ملكوت هذا العالم"، وعندما جلس الأساقفة على العروش، وأصبحت القوة بكاملها في يد الأباطرة المسيحيين، آمن الناس البسطاء أن الزمن الموعود قد أتى عندما يجب أن يوضع الملكوت في يد القديسين، Dan. vii. 22. دعا الأباطرة لعقد المجامع المسكونية، التي حضروها بأنفسهم، أو نائب ينوب عنهم، وأنفذوا قوانينهم باعتبارها قوانين الإمبراطورية. في نفس الوقت، إخترعت (فبركت) قصة خشب الصليب الذي تكاثر بقوة عمل العجائب في أصقاع العالم؛ وأصبحت الكنيسة، مبتعدة عن الإيمان، تتغير من حب وعبادة الله (أي المسيح)، والأمل في مجيئه وملكوته، الى تبجيل وعبادة وثن-صورة الصليب، والتمتع بمكلوت هذا العالم، والتوسع فيه، بمساعدة الأوثان الخرساء للقديسن ورفات الشهداء. بهذه التغيرات أتى بالتدريج التغير الحاصل على الصليب الأصلى الأول، X، المستتر خلف المونوغرام
                              ليتحول الى الى الى الى الى
                              محتفضاً بنفس الإسم خلال كل هذه الأشكال، حتى إمتلك الوثن وضد المسيح كلا من راية وصولجان العالم المسيحي
                              .

                              يتبع...



                              [CENTER]
                              [/CENTER]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X