دراسة شاملة ....
(1)
(1)
ظاهرة التخاطر
يعرف التخاطر على أنه انتقال افكار و صور ذهنية بين الكائنات الحية دون
الاستعانة بالحواس الخمسة او باختصار نقل الافكار من عقل الى آخربدون ايّة
وسيط مادي او الحاجه إليه، يتمتع القليل من الناس بقدرة التخاطر عن بعد حيث
توصف كموهبة فطرية أو غريزية لديهم ، أثبتت التجارب أن ظاهرة التخاطر
واضحة جداُ عند الأخوة التوأم وكأن هناك اتصال نفسي أو كهربائي من نوع ما
بين أدمغتهم تماماُ مثل عمل أجهزة الاستقبال والارسال، كما يعتقد أن لأدمغة
الحيوانات قدرات قوية تعرف بالحاسة السادسة كالاحساس بافتراب حدوث الخطر أو الوفاة غير مستخدمة لدى معظم البشر.
ما هى أسس التخاطر
أثبت العلم الحديث نشاطات عديدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة لدينا في
الماضي ومن هذه النشاطات الأثر الكهرومغناطيسي للنشاط الكهربي لعقل
الإنسان. ونظراً لأن خلايا المخ ترسل إشارات كهربائية فيما بينها مولدة
بدورها مجالا مغناطيسياً دقيقا للغاية، فان العقل عندما يكون في حاله
اليقظة يصدر أشعة (بيتا)، وأشعة (ألفا) عند التأمل، و (ثيتا) عند الاسترخاء
الشديد،و (دلتا) في النوم العميق ولكن مع التطورات العلمية وكثرة الأشعة التي تصطدم بأجسامنا ضعفت قدرات الإنسان بصورة أفقدته قدرته على التخاطر وأصبح حدوثه نادراً جداً !
تجربة جانزفلد GANZFELD
تجربة التخاطر عبر الهاتف
أعلن عالم النفس البريطاني روبرت شولدراك عن نتائج تجربة غريبة تتعلق باستعمال الهاتف في التخاطر فقد سمع كثيراً عن ظاهرة
التفكير بشخص معين قبل أن يرن جرس الهاتف فنجده على الطرف الآخر فعلاً ،
وكي يتأكد من هذه الظاهرة قام شولدراك (من جامعة كامبردج) بإجراء دراسة
مزدوجة بهذا الخصوص ، فمن جهة توجه بالسؤال لعينة عشوائية من الناس فأجاب 76% أنهم مروا بهذه التجربة مرة على الأقل في حياتهم..!ومن جهة أخرى أجرى اختبارا على عينة من المتطوعين فنجح 45% منهم في تخمين هوية المتصل بعد أن طلب منهم التفكير مسبقا في شخص واحد فقط بين عدد من المتصلين!
التخاطر بين التوأمين
إحدى الأمور الغامضة والمذهلة حقاً في التوائم هي أنهم يتميزون عن أقرانهم
العاديين بنوع خاص من التواصل حيث تعتبر العلاقة بين التوأمين علاقة فريدة
من نوعها، وفي بعض الأحيان تترافق بأمور غير عادية أو خارقة ، يتوفر الكثيرمن المعطيات الطريفة التي تدعم تلك الفكرة ويكاد لا تخلو حياة أي توأمين
من تلك القصص.
المستمر أو حتى عندما ينتهيان منه وكأن أحدهما يدرك ما سيأتي الآخر على
قوله.
الصلة بين التوأمين: إدراك يفوق الحواس الخمس ؟!
تضرب ( باميلا فييرو ) وهي أساساً أم لابنتين توأمين حقيقيين ولها مقالات عديدة التربية الأسرية على الإنترنت مثلاً عن إحدى صديقاتها التي لها توأم حقيقي تشترك معه بعدد من القصص التي تدور حول الإتصال العفوي مع أختها. فتقول :"لقد عاشتا في قارتين مختلفتين لفترة طويلة من حياتهما بعد البلوغ ، ومؤخراً وخلال إقامة دردشة عبر الفيديو بينهما اكتشفتا بأنهما اشترتا نفس البنطال بالضبط ، بنفس اللون ومننفس المتجر وفي نفس اليوم ، تعيش أختها في بلجيكا بينما تعيش هي (صديقتي) في الولايات المتحدة الامريكية ، وعندما كانت صغيرة تتذكر ذلك الإحساس بالألم الذي شعرت به عندما تلقت أختها صفعة لمحاولتها تزييف سجل درجاتها المدرسية، كذلك اختبرت شعوراً بالتشنج في نفس اللحظة تماماً التي كانت فيها أختها تشعر بآلام الولادة ، بينما حلمت أختها بأنها كانت تحمل مولوداً في نفس اللحظة التي أنجبت صديقتي ابنتها !".
وتتحدث (باميلا) عن تجربة عاشتها مع ابنتيها الـتوأمين فتقول:" يبدو من المألوف أن يكون للتوأمين إدراك مشترك ومتوارث لحالتهما الشعورية ، العديد من التقارير حول تلك الأحاسيس تتحدث عن فكرة شعور الخطر الذي تراود أحد
التوأمين في نفس اللحظة التي يكون فيها الآخر في ورطة أو كارثة وهذا ما
اختبرتاه ابنتاي التوأمين الأولى L والثانية M خلال رحلة إلى عالم ديزني
عندما كانتا بعمر 5 سنوات، فخلال أمسية تسوق في ديزني داونتاون تفرقت
أسرتنا عن بعضها ، كنت أسير في اتجاه واحد مع ابنتي L (إحدى التوأمين)
بينما بقي زوجي مشغول بشراء حاجيات من المتجر ، فظن أنني كنت برفقة البنتينفخرج من المتجر وترك ابنتي المسكينة M ذات 5 سنوات تبكي وهي حائرة، كانت ابنتي بمثابة طفل مفقود وإن دام ذلك للحظات ، ثم أدرك زوجي الوضع ورجع إليها ليكون برفقتها بعد مرور لحظات قليلة ، في الواقع لم يكن لدي أدنى فكرة عن ما كان يحدث مع ابنتي الأخرى حيث كنت أتجول في المحلات برفقة ابنتي L ، لكن الغضب كان واضحاً عليها ولم تكن في طبيعتها إذ كانت تدفعني وتقول :" أسرعي ..أسرعي" ، لكي نرجع ، ثم بعد لحظات هدأت وسمعت صوت تنهدها دلالة على شعورها بالإرتياح . وعندما تناقشنا في تلك الحادثة مع زوجي أدركنا أن توقيت التغير في شخصيتها تصادف تماماً مع اللحظة التي رجع فيها عائداً إلى المتجر وعثر على ابنتي M."
إذن ما هي تلك الظاهرة ؟ وهل يمكن للتوائم فعلياً أن تقرأ عقول بعض ؟ ، يعرف التخاطر Telepathyعلى أنه الوصول إلى الأفكار والمشاعر دون الإستعانة بالحواس المعروفة أو المستقبلات الضوئية أو السمعية أو اللمسية. كما يعرف الإدراك الحسي الفائق Extra Sensory Perception أو إختصاراً ESP في عالم ما وراء الطبيعة على أنه القدرة على إكتساب المعلومات من دون الإعتماد على الحواس المادية أو التجارب المسبقة ، وتتساءل (باميلا) في هذا الصدد: "هل كان نوع من التخاطر الفعلي بين التوائم مسؤولاً عن وقوع تلك الأحداث الغير عادية ؟ "
العلم والتخاطر بين التوائم
لايوجد دليل علمي لحد الآن لإثبات مفهوم التخاطر ، تقول (د.نانسي سيغال )
الباحثة المخضرمة في شؤون التوائم في كتابها الذي حمل عنوان Entwined Lives أو الحياة التوأم : " لا يوجد دليل على أن التشابه الذي نجده بين التوأمين سببه التواصل الذهني بينهما" ، وفي مقابلة أجريت مع د.إيلين بيرلمان وهو باحثة أخرى في التوائم تقول:" لا يوجد دليل علمي يدعم فكرة وجود قدرات حسية فائقة لدى التوائم" ، ونقول ببساطة لا يوجد دليل تجريبي على وجود قدرات ما فوق حسية لدى التوائم لأننا لا نستطيع إقامة البرهان في ظروف أو بيئة التجربة العلمية. وبالرغم من نقص الدليل العلمي ، فإن التجارب الشخصية لا
يمكن إنكارها ، فهي تحدث ومن المقبول عموماً القول بأن تلك الأحداث عبارة
عن إشارات عن إتصال شعوري عميق يكون من نتيجته حس مرهف من التعاطف وهو قوي كفاية ليولد إحساسات مادية مثل الشعور بالألم عندما يتعرض أحد التوأمين للأذى، كما أن التوأمين يعرف أحدهما الآخر بشكل وثيق وحميمي ، لذلك يتمكنون من معرفة الموضوع الذي سيتكلم فيه أحدهما أوحتى كيف سيتصرف.
هذه الظاهرة ليست مقتصرة على التوائم ولكن يمكن أن نلاحظها بين شخصين غير توأمين ولكن في علاقة متينة مثل الزوج وزوجته بعد إنقضاء وقت طويل على زواجهما ، وبالمثل فإن لدى التوأمين ببساطة نفس الفطرة والميول والتفضيلات في الحياة سواء كان موجود في الطبيعة أو مكتسباً وهذا ما يفسر أفعالهما المتشابهة والتي تثير الذهول لتطابقها في نفس اللحظة.
وفي حين يفترض بان تلك الظاهرة أكثر شيوعاً بين التوائم الحقيقية (ناتجة عن حدوث إنقسام البيضة الملقحة إلى نصفين) لأن لها نفس المجموعة من المورثات (جينات ) إلا أن التوائم غير الحقيقية (ناتجة عن تلقيح أكثر من بيضة في الرحم) لا يمكن أيضاً إستبعادها من الحدوث فهي أيضاً تأتي باتصال معمق بينها.
إجراء إختبار
قررت (باميلا) القيام بتجربة صغيرة لتختبر قدرات الإتصال الذهني بين ابنتيها
التوأمين وهو الذي يعرف بالإدراك الحسي الفائق ESP الآنف الذكر ، فاستخدمت إختبار زينر Zener افأجرت الإختبار مع كل من ابنتيها على إنفراد ثم أخضعت ابنتيها للإختبار في وجودهما معاً ، فكان أحد التوأمين "طرفاً مرسلاً" والآخر " طرفاًَ
مستقبلاً" ثم اجرت الإختبار مع زوجها. وأظهرت النتائج "الغير علمية " (حسب
ما تصفها باميلا )أن أداء ابنتيها التوأمين كان أفضل بقليل من أدائها مع
زوجها. كان الإختبار يقتضي بأن ينظر الشخص الاول إلى الشكل البسيط الظاهر
في إحدى بطاقات زينر الخمس ويركز عليه ذهنياً وعلى الشخص الثاني المشترك في التجربة تخمين أو معرفة ما ركز عليه الشخص الأول. وتقول (باميلا) أن هناك شيئاً واحداً أذهلها عن قدرة ابنتيها في الإختبار وهي أنهما كانا يبتكران نظامهما الخاص في إرسال رسائل تخاطرية ، إذ كانتا تخصصان فكرة تحفيزية (لامعة) لكل رمز على بطاقات زينر ، على سبيل المثال إذا كان الرمز بشكل دائرة فالطرف المرسل سيفكر بقطعة بيتزا وهكذا ، وتقول: "لا أعرف حقيقة إن كان هذا هو من حقق لهم أداء تخاطري أفضل ، لكنه بالتأكيد أظهر لي تشابهاً في عملياتهما الذهنية ".
يتبع
تعليق