نوستراداموس
اشهر عراف فى التاريخ ، و من اكثر الشخصيات التاريخية اثارة للجدل،و نوستراداموس هذا فرنسى الاصل ولد فى مدينة بروفنس الفرنسية عام 1503 و كان اسمه الحقيقى هو "ميشيل دى نوسترادام" ، و كانت عائلته تنحدر من اصل يهودى و لكنها تحولت الى المسيحية عندما كان نوستراداموس فى التاسعة من عمره، و مع مرور الايام و فى مراحل متأخره من صباه ادرك جده موهبته و ذكاءه الواضح ، فاحتضنه و علمه اللاتينية و الاغريقية و العبرية بالاضافة الى مبادىء الفلك و التنجيم و الرياضيات ، و لكن والده خاف عليه من محاكم التفتيش التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت ، حيث كان من السهل جدا اتهام الصبى بممارسة السحر و من ثم اعدامه حسب القوانين الصارمة بهذا الشأن فى تلك الايام. لذا فقد استعاده الاب ليرسله الى جامعة مونبيلييه حيث حصل على شهادة الطب بتفوق ملحوظ ، و قد اثبت للجميع بعدها انه طبيب عبقرى بحق ، خاصة عندما انتشر مرض الطاعون فى فرنسا ، فعلى الرغم من ان فى تلك الفترة من الزمان كانت علوم الطب محدودة للغاية لا تعرف شيئا عن الفيروسات او البكتيريا، الا انه عالج الكثير من المصابين بالطاعون باساليب بسيطة جدا لا تخلو من العبقرية، فكان يضع المريض فى حجرة جيدة التهوية ذات نوافذ مفتوحة ،و يوقد النار فى المدفأة فى الوقت ذاته، ثم يقوم بغلى كل الادوات التى يستخدمها المريض، و حتى ملابسه، بل و كان يقوم بسقى المريض ماءا ساخنا خمس مرات يوميا بمواعيد محدده ، لذا فقد شفى معظم مرضاه ، و بصورة اثارت استغراب الناس ، و لكنه رغم هذا لم يتمكن من علاج زوجته وولديه من الطاعون الذى اصابهم ايضا فسبب ذلك له ازمة نفسية مروعة ، و اصبح يلوم نفسه و كأنه المسؤل عن موتهم.و ازدادت الامور بعدها سوءا عندما حاربته اسرة زوجته بسبب فشلة فى انقاذ ابنتهم وولديها ، وراحت تتهمه بالهرطقه و ممارسة السحر !! ولان طريقته فى علاج مرضاه كانت غريبة و غير مألوفة اطلاقا، فقد تسربت تلك الشائعات الى عامة الناس و بدأ عدد كبير منهم يتهمه بممارسة السحر بالفعل، ليصبح هروبه من محاكم التفتيش التى لا ترحم امرا حتميا ، فالمصير الذى كان ينتظره هو الاعدام دون ادنى شك فى ذلك الوقت. فهرب نوستراداموس من كل هذا الى جهة غير معلومة ، واختفى عن الانظار فى فترة تعتبر الاهم من فترات حياته، حيث تزوج مرة اخرى بأرملة ثرية ، ليستقر معها فى منزلها و يتخذ لنفسه فى هذا المنزل مكتبة كبيرة قضى فيها اغلب اوقاته و هناك بدأ الاعداد لكتابه "القرون" و الذى يعتبر احد اشهر الكتب فى تاريخ البشرية ، حيث وضع فيه مجموعة هائلة من تنبؤاته منذ سنة صدور الكتاب عام 1555 و حتى عام 2000 و هو العام الذى تنبأ فيه بنهاية العالم ، و هى احد النبوءات التى لم تتحقق بالطبع ، حيث ان 20% من نبوءاته لم تصب فى حين اصابت 80% منها قلب الحقيقة!! و هى نسبة عالية جدا كما يرى جميع الباحثين.
فقد تنبأ نوستراداموس فى هذا الكتاب بالحرب العالمية الثانية بل و ذكر اسم "هتلر" على شكل "هسلر" فى نبوءاته!!
لن تسترد الحرية
سوف يغتصبها رجل اسود متكبر نذل ظالم
وعندما يفتح هستر قضية البابا
ستثار حفيظة جمهورية البندقية
كما تحدث ايضا عن العالم الشهير "لويس باستير" وذكره بالاسم فى نبوءاته على الرغم من ان باستير ولد بعد وفاة نوستراداموس باكثر من ثلاثة قرون
يكتشف الشيء المفقود مخبآ عدة قرون.
سيحتفل بباستور كرمز الهي تقريبا،
يحدث هذا عندما يتم القمر دورته العظمى،
ولكنه، و نتيجة لإشاعات أخرى، ستتلوث سمعته.
و تنبأ ايضا بقيام الثورة الفرنسية ،
و عن ضرب هيروشيما و ناجازاكى
قرب الميناء وفي مدينتين
ستحدث كارثتان لم ير لهما مثيل.
جوع، طاعون في الداخل، ناس يطرحون خارجا بفعل السيف
سوف يبكون من اجل الحصول على مساعدة من الله العظيم الأبدي.
بل و تنبأ ايضا بأحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 من خلال اربع مواضيع مختلفة من كتابه ، و من اشهر نبؤواته تنبأه بنهاية العالم في عام 1999
سيهبط من السماء ملك الرعب الأعظم
في عام 1999 من الميلاد سينتهي العالم
وسيحكم المريخ كوكب الحرب
كما لوحظ ان نبوءاته تتميز بالازاحة ؛فالاحداث التى يذكرها قد تتحقق فى نفس العام الذى ذكره او فى العشرة اعوام القادمة، و كانت نبوءاته مبهمة الى حد كبير ، حيث كتبها على شكل رباعيات شعرية ، و ذلك حتى لا يتهمه احد فى ذلك الوقت بممارسة السحر و الشعوذة.
و بعيدا عن كتابه ، فقد تنبأ نوستراداموس بأمور كثيرة أذهلت معاصريه ، و اذهلت كل من قرأ تاريخه ، مثل حادثة مروره بمدينة "صالون" فى فرنسا عندما رأى صبيا ذات يوم فاتجه اليه مسرعا و صافحه ، ليخبره بعدها انه سيكون ملكا على فرنسا عندما يكبر ، و تحققت نبوءته بالفعل عندما اصبح ذلك الصبى الملك "هنرى الرابع"!!!
كما حدث ذات مرة ان دُعى نوستراداموس لتناول الغذاء فقال لصاحب الدعوة: -لديك اثنان من الخنازير ، احدهما ابيض و الاخر اسود ، و سوف تذبح لنا الابيض اما الاخر فسوف يأكله الذئب. و قبل صاحب الدعوة هذا التحدى فقال للطاهى اذبح لنا الاسود بسرعة. و جاء بالطعام ، ليقول نوستراداموس بثقة:
-بالضبط انه الخنزير الابيض و لكن صاحب الدعوة اكد له ان هذا هو الخنزير الاسود ، الا ان نوستراداموس اصر على انه الابيض،
و اعترف الطاهى بعدها بالفعل ان الخنزير الاسود اكله الذئب متسللا، لذا قام بذبح الابيض و خشى ان يخبر سيده بهذا!!!
اما اشهر النبوءات على الاطلاق و التى جعلت من نوستراداموس اسطورة حقيقية هى تلك التى حدثت بعد وفاته بأكثر من قرنين من الزمان و تحديدا فى عام 1791، عندما حاول ثلاثة صعاليك نبش قبره ، و بعد ان نجحوا فى الوصول الى التابوت عثروا على قلادة من حديد علقت على عنق الهيكل العظمى له مكتوب عليها:
بعد عامين من الثورة.. وفى الشهر الخامس..
ثلاثة سكارى ينبشون القبر القديم..
اثنان يموتان فى نفس الليلة..
و الثالث يبقى مجنونا حتى موته..
و كانت نبوة نوستراداموس هذه صادقة الى حد بعيد جدا !!! فقد كانت هذه الحادثة بالفعل بعد عامين من الثورة ، و فى شهر مايو بالتحديد ، و قد اصيب الرجال الثلاثة برعب هائل ، فحاولوا الهرب من المقبرة ، و لكن عثرت عليهم دورية تابعة للشرطة ،
فاطلقت عليهم النار ، و اصابت اثنان منهم ، فلقيا مصرعهما ، و فقد الثالث عقله و اصيب بالجنون من هول الموقف!!.
و حتى موت نوستراداموس يعتبر لغزا اخر لا يخلو من الطرافة ،
فعندما كان طبيبه يفحصه ، ابتسم فى شحوب و اخبر طبيبه بانها اخر مرة يراه فيها ، و لكن الطبيب طمأنه بان صحته ستتحسن ،
ثم ضحك الطبيب و هو يضيف انه - و فى اسوأ الظروف - سيراه جثة هامدة و لكن هذا لم يحدث قط ، فقد مات نوستراداموس فى فراشه فى الليلة ذاتها بهدوء ، اما الطبيب فاصيب بالتواء فى كاحله فلازم فراشه و لم يتمكن من القاء نظرة واحدة على نوستراداموس الذى صدقت نبوءته الى ابعد الحدود.
و قد يسأل البعض كيف كان نوستراداموس يتنبأ بكل هذه الامور؟!
لقد اجاب هو نفسه على هذا السؤال فى بداية كتابه "القرون"
حيث وصف نفسه جالسا فى خلوة مع شعلة على حامل ثلاثى نحاسى
اجلس وحيدا في الليل في دراسة متكتمة،
إنها موضوعة على الحامل النحاسي ذي القوائم الثلاث.
تخرج شعلة واهية من قلب الفراغ
وتدفع إلى النجاح ما لا ينبغي الإيمان به لأنه باطل.
ولا يفعل بعدها شىء سوى التأمل ليرى ما يرى ، الا ان احدا لا يدرى كيف كانت تأتيه الرؤية ، ولكن بعض الباحثين يؤكدون انها كانت تأتيه فى صورة سمعية بصرية يعجز هو نفسه عن فهمها و استيعابها ، فيكتفى بوصفها كما رأها او سمعها. و الواقع ان دراسة نبوءات هذا الرجل باتت صعبة للغاية فى زماننا الحالى ، فقد وقع كتابه تحت تزوير و تحوير العديدين ، فلأن التنبؤ دائما ما يكون له تأثير نفسى هائل على الناس ، فقد تم استخدام نبوءاته كوسيلة دعائية للحرب النفسية مرات عديدة للتأثير على عقول الناس و رفع الحالة المعنوية لديهم او هبوطها ، كما حدث فى عصر نابليون عندما تم تزوير كتاب "القرون"
و اضافة نبوءات غير حقيقية اليه ، و ما حدث ايضا فى الحرب العالمية الثانية عندما صدرت اكثر من خمس طبعات غير صحيحة من كتابه القرون اضيف اليها نبوءات لمصلحة النازيين او الحلفاء، الكل يحاول رفع الحالة المعنوية لشعبه!! لقد كانت حياة نوستراداموس حافلة مليئة بالالغاز ، فلا احد يعلم حتى الان كيف واجه مرض الطاعون و تعامل مع مرضاه دون ان يتأثر هو به ، و لا احد يعلم كيف تنبأ بحوادث مستقبلية و شخصيات ولدت بعد وفاته بمئات السنين ، لا شك ان هناك من يؤمنون بمقدرة نوستراداموس على التنبؤ ، و هناك من يستنكرونها بشدة دون اسباب واضحة ، ولكن لا يمكن لاحد ان يتجاهل هذا الرجل الذى اثار موجة هائلة من الجدل حتى بعد موته بمئات السنين
اشهر عراف فى التاريخ ، و من اكثر الشخصيات التاريخية اثارة للجدل،و نوستراداموس هذا فرنسى الاصل ولد فى مدينة بروفنس الفرنسية عام 1503 و كان اسمه الحقيقى هو "ميشيل دى نوسترادام" ، و كانت عائلته تنحدر من اصل يهودى و لكنها تحولت الى المسيحية عندما كان نوستراداموس فى التاسعة من عمره، و مع مرور الايام و فى مراحل متأخره من صباه ادرك جده موهبته و ذكاءه الواضح ، فاحتضنه و علمه اللاتينية و الاغريقية و العبرية بالاضافة الى مبادىء الفلك و التنجيم و الرياضيات ، و لكن والده خاف عليه من محاكم التفتيش التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت ، حيث كان من السهل جدا اتهام الصبى بممارسة السحر و من ثم اعدامه حسب القوانين الصارمة بهذا الشأن فى تلك الايام. لذا فقد استعاده الاب ليرسله الى جامعة مونبيلييه حيث حصل على شهادة الطب بتفوق ملحوظ ، و قد اثبت للجميع بعدها انه طبيب عبقرى بحق ، خاصة عندما انتشر مرض الطاعون فى فرنسا ، فعلى الرغم من ان فى تلك الفترة من الزمان كانت علوم الطب محدودة للغاية لا تعرف شيئا عن الفيروسات او البكتيريا، الا انه عالج الكثير من المصابين بالطاعون باساليب بسيطة جدا لا تخلو من العبقرية، فكان يضع المريض فى حجرة جيدة التهوية ذات نوافذ مفتوحة ،و يوقد النار فى المدفأة فى الوقت ذاته، ثم يقوم بغلى كل الادوات التى يستخدمها المريض، و حتى ملابسه، بل و كان يقوم بسقى المريض ماءا ساخنا خمس مرات يوميا بمواعيد محدده ، لذا فقد شفى معظم مرضاه ، و بصورة اثارت استغراب الناس ، و لكنه رغم هذا لم يتمكن من علاج زوجته وولديه من الطاعون الذى اصابهم ايضا فسبب ذلك له ازمة نفسية مروعة ، و اصبح يلوم نفسه و كأنه المسؤل عن موتهم.و ازدادت الامور بعدها سوءا عندما حاربته اسرة زوجته بسبب فشلة فى انقاذ ابنتهم وولديها ، وراحت تتهمه بالهرطقه و ممارسة السحر !! ولان طريقته فى علاج مرضاه كانت غريبة و غير مألوفة اطلاقا، فقد تسربت تلك الشائعات الى عامة الناس و بدأ عدد كبير منهم يتهمه بممارسة السحر بالفعل، ليصبح هروبه من محاكم التفتيش التى لا ترحم امرا حتميا ، فالمصير الذى كان ينتظره هو الاعدام دون ادنى شك فى ذلك الوقت. فهرب نوستراداموس من كل هذا الى جهة غير معلومة ، واختفى عن الانظار فى فترة تعتبر الاهم من فترات حياته، حيث تزوج مرة اخرى بأرملة ثرية ، ليستقر معها فى منزلها و يتخذ لنفسه فى هذا المنزل مكتبة كبيرة قضى فيها اغلب اوقاته و هناك بدأ الاعداد لكتابه "القرون" و الذى يعتبر احد اشهر الكتب فى تاريخ البشرية ، حيث وضع فيه مجموعة هائلة من تنبؤاته منذ سنة صدور الكتاب عام 1555 و حتى عام 2000 و هو العام الذى تنبأ فيه بنهاية العالم ، و هى احد النبوءات التى لم تتحقق بالطبع ، حيث ان 20% من نبوءاته لم تصب فى حين اصابت 80% منها قلب الحقيقة!! و هى نسبة عالية جدا كما يرى جميع الباحثين.
فقد تنبأ نوستراداموس فى هذا الكتاب بالحرب العالمية الثانية بل و ذكر اسم "هتلر" على شكل "هسلر" فى نبوءاته!!
لن تسترد الحرية
سوف يغتصبها رجل اسود متكبر نذل ظالم
وعندما يفتح هستر قضية البابا
ستثار حفيظة جمهورية البندقية
كما تحدث ايضا عن العالم الشهير "لويس باستير" وذكره بالاسم فى نبوءاته على الرغم من ان باستير ولد بعد وفاة نوستراداموس باكثر من ثلاثة قرون
يكتشف الشيء المفقود مخبآ عدة قرون.
سيحتفل بباستور كرمز الهي تقريبا،
يحدث هذا عندما يتم القمر دورته العظمى،
ولكنه، و نتيجة لإشاعات أخرى، ستتلوث سمعته.
و تنبأ ايضا بقيام الثورة الفرنسية ،
و عن ضرب هيروشيما و ناجازاكى
قرب الميناء وفي مدينتين
ستحدث كارثتان لم ير لهما مثيل.
جوع، طاعون في الداخل، ناس يطرحون خارجا بفعل السيف
سوف يبكون من اجل الحصول على مساعدة من الله العظيم الأبدي.
بل و تنبأ ايضا بأحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 من خلال اربع مواضيع مختلفة من كتابه ، و من اشهر نبؤواته تنبأه بنهاية العالم في عام 1999
سيهبط من السماء ملك الرعب الأعظم
في عام 1999 من الميلاد سينتهي العالم
وسيحكم المريخ كوكب الحرب
كما لوحظ ان نبوءاته تتميز بالازاحة ؛فالاحداث التى يذكرها قد تتحقق فى نفس العام الذى ذكره او فى العشرة اعوام القادمة، و كانت نبوءاته مبهمة الى حد كبير ، حيث كتبها على شكل رباعيات شعرية ، و ذلك حتى لا يتهمه احد فى ذلك الوقت بممارسة السحر و الشعوذة.
و بعيدا عن كتابه ، فقد تنبأ نوستراداموس بأمور كثيرة أذهلت معاصريه ، و اذهلت كل من قرأ تاريخه ، مثل حادثة مروره بمدينة "صالون" فى فرنسا عندما رأى صبيا ذات يوم فاتجه اليه مسرعا و صافحه ، ليخبره بعدها انه سيكون ملكا على فرنسا عندما يكبر ، و تحققت نبوءته بالفعل عندما اصبح ذلك الصبى الملك "هنرى الرابع"!!!
كما حدث ذات مرة ان دُعى نوستراداموس لتناول الغذاء فقال لصاحب الدعوة: -لديك اثنان من الخنازير ، احدهما ابيض و الاخر اسود ، و سوف تذبح لنا الابيض اما الاخر فسوف يأكله الذئب. و قبل صاحب الدعوة هذا التحدى فقال للطاهى اذبح لنا الاسود بسرعة. و جاء بالطعام ، ليقول نوستراداموس بثقة:
-بالضبط انه الخنزير الابيض و لكن صاحب الدعوة اكد له ان هذا هو الخنزير الاسود ، الا ان نوستراداموس اصر على انه الابيض،
و اعترف الطاهى بعدها بالفعل ان الخنزير الاسود اكله الذئب متسللا، لذا قام بذبح الابيض و خشى ان يخبر سيده بهذا!!!
اما اشهر النبوءات على الاطلاق و التى جعلت من نوستراداموس اسطورة حقيقية هى تلك التى حدثت بعد وفاته بأكثر من قرنين من الزمان و تحديدا فى عام 1791، عندما حاول ثلاثة صعاليك نبش قبره ، و بعد ان نجحوا فى الوصول الى التابوت عثروا على قلادة من حديد علقت على عنق الهيكل العظمى له مكتوب عليها:
بعد عامين من الثورة.. وفى الشهر الخامس..
ثلاثة سكارى ينبشون القبر القديم..
اثنان يموتان فى نفس الليلة..
و الثالث يبقى مجنونا حتى موته..
و كانت نبوة نوستراداموس هذه صادقة الى حد بعيد جدا !!! فقد كانت هذه الحادثة بالفعل بعد عامين من الثورة ، و فى شهر مايو بالتحديد ، و قد اصيب الرجال الثلاثة برعب هائل ، فحاولوا الهرب من المقبرة ، و لكن عثرت عليهم دورية تابعة للشرطة ،
فاطلقت عليهم النار ، و اصابت اثنان منهم ، فلقيا مصرعهما ، و فقد الثالث عقله و اصيب بالجنون من هول الموقف!!.
و حتى موت نوستراداموس يعتبر لغزا اخر لا يخلو من الطرافة ،
فعندما كان طبيبه يفحصه ، ابتسم فى شحوب و اخبر طبيبه بانها اخر مرة يراه فيها ، و لكن الطبيب طمأنه بان صحته ستتحسن ،
ثم ضحك الطبيب و هو يضيف انه - و فى اسوأ الظروف - سيراه جثة هامدة و لكن هذا لم يحدث قط ، فقد مات نوستراداموس فى فراشه فى الليلة ذاتها بهدوء ، اما الطبيب فاصيب بالتواء فى كاحله فلازم فراشه و لم يتمكن من القاء نظرة واحدة على نوستراداموس الذى صدقت نبوءته الى ابعد الحدود.
و قد يسأل البعض كيف كان نوستراداموس يتنبأ بكل هذه الامور؟!
لقد اجاب هو نفسه على هذا السؤال فى بداية كتابه "القرون"
حيث وصف نفسه جالسا فى خلوة مع شعلة على حامل ثلاثى نحاسى
اجلس وحيدا في الليل في دراسة متكتمة،
إنها موضوعة على الحامل النحاسي ذي القوائم الثلاث.
تخرج شعلة واهية من قلب الفراغ
وتدفع إلى النجاح ما لا ينبغي الإيمان به لأنه باطل.
ولا يفعل بعدها شىء سوى التأمل ليرى ما يرى ، الا ان احدا لا يدرى كيف كانت تأتيه الرؤية ، ولكن بعض الباحثين يؤكدون انها كانت تأتيه فى صورة سمعية بصرية يعجز هو نفسه عن فهمها و استيعابها ، فيكتفى بوصفها كما رأها او سمعها. و الواقع ان دراسة نبوءات هذا الرجل باتت صعبة للغاية فى زماننا الحالى ، فقد وقع كتابه تحت تزوير و تحوير العديدين ، فلأن التنبؤ دائما ما يكون له تأثير نفسى هائل على الناس ، فقد تم استخدام نبوءاته كوسيلة دعائية للحرب النفسية مرات عديدة للتأثير على عقول الناس و رفع الحالة المعنوية لديهم او هبوطها ، كما حدث فى عصر نابليون عندما تم تزوير كتاب "القرون"
و اضافة نبوءات غير حقيقية اليه ، و ما حدث ايضا فى الحرب العالمية الثانية عندما صدرت اكثر من خمس طبعات غير صحيحة من كتابه القرون اضيف اليها نبوءات لمصلحة النازيين او الحلفاء، الكل يحاول رفع الحالة المعنوية لشعبه!! لقد كانت حياة نوستراداموس حافلة مليئة بالالغاز ، فلا احد يعلم حتى الان كيف واجه مرض الطاعون و تعامل مع مرضاه دون ان يتأثر هو به ، و لا احد يعلم كيف تنبأ بحوادث مستقبلية و شخصيات ولدت بعد وفاته بمئات السنين ، لا شك ان هناك من يؤمنون بمقدرة نوستراداموس على التنبؤ ، و هناك من يستنكرونها بشدة دون اسباب واضحة ، ولكن لا يمكن لاحد ان يتجاهل هذا الرجل الذى اثار موجة هائلة من الجدل حتى بعد موته بمئات السنين
تعليق