أشهر ملوك الأنباط
الملك اريتاس الأول أو الحارث (169ق.م.-146ق.م.)
أول ملوك النبط الذين ورد ذكرهم في كتب التاريخ وفي الفصل الخامس من أسفار المكابيين وقد كان معاصراً لأنطيوخوس الرابع السلوقي ملك سوريا وبطليموس فيلوماتر ملك مصر وقد حالف الحارث النبطي جيرانه المكابيين بني حشمناي ضد السلوقيين ففي سنه 168ق.م.قام يهوذا المكابي بالثورة على السلوقيين ونجح في احتلال بيت المقدس .
الحارث الثاني 110ق.م و96ق.م
من اشهر ملوك الأنباط وكان يعرف باسم ايروتيموس وفي عهده طلب يوتاثان الذي تولى الأمر بعد مصرع أخيه يهوذا المكابي سنه 161ق.م من النبط أن ينصروه على أعدائه وقد سير لهذا الغرض أخاه يوحنا ليسأل النبطيين أولياءه أن يعيروهم عدتهم الوافرة مما يدل على أن علاقة الأنباط بالمكابيين كانت حسنه للغاية وأن الأنباط كانوا على درجه كبيره من القوه إلا أن جماعه من العرب الذين يسكنون ميدبا ويعرفون ببني يمري غدروا بيوحنا المكابي وقتلوه .
ولكن سياسة حسن الجوار والتحالف القائمة بين الأنباط والمكابيين لم تلبث أن تبدلت إلى سياسة عداء فقد تبين للأنباط أنهم بسياستهم السابقة أضروا بمصالحهم الخاصة فلم تكن سياسة المكابيين مقتصرة على الطلب الاستقلال التام والخا
الحارث الثالث النبطي (87-62ق.م )
يعتبر اشتهر ملوك الأنباط على الإطلاق فاسمه يقترن بفتوحات كبرى وانتصارات هيأت المجال للأنباط أن يوسعوا نطاق أملاكهم على حساب السلوقيين واليهود في أن واحد ولذلك يعتبر الحارث الثالث المؤسس الحقيقي لسلطه الأنباط واستغل الحارث ضعف السلوقيين عند بداية ظهور رومه على أعتاب الشرق وعندما بدأ أنطيوخوس ديونيسوس هجومه على الأنباط اصطدم مع الحارث الثالث 86ق.م في معركة عنيفة حدثت عند قرية الواقعة على سواحل يافا وفيها انهزم السلوقيين هزيمة نكراء وسقط ملكهم سريعاً .
استجاب الحارث بعد هذا الانتصار الكبير إلى دعوة سكان دمشق ليقيم نفسه حاكما عليها وعلى الأقاليم الملحقة بها بما فيها من سهول مثل سهل البقاع وذلك في سنه 85ق.وتخلص سكان دمشق بذلك من أسوأ مصير ينتظرهم فيما لو سقطت في يد الأمير الإيتوري الذي كان يطمع في عرش سوريه.
ولم يتردد الحارث في التدخل في شؤون مملكه يهوذا مره ثانيه عندما دب الشقاق بين الأخوين ارسطوبولس الثاني وهركانوس الثاني أبنى اسكندر جينوس للظفر بعرش المملكة وانقسم الشعب شيعاً و أحزابا حزب مؤيد لهذا أو ذاك وحزب معارض له واستعان أرسطو بولس بجنود مرتزقة
وجماعات من العرب لمحاربه أخيه فاضطر هذا إلى استنصار الأنباط ووسط لهذا الفرض احد أصدقاء الحارث يدعى انتيباتر الذي أسفر تدخله عن نجاح كبير في مهمته وعلى اثر ذلك لجأ هركانوس إلى البتراء وطلب من الحارث أن يساعده في إعادته على العرش ووعد في مقابل ذلك أن يرد إلى الحارث عدداً من المدن كان اسكندر جينوس قد اغتصبها من العرب ومن بينها ميديا ونبالو وليباس زاو ريبا وكان من الطبيعي أن يوافق الحارث لسببين أن يوسع أملاكه على حساب مملكه يهوذا وان يستغل الفرصة الانقسام الداخلي ليقضي نهائيا عليها ثم إنه هاجم جيش ارسطوبولس في سنه 66ق.م بجيش كثيف عدته 50 ألف مقاتل وانهزم ارسطوبولس وفر إلى بيت المقدس ولم يتركه الحارث يهرب فأرسل وراءه فرقه من الأنباط حاصرت عاصمة اليهود وكادت تفتتحها لولا تدخل الرومان وقتئذ هذا النزاع فقد حدث أن استولى القائد الروماني بومبى على دمشق وسوريه وأرسل حمله عسكريه بقياده القائد اسكاوروس لجمل الحارث على رفع الحصار عن بيت المقدس وقد استجاب الحارث لذلك رغبه في أقامه علاقة طيبه مع الرومان واغتنم الفرصة ارسطوبولس وهاجم الحارث في موضع يعرف باسم بابيرون وتمكن من إحراز النصر عليه ثم زحف ارسكاوروس بعد ذلك متجها إلى البتراء بقصد الاستيلاء عليها فأسكته الأنباط بهداياهم .
وهكذا ضيق الأنباط على مملكه يهوذا المتداعية من الشرق والجنوب وأصبحك من الطبيعي بعد ما ناله الحارث من انتصارات على اليهود و السلوقيين أن يدس انفه في شؤون المكابيين في بيت المقدس ولم يلبث أن اشتبك معهم في معركة حدثت عند موضع يعرف باسم الحديثة على مقربه من اللد فيها تمزق جيش اليهود وانهزم هزيمة نكراء أرغمته على طلب الصلح بما يرتضيه الأنباط من شروط .
وشهد الحارث الثالث استيلاء بومبى على دمشق في سنه 64ق.م فكانت فتره تبعيتها له فتره قصيرة وقد أحبه أهل دمشق ولقبوه بلقب محب الهللينيين ونستنتج من أسلوب البناء في البتراء أن الحارث كان مغرما بالفن الهللنستي الشائع في سوريا وقد تابعه خلفاؤه في هذا السبيل وعثر على عملات نبطيه نقش عليها اسم الحارث الثالث وهي عملات متأثرة بنظائرها التي ضربت بدمشق في أيام ديمتريوس الثالث
عباده الثاني (62-47ق.م)
تولى مملكه الأنباط بعد الحارث ابنه الملك عباده وفي عهده امتدا نفوذ الرومان على الشرق فاستولوا على أسيا الصغرى وسوريه ومصر وانتزع الرومان في الشام ماكان الحارث الثالث قد استولى عليه من قبل ويبدو أن سياسة الأنباط بعد الحارث الثالث كانت تهدف إلى المحافظة على استقلال مملكتهم وحمايتها من العواصف والأنواء التي أثارها الغزو الروماني لسوريه فارتبطوا منذ عهد عباده الثاني مع الرومان برابطه الحلف والولاء فاشتركوا في عهد مالك الاول (47-30ق.م)بفرقه من الفرسان في حمله يوليوس قيصر على الاسكندريه في سنه 47ق.م وفي عهد مالك الأول تمكن الرومان من إسقاط المكابيه اليهودية في بيت المقدس ووضعوا مكانها الاسره الهيروديه الموالية لهم لاص من الحكم الأجنبي بل كانت تستهدف الاستيلاء على الأردن والتوغل في المناطق النبط نفسها وإنشاء حكومة قويه قد تزاحم حكومتهم في يوم من الأيام فرأى الأنباط أن من الخير لهم أن يدعوا هذا التأييد وأن يقاوموا إن احتاج الأمر إلى مقاومه وقد أدت المنافسة بين المكابيين والأنباط إلى اصطدامات مسلحه .
وهرع الحارث الثاني لمساعده غزه في سنه 96ق.م عندما بلغه أن اسكندر جينوس المكابي (103-76)ق.م يحاصرها وتمكن عباده الأول النبطي من إلحاق الهزيمة باسكندر جينوس وجيشه المرتزقة في سنه 90ق.م في معركة وقعت على الضفة الشرقية من الأردن وقد مهد انتصاره لاستيلائه على منطقه حوران أما اسكندر فعاد منهزما إلى البيت المقدس واقترن وصوله إليها بقيام فتنه في كل مكان وزمان من دولته وتحرج موقف اسكندر ورأى أن يكسب ود العرب على الخصومة فتنازل لعباده النبطي عن مأرب وجلعاد ليأمن على ما تبقى من مملكته .
تعليق