غسيل المخ
هذا الموضوع يكشف القشرة السطحية لعلم غسيل المخ. وما يجب أن يعرفه الجميع هو أنه من ضمن كل الذين تم غسل مخهم لا يوجد شخص واحد يعلم (أو يصدق) أنه قد تم غسيل مخه. و أن الذين تم غسيل مخهم يدافعون تلقائيا وبحرارة عن الشخص الذى قام بعملية الغسيل.
و أى دراسة لعلم غسيل المخ يجب أن تبدأ بدراسة "إحياء" المسيحية فى أمريكا فى القرن الثامن عشر.
فمن المعتقد أن شخص يدعى جوناثان إدواردز إكتشف الطريقة بالصدفة أثناء قيامه بحملة تبشيرية عام 1735 بمدينة نورثامبتون بولاية ماساشوستس.
فقد إكتشف إدواردز أنه يمكنه فرض عقدة الذنب و الخوف الشديد و التوتر على مستمعيه عن طريق خطبه و أن ذلك يؤدى إلى إنهيارالمستمع "المذنب" تماما و إستسلامه له.
وحقيقة ما كان يعمله (من الناحية الفنية) هى أنه كان يخلق حالة تؤدى إلى "مسح" ما فى عقول مستمعيه و بذلك تكون جاهزة لإعادة برمجتها.
إلا أن الخطأ الذى وقع فيه هو أن رسالته كانت سلبية. فقد كان يقول لهم "أنت مذنب و مصيرك إلى الجحيم" فكانت النتيجة أن أحد مستمعيه إنتحر و قام آخر بمحاولة للإنتحار.
و قد أدت الأبحاث بعد ذلك لنتيجة أنه بمجرد إنتهاء المبشر أو القائم بعملية غسيل المخ من عملية المسح أو "تنظيف" المخ فإن الضحية يصبح جاهزا لتقبل أى إقتراحات أو أفكار جديدة لتحل محل الأفكار القديمة بدون أى مقاومة – حتى و لو كانت منافية للمنطق أو للمعتقدات الأصلية للضحية.
و قد إستخدم مبشر آخر يدعى تشارلز فينى نفس الطريقة بعد ذلك بأربع سنوات فى نيويورك. و ما زالت الطريقة مستخدمة حتى يومنا هذا من المبشرين و الطوائف و الجماعات الدينية و بعض مستقطبى المستثمرين و عصابات الجريمة المنظمة و القوات المسلحة فى معظم دول العالم (بما فيها الولايات المتحدة).
و الواجب ذكره هنا هو أن معظم الدعاة لا يدركون أنهم يستخدمون وسائل غسيل المخ.
فكل ما حدث هو أن إدواردز إكتشف الطريقة بالصدفة و نقلها منه الآخرين ثم تم تطويرها على مدى 200 سنة و هذا يفسر الزيادة فى التشدد و التعصب المسيحى و خاصة الموجه عن طريق التليفزيون بينما تراجعت معظم المذاهب المعتدلة و المألوفة
أطوار العقل الثلاثة:
بالرغم من أن المسيحيين هم أول من إكتشفوا "غسيل المخ" فقد قام بتفسيره عالم روسى يدعى "بافلوف". و قد بدء عمله فى بداية القرن العشرين بعمل تجارب على الحيوانات ثم قام بعمل تجارب على الإنسان. و بعد الثورة الروسية أدرك لينين فاعلية هذه الطريقة فاستخدمها للوصول إلى أهدافه.
و قد إكتشف بافلوف إلى أن عملية غسيل المخ تتقدم على ثلاثة مراحل:
ألأولى
سماها " مرحلة التكافؤ" و فيها يكون رد فعل العقل متساوى لكل من "الإثارة الضعيفة" و "الإثارة الشديدة "
الثانية
هى "مرحلة التناقض الظاهر" Paradoxical phase و فيها كون رد فعل العقل شديد لأنواع الإثارة الضعيفة و ضعيف لأنواع الإثارة القوية.
و الثالثة
هى مرحلة "ما فوق التناقض الظاهر" Ultra-paradoxical phase و فيها يتقلب سلوك و رد فعل الشخص من إيجابى الى سلبى أو من سلبى إلى إيجابى.
و مع التطور من مرحلة إلى أخرى يتم إستكمال عملية "التحول" conversion و تتأكد سيطرة المبشر على ضحيته.
و يوجد طرق عديدة لتحقيق "التحول" . و لكن الخطوة الأولى لعمل غسيل المخ الدينى أو السياسى تبدأ بالتأثير على عاطفة الشخص أو المجموعة حتى يصلوا إلى درجة عالية الغضب أو الخوف أو الإهتياج و الإثارة أوالتوتر العصبى.
و نتيجة هذه الحالة العقلية هى إضعاف قدرة الشخص على الحكم على الأمور و تسهيل إمكانية الإيحاء له و التأثير عليه
. و كلما طالت أو إشتدت حالة الغضب أو التهيج أو الخوف ضعفت قدرته على المقاومة
وسهل التأثير عليه.
و بمجرد أن يتم "تطهير" المخ (أى الإنتهاء من المرحلة الأولى) يصير الإستيلاء على العقل أمر يسير و يكون من الممكن إستبدال الأفكار القديمة ببرنامج جديد من الأفكار
والسلوك.
و من الأسلحة الأخرى التى تستعمل لتعديل وظائف العقل الطبيعية هى:
الحرمان من الطعام
التغذية بكميات عالية من السكر
الإرهاق البدنى و الحرمان من النوم
التحكم فى التنفس
ترديد كلمة أو صوت واحد لمدة طويلة يوميا
الكشف عن أمور أو أسرار رهيبة
إستخدام المؤثرات الصوتية و الضوئية
إستخدام البخور و الأدوية النباتات المخدرة
و يمكن الحصول على النتيجة نفسها باستعمال أدوات العلاج النفسى الحديثة مثل الصدمات الكهربية أو خفض نسبة السكر فى الدم عن طريق الحقن بالإنسولين.
كيف يعمل الواعظ الإحيائى (Revivalist) ؟
إذا أردت أن تشاهد إحيائى أثناء عمله فمن المحتمل أنك ستجد عدد لا بأس به منهم فى مدينتك.إذهب إلى كنيسة مبكرا و اجلس فى أحد الصفوف الخلفية
(فى الربع الأخير من القاعة).
غالبا ستسمع موسيقى مكررة (repetitive) تعزف أثناء وصول الملأ لحضور طقوس العبادة. ستلاحظ أن الموسيقى لها خققة مكررة تتراوح بين 45 و 72 دقة فى الدقيقة لتكون قريبة من معدل ضربات القلب البشرى.
وهذا المعدل له تأثيرمنوم و يؤدى إلى تبديل حالة الوعى (altered state of consciousness) فى نسبة عالية جدا من الحاضرين.
وتسمى هذه الحالة "موجات المخ الفا" (Alpha brainwaves) و فيه يتراوح تردد موجات المخ بين 8 و 12 ذبذبة فى الثانية فى حين أنه فى حالة الإنتباه العادية (beta) يترواح التردد بين 13 و 25 ذبذبة فى الثانية.
و فى حالة ال"ألفا" يسهل على الشخص أن يتعلم أشياء جديدة حيث تتضاعف قدرته على الإستيعاب و القابلية للإيحاء حوالى 25 ضعف – و فى الواقع تستغل هذه الحالة فى وسائل التعليم الحديثة
( هذا الموقع يعطى نبذة عن هذا الموضوع و يمكن الحصول على معلومات أكثر بإجراء بحث عن:
alpha brainwaves أو The Silva method).
هذه الموسيقى ستكون غالبا مكررة فى كل مرة تذهب فيها للكنيسة أو سيكون معدل الخفقات واحدا فى كل مرة. و هذا سيؤدى إلى دخول الحاضرين فى "حالة الوعى البديلة" فور دخولهم الى القاعة (فى المرات التالية) حيث أنهم سيتذكرون – لا إراديا - الحالة العقلية التى كانوا فيها فى المرة السابقة و يستجيبون فورا لبرمجة ما بعد مرحلة التنويم.
راقب الحاضرين و هم فى إنتظار بدء الوعظ. ستجد أن كثيرا منهم فى حالة نشوة أو شبه غيبوبة و إرتخاء بدنى وستلاحظ أن سواد أعينهم متسع (دليل على حالة الإسترخاء). و فى كثير من الأحيان ستجد أنهم يترنحون من جانب للآخر أو من الأمام إلى الخلف.
ثم يأتى بعد ذلك مساعد الواعظ و هو مدرب على الكلام بصوت "متدرج".
الصوت المتدرج" يتميز بأنه محدد الخطوة و يستعمل فى التنويم المغناطيسى.
و أحيانا يستعمله المحامون (المدربون على التنويم المغناطيسى) لترسيخ نقطة معينة فى ذهن المحلفين. و هو صوت رتيب تنطق فيه الكلمات بمعدل ثابت يتراوح بين 45 و 60 كلمة فى الدقيقة لزيادة التأثير.
و هنا يبدأ المساعد فى عملية "التصعيد" ليسبب "حالة الوعى البديل" و ذلك بتوليد حالة من الإثارة و الترقب بين الحاضرين. ثم يأتى بعد ذلك مجموعة من الفتيات "جميلات و طاهرات" يرتدين ملابس الشيفون أو الحرير الشفاف و يغنون بعض الأغانى التبشيرية. و هذا النوع من الأغانى يولد نوع من الهياج العاطفى و التضامن من الحاضرين.
و فى أثناء الغناء تسقط إحدى الفتيات على الأرض مغشيا عليها من شدة التأثر أو كأن روح مقدسة قد تقمصتها و هذا يؤدى إلى إشتداد حدة الموقف فى القاعة.
فى هذه اللحظة تمتزج وسائل التنويم المغناطيسى مع وسائل "تحويل" الحاضرين و يصبح إهتمام الحاضرين مركز على ما سيقال أو ما سيحدث بعد ذلك. و هنا أصبح الجميع فى حالة "الفا" (شبه غيبوبة) و يمر المساعد على الحاضرين بصندوق التبرعات و فى الخلفية لا يزال هذا الصوت يتكلم بمعدل 45 كلمة فى الدقيقة قائلا: "إعطى للرب .. إعطى للرب .. إعطى للرب .." و يستجيب له الحاضرين و يعطوه ما طلب.
و هذا المال قد لا يصل للرب و لكن "مندوبه الثرى" سيزداد ثراءا.
ثم يأتى بعد ذلك واعظ "النار و الجحيم" و يبث الرعب فى قلوب الحاضرين بكلمات عن "الشيطان" و "الذهاب إلا الجحيم" و نهاية العالم القريبة و الشؤم و الكآبة.
و فى واحدة من هذه المحاضرات التى حضرتها – تكلم الواعظ عن الدم الذى سيتدفق قريبا جدا من جميع حنفيات الكرة الأرضية و قد إستحوذته فكرة "سيف الرب الدموى" الذى رآه الجميع معلقا فوق المنبر فى الأسبوع السابق.
و بناء على ما شاهدت من فوة و فاعلية الإيحاء أثناء التنويم المغناطيسى فليس لدى أى شك أن الجميع قد رأوا هذا السيف و أن 10 الى 25 % من الحاضرين (على الأقل) سيروا أى شيء يطلب منهم أو يوحى إليهم.
فى معظم جلسات "الإحيائيين" (Revivalists) نجد أن الوعظ المبنى على التخويف و الترهيب يتبعه عدد من "الشهود" حيث يدلى عدد من المستمعين بتصريحات مثل:
"لفد كنت كسـيحا و الآن أستطيع أن أمشى بطريقة طبيعية"
أو " كنت مصابا بالتهاب المفاصل و شفيت منه تماما".
و هى وسائل للتلاعب بنفسية المستمعين التى تؤدى إلى إقتناع الشخص العادى –ذو المرض الغير مستعصى- أنه بلا شك سيتم شفاؤه. و بعد الإستماع إلى عدد من هذه القصص تصبح القاعة مشحونة بالرهبة و الشعور بالذنب و حالة شديدة من الإثارة و الترقب و الأمل.
عادة يكون الراغبين فى الشفاء مصطفون فى مؤخرة القاعة فيطلب منهم التقدم للأمام (ليراهم الجميع). و قد يضغط الواعظ بكف يده على جباهم صارخا: "إشف" مما يؤدى إلى إطلاق (إو تحرير) الطاقة النفسية المدفونة فى المريض (النصف نائم) و بذلك يتم "تطهيره" من العواطف المكبوته. و قد يصحب ذلك صراخ المريض أو سقوطه فى حالة تشنج.
و إذا كانت حالة "التطهير" فعالة فقد يؤدى ذلك إلى شفاء المريض فعلا.
و فى مرحلة "التطهير" (و هى إحدى المراحل الثلاث التى أشرت إليها فى بداية المحاضرة) يكون العقل مفرغ (مؤقتا) و مستعد لتلقى الإيحاء (أو البرمجة).
بالنسبة للبعض قد يكون الشفاء دائم و لكن للأغلبية سيدوم لمدة أربعة إلى سبعة أيام. و حتى لو لم يستمر الشفاء لمدة طويلة – فعند عودة المريض فى الأسابيع التالية فستتغلب قوة الإيحاء على المشكلة و فى بعض الأحيان –للأسف- ستحجب المرض (دون علاجه) مما قد يكون ضارا بالمريض على المدى الطويل.
و أنا لا أقول هنا أن الشفاء غير حقيقى أو أنه لا يتم. فهو يتحقق فعلا.
ربما لأن الشخص كان عنده إستعداد للتخلى عن السلبيات التى سببت المرض أو ربما كان الشفاء من عند الله و لكنى أعترض بشدة على من يدعى أنه يمكن تفسيرهذه الظاهرة بما لدينا من علم الآن عن المخ و وظائف العقل.
و تختلف تقنيات الوعظ من كنيسة لأخرى. فبعضهم يستخدم لغة مبهمة و يتكلم بجمل معقدة مما يؤدى إلى حالة "تطهير" لبعض المستمعين بينما يخلق الموقف حالة من الإثارة الشديدة فى نفسية المراقبين.
و استعمال وسائل التنويم الجماعى علم شديد التعقيد.
و يؤكد المحترفون أنه قد تطور و أصبح أكثر تأثيرا مما كان عليه فى الماضى. و فى لوس أنجليس يقول أحد مصممى المبانى الذى يقوم بتصميم الكنائس و إعادة ترميم القديم منها أنه يبذل 80% من مجهوده فى تصميم أنظمة الصوت و الإضاءة. و قد بينت الإحصائيات أن دخل الكنائس التى يقوم بتصميمها من التبرعات يصل إلى ضعف الكنائس الأخرى
يتبع
و أى دراسة لعلم غسيل المخ يجب أن تبدأ بدراسة "إحياء" المسيحية فى أمريكا فى القرن الثامن عشر.
فمن المعتقد أن شخص يدعى جوناثان إدواردز إكتشف الطريقة بالصدفة أثناء قيامه بحملة تبشيرية عام 1735 بمدينة نورثامبتون بولاية ماساشوستس.
فقد إكتشف إدواردز أنه يمكنه فرض عقدة الذنب و الخوف الشديد و التوتر على مستمعيه عن طريق خطبه و أن ذلك يؤدى إلى إنهيارالمستمع "المذنب" تماما و إستسلامه له.
وحقيقة ما كان يعمله (من الناحية الفنية) هى أنه كان يخلق حالة تؤدى إلى "مسح" ما فى عقول مستمعيه و بذلك تكون جاهزة لإعادة برمجتها.
إلا أن الخطأ الذى وقع فيه هو أن رسالته كانت سلبية. فقد كان يقول لهم "أنت مذنب و مصيرك إلى الجحيم" فكانت النتيجة أن أحد مستمعيه إنتحر و قام آخر بمحاولة للإنتحار.
و قد أدت الأبحاث بعد ذلك لنتيجة أنه بمجرد إنتهاء المبشر أو القائم بعملية غسيل المخ من عملية المسح أو "تنظيف" المخ فإن الضحية يصبح جاهزا لتقبل أى إقتراحات أو أفكار جديدة لتحل محل الأفكار القديمة بدون أى مقاومة – حتى و لو كانت منافية للمنطق أو للمعتقدات الأصلية للضحية.
و قد إستخدم مبشر آخر يدعى تشارلز فينى نفس الطريقة بعد ذلك بأربع سنوات فى نيويورك. و ما زالت الطريقة مستخدمة حتى يومنا هذا من المبشرين و الطوائف و الجماعات الدينية و بعض مستقطبى المستثمرين و عصابات الجريمة المنظمة و القوات المسلحة فى معظم دول العالم (بما فيها الولايات المتحدة).
و الواجب ذكره هنا هو أن معظم الدعاة لا يدركون أنهم يستخدمون وسائل غسيل المخ.
فكل ما حدث هو أن إدواردز إكتشف الطريقة بالصدفة و نقلها منه الآخرين ثم تم تطويرها على مدى 200 سنة و هذا يفسر الزيادة فى التشدد و التعصب المسيحى و خاصة الموجه عن طريق التليفزيون بينما تراجعت معظم المذاهب المعتدلة و المألوفة
أطوار العقل الثلاثة:
بالرغم من أن المسيحيين هم أول من إكتشفوا "غسيل المخ" فقد قام بتفسيره عالم روسى يدعى "بافلوف". و قد بدء عمله فى بداية القرن العشرين بعمل تجارب على الحيوانات ثم قام بعمل تجارب على الإنسان. و بعد الثورة الروسية أدرك لينين فاعلية هذه الطريقة فاستخدمها للوصول إلى أهدافه.
و قد إكتشف بافلوف إلى أن عملية غسيل المخ تتقدم على ثلاثة مراحل:
ألأولى
سماها " مرحلة التكافؤ" و فيها يكون رد فعل العقل متساوى لكل من "الإثارة الضعيفة" و "الإثارة الشديدة "
الثانية
هى "مرحلة التناقض الظاهر" Paradoxical phase و فيها كون رد فعل العقل شديد لأنواع الإثارة الضعيفة و ضعيف لأنواع الإثارة القوية.
و الثالثة
هى مرحلة "ما فوق التناقض الظاهر" Ultra-paradoxical phase و فيها يتقلب سلوك و رد فعل الشخص من إيجابى الى سلبى أو من سلبى إلى إيجابى.
و مع التطور من مرحلة إلى أخرى يتم إستكمال عملية "التحول" conversion و تتأكد سيطرة المبشر على ضحيته.
و يوجد طرق عديدة لتحقيق "التحول" . و لكن الخطوة الأولى لعمل غسيل المخ الدينى أو السياسى تبدأ بالتأثير على عاطفة الشخص أو المجموعة حتى يصلوا إلى درجة عالية الغضب أو الخوف أو الإهتياج و الإثارة أوالتوتر العصبى.
و نتيجة هذه الحالة العقلية هى إضعاف قدرة الشخص على الحكم على الأمور و تسهيل إمكانية الإيحاء له و التأثير عليه
. و كلما طالت أو إشتدت حالة الغضب أو التهيج أو الخوف ضعفت قدرته على المقاومة
وسهل التأثير عليه.
و بمجرد أن يتم "تطهير" المخ (أى الإنتهاء من المرحلة الأولى) يصير الإستيلاء على العقل أمر يسير و يكون من الممكن إستبدال الأفكار القديمة ببرنامج جديد من الأفكار
والسلوك.
و من الأسلحة الأخرى التى تستعمل لتعديل وظائف العقل الطبيعية هى:
الحرمان من الطعام
التغذية بكميات عالية من السكر
الإرهاق البدنى و الحرمان من النوم
التحكم فى التنفس
ترديد كلمة أو صوت واحد لمدة طويلة يوميا
الكشف عن أمور أو أسرار رهيبة
إستخدام المؤثرات الصوتية و الضوئية
إستخدام البخور و الأدوية النباتات المخدرة
و يمكن الحصول على النتيجة نفسها باستعمال أدوات العلاج النفسى الحديثة مثل الصدمات الكهربية أو خفض نسبة السكر فى الدم عن طريق الحقن بالإنسولين.
كيف يعمل الواعظ الإحيائى (Revivalist) ؟
إذا أردت أن تشاهد إحيائى أثناء عمله فمن المحتمل أنك ستجد عدد لا بأس به منهم فى مدينتك.إذهب إلى كنيسة مبكرا و اجلس فى أحد الصفوف الخلفية
(فى الربع الأخير من القاعة).
غالبا ستسمع موسيقى مكررة (repetitive) تعزف أثناء وصول الملأ لحضور طقوس العبادة. ستلاحظ أن الموسيقى لها خققة مكررة تتراوح بين 45 و 72 دقة فى الدقيقة لتكون قريبة من معدل ضربات القلب البشرى.
وهذا المعدل له تأثيرمنوم و يؤدى إلى تبديل حالة الوعى (altered state of consciousness) فى نسبة عالية جدا من الحاضرين.
وتسمى هذه الحالة "موجات المخ الفا" (Alpha brainwaves) و فيه يتراوح تردد موجات المخ بين 8 و 12 ذبذبة فى الثانية فى حين أنه فى حالة الإنتباه العادية (beta) يترواح التردد بين 13 و 25 ذبذبة فى الثانية.
و فى حالة ال"ألفا" يسهل على الشخص أن يتعلم أشياء جديدة حيث تتضاعف قدرته على الإستيعاب و القابلية للإيحاء حوالى 25 ضعف – و فى الواقع تستغل هذه الحالة فى وسائل التعليم الحديثة
( هذا الموقع يعطى نبذة عن هذا الموضوع و يمكن الحصول على معلومات أكثر بإجراء بحث عن:
alpha brainwaves أو The Silva method).
هذه الموسيقى ستكون غالبا مكررة فى كل مرة تذهب فيها للكنيسة أو سيكون معدل الخفقات واحدا فى كل مرة. و هذا سيؤدى إلى دخول الحاضرين فى "حالة الوعى البديلة" فور دخولهم الى القاعة (فى المرات التالية) حيث أنهم سيتذكرون – لا إراديا - الحالة العقلية التى كانوا فيها فى المرة السابقة و يستجيبون فورا لبرمجة ما بعد مرحلة التنويم.
راقب الحاضرين و هم فى إنتظار بدء الوعظ. ستجد أن كثيرا منهم فى حالة نشوة أو شبه غيبوبة و إرتخاء بدنى وستلاحظ أن سواد أعينهم متسع (دليل على حالة الإسترخاء). و فى كثير من الأحيان ستجد أنهم يترنحون من جانب للآخر أو من الأمام إلى الخلف.
ثم يأتى بعد ذلك مساعد الواعظ و هو مدرب على الكلام بصوت "متدرج".
الصوت المتدرج" يتميز بأنه محدد الخطوة و يستعمل فى التنويم المغناطيسى.
و أحيانا يستعمله المحامون (المدربون على التنويم المغناطيسى) لترسيخ نقطة معينة فى ذهن المحلفين. و هو صوت رتيب تنطق فيه الكلمات بمعدل ثابت يتراوح بين 45 و 60 كلمة فى الدقيقة لزيادة التأثير.
و هنا يبدأ المساعد فى عملية "التصعيد" ليسبب "حالة الوعى البديل" و ذلك بتوليد حالة من الإثارة و الترقب بين الحاضرين. ثم يأتى بعد ذلك مجموعة من الفتيات "جميلات و طاهرات" يرتدين ملابس الشيفون أو الحرير الشفاف و يغنون بعض الأغانى التبشيرية. و هذا النوع من الأغانى يولد نوع من الهياج العاطفى و التضامن من الحاضرين.
و فى أثناء الغناء تسقط إحدى الفتيات على الأرض مغشيا عليها من شدة التأثر أو كأن روح مقدسة قد تقمصتها و هذا يؤدى إلى إشتداد حدة الموقف فى القاعة.
فى هذه اللحظة تمتزج وسائل التنويم المغناطيسى مع وسائل "تحويل" الحاضرين و يصبح إهتمام الحاضرين مركز على ما سيقال أو ما سيحدث بعد ذلك. و هنا أصبح الجميع فى حالة "الفا" (شبه غيبوبة) و يمر المساعد على الحاضرين بصندوق التبرعات و فى الخلفية لا يزال هذا الصوت يتكلم بمعدل 45 كلمة فى الدقيقة قائلا: "إعطى للرب .. إعطى للرب .. إعطى للرب .." و يستجيب له الحاضرين و يعطوه ما طلب.
و هذا المال قد لا يصل للرب و لكن "مندوبه الثرى" سيزداد ثراءا.
ثم يأتى بعد ذلك واعظ "النار و الجحيم" و يبث الرعب فى قلوب الحاضرين بكلمات عن "الشيطان" و "الذهاب إلا الجحيم" و نهاية العالم القريبة و الشؤم و الكآبة.
و فى واحدة من هذه المحاضرات التى حضرتها – تكلم الواعظ عن الدم الذى سيتدفق قريبا جدا من جميع حنفيات الكرة الأرضية و قد إستحوذته فكرة "سيف الرب الدموى" الذى رآه الجميع معلقا فوق المنبر فى الأسبوع السابق.
و بناء على ما شاهدت من فوة و فاعلية الإيحاء أثناء التنويم المغناطيسى فليس لدى أى شك أن الجميع قد رأوا هذا السيف و أن 10 الى 25 % من الحاضرين (على الأقل) سيروا أى شيء يطلب منهم أو يوحى إليهم.
فى معظم جلسات "الإحيائيين" (Revivalists) نجد أن الوعظ المبنى على التخويف و الترهيب يتبعه عدد من "الشهود" حيث يدلى عدد من المستمعين بتصريحات مثل:
"لفد كنت كسـيحا و الآن أستطيع أن أمشى بطريقة طبيعية"
أو " كنت مصابا بالتهاب المفاصل و شفيت منه تماما".
و هى وسائل للتلاعب بنفسية المستمعين التى تؤدى إلى إقتناع الشخص العادى –ذو المرض الغير مستعصى- أنه بلا شك سيتم شفاؤه. و بعد الإستماع إلى عدد من هذه القصص تصبح القاعة مشحونة بالرهبة و الشعور بالذنب و حالة شديدة من الإثارة و الترقب و الأمل.
عادة يكون الراغبين فى الشفاء مصطفون فى مؤخرة القاعة فيطلب منهم التقدم للأمام (ليراهم الجميع). و قد يضغط الواعظ بكف يده على جباهم صارخا: "إشف" مما يؤدى إلى إطلاق (إو تحرير) الطاقة النفسية المدفونة فى المريض (النصف نائم) و بذلك يتم "تطهيره" من العواطف المكبوته. و قد يصحب ذلك صراخ المريض أو سقوطه فى حالة تشنج.
و إذا كانت حالة "التطهير" فعالة فقد يؤدى ذلك إلى شفاء المريض فعلا.
و فى مرحلة "التطهير" (و هى إحدى المراحل الثلاث التى أشرت إليها فى بداية المحاضرة) يكون العقل مفرغ (مؤقتا) و مستعد لتلقى الإيحاء (أو البرمجة).
بالنسبة للبعض قد يكون الشفاء دائم و لكن للأغلبية سيدوم لمدة أربعة إلى سبعة أيام. و حتى لو لم يستمر الشفاء لمدة طويلة – فعند عودة المريض فى الأسابيع التالية فستتغلب قوة الإيحاء على المشكلة و فى بعض الأحيان –للأسف- ستحجب المرض (دون علاجه) مما قد يكون ضارا بالمريض على المدى الطويل.
و أنا لا أقول هنا أن الشفاء غير حقيقى أو أنه لا يتم. فهو يتحقق فعلا.
ربما لأن الشخص كان عنده إستعداد للتخلى عن السلبيات التى سببت المرض أو ربما كان الشفاء من عند الله و لكنى أعترض بشدة على من يدعى أنه يمكن تفسيرهذه الظاهرة بما لدينا من علم الآن عن المخ و وظائف العقل.
و تختلف تقنيات الوعظ من كنيسة لأخرى. فبعضهم يستخدم لغة مبهمة و يتكلم بجمل معقدة مما يؤدى إلى حالة "تطهير" لبعض المستمعين بينما يخلق الموقف حالة من الإثارة الشديدة فى نفسية المراقبين.
و استعمال وسائل التنويم الجماعى علم شديد التعقيد.
و يؤكد المحترفون أنه قد تطور و أصبح أكثر تأثيرا مما كان عليه فى الماضى. و فى لوس أنجليس يقول أحد مصممى المبانى الذى يقوم بتصميم الكنائس و إعادة ترميم القديم منها أنه يبذل 80% من مجهوده فى تصميم أنظمة الصوت و الإضاءة. و قد بينت الإحصائيات أن دخل الكنائس التى يقوم بتصميمها من التبرعات يصل إلى ضعف الكنائس الأخرى
يتبع
تعليق