بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة الاخبة
في كثير من الأحيان تكون هناك ردود لأفعالنا عندما لا نستطيع أن نقنع أحدا آخر بوجهة نظرنا
بل في بعض الأحيان يتطور الأمر ليصبح شجارا علنيا أو ما هو أكثر من ذلك
وما يحدث هذا إلا بسبب فقداننا لبعض الأساليب البسيطة المطلوبة لعملية الحوار
اخواني الاحبة اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تختلف آراء الناس في صغير الأمور وكبيرها سواء في أمور الدين أو في أمور الدنيا
وذلك لأن الجميع مختلفون في الفهم والعمل والأمزجة والميول والرغبات
لابد أن يتوافر لدينا نبل طالب الحق كناشد الضالة لا يفرق بين أن تظهر ضالته على يده أو على يد من يقابله
فنيته يجب ان لا تختلف لمجرد شهوة الكلام أو إثبات الذات فلا يناقش في موضوع لا يعرفه
ولا يدافع عن فكرة ما لم يكن على اقتناع تام بها
وإذا تبين له وجه الصواب فإنه يسلم بخطئه ولا يتعصب ويقبل الحقيقة عند ظهور الدليل فضلاً عن احترام الغير
فحق العاقل اللبيب طالب الحق أن ينأى بنفسه عن أسلوب الطعن والتجريح والهزء والسخرية وألوان الاحتقار والاستفزاز

باختصار يمكن القول إن النقاش فيما بيننا لا يمكن أن يقوم بقرارات أو أوامر من فوق ولا يمكن فرضه بالقوة
فهو كالحب والصداقة لا يولد بالضغط ولا بالترغيب
إنما يولد بالتسامح والانفتاح على الأخر المختلف عنا واحترام وجهة نظره وتفهمه وعدم رفضه وقبوله كما هو
لا أن نجعله صورة عنا أو ندمجه فينا وأن نبتعد نهائياً عن التمترس وراء آراء ومواقف واجتهادات مسبقة وكأنها مقدسات ثابتة غير قابلة لإعادة النظر فيها أو النقاش حولها
صدقا اخواني لن نستطيع استيعاب المعطيات والوقائع المكونة لمواقف وآراء بعضنا البعض بدون التلاقي ونبذ الخلاف
ولن نستطيع أن نتقارب أو نتفاهم دون أن نتحاور

وفي الختام اتمنى ان يدرك الجميع بان الإختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية حتى لا تتوسع الهوة بيننا

نعم الرأي اخي صباحو
بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير