أسطورة سميرنا
قدم سنيراس الى قبرص و حكم مدينة بافوس بعدل و نشر فيها الأمن و الرخاء كان سنيراس ملك قوي و فاحش الثراء حيث كان يضرب به المثل هو و الملك ميداس (صاحب اللمسة الذهبية) في الغنى تزوج سنيراس من ميثارمي ابنة بجماليون ، و انجبا ولداً واحداً هو اكسيبروس و أربعة بنات هن اورسيدس ، لاجوريا ، براسيا و لاوديس كما تزوج من الأميرة سنكيري أجمل جميلات الاغريق ، و انجبنا فتاة لم تر الأرض أجمل منها و هي سميرنا (مورها) اخذ الغرور سنكيري لجمال ابنتها بأن قالت : " أن ابنتي سميرنا أجمل من أفروديت ألهة الجمال"
غلت الغيرة في قلب أفروديت و تملكها الغضب ، فقررت ان تنتقم من سميرنا ، فأمرت كيوبيد ان يصوب لسميرنا سهماً لحب محرم لقد جعلها هذا السهم تهيم حباً بأبيها سنيراس نشب السهم بقلبها لهيب حب ابيها و جعلها تموت شوقاً لوصاله
شعرت سميرنا بذنب كبير و حاولت طرح هذه الأفكار المحرمة عن رأسها ، الا انها مع الوقت ، أخذت تبرر لنفسها فعلها و تلعن حظها العثر و قوانين الطبيعة التى تقف بينها و بين غايتها توافد الخاطبون لطلب يد سميرنا من مختلف الأنحاء ، و تنافس من أجل الزواج منها كل شباب المملكة حين رأى أباها سنيراس ذلك الجمع من خاطبي ابنته ، احتار فيما يفعل ، فأخذ يعدد أسمائهم لها و يسألها عمن تختاره منهم لزمت سميرنا الصمت في أول الأمر ، و فاضت عينها بدمع غزير ، فظن أباها أنه حياء العذارى فجفف دموعها و سألها : " أي زوج تختارين ؟؟ "
أجابت سميرنا : " أريد زوجاً على مثالك "
حسب سنيراس ان هذا لون من البر بالوالدين ، فقال : " كم اتمنى ان تظلي بي بارة "
أحست الفتاة بضميرها يؤنبها حين سمعت عبارة ابيها ، فأطرقت برأسها
انتصف الليل و سميرنا لم يغمض لها جفن ، فلم يبق بها هذا الحب من عقل ، و لم تكن تملك القرار و لم تكن تعرف ماذا هي فاعلة و لم تجد سميرنا غير الموت لتخلص من أشواقها ، وكان قرارها الاخير هو الانتحار .
انفردت سميرنا بغرفتها وتناولت شالها الحريري ولفته حول رقبتها ، شدته بقوة فاحمرت عيناها وأزرق وجهها ، وتصاعدت شهقات الموت وحشرجاته بلغ هذا الصوت إحدى خادماتها العجائز ، فأدركتها العجوز وبقوة فكت يديها من الشال وارخته عن رقبتها وهي غير مصدقة ما تفعله الاميرة
احتضنت المربية العجوز الفتاة و أخذت تسألها عن سر ما همت به و هي التي تعيش عيشاً رغداً في كنف والدها ، لكن سميرنا ظلت صامتة حزينة ألحت المربية العجوز عليها
وتوسلت اليها ان تسر لها بهمومها ، و وعدت الفتاه انها ستكون الى جانبها كما ستصون سرها تنهدت سميرنا بعمق ، فشعرت مربيتها ان غراماً عارماً تملك الأميرة و انه سر تعاستها ، فقالت لها : " ان الحب يخفق به قلبك ، و لكن لا عليك فستجديني الى جانبك دوماً"
صاحت سميرنا : " اتركيني وحدي و لا تحاولي ان تكشفي عاري "
هلعت العجوز مما سمعت و توسلت الى سميرنا حيناً و هددتها بأخبار والدها بنية انتحارها حيناً أخر فقالت سميرنا في خفوت : " ما أسعد أمي حين ظفرت بأبي زوجاً "
تسمرت العجوز و توقف الدم في عروقها و اذا بشعر رأسها الأشيب ينتصب هولاً ، فقد أدركت ما تخفيه الفتاة
أخذت المربية تحذرها من عاقبة رغبتها الشنعاء ، و لكن سميرنا لم تستجب للنصح و تمسكت برغبة الأنتحار ان لم تجد حلاً
أخذت المربية تهون عليها و وعدتها انها ستحقق لها ما تريد كي تخلصها من الموت
بعد أيام حل عيد سيريس أله الخصوبة ، الذي تشارك فيه جميع الزوجات و النساء حتى الملكة و يحملن القرابين للألهة و يغبن عن ازواجهن إثني عشر يوماً (أو تسعة ليال)
و حين خرجت المكة سنكيري و خلا الملك سنيراس الى نفسه ، ذهبت اليه المربية و اخبرته إن هناك فتاة متولهة به و تحلم أن تشاركك الفراش أيام العيد ، ولكنها من عائلة تجري في عروقها دماء الآلهة ، فلا تريد أن يعرفها احد .. ولا حتى هو ... وسوف توافيه في ظلام الليل وتخرج قبل إنحسار الظلام، و ان هذا هو شرطها الوحيد
وكان ما كان ، رقدت الاميرة سميرنا مع أبيها عشرة أيام دون ان يراها او يعرفها وفي الليلة الحادية عشر ، كان الملك سنيران قد تشوق الى ان يعرف الفتاة التى قضى معها عدة ليالي ، فأحضر مصباحاً أخفاه الى جانب فراشه ، وغطاه جيداً ، فلما دخلت الأميرة سميرنا جر غطاء المصباح ويا لهول ما رأى ، انها إبنته تولى الملك سنيراس الجنون و نهض الى سيفه في جانب الغرفة ليقتل ابنته التى خدعته و جعلته يرتكب جريمة شنعاء من شأنها ان تجلب الخراب و لعنات الألهة
فهربت سميرنا من ممر سري ، كانت الخادمة قد دلتها عليه ... فرت هائمة في أنحاء مملكة ابيها الواسعة حتى وصلت الى بحر من الرمال مر على سميرنا الزمن ، وبدأت تظهر بالأفق في نهاية بحار الرمال ، أرض خضراء وجبال زاهية ، فلما صعدت الجبل أطلت على زرقة البحر اللانهائي ، جلست وقد انهكها السفر وقد آن موعد جنينها كي يولد تطلعت إلى الأفاق طالبة العون ، ولكن لمن ستدعو وهي طريدة الآلهة والبشر ، بل طريدة ذاتها لانها ستلد ثمرة الخطيئة المحرمة
همت خاشعة تدعو : " ايتها الألهة اعترف اني جديرة بهذا المصير ، و لكني غير راغبة ان أبقي حية فسأدنس الأحياء بوجودي في عالمهم او اموت فأدنس عالم الأموات بخطيئتي التي لا تغتفر ولكني أتوسل إليكم ان تمسخوني الي كائن تمتنع عنه الحياة والموت معاً"
لم يصعب على زيوس أن يجد لها حلاً ... فقرر أن يحولها إلى شجرة اللبان المر
و بينما هي تدعو ، اذا بالأرض تتجمع حول ساقيها التي تحولت الى جذور تنغرس في أعماق الأرض
و أصبحت ذراعيها اغصان ممتدة و جف جلدها و تحول الى لحاء التف حول جسدها ، و لم يبق لها من ادميتها غير دموعها المرة التي ظلت تذرفها ، وحتى تكفر عن ذنوبها فان السكاكين سوف تتناوشها من كل صوب من جسدها ، وسيبكي جسدها من كل صوب وترصد دموعها في عذابها الابدي بخور للآلهة
بلغ الجنين مبلغه في رحم سميرنا داخل جوف الشجرة ، و حاول عبثاً ان ينفذ الى الحياة
و أحست الألهة لوكينا بشجرة تتلوى و تنبعث منها زفرات متصلة ، فمسحت الشجرة بيدها ، فانشق الجذع عن وليد ينبض بالحياة
اسرعت الحوريات يتلقين الطفل و وضعنه فوق العشب الطري بعد ان غسلنه بدموع امه كان الوليد رائع الحسن و الجمال ، حتى ان ألهة الحسد نفسها اطرت عليه و على حسنه و أطلق عليه أسم أدونيس
يقال ان والد سميرنا قتل نفسه ليكفر عن الخطيئة التى دفع اليها دون علمه كما تروي بعض المصادر ان سميرنا ابنة ثياز ابن بيلوس ملك أشور و الحورية أوريسيا
قدم سنيراس الى قبرص و حكم مدينة بافوس بعدل و نشر فيها الأمن و الرخاء كان سنيراس ملك قوي و فاحش الثراء حيث كان يضرب به المثل هو و الملك ميداس (صاحب اللمسة الذهبية) في الغنى تزوج سنيراس من ميثارمي ابنة بجماليون ، و انجبا ولداً واحداً هو اكسيبروس و أربعة بنات هن اورسيدس ، لاجوريا ، براسيا و لاوديس كما تزوج من الأميرة سنكيري أجمل جميلات الاغريق ، و انجبنا فتاة لم تر الأرض أجمل منها و هي سميرنا (مورها) اخذ الغرور سنكيري لجمال ابنتها بأن قالت : " أن ابنتي سميرنا أجمل من أفروديت ألهة الجمال"
غلت الغيرة في قلب أفروديت و تملكها الغضب ، فقررت ان تنتقم من سميرنا ، فأمرت كيوبيد ان يصوب لسميرنا سهماً لحب محرم لقد جعلها هذا السهم تهيم حباً بأبيها سنيراس نشب السهم بقلبها لهيب حب ابيها و جعلها تموت شوقاً لوصاله
شعرت سميرنا بذنب كبير و حاولت طرح هذه الأفكار المحرمة عن رأسها ، الا انها مع الوقت ، أخذت تبرر لنفسها فعلها و تلعن حظها العثر و قوانين الطبيعة التى تقف بينها و بين غايتها توافد الخاطبون لطلب يد سميرنا من مختلف الأنحاء ، و تنافس من أجل الزواج منها كل شباب المملكة حين رأى أباها سنيراس ذلك الجمع من خاطبي ابنته ، احتار فيما يفعل ، فأخذ يعدد أسمائهم لها و يسألها عمن تختاره منهم لزمت سميرنا الصمت في أول الأمر ، و فاضت عينها بدمع غزير ، فظن أباها أنه حياء العذارى فجفف دموعها و سألها : " أي زوج تختارين ؟؟ "
أجابت سميرنا : " أريد زوجاً على مثالك "
حسب سنيراس ان هذا لون من البر بالوالدين ، فقال : " كم اتمنى ان تظلي بي بارة "
أحست الفتاة بضميرها يؤنبها حين سمعت عبارة ابيها ، فأطرقت برأسها
انتصف الليل و سميرنا لم يغمض لها جفن ، فلم يبق بها هذا الحب من عقل ، و لم تكن تملك القرار و لم تكن تعرف ماذا هي فاعلة و لم تجد سميرنا غير الموت لتخلص من أشواقها ، وكان قرارها الاخير هو الانتحار .
انفردت سميرنا بغرفتها وتناولت شالها الحريري ولفته حول رقبتها ، شدته بقوة فاحمرت عيناها وأزرق وجهها ، وتصاعدت شهقات الموت وحشرجاته بلغ هذا الصوت إحدى خادماتها العجائز ، فأدركتها العجوز وبقوة فكت يديها من الشال وارخته عن رقبتها وهي غير مصدقة ما تفعله الاميرة
احتضنت المربية العجوز الفتاة و أخذت تسألها عن سر ما همت به و هي التي تعيش عيشاً رغداً في كنف والدها ، لكن سميرنا ظلت صامتة حزينة ألحت المربية العجوز عليها
وتوسلت اليها ان تسر لها بهمومها ، و وعدت الفتاه انها ستكون الى جانبها كما ستصون سرها تنهدت سميرنا بعمق ، فشعرت مربيتها ان غراماً عارماً تملك الأميرة و انه سر تعاستها ، فقالت لها : " ان الحب يخفق به قلبك ، و لكن لا عليك فستجديني الى جانبك دوماً"
صاحت سميرنا : " اتركيني وحدي و لا تحاولي ان تكشفي عاري "
هلعت العجوز مما سمعت و توسلت الى سميرنا حيناً و هددتها بأخبار والدها بنية انتحارها حيناً أخر فقالت سميرنا في خفوت : " ما أسعد أمي حين ظفرت بأبي زوجاً "
تسمرت العجوز و توقف الدم في عروقها و اذا بشعر رأسها الأشيب ينتصب هولاً ، فقد أدركت ما تخفيه الفتاة
أخذت المربية تحذرها من عاقبة رغبتها الشنعاء ، و لكن سميرنا لم تستجب للنصح و تمسكت برغبة الأنتحار ان لم تجد حلاً
أخذت المربية تهون عليها و وعدتها انها ستحقق لها ما تريد كي تخلصها من الموت
بعد أيام حل عيد سيريس أله الخصوبة ، الذي تشارك فيه جميع الزوجات و النساء حتى الملكة و يحملن القرابين للألهة و يغبن عن ازواجهن إثني عشر يوماً (أو تسعة ليال)
و حين خرجت المكة سنكيري و خلا الملك سنيراس الى نفسه ، ذهبت اليه المربية و اخبرته إن هناك فتاة متولهة به و تحلم أن تشاركك الفراش أيام العيد ، ولكنها من عائلة تجري في عروقها دماء الآلهة ، فلا تريد أن يعرفها احد .. ولا حتى هو ... وسوف توافيه في ظلام الليل وتخرج قبل إنحسار الظلام، و ان هذا هو شرطها الوحيد
وكان ما كان ، رقدت الاميرة سميرنا مع أبيها عشرة أيام دون ان يراها او يعرفها وفي الليلة الحادية عشر ، كان الملك سنيران قد تشوق الى ان يعرف الفتاة التى قضى معها عدة ليالي ، فأحضر مصباحاً أخفاه الى جانب فراشه ، وغطاه جيداً ، فلما دخلت الأميرة سميرنا جر غطاء المصباح ويا لهول ما رأى ، انها إبنته تولى الملك سنيراس الجنون و نهض الى سيفه في جانب الغرفة ليقتل ابنته التى خدعته و جعلته يرتكب جريمة شنعاء من شأنها ان تجلب الخراب و لعنات الألهة
فهربت سميرنا من ممر سري ، كانت الخادمة قد دلتها عليه ... فرت هائمة في أنحاء مملكة ابيها الواسعة حتى وصلت الى بحر من الرمال مر على سميرنا الزمن ، وبدأت تظهر بالأفق في نهاية بحار الرمال ، أرض خضراء وجبال زاهية ، فلما صعدت الجبل أطلت على زرقة البحر اللانهائي ، جلست وقد انهكها السفر وقد آن موعد جنينها كي يولد تطلعت إلى الأفاق طالبة العون ، ولكن لمن ستدعو وهي طريدة الآلهة والبشر ، بل طريدة ذاتها لانها ستلد ثمرة الخطيئة المحرمة
همت خاشعة تدعو : " ايتها الألهة اعترف اني جديرة بهذا المصير ، و لكني غير راغبة ان أبقي حية فسأدنس الأحياء بوجودي في عالمهم او اموت فأدنس عالم الأموات بخطيئتي التي لا تغتفر ولكني أتوسل إليكم ان تمسخوني الي كائن تمتنع عنه الحياة والموت معاً"
لم يصعب على زيوس أن يجد لها حلاً ... فقرر أن يحولها إلى شجرة اللبان المر
و بينما هي تدعو ، اذا بالأرض تتجمع حول ساقيها التي تحولت الى جذور تنغرس في أعماق الأرض
و أصبحت ذراعيها اغصان ممتدة و جف جلدها و تحول الى لحاء التف حول جسدها ، و لم يبق لها من ادميتها غير دموعها المرة التي ظلت تذرفها ، وحتى تكفر عن ذنوبها فان السكاكين سوف تتناوشها من كل صوب من جسدها ، وسيبكي جسدها من كل صوب وترصد دموعها في عذابها الابدي بخور للآلهة
بلغ الجنين مبلغه في رحم سميرنا داخل جوف الشجرة ، و حاول عبثاً ان ينفذ الى الحياة
و أحست الألهة لوكينا بشجرة تتلوى و تنبعث منها زفرات متصلة ، فمسحت الشجرة بيدها ، فانشق الجذع عن وليد ينبض بالحياة
اسرعت الحوريات يتلقين الطفل و وضعنه فوق العشب الطري بعد ان غسلنه بدموع امه كان الوليد رائع الحسن و الجمال ، حتى ان ألهة الحسد نفسها اطرت عليه و على حسنه و أطلق عليه أسم أدونيس
يقال ان والد سميرنا قتل نفسه ليكفر عن الخطيئة التى دفع اليها دون علمه كما تروي بعض المصادر ان سميرنا ابنة ثياز ابن بيلوس ملك أشور و الحورية أوريسيا
تعليق