من اساطير الخلق البابلي
اسطورة اينوما ايليش
اينوما ايليش تعني عندما في الأعالي فعندما في الأعالي لم يكن هناك سماء وفي الأسفل لم يكن هناك أرض .
لم يكن في الوجود سوى المياه الأولى ممثلة في ثلاثة آلهة ابسو و تيامات و ابنهما ممو
أبسو هو الماء العذب و تيامات زوجته كانت الماء المالح ، أما ممو فيعتقد بأنه الأمواج المتلاطمة الناشئة عن المياه أو أنه الضباب المنتشر فوق تلك المياه والناشئ عنها.
هذه الكتلة المائية الأولى كانت تملأ الكون وكانت آلهتها الثلاثة تعيش في حالة من السكون والصمت ، ممتزجة ببعضها البعض في حالة لا تمايز فيها ولا تشكل .
ثم أخذت هذه الآلهة بالتناسل فولد لآبسو و تيامات الهان جديدان هما لخمو و لخامو وهذان بدورهما أنجبا أنشار و كيشار اللذين فاقا قوة أبويهما قوة ومنعة وبعد سنوات مديدة ولد لأنشار وكيشار إبن أسمياه آنو وهو الذي صار فيما بعد الهاً للسماء آنو بدوره أنجب أنكي و أيا وهو إله الحكمة والفطنة ، والذي أصبح فيما بعد إله المياه العذبة الباطنية ولقد بلغ إيا حداً من القوة والهيبة جعله يسود حتى على آبائه.
وهكذا تكاثرت الآلهة الجديدة و امتلأت أعماق الآلهة تعامة بالآلهة الجديدة المليئة بالشباب والحيوية والتي أحدثت صخبا وحركة وضجيجا لم تألفه آلهة السكون البدائية مما سبب لهم الهلع ووصل ضجيجهم إلى أعماق آبسو (المياه العذبة)
ظلت الأم تيامات صابرة أمام وقاحة الأبناء وإزعاجهم المتزايد ، وتصارعت لديها عاطفة الأمومة التي ترى كل اللطف والجمال في أبنائها مع مكانتها باعتبارها المسؤولة عن إدارة هذا الكون الصغير المتنامي ورفضها لسلوكهم العاق ، لكنها لم تشأ أن تؤنبهم أو تعاقبهم واحتفظت بصمتها المكابر.
غير أن زوجها آبسو دعا ابنه و مستشاره ممو وقال له : تعال نذهب إلى تيامات لنرى ما نفعل بشأنهم.
شرع آبسو يتكلم بصوت حاد : إن تصرفهم أزعجني ، فلا أجد الراحة في النهار ولا النوم في الليل، أريد أن أبيدهم وأفنيهم ليسود السكون ونتمكن من النوم
حينما سمعت الأم الأولى هذه الأقوال الرهيبة ،غضبت وصرخت على زوجها : لماذا نبيد ابناءنا من أجل السلطة ؟
لكن المستشار السيئ ممو قال : أبدهم يا أبي ، أبِد هذا السلوك الرديء لنكون في راحة خلال النهار وننام الليل
سرّ آبسو لسماع رأي المستشار السيئ وعانق ممو الذي جاء وجلس على ركبتيه ليقبله.
و تناهى إلى أسماع الأبناء عزم آبسو على إبادتهم ، خاف الآلهة الشباب وإضطربوا ، ولم يخلصهم من حيرتهم سوى أشدهم وأعقلهم الإله أيا الذي ضرب حلقة سحرية حول رفاقه تحميهم من بطش آبائهم ، ثم صنع تعويذة سحرية رماها على الإله آبسو الذي راح في سبات عميق
وفيما هو نائم ، قام أيا بنزع العمامة الملكية عن رأس آبسو ووضعها على رأسه رمزاً لسلطانه الجديد ، ثم ذبحه وبنى فوقه مسكنا لنفسه .
بعدها انقض على ممو مستشار آبسو فسحقه وخرم أنفه بحبل يجره وراءه أينما ذهب
ومنذ ذلك الوقت أصبح أيا إلهاً للماء العذب يدفع به إلى سطح الأرض ويتحكم به ، و يعطي الأنهار والجداول والبحيرات ماءها العذب و يفجر العيون من مسكنه الباطني .
ومنذ ذلك الوقت يشاهد ممو فوق مياه الأنهار والبحيرات لأن أيا قد ربطه بحبل فهو موثق به إلى الأبد
بعد ذلك ولد الإله مردوخ أعظم آلهة بابل ، و هو إبن إنكي و زوجته دمكينا
كان مردوخ هائل الحجم و له حواسُ مضاعفة ، إذ يملك أربع آذان وأربع عيون وينفث النيران كالتنين من فمه وعيونه تبصر كل شيء ، ووهبه جده آنو مقاليد الرياح الأربعة وأودعها في يده وخلق الغبار وجعله محمولا في العاصفة ، فأطلق مردوخ الرياح والزوابع
أقلقت قدرات مردوخ تيامات التي تحركت غاضبة حزينة كبقية الآلهة الذين أضمروا الشر وشرعوا يحرضون الأم تيامات على الثأر لزوجها آبسو من قاتليه ، وهم يرمون إلى التخلص من سلطتها التي تهددهم لامتلاكها لوح المصائر وقالوا لها : حينما قتلوا زوجك آبسو لم تواجهيهم و لم تهبي لمساعدته ، وهو ذا آنو خلق الرياح الأربعة المفزعة وسلمها إلى مردوخ فاضطربت أحشاؤك وحرمنا من النوم والراحة.
يؤدي التحريض الماكر إلى ثورة تيامات و رغبتها في الانتقام ، فتجهز جيشا قوامه أحد عشرة نوع من الكائنات الغربية و المسوخ والأفاعي وتصنع الأسلحة وتلد من جوفها المائي حياتٍ عملاقة بأسنان حادة ، ثم تخلق الرجال العقارب والكلاب المتوحشة وشياطين العاصفة والسمك والثور الوحشي وحية البحر برؤوسها الستة ، و جعلت عليها الإله كينغو قائداً بعد أن إختارته زوجاً لها وعلقت على صدره ألواح الأقدار
علم الفريق الآخر بما تخطط له تيامات وصحبها فاجتمعوا خائفين قلقين ، وأرسلو أيا الذي أنقذهم في المرة الأولى ، عسى ينقذهم في المرة الثانية .
لكنه يهزم أمام جيش المسوخ المروع ، فأرسلو آنو الذي مضى وعاد في حالة هلع شديد
أسقط في يد الجميع وأطرقوا حائرين كل يفكر في مصيره الأسود القريب وهنا خطر لكبيرهم أنشار خاطر جعل أساريره تتهلل إذ تذكر مردوخ الفتى القوي العتي ، فأرسل في طلبه حالاً
وعندما مثل بين يديه وعلم بسبب دعوته أعلن عن إستعداده للقاء تيامات وجيشها بشرط الموافقة على إعطائه إمتيازات خاصة وسلطات إستثنائية
فكان له ما أراد ، وجلسوا جميعا حول مائدة الشراب وقد اطمأنت قلوبهم لقيادة الأله الشاب.
اعطى الآلهة مردوخ قوة تقرير المصائر بدلاً من أنشار وأعطوه قوة الكلمة ولكي يمتحنوا قوتة أتوا بثوب وطلبوا من مردوخ أن يأمر بفناء الثوب ، فزال الثوب بكلمة آمرة من مردوخ، ثم عاد إلى الوجود بكلمة أخرى.
هنا تأكد الآلهة من قوة مردوخ ، فأقاموا له عرشاً يليق به وأعلوه سيداً عليهم جميعاً ثم أسلموه الطريق إلى تيامات
و يتقدم مردوخ معززا بتعويذة الجد «أنشار» الذي صنع له قوساً وجعبة وسهاماً والمطرقة الإلهية والبرق وشبكة هائلة ، أمر الرياح الأربعة أن تمسك أطرافها.
ملأ مردوخ جسمه باللهب الحارق وأرسل البرق أمامه يشق له الطريق و دفع أمامه الأعاصير العاتية وأطلق طوفان المياه وانقض طائرا بعربته الإلهية وهي العاصفة الرهيبة التي لا تصد وقرن بها أربعة جياد ووضع بين أسنانه النبتة الترياق التي تطفئ السم ، و أنطلق نحو تيامات
عندما إلتقى الجيشان طلب مردوخ قتالاً منفرداً مع تيامات ، فوافقت عليه دخل الإثنان في صراع مميت وبعد فاصل قصير نشر مردوخ شبكته ورماها فوق تيامات محمولة على الرياح ، وعندما فتحت فمها لإلتهامه دفع في بطنها الرياح الشيطانية الصاخبة فانتفخت وامتنع عليها الحراك .
وهنا أطلق مردوخ من سهامه واحداً تغلغل في حشاها وشطر قلبها ، وعندما تهاوت على الأرض حطم رأسها بالمطرقة وبتر أوردتها وأرسل دمها إلى الجهات المجهولة في الرياح
ثم التفت إلى زوجها وقائد جيشها كينغو فرماه في الأصفاد وسلبه ألواح الأقدار وعلقها على صدره وهنا تمزق جيش تيامات شر تمزيق وفر معظمه يطلب نجاة لنفسه ، ولكن مردوخ طاردهم فقتل من قتل وأسر من أسر
بعد هذا الإنتصار التفت مردوخ إلى بناء الكون وتنظيمه ، فعاد إلى جثة تيامات يتأملها ثم أمسك بها وشقها شقين ، رفع النصف الأول فصار سماءً وسوى النصف الثاني فصار أرضاً
وفي السماء ثبت النجوم (محطات راحة للآلهة) وعين أيام السنة والفصول والاثني عشر شهرا و وضع نجمة القطب ليدوم النظام وفي كبد تيامات وضع وسط السماء وأضاء فيها القمر وحدد بحركته الأيام ورتب منازله
ومن لعاب تيامات خلق الثلج وكثف السحاب ومن رأسها صنع الجبال والتلال
ومن عينها اليسرى أجرى نهر دجلة ومن اليمنى أجرى نهر الفرات
ومن ثدييها فجر الينابيع والعيون ثم ملأ جوفها بالتراب
هكذا انتهت سلطة الأم الأولى التي ضحى بها الأبناء ليخلقوا العالم من جسدها الممزق.
ثم شكل البشر من دماء الإله السجين كينغو حيث قتله وأفرج عن بقية الأسرى بعد أن إعترفوا بأن المحرض الأول هو كينغو
يأخذ إيا من دم هذا الإله الخاطئ ويمزجه بالتراب ويأمر الأم ننتو أن تصنع عجينة من الدم والتراب وتشكل سبعة أزواج من القرميد وتجعل سبعا إناثا وسبعة ذكورا في اللحظة ذاتها كما شكل الحيوان والنبات
أما بقية الآلهة المشاركين في الحرب فسوف يتطهرون بماء الفرات لينجوا من القصاص.
بعدها نظم الآلهة في فريقين الأول في السماء وهم الأنوناكي والثاني جعله في الأرض وما تحتها وهم الأيجيجي
بعد الإنتهاء من العمل يجتمع مردوخ بجميع الآلهة ويحتفلون بتتويجه سيداً للكون .
ثم بنوا مدينة بابل ، ورفعوا له في وسطها معبداً تناطح ذروته السحاب وهو معبد الازاجيلا وفي الإحتفال المهيب أعلنوا أسماء مردوخ الخمسين.
اينوما ايليش تعني عندما في الأعالي فعندما في الأعالي لم يكن هناك سماء وفي الأسفل لم يكن هناك أرض .
لم يكن في الوجود سوى المياه الأولى ممثلة في ثلاثة آلهة ابسو و تيامات و ابنهما ممو
أبسو هو الماء العذب و تيامات زوجته كانت الماء المالح ، أما ممو فيعتقد بأنه الأمواج المتلاطمة الناشئة عن المياه أو أنه الضباب المنتشر فوق تلك المياه والناشئ عنها.
هذه الكتلة المائية الأولى كانت تملأ الكون وكانت آلهتها الثلاثة تعيش في حالة من السكون والصمت ، ممتزجة ببعضها البعض في حالة لا تمايز فيها ولا تشكل .
ثم أخذت هذه الآلهة بالتناسل فولد لآبسو و تيامات الهان جديدان هما لخمو و لخامو وهذان بدورهما أنجبا أنشار و كيشار اللذين فاقا قوة أبويهما قوة ومنعة وبعد سنوات مديدة ولد لأنشار وكيشار إبن أسمياه آنو وهو الذي صار فيما بعد الهاً للسماء آنو بدوره أنجب أنكي و أيا وهو إله الحكمة والفطنة ، والذي أصبح فيما بعد إله المياه العذبة الباطنية ولقد بلغ إيا حداً من القوة والهيبة جعله يسود حتى على آبائه.
وهكذا تكاثرت الآلهة الجديدة و امتلأت أعماق الآلهة تعامة بالآلهة الجديدة المليئة بالشباب والحيوية والتي أحدثت صخبا وحركة وضجيجا لم تألفه آلهة السكون البدائية مما سبب لهم الهلع ووصل ضجيجهم إلى أعماق آبسو (المياه العذبة)
ظلت الأم تيامات صابرة أمام وقاحة الأبناء وإزعاجهم المتزايد ، وتصارعت لديها عاطفة الأمومة التي ترى كل اللطف والجمال في أبنائها مع مكانتها باعتبارها المسؤولة عن إدارة هذا الكون الصغير المتنامي ورفضها لسلوكهم العاق ، لكنها لم تشأ أن تؤنبهم أو تعاقبهم واحتفظت بصمتها المكابر.
غير أن زوجها آبسو دعا ابنه و مستشاره ممو وقال له : تعال نذهب إلى تيامات لنرى ما نفعل بشأنهم.
شرع آبسو يتكلم بصوت حاد : إن تصرفهم أزعجني ، فلا أجد الراحة في النهار ولا النوم في الليل، أريد أن أبيدهم وأفنيهم ليسود السكون ونتمكن من النوم
حينما سمعت الأم الأولى هذه الأقوال الرهيبة ،غضبت وصرخت على زوجها : لماذا نبيد ابناءنا من أجل السلطة ؟
لكن المستشار السيئ ممو قال : أبدهم يا أبي ، أبِد هذا السلوك الرديء لنكون في راحة خلال النهار وننام الليل
سرّ آبسو لسماع رأي المستشار السيئ وعانق ممو الذي جاء وجلس على ركبتيه ليقبله.
و تناهى إلى أسماع الأبناء عزم آبسو على إبادتهم ، خاف الآلهة الشباب وإضطربوا ، ولم يخلصهم من حيرتهم سوى أشدهم وأعقلهم الإله أيا الذي ضرب حلقة سحرية حول رفاقه تحميهم من بطش آبائهم ، ثم صنع تعويذة سحرية رماها على الإله آبسو الذي راح في سبات عميق
وفيما هو نائم ، قام أيا بنزع العمامة الملكية عن رأس آبسو ووضعها على رأسه رمزاً لسلطانه الجديد ، ثم ذبحه وبنى فوقه مسكنا لنفسه .
بعدها انقض على ممو مستشار آبسو فسحقه وخرم أنفه بحبل يجره وراءه أينما ذهب
ومنذ ذلك الوقت أصبح أيا إلهاً للماء العذب يدفع به إلى سطح الأرض ويتحكم به ، و يعطي الأنهار والجداول والبحيرات ماءها العذب و يفجر العيون من مسكنه الباطني .
ومنذ ذلك الوقت يشاهد ممو فوق مياه الأنهار والبحيرات لأن أيا قد ربطه بحبل فهو موثق به إلى الأبد
بعد ذلك ولد الإله مردوخ أعظم آلهة بابل ، و هو إبن إنكي و زوجته دمكينا
كان مردوخ هائل الحجم و له حواسُ مضاعفة ، إذ يملك أربع آذان وأربع عيون وينفث النيران كالتنين من فمه وعيونه تبصر كل شيء ، ووهبه جده آنو مقاليد الرياح الأربعة وأودعها في يده وخلق الغبار وجعله محمولا في العاصفة ، فأطلق مردوخ الرياح والزوابع
أقلقت قدرات مردوخ تيامات التي تحركت غاضبة حزينة كبقية الآلهة الذين أضمروا الشر وشرعوا يحرضون الأم تيامات على الثأر لزوجها آبسو من قاتليه ، وهم يرمون إلى التخلص من سلطتها التي تهددهم لامتلاكها لوح المصائر وقالوا لها : حينما قتلوا زوجك آبسو لم تواجهيهم و لم تهبي لمساعدته ، وهو ذا آنو خلق الرياح الأربعة المفزعة وسلمها إلى مردوخ فاضطربت أحشاؤك وحرمنا من النوم والراحة.
يؤدي التحريض الماكر إلى ثورة تيامات و رغبتها في الانتقام ، فتجهز جيشا قوامه أحد عشرة نوع من الكائنات الغربية و المسوخ والأفاعي وتصنع الأسلحة وتلد من جوفها المائي حياتٍ عملاقة بأسنان حادة ، ثم تخلق الرجال العقارب والكلاب المتوحشة وشياطين العاصفة والسمك والثور الوحشي وحية البحر برؤوسها الستة ، و جعلت عليها الإله كينغو قائداً بعد أن إختارته زوجاً لها وعلقت على صدره ألواح الأقدار
علم الفريق الآخر بما تخطط له تيامات وصحبها فاجتمعوا خائفين قلقين ، وأرسلو أيا الذي أنقذهم في المرة الأولى ، عسى ينقذهم في المرة الثانية .
لكنه يهزم أمام جيش المسوخ المروع ، فأرسلو آنو الذي مضى وعاد في حالة هلع شديد
أسقط في يد الجميع وأطرقوا حائرين كل يفكر في مصيره الأسود القريب وهنا خطر لكبيرهم أنشار خاطر جعل أساريره تتهلل إذ تذكر مردوخ الفتى القوي العتي ، فأرسل في طلبه حالاً
وعندما مثل بين يديه وعلم بسبب دعوته أعلن عن إستعداده للقاء تيامات وجيشها بشرط الموافقة على إعطائه إمتيازات خاصة وسلطات إستثنائية
فكان له ما أراد ، وجلسوا جميعا حول مائدة الشراب وقد اطمأنت قلوبهم لقيادة الأله الشاب.
اعطى الآلهة مردوخ قوة تقرير المصائر بدلاً من أنشار وأعطوه قوة الكلمة ولكي يمتحنوا قوتة أتوا بثوب وطلبوا من مردوخ أن يأمر بفناء الثوب ، فزال الثوب بكلمة آمرة من مردوخ، ثم عاد إلى الوجود بكلمة أخرى.
هنا تأكد الآلهة من قوة مردوخ ، فأقاموا له عرشاً يليق به وأعلوه سيداً عليهم جميعاً ثم أسلموه الطريق إلى تيامات
و يتقدم مردوخ معززا بتعويذة الجد «أنشار» الذي صنع له قوساً وجعبة وسهاماً والمطرقة الإلهية والبرق وشبكة هائلة ، أمر الرياح الأربعة أن تمسك أطرافها.
ملأ مردوخ جسمه باللهب الحارق وأرسل البرق أمامه يشق له الطريق و دفع أمامه الأعاصير العاتية وأطلق طوفان المياه وانقض طائرا بعربته الإلهية وهي العاصفة الرهيبة التي لا تصد وقرن بها أربعة جياد ووضع بين أسنانه النبتة الترياق التي تطفئ السم ، و أنطلق نحو تيامات
عندما إلتقى الجيشان طلب مردوخ قتالاً منفرداً مع تيامات ، فوافقت عليه دخل الإثنان في صراع مميت وبعد فاصل قصير نشر مردوخ شبكته ورماها فوق تيامات محمولة على الرياح ، وعندما فتحت فمها لإلتهامه دفع في بطنها الرياح الشيطانية الصاخبة فانتفخت وامتنع عليها الحراك .
وهنا أطلق مردوخ من سهامه واحداً تغلغل في حشاها وشطر قلبها ، وعندما تهاوت على الأرض حطم رأسها بالمطرقة وبتر أوردتها وأرسل دمها إلى الجهات المجهولة في الرياح
ثم التفت إلى زوجها وقائد جيشها كينغو فرماه في الأصفاد وسلبه ألواح الأقدار وعلقها على صدره وهنا تمزق جيش تيامات شر تمزيق وفر معظمه يطلب نجاة لنفسه ، ولكن مردوخ طاردهم فقتل من قتل وأسر من أسر
بعد هذا الإنتصار التفت مردوخ إلى بناء الكون وتنظيمه ، فعاد إلى جثة تيامات يتأملها ثم أمسك بها وشقها شقين ، رفع النصف الأول فصار سماءً وسوى النصف الثاني فصار أرضاً
وفي السماء ثبت النجوم (محطات راحة للآلهة) وعين أيام السنة والفصول والاثني عشر شهرا و وضع نجمة القطب ليدوم النظام وفي كبد تيامات وضع وسط السماء وأضاء فيها القمر وحدد بحركته الأيام ورتب منازله
ومن لعاب تيامات خلق الثلج وكثف السحاب ومن رأسها صنع الجبال والتلال
ومن عينها اليسرى أجرى نهر دجلة ومن اليمنى أجرى نهر الفرات
ومن ثدييها فجر الينابيع والعيون ثم ملأ جوفها بالتراب
هكذا انتهت سلطة الأم الأولى التي ضحى بها الأبناء ليخلقوا العالم من جسدها الممزق.
ثم شكل البشر من دماء الإله السجين كينغو حيث قتله وأفرج عن بقية الأسرى بعد أن إعترفوا بأن المحرض الأول هو كينغو
يأخذ إيا من دم هذا الإله الخاطئ ويمزجه بالتراب ويأمر الأم ننتو أن تصنع عجينة من الدم والتراب وتشكل سبعة أزواج من القرميد وتجعل سبعا إناثا وسبعة ذكورا في اللحظة ذاتها كما شكل الحيوان والنبات
أما بقية الآلهة المشاركين في الحرب فسوف يتطهرون بماء الفرات لينجوا من القصاص.
بعدها نظم الآلهة في فريقين الأول في السماء وهم الأنوناكي والثاني جعله في الأرض وما تحتها وهم الأيجيجي
بعد الإنتهاء من العمل يجتمع مردوخ بجميع الآلهة ويحتفلون بتتويجه سيداً للكون .
ثم بنوا مدينة بابل ، ورفعوا له في وسطها معبداً تناطح ذروته السحاب وهو معبد الازاجيلا وفي الإحتفال المهيب أعلنوا أسماء مردوخ الخمسين.