دراسة علمية
الابراج حقيقة ام كذب ؟..
الابراج في الجرائد
علي سبيل المثال , يجدر نقل مانشر في مجلة ( هيستوريا ) عن اسبوع برج الدلو , نقلاً عن مجلتين فرنسيتين وهما ( فرانس ديمانش , ايسي باري )
فكتبت الأولي : ( انك تجتاز فتره حسنة ) وكتبت الثانيه (مواليد برج الدلو يقاسون بعض القلق الغامض السبب والمفاجئ )
يكفي هذا التناقض لهدم (مهزلة الاعتقاد بالابراج ) الا ان ذلك الاعتقاد لا يزال مستمراً وحتي متزايداً يوماً بعد يوم , خصوصاً بواسطه الصحافة
التجارية والمجلات الاسبوعية الاجتماعية وشاشات التلفزة , وقليلة هي الجرائد التي لا تنشر ابراج الاسبوع , وهذه الاعتقادات الخالية من كل تفكير ومنطق , يقرأها 75 % من الناس . ومنهم من يقول انه يصدقها اذا صحت فقط ولا يكترث لها اذا اخطأت . غير أن هذا التفكير لا يخلو من السخافة والاعتقاد البسيط السطحي . ان المشعوذين المنجمين يخدعون
الناس البسطاء بعناوين غريبة وغامضة , ويستهزئون بهم بلغة محرفة و( عويصة ) احياناً ,أو مزيج من اللياقة والعموميات غير الواضحة , ويعمدون الي الاحتيال بطرق نفسانية مدروسة وعبارات فلسفية لا مبرر لها . لذا يصعب أن نزيل الاعتقاد بالابراج , ولم تستطع ذلك قساوة
استنتاجات الباحث (ميشال غوكلان) . لقد قرأ هذا الاخير في احدي الجرائد سنة 1967 تصريحاً لأحد كبار المنجمين جاء فيه ان ( الاختصاصي ببدعه النجوم يستطيع بواسطة منظم الكتروني خاص ( كمبيوتر) اعطاء المراسلين :
_ خريطه السماء لدي ولادتهم
_ مميزاتهم النفسية وتحليلاً عميقاً للشخصية
_ روزنامة فردية لنمط وجودهم المقبل
_ والأوقات المفرحة والمحزنة خلال السنين العشرة المقبلة , وكل هذا بقيمة سبعين فرانكاً فقط
دراسة غوكلان
أهتم غوكلان للأمر وادرك ان له فرصه سانحه لدراسة هذا الاعلان , لا سيما انه كان علي اطلاع واسع بهذه الامور منذ سنين عديدة , فحاول دراسة ما ادلي به المنظم الالكتروني من جهة , وما اقره المنجم من جهه اخري . واذا كانت الاله تعمل حسب المعطيات
( وهي تعاليم بدعه النجوم) الموضوعه في تيارتها , وكان لابد أن يصل البحث الي نتيجة مرضيه تماماً . وعندما تأكد غوكلان من أن الخطاط الاتوماتيكي يرسم بدقة خريطه السماء , صمم القيام بتجربة فريدة من نوعها , فأرسل الي المنجم ملفات , معتنياً بإيضاح مكان ووقت ولادة اصحابها إلخ .. وطالباً منه تفاصيل عن مميزات ابراجهم . وكانت تلك الملفات تخص اناساً ذوي اطباع معروفة وسلوك معين , اذ انهم من المجرمين المشهورين . لكنه لم يدل بأي اشاره للمنجم , كي يضعه في مأزق حرج اذا مااخطأت الاله في تحليل الشخصيات ,ومن بين الشخصيات نذكر :
الأب باتيو : الذي اقترف سبعاً وعشرين جريمة .
الأب أوروف : الذي قتل عشيقته الحامل والمعاقب بالاشغال الشاقة المؤبدة .
البير ميلي : الذي اقترف جريمتي قتل .
والأنسة ديكورنو : التي سممت والدها وزوجها ....
وعندما تلقي غوكلان النتائج , اعترف أن رسم خريطة السماء كان دقيقاً وصحيحاً , غير ان مميزات الابراج للشخصيات المذكورة كانت في غاية المفاجآت :
لقد جاء تقرير الأله لشده الاسف , مخطئاً رغم الجهود المبذولة . لنذكر
بعض الأمثله :
أعلن الكمبيوتر ان برج الدكتور ( باتيو) يتميز بطبيعة دبلوماسية ومنطق سليم وقيم اخلاقية عالية ووطنية مثالية .وصرح ايضاً ان الدكتور باتيو يسعي لانشاء عالم يسوده النظام والزهد والصراحه والتقشف , وأن هذا الدكتور يتحلي بااحساس مرهف وعاطفة كبيرة نحو الآخرين , ولكن عندما نعلم أن الدكتور باتيو قتل برباطة جأش سبعاً وعشرين شخصاً ولربما ثلاثه وستين وجردهم من أموالهم ... الخ , عندئذ ندرك مدي خطأ التفسير السيكولوجي الذي اعطاه المنجم .. يالغاية السخف !!
وبرج الأب ميلي , كان يؤكد طبع صاحبه الفرح والعاطفي والذي لا يود الا سعادة الآخرين ...
ليعلم القارئ ان المنجم لم يدل بأي تعليمات عن جرائم هؤلاء الاشخاص , كما انه ايضاً اخطأ في تحديد مستقبلهم , فلم يشير الي تنفيذ الاحكام
بحقهم , بل توقع لهم مستقبل مختلف بعدما اعتبرهم علي قيد الحياة . وهذا يؤدي بنا الي الاعتراف ,( الا اذا كنا اعمياء فكرياً ) بسخف علم النجوم وسخف المعطيات وسخف الاجهزة المخترعه خصيصاً لذلك.
غوكلان يزيد حججة :
غير ان غوكلان لم يكتف بذلك , فأرسل نصاً واحداً عن تحليل شخصية معينة الي 150 شخصاً , وذلك ليدرس مدي انفعالهم وتأثرهم بالنص , وكان هذا النص يخص الدكتور ( باتيو ) وطلب من المراسلين أن يدلوا بجميع ارائهم وانطباعهم فيه . وبعد زمن قليل , تلقي رسائل عديدة جاءت النتيجة علي الشكل التالي :
اعترف 94 % منهم أن شخصية الدكتور باتيو هي شخصيتهم ووافقوا علي تحليل حالهم النفسية ومميزاتهم , كما جاء في النص .
وأكد 90% ان التحليل كان موافقاً لاراء العائله والاصدقاء.
واقتنع 80 % ان تلك التنبؤات المذكورة للسنين العشرة المقبلة تشير بالفعل الي الاوقات الحسنة والسيئه التي سيجتازونها . وبكلمة واحدة , حسب الناس خطأ ان برج الدكتور باتيو هو برجهم , مما يدل علي ان الاعتقاد بالابراج هو خرافي .
وجد غوكلان التقني النفساني أخطاء كثيره جداً . وبفضل اطلاعه وجدارته في الطريقة الاحصائية , أظهر ان العلاقه بين حال السماء وحال المرء النفسية أو الاجتماعية ليست الا مجرد مصادفة . وبعدما درس ابراج 576 ضابطاً و 906 رسامين و576 اكاديمياً بالعلوم و و494 نائباً الخ ..
وبعدما تفحص مايقارب 25 الف ساعة ولادة في ايطاليا والمانيا وبلجيكا وهولندا , صرح ان
استنتاجاته لا توافق تماماً مبادئ تعاليم النجوم الكلاسيكيه . ونستطيع القول ان الابراج باتت لكثير من علماء النجوم , رمزاً لأظهار حواسهم الفطرية وأضحت العوبة اجتماعية مسلية للناس رغم ادعاء اصحابها بمقامها العلمي .
ايضاح بعض المفردات :
واذا اردنا الغوص في التحليل , وتفحص مصدر الكلمات بدقة , علمنا ان كلمه الاجنبية هنا صادرة عن اليونانية Astrologia وتعني دراسة الافلاك Astro – logos
فكانت اساس لما يسميه العلماء اليوم بعلم الفلك المرتكز علي اسس علمية ثابته تؤهل الاختصاصي فيها من ملاحظه الافلاك وموضعها وحجمها ودورانها في الكون . ولا ننكر ان يكون لتلك الافلاك تأثير علي ارضنا والنباتات وحتي الحيوانات في بعض اوقاتها(الغريزة ) , الا ان دراسة النجوم حالياً ليست لها ذات الأهمية العلمية كعلم الفلك لأن قواعدها لا ترتكز علي اسس حسابية مثل علم الفلك , لقد تطرق علم النجوم الي البحث في مصير الانسان وخصائصه الشخصية وماشابه ذلك , فبدا كأنه( علم الغيب ) , اذا ابتعد عن طرق العلم الصحيح او توجه الي تفسير حوادث المستقبل منه الي دراسه الافلاك مما دعي الي تسميته بالفرنسية Astro mancieفغدا علم النجوم مسرحاً لكسب اموال الناس عن طريق الابراج هوروسكوب التي نشأت تبعاً لأثنتي عشر صورة توافق الاثنتي عشر مجموعة العائدة للشمس . وسميت الصورة حسب تشبيهها بالحيوانات ( برج الاسد- الثور .. الخ ) او برموز اخري كبرج ( العذراء ) وحسب ساعة الولادة أي نظراً للساعه التي يولد فيها المرء , يكون تحت تأثير البرج الذي تقع فيه الشمس انذاك . فااذا كان لذلك البرج خصائص معينه ! استطاع المنجم حسب اعتقاده ! معرفه اطباع ومميزات الشخص المولود فيه .
الحجج التي تظهر عدم تأثير الافلاك علي الانسان :
في الحقيقة لا يمكننا نكران تأثير الكواكب علي الطبيعه والبحار والأزهار والاقاليم والفصول والعوامل الكونية الفيزيائيه وغيرها وحتي علي بعض الحيوانات , فشعر الحيوانات يسرع نموها مادام القمر زائد النور , واذا كان ناقص النور ابطأ تفريخه , وتكثر البان الحيوانات مع ابتداء
زيادة النور , وتنقص مع نقص نور القمر , ويكثر السمك في البحار مع اول الشهر الي الامتلاء , ويقل فيما بعد حتي اخر الشهر . ولكن لا يمكن اطلاقاً اعتبارها شديدة التأثير علي الانسان ومقرره لمصيرة , إن الاشعه الكونية لا تكاد تؤثر علي المرء لأن احواله الشخصية هي التي تجعله يسير في طريق معينة . فالاشعه هذه تصل الي الجميع علي السواء , وليس الي المولودين في برج معين فقط . ولا يوجد اي برهان حسي يدل علي ان هذه الاشعه تؤثر علي مستقبل أناس اكثر مما تؤثر علي مستقبل ناس اخري , وكي نكون واضحين في استنتاجتنا ,علينا ان نعلم بوقت تكوين المرء في بطن امه , وليست مده التسعه اشهر صحيحة دوماً , لأن هناك العديد من النساء يحملن أقل من 8 أشهر , وكيف يمكن للمنجم معرفة الساعه التي تكون فيها الجنين !
من السهل الاعتقاد ان الوراثه الناتجه عن ميزات الاهل تكون المرء وتعطيه طابعاً نفسياً وجسمانياً خاصاً ؟ اليس كذلك . أن من كان اهله مرضي عقلياً تزداد نسبته المئوية لاحتمال حدوث هذا المرض , فأي دور للكواكب والنجوم تأثيراً علي هذا المريض بعدما اتضح تأثير المرض ! يبرهن مندل علي قواعد الوراثه بشكل علمي , هل من أصبح فيلسوفاً ولد في يوم خاص بولادة الفلاسفه فقط ؟
ايكون تأثير الكواكب انذاك علي المواليد مرتبطاً بالفسلفة ؟ وهل للطبيعة اياماً خاصه للعلوم يولد ابناؤها حسب مقتضاها؟
يجيبنا علي هذا السؤال ( برت باك ) عالم الفلك في هارفرد ورئيس الجمعية العلمية الامريكية
الدائمة , يقول انه درس ابراج العلماء الامريكيين فيقول انه لم يتوصل اطلاقاً الي شئ في تأثير الكواكب علي مستقبلهم .
فقط مانستطيع به هو الاعتراف فقط ان ثمه تأثيراً خفيفاً في الطباع ينتج عن الحاله الجوية ودرجة التيارات الفضائيه والتفاعلات الذرية الخ .... , لكن ليس تأثيراً بكل معني التأثير , هذا مع العلم ان الفيلسوف اوغسطينوس صرح ان التأثير لا يجرد الانسان من حرية التصرف , لانه قد وهبته اياها ( اي الحرية ) العناية الالهية
الانسان والتغييرات الكونية :
يفكر العديد من الناس ان المرء مرتبط بالكون والاضطرابات التي تحدث كونياً يكون لها تأثير علي الانسان . وبرهاناً علي هذا أكدت الابحاث البيولوجيه أن الاهتزازات الالكترو مغناطيسيه تؤثر علي المرء , بحيث ان كثره امراض الشرايين والامراض العقلية كالهستيريا والصرع الخ .. , كل ذلك يتعلق بشكل مباشر باازدياد قوة الحقل المغناطيسي او الجيومغناطيسي , والكل يعلم مدي تأثير الاجواء الفضائيه علي الاجسام , بحيث ان الطقس المتبلد بالغيوم يبعث في النفس قلق وتشاؤم وقله همه وتقاعس ويوقظ احياناً بعض الاوجاع التي تحدث في امراض المفاصل والعظام , وذلك باايام قبل وقوعه . فالطبيب يدرك صحه هذه الملاحظات عندما يكثر المرضي قبل وقوع زوبعة .
لذلك صرح بعض الباحثين ان هناك تيارات غير معروفة بوضوح تصل الي الانسان وتمرضه او تقلقه , وسمع الكل بتصريحات العلماء عن الطائرات الخارقه لجدار الصوت ( كونكورد ) وتأثيرها علي تكوين الجنين وماتشكله من عاهات لدي الولاده . ولكن ليس لهذه الانباء أيه علاقة بتصرفات المرء في المستقبل
لا أري أيه علاقة لها بعلم النجوم . فمستقبل الفرد يتعلق به , اي بما سيحصل له بعد سنين طويله بملئ ارادته وليس حسب الاضطرابات الحالية الكونية . ان مشكله الاضطرابات الكونية شئ والمستقبل الانساني شئ أخر .حذار ان تضيع في هذه المسائل!
ويكفى ان نعلم بأن المستقبل فى علم الله
يتبع
يفكر العديد من الناس ان المرء مرتبط بالكون والاضطرابات التي تحدث كونياً يكون لها تأثير علي الانسان . وبرهاناً علي هذا أكدت الابحاث البيولوجيه أن الاهتزازات الالكترو مغناطيسيه تؤثر علي المرء , بحيث ان كثره امراض الشرايين والامراض العقلية كالهستيريا والصرع الخ .. , كل ذلك يتعلق بشكل مباشر باازدياد قوة الحقل المغناطيسي او الجيومغناطيسي , والكل يعلم مدي تأثير الاجواء الفضائيه علي الاجسام , بحيث ان الطقس المتبلد بالغيوم يبعث في النفس قلق وتشاؤم وقله همه وتقاعس ويوقظ احياناً بعض الاوجاع التي تحدث في امراض المفاصل والعظام , وذلك باايام قبل وقوعه . فالطبيب يدرك صحه هذه الملاحظات عندما يكثر المرضي قبل وقوع زوبعة .
لذلك صرح بعض الباحثين ان هناك تيارات غير معروفة بوضوح تصل الي الانسان وتمرضه او تقلقه , وسمع الكل بتصريحات العلماء عن الطائرات الخارقه لجدار الصوت ( كونكورد ) وتأثيرها علي تكوين الجنين وماتشكله من عاهات لدي الولاده . ولكن ليس لهذه الانباء أيه علاقة بتصرفات المرء في المستقبل
لا أري أيه علاقة لها بعلم النجوم . فمستقبل الفرد يتعلق به , اي بما سيحصل له بعد سنين طويله بملئ ارادته وليس حسب الاضطرابات الحالية الكونية . ان مشكله الاضطرابات الكونية شئ والمستقبل الانساني شئ أخر .حذار ان تضيع في هذه المسائل!
ويكفى ان نعلم بأن المستقبل فى علم الله
يتبع
عوامل اخري مسئولة عن النمو الشخصي :