دور العقل في الماروائيات
هذه المجموعة من المشاركات تتناول الحالات النفسية الشائعة والتي يعزوها بعض الناس إلى أفعال كائنات خارقة للطبيعة بينما تكون أشكالاً من الإضطرابات النفسية التي لها أعراضها وأسبابها بالنسبة لأخصائيي الطب النفسي والعصبي، كما تساهم على زيادة الفهم والقدرة على التمييز بين تلك الحالات لعزلها عن وقائع الأحداث الغير العادية الاخرى عند دراستهم للتجارب الواقعية.
الهلوسة النومية
إن فهم الهلوسة النومية يساعد في تفسير وتحليل وقائع عدد كبير من التجارب الواقعية التي يزعم أن لها صلة بالماورائيات ، وقد تعرض موقع ما وراء الطبيعة في مقال سابق عن الهلوسة على وجه العموم وفيما يلي شرح مختصر للهلوسة النومية :
الأعراض
تحدث الهلوسات النومية في غضون ثوان أو دقائق معدودة قبل أو بعد النوم حينما يكون المرء مستيقظاً ، وغالباً ما يجد في البداية أن بوسعه رؤية أو سماع أو شم شيء ما في غرفة النوم لكن سرعان ما يختفي هذا الإحساس أو يكتشف لاحقاً بأنه لم يحدث ، والهلوسة الأكثر شيوعاً هي سماع صوت يناديه باسمه أو رنين الهاتف ، أو رؤية أضواء بلورية مشرقة أو خافتة معلقة في الهواء تتلاشى ببطء ، أو الإحساس بأن أحداً لمس وجهه أو يديه أو أقدامه ، أو رؤية شخص بجانب السرير يختفي بسرعة.
الأسباب
يوجد حالتين من الهلوسة، تدعى الأولى الهلوسة النومية البعدية (هيبناغوغيك Hypnagogic) وتحدث في الفترة التي يصبح فيها الدماغ نائماً بعد أن كان يقظاً ، بينما الحالة الثانية تدعى الهلوسة النومية القبلية ( هيبنوبومبيك Hypnopompic) وتحدث أثناء استيقاظ الدماغ من النوم.
تحدث الهلوسات (كما في حالة الشلل النومي ) في فترة من الوقت ما بين النوم والوعي حيث يختلط على الشخص إدراك فيما إذا كان صاحياً أو نائماً وخلال هذه الفترة يمكن لحالة الأحلام أن تتداخل مع عالم يقظتنا منتجة هلوسات على مستوى جميع الحواس . ويمكن أيضاً أن يخطأ الدماغ في تفسير الإشارات التي يتلقاها من الحواس فيخلق هلوسات مبنية عليها، على سبيل المثال ، يمكن لقميص معلق على الجدار خلال اللحظات القليلة الأولى بعد الاستيقاظ أن يسيء الدماغ فهمه فيصبح كائناً بهيئة بشرية.
الصلة مع الماورائيات
كثيراً ما يساء فهم الهلوسات النومية فيظن أنها أشكال متنوعة من ظاهرة الأشباح ، لكن ينبغي على المحقق في الظواهر الغامضة أن يكون لديه وعي وفهم كاف خلال دراسته لحالات الظواهر الغريبة التي تحدث للناس سواء الذين استيقظوا مباشرة من نومهم أو كانوا في حالة استرخاء أوكانوا يغطون في نوم عميق.
كما لوحظ أن فرص رؤية " أشباح " تتعزز بشكل كبير إذا ما كان الشخص جالساً أو مستلقياً أو في حالة استرخاء، وبالمثل حدثت الغالبية العظمى من مئات الحالات التي شوهد خلالها تجسدات شبحية لأشخاص استيقظوا للتو حيث كانت تلك المشاهدات مجرد خيال وفي نفس الوقت لا يعني هذا أن كافة المشاهدات ليس لها صلة بالخوراق كـ التخاطر مثلاً رغم أن إرتباطها مع الهلوسة النومية أمر واضح تماماً.
ونذكر مثال على ذلك : لدى أحمد خوف شديد من العناكب إلا أن ذلك لم يجعله يفسر تجربته على أنها من الخوارق مطلقاً حيث أدرك أنها مجرد هلوسات ، يقول أحمد:
" استيقظت فجأة لأرى عنكبوتاً عملاقاً يتحرك على الجزء العلوي من لحافي وفوق وسادتي فنهضت جالساً في سريري وصرخت ، ورغم أنني أعرف مسبقاً بأنه لم يكن حقيقياً (كان لأحمد عدد من تجارب مشابهة في الماضي) كان لا بد لي من التحقق من الفراش وقلبه كذلك أيقظت زميلي في الشقة للتحقق من الغرفة ، وفي الليلة التالية عند حوالي الساعة 04:00 فجراً عندما خلدت إلى النوم سريعاً سمعت ضوضاء عالية وهمهمة وشعرت أن حيواناً بمخالب يمشي على صدري وبطني مثل قط ثقيل كنت على الأغلب نائم لذلك أقنعت نفسي بأنه كان جزءاً من حلم ولم أفتح عيني لأرى ".
هذه السلسلة من المشاركات تتناول الحالات النفسية الشائعة والتي يعزوها بعض الناس إلى أفعال كائنات خارقة للطبيعة بينما تكون أشكالاً من الإضطرابات النفسية التي لها أعراضها وأسبابها بالنسبة لأخصائيي الطب النفسي والعصبي، كما تساهم هذه السلسلة على زيادة فهم وقدرة المحققين في الظواهر الغامضة على التمييز بين تلك الحالات لعزلها عن وقائع الأحداث الغير العادية الاخرى عند دراستهم للتجارب الواقعية
يتبع
تعليق