الفن البيزنطي
ولد هذا الفن في القرن الرابع الميلادي بنشأة القسطنطينية، وهو في حد ذاته متأثر في الفن الهيلنتسي، والروماني، وفنون أسيا الصغرى، وسورية، ومصر، وبالفن الساساني فارس، وعرف عنه نظام القبة والزخرفة القائم على الرخام متعدد الألوان، كما في كنيسة أيا صوفية التي بنيت في عام 532م.
ويعتبر الفن البيزنطي أصدق مرآة للكيان المركب الذي كانت تتألف منه الحضارة البيزنطية، حيث تآلفت السمات وميزات الفنون الإغريقية والرومانية مع فنون الشام ومصر وفارس، وهي تمتزج بنسب متفاوتة، ولكنها ممتزجة امتزاجاً تاماً يخلق منها كلاً متكاملاً، وقد كان هذا الفن بجوهره فناً دينياً.
الأسلوب الفني المميز الذي ظهر في بيزنطة منذ بداية القرن السادس الميلادي. ظهرت الإمبراطورية البيزنطية عام 330م، عندما اتخذ قسطنطين الكبير بيزنطة عاصمة للإمبراطورية الرومانية. وسُميت فيما بعد باسمه القسطنطينية. واستمرت تحمل هذا الاسم إلى أن فتحها الأتراك عام 857هـ، 1453م وتغير اسمها من القسطنطينية إلى الاسم الحالي إسطنبول. وكانت هذه الإمبراطورية تشمل بلغاريا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد السوفييتي (سابقاً) ويوغوسلافيا (سابقًا) وأسبانيا.
وصار هناك أسلوب فني مميز لبيزنطة منذ بداية القرن السادس، وانتشر في بقية أرجاء الإمبراطورية. وقد تميّز هذا الأسلوب بالاهتمام بالزخارف البديعة للقباب وبالجداريات ذات الألوان الزاهية التي تُصور الشخصيات العظيمة. وكانت الأعمال الفنية البيزنطية متأثرة بأسلوبين: 1- الأسلوب الإغريقي القديم الذي يُجسِّد الواقع، ويهتم بالمنظور، ويقلد الطبيعة. 2- الأسلوب النصراني الأول الذي يتعمد التسطيح وعدم التجسيم للشكل المرسوم، حتى يعطيه نوعاً من الإيحاء الروحي.
فن العمارة. اتسم فن العمارة البيزنطي بأن يكون المبنى بسيطاً من الخارج، ومجرداً من أي زخارف، أما الداخل فكان مزيناً بأعمال فنية عديدة تشمل المناظر الطبيعية والأشكال الفنية الجميلة.
فن التصوير الجصي والفسيفساء. اندثرت الأعمال الجصِّية والفسيفسائية التي تنتمي إلى العصر البيزنطي الأول أي قبل القرن التاسع. وسبب اندثارها هو الخلاف الكبير الذي نشأ بين النصارى حول الصور التي كانت تعرض بالكنائس، وتصور الإله والقديسين. وقد عملت المجموعة التي عارضت وجود مثل هذه الصور على تدميرها داخل جميع الكنائس. ثم توصلوا إلى اتفاق بالموافقة على عرض مثل هذه الصور عام 843م ولذا فإن أغلب الأعمال الجصية والفسيفسائية البيزنطية الموجودة حاليا هي التي نُفِّذت بعد هذا التاريخ.
الفنون البيزنطية الأخرى. إضافة إلى الفسيفساء والتصوير الجصي، فقد مارس البيزنطيون أنواعاً أخرى من الفنون تشمل لوحات كبيرة، وتشمل زخرفة الكتب إضافة إلى الأعمال الفنية الأخرى كالمنسوجات والمنحوتات العاجية، وتذهيب الكتب وتفضيضها
ومن المؤكد أن الفن الإغريقي تأثر في بدء ظهوره بالفن المصري القديم. وأن فنون الرومان كانت امتداداً للفنون الإغريقية في الولايات الإيطالية التي كانت تخضع لنفوذ الإغريق من القرن الثامن إلى القرن الخامس في جنوب إيطاليا وكانوا يسمونها "مانيا جريكا" وأن الفن المسيحي بدأ بدوره يستعين برموز الرومان الوثنيين طوال مدة التبشير في الانفاق التي تسمى "كاتاكومب" تحت سطح الأرض إلى أن صدر مرسوم ميلانو في عهد الامبراطور "ثيودوسيوس" في عام 313 معترفاً فيه بالدين المسيحي ديناً رسمياً للإمبراطورية الرومانية, فانتشر المسيحيون يبشرون للدين المسيحي بفنون الرومان فترة طويلة في إيطاليا.
وفي عام 330 انتقل قسطنطين الأول إلى بلاد الإغريق واتخذ من مدينة بيزنطة عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية وسماها القسطنطينية.
وساعدها موقعها الجغرافي على أن تكون وقتذاك مركزاُ هاماً للتجارة والصناعات الفنية لسهولة اتصالها بالشرق, وأصبح لها من النفوذ السياسي والديني ما يعادل نفوذ روما التي كانت مقراً للبابا وعاصمة الدولة الرومانية الغربية.
والطراز البيزنطي مشتق من امتزاج الفنون الرومانية التي اصطبغت بالصبغة المسيحية بفنون الأقاليم الواقعة شرقي البحر المتوسط, واتخذ لنفسه أسلوباً خاصاً في بناء القباب والعقود المقوسة التي تزينها صور الموزايكو وحشوات من المرمر البديع الصنع والدقيق في تكويناته وتوزيع ألوانه
إنّ فنّ الأيقونات في الكنيسة الشرقية الأورثوذكسية هو عبارة عن فنّ طقسيّ مقدّس . . مثل كلّ الفنون الكنسية . له هدف روحي أكثر من أن يكون فقط من أجل تزيين الكنيسة بالرسومات . . وإبهاج العيون .
وهذا الفنّ في اللغة اليونانية يدعى ( آيّو غرافيّا ) أو الصورة المقدّسة , لأنّه يصوّر الأشخاص والمواضيع المقدّسة . .
ورسّام الأيقونات أو ( الآيّو غرافوس ) ليس من المفترض أن يستعمل هذا الفنّ بشكل حِرَفي . . حيث أنّه قديماً كان يقتصر على الرهبان فقط وكانت الرسومات سواء أكانت جدارية أو منقولة تنفّذ داخل الكنيسة خطوةً فخطوة .
الأيقونة البيزنطية لها معنى لاهوتي . . تُرْسَم بتلك الطريقة الغريبة والفريدة من نوعها لتجعلها مميزة عن باقي الصور الدينية التي ترسم بطريقة مادية كما نرى في بقية الفنّون الدينية .
لهذا السبب نرى في الأيقونات البيزنطية نقاوة مدهشة
هذا الفنّ الثابت لم يتغيّر مع تغيّرات الحياة الإنسانيةّ . . ولهذا يعتبر مفاجأةً لإنسان القرن الحالي الذي لا يغوص في أعماق الروحانيّات . . .
الخشبة التي تُرْسَم عليها تؤخذ من السّرو أو الجوز أو الكستناء أو الصنوبر أو أيّة شجرة أخرى معطّرة . والألوان مُسْتَخرجة من الأرض تنبعث منها رائحة معطّرة متى مزجت مع الماء . . وخاصةً في رسم ( الفريسك ) الرّسم لجداري ، ففي اللحظة التي يضع فيها الرسّام ألوانه على الحائط الكلسيّ قبل جفافه تفوح منه روائح معطّرة ، لا تُسْتَعمل أبداً في هذا الفنّ مواد سميكة أو خشنة كما في بقيّة الفنون التشكيلية مثل
( زيت الكتان ، وطلاءات سميكة ، وفراشي خشنة ومشعرة ) .إنّ جمال الأيقونات البيزنطية نابعٌ من جمال روح من يرسمها
القديسة مريم - فن بيزنطي
القديسة مريم و يسوع - فن بيزنطى
العذراء مريم - من الفن البيزنطي
تعليق