تاريخ الاقباط فى مصر
هيرودوت لاحظ ان المصريين يتمسكوا بتقاليدهم ولا يستوردون تقاليد من خارج مصر ، يقول :تاريخ مصر الاقباط فى مصر هو مرحله مهمه من مراحل تاريخها بدأت فى القرن الأول الميلادى ، لكن رغم ذلك فجذور الثقافه القبطيه تمتد لعصور مصر الفرعونيه.
اللغه القبطيه التى مازالت تستخدم حتى اليوم فى طقوس الكنيسه القبطيه المصريه هى أخر مرحله من مراحل تطور اللغه المصريه القديمه التى كان المصريين يكتبوا و بيقروا بها من 5000 سنه ، و استمر المصريين فى اسخدام لغتهم القبطيه لعدة قرون بعد دخول العرب مصر ، وحتى اليوم كلمات كتيره من اللغه القبطيه تستخدم والفلاح المصرى مسيحى أو مسلم يستعمل التقويم القبطى فى تنظيم زراعة أرضه.
ويظهر ذلك بوضوح تأثير التراث المصرى القديم فى الفن و الأدب القبطى. و تاريخ اقباط مصر بمفهومه الاثنولوجى (العنصرى) و مفهومه الثيولوجى (الدينى) هو تاريخ مصر الذى مر على كل المصريين من بداية تاريخ مصر وحتى اليوم ، لكن لان الاقباط بالمفهوم الدينى مرل عليهم احداث تاريخيه خاصه بهم فلهم تاريخهم الخاص ،
حقا هو تاريخ مصر لكن انعكاساته عليهم كانت مختلفه عن انعكاساته على بقية المصريين. فى الواقع تاريخ مصر هو تاريخ الأقباط حيث انهم عاصروا كل العصور و المراحل التاريخيه اللى سادت على أرض مصر من ايام الفراعنه حتى البوم .
كلمة " قبطى " معناها " مصرى " و فى الأصل ماكان لها دلاله دينيه ، و هى لفظ مشتق من الكلمه اليونانيه " ايجيبتوس Aigyptus ". اليونانيين كانوا يشيروا بهذة الكلمه لمصر و النيل سواء.
وهناك عدة نظريات بخصوص اصل هذة الكلمه اليونانيه .
الاقباط ليسوا ساميين و لا حاميين لكن عنصر ميديترينيانى ( بحر متوسطى ) دخلوا منطقة وادى النيل فى العصور القديمه و استقروا فيها ، و بنوا الحضاره المصريه الفريده من نوعها و اللى لاحظ هيرودوت انها تختلف بالكامل عن أى حضاره اخرى و ان عاداتها و تقاليدها مخالفه لعادات و تقاليد أى بلد اخر ، يقول هيرودوت :
"ليس فقط الجو المصرىليس لة مثيل فى اى بلد ، و لا سلوك النيل يختلف عن سلوك الانهار فى الاماكن الاخرى ، المصريين انفسهم فى عاداتهم و تقاليدهم يتصرفوا بطريقه معاكسه لبقية البشر ".
كلمة " قبطى " اللى فى الأصل معناها مصرى اصبح لها مفهوم دينى بعد ما ألفاظ " قبط " و " أقباط " اصبح يشار بهم للمسيحيين المصريين ، ارتبط تاريخ مصر القبطى بالتاريخ الدينى للمسيحيه فى مصر ، مع ان تاريخ الأقباط هو تاريخ حضارى فى المقام الأول و لبس تاريخ دينى و ان كان الدين بطبيعة الحال عنصر مهم من عناصر الثقافه و بالذات فى ثقافة المصريين اللذين وصفهم هيرودوت بإنهم متدينيين لأقصى الحدود.
ربما من سؤ حظ المرحله التاريخيه القبطيه انها وجدت فى فترة احتلال اجنبى لمصر ، لكن الاحتلال الاجنبى رغم ان كان له اثر سلبى على التطور الحضارى فى مصر استطاعت الثقافه القبطيه ان تستمر و تتعايش معه بدرجه كبيره من الإستقلاليه رغم الضغوط الفظيعه التى مورست عليها.
تراث مصر القبطيه تناولته ثلاث مدارس رئيسيه هى
المدرسه البروتيستانتيه التى تناولته بشغف كبير لكن بطريقه منقوصه ،
و المدرسه الرومانيه التى بطبيعة الحال كانت معاديه بسبب الخلافات المذهبيه ،
و المدرسه الحديثه التى تتكون من باحثببن مصريين مع علماء غربيين محايديين فى تناولهم للمصادر القبطيه الأصليه .
ويمكن ان تضاف مدرسه رابعه تتكون من باحثين مصريين اقباط وهم بالرغم من اهميتهم و الجهد الذى بذلوة فى التنقيب فى المصادر القبطيه القديمه و استخراج معلومات تاريخيه مهمه لكن بسبب حماستهم الدينيه و اندماجهم الكنسى غلب على كتاباتهم الاسلوب الدينى وليس التأريخى العلمى الموضوعى و اختلطت فى كتابتهم الحقايق التاريخيه بالتراث الاسطورى.
الأقباط فى العصر الرومانى
البطالمه حكموا مصر من الاسكندريه من زمن الامبراطور بطليموس الاول وحتى الملكة كليوباترا السابعه قلدوا الفراعنة والمصريين وراعوا العادات و التقاليد و الثقافه المصريه و يفرضوا ديانه أو لغه عليهم حاولوا يولفوا ما بين العقائد المصريه واليونانيه لكى يرضوا المصريين و اليونانيين ، فتأقلم المصريين و البطالمه على هذا الوضع وظل قائما حتى سنة 30 قبل الميلاد عندما غزا الرومان مصر و قضوا على الدوله البطلميه و احتلوا مصر و حولوها من مملكه مستقله لولايه رومانيه يحكمها نائب عن الامبراطور الرومانى مهمته جمع اكبر قدر من الضرائب لملئ خزنة الامبراطوريه فى روما ، و نقل غلة مصر بالمراكب لملئ بطن روما و ملحقاتها ، و تطبيق القوانين و الشرائع الرومانيه على المصريين.
فى هذة الايام سكان مصر كانوا يتكونوا من ثلاث طوائف رئيسيه هم المصريين
واليونانيين و اليهود. بطبيعة الحال عدد اليونانيين و اليهود بالنسبه لعدد المصريين كان صغير جداً لكن رغم ذلك الرومان اعطوهم مزايا كتيره لم يعطوها للمصريين و عملوا محاكم زى المحاكم المختلطه تضيع فيها حقوق المصريين فى المنازعات القانونيه مع اليونانيين و اليهود. رغم ذلك ، الرومان مثل اليونانيين لم يتدخلوا فى لغة المصريين و ديانتهم.
الحكم الرومانى لمصر بشكله اللاتينى و البيزنطى استمر 670 سنه و انتهى بالفتح العربى لمصر سنة 640.
فى الفتره الرومانيه دخلت المسيحيه مصر فى نصف القرن الأول الميلادى على يد مار مرقس (كاروز مصر )المصريين فى عصور الدوله البطلميه و الرومانيه قبل دخول المسيحيه مصر التفوا حول معابدهم و كهنتهم واصبحت المعابد المصريه فى الصعيد و الدلتا بعد عن اسكندريه هى ملجأهم للمحافظه على هويتهم القوميه.
الا سكندرية عاصمة مصر فى هذة العصورعاشت معزوله عن مصر و كان من يسافر منها للدلتا يقول انه مسافر مصر.
القوميه كانت دائماً عبر كل تاريخ مصر هى الكلمه السحريه للمصريين و على عكس قوميات كتيره ذابت و اختفت بفعل الزمن أو بسبب الاحتلال الأجنبى ، القوميه المصريه عاشت فى مصر آلاف السنين رغم طول الزمن و رغم كل الاحتلالات الأجنبيه.
" المصريين يتمسكوا بتقاليدهم المحليه و عمرهم ما استوردوا اى تقاليد من الخارج .
يتبع
تعليق