الممالك العربية القديمة .. مملكة تنوخ
مملكة تنوخ هي مملكة جاهلية بدأت كحلف لعدة عشائر هاجرت من اليمن بسبب حادثة انهيار سد مأرب، حيث تم تشكيل الحلف وأعلن مالك بن فهم ملكا عليهم وقام هذا الحلف بالسيطرة على مناطق متعددة أثناء زحفه شمالا حيث تمكن من اخضاع عمان وشرق الجزيرة العربية ومناطق أخرى في الجزيرة العربية وكذلك أجزاء من العراق وسوريا وجنوب إيران وذلك في أقصى تمددها، دامت المملكة من بداية القرن الثاني الميلادي حتى منتصف القرن الثالث الميلادي.
ورد ذكر تنوخ في النصوص السبئية والحميَرية وفي الكتابات الحسائية وفي كتب بطليموس, وهي نفس قبيلة الملكة ماوية التي ثارت ضد الرومان, ونفس القبيلة التي ساعدت الرومان على هزيمة الملكة زنوبيا. تشكلت قبيلة تنوخ من اتحاد قبلي شمل أكبر القبائل العربية، ضمت:الأزدوقضاعة بالدرجة الأولى وخرج من رحمهم قبيلة كندة التي أسست مملكة في نجد والبحرين وجنوبي اليمن وشملت وجذام، وإياد و عاملة. واتفق زعماء هذه القبائل على تمليك زعيمهم مالك بن فهم الدوسي الأزدي والمناداة به ملكاً على المنطقة المحصورة بين نجد غرباً والخليج العربي شرقاً وحدود عُمان جنوباً، وحدود البصرة شمالاً، وقد سميت هذه المنطقة الجغرافية الشاسعة البحرين.
في 86م استطاع مالك بن فهم الدوسي الأزدي إجلاء الفرس عن عمان وأصبح ملكاً لعمان واتخذ من مدينة قلهات عاصمه لملكه وقد حكم عمان أكثر من 70 سنة، وإمتد سلطان مالك في عمان حتى ضم إليها البحرين وأطراف العراق.
تحركت الهجرات العربية العارمة إلى أرض العراق، بمجموعتين أو بجيشين قاد الجيش الأول منهما الحيقاد بن الحنق التنوخي زعيم قبيلة قبيص وقصد هذا وجيشه مملكة الأرمانيين، الذين سكنوا بابل وما حولا فأغاروا عليهم، ثم جاء الجيش الثاني بقيادة مالك بن فهم "ملك البحرين" في جمع كبير من قبائل العرب فهاجم الأرمانيين وأجلاهم عن الأرض التي كانوا يسيطرون عليها وتابع طريقه إلى مملكة الأردوانيين فأخرجهم من الأرض التي حكموها واستقر مالك بن فهم ومن معه في مدينة الأنبار.
بعد وفاة الملك مالك بن فهم تولى شقيقه عمرو بن فهم سدة الحكم ومن ثم الملك جذيمة بن مالك المعروف بـ" الأبرش" ويُعتبر عدد كبير من المؤرخين ان جذيمة الأبرش هو الملك المُؤسس لسلاسة اللخميين العرب الذين حكموا الحيرة والأنبار وسائر الجنوب العراقي امتدادً إلى حدود عُمان واليمن وهي المملكة التي كانت اللبنة الأولى لدولة المناذرة.
بعد وفاة جذيمة الأبرش تولى عمرو بن عدي أمور تنظيم الحكم، وحكم العراق وإقليم البحرين نحو عشرين سنة خلال هذا الفترة حدثت حروب مع عدد من الممالك المحاذية، بعد قيام دولة الساسانيين في إيران وبعد غزو الساسانيين للعراق اضطر عمرو بن عدي للاعتراف بسيادتهم.
بعد عمرو بن عدي اعتلى الملك امرؤ القيس بن عمرو سدة المُلك عام 288 للميلاد، وقد استمر حكمه نحو أربعين سنة توسعت فيها رقعة الدولة التنوخية، فقام امرؤ القيس بأخضاع القبائل العربية والملوك المحليين لسلطانه في سائر البلاد العربية كالحجاز ونجد وتهامة والعراق والشام واليمن، وتوسعت دولة تنوخ إلى حدود ما وراء نجران.
يعتبر امرؤ القيس بن عمرو، واحداً من أقوى ملوك تنوخ اللخميين المناذرة بل من أقوى الملوك العرب قبل الإسلام، اخضع قبائل العرب وامتدت حدود دولته إلى اليمن وهاجم بقبائل عبد القيس وربيعة القاطنين في البحرين شواطئ فارس مستخدماً أسطولاً بحرياً حربياً كبيراً فعبر إلى أرض الفرس واحتل أجزاءً منها كما هدد بغزواته مشارف الإمبراطورية الرومانية إلا أنه ما لبث أن تصالح مع ملوك الرومان.
في عام 309 م واتت امرؤ القيس فرصة أخرى لتوسيع الدولة التنوخية حينما توفى هرمز الثاني بن نرسى الذي لم يخلف وريثا لعرش الساسانيين، فاختلت شأن الإمبراطورية الساسانية إلى حين وطمع فيها من جاورها. فاستغل امرؤ القيس تلك الفرصة وأخذ يعمل على توسيع دولته التي كان يحلم بها. ولما دانت له القبائل العربية أوعز إلى عبد القيس وربيعة وتميم وتغلب وبكر ومن يسكن إقليم البحرين من قبائل العرب بمهاجمة سواحل فارس فعبروا الخليج بسفنهم.
= 350) this.width = 350; return false;">
فأغلبوا اهلها على مواشيهم ومعايشهم واكثروا الفساد وقتلوا منهم خلقاً كثيراً واحتلوا أجزاء
كبيرة منها خمسة عشر سنة، وامرأ امرؤ القيس قبيلة اياد بالإغارة على
فرس العراق وفي ذلك كتب ابن الأثير أيضا: (وغلبت اياد على سواد العراق واكثروا الفساد
فيهم، فمكثوا حينا لا يغزوهم أحد من الفرس).
في 324م أغارت قبيلة قضاعة التنوخية على مدن فارس وقتلوا عدد من اقرباء ملك فارس
سابور الثاني. في عام 325م قام سابور الثانى بشن حملة ضد المماليك العربية, واستطاع ا
حتلال مدينة الحيرة بعد معارك ضارية مع جيش امرؤ القيس، وأمر سابور بإبادة سكان
مدينة الحيرة انتقاماً لقتلى فارس، وبعد ذالك نُصب أوس بن قلام العمليقي أمير قبائل
العماليق ملكاً على مدينة الحيرة تابعاً للتاج الساساني لوقف هجمات قبائل الأعراب.
=
اطر امرؤ القيس مع الكثير من قومة إلى الانسحاب إلى إقليم البحرين، ومن ثم ذهب إلى ملك
الروم قسطنطين وراد نصرة ملوك الروم لمساعدته في استرجاع ملكه وقتال الفرس
الساسانيين ولكنه توفي أثناء الطريق وهو يبلغ من العمر 100 سنة حسب معظم الروايات.
وفي عام 330م خرج جحجبان بن عتيق اللخمي التنوخي مع جموع كبيرة من العرب من
البحرين قاصداً الحيرة وقد أجمع على ان يعيد لبني لخم ملكهم في الحيرة وعلى الفتك بالملك
أوس بن قلام ثاراً لمن كان سابور قتلهم وفتك بهم في الحيرة بمساعدة أوس بن قلام،
وعندما وصل ابن عتيق إلى الحيرة كمن للملك أوس بن قلام حتى قتله. وتوالت هجمات
الأعراب على فارس الساسانية مما دفع بالملك الفارسي لإعادة الاتصال بأبناء الملك امرؤ
القيس بن عمرو لتسلم المُلك، عندما عاد أبناء الملك امرؤ القيس إلى الحيرة ونصبوا أخاهم
عمرو بن امرؤ القيس ملكاً في العام 370 للميلاد.
في عام ٤٢٥، إنفصل الأمير مرتع بن معاوية الكندي عن تنوخ وسيطر على البحرين و نجد
وأجزاء من اليمن بدعم من حمير وإستمر ملك كندة إلى ٥٢٥ بوفاة آخر ملوكها إمرؤ القيس
حزنا على مقتل أباه.
اعتنقت قبائل تنوخ الإسلام في العصر الأموي والعباسي وشارك التنوخيين في الفتوحات
الإسلامية ومنهم أبو العلاء المعري والفاتح موسى بن نصير اللخمي وبنو عباد
= 350) this.width = 350; return false;">
ملوك تنوخ
الأزديون ملوك تنوخ في عمان بعد الملك مالك بن فهم ملك ابنه هناءة بن مالك بن فهم على
عمان ومن ثم احفادة ورؤساء قبائل الأزد وهم يحكمون عمان إلى عصرنا الحالي
(البوسعيد).
الأزديون ملوك تنوخ في عمان (آخرهم جيفروعبد ابنا الجلندي).
اللخميين المناذرة وهم بطن من تنوخ/لخم في العراق وإقليم البحرين والعراق. (268-609).
الغساسنة وهم بطن من تنوخ/ الأزد في سوريا. (220-638).