تاريخ المرأة الإغريقية
عندما نتصفح تاريخ المرأة الإغريقية نلمس بأنها كانت مسلوبة الحرية والإرادة وحتى المكانة الاجتماعية وفي كل ما يرجع إلى الحقوق الشرعية وفق نظامهم وتشريعاتهم وفي كل ما يتعلق بالمرأة من حقوق وواجبات.
والظاهر أن المرأة الإغريقية كانت في القرون الوسطى تحل في المنازل الكبيرة محلاً منفصلاً عن الطريق جانبياً، بالكاد يكون له نوافذ ضيقة، محروس الأبواب، لا يسمح لها بمغادرة البيت بل تقوم فيه بكل الأعمال التي يحتاجها من غسيل وطبخ وتربية الأولاد وكنس ومسح، بانتظار وصول الزوج صاحب الإرادة والقوة المسيطر عليها.
والظاهر أن المرأة الإغريقية كانت في القرون الوسطى تحل في المنازل الكبيرة محلاً منفصلاً عن الطريق جانبياً، بالكاد يكون له نوافذ ضيقة، محروس الأبواب، لا يسمح لها بمغادرة البيت بل تقوم فيه بكل الأعمال التي يحتاجها من غسيل وطبخ وتربية الأولاد وكنس ومسح، بانتظار وصول الزوج صاحب الإرادة والقوة المسيطر عليها.
ومن هنا يتبين لنا بأن المرأة الإغريقية لم تتلق حتى التدريبات الأولية للقراءة أو الكتابة مما يجعلها محرومة حتى من الثقافة العامة. ولكن هذا كله عكس الأندية التي اشتهرت في الحواضر اليونانية بالغانيات الشهيرات والمثقفات مما دفع الزوج إلى الخوض في غمارهن والسباحة في بحرهن بحجة أن امرأته لا تغادر المنزل ومصاحبته إلى الأندية أو إلى المحافل المهذبة، لأن مجتمعه متزمت وبيئته لا تسمح للمرأة ربة البيت بأن تغادر منزلها الزوجي إلى أي مكان، مما دفع بالمرأة الإغريقية أن تتكوكب عليها العقد النفسية والشكوك التي تعصف رأسها في أنها غير كاملة. وقد يدفعها تهورها هذا إلى عمل طائش قد يؤدي إلى فقدان حياتها. وكانوا يهدرون منزلتها ويعتبرونها حيواناً يباع ويشترى، وكانوا يسلبونها أهلية التصرف.
وأما من الوجهة القانونية فقد حرمها القانون اليوناني حقها في الإرث وسلبها الحرية فأصبحت لا قيمة لها في المجتمع من الناحية الاجتماعية والشرعية، ولا يجوز لها أن تحصل على الطلاق بل تظل خادمة مطيعة لسيدها ورب بيتها.
ولكن في إسبرطة منحت المرأة بعض الحقوق المدنية المتعلقة بالبائنة والإرث وأهلية التعامل مع المجتمع الذي تعيش فيه، ولم تكن هذه الميزة للمرأة الإسبرطية وليدة تشاريع أو نصوص قانونية، وإنما كانت بسبب وضع المدينة الحربي حيث شغف الرجال بخوض المعارك مما أفسح المجال أمام المرأة لتخرج من عزلتها في بيتها لشراء حاجاتها أثناء غياب زوجها، لذلك يمكن أن نعتبرها أفضل من المرأة التي كانت تعيش في أثينا وبقية البلدان اليونانية الأخرى.
ولكن في إسبرطة منحت المرأة بعض الحقوق المدنية المتعلقة بالبائنة والإرث وأهلية التعامل مع المجتمع الذي تعيش فيه، ولم تكن هذه الميزة للمرأة الإسبرطية وليدة تشاريع أو نصوص قانونية، وإنما كانت بسبب وضع المدينة الحربي حيث شغف الرجال بخوض المعارك مما أفسح المجال أمام المرأة لتخرج من عزلتها في بيتها لشراء حاجاتها أثناء غياب زوجها، لذلك يمكن أن نعتبرها أفضل من المرأة التي كانت تعيش في أثينا وبقية البلدان اليونانية الأخرى.
ولما أخذت الحضارة الإغريقية تتطور وتتقدم تبدلت أوضاع المرأة الإغريقية بشكل جذري وسريع، فراحت ترتاد الأندية وتختلط بالرجال مما أدى إلى إشاعة الفاحشة والزنى، واعتبرت دور البغايا مراكز للسياسة والأدب، واتخذت التماثيل للنساء العاريات باسم الأدب والفن.
وليس بمقدورنا أن ننكر بأن أسباب الكبت التي عانته المرأة اليونانية، ولد لديها القلق في فترة من فترات التاريخ فعمر قلبها بالحقد، واشتعلت نفسها بالكراهية لصنف الرجال فراحت تحرق نفسها بنفسها كشمعة لتنير دروب التقدم والتطور للمرأة الإغريقية.
ورغم كل هذه الأمور لابد لنا من أن نتساءل هل المرأة الإغريقية قد نالت حقوقها كاملة من الرجل مع تقدم حضارة بلادها أم لا؟ وجوابنا على هذا السؤال يتخلص في أن المرأة الإغريقية لم تنل حقوقها كاملة، ولم تحصل على اهتمام الرجل رغم تقدم الحضارة ونبوغ الفلاسفة والعلماء في بلاد الإغريق، ومع هذا الإهمال فقد حصلت على بعض الامتيازات في عصور الترف والبذخ، وكانت هذه الامتيازات نتيجة حتمية للوجاهة الاجتماعية والنهود إلى المتعة والشهوة.
وليس بمقدورنا أن ننكر بأن أسباب الكبت التي عانته المرأة اليونانية، ولد لديها القلق في فترة من فترات التاريخ فعمر قلبها بالحقد، واشتعلت نفسها بالكراهية لصنف الرجال فراحت تحرق نفسها بنفسها كشمعة لتنير دروب التقدم والتطور للمرأة الإغريقية.
ورغم كل هذه الأمور لابد لنا من أن نتساءل هل المرأة الإغريقية قد نالت حقوقها كاملة من الرجل مع تقدم حضارة بلادها أم لا؟ وجوابنا على هذا السؤال يتخلص في أن المرأة الإغريقية لم تنل حقوقها كاملة، ولم تحصل على اهتمام الرجل رغم تقدم الحضارة ونبوغ الفلاسفة والعلماء في بلاد الإغريق، ومع هذا الإهمال فقد حصلت على بعض الامتيازات في عصور الترف والبذخ، وكانت هذه الامتيازات نتيجة حتمية للوجاهة الاجتماعية والنهود إلى المتعة والشهوة.
وبالرغم من الحياة الإغريقية الباذخة لم تحصل المرأة الإغريقية على كامل حقوقها التشريعية القانونية نظراً لانشغال القادة والمفكرين والفلاسفة بالمجون والترف، مما أدى إلى انتشار الفسق والفجور في المجتمعات اليونانية دون أن يلتفت إلى هذا المجون أي مصلح اجتماعي محاولاً إيقافه عند حده ولو عن طريق نص بعض القوانين والتشريعات التي تحد من انغماس المرأة في هذه الحرية المصطنعة الغير منضبطة.
ومما يلفت النظر بأن أثينا وأغلب بلاد اليونان قد فرضت الحجاب على النساء الحرائر، ورفعته عن الإماء والبغايا. ففي بيوت الحريم على سبيل المثال كانت المرأة أو الفتاة التي لم تتزوج بعد، تقبع في ركن الحريم لا تغادره حتى زواجها حيث يتم نقلها إلى بيت الزوجية، ولم يكن الزوجان يرى أحدهما الآخر إلا ليلة الزفاف. ولم يكن الزواج يخول للمرأة حرية الاختلاط بالرجال ولا حرية الخروج من المنزل. فلم تكن المرأة تستقبل في دارها سوى النساء أو أقاربها الأقربين من الذكور. ولم يسمح لها باستقبال ضيوف زوجها أو مجالستهم، أو تناول الطعام معهم ولو بحضور زوجها، بل كان مجرد حضور الزوج مصحوباً بأحد أصدقائه سبباً في اختفاء المرأة من الجزء الخارجي من الدار لتحتمي في الغرف المخصصة للنساء. وعندما قدم (كورينلوس تيبوس) المؤرخ الروماني لزيارة اليونان في القرن الأول قبل الميلاد، أدهشته حياة العزلة والانفصال التي تعيشها المرأة اليونانية وهو الذي تعود في بلده على اختلاط الجنسين، فكتب يقول: ((كثير من الأشياء التي نظمها الرومان بلباقة يرى فيها اليونانيون منافاة لحسن الآداب.
فأي روماني يستشعر العار من اصطحابه زوجته إلى مأدبة؟
، والرومانيات يشغلن عادة الحجرات الأولى من المنزل والأكثر تعرضاً للرؤية حيث يستقبلن كثيراً معارفهن. وأما عند اليونانيين فالأمر على النقيض. فنساؤهم لا يشتركن في مأدبة إلا إذا كانت لدى أقاربهن، وهن يشغلن دائماً الجزء الأكثر انزواء من المنزل والذي دخوله محرم على كل رجل غير قريب)).
ولم يكن يسمح للمرأة أن تخرج من دارها إلا بإذن زوجها، ولم يكن ذلك عادة إلا لسبب وجيه، كزيارة قريبة أو عيادة مريض، أو أداء واجب العزاء. وفي الحالات التي كان يسمح فيها للمرأة بالخروج كانت التقاليد تلزمها بوضع حجاب يخفي معالم وجهها.
ويصف ديكايرش حجاب نساء طيبة إحدى المدن اليونانية، فيقول: ((إنهن كن يلبسن ثوبهن حول وجههن بطريقة يبدو معها هذا الأخير وكأنه قد غطى بقناع، فلم يكن يرى سوى العينين)). وفضلاً عن ذلك كان من اللازم أن يرافقها أحد أقاربها من الذكور أو أحد الأرقاء. وكان بعض الأزواج لا يكتفي بما كانت تفرضه التقاليد على حرية المرأة، فكانوا يضعون أختامهم على أبواب دورهم عندما يتغيبون رغبة في زيادة الاطمئنان.
ومما يلفت النظر أن بعض الفلاسفة والحكماء اليونانيين قد طالبوا بإلغاء هذه التقاليد والعادات وخاصة ما يتعلق منها بنظام الحجاب. فيذكر (ميناندر) على سبيل المثال، أن على الزوج أن يخفف من إحاطة زوجته بالرقابة المتطرفة والحبس في أعماق المنزل لأن عيوننا تحب التطلع إلى متع الخارج، فلا تضيعوا على المرأة لذة التمتع بالمنظر الموجودة في الخارج، بل اتركوها ترى كل شيء وتذهب حيث تشاء. فإن حب الاستطلاع سيشبع رغباتها، ولن تعود إلى التفكير في فعل الشرور وارتكاب الموبقات. فالأشياء التي اعتدنا أن نحجبها عنها، يزيد فيها الرغبة وحب الاستطلاع، وهذا ما ينطبق على الرجل والمرأة سواء بسواء. فالزوج الذي يبقي زوجته خلف الأبواب ووراء السجف والستائر يعتقد بأنه ينهج منهج الرجل الحكيم بدون أن يدري أنه ليس سوى أحمقاً وليست هذه الحكمة التي يتبجح فيها سوى نوع من أنواع الجنون. ولم يكن هذا الحكيم الإغريقي الوحيد الذي نادى بضرورة منح المرأة اليونانية بعض الحرية، ولكن هناك فيلسوف آخر هو المعلم أفلاطون الذي طالب بوجوب منح المرأة اليونانية كامل حريتها وإتاحة الفرصة أمامها لتغترف وتعبّ من الثقافة والعلوم كما يعبّ منها الرجل حتى تتمكن من إداء واجبها الوطني، وتقدم للوطن نفس الخدمات التي يؤديها الرجل.
تعليق