مقابر وادى الملوك
- مقبرة الملك تحتمس الثالث
تحتمس الثالث (1425 ق.م.) الفرعون الأسطورة.. سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر،
ويعتبر أعظم حكام مصر وأحد أقوى الاباطرة في التاريخ.
توفي تحتمس الثاني تاركا العرش لابنه تحتمس الثالث، الذي لم يكن عمره قد تجاوز السادسة. وقامت حتشبسوت، وهي عمته وزوجة أبيه في آن واحد، بتنصيب نفسها وصية على عرش الملك الصغير تحتمس الثالث. وبعد عامين، نصبت نفسها ملكة للعرش، وحكمت لمدة عشرين عاما. بعد ذلك اختفت، واعتلى تحتمس الثالث عرش والده.كان تحتمس الثالث يتمتع بسمات شخصية خارقة وعبقرية عسكرية ليس لها مثيل تدرب تحتمس في ساحات المعارك في الأقصر. وقد اكسبته هذه التدريبات صلابة في شخصيته وخبرات عسكرية عظيمة في الوقت الذي كانت تحكم فيه حتشبسوت. واهتم بالجيش وجعله نظاميا وزوده بالفرسان والعربات الحربية، كما في عهده أتقن المصريون القدماء بفضله صناعة النبال والأسهم التي أصبحت ذات نفاذية خارقة يعترف بها مؤرخوا أيامنا هذه. وتظهر لنا تماثيل تحتمس الثالث هذا الشاب المفتول العضلات وقد امتلك مقومات المناضل والقائد، إذ في الوقت الذي كانت تحكم فيه حتشبسوت فكانت تتبع سياسة سلمية مع مناطق النفوذ المصري في فلسطين والنوبة ومع جيرانها، وكانت تهتم بالبحرية وترسل الحملات البحرية إلى بلاد بونت وإلى سواحل لبنان للتبادل التجاري، انتهزت بعض المحميات في سوريا والميتاني للتمرد على حكم المصريين ومعاداتهم. وبمجرد أن اعتلى تحتمس الثالث العرش بعد وفاة حتسبسوت كان لا بد وان يعيد السيطرة المصرية على تلك الحركات المعادية تأمينا لحدود البلاد. تلك التبعات جعلته ملكا محاربا أسطوريا قام بستة عشرة حملة عسكرية على آسيا (منطقة سوريةوفلسطين) استطاع ان يثبّت نفوذه هناك كما ثبت نفوذ مصر حتى بلاد النوبة جنوبا. وقد كان أمير مدينة قادش في سوريا يتزعم حلفا من أمراء البلاد الأسيوية في الشام ضد مصر وصل عددهم إلى ثلاثة وعشرين جيشا وكان من المتوقع أن يدعم تحتمس الثالث دفاعاته وقواته على الحدود المصرية قرب سيناء إلا أن تحتمس قرر الذهاب بجيوشه الضخمة لمواجهة هذه الجيوش في أراضيهم ضمن خطة توسيع الامبراطورية المصرية إلى أقصى حدود ممكنة وتأمين الحدود ضد جيوش المتحرشين.
براعته السياسية
استدعى تحتمس الثالث أبناء أمراء الأقاليم الأسيوية إلى طيبة عاصمة مصر في ذلك الوقت، ليتعلموا في مدارسها العادات والتقاليد المصرية ويثقفهم بالثقافة المصرية، ويغرس في نفوسهم حب مصر، حتى إذا عادوا إلى بلادهم وتولوا الحكم فيها أصبحوا من اتباعه المخلصين وبالتأكيد لا يمكن التفكير في الحرب على مصر.
يشكك بعض المؤرخين أن هذا هو فرعون خروج اليهود من مصر بنى إسرائيل وذلك استنادا إلى فقرة في التوراة تقول ان الملك سليمان قد بنى بيت الرب في العام 480 من خروج بنى إسرائيل من مصر والعام الرابع لحكمه وبتحديد العام الرابع لحكم سليمان واضافت 480 سنة سيقودنا هذا إلى نهاية تاريخ حكم تحتمس الثالث، ولكن هذا الأفتراض مشكوك في صحته نظرا لاختلاف هذا الرقم في نسخ ترجمات التوراة حتى ان بعضها يجعل هذه الفترة 500 عام مما يدل على ان هذا الرقم كان تخمينا من كتبة التوراة.[1] ومن المعروف أن الملك سليمان حكم في فلسطين بين 970 و 928 قبل الميلاد.
اعماله المعمارية
بنىتحتمس الثالث في طيبة العديد من المعابد منها معبدين أحدهما بجانب معبد حتشبسوت في الدير البحري، كما قام ببناء البوابتان العملاقة السادسة والسابعة وقاعة الاحتفالات في معبد الكرنك وأكمل بناء معبد حابو الذي بدأته حتشبسوت، واقام معبد للآله بتاح في موطنه في منف، ويحتوى المعبد على ثلاث حجرات الأولى لبتاح والثانية حتحور ربة طيبة والثالثة للإلهه سخمت زوجة بتاح حيث يمثلها تمثال لها برأس لبؤة يعتليه قرص الشمس، وله معبد في أمدا وسمنة، وأقام معبد في الفنتين للإلهه ساتت، وله آثار في كوم امبووادفو
وعين شمس وأرمنت.
أقام تحتمس الثالث ما لا يقل عن سبع مسلات معظمها موجود الآن في عدد من عواصم العالم منها المسلة الموجودة في لندن (هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس الثالث أمام معبد الشمس بهليوبوليس وقد نقلهما مهندس إغريقى يدعى بنتيوس إلى الإسكندرية ليوضعا أمام معبد إيزيس، وقد سقطت هذه المسلة من فوق قاعدتها في خلال القرن الرابع عشر من الميلاد، ويقال أن محمد على باشا أهداها إلى بريطانيا عام 1831 م ولكنها لم تصل إلى لندن إلا في عام 1878 م حيث ظلت ملقاة على الأرض طوال ذلك الوقت لعدم التمكن من نقلها حتى تكفل بتكاليف نقلها السير أرزمس ولسن فصنع لها سفينة خاصة لنقلها، وقد تعرضت السفينة في طريقها للعودة للغرق نتيجة عاصفة قامت في خليج بسكاى ولكن تم إنقاذ المسلة ووصلت سالمة.
ومن الجدير بالذكر ان هذه المسلة قد أصيبت بخدوش من شظايا القنابل أثناء الحرب العالمية الثانية على نهر التيمز والمعروفة باسم إبرة كليوباترا والتي كان تحتمس قد أقامها أمام معبد عين شمس، ومسلة أخرى موجودة حاليا في إسطنبول هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس أمام الصرح السابع (بوابة عظيمة) بمعبد الكرنك وقد نقلها الأمبراطور ثيودورس عام 510 م، وفى الواقع تمثل هذه المسلة الجزء الأعلى فقط من مسلة كانت في الأصل أطول بكثير من أية مسلة موجودة الآن.
وله مسلة أخرى موجودة في نيويورك أقامها تحتمس أمام معبد الشمس فهذه المسلة ومسلة لندن توأمان، وهي قائمة الآن في سنترال بارك، كما أمر تحتمس في أواخر أيامه بإن تقام مسلة أمام الصرح الثامن من معبد الكرنك ولكنها لم تُستكمل بسبب وفاته، وتركت في مكانها لمدة 35 عاما إلى ان عثر عليها تحتمس الرابع واقامها في المكان الذي كانت معده له وتوجد الآن في روما امام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران، قام قسطنطين الأكبر عاهل الدولة الرمانية بنقل هذه المسلة التي تزن 455 طن إلى الأسكندرية عام 330 بعد الميلاد لأرسالها إلى بيزنطة لتجميل عاصمته الجديدة، ولكنه فشل في نقلها فبقيت وظلت في مكانها مدة 27 عاما حتى قام ابنه قسطنطنيوس بنقلها إلى روما وأقمها في ميدان ماكسيماس ، وفى عام 1587 م كشف عنها ووجدت محطمة إلى ثلاث قطع فتم إصلاحها وترميمها على يد دومنيكو فونتانا بأمر من البابا سكتس الخامس ونصبت في مكانها الحالى بميدان اللاتيران، كما أمر أيضا بأن يرفع الصليب على قمتها اعتقادا منه أن ذلك رمز لانتصار المسيحية على الوثنية.
الفرعون الامبراطور
أقام تحتمس الثالث أقدم امبراطورية في التاريخ وهي أقصى حدود لمصر في تاريخها حيث وصلت حدود مصر إلى نهر الفرات وسوريا شرقا وإلى ليبيا غربا وإلى سواحل فينيقيا وقبرص شمالاو إلى منابع النيل جنوبا حتى الجندل الرابع أو الشلال الرابع وكانت الإدارة في عهده قوية من ذوى الكفاءات العالية حيث اعطى تحتمس كل إقليم حكما ذاتيا تابعا للعرش نظرا لاتساع الامبراطورية واختلاف الاجناس وتباين الاعراف والقوانين من منطقة لأخرى
مقبرة تحتمس الثالث
مات تحتمس وعمره 82 سنة بعد أن حكم أربعة وخمسين عاما كما جاء في نص امنمحات "... من العام الاول حتى العام الرابع والخمسين في الشهر الثالث من فصل الشتاء اليوم الاخير من عهد فخامة الملك " من خبر رع " ملك دولة مصر الشمالية ومصر الجنوبية "...ولم يعرف تاريخ مصر ملكا بكى عليه المصريون وحزنوا عليه حزنا شديدا مثل ما حدث مع تحتمس الثالث، وبعد وفاته أقيمت مراسم الحداد والدفن الملكية تبعه فيها كل المصريين وهي أضخم جنازة في التاريخ القديم ودفن في مقبرة بوادي الملوك كان قد أعدها لنفسه وهي المقبرة رقم 34، حيث يعد من أوائل الملوك الذين بنوا مقابر لأنفسهم في وادى الملوك، وقد اكتشفت مقبرته في عام 1898 على يد العالم فيكتور لوريت ووجد المقبرة قد تعرضت للنهب ولم تكن بها المومياء التي عثر عليها في الدير البحري عام 1881. و من أشهر مقولاته لوزيره الشهير رخمى رع "لا يرضى الرب بالتحيز(الفساد)، كن يقظا فمنصب الوزير عماد الأرض كلها فليس للوزير أن يستعبد الناس، استمع للشاكى من الجنوب والدلتا أو أى بقعة.. تصرف بالعدل فالمحاباة يمقتها الرب.. كن عادلا مع من تعرفه ومن لا تعرفه...».
ويعتبر أعظم حكام مصر وأحد أقوى الاباطرة في التاريخ.
توفي تحتمس الثاني تاركا العرش لابنه تحتمس الثالث، الذي لم يكن عمره قد تجاوز السادسة. وقامت حتشبسوت، وهي عمته وزوجة أبيه في آن واحد، بتنصيب نفسها وصية على عرش الملك الصغير تحتمس الثالث. وبعد عامين، نصبت نفسها ملكة للعرش، وحكمت لمدة عشرين عاما. بعد ذلك اختفت، واعتلى تحتمس الثالث عرش والده.كان تحتمس الثالث يتمتع بسمات شخصية خارقة وعبقرية عسكرية ليس لها مثيل تدرب تحتمس في ساحات المعارك في الأقصر. وقد اكسبته هذه التدريبات صلابة في شخصيته وخبرات عسكرية عظيمة في الوقت الذي كانت تحكم فيه حتشبسوت. واهتم بالجيش وجعله نظاميا وزوده بالفرسان والعربات الحربية، كما في عهده أتقن المصريون القدماء بفضله صناعة النبال والأسهم التي أصبحت ذات نفاذية خارقة يعترف بها مؤرخوا أيامنا هذه. وتظهر لنا تماثيل تحتمس الثالث هذا الشاب المفتول العضلات وقد امتلك مقومات المناضل والقائد، إذ في الوقت الذي كانت تحكم فيه حتشبسوت فكانت تتبع سياسة سلمية مع مناطق النفوذ المصري في فلسطين والنوبة ومع جيرانها، وكانت تهتم بالبحرية وترسل الحملات البحرية إلى بلاد بونت وإلى سواحل لبنان للتبادل التجاري، انتهزت بعض المحميات في سوريا والميتاني للتمرد على حكم المصريين ومعاداتهم. وبمجرد أن اعتلى تحتمس الثالث العرش بعد وفاة حتسبسوت كان لا بد وان يعيد السيطرة المصرية على تلك الحركات المعادية تأمينا لحدود البلاد. تلك التبعات جعلته ملكا محاربا أسطوريا قام بستة عشرة حملة عسكرية على آسيا (منطقة سوريةوفلسطين) استطاع ان يثبّت نفوذه هناك كما ثبت نفوذ مصر حتى بلاد النوبة جنوبا. وقد كان أمير مدينة قادش في سوريا يتزعم حلفا من أمراء البلاد الأسيوية في الشام ضد مصر وصل عددهم إلى ثلاثة وعشرين جيشا وكان من المتوقع أن يدعم تحتمس الثالث دفاعاته وقواته على الحدود المصرية قرب سيناء إلا أن تحتمس قرر الذهاب بجيوشه الضخمة لمواجهة هذه الجيوش في أراضيهم ضمن خطة توسيع الامبراطورية المصرية إلى أقصى حدود ممكنة وتأمين الحدود ضد جيوش المتحرشين.
براعته السياسية
يشكك بعض المؤرخين أن هذا هو فرعون خروج اليهود من مصر بنى إسرائيل وذلك استنادا إلى فقرة في التوراة تقول ان الملك سليمان قد بنى بيت الرب في العام 480 من خروج بنى إسرائيل من مصر والعام الرابع لحكمه وبتحديد العام الرابع لحكم سليمان واضافت 480 سنة سيقودنا هذا إلى نهاية تاريخ حكم تحتمس الثالث، ولكن هذا الأفتراض مشكوك في صحته نظرا لاختلاف هذا الرقم في نسخ ترجمات التوراة حتى ان بعضها يجعل هذه الفترة 500 عام مما يدل على ان هذا الرقم كان تخمينا من كتبة التوراة.[1] ومن المعروف أن الملك سليمان حكم في فلسطين بين 970 و 928 قبل الميلاد.
اعماله المعمارية
بنىتحتمس الثالث في طيبة العديد من المعابد منها معبدين أحدهما بجانب معبد حتشبسوت في الدير البحري، كما قام ببناء البوابتان العملاقة السادسة والسابعة وقاعة الاحتفالات في معبد الكرنك وأكمل بناء معبد حابو الذي بدأته حتشبسوت، واقام معبد للآله بتاح في موطنه في منف، ويحتوى المعبد على ثلاث حجرات الأولى لبتاح والثانية حتحور ربة طيبة والثالثة للإلهه سخمت زوجة بتاح حيث يمثلها تمثال لها برأس لبؤة يعتليه قرص الشمس، وله معبد في أمدا وسمنة، وأقام معبد في الفنتين للإلهه ساتت، وله آثار في كوم امبووادفو
وعين شمس وأرمنت.
أقام تحتمس الثالث ما لا يقل عن سبع مسلات معظمها موجود الآن في عدد من عواصم العالم منها المسلة الموجودة في لندن (هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس الثالث أمام معبد الشمس بهليوبوليس وقد نقلهما مهندس إغريقى يدعى بنتيوس إلى الإسكندرية ليوضعا أمام معبد إيزيس، وقد سقطت هذه المسلة من فوق قاعدتها في خلال القرن الرابع عشر من الميلاد، ويقال أن محمد على باشا أهداها إلى بريطانيا عام 1831 م ولكنها لم تصل إلى لندن إلا في عام 1878 م حيث ظلت ملقاة على الأرض طوال ذلك الوقت لعدم التمكن من نقلها حتى تكفل بتكاليف نقلها السير أرزمس ولسن فصنع لها سفينة خاصة لنقلها، وقد تعرضت السفينة في طريقها للعودة للغرق نتيجة عاصفة قامت في خليج بسكاى ولكن تم إنقاذ المسلة ووصلت سالمة.
ومن الجدير بالذكر ان هذه المسلة قد أصيبت بخدوش من شظايا القنابل أثناء الحرب العالمية الثانية على نهر التيمز والمعروفة باسم إبرة كليوباترا والتي كان تحتمس قد أقامها أمام معبد عين شمس، ومسلة أخرى موجودة حاليا في إسطنبول هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس أمام الصرح السابع (بوابة عظيمة) بمعبد الكرنك وقد نقلها الأمبراطور ثيودورس عام 510 م، وفى الواقع تمثل هذه المسلة الجزء الأعلى فقط من مسلة كانت في الأصل أطول بكثير من أية مسلة موجودة الآن.
وله مسلة أخرى موجودة في نيويورك أقامها تحتمس أمام معبد الشمس فهذه المسلة ومسلة لندن توأمان، وهي قائمة الآن في سنترال بارك، كما أمر تحتمس في أواخر أيامه بإن تقام مسلة أمام الصرح الثامن من معبد الكرنك ولكنها لم تُستكمل بسبب وفاته، وتركت في مكانها لمدة 35 عاما إلى ان عثر عليها تحتمس الرابع واقامها في المكان الذي كانت معده له وتوجد الآن في روما امام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران، قام قسطنطين الأكبر عاهل الدولة الرمانية بنقل هذه المسلة التي تزن 455 طن إلى الأسكندرية عام 330 بعد الميلاد لأرسالها إلى بيزنطة لتجميل عاصمته الجديدة، ولكنه فشل في نقلها فبقيت وظلت في مكانها مدة 27 عاما حتى قام ابنه قسطنطنيوس بنقلها إلى روما وأقمها في ميدان ماكسيماس ، وفى عام 1587 م كشف عنها ووجدت محطمة إلى ثلاث قطع فتم إصلاحها وترميمها على يد دومنيكو فونتانا بأمر من البابا سكتس الخامس ونصبت في مكانها الحالى بميدان اللاتيران، كما أمر أيضا بأن يرفع الصليب على قمتها اعتقادا منه أن ذلك رمز لانتصار المسيحية على الوثنية.
الفرعون الامبراطور
أقام تحتمس الثالث أقدم امبراطورية في التاريخ وهي أقصى حدود لمصر في تاريخها حيث وصلت حدود مصر إلى نهر الفرات وسوريا شرقا وإلى ليبيا غربا وإلى سواحل فينيقيا وقبرص شمالاو إلى منابع النيل جنوبا حتى الجندل الرابع أو الشلال الرابع وكانت الإدارة في عهده قوية من ذوى الكفاءات العالية حيث اعطى تحتمس كل إقليم حكما ذاتيا تابعا للعرش نظرا لاتساع الامبراطورية واختلاف الاجناس وتباين الاعراف والقوانين من منطقة لأخرى
مقبرة تحتمس الثالث
مات تحتمس وعمره 82 سنة بعد أن حكم أربعة وخمسين عاما كما جاء في نص امنمحات "... من العام الاول حتى العام الرابع والخمسين في الشهر الثالث من فصل الشتاء اليوم الاخير من عهد فخامة الملك " من خبر رع " ملك دولة مصر الشمالية ومصر الجنوبية "...ولم يعرف تاريخ مصر ملكا بكى عليه المصريون وحزنوا عليه حزنا شديدا مثل ما حدث مع تحتمس الثالث، وبعد وفاته أقيمت مراسم الحداد والدفن الملكية تبعه فيها كل المصريين وهي أضخم جنازة في التاريخ القديم ودفن في مقبرة بوادي الملوك كان قد أعدها لنفسه وهي المقبرة رقم 34، حيث يعد من أوائل الملوك الذين بنوا مقابر لأنفسهم في وادى الملوك، وقد اكتشفت مقبرته في عام 1898 على يد العالم فيكتور لوريت ووجد المقبرة قد تعرضت للنهب ولم تكن بها المومياء التي عثر عليها في الدير البحري عام 1881. و من أشهر مقولاته لوزيره الشهير رخمى رع "لا يرضى الرب بالتحيز(الفساد)، كن يقظا فمنصب الوزير عماد الأرض كلها فليس للوزير أن يستعبد الناس، استمع للشاكى من الجنوب والدلتا أو أى بقعة.. تصرف بالعدل فالمحاباة يمقتها الرب.. كن عادلا مع من تعرفه ومن لا تعرفه...».
وتختلف هذه المقبرة فى نظامها ومظهرها عن باقى مقابر وادى الملوك ، فمقبرة تحتمس الثال تتكون من محورين وهذان المحوران يكونان زاوية تكاد تكون قائمة. ومدخل المقبرة فخم يقع فى مكان عال،ولهذا اقامت مصلحة الاثار سلما من الحديد لكى يسهل الوصول الى هذا المدخل المحفور فى منطقة مرتفعة فى صخر باطن الجبل وقد اكتشف المقبرة هذه المقبرة لوريه عام 1898 م.
نصل الى المدخل الذى يؤدى الى دهليز منحدر انحدار شديدا الى اسف يوصل هذا الدهليز الى ممر،وهذا الممر ينتهى عند حجرة صغيرة يتوسطها سلم هابط ومنها الى ممر صغير وأخيرا نصل الى حجرة البئر وهو مسقوف حاليا مقبل هيئة الآثار لكى يستطيع الزوار المرور من فوقه، وقد لون سقف حجرة البئر باللون الازرق وبه نجوم بيضاء ويصل عمقه الى 6 امتار. بعد ذلك نصل الى حجرة تكاد تكون مربعة يحمل سقـفها عمودين وسقـفها مزين بنجوم صفراء على ارضية زرقاء وسجل على جدرانها كشف طويل بأسماء الآلهة والآلهات التى ذكرها فى كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر ويصل عددها الى 741 اسم. وهذه الحجرة تعتبر نهاية المحور الاول وبداية المحمر الثانى.
ويوجد فى الركن الشمالى من هذه الحجرة سلم هابط يوصل الى حجرة الدفن التى اتخذت شكل الخرطوش الملكى
نصل الآن الى حجرة الدفن ويحمل سقفها عمودين ويوجد على جانبيها اربعة حجرات صغيرة،وزعت بمعدل حجرتين على كل جانب وتغطى حجرة الدفن رسوم ونصوص تخطيطية وقد كتبت بالخط المختصر وهو الخط الوسط بين الخطين الهيروغليفى والهيراطيقى. وقد كتبت على ارضية صفراء باللونين الاسود والاحمر حتى لتبدو حجرة الدفن كأنها بردية ضخمة مفتوحة مليئة بنصوص ومناظر كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر. وهذه الرسوم والنصوص فى حالة حفظ تام وتعطينا النسخة الأولى لكتاب ما هو موجود فى العالم الآخر "امى دوات" بفصوله الاثنى عشر.
وهذه المناظر والنصوص تمثل الخطوة الاول للرسوم التى سوف نشاهدها بعد ذلك بالنقش البارز ابتداء من عهد الملك حور محب
ومن اجمل مناظر حجرة الدفن المناظر المرسومة على الواجهة الشمالية للعمود الاول اذ نرى عليه اكثر من منظر فريد،غير متبع فى المقابر الملكية فى طيبة وهى المناظر التى تمثل الملك مع افراد عائلته ، ويمثل المنظر الأول الملك تحتمس الثالث مع امه ايزيس وهما فى مركب فى العالم الآخر ويتقدمها رجلين يحمل الاول منهما رمز الاله نفرتم والثانى رمز الاله حورس وتحت هذا المنظر يوجد منظر آخر يمثل الملك تحتمس الثالث يرضع من امه ايزيس والتى صورها المصرى القديم كشجرة الهية ذات ايدى انسانية ممسكة بثديها لترضع ابنها الملك تحتمس الثالث. وهناك منظر يمثل الملك تحتمس الثالث يتبعه ثلاثة من زوجاته هن "مريت رع" و"سات اعج " و "نبتو" واخيرا ابنته" نفر ارو".
اما باقى واجهات العمودين الاول والثانى فهى مليئة بمناظر كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر. ويوجد فى اقصى حجرة الدفن التابوت المصنوع من الحجر الرملى الاحمر وهو منقوش ايضا ومثلت الالهة نوت على قاعدته رافعة ذراعيهاويوجد بجوار التابوت غطائه. وقد وجد التابوت فارغا اما المومياء فقد عثر عليها بخبيئة الدير البحرى.
تعليق