|
|
يرجع الاهتمام بصناعة الأقلام في العصر الإسلامي إلى اهتمام المسلمين بالقراءة والكتابة والتعليم؛ نظرًا لأن الدين الإسلامي قد حثَّ على ذلك، وقد أدى ذلك الاهتمام والإقبال على التعليم والكتابة إلى العناية بأدواتها عنايةً كبرى، ومن ثم حرص الصنَّاع المسلمون على إتقان هذه الأدوات والتفنن في صناعتها وخاصةً الأقلام، وتشير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلى أهمية القلم فيقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "إن أول ما خلق القلم" أو "إن أول ما خلق الله اليراع ثم خلق من اليراع القلم"، ولذلك فإن القلم أشرف أدوات الكتابة وأعلاها رتبةً، ويؤكد ذلك الشرف أن الله تعالى أقسم به قائلاً: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ(1)﴾ (القلم)، كما ربط النص القرآني بين القلم والتعليم فقال تعالى: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4)﴾ (العلق). ولما كانت الكتابة من أرقى وأسمى الصناعات لدى المسلمين فمن البديهي أن يرتفع قدر صناعة الأقلام ويعلو شأنها؛ حيث كان لها مكانةٌ رفيعةٌ في المجتمع الإسلامي فكانت أفضل الصنائع وأجل البضائع، ولا ضيرَ أن تنال صناعة الأقلام اهتمام المسلمين، فقد نالت هذه الصناعة اهتمام جميع الأمم منذ أن عُرفت الكتابة واختلفت أشكالها والمواد التي يصنع منها باختلاف المواد التي يكتب عليها، فكانت الأقلام تُتَّخذ عند السومريين القدماء من أهل العراق من الحديد أو الخشب أو القصب ليضغط بها على الطين لرسم الخطوط المسمارية وفي مصر كتب الفراعنة على الأحجار بأقلام النحاس والحديد ونَقَشوا أدقَّ الصور وكتبوا على البردي بقلم البوص واستخدم العربُ في الجاهلية القلمَ في التدوين. وقد حثَّ النبي- صلى الله عليه وسلم- أمة المسلمين على صناعة الأقلام، فقد روي أنه قال: "من قلم قلمًا يكتب به علمًا أعطاه الله شجرةً في الجنة خيرًا من الدنيا وما فيها"، وكان لنزول القرآن باللغة العربية وانتشار الإسلام وتأسيس دولته- وما صاحب ذلك من مراحل تحول حضارية كالتعريب والترجمة ومعرفة العرب صناعة الورق، هذا بالإضافة إلى ظهور مواهب الخطاطين المسلمين الذين أجادوا فنون الخط وعَمِلُوا على إتقانه- أثرٌ كبيرٌ في تطور صناعة الأقلام عند المسلمين. أسماء القلم وقد تعددت مسميات القلم، فعرف بالمذبر الذي يزبر به أي يكتب به، وقيل اليراع وهو القضيب إذا بري والذي يكتب به، وعرف بالرقم وربما سمي بذلك لأنه أداة الرقم أي الكتابة بخط جيد، ولكن أكثر هذه التسميات شيوعًا القلم، وقد تعددت الآراء كذلك حول اشتقاق هذه التسمية، فقيل لأنه قلم أي قُطع وسوِّي كما يقلَّم الظفر، وكل عمود يقطع ويُحزُّ رأسه ويقلم بعلامة فهو قلم، وكذلك قيل للسهام أقلام قال تعالى: ﴿إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ﴾ (آل عمران: من الآية 44) وكانت سهامًا مكتوبةً عليها أسماؤهم، وقيل إنها سميت أقلامًا لاستقامتها كالقداح وقيل هو مأخوذ من القلام وهو شجر رخو، فلما ضارعه القلم سمي قلمًا.واستخدم المسلمون لب الجريد الأخضر في صناعة الأقلام، كما كان استخدام القصب في صناعتها سائدًا لما له من مزايا، فالأقلام المصنوعة من القصب تظهر قواعد الخط وهي سهلة الاستعمال وطوع يد الكاتب يقطعها كما يشاء بحسب حجم الكتابة ونوع الخط، بالإضافة إلى متانة تسمح بكتابة رفيعة جدًا، وقد أدرك الكتَّاب بخبرتهم جميع أنواع القصب ما حسن منها، حتى إن أحدهم ليقول لصبي يعلمه الخط: إن أعوزك البحري والفارسي واضطررتَ إلى الأقلام النبطية فاختر منها ما يميل إلى السمرة.. وكان من أوجه التفضيل جمال الشكل وحسنه. وباختلاف هذه الأوصاف من موطن إلى آخر اختلفت جودة الأقلام باختلاف جودة الأقصاب التي تصنع منها، ولكنَّ الكاتب كان يبحث عن الأقصاب الجيدة ليصنع منها أقلامه ولو اضطُّر إلى جلبها من بلد بعيد خارج موطنه، فقد أرسل أحدهم وهو في خرسان إلى صاحبه ببغداد ليرسل إليه بأنواع جيدة من القصب لندرة الجيد في موطنه، وقد أشار الكتاب إلى حجم القلم ومقاسه، فهي ما توسطت حالته في الطول والقصر والغلظ والدقة، فإن الدقيقَ الضئيلَ تجتمع عليه الأنامل فيبقى مائلاً إلى ما بين الثلث، والغليظ المفرط لا تحمله الأنامل، ويذكر ابن مقلة أن خيرَ الأقلام ما كان طوله من 16 إصبعًا إلى اثني عشر، وامتلاؤه ما بين غلظ السبابة إلى الخنصر، وفي موضع آخر يقال إن أحسن قدود القلم ألا يتجاوز به الشبر بأكثر من جلفته، والجلفة من القلم وهي ما بين مبراه إلى سنه. وارتبط بالقلم البرَّاية؛ إذ إن القلم لا يسمى قلمًا حتى يُبرى وإلا فهو قصبة، ومن هنا أتقن الكتَّاب أهمية تعلم البراية وإتقانها وحثّوا على ذلك؛ ولذلك مما لا شك فيه أن بري القلم من الأعمال المهمة في صناعته وبإجادتها يجود القلم، وكانت السكين هي الأداة المستعملة في بري الأقلام وكانت تلازم القلم لحاجة استخدامها في بري القلم من حين لآخر وكانت تحدُّ على المسن. وكانت الأقلام المصنوعة من القصب تحتاج إلى أدوات أخرى حتى يمكن الكتابة بها، فهي في حاجة إلى الدواة التي تمدها بالمداد (الحبر) وتُعتبر المقلمة من أشهر أدوات الحفاظ على الأقلام، ومما سبق يتضح أن صناعة القلم بهذه الطريقة كانت لتلبي حاجة الكتابة بخطوط متنوعة، وتلائم كذلك المادة التي يكتب عليها، وقد أدرك الكتَّاب ذلك فأنتجوا أقلامًا تفي بهذه المتطلبات لتخرج خطوطهم في النهاية جميلةً رائعةً. وقد تنوعت الأقلام عند المسلمين وبدأت هندسية الحروف ويقال إن الأقلام عند المسلمين انتهت إلى اثني عشر قلمًا ونذكر منها: القلم الجليل، وهو أول ما ظهر في أواخر الدولة الأموية وأوائل الدولة العباسية وكان يُستخدم في الكتابة في المحاريب وعلى أبواب المساجد وجدران القصور ونحوها، وهو ما يسمى الآن بالخط الجلي لأنه أكبر الأقلام وأوضحها، ومنها أيضًا الطومار وكان هذا القلم لتوقيع الخلفاء على التقاليد والمكاتبات والكتابة إلى السلاطين والعظماء، وقلم مختصر الطومار وبين ثلثي الطومار، وكان لكتابة اعتماد الوزراء والنواب على المراسيم ولكتابة السجلات المصونة، وقلم الثلثين وكان يُستعمل للكتابة من الخلفاء إلى العمال والأمراء، وقلم المدور الصغير وكان لكتابة الدفاتر ونقل الحديث والشعر، وقلم العهود وكان لكتابة العهود والبيعات، وقلم غبار الحلبة وكان لكتابة بطائق الحمام الزاجل. وهناك أيضًا من أنواع الأقلام التي استخدمها وصنعها المسلمون قلم توقيع الإجازة وسمي بذلك لأن الخلفاء والوزراء يوقِّعون به، وقلم الرقاع وهو من الأقلام القديمة التي استعملت في ديوان الإنشاء، وهناك قلم الثلث وهو ثلث الطومار واستُعمل لكتابة العنوان للكتب المؤلفة وأوائل القرآن الكريم وتقسيمات أجزاء الكتب وكتابة اللافتات التي يُكتب عليها أسماء أصحاب الحوانيت، وكذلك قلم النسخ، وسمِّي بذلك لأن الكتَّاب كانوا ينسخون به مؤلفاتهم، وقلم الرقعة، والقلم الفارسي وكتب به الخط التعليق. ولكل قلم من الأقلام المذكورة كان يوجد فيه ثقيل وخفيف وأوسط، والثقيل وهو ما كان إلى الشبع أميل، والخفيف ما كان إلى الدقة أقرب، والأوسط ما كان بين الثقيل والخفيف، وتجدر الإشارة إلى أن فن صناعة الأقلام كانت تتوارثها الأجيال خلفًا عن سلف عند المسلمين، وقد تطورت هذه الصناعة بتطور الخطوط التي ابتدعها الكتاب والخطاطون والتي تطلبت أقلامًا بمميزات خاصة تمكن من إخراج هذه الخطوط. ومما سبق يتضح دور المسلمين البارز في صناعة الأقلام وتطويرها، فهي أداةُ تسجيل علوم حضارتهم التي ارتقت إلى أسمى درجات السموِّ وكانت نبعًا للحضارة الغربية الحديثة. |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
فن صناعة الأقلام.. آلية حفظ تراثنا الحضاري
تقليص
X
-
فن صناعة الأقلام.. آلية حفظ تراثنا الحضاري
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]