الممالك العربية القديمة .. مملكة الغساسنة اهتم الغساسنة بالبناء والعمران فشيدوا العديد من القصور الفخمة مثل القصر الابيض جنوب شرق دمشق وقصر المشتى والصفا ومنار وحارب وغيرها ، كما اهتموا بالقرى وزودوها بالحمامات العمومية واقواس النصر والمسارح بالاضافة الى الاديرة المختلفة مثل دير الكهف ودير سعف التي لا تزال آثارها باقية حتى اليوم ، كما اهتموا بالشعر والشعراء . َ نشأة الغساسنة استمرت العلاقات وطيدة بين الغساسنة والرومان حتى أواخر القرن السادس الميلادي حينما اتهم الروم المنذر بن الحارث بالخيانة وبالتعاون مع الفرس فقبضوا عليه ونفوه الى جزيرة صقلية عام 582 م ( لاحظ مدى التحضر عندهم فهم لم يقتلوه ) ، كما قطعوا عن الغساسنة المعونة السنوية التي كانوا يقدمونها لهم فتفككت مملكة الغساسنة وتحولت الى امارات متفرقة على رأس كل منها امير وظل الحال كذلك حتى الفتح الاسلامي لبلاد الشام في القرن السابع الميلادي . كان آخر ملوك الغساسنة هو جبلة بن الايهم الذي اسلم في عهد عمر بن الخطاب ، وبينما كان يطوف حول الكعبة حاجا ، داس احد الاعراب على ثوبه ، فلطمه على خده . وعندما اشتكاه الاعرابي لعمر بن الخطاب امر باحضاره ليقتص الاعرابي منه . ولكن عندما علم جبلة بالأمر فر من مكة وارتد عن دينه وقصدالقسطنطينية حيث توفي هناك عام 20 هـ/641 م ) . َ الغساسنة قوة كبيرة كنا قد عرفنا في المقالة السابقة أن مملكة الغساسنة أصبحت إحدى القوة السياسية الكبيرة نظراً للتوسعات التي قاموا بها, ومن هنا قررت الدولة البيزنطية اتخاذ الغساسنة كمركز لهم نظراً للتهديد الساساني, فأصبح الغساسنة بمثابة الحارس الخاص لتجارة الدولة البيزنطية في الجانب الشرقي كما إنضم العديد و العديد من الغساسنة إلى الجيش البيزنطي . و قد قام الملك الغساني الحارث بن جبلة و الذي حكم البلاد من عام 559 ميلادية و حتى عام 569 ميلادية بمساعدة بيزنطية في حربه ضد الفرس, وقد منحه الإمبراطور جستنيان لقب بتريسيوس مكافأة له على إخلاصه للدولة البيزنطية . أفضل علاقة كانت العلاقة بين مملكة الغساسنة و الدولة البيزنطية العريقة في أحسن الأحوال فقد كانت علاقة تكاملية بين الطرفين فلكل منهما تأثير تاريخي كبير في هذه المنطقة . نبذة عن الحياة الثقافية اعتنق الغساسنة الديانة الوثنية ثم بعد ذلك الأرثوذكسية الشرقية, و كانوا من رعاة الشعر و الأدب في عصرهم فقد نبغ منه الكثير أمثال لبيد بن ربيعة والنابغة الزبياني وحسان ابن ثابت . وتتمثل آثار الغساسنة في صهاريج الرصافة و قصر الرصافة ودار الضيافة خارج سور الرصافة وكاتدرائية الرصافة والبناء داخل قلعة عمان وقلعة القسطل وقصر برقع . و من المباني الدينية كنيسة مادبا، والدير ذو البرج الموجود في قصر الحير الغربي وكنيسة الرفيد وكنيسة بريقة وكنيسة كفر ناسج وكنيسة كفر شمس . اسرع الرومان الذين كانوا يحتلون شمال تلك المنطقة الى مد ايديهم للغساسنة فحالفوهم ليستفيدوا منهم في حماية حدودهم الجنوبية من هجمات الفرس وحلفائهم المناذرة وغيرهم من القبائل العربية القريبة من تلك الحدود ودفع لهم الرومان مقابل ذلك معونة مالية سنوية . َ استطاع الغساسنة تكوين دولة تحت السيادة الرومانية اشتملت على الأجزاء الشمالية من شرق الأردن وحوران والجولان واتخذوا الجابية ثم بصرى عاصمة لهم . َوكان من نتيجة هذا التحالف ان دخل الغساسنة والمناذرة في دائرة الصراع بين الفرس والرومان ، مما أدى إلى بذر الاحقاد والخلافات بين هاتين القبيلتين العربيتين . ومن أشهر الحروب بينهما : ( يوم اباغ ) عام 544 م الذي قام فيه الحارث بن جبلة الغساني بمهاجمة المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة بسبب مهاجمة الاخير لأراضي الغساسنة ، فدار القتال بينهما وانتهى بمقتل المنذر واثنين من ابناء الحارث . َ و ( يوم حليمة ) عام 554 م حين قام المنذر بن المنذر بن ماء السماء للأخذ بثأر أبيه فجمع عرب العراق وهاجم الغساسنة الذي خرجوا اليه ومعهم القبائل العربية التي تناصرهم تحت قيادة الحارث بن جبلة الغساني ، وتقابل الطرفان في قنسرين حيث انهزم المنذر واتباعة شر هزيمة . وقد سمي ذلك اليوم بيوم حليمة لأن حليمة بنت الحارث اخذت تستثير الحمية في المقاتلين من اتباع ابيها وتمسح الابطال بالعطور وتشجعهم على مقاتلة المناذرة . نتحدث عن واحدة أعرق ممالك العصور القديمة ألا و هي دولة الغساسنة فهي إحدى ممالك شبه الجزيرة العربية و نستعرض في هذه المقالة التاريخية أهم الجوانب في دولة الغساسنة منذ النشأة مروراً بأحداث كثيرة حتى ظهور الإسلام فنستعرض في هذه المقالة الحياة السياسية لمملكة الغساسنة . نبذة عن الغساسنة الغساسنة هم سلالة عربية قامت بتأسيس مملكة في الشام جنوب سوريا ضمن حدود الإمبراطورية البيزنطية في فترة ما قبل الإسلام . نشأة الغساسنة في بداية القرن الأول للميلاد و عقب سيل العرم الذي أدى لانهيار سد مأرب بدأت مجموعة من القبائل بالإتجاه من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى الشمال ثم أقاموا عند بئر للمياه يسمى غسان و من هنا أطلق عليهم الغساسنة . واستمرت رحلة الهجرة حتى استقروا في جنوب سوريا واتخذوا من بصرى عاصمة لهم قبل أن يتحولوا إلى الجابية بمرتفعات الجولان و يتخذوها عاصمة لهم, و إمتد حكم الغساسنة ليشمل الجولان وحوران و غوطة دمشق و جنوب الأردن وسوريا واستمروا في غزواتهم حتى وصلوا لخيبر. وقد إمتد حكم الغساسنة من عام 220 ميلادية و حتى 638 ميلادية أي حوالي 428 عام و كان أول ملوك الغساسنة هو جفنة بن عمرو الذي حكم ما بين 220 ميلادية و حتى 265 ميلادية, ولذا يطلق بعضهم على ملوك الغساسنة آل جفنة, وكانت اللغة الرسمية هي العربية والديانة وثنية وجاء بعدها الأرثذوكسية الشرقية . الغساسنة و الرومان بدأت مملكة الغساسنة في عمليات التوسع في البلاد المجاورة و تمكنت من السيطرة على مجموعة كبيرة منها حتى أصبحت قوة سياسية, لذلك فقد قرر الرومان إتخاذهم حلفاء لهم في صراعهم مع الفرس, وقاموا بالاشتراك في عدة حروب ضد الفرس, و قد زاد الرومان من صلاحيات الغساسنة ليتمكنوا من تكوين دولة حدودية ضمن نطاق الدولة الرومانية, وإمتد سطان الغساسنة إلى عدد كبير من بلاد الشام مثل تدمر والرصافة في وسط سوريا والبلقاء والكرك في الأردن, و للحديث بقية في المقالة القادمة والتي سنتناول فيها الكثير و الكثير من الأحداث السياسية لمملكة الغساسنة و تدخل الدولة البيزنطية . الغساسنة و الدولة البيزنطية استعرضنا في مقالتنا السابقة الكثير من المعلومات عن مملكة الغساسنة منذ بداية الهجرة من جنوب شبه الجزيرة العربية و حتى الوصول لمكانة كبيرة سياسياً, ونتحدث في هذه المقالة عن العلاقة بين الدولة البيزنطية الكبيرة و مملكة الغساسنة و نبذة عن الحياة الثقافية … |
||
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الممالك العربية القديمة ... مملكة الغساسنة
تقليص
X
-
الممالك العربية القديمة ... مملكة الغساسنة
تعليق