الأثار الكلاسيكية في الأردن ( عمان - فيلاديلفيا )
عمـان في العصـر الهلنسـتي
دخلت مدينة عمان ضمن السيطرة اليونانية بعد دخول الأسكندر الأكبر للمنطقة عام 332 ق . م ، وبعد وفاته أصبحت عمان ومنطقة جنوب سوريا من ضمن ممتلكات بطليموس ملك مصر عام 301 ق . م ، وفي عهد بطليموس الثاني ( 285 – 246 ق . م ) أطلق على المدينة اسم فيلادلفيا تكريماً لأخته وزوجته أرسوني فيلادلفيا ( المحبة الأخوية ) ، واهتم بطليموس الثاني بالمدينة وجعلها مركزاً إدارياً ، وزودها بحامية من الفرسان ، وأعاد تنظيمها على الطراز اليوناني ، ثم أصبحت المدينة ضمن أملاك الدولة السلوقية بعد سيطرتهم على جنوب سوريا في مطلع القرن الثاني قبل الميلاد ، ولكن معظم الآثار التي تعود لهذا العصر قد طمرت أسفل الأبنية الرومانية ، والأبنية اللاحقة ، والمبنى الوحيد القائم المتبقي من هذا العصر هو قصر العبد الذي ورد ذكره سابقاً .
عمـان في ظـل الأنبــاط
كانت مدينة عمان إحدى المحطات المهمة على طريق القوافل النبطية ، وخاصة الطريق الواصل شمالاً إلى مدينة بصرى ، وبالقرب منها جرت معركة بين الأنباط وهيرود الكبير ، وكشف عن مدفن نبطي في المدينة يؤرخ إلى منتصف القرن الأول الميلادي ، عثر فيه على عدد من الآنية الفخارية الجميلة ، مثل الصحون ، والقوارير ، والأسرجة .
عمـان في العصـر الرومانـي
الآثـار الرومـانيـة في مدينـة عمــان
أسوار القلعة وأبراجها :
بنيت هذه الأسوار لإغراض دفاعية , كما استخدمت لإغراض دعم العمائر الرومانية على جبل القلعة , وتظهر هذه الأسوار في الجهات الشرقية , والجنوبية , والشمالية الغربية , والغربية , ويبلغ سمك هذه الأسوار حوالي (2,5) م مبنية بحجارة كبيرة ومتوسطة الحجم ومشذبة , كما يمكن مشاهدة بقايا للأبراج الدفاعية التي تتخلل هذا السور , ومن بينها البرج الجنـــــــــــوبي ذو الشكل المستطيل(7,60 *9,30)م , ويحتوي على غرفة داخلية (3,1*8)م , وفيه درج للصعود إلى السطح .
يعود تاريخ أسوار قلعة عمان إلى القرن الثاني الميلادي وربما إلى نفس تاريخ بناء معبد هرقــل (161-169 )م , وربما أنها أنشأت فوق أسوار تعود إلى العصر الهلنستي مطلع القرن الأول قبل الميلاد .وقد أجريت للأسوار أعمال ترميم في العصور اللاحقة لعصر الروماني .
معبد هرقل
يقع معبد هرقل بالقرب من الزاوية الجنوبية الغربية لجبل القلعة ويتجه ناحية الشرق.
شيد هذا المعبد فوق معبد عموني كان مبنيا فوق كتلة صخرية حيث كانت الأضاحي والقرابين تقدم للآلهة على هذه الصخرة التي يحتوي سطحها العلوي على قناة تمتد إلى بئر موجودة أسفل الصخرة في الزاوية الجنوبية الشرقية لأرضية صحن المعبد.
بني المعبد في الفترة (161-169)م من خلال نقش يوناني وجد على عتبة ساقطة من شرق المعبد يذكر الإمبراطور ماركوس اورليوس.
بني المعبد بشكل مستطيل (48*17)م فوق مصطبة حجرية ثلاثية بارتفاع 180 سم, وبنيت جدران المصطبة الخارجية من جدارين بينهما مسافة بعرض كلي للجدارين والفراغ حوالي (8)م لتشكل عازلا للحرارة والرطوبة.
يصل إلى المعبد بواسطة درج كان موجودا في الجهة الشرقية ويوصل إلى الردهة الأمامية والتي يفصلها عن صحن المعبد جدار يتوسطه باب بعرض (3)م.
البركة الرومانية
تقع في الجزء الشمالي من جبل القلعة إلى الشرق من القصر الأموي وهي ذات شكل دائري بقطر (18,5)م , وبعمق حوالي(5)م , وفيها درج يوصل إلى أسفلها , وهي مبنية بحجارة مختلفة الأحجام , وتتزود بالمياه عن طريق قناتين من الجهتين الغربية والشمالية للبركة .
وقد أعيد بناء هذه البركة في العصر الأموي .
المسرح
يعد مسرح عمان من أهم الآثار الرومانية وأجملها في الأردن والعالم العربي وهو مبني من ثلاثة طوابق داخل التل بشكل نصف دائري بقطر خارجي (102)م وقطر داخلي (40)م وبارتفاع (25)م من أرضية الاوركسترا إلى أعلى المسرح .
أما غرفة الممثلين Scaena) ) فيبلغ طولها (38,5)م , والباقي من ارتفاعها (4,8)م , وتتكون من طابقين وربما كانت في الأصل من ثلاثة طوابق , يتقدمها جدار تحتوي واجهته الأمامية علـى ثلاثة مداخـل , يتقدم كل مدخل أربع درجات , ويحيط بالمخل الأوسط دعامتان وعلى جانبيها نصف حنيه , بالإضافة إلى وجود حنيتين في كل جانب من جوانب الجدار الأمامي لغرفة الممثلين .
أما خشبة المسرح فترتفع (1,5)م عن أرضية الاوركسترا وجدارها الأمامي مزخرف بخمسة عشر محرابا صغيرا يفصل بينهما أعمدة رخامية صغيرة تحمل تيجانا كورنثية والمحاريب على نوعين نصف دائرية ومربعة بالتبادل وربما كانت تستخدم لوضع تماثيل تزينيه فيها أو للإنارة أو استخدمت كنوا فير للمياه .
يوجد على جانبي خشبة المسرح ممران مسقوفان بقبوين نصف برميليين يؤديان إلى خارج المسرح لخروج المشاهدين من الطابق السفلي في المدرجات .
الاوركسترا جاءت بشكل أكثر من نصف دائرة بقليل ويبلغ قطرها (29,5)م , ويحيط بها ثلاث درجات بشكل نصف دائري , ويفصل الاوركسترا عن مقاعد المشاهدين حاجز حجري بشكل نصف دائري بارتفاع (1,5)م , وعثر في أرضية الاوركسترا على فتحة دائرية بقطر (1,8)م يشكل مدخلا إلى ممر تحت أرضية الاوركسترا ويصل إلى غرفة الممثلين وكان يستخدم في بعض المسرحيات في الاختفاء والظهور مرة أخرى أمام المشاهدين أثناء العمل المسرحي , ويرى آخرون أن الممر مخصص لتصريف مياه الأمطار .
وفي المسرح يوجد مذبح للآلهة ديونوسيوس ألآله اليوناني المخصص للمسرح ويوجد في طرف الاوركسترا ومنتصفها مقابل كرسي العرش وليس في منتصف الاوركسترا تماما لوجود الممر السابق في منتصف مساحة الاوركسترا .
مقاعد المشاهدين :
تتألف من ثلاثة طوابق من المقاعد يفصل بين كل طابق وآخر ممر أفقي , وعدد صفوف المقاعد (44) صفاً محمولة على أقبية ويقسم مدرجات الطابقين الأول والثاني ثمان ممرات رأسية , أما ممرات الطابق الثالث فتقع في المنتصف بين ممرات الطابقين الأول والثاني .
يتكون الطابق الأول من أربعة عشر صفاً من المقاعد تقسمها الممرات الرأسية إلى سبعة مخاريط أهمها المخروط الأوسط الذي يوجد في مقدمته كرسي العرش الذي كان يجلس عليه الحاكم أو القائد ويحيط بهذا الكرسي جدار يفصله عن المقاعد المجاورة .
يتألف الطابق الثاني من خمسة عشر صفاً من المقاعد ويحتوي على أربعة ممرات مغطاة بالأقبية لتسهيل عملية دخول وخروج المشاهدين من المسرح .
ويتألف الطابق الثالث من ستة عشر صفاً من المقاعد وتحتوي أيضاً على أربع ممرات مغطاة بالأقبية للمشاهدين , ودرجات هذا الطابق يتناقص ارتفاعها كلما صعدنا إلى الأعلى لتحسين عملية الرؤيا .
يفصل المسرح عن الجبل المحيط به في الأعلى جدار يرتفع حوالي (4,5)م وأمامه ممر بعرض (3,5)م , وفي منتصف هذا الجدار توجد غرفة مربعة الشكل (3,5)م , محفورة في الصخر وتتكون واجهتها من مدخل بعرض(2)م وارتفاع (4)م , وعلى جانبيها دعامتان ويعلوهما قوس وعلى الجانبين حنيتان على شكل صدفه , وقد عثر في هذه الغرفة على تمثال للآلهة أثينا مما يدل على أن الغرفة كانت تمثل معبداً في نهاية هذا المسرح , والى الشرق من المعبد توجد غرفة صغيرة بشكل مستطيل بطول (4,5)م وعرض (2,3)م ولها مدخل مستقل ربما كانت مخصصة لخدمة المعبد أو رجال الدين المشرفين عليه .
يتسع المسرح إلى حوالي (6000) ستة آلاف مشاهد , ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني الميلادي في العصر الانطونيني حسب ما يرد في النقش الموجود في واجهة خشبة المسرح فيما بين (138-161)م .
ويتميز المسرح بوضوح الصوت في كل أجزائه على الرغم من حجمه الكبير واتساعه , ويتجه بنائه باتجاه الشمال الغربي من اجل حركة الشمس والظلال .
ويوجد في هذا المسرح مظاهر فريدة يختص بها عن باقي المسارح اليونانية والرومانية في الشرق وأهمها: وجود مخروط أوسط في مدرجات الطابق السفلي مخصص للطبقة العليا وفيه مقعد أو كرسي العرش المخصص للحاكم .
ويوجد في المسرح عند الدرجة الثالثة في سلالم المدرجات للطابق السفلي فتحة في أرضيتها وكذلك فتحات أخرى في أرضية الممرات الأفقية كانت ترتبط بأنابيب فخارية تصل إلى مصدر مائي قريب من المسرح وكانت تستخدم في عملية غسيل المكان , وتوجد فتحة أخرى عند خشبة المسرح لتخرج منها المياه على شكل نافورات أثناء العرض المسرحي لإعطاء جمالاً للمنظر , وكانت المياه الزائدة تصرف عن طريق فتحات موجودة أمام خشبة المسرح .
ويلاحظ في بناء مسرح عمان أيضاً وجود مظاهر يونانية وأخرى رومانية, ومن المظاهر اليونانية:
1- المسرح منحوتا في بطن جبل وليس بناءً مستقلاً.
2- جاءت الاوركسترا على شكل أكثر من نصف دائرة بقليل .
3- وجود المخروط الأوسط في مدرجات الطابق السفلي المخصصة للحاكم وللطبقة العليا .
4- وجود فتحات المياه المذكورة أعلاه.
ومن المظاهر الرومانية في بناء المسرح وجود المعبد في أعلى مدرجات المشاهدين والمخصص للآلهة أثينا , وبناء مقاعد الطابقين الثاني والثالث على أقبية تحتوي على بوابات وممرات لدخول وخروج المشاهدين .
الأود يون :
الأود يون عبارة عن مسرح صغير الحجم غالباً ما يكون مسقوفاً , وتقام فيه الحفلات الموسيقية , والأغاني , والقراءات الأدبية والشعرية , ويجتمع فيه رجال الفكر والآداب والسياسة , ومجلس المدينة .
1. يقع المبنى إلى الشمال الشرقي من المسرح الرئيسي والساحة (الفورم) , ويتجه نحو الغرب , ويفصله عن المسرح الرئيسي ممر صغير في الزاوية الجنوبية الشرقية من مبنى الساحة .
بني الأود يون بشكل نصف دائري , ويبلغ قطره الخارجي (38)م , والداخلي (22)م , وتتألف مقاعد المشاهدين من طابقين من المقاعد يفصل بينهما ممر أفقي .
يحتوي الطابق السفلي على (11) صفاً من المقاعد تتخلله ثلاثة أدراج رأسية, ويحتوي الطابق العلوي على (7) صفوفاً من المقاعد تتخللها خمسة أدراج رأسية.
يزين واجهة غرفة الممثلين الأفاريز والحيتان والأبواب, ويحتوي المبنى على برجين في نهاية ممري القبوين الشمالي والجنوبي. (7,5*3,5)م ويعود تاريخ المبنى إلى القرن الثاني الميلادي .
الساحة (الفورم) :
تقع الساحة قرب المسرح الرئيسي وتمتد أمام الاوديون واتخذت شكل شبه منحرف يبلغ طول ضلعها الرقي (50)م والغربي (48)م والجنوبي (102)م ويسير أمام مبنى المسرح ولا يزال جزء من أعمدة هذا الضلع والارشيتراف واضحاً .أما الضلع الشمالي فهو يتخذ شكل حافة السيل المجاور وبشكل قوسي منحني ويبلغ طوله (131)م , ويحيط بالساحة أروقة ذات أعمدة كورنثية من ثلاث جهات عدا الجهة الشمالية حيث الوادي , وأقيمت الساحة فوق مصطبة صناعية حتى لا تتأثر بمياه السيل المجاور واحتوت على شبكة من الأنابيب الفخارية لتصريف مياه الأمطار باتجاه السيل .
يحيط بالساحة من الجوانب الداخلية درج يربط الأروقة المحيطة بأرضية الساحة, وكانت الوظيفة الأساسية لهذه الساحة الأنشطة السياسية والرسمية, وربما أنها خدمت وظيفة تجارية.
يعود تاريخ الساحة حسب احد النقوش إلى القرن الثاني الميلادي (188-189)م.
مبنى سبيل الحوريات(Nymphaeum) :
مبنى النمفيوم هو بناء مخصص لآلهات الماء (الحوريات) Nymphs ويزخرف بإشكال النباتات والنوافير المائية والتماثيل , ويستخدم للراحة والترفيه , وعادة ما يتواجد قرب مجرى ماء دائم , أو تجر له المياه .
يقع مبنى السبيل في وسط مدينة عمان على بعد حوالي (200)م إلى الغرب من المسرح الروماني عند ملتقى الشارعين الرومانيين الكاردو والدكيومانوس .
يتكون المبنى من ثلاثة طوابق وتبلغ طول واجهته (68)م, وهو مبني على شكل نصف مثمن فوق مجرى سيل عمان ويرتفع فوق (4) عقود برميلية وكان الماء يجري تحت العقد الجنوبي.
ويتألف البناء من الأعلى من ثلاث حنايا يحيط بكل منها كويتين صغيرتين على شكل صدفه , وهذه الكوات كانت تحمل في الأصل تماثيل عثر على بقايا لها في التنقيبات الأثرية في الموقع .
أمام الواجهة حوض مائي كبير بطول (26)م شرق- غرب وبعرض (15)م شمال- جنوب , ويقع في الجزء الشمالي الغربي من المبنى أمام الحنية الشمالية , وتحيط به ساحة مبلطة من الشرق والجنوب الشرقي ربما تشكل بلازا Plaza , ويوجد درج يقع أمام الحنية الوسطى يوصل من الساحة إلى الطابق الأول .
لم يعثر على شواهد تدل على وجود نظام مائي في المبنى مثل الأنابيب والقنوات المائية , وان كان يعتقد بان المياه كانت تصل للمبنى عبر قنوات من عيون الماء القريبة مثل رأس العين .
الأضرحة الرومانية في عمان
ضريح النويجيس : ويقع إلى الشمال الغربي من مدينة عمان – على طريق المدينة الرياضية – عين غزال، ويتميز ببنائه المتقن وزخارفه المعمارية ، وبني على شكل مربع تقريباً 12.45X12.25م فوق مصطبة بارتفاع 1.2م، وكان يتقدمها درج في المنتصف في الجهة الشرقية الذي توجد فيه بوابه المدفن 1.2X1.6م.
وفي زاويا المبنى الأربعة توجد دعامات ذات تيجان أيونية تحمل العتبة وفوقها الأفريز وزخارف رومانية تمثل البيضة والسهم ، وفي أعلى الجدار الشرقي يمتد شريط من الزخارف النباتية .
يتألف المبنى من الداخل من قاعة مركزية مربعة الشكل 9.7*9.7م ، ويحيط بزوايا القاعة حجرات مستطيلة الشكل ، كانت مخصصة لوضع التوابيت الحجرية التي تتناثر حاليا إلى الشرق من المبنى , ويعلو سقف القاعة قبة محمولة على الزوايا الأربع ، وفوقها قاعدة ثمانية تعلوها جره هي رمز للدفن حيث كان رفات الموتى يحفظ في الجرار.
توجد نوافذ صغيرة في منتصف الجزء العلوي من واجهات المبنى : الغربية ، والشمالية والجنوبية ، وهي مربعة من الداخل 45*45 سم ، ودائرية من الخارج بقطر 30سم ، لغايات الإنارة والتهوية .
يعود تاريخ المدفن إلى النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي , وجاءت تسمية الدفن من تصغير ناقوس نويقيس (نويجيس) ، بسبب وجود الجرة في الأعلى والتي تشبه الجرس (الناقوس) .
مدفن القويسمة :
يقع المدفن في منطقة القويسمة إلى الجنوب الشرقي من عمان ، ويعرف المبنى باسم قصر السباع ، لوجود تمثالين لرأسي أسد في أعلى واجهته ، استخدما لتصريف مياه الأمطار .
المبنى بطول 7.70م وبعرض 7.45م ويرتفع على مصطبة 6*5.3م تصعد إليها أربع درجات ، ومدخله في جهة الشمال ويعلو المدخل نافذة للإنارة والتهوية .
يتألف المبنى من الداخل من قاعة 4.4*5.65 سم ، يعلوها عقد نصف برميلي ، وكان يتواجد بالمدفن عشرة توابيت ، لم يبق منها في الوقت الحاضر سوى أربعة .
يعود تاريخ المدفن إلى القرن الثاني الميلادي .
أضرحة خريبة السوق :
تقع خريبة السوق على مسافة حوالي 8كم جنوب مدينة عمان ، وفيها ضريحان رومانيان الأول الضريح الشرقي : وهو بناء مربع الشكل تقريبا 12*12.5م بقي منه القاعدة التي يقوم عليها البناء (المصطبة) . وكان يعلو البناء قبو وهو مهدم حاليا , ومدخل البناء من الجهة الغربية , وبقايا تابوت حجري . أما الضريح الشمالي فهو بحالة جيدة وبنى بشكل مستطيل 12*9م ويعرف باسم قصر الردينة , بني فوق مصطبة بارتفاع 1م ، ومدخله في الجهة الشرقية ويتقدم واجهته بقايا لأعمدة ربما كانت ترتفع سقفية أمام مدخل الضريح .
يتكون المبنى من الداخل من قاعة 5*7.2م ويتميز المدفن بأن التوابيت وضعت فوق الجدران الثلاثة الغربي والشمالي والجنوبي ، ولم توضع على أرضية المدفن .
كما كشف عن مدافن أخرى في عمان تعود للعصر الروماني ولكنها ليست على طراز الأضرحة السابق ذكرها ، من بينها مدفن جبل الجوفة .
فضلا عن العمائر السابقة التي ذكرناها ، فقد كانت توجد عمائر كثيرة اندثرت مع الأسف نتيجة التوسع العمراني لمدينة عمان ، فقد كان مخطط المدينة يتكون من شارعين رئيسيين ، الأول : شارع الكاردو التي يتجه من الشمال إلى الجنوب ، ويمر بمكان شارع السلط حالياً , والثاني : شارع الديكيومانوس ، والذي يتجه من الشرق إلى الغرب ، وكان يمر بشارع الهاشمي حالياً ، ويتقاطع الشارعان قرب سبيل الحوريات , وكان يحف بهذين الشارعين الأروقة المعمدة ذات التيجان الكورنثية , وكان شارع الكاردو يرتفع فوق عدد من القناطر فوق سيل عمان . وكان يربط جبل القلعة ومعبد هرقل مع المدينة درج ضخم يرتبط ببوابة ضخمة .
وقد استمر الاستيطان في مدينة عمان وضواحيها في العصر البيزنطي (324-636م), بعد تحول السكان إلى الديانة المسيحية ، فبنيت مجموعة من الكنائس في عمان وضواحيها , حيث كشف عن كنيسة في جبل القلعة ، إضافة إلى معصرة زيتون ، وعدد من البيوت التي تعود لذلك العصر , وكذلك كشف عن كنائس في كل من خلده , والصويفية , وصافوط , والقويسمة , والجبيهة , واللويبدة (دارة الفنون) , واليادودة , وياجوز ,ابو نصير . وشهدت مدينة عمان ازدهاراً كبيراً بعد الفتح الإسلامي ، وبنيت فيها الأبنية المتعددة ، ومن أهمها مباني جبل القلعة ، التي تشمل السوق التجاري والمسجد الجامع , وإيوان الاستقبال , ودار الإمارة , والحمام , والبركة.
فضلا على وجود القصور الأموية في ضواحي عمان ، مثل قصر القسطل ، وقصر المشتى , وقد استمر الاستيطان والازدهار في المدينة حتى الوقت الحاضر .
.
.
منقول
تعليق