إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العقيدة الاتونية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العقيدة الاتونية


    لم يكن المذهب الجديد الذى دعا إليه أخناتون من عبادة قرص الشمس أتون وليد الصدفة ،لكنه حدث نتيجة تراكم طويل أكتمل عند جلوس أمنحتب الرابع على العرش الفرعونى .
    * عرف المصرى القديم الشمس منذ قديم الأزل وعرف أهميتها وضرورتها لإستمرار الحياة ولذلك عبدها المصرى القديم وتصورها إلهاً أسماه "رع" وتخيل له صورة بشرية "آتوم"



    ،ومع مجئ عصر الدولة القديمة بدأت فكرة الإله رع تتبلور أكثر فأكثر وخاصةً فى عصر ملوك الأسرة الخامسه الذين أتخذوا من رع جداً لهم جميعاً وأدعوا أن لهم نسلاً منه وأصبح أسم رع يشكل مقطعاً رئيسياً فى أسمائهم مثل "مرى إن رع" و "شبسكارع" ،ولكن ظلت فكرة إله الشمس فكرة قوميه خاصة بالمصريين فحسب ،فقد ورد فى متون الأهرامات أن رع يضع بوابات على حدود مصر ليمنع الأجانب من الدخول ،وظلت فكرة رع فكرة قوميه ومحدودة طوال عصر الإنتقال الأول والدولة الوسطى ،ولكن مع ظهور الدولة الحديثة وظهور الأمبراطورية المصريه الأولى التى أمتدت من آسيا الصغرى شمالاً وحتى النوبة جنوباً ظهر تحول فى
    العقيدة الشمسيه لدى قدماء المصريين ،إذ أصبحت الفكرة عالميه إلى حد ما حيث يصف تحتمس الثالث رع بأنه "يرى العالم كله فى كل ساعة " ومع قدوم أمنحتب الثالث أصبحت فكرة عالمية الإله رع أكثر وضوحاً ويظهر ذلك فى أنشودة نظمها أثنان من رجال العمارة فى عهده "سوتى وحور " إذ تقول فى مقطع منها :




    وعندما تقلع فى عرض السماء يشاهدك كل البشر
    على الرغم من أن سيرك خفى عن أنظارهم
    إنك تجتاز سياحة مقدارها فراسخ
    بل مئات اللآ لآف وملايين المرات .

    بالإضافة إلى ذلك فقد أستخدمت أسماء أخرى للتعبير عن إله الشمس مثل أسم أتون وهو أسم قديم للشمس حيث ذكر أسم أتون فى الأنشودة سالفة الذكر مرتين ، وكان لأمنحتب الثالث بحيرة صناعية أسمها "زعروخا" أى مقصد النعيم وكان يبحر فيها بسفينة أطلق عليها "تحن آتون" بمعنى يشرق آتون ( لاحظ وجه الشبه بين إطلاق هذا الإسم على سفينة وبين أسطورة إبحار الإله رع فى سفينته السماويه أثناء النهار) ، بالإضافة إلى ذلك فقد حدث تحول فى وضع رموز خاصة بإله الشمس حيث كان يرمز إلى رع منذ قديم الأزل بالصقر والشكل الهرمى والمسلات فإذا بنا فى عهد تحتمس الرابع نجد لوحة ترجع إلى عهده نقش عليها صورة قرص الشمس التى تخرج منها أشعة تنتهى بأيادى بشرية وقد وجدت بالقرب من أبو الهول ،



    ،وهكذا بدأت فكرة الإله آتون تتضح وتتجلى أكثر فى عقول الفراعنه المصريين وهكذا فعندما جاء أنحتب الرابع ظهرت فكرة آتون بقوة وجلاء لم يسبق لهما مثيل وهمشت باقى المعبودات الأخرى وخاصةً آمون.
    وهنا لنا وقفتين يجب أن نتاولهما بالتحليل وهما :لماذا هذا التحول فى التعبير عن الإله الشمسى سواء فى أسمه أو فى رموزه؟
    ثانياً :لماذا إخناتون بالذات هو الذى تم على يديه هذا التحول الخطير فى تاريخ الديانة المصريه؟



    أما الأولى فذلك لأن فى عهد الدولة الحديثة قد تم دمج المعبودين رع وآمون وجعلهما إلهاً واحداً "آمون رع" فمن الوارد أن عباد الأله رع قد أثروا الحفاظ على وحدانيته وقوته ولم يعجبهم إمتزاجه مع آمون وبالتالى فقد أطلقوا عليه أسماً جديداً "أتون" ، وهناك إحتمال أخر فمع توسع الإمبراطورية المصريه وظهور فكرة عالمية الإله رع قد يكون المصريون قد أعتقدوا فى أن الرموز القديمة لإله الشمس كانت رموز قوميه "الصقر _الهرم _المسله" وبالتالى فقد أختاروا رمزاً تقليدياً للشمس وهو قرص الشمس الذى يناسب فكرة العالميه ولا يقتصر على شعب واحد دون غيره أما المسألة الثانية :لماذا حدث هذا التحول فى عهد إخناتون دون غيره من فراعنة الأسرة ال18؟



    أولاً: مذهب آتون وفكرة عالمية إله الشمس بدآت تتجلى منذ بداية تكوين الإمبراطورية المصرية إبتداءً من تحتمس الثالث فالرابع فأمنحتب الثالث ،وتتطور هذا المذهب شيئاً فشيئاً "وإن كان فى البداية لا يناقض عبادة آمون " إذ لابد من هذا التطور التدريجى لمرحلة يصل فيها إلى منتهاه وإلى ذروته مكتملاً معلناً عن التوحيد المطلق للشمس.

    ثانياً: هناك من يقول أن إخناتون تلقى تعليمه على يد كهنة من أون الذين أقنعوه بقوة إله الشمس وسيطرته على العالم مما كان له أكبر الأثر على شخصية إخناتون فيما بعد ،لقد قارن إخناتون بين معبودين مسيطرين أحدهما واضح يراه يومياً "آتون" والأـخر مختفى لا أحد يراه "أمون رع" ومة هنا جاء إختياره لإلهه الذى يراه يومياً ويدركه "آتون".



    ثالثاً: إن أمنحتب الثالث شخصية غير تقليدية ،شخصية متمرده على الأعراف والتقاليد المجتمعيه ويتجلى ذلك فى زواجه من تى التى لم تكن من الأسرة الملكيه بل كانت أبنه وظيفة فى القصر الفرعونى ،وزواجه من "حيلوخيبا"أبنة الملك الميتانى ، وبنائه لقصره فى البر الغربى "البر الغربى المخصص للأموات والمقابر"،كل هذا يجعلنا نقول أنه شخصية غير تقليديه ،وبما إخناتون هو أبن لهذا الفرعون فلا يستبعد أن يكون قد ورث هذة الصفة منه وخاصة أن إخناتون يشبه والده فى الملامح الشكليه ،والعلم الحديث أثبت أن كل صفة فى الإنسان "شكليه أو معنويه" لها جينات تتناقل إلى الأبناء ،فلا يستبعد هذا الإحتمال .
    وهكذا فقد أعلن إخناتون معبوده إلهاً رسمياً مسيطراً على العالم وبنا له مدينته فى تل العمارنه وأعلن الحرب على آمون وكهنته




    يمكن إيجاز مبادئ الدعوة الجديدة في النقاط التالية:

    1-أن وحدانية آتون لم تكن لمصر وحدها ولكنها امتدت لتشمل العالم كله لذلك نجد أن إخناتون قام بتشييد عدة مراكز لعبادة هذا الإله منها واحد في النوبة وأخر في فلسطين وسوريا.

    2-أن آتون هو مصدر كل الحياة على هذه الأرض وأشعته هى التى تنشط كل المخلوقات وأنه هو الواحد الخالق كما ينص نشيد آتونعدم تصوير الإله آتون في أى صورة من الصور الإنسانية أو الحيوانية، فلا يوجد أى تماثيل صنعت لهذا المعبود بواسطة الملك فالديانة الجديدة ليست في حاجة إلى تماثيل على الإطلاق للتقرب إلى المعبود فهو معبود ظاهر وتؤدى الطقوس إليه في الهواء الطلق.



    3-بالرغم من ارتباط آتون باللاهوت الشمسى إلا أنه لم تعد له صفات مشتركة مع الصور القديمة لإله الشمس آتوم وخبرى ورع.

    4-لا يوجد لهذا الإله زوجة كما لم يكن له كاهنات مثلما كان شائعا في الماضى ونلاحظ أن النساء لم يكن لهن أى دور كهنوتى في هذه الديانة حتى نفرتيتى التى كانت دعامة رئيسية من دعائم هذه الدعوة لم يقترن اسمها بأى وظيفة كهنوتية في معبد آتون.

    5-جميع أفراد الشعب متساوين في الحقوق أمام الإله وأمام الملك ولا يوجد أى فوارق طبقية بينهم في العبادة وليس أدل على ذلك من أن الملك سمح للعديد من الموظفين الذين كانوا من قبل في مراكز بسيطة باعتلاء مناصب رفيعة في الدولة امثال "رع مس" و "آى"

    6-الاهتمام بمنهج الماعت حيث كان إخناتون وإلهه يعيشان على الحق والصدق، والماعت تشمل كل النظام الصحيح للكون وبالنسبة لإخناتون فقد كانت تعنى أن الحق هو الموضوع الرئيسى الذى يستغرقه تفكير أخناتون.

يعمل...
X