الإمبراطورية الرومانية المقدسة
علم الامبراطورية
الشعار المعروف عن الامبراطورية
العاصمة لم توجد عاصمة محددة
اللغة الرسمية اللاتينية . الجرمانية . الرومانسية و اللهجات السلافية
الديانة الرسمية المسيحية بمذاهبها الكاثوليكية . اللوثرية . الكالفينية
نظام الحكم ملكي مطلق
تاريخ التأسيس 962 م
تاريخ السقوط 1806 م
الإمبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الجرمانية تكتل سياسي بأراضي أوروبا الوسطى و الغربية وُلد خلال العصور الوسطى المبكرة و تم حله رسمياً سنة 1806. تاريخ بداية الإمبرطورية هو سنة 962 حين توج البابا يوحنا الثاني عشر أوتو الأول العظيم إمبراطوراً لكيان شمل ألمانيا وإيطاليا (بورغونيا لاحقاً) التي ورثت الجزء الأكبر من الإمبراطورية الكارولنجية ، لكن ما يميزها أنها لم تعد تشمل "فرنسيا الغربية" ، أي تفريباً فرنسا الحالية . وصلت الإمبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الجرمانية إلى ذروة قوتها خلال العصور الوسطى المتأخرة ، و شكلت مع البابوية الكاثوليكية واحدة من القوتين العالميتين.
استخدم لفظ الإمبراطورية الرومانية في عام 1034 للدلالة على الأراضي التي تحت حكم كونراد الثاني ، والإمبراطورية المقدسة في سنة 1157. بدأ استخدام مصطلح امبراطور الروماني للإشارة إلى ملوك شمال أوروبا في وقت مبكر مع أوتو الثاني (إمبراطور بين عامي 973 - 983).
استخدم الأباطرة من شارلمان - المتوفى سنة 814 - حتى أوتو الأول العظيم (إمبراطور بين عامي 962 - 973) ببساطة لقب الامبراطور أغسطس للإمبرطورية الكارولينجية.
الجزء الأخير من وثيقة عامة صادرة عن أوتو الرابع في 1210
قـُـدم مصطلح الامبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الجرمانية في سنة 1254 ، و ظهر التعبير الكامل "Sacrum Romanum Imperium Nationis Germanicae" (بالألمانية Heiliges Römisches Reich Deutscher Nation ) في نهاية القرن الخامس عشر حين فقدت المملكة الكثير من نفوذها في إيطاليا ، رغم بقاءها مرتبطة بها حتى النهاية ببعض الكيانات الإقليمية الإيطالية المتكاملة فيها : "مقدس" و "الروماني" مصطلحان استخدما في روح محاكاة [للإمبراطورية البيزنطية ؛ كما شدد على مقطع "للأمة الألمانية" من سنة 962 وما بعدها ، كان جوهر هذه المؤسسة في الأصل في شعوب القومية الجرمانية ، المشكلين للفرنجة الشرقيين بعد التقسيم الكارولينجي.
كان لقب الإمبراطور انتخابياً أساساً ، وفقاً للتقاليد "الفيدرالية" لدوقيات ألمانيا الرئيسية الأربعة (ساكسونيا ، فرنكونيا ، بافاريا و ألامانيا ) المتمايزة كل منها بقاعدتها العرقية المختلفة. كان الناخبون من علية نبلاء مملكة ألمانيا ، الذين كانوا يتنازعون على التاج . كان لقب الإمبراطوري يعتبر من ناحية في جميع أنحاء أوروبا الغربية المنصب الأعلى و مبدءاً لا جدال فيه ، و غالبا ما يشهد على ذلك عملياً عدم وجود بودستا أساسي للأباطرة ، و تحولوا رسمياً إلى صورة رمزية عاجزين عن التعبير عن رغبتهم في المملكة.
حاولت بعض العائلات الكبرى الاستحواذ على التاج الإمبراطوري الوراثي مثل السلالة الأوتونية ، لكن أسرة هابسبورغ حسمت الأمر لصالحها منذ نهاية العصور الوسطى محتفظة باللقب حتى سنة 1806 ، وإن لم تلغ أبداً صلاحية الأمراء الناخبين و مكانتهم . فبوفاة كل إمبراطور كانوا يجتمعون لينتخبوا خلفاً له.
أُلغـِـيَ لقب الإمبراطور "الروماني" على يد إمبراطور آخر هو نابليون الأول إمبراطور فرنسا الذي فرض على فرانسيس الثاني هابسبورغ أن يأخذ لقب "إمبراطور النمسا" الأكثر انسجاماً مع المناطق التي كان يحكمها فعلاً . و تم حل الإمبراطورية الرومانية المقدسة رسمياً في سنة 1806.
حتى المعاصرون لم يعرفوا كيفية تحديد هذا الكيان. في وصف شهير كتب صامويل بوفندورف سنة 1667 في كتاب (De statu imperii Germanici) المنشور باسمه المستعار سيفيرينو مونزامبانو:
«لقد زالت ، لذا تعتبر جرمانيا جسداً بلا تهذيب مثل الوحش»
و قال عنها فولتير في وقت لاحق :
« ليس مقدسة و لا رومانية و لا إمبراطورية»
خريطة الإمبراطورية الرومانية المقدسة 1273-1378 :
بالبرتقالي مجالات بيت هابسبورغ ،
بالبنفسجي مجال آل لوكسمبورغ ،
بالأخضر مجالات بيت فتلسباخ
الفرق بين الإمبراطورية الكارولنجية و الإمبراطورية الرومانية المقدسة
الإمبراطورية الكارولنجية ذات صلة وثيقة بصورة مؤسسها شارلمان و ذريته الكارولنجيين و فتوحاته و علاقته الخاصة مع البابوية.
و لئن ظهرت الإمبراطورية الرومانية الجرمانية (الامبراطورية الرومانية المقدسة) منذ الفترة الكارولنجية ، فإن فشلها في استيعاب مملكة فرنسا الأساسية حال دون أن تكون وريثاً ، إن لم تكن على نفس قدر التاج الفرنسي .
و لكن اللقب الإمبراطوري ظل مستمراً بمعنى معين ، و لذلك في حساب الأباطرة يـُرَاد في بعض الأحيان أن يبدأ من شارلمان.
من الناحية القانونية لم يبقى من الإمبراطورية الرومانية التي أسسها الإمبراطور أوغسطس سنة 27 ق.م و قسـّمها ثيودوسيوس الأول إلى جزئين (395) سوى جزءها الشرقي الذي ورث مكانة الجزء الغربي بعد خلع آخر أباطرته رومولوس أوغوستولوس (476) مستعيداً وحدة الدولة رسمياً . اعتبر سكان الإمبراطورية الشرقية أنفسهم روماناً ، و سموا دولتهم بمملكة الرومان.
كان تتويج البابا لاون الثالث لشارلمان إمبراطوراً سنة 800 عملاً يفتقر لصورة شرعية من الناحية القانونية : وحده إمبراطور الروم الشرقي هو من يتوج أي أحد يناظره في الغرب ، لذلك نظرت القسطنطينية بفوقية و بعين الشك لذلك الفعل.
وبالرغم من ذلك ، فإن التتويج البابوي له ما يبرره من الناحية الرسمية لسببين :
حـُكم امرأة آنذاك للإمبراطورية البيزنطية و هي إيرين ، هو أمر باطل بعيون الغربيين ، ما خلق فراغاً في السلطة فاتحاً الطريق أمام إنقلابات محتملة (وفي الواقع لم يكن ممكناً للإمبراطورية البيزنطية آنذاك التدخل المباشر في أوروبا الغربية بأي حال).
قضية أن البابا أعلن نفسه الوريث المباشر للامبراطورية الرومانية مـُدعياً السلطة المؤقتة بفضل وثيقة تبرع القسطنطينية (مزورة) ، التي يمنح قسطنطين الأول بموجبها مـُـلك مدينة روما و ما تاخمها للبابا سيلفستر الأول ؛ اعتـُرف بتزوير الوثيقة في القرن الخامس عشر عبر الدراسة الفيلولوجية ، و يبدو أنها كـُتبت في القرن الثامن حين توجب على البابا المهدد بزحف اللومبارديين فرض سلطته . في تلك المناسبة قام بتتويج مماثل غير شرعي رسمياً كسابقه ، متوجاً بيبين القصير ملك الفرنجة ، كشكر له على المعونة التي قدمها في الصراع مع اللومبارديين.
حاول الأباطرة الرومان-الألمان بشتى الطرق الحصول على قبول من ؤلاءك البيزنطيين كنظراء لهم : عبر العلاقات الدبلوماسية أو سياسية أو الزواج أو بالتهديد . و لكنهم لم يتحصلوا على النتائج المرجوة في كل مرة ، لأن القسطنطينية كانت تدعوهم دائماً ب"ملوك الألمان" و لم تدعهم أبداً ب"الأباطرة".
و لئن كانت دعواهم بالتصرف كورثة للرومان مشكوك فيها قانونياً إلا أنها حققت بعض نجاحات التي لا تنكر ، مثل استعادة القانون الروماني منذ منتصف القرن الثاني عشر ، و الذي عاد إلى الغرب من خلال أنشطة الجامعات ليحل محل كل أو معظم القوانين الجرمانية السارية منذ زمن الغزوات البربرية و محل تلك القوانين الكنسية التي نشرتها المؤسسات الكنسية.
وهكذا ، رغم البدابة التي يحجبها سوء الفهم و الأعمال المفروضة قانوناً ، صارت الإمبراطورية الرومانية المقدسة إحدى أحجار الزاوية في المجتمع الأوروبي ، و أثرت عميقاً بالأحداث عبر القرون.
تميزت الامبراطورية منذ العصور الوسطى المبكرة بالصراع من أجل إبقاء الدوقات المحليين بعيداً عن السلطة . لم تتمكن الإمبراطورية أبداً من أن تـُـحكم السيطرة على الأرض التي تملكها رسمياً ، خلافا لملوك الأراضي الإفرنجية الغربية و التي ستصبح فرنسا فيما بعد .
بينما كانت الإمبراطورية مضطرة منذ البداية لمنح مزيد من السلطات للدوقات المحليين على أراضيهم . وقد بدأت هذه العملية في القرن الثاني عشر و انتهت تقريباً مع صلح وستفاليا سنة 1648. فشلت عدة محاولات لاستعادة العظمة الإمبراطورية الأصلية.
رسمياً كانت الإمبراطورية مستوعبة بين حاجة ملك ألمانيا لأن يتوج من قبل البابا (حتى عام 1508) من جهة و السمو الإمبراطوري (Reichsstände) من جهة أخرى.
الملك الألماني . شـَكـّـل تتويج شارلمان إمبراطوراً على يد البابا في عام 800 مثالاً سار عليه الملوك اللاحقين : كانت هذه البادرة نتيجة لدفاع شارلمان عن البابا ضد تمرد سكان روما. و نشأ من هذا المشهد مفهوم أن الإمبراطورية هي المدافع عن الكنيسة.
و أن يصبح أحدهم إمبراطوراً يعني ضمناً أنه صار ملكاً ألمانياً . انتخب الملوك الألمان منذ زمن بعيد : في القرن التاسع من قـِـبل رؤساء أكبر خمس قبائل (الفرنجة و الساكسون و الالبايوفاريين و السويبيين و الثورنغيين) و في وقت لاحق من قـِـبل الدوقات الرئيسيين الكنسيين منهم و العلمانيين ؛ و أخيراً فقط عبر من أطلق عليهم اسم أمراء الناخبون. أُقر هذا الاجتماع رسمياً بموجب مرسوم الفقاعة الذهبية الصادر في 1356 من رايشتاغ نورنبيرغ برئاسة الامبراطور شارل الرابع. في البداية الناخبون كانوا سبعة و تغير هذا العدد على مر القرون.
حتى عام 1508 ، كان الملك المنتخب حديثاً يقصد روما ليتوّجه البابا إمبراطوراً . و هذا الأمر في كثير من الحالات يستغرق سنوات عديدة لو أن الملك كان مشغولاً بأمور أخرى كقيادة الحروب.
لم يكن ممكناً بداً للإمبراطور أن يستأثر بحكم الإمبراطورية . فقد كانت سلطته محددة فعلياً بجهاز الإمبراطورية التشريعي و هو الرايشتاغ . و كان هذا تجمعاً معقداً يلتئم على فترات غير منتظمة و في أماكن مختلفة بناءاً على طلب من الامبراطور . فقط بعد سنة 1663 أصبح الرايشتاغ تجمعاً دائماً .
السمو الإمبراطوري . كيان كان يعتبر رتبة إمبراطورية ، إن وفقاً للعادات الإقطاعية فليس هناك سلطة أعلى منها غير الإمبراطور نفسه . فقط هؤلاء من كانوا يجلسون في الرايشتاغ ، و كانوا مع اختلافات كبيرة عبر القرون :
الأقاليم التي يحكمها أمير أو دوق أو حتى من ملك كما في بعض الحالات (مثل بروسيا فيما بعد) ؛ الأقاليم الكنسية التي يحكمها أسقف أو أسقف كونت ؛
الفرسان الإمبراطوريون ؛
المدن الإمبراطورية الحرة.
عدد الأقاليم كبير بصورة مذهلة ، حيث بلغ عدة مئات في زمن صلح ويستفاليا . من ضمنها العديد لم تزد مساحته عن بضعة أميال مربعة . لذلك وصف العديدون الإمبراطورية بأنها كالفسيفساء. للحصول على قائمة (باللغة الإنكليزية) تدل على ما كان عليه في الرايشتاغ سنة 1792 ، فإنه يمكن الإشارة إلى : قائمة المشاركين في الرايشتاغ سنة 1792
المحاكم الإمبراطورية. كان للإمبراطورية أيضاً محكمتان اثنتان : رايشهوفرات (Reichshofrat ) في فيينا و قاعة المحكمة الإمبراطورية (Reichskammergericht) التي تأسست بإصلاح الإمبراطورية سنة 1495.
التاريخ
يعتبر العام 962 عموماً التقدير الأقصى لسنة تأسيس الإمبراطورية على يد أوتو الأول العظيم.
إلا أن البعض يفضل ربط بداية الإمبراطورية الرومانية المقدسة بتتويج شارلمان إمبراطوراً للرومان في سنة 800 ، و كان الباقون يسمون شارلمان نفسه ملك الفرنجة. كما أن اللقب يوضح أن الإمبراطورية الكارولنجية كانت تغطي مساحة تشمل فرنسا و ألمانيا الحاليتين ، إذا كانت على قاعدة تشكيل كلا البلدين.
لذلك ترى غالبية المؤرخين أن قيام الإمبراطورية هي العملية بدأت بتقسيم الإمبراطورية الكارولنجية بموجب معاهدة فيردان سنة 843 ، مع استمرار سلالة الكارولنجيين بطريقة مستقلة في الأجزاء الثلاثة . كان الجزء الأكثر شرقية من نصيب لودفيش الجرماني و قد خلفه الكثير حتى وفاة لودفيش الرابع الملقب ب"الطفل" آخر كارولنجي الجزء الشرقي.
انتخب دوقات ألامانيا و بافاريا و فرنكونيا و ساكسونيا كونراد الأول الإمبراطور الروماني المقدس للفرنجة و هو غير كارولنجي زعيماً لهم في سنة 911 . رضي خلفه هاينريش الأول (919 - 936) الساكسوني بإمبراطورية شرقية منفصلة عن تلك الغربية الإفرنجية (ما يزال يحكمها الكارولنجيون) في سنة 921 مطلقاً على نفسه لقب ملك الفرنجة الشرقيين (rex Francorum orientalium) .
عين هاينريش ابنه أوتو خلفاً له و الذي كان قد انتخب ملكاً بآخن سنة 936 ، ثم توج إمبراطوراً في سنة 962 باسم أوتو الأول (عرف بالعظيم فيما بعد) و قد قام بخطوة مهمة نحو الإمبراطورية (وليس نحو مملكة الفرنجة الشرقيين المتبقية الأخرى من المملكة الإفرنجية) بمباركة من البابا. كان أوتو قد حقق الكثير قبل استلمه السلطة ، حين انتصر على المجريين في معركة لشفيلد سنة 955.
يـُشار إلى التتويج في الأدب المعاصر و اللاحق كإنتقالة للإمبراطورية. كانت الأسطورية المستنبطة أن إمبراطوريةً واحدةً كانت و لا تزال قائمة . تعتبر أنها ابتدأت بالإسكندر الأكبر و مرت بالروم ثم من الفرنجة آلت أخيراً إلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة (وهذا ما يـُفسر تسميتها بالرومانية). و اعتـُـبــِـر الأباطرة الألمان الخلفاء المباشرين للأباطرة الرومان ، و لهذا السبب أعطوا في البداية لقب أوغوسطوس . في البداية لم يسـَمـَى الأباطرة بعد بال"رومان" ، و لعل ذلك تحاشياً للصراع مع الإمبراطور الروماني الذي ما زال موجوداً في القسطنطينية. و أصبح مصطلح الإمبراطور الروماني (Imperator Romanorum) شائعاً فقط بعد عهد كونراد الثاني.
في ذلك الزمن ، لم تكن المملكة الأكثر شرقية "ألمانية" بقدر ما كانت كونفدرالية للقبائل الجرمانية القديمة البايوفاريون و السويبي-ألامانيون و الفرنكونيون و ساكسون. وربما بقيت الإمبراطورية على قيد الحياة كاتحاد سياسي الوحيد فقط بفضل قوة شخصية و نفوذ هاينريش الساكسوني و ابنه أوتو . مع ذلك و إن كانوا قد انتخبو رسمياً من قبل رؤساء القبائل الجرمانية ، فإنهم في الواقع كانوا قادرين على أن يعينوا من يخلفهم.
تغير هذا بعد وفاة هنري الثاني دون أبناء في سنة 1024 ، و انتخب كونراد الثاني أول السلالة السالية ملكاً في العام نفسه بعد بضع جلسات فقط . يبدو أن اختيار الملك كان مزيجاً معقداً من النفوذ الشخصي و الصراعات القبلية و الميراث و التزكية من قبل الزعماء المدعوون لتشكيل اجتماع الناخبين الكبار.
توضحت بالفعل في ذلك الوقت الثنائية بين الأقاليم ، تلك التي للقبائل القديمة المتأصلة في أراضي الفرنجة ، و الملك الإمبراطور . فضل كل ملك قضاء معظم وقته في أراضيه . هذه الممارسة لم تتغير إلا عهد أوتو الثالث الملك في سنة 983 و الإمبراطور بين عامي 996 و 1002 ، و الذي بدأ في استخدام المقار الأسقفية المنتشرة بالإمبراطورية كمقار مؤقتة للحكومة. يبدو أن حتى خلفائه هنري الثاني ، كونراد الثاني و هنري الثالث قد تمكنوا من ربط الدوقات بالأراضي . لذا لم يكن مصادفة أن تتغيير المصطلحات آنذاك و تظهر إرهاصات مصطلح المملكة التوتونية (Regnum Teutonicum).
تلاشى مجد الإمبراطورية تقريباً في صراع التعيينات ، الذي حرم خلاله البابا غريغوريوس السابع هنري الرابع كنسياً (الملك سنة 1056 و الإمبراطور بين عامي 1084 و 1106) . و على الرغم من إزالة الحرمان بعد رحلته إلى كانوسا سنة 1077 إلا أن ذلك كانت له إنعكاسات بعيدة المدى . في ذات الوقت انتخب الدوقات الألمان رودولف شوابيا ملكاً آخر ، و تمكن هنري الرابع من هزيمته في سنة 1080 بعد ثلاث سنوات من الحرب . لقد تضررت الجذور الأسطورية للإمبراطورية إلى الأبد بإذلال الملك الألماني . و الأهم من ذلك أن الكنيسة صارت لاعباً مستقلاً على ساحة الإمبراطورية.
صعد أول أباطرة سلالة هوهنشتاوفن (كانوا دوقات شوابيا) كونراد الثالث العرش سنة 1138 ، بالفترة التي شهدت استعادة مجد الإميراطورية في ظل ظروف إتفاق فورمس الجديدة . كان فريدريك الأول بربروسا ثاني سلالة هوهنشتاوفن (ملكاً في سنة 1152 و إمبراطوراً من عام 1155 حتى 1190) أول من دعى الإمبراطورية ب"المقدسة" ولطالما وجه التشريع بهذا المنحى.
كما عادت فكرة "الرومانية" لتتنامى في عهد فريدريك الأول، في محاولة على ما يبدو لتبرير السلطة الإمبراطورية المستقلة عن البابا. برر اجتماع إمبراطوري في حملات رونكاليا سنة 1158 صراحة القوانين الامبراطورية من خلال رأي (quattuor doctores) للهيئة جامعة بولونيا القانونية الجديدة التي استخدمت عبارات مثل : الأمير لا يخضع لقانون (princeps legibus solutus) المؤخوذة من قانون (Corpus iuris civilis) . إن ما وضعه المشرعون الرومان لنظام مختلف تماماً و لا يتوافق أبداً مع بنية الإمبراطورية كان يعتبر ثانوياً جداً ، في هذه اللحظة حاول بلاط الإمبراطور التشريع لنفسه.
القوانين الامبراطورية تم الإبلاغ لنا المصطلح العام الفخمة حتى صراع التعيينات ، ولكن وردت لأول مرة في رونكاليا. وتشمل هذه القائمة والطرق العامة ، والتعريفات ، وإصدار عملة ، وجمع الضرائب والعقابية تعيين واقالة المسؤولين. هذه الحقوق المتأصلة في ساعة صراحة القانون الروماني ، مثل القانون الدستوري ، وهذا النظام الآن مرتبطة القانون الإقطاعي ، ولعل ابرزها تغيير الانسحاب من خصومات هاينريش الأسد في 1180 ، والتي أدت إلى الحرمان الكنسي. فردريك ، وذلك لبعض الوقت ، تحاول ربط على نحو أوثق مع الامبراطور الدوقات الألمان المتمردين ككل.
كان إنشاء صلح جديد (سلام الأرض) في جميع أنحاء الإمبراطورية حدث دستوري هام آخر في بلدة رونكاليا ، فلم يكن ذلك محاولة لإلغاء قوانين الأخذ بالثأر بين الدوقات المحليين فحسب ، وإنما أيضاً لربط أتباع الإمبراطور بنظام قضائي و مكافح للجريمة و هو مفهوم لم يكن مقبولاً في كل أنحاء العالم آنذاك.
منذ ذلك الحين ، بعد صراع التعيينات ، الامبراطور لم يعد يستطيع الاعتماد على الكنيسة على التمسك بالسلطة ، وبشكل متزايد شتاوفن فريدريك الأراضي الممنوحة للمسؤولين عن أمله في أن يكون أكثر من المناورة المحلية الدوقات. في البداية استخدمت أساسا للحرب ، هذه سوف تشكل الأساس لفئة من فرسان المستقبل ، ودعم آخر للامبريالية.
آخر المفهوم المبتكر للمرة كان الأساس المنهجي من المدن الجديدة ، من جانب كل ذلك الجزء من الامبراطور المحلية الدوقات. ويعزى ذلك في جزء منه إلى الانفجار من السكان ، ولكن أيضا على ضرورة تركيز السلطة الاقتصادية في مواقع استراتيجية ، وحتى ذلك الحين المدن الوحيدة القائمة هي أساس الرومانية القديمة أو أقدم الأسقفية المواقع. من بين المدن التي تأسست في القرن الثاني عشر فرايبورغ إم برايسغاو ، النموذج الاقتصادي لكثير من لاحقة ، و ميونخ.
اللاحقة للحكم هوهنشتاوفن ، فريدريك الثاني ، وكان في كثير من وسائل مختلفة من الذين سبقوهم. ولا يزال الطفل في البداية سادت صقلية ، بينما في ألمانيا ، ابن فريدريك الأول بربروسا ، فيليب دوق شوابيا و أوتو الرابع في منافسة معه على لقب ملك ألمانيا. بعد أن توج الامبراطور ، 1220 ، وخطر الصراع مع البابا ادعت سلطة روما ؛ مذهلة حتى بالنسبة للكثيرين ، في ظل القدس في الحملة السادسة الصليبية لعام 1228 في الوقت الذي كان لايزال محروماً من قبل البابا.
بينما فريدريك الثاني في الشعبية الأسطورية للفكرة ، في وقت واحد يجعل الخطوة الأولى في العملية التي أدت بعد ذلك إلى التفكك. على ناحية التركيز على إقامة دولة في صقلية حديثة للغاية في ذلك الزمن ، الخدمات العامة و النظام المالي و النظام القضائي. وعلى الجانب الآخر فيديريكو وكان الامبراطور الذي يمنح القوى الكبرى إلى الألمانية الدوقات في "إمتيازين" اثنين لم يكن ممكناً لسلطة المركزية التراجع عنهما. في 1220 فرديريك حد كبير الاساقفة نقل إلى عدد من الامبراطورية الإنسان (الفخمة) ، بما في ذلك إنشاء الرسوم والنعناع وقطع نقدية ، وإقامة التحصينات. في 1232 توسعت كثيرا هذه الحقوق إلى الأقاليم الأخرى. على الرغم من أن العديد من هذه الامتيازات التي كانت موجودة من قبل ، على الأقل أنها لا تمنح بشكل عام ونهائي ، للسماح للحفاظ الدوقات من أجل شمال من جبال الألب فريدريك حين يريد التركيز على وطنه ، لإيطاليا. في وثيقة مؤرخة في 1232 ، لأول مرة ، ودعا الالمان أصحاب الأرض ، وتغيير كبير آخر.