الامبراطور السابع عشر
الامبراطور ماركوس أورليوس
ايل جبل Elagabalus (حوالي 203م - 11 آذار222م) أو ماركوس أورليوس أنطونيوس
هو إمبراطور روماني من أسرة سيفيروس، وحكم من 218م إلى م222 واسمه عند الولادة كان فاريوس افيتوس باسينوس. هو سوري من ناحية والدته جوليا سوميا وقد قضى شبابه ككاهن اعظم لإله الشمس الحمصي ايل جبل وأبيه روماني هو سكتوس فاريوس مارسيليوس.
وقد دعي باسم ايل جبل بعد فترة طويلة من وفاته.
وهو الامبراطور الروماني السابع عشر (161 - 180) وسادس الأباطرة الأنطونيين الرومان . الأمبراطور الروماني الفيلسوف وهو أبو الامبراطور كومودوس. كان آخر"خمسة اباطره جيدون "حكموا الامبراطوريه الرومانيه من 96 إلى 180 ، كما أنه يعتبر من أهم الفلاسفة الرواقيين.
تميز عهده بالحروب في آسيا ضد اعادة الامبراطوريه البارثانية، والقبائل الجرمانيه إلى بلاد الغال عبر نهر الدانوب. والتمرد الذي حدث في الشرق بقيادة افيديوس كاسيوس.
كفيلسوف فان "تأملات ماركوس اوريليوس التي كتبت في حملته بين 170-180، ما زالت تعتبر أحد الصروح الادبية في الحكم والإدارة.
ولد في روما يوم 26 ابريل عام 121 الابن الوحيد لدوميتيا لوسيلا وماركوس انيوس
فيروس. وميتيا لوسيل من أسرة ثرية كانوا من رتبة القنصلية.اما والده فانه من أصل
أسباني والذي عمل كمشرع وتوفي وعمر ماركوس 3 سنوات.
كان من اصول ملكية فجدته لابيه (روبيلة فاوستينا) كانت الامبراطورة الرومانية، وزوجة الامبراطور الروماني هادريان. وفي نفس الوقت هي اخت غير شقيقة (لفيبيا سابينا) وابنتي سالونينا ماتيديا بنت اخ الامبراطور الروماني تراجان. عمته فاوستينا الكبرى كانت زوجة
للامبراطور انطونيو بيوس.
ماركوس هو ابن اخت الأمبراطور (لاحقاً) انطونيوس بيوس. وبعد اعتلاء انطونيوس بيوس منصب الامبراطورية تبنى ماركوس الذي بات يعرف بماركوس ايليوس اوريليوس انطونيوس وزوّجه من ابنته عام 145. وعام 161 أصبح ماركوس امبراطوراً، وظل في الحكم حتى وفاته بداء الطاعون في فيينا (يندوبونا) عام 180، بعد حملة عسكرية قادها في شمال وسط أوروبا.
وفي هذه المذكرات ، يبدو لنا هذا الرجل انسانا مؤمنا بالقيم النبيلة ، وروحا شريفة نبيلة ، طابعها الاول ، الصدق والاخلاص للحق ، وقد كان في حياته العامة وتصرفاته مخلصا لهذه المبادئ ، بحيث انه يعرف في التاريخ الروماني بلقب " الصادق " او" الصدوق " الذي اشتهر به في حياته وبعد مماته .
فهو يقول لمن حوله : ( احتفظ بطابعك الاصيل كما هو ، قل الحق مهما كلفك الامر ، ولا تحد عنه قيد لفظة ) ، وهذا لا يتحقق الا اذا كان الانسان مصغيا دائما الى ( الاله المقيم في قلبه ) ، وهو يؤمن " بالعقل الكلي " اوالعقل الكوني " الذي هو مصدر كل قوة وحياة وعقل وعلة ، وهو بحد ذاته قوة الهية تسري في العالم " كما يسري العسل في اقراصه " فتنعشه وتحييه وتسيره بعدل وحكمة .
وامام مظاهر الشر التي يلاحظها الانسان في هذا العالم ، فان عليه ان يدرك الحكمة الخافية وراء ذلك ، وعليه ان يدرك الخير الكامن خلف ذلك الشر فيقول : ان كل ما يتم ويقع انما هو نتيجة ضرورية لتصرف ذلك العقل الكوني ، فلا بد من ان يكون حسنا وعادلا ، ولابد من ان نتقبله بالصبر ، لا بل بالرضى والحب.
لم تكن حياة الامبراطور ماركوس اوريليوس سهلة رخية ، بل كانت حافلة بالمتاعب والاعباء ، متاعبه مع شريكه في الحكم " لوسيوس فيروس " المتردد المرتبك ، ومع الفرس الذين هاجموا اطراف الدولة الشرقية في ارمينيا غداة اعتلائه للعرش الروماني ،وحروبه المتصلة مع الجرمان الذين نهض لحربهم بنفسه ، بحيث انه قضى معظم سني حكمه بعيدا عن روما لا يقيم فيها الا ما ندر ، ثم خيبة امله بابنه كومودوس النهم الشره المستسلم لاهوائه ونزواته ، وحتى في حياته العائلية لم يكن موفقا مع زوجته فوستينا التي كانت تصرفاتها لا تليق ابدا بزوجة امبراطور .
هذه مقتطفات من " خواطر " الرجل الذي عرفه التاريخ فيلسوف ااكثر منه حاكما ، وانسانا اكثر منه امبراطورا.
استعمل أوريليوس اللغة الإغريقية في كتابة تأملاته، وهي اللغة المفضلة في كتابة الفلسفة في عصره. والحق أن أوريليوس لم ينقح كتاباته، وليس هناك ما يشير إلى انه كان يعدها للنشر.
سجل فيلسوفنا هذه التأملات في أوقات الاستراحة ما بين المعارك في السنوات العشر الأخيرة من حياته. ولم تعد المخطوطات الأصلية موجودة بين أيدينا. ولاشك أن أحدا لم يطلع عليها في أثناء حياته. ولم تترجم هذه التأملات إلى اللغة الانكليزية حتى عام 1634
حظي أوريليوس باحترام واسع في أثناء حياته وبعد مماته، ولم يتعرض لنقد كثير مع أن البعض اتهمه باضطهاد المسيحيين في الإمبراطورية،ولامه البعض الآخر على السماح لابنه بان يتولى شؤون الإمبراطورية من بعده.
ولكن كتب التاريخ في ذلك الزمان قالت إن أوريليوس كان أفضل من حكم الإمبراطورية الرومانية. وقال مؤرخ انه لولا أوريليوس لما تمكنت الإمبراطورية الرومانية من الصمود في وجه الأزمات. أما المؤرخون المحدثون فقد ركزوا جهودهم على دراسة أوراقه وفلسفته. وهنا كخلاف عام بينهم بشأن هدف أوريليوس من كتابة تأملاته. وبالرغم من أن كثيرا من تأملاته يبدو بسيطا إلا أن من الحكمة أن نبذل جهدا حقيقيا في تفسير هذه التأملات وفهمها. ويقول المؤرخون المحدثون إن من المهم أن ندرس تاريخ تلك الحقبة من الزمن لوضع هذه التأملات في سياقها الصحيح وفهم علاقتها بتاريخ تلك الحقبة وفلسفتها.
يبحث أوريليوس في بعض تأملاته في وحدة الكون، وهو ما بحث فيه العالم الفرنسي ديكارت فيما بعد. ويقول انه بالرغم من أن الكون في حالة تغير مستمر إلا أن ثمة شيئا ثابتا لا يتغير، إن ما يتغير هو المظهر فحسب. ويقول كما قال ديكارت في ما بعد إن الروح كل لا يتجزأ. ويقول: هناك نور الشمس الواحد مع أن الجدران والجبال وعددا لا يحصى من الأشياء تقف في طريقه. هناك شيء مشترك واحد موجود في أجسام لا عد لها، مع أن لكل من هذه الأجسام خصائصه. هناك روح واحدة مع أنها موزعة في طبائع عدة. هناك روح ذكية واحدة مع أنها تبدو منقسمة ومجزأة.
ويفرد أوريليوس جانبا من تأملاته للإنسان، ويقول إن أوجه الشبه بين الناس أكثر من أوجه الاختلاف. وأوجه الشبه هذه يجب أن تشد بعضنا إلى بعض أكثر مما يجب أن تفرقنا أوجه الاختلاف. ويقول: "لقد خلقنا من اجل أن نتعاون كما هو حال الأقدام والأيدي والأجفان. . . فان يعمل بعضنا ضد بعضنا الآخر لهو مخالفة للطبيعة."
ويقول أوريليوس إن واحدا من الدروس الأساسية التي يجب أن نتعلمها هو أن كل شيء مرتبط بكل شيء آخر في الكون.
"تذكر هذا دائما: ما هي طبيعة الكل، وما هي طبيعتي، وما علاقة هذه بتلك. وتأكد أنلا احد يمنعك من أن تفعل وان تقول ما ينسجم مع الطبيعة التي أنت جزء منها."
وبعد هذا الربط بين كل مكونات الكون، يشرح أوريليوس كيف يمكن تحقيق السعادة، كيف يمكن أن تغير أفكارك عندما لا تستطيع أن تغير الواقع:
"إذا ركزت على هذا الذي أمامك، متبعا المحاكمة السديدة بجدية وقوة وهدوء دون أن تجيز لأي شيء أن يصرف انتباهك، ولكن أن تبقي على صفاء روحك في داخلك كما لو كنت على وشك أن تسلمه الخالقها في الحال، إذا فعلت ذلك دون أن تتوقع شيئا ولا أن تخاف شيئا ولكنك راض بماتفعله بما ينسجم مع الطبيعة . . . فانك ستكون سعيدا. لا جدال في ذلك."
ولما كان أوريليوس جنديا يدافع عن روما فانه كان يواجه الموت كثيرا، الأمر الذي جعله يتأمل في الموت ومعناه : "ركبت السفينة، وقمت بالرحلة، ووصلت إلى الشاطئ. ما عليك إلا أن تترجل الآن. إن من يخاف الموت هو إما يخاف من أن يفقد إحساسه أو يخاف من إحساس مختلف. ولكن إذا كنت ستفقد إحساسك فلا معنى للخوف لأنك لن تشعر بألم. أما إذا كنت ستكتسب إحساسا من نوع آخر فهذا يعني انك ستكون كائنا آخر وبهذا ستبقى حيا."
مؤلفاته
ان ماركوس اوريليوس خلّد اسمه بين الاباطرة العظام لسبب لا صلة مباشرة له بالسلطة. إذ أنه اشتهر بطول باعه في مضمار الفلسفة اليونانية، ووضع مؤلفاً ضخماً باللغة اليونانية من 12 كتاباً بالمفاهيم الاخلاقية عرف بـ«التأملات»، يعد من أبرز آثار الفكر الفلسفي الرواقي، ويعرض ايمانه بأن الحياة السوية تفضي إلى السكينة والطمأنينة، ويشدد على فضائل الحكمة والعدالة والاعتدال والصلابة في المواقف.
آثاره في العالم العربي
قوس ماركوس بطرابلس ليبيا
قوس ماركوس اوريليوس (في العاصمة الليبية طرابلس )، في حي باب البحر . ويعتبر واحداً من الآثار الرومانية العديدة التي تزخر بها ليبيا شرقاً وغرباً، ولا سيما في شحات
ولبدة الكبرى و صبراته. ويرى الباحثون في التاريخ الفينيقي لليبيا أن اتجاهات أبواب قوس ماركوس اوريليوس تمثل اتجاهات المدينة الفينيقية القديمة التي اقيمت عليها مدينة رومانية في طرابلس.
وتشير تلك الكتابات المتبقية على واجهة القوس إلى أن القنصل سرفيوس كورنيلوسأورفتوس مع قائده فيدوس مارسلوس كرسا القوس للقيصر الأمبروطور ماركوس أوريليوسأنطونيوس إلى بلاده وللقيصر الأمبروطور أوليانوس فيروس أمرميناكوس وأغسطس .
وأشادكايوس كالبرنيوس سيلسوس أمين بيت المال ومانح العطايا ديفومفر المكرس كاهنا منذ خمسسنوات إلى مدى الحياة ، قوس النصر هذا في مكان عام من رخام صلب الأساسيات على نفقته . ويحتل القوس المكان الذي ( يتقاطع فيه الشارعان الرئيسيات إلى المدينة بزوايا قائمة ، ويشير فارق طول الجانبين الشمالي والشرقي والجنوبي والغربي _ وهما أكبرطولا _ بأن الطريق من الميناء كان أهم الطرق ).
ويشمل القوس على أربع فتحات كبيرة أهمهاالفتحتان المطلتان على الناحية الغربية والشرقية ، ومن الملاحظ أنه يوجد فارق بالنسبة لديكور الرسوم الموجودة على واجهاته الأربع فعلى ( الواجهتين الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية تعلوهما رسوم وزخارف معمارية ، ففي هذين الجانبين يحف بجانبي الممرات المعقودة أزواج من الأعمدة الكورتنية قائمة فوق قواعد عالية تبرز من قوائم القوس ، وتحمل الأعمدة على تيجانها العرصة الهرمية وواجهة القوس ) كما توجد بتلك الكوات المطلة على الواجهتين الأخريين رسوم وزخارف تمثل صورة ( لأبوللو ) اله الموسيقى و ( مينيرفا ) حامية أثينا
وقد جاء تصميم القوس على خلاف ما هو شائع في العادة ، إذ المعروف أن أقواس النصرالتي تشيد في مدخل المدن الرومانية تشتمل فتحة واحدة أو ثلاث فتحات أو فتحتين صغيرتين تتوسطهما فتحة كبيرة غير أن قوس ماركوس أوريليوس قد خرج في تصميمه عن القاعدة المعروفة فاشتمل على أربع فتحات كبيرة وهذا ما جعل البعض يعتقد بأن قوس ماركوس أوريليوس هو ( أجمل من أي آثار مشهورة في ايطاليا مثل هيكل ( يانوس) مع أن الهيكل مشيد من الرخام ، ويعتبر من أجمل تلك العاديات وهم يرون في زعمهم في تفصيل القوس لا يتطلب كبير جهد في البرهنة علية ).
وقد اقتضى الحال حدوث تغيرات كبيرة في المنطقة التي شيد فيها القوس .. منازل أقيمت أخرى اندثرت وغمرت مياه البحر أجزاء من أرض المنطقة وانحسرت عن أجزاء أخرى منها بل أن هذا التغير لم تنجح منه طبيعة تكوين قشرة الأرض نفسها ، فقد ساعدت تلك النفايات المتراكمة على إخفاء المعالم الأولى لسطح التربة التي أقيم عليها القوس ، وهذا ما تلاحظه بالنسبة لوضع قاعدته التي كانت مغمورة تحت النفايات والأتربة وذلك بمقدار نصف ارتفاعه فوق سطح الأرض الحالية ، ومن المفيد أن نذكر هنا بأن القوس قد استغل كحانوت لبيع الخمور ومستودع لبيع الفحم كما تحول في الفترة المتقدمة قليلا على ترميمه كدار لعرض الصور المتحركة وظل مبنى القوس مستغلا على نحو ما إلى ما بعد الاحتلال الإيطالي لليبيا حيث امتدت إليه يد الإصلاح لتعيده إلى سابق عهدة ، فقد استدعت الحكومة الإيطالية الخبراء والاختصاصيين وفي مقدمتهم السنيور (توربا ) وكلفتهم بإجراء دراسة للمشروع قبل تنفيدة ، وقد شرع بعدئذ في الحفر على أجزائه المغمورة مبتدئين بالحفر على أساساته من الجهة الشمالية والجهةالشرقية ،وقد ذاهبوا في عملية الحفر تلك إلى ماتحت مستوى سطح البحر وذلك بقصدإكتشاف القاعدة بادىء ذي بدء على الطريقة التي انجزت بها تلك الاساسات
ومن ثم ليتاكدو بان اساسات القوس صحيحة ويمكنها ان تقاوم وكان من الصعب انجاز المهمه قبل عملية الحفر التى سبقتها دراسة وافية للارضية التي اقيم عليها القوس وقد استعمل الفنيون الذين قاموا بتنفيد المشروع الكثير من مواد البناء اللازمة في عملية الاصلاح والترميم كالاسمنت والجبس وقضبان الحديد وما إلى ذلك من المواد الاخرى ومنذ ابريل من عام 1914 بدأ في إمكان الجميع أن يروا القوس وقد رمم وأستعاد أجزاءه التي تساقطت وهكذا فقد أصبح حظنا من المتعة بمشاهدته أوفر من حظ أسلافنا الذين لم يتحلهم إلا فرصة جزئية تلك التي وفرها لهم الزمن.
من ناحية ثانية، برغم حرصه على الصالح العام الذي تجسد في اقدامه على بيع ممتلكاته الخاصة لتخفيف محنة مواطنيه من المجاعة والأوبئة وحدبه على الفقراء وتشييده المستشفيات والمياتم، فإنه ناهض المسيحية واعتبرها مصدر تهديد للامبراطورية.
في عام 222م تم اغتياله مع والدته واستبداله بابن خالته الكسندر سيفيروس.
الامبراطور ماركوس أورليوس
ايل جبل Elagabalus (حوالي 203م - 11 آذار222م) أو ماركوس أورليوس أنطونيوس
هو إمبراطور روماني من أسرة سيفيروس، وحكم من 218م إلى م222 واسمه عند الولادة كان فاريوس افيتوس باسينوس. هو سوري من ناحية والدته جوليا سوميا وقد قضى شبابه ككاهن اعظم لإله الشمس الحمصي ايل جبل وأبيه روماني هو سكتوس فاريوس مارسيليوس.
وقد دعي باسم ايل جبل بعد فترة طويلة من وفاته.
وهو الامبراطور الروماني السابع عشر (161 - 180) وسادس الأباطرة الأنطونيين الرومان . الأمبراطور الروماني الفيلسوف وهو أبو الامبراطور كومودوس. كان آخر"خمسة اباطره جيدون "حكموا الامبراطوريه الرومانيه من 96 إلى 180 ، كما أنه يعتبر من أهم الفلاسفة الرواقيين.
تميز عهده بالحروب في آسيا ضد اعادة الامبراطوريه البارثانية، والقبائل الجرمانيه إلى بلاد الغال عبر نهر الدانوب. والتمرد الذي حدث في الشرق بقيادة افيديوس كاسيوس.
كفيلسوف فان "تأملات ماركوس اوريليوس التي كتبت في حملته بين 170-180، ما زالت تعتبر أحد الصروح الادبية في الحكم والإدارة.
ولد في روما يوم 26 ابريل عام 121 الابن الوحيد لدوميتيا لوسيلا وماركوس انيوس
فيروس. وميتيا لوسيل من أسرة ثرية كانوا من رتبة القنصلية.اما والده فانه من أصل
أسباني والذي عمل كمشرع وتوفي وعمر ماركوس 3 سنوات.
كان من اصول ملكية فجدته لابيه (روبيلة فاوستينا) كانت الامبراطورة الرومانية، وزوجة الامبراطور الروماني هادريان. وفي نفس الوقت هي اخت غير شقيقة (لفيبيا سابينا) وابنتي سالونينا ماتيديا بنت اخ الامبراطور الروماني تراجان. عمته فاوستينا الكبرى كانت زوجة
للامبراطور انطونيو بيوس.
ماركوس هو ابن اخت الأمبراطور (لاحقاً) انطونيوس بيوس. وبعد اعتلاء انطونيوس بيوس منصب الامبراطورية تبنى ماركوس الذي بات يعرف بماركوس ايليوس اوريليوس انطونيوس وزوّجه من ابنته عام 145. وعام 161 أصبح ماركوس امبراطوراً، وظل في الحكم حتى وفاته بداء الطاعون في فيينا (يندوبونا) عام 180، بعد حملة عسكرية قادها في شمال وسط أوروبا.
وفي هذه المذكرات ، يبدو لنا هذا الرجل انسانا مؤمنا بالقيم النبيلة ، وروحا شريفة نبيلة ، طابعها الاول ، الصدق والاخلاص للحق ، وقد كان في حياته العامة وتصرفاته مخلصا لهذه المبادئ ، بحيث انه يعرف في التاريخ الروماني بلقب " الصادق " او" الصدوق " الذي اشتهر به في حياته وبعد مماته .
فهو يقول لمن حوله : ( احتفظ بطابعك الاصيل كما هو ، قل الحق مهما كلفك الامر ، ولا تحد عنه قيد لفظة ) ، وهذا لا يتحقق الا اذا كان الانسان مصغيا دائما الى ( الاله المقيم في قلبه ) ، وهو يؤمن " بالعقل الكلي " اوالعقل الكوني " الذي هو مصدر كل قوة وحياة وعقل وعلة ، وهو بحد ذاته قوة الهية تسري في العالم " كما يسري العسل في اقراصه " فتنعشه وتحييه وتسيره بعدل وحكمة .
وامام مظاهر الشر التي يلاحظها الانسان في هذا العالم ، فان عليه ان يدرك الحكمة الخافية وراء ذلك ، وعليه ان يدرك الخير الكامن خلف ذلك الشر فيقول : ان كل ما يتم ويقع انما هو نتيجة ضرورية لتصرف ذلك العقل الكوني ، فلا بد من ان يكون حسنا وعادلا ، ولابد من ان نتقبله بالصبر ، لا بل بالرضى والحب.
لم تكن حياة الامبراطور ماركوس اوريليوس سهلة رخية ، بل كانت حافلة بالمتاعب والاعباء ، متاعبه مع شريكه في الحكم " لوسيوس فيروس " المتردد المرتبك ، ومع الفرس الذين هاجموا اطراف الدولة الشرقية في ارمينيا غداة اعتلائه للعرش الروماني ،وحروبه المتصلة مع الجرمان الذين نهض لحربهم بنفسه ، بحيث انه قضى معظم سني حكمه بعيدا عن روما لا يقيم فيها الا ما ندر ، ثم خيبة امله بابنه كومودوس النهم الشره المستسلم لاهوائه ونزواته ، وحتى في حياته العائلية لم يكن موفقا مع زوجته فوستينا التي كانت تصرفاتها لا تليق ابدا بزوجة امبراطور .
هذه مقتطفات من " خواطر " الرجل الذي عرفه التاريخ فيلسوف ااكثر منه حاكما ، وانسانا اكثر منه امبراطورا.
استعمل أوريليوس اللغة الإغريقية في كتابة تأملاته، وهي اللغة المفضلة في كتابة الفلسفة في عصره. والحق أن أوريليوس لم ينقح كتاباته، وليس هناك ما يشير إلى انه كان يعدها للنشر.
سجل فيلسوفنا هذه التأملات في أوقات الاستراحة ما بين المعارك في السنوات العشر الأخيرة من حياته. ولم تعد المخطوطات الأصلية موجودة بين أيدينا. ولاشك أن أحدا لم يطلع عليها في أثناء حياته. ولم تترجم هذه التأملات إلى اللغة الانكليزية حتى عام 1634
حظي أوريليوس باحترام واسع في أثناء حياته وبعد مماته، ولم يتعرض لنقد كثير مع أن البعض اتهمه باضطهاد المسيحيين في الإمبراطورية،ولامه البعض الآخر على السماح لابنه بان يتولى شؤون الإمبراطورية من بعده.
ولكن كتب التاريخ في ذلك الزمان قالت إن أوريليوس كان أفضل من حكم الإمبراطورية الرومانية. وقال مؤرخ انه لولا أوريليوس لما تمكنت الإمبراطورية الرومانية من الصمود في وجه الأزمات. أما المؤرخون المحدثون فقد ركزوا جهودهم على دراسة أوراقه وفلسفته. وهنا كخلاف عام بينهم بشأن هدف أوريليوس من كتابة تأملاته. وبالرغم من أن كثيرا من تأملاته يبدو بسيطا إلا أن من الحكمة أن نبذل جهدا حقيقيا في تفسير هذه التأملات وفهمها. ويقول المؤرخون المحدثون إن من المهم أن ندرس تاريخ تلك الحقبة من الزمن لوضع هذه التأملات في سياقها الصحيح وفهم علاقتها بتاريخ تلك الحقبة وفلسفتها.
يبحث أوريليوس في بعض تأملاته في وحدة الكون، وهو ما بحث فيه العالم الفرنسي ديكارت فيما بعد. ويقول انه بالرغم من أن الكون في حالة تغير مستمر إلا أن ثمة شيئا ثابتا لا يتغير، إن ما يتغير هو المظهر فحسب. ويقول كما قال ديكارت في ما بعد إن الروح كل لا يتجزأ. ويقول: هناك نور الشمس الواحد مع أن الجدران والجبال وعددا لا يحصى من الأشياء تقف في طريقه. هناك شيء مشترك واحد موجود في أجسام لا عد لها، مع أن لكل من هذه الأجسام خصائصه. هناك روح واحدة مع أنها موزعة في طبائع عدة. هناك روح ذكية واحدة مع أنها تبدو منقسمة ومجزأة.
ويفرد أوريليوس جانبا من تأملاته للإنسان، ويقول إن أوجه الشبه بين الناس أكثر من أوجه الاختلاف. وأوجه الشبه هذه يجب أن تشد بعضنا إلى بعض أكثر مما يجب أن تفرقنا أوجه الاختلاف. ويقول: "لقد خلقنا من اجل أن نتعاون كما هو حال الأقدام والأيدي والأجفان. . . فان يعمل بعضنا ضد بعضنا الآخر لهو مخالفة للطبيعة."
ويقول أوريليوس إن واحدا من الدروس الأساسية التي يجب أن نتعلمها هو أن كل شيء مرتبط بكل شيء آخر في الكون.
"تذكر هذا دائما: ما هي طبيعة الكل، وما هي طبيعتي، وما علاقة هذه بتلك. وتأكد أنلا احد يمنعك من أن تفعل وان تقول ما ينسجم مع الطبيعة التي أنت جزء منها."
وبعد هذا الربط بين كل مكونات الكون، يشرح أوريليوس كيف يمكن تحقيق السعادة، كيف يمكن أن تغير أفكارك عندما لا تستطيع أن تغير الواقع:
"إذا ركزت على هذا الذي أمامك، متبعا المحاكمة السديدة بجدية وقوة وهدوء دون أن تجيز لأي شيء أن يصرف انتباهك، ولكن أن تبقي على صفاء روحك في داخلك كما لو كنت على وشك أن تسلمه الخالقها في الحال، إذا فعلت ذلك دون أن تتوقع شيئا ولا أن تخاف شيئا ولكنك راض بماتفعله بما ينسجم مع الطبيعة . . . فانك ستكون سعيدا. لا جدال في ذلك."
ولما كان أوريليوس جنديا يدافع عن روما فانه كان يواجه الموت كثيرا، الأمر الذي جعله يتأمل في الموت ومعناه : "ركبت السفينة، وقمت بالرحلة، ووصلت إلى الشاطئ. ما عليك إلا أن تترجل الآن. إن من يخاف الموت هو إما يخاف من أن يفقد إحساسه أو يخاف من إحساس مختلف. ولكن إذا كنت ستفقد إحساسك فلا معنى للخوف لأنك لن تشعر بألم. أما إذا كنت ستكتسب إحساسا من نوع آخر فهذا يعني انك ستكون كائنا آخر وبهذا ستبقى حيا."
مؤلفاته
ان ماركوس اوريليوس خلّد اسمه بين الاباطرة العظام لسبب لا صلة مباشرة له بالسلطة. إذ أنه اشتهر بطول باعه في مضمار الفلسفة اليونانية، ووضع مؤلفاً ضخماً باللغة اليونانية من 12 كتاباً بالمفاهيم الاخلاقية عرف بـ«التأملات»، يعد من أبرز آثار الفكر الفلسفي الرواقي، ويعرض ايمانه بأن الحياة السوية تفضي إلى السكينة والطمأنينة، ويشدد على فضائل الحكمة والعدالة والاعتدال والصلابة في المواقف.
آثاره في العالم العربي
قوس ماركوس بطرابلس ليبيا
ولبدة الكبرى و صبراته. ويرى الباحثون في التاريخ الفينيقي لليبيا أن اتجاهات أبواب قوس ماركوس اوريليوس تمثل اتجاهات المدينة الفينيقية القديمة التي اقيمت عليها مدينة رومانية في طرابلس.
وتشير تلك الكتابات المتبقية على واجهة القوس إلى أن القنصل سرفيوس كورنيلوسأورفتوس مع قائده فيدوس مارسلوس كرسا القوس للقيصر الأمبروطور ماركوس أوريليوسأنطونيوس إلى بلاده وللقيصر الأمبروطور أوليانوس فيروس أمرميناكوس وأغسطس .
وأشادكايوس كالبرنيوس سيلسوس أمين بيت المال ومانح العطايا ديفومفر المكرس كاهنا منذ خمسسنوات إلى مدى الحياة ، قوس النصر هذا في مكان عام من رخام صلب الأساسيات على نفقته . ويحتل القوس المكان الذي ( يتقاطع فيه الشارعان الرئيسيات إلى المدينة بزوايا قائمة ، ويشير فارق طول الجانبين الشمالي والشرقي والجنوبي والغربي _ وهما أكبرطولا _ بأن الطريق من الميناء كان أهم الطرق ).
ويشمل القوس على أربع فتحات كبيرة أهمهاالفتحتان المطلتان على الناحية الغربية والشرقية ، ومن الملاحظ أنه يوجد فارق بالنسبة لديكور الرسوم الموجودة على واجهاته الأربع فعلى ( الواجهتين الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية تعلوهما رسوم وزخارف معمارية ، ففي هذين الجانبين يحف بجانبي الممرات المعقودة أزواج من الأعمدة الكورتنية قائمة فوق قواعد عالية تبرز من قوائم القوس ، وتحمل الأعمدة على تيجانها العرصة الهرمية وواجهة القوس ) كما توجد بتلك الكوات المطلة على الواجهتين الأخريين رسوم وزخارف تمثل صورة ( لأبوللو ) اله الموسيقى و ( مينيرفا ) حامية أثينا
وقد جاء تصميم القوس على خلاف ما هو شائع في العادة ، إذ المعروف أن أقواس النصرالتي تشيد في مدخل المدن الرومانية تشتمل فتحة واحدة أو ثلاث فتحات أو فتحتين صغيرتين تتوسطهما فتحة كبيرة غير أن قوس ماركوس أوريليوس قد خرج في تصميمه عن القاعدة المعروفة فاشتمل على أربع فتحات كبيرة وهذا ما جعل البعض يعتقد بأن قوس ماركوس أوريليوس هو ( أجمل من أي آثار مشهورة في ايطاليا مثل هيكل ( يانوس) مع أن الهيكل مشيد من الرخام ، ويعتبر من أجمل تلك العاديات وهم يرون في زعمهم في تفصيل القوس لا يتطلب كبير جهد في البرهنة علية ).
وقد اقتضى الحال حدوث تغيرات كبيرة في المنطقة التي شيد فيها القوس .. منازل أقيمت أخرى اندثرت وغمرت مياه البحر أجزاء من أرض المنطقة وانحسرت عن أجزاء أخرى منها بل أن هذا التغير لم تنجح منه طبيعة تكوين قشرة الأرض نفسها ، فقد ساعدت تلك النفايات المتراكمة على إخفاء المعالم الأولى لسطح التربة التي أقيم عليها القوس ، وهذا ما تلاحظه بالنسبة لوضع قاعدته التي كانت مغمورة تحت النفايات والأتربة وذلك بمقدار نصف ارتفاعه فوق سطح الأرض الحالية ، ومن المفيد أن نذكر هنا بأن القوس قد استغل كحانوت لبيع الخمور ومستودع لبيع الفحم كما تحول في الفترة المتقدمة قليلا على ترميمه كدار لعرض الصور المتحركة وظل مبنى القوس مستغلا على نحو ما إلى ما بعد الاحتلال الإيطالي لليبيا حيث امتدت إليه يد الإصلاح لتعيده إلى سابق عهدة ، فقد استدعت الحكومة الإيطالية الخبراء والاختصاصيين وفي مقدمتهم السنيور (توربا ) وكلفتهم بإجراء دراسة للمشروع قبل تنفيدة ، وقد شرع بعدئذ في الحفر على أجزائه المغمورة مبتدئين بالحفر على أساساته من الجهة الشمالية والجهةالشرقية ،وقد ذاهبوا في عملية الحفر تلك إلى ماتحت مستوى سطح البحر وذلك بقصدإكتشاف القاعدة بادىء ذي بدء على الطريقة التي انجزت بها تلك الاساسات
ومن ثم ليتاكدو بان اساسات القوس صحيحة ويمكنها ان تقاوم وكان من الصعب انجاز المهمه قبل عملية الحفر التى سبقتها دراسة وافية للارضية التي اقيم عليها القوس وقد استعمل الفنيون الذين قاموا بتنفيد المشروع الكثير من مواد البناء اللازمة في عملية الاصلاح والترميم كالاسمنت والجبس وقضبان الحديد وما إلى ذلك من المواد الاخرى ومنذ ابريل من عام 1914 بدأ في إمكان الجميع أن يروا القوس وقد رمم وأستعاد أجزاءه التي تساقطت وهكذا فقد أصبح حظنا من المتعة بمشاهدته أوفر من حظ أسلافنا الذين لم يتحلهم إلا فرصة جزئية تلك التي وفرها لهم الزمن.
من ناحية ثانية، برغم حرصه على الصالح العام الذي تجسد في اقدامه على بيع ممتلكاته الخاصة لتخفيف محنة مواطنيه من المجاعة والأوبئة وحدبه على الفقراء وتشييده المستشفيات والمياتم، فإنه ناهض المسيحية واعتبرها مصدر تهديد للامبراطورية.
في عام 222م تم اغتياله مع والدته واستبداله بابن خالته الكسندر سيفيروس.
تعليق