الاقليات المسلمة فى العالم ...
ملف شامل ومتجدد
(44)
الحكومة البوذية تواصل اضطهادهم .
منع مسلمي بورما من مواصلة التعليم ووقف زواجهم لمدة ثلاث سنوات .تواصل الحكومة البوذية في بورما اضطهادها الشديد للمسلمين في أراكان.
فقد تم منعهم من مواصلة التعليم، حيث لا يسمح لهم بالالتحاق بالجامعات والمعاهد العليا، كما لا يسمح لهم بالدراسة في الخارج. وتهدف حكومة بورما إلى تفشي الجهل والأمية داخل صفوف المسلمين المقهورين، حتى يصبحوا متخلفين في شتى المجالات، مما يسهل استئصالهم نهائياً من البلاد. كما قامت الحكومة مؤخراً بإصدار قرار بمنع زواج المسلمين لمدة 3 سنوات، حتى يقل نسل المسلمين وتتفشى الفواحش بينهم. وكانت الحكومة قد فرضت شروطاً قاسية على زواج المسلمين منذ عشر سنوات، مما اضطرهم لدفع رشاوى كبيرة للسماح لهم بالزواج. كما تواصل الحكومة البوذية الضغوط الاقتصادية على المسلمين، حيث رفعت أسعار المواد الغذائية الضرورية بصورة كبيرة في مناطق المسلمين، وتسبب ذلك في حالة صعبة بما يشبه المجاعة. من ناحية أخرى، تعمل الحكومة على إقامة المغتصبات البوذية داخل مناطق المسلمين،وتقوم بنفي عدد كبير من المسلمين إلى خارج البلاد في بنجلاديش وتايلاند وماليزيا وباكستان والمملكة العربية السعودية، حيث يقدر عدد المسلمين المنفيين في هذه البلاد ب"مليوني مسلم". ويقدر عدد المسلمين في أراكان وبورما بـ"10 ملايين مسلم".
ويطلق على الأقلية المسلمة في بورما شعب الروهنجيا، وهم ينحدرون من أصول عربية، وفارسية، وملاوية، ومغولية، وباتانية Pathans ( الباتان قوم يقطن أكثرهم في باكستان وأفغانستان والهند ويعرفون أيضاً بالبشتون). وبحسب المصادر الغربية تبلغ نسبة المسلمين الذين يتمركزون في إقليم أراكان 4% من إجمالي السكان البالغ عددهم حوالي 42 مليونا.
وصل الإسلام إلى إقليم أراكان في القرن السابع الميلادي، وكوَّن شعب الروهنجيا مملكة دام حكمها 350 عاماً، ثم انفرط عقدها على أيدي الغزاة البورميين عام 1784، وبدأت معاناة الأقلية المسلمة في ميانمار منذ ذلك التاريخ.
وتتمثل هذه المعاناة -كما تقول المصادر الإسلامية- في الحرمان من الحقوق السياسية والحريات الدينية، فلا يحق لهم على سبيل المثال الدراسة في المدارس والجامعات الحكومية، كما تمت مصادرة الأوقاف الإسلامية التي كان أشهرها الأراضي الموقوفة على مسجدي "ماونجدو جيم" و"آكياب جيم"، والأراضي التي كانت مخصصة لمقابر المسلمين والتي أقيم عليها ملاعب رياضية وأديرة.
وهناك أيضا معاناة اقتصادية سببها فرض الحكومة البورمية على المسلمين تسليمها نسبة كبيرة من محصول الأرز الذي يعتبر الغذاء الرئيسي للسكان.
إضافة إلى ذلك وضعت الحكومة عوائق عديدة أمام مشاركة الأقلية المسلمة في الحياة السياسية، كان أبرزها القانون الصادر عام 1983م والذي لا يمنح الجنسية البورمية إلا لمن يُثبت أن أسرته عاشت في ميانمار قبل عام 1844م، وهو العام الذي اندلعت فيه الحرب الإنجليزية البورمية الأولى، وقد تسبب هذا القانون في حرمان المسلمين الذين لم يتمكنوا من تقديم هذه الوثائق من حق المواطنة الكاملة وما يترتب عليه من حقوق سياسية.
مسلمو أراكان ..
والتهجير المكشوف
في الرابع من يناير احتفلت بورما بالذكرى الـ(57) للاستقلال، والتي توافقت مع إطلاق سراح
(5588) سجيناً بمناسبة هذه الذكرى. إلى ذلك والأمر يبدو مقبولاً، إلا أن ما خفي كان أشنع؛ وذلك لإصرار نظام الحكم الشيوعي على تجاهل السجناء والمعتقلين المسلمين منذ استقلال البلاد. مؤكداً على أن مسلمي بورما لا يتمتعون بحق المواطنة أصلاً، وعليهم أن يلحقوا بأقاربهم في باكستان وبنجلاديش … ولعل النظرة الثاقبة إلى أحوال مسلمي بورما تضع جميع المسلمين أمام مسؤولياتهم التاريخية إزاء إخوانهم الذين يُمارس ضدهم أشنع أنواع الاضطهاد والتعذيب وسط تجاهل إعلامي دولي، لايهتم إلا بالكوارث التي تُلمّع صورة الغرب، وتظهر وجهه الكالح إزاء المسلمين…
ومسلمو الروهنجيا (أراكان) جرح إسلامي غائر، فمنذ أكثر من (50) عاماً، وهم يعانون أشد المعاناة من ممارسات الاحتلال البورمي لهم وتشرد مليوني مسلم، ولم يتفاعل أحد معهم إلا النزر القليل. وتُعدّ منظمة تضامن الروهنجيا حاملة لواء قضية مسلمي أراكان. ويبلغ عدد مسلمي بورما إجمالاً (10)ملايين مسلم تقريباً يمثلون 20% من سكان بورما البالغ عددهم (50) مليون نسمة. أما منطقة أراكان فيسكنها (5.5) مليون نسمة، بينهم (4) ملايين مسلم، يمثلون 70% من سكان الإقليم. ودخل الإسلام (أراكان) في القرن السابع الميلادي مع قدوم التجار العرب المسلمين إليها، ثم تتابعت الوفود الإسلامية إليها من أنحاء المعمورة. فأقبل عدد كبير من الأهالي على اعتناق الإسلام، وكوَّن شعب الروهنجيا مملكة دام حكمها (350) عاماً من 1430م إلى عام 1784م؛ فقد شُكّلت أول دولة إسلامية في عام 1430م بقيادة الملك سليمان شاه، وحكم بعده (48) ملكاً مسلماً على التوالي، ثم احتلتها بورما حتى عام 1824م، ثم الاحتلال البريطاني حتى عام 1848م عندما عادت بورما واحتلتها مرة أخرى عام 1948م حتى الآن. وطبقاً لقرار الأمم المتحدة الخاص بشبه القارة الهندية والقاضي بانضمام الأقاليم ذات الأغلبية الإسلامية لباكستان والهندوسية للهند، كان يجب أن تنضم أراكان لباكستان مثل بنجلاديش المجاورة لها قبل أن تستقل عن باكستان، ولكن ما حدث أن بورما ضمت الإقليم إليها بالقوة عام 1948م. مآسي مسلمي أراكان وبعد الاحتلال البورمي لأراكان تم تهجير أكثر من مليوني مسلم من إقليم أراكان منذ الاحتلال بسبب الممارسات القمعية التي قامت بها السلطات البورمية، حيث يوجد معظم لاجئي أراكان الآن في بنجلاديش وباكستان وكذا المملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج العربي. إضافة إلى مجموعات قليلة في دول جنوب شرق آسيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا.
وتمّت عمليات التهجير الجماعي عبر (4) مراحل:
الأولى عام 1938م إبان الاحتلال البريطاني. والثانية عام 1948م مع بداية الاحتلال البورمي. الثالثة عام 1978م. والأخيرة عام 1991م .
أما التطهير العرقي والديني والإبادة الجماعية للمسلمين فهي مستمرة ولم تنقطع، في ظل عزلة الإقليم عن العالم، بالإضافة إلى أن جميع حكام المناطق التابعة للإقليم من البوذيين.
ويكفي للتدليل على ذلك أنه بعد وصول الحكم العسكري عام 1962م، وفي عام 1978م شرّدت بورما أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش، وفي عام 1982م ألغت جنسية المسلمين بدعوى أنهم متوطنون في بورما بعد عام 1824م (عام دخول الاستعمار البريطاني إلى بورما) رغم أن الواقع والتاريخ يكذّبان ذلك، وفي عام 1991م شرّدت بورما حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش مرة أخرى. ومن تبقى من المسلمين يُتّبع ضدهم سياسة الاستئصال عن طريق برامج إبادة الجنس وتحديد النسل فيما بين المسلمين، فالمسلمة ممنوع أن تتزوج قبل سن الـ(25)، أما الرجل فلا يُسمح له بالزواج قبل سن الـ (30) من عمره. وإذ حملت الزوجة فلابد من ذهابها طبقاً لقرار السلطات الحاكمة إلى إدارة قوّات الأمن الحدودية "ناساكا" لأخذ صورتها الملوّنة كاشفة بطنها بعد مرور كلّ شهر حتّى تضع حملها، وفي كلّ مرّة لا بدّ من دفع الرسوم بمبلغ كبير، وذلك للتأكّد كما تدعي السلطة من سلامة الجنين، ولتسهيل إحصائية المولود بعد الولادة. ولكنّ لسان الواقع يُلوِّح بأنّ الهدف من إصدار هذا القرار المرير هو الاستهتار بمشاعر المسلمين، وتأكيدهم على أنّه ليس لهم أيّ حقّ للعيش في أراكان بأمن وسلام بالإضافة إلى عمليات الاغتصاب وهتك العرض في صفوف المسلمات اللاتي يموت بعضهن بسبب الاغتصاب. كما يتم إجبار المسلمين على العمل بنظام السخرة في معسكرات الاحتلال، وتم نقل مئات المسلمين من وظائفهم، ويمنع أي مسلم من دخول الجامعات والكليات. ومنذ عام 1988م قامت الحكومة بإنشاء ما يسمى بـِ"القرى النموذجية" في شمال أراكان، حتى يتسنى تشجيع أسر "الريكهاين" البوذيين على الاستقرار في هذه المناطق. كما أصدرت السلطات قراراً بحظر تأسيس مساجد جديدة، وعدم إصلاح وترميم المساجد القديمة، وتدمير المساجد التي تم بناؤها أو إصلاحها خلال عشر السنوات المنصرمة في الإقليم، وبموجب هذا القرار فإن السلطة هدمت إلى الآن أكثر من (72) مسجدًا، و(4) مراكز دينية واعتقلت (210) من علماء الدين وطلبة العلم خلال الأشهر الماضية وقتلت (220) مسلماً.
منظمة (تضامن الروهنجا) والدفاع عن المسلمين
ونشأت منظمة (تضامن الروهنجيا) عام 1982م، وهي المنظمة الرئيسة التي تدافع عن حقوق أبناء أراكان، وقبلها كانت توجد منظمة أربيف (جبهة الشعب الروهنجي) التي ضعفت وتضاءل دورها. وتأسست منظمة (تضامن) على يد مجموعة من العلماء والدعاة أبناء أراكان، مثل د.محمود يونس أول رئيس للمنظمة، وشيخ الدين محمد نائبه وقتها، ورئيس المنظمة حالياً، ومولانا سيف الله خالد، والبروفيسور محمد زكريا. ونالت تضامن عضوية الندوة العالمية للشباب الإسلامي وتعترف بها المنظمات الإسلامية الدولية الأخرى. وتتركز أنشطة (تضامن) في أوساط لاجئي الروهنجيا المسلمين في البلاد الموجودين فيها خاصة بنجلاديش وباكستان، ولها أنشطتها داخل أراكان وإن كان بطريقة غير علنية. حيث يمنع النظام الشيوعي العسكري الحاكم أي عمل خيري أو ثقافي أو تعليمي إسلامي، بل إنه يضع المسلمين في سجن كبير يضطرهم للهجرة إلى خارج بورما؛ حيث يحظر النظام على أي مسلم الانتقال من قرية إلى أخرى؛ فأصبحت كل قرية سجناً بالنسبة لسكانها المسلمين . وفي ظل عدم وجود دولة إسلامية مجاورة قوية تتبنى قضية مسلمي أراكان يستغل النظام البورمي الفرصة بين الحين والآخر لتشريد المسلمين، ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم في أراكان مما يضطرهم للهجرة.
نحو "خريطة طريق" لمسلمي أراكان
وإزاء هذه الأوضاع المأساوية التي تتم في غفلة من العالم الإسلامي الذي اكتفى -حتى الآن- ببعض المساعدات المادية (كمشروع إفطار الصائم ولحوم الأضاحي الذي تنفذه الندوة العالمية للشباب الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والجمعيات الإسلامية في البحرين وجمعية الشارقة الخيرية وغيرها) لم ييأس مسلمو أراكان، ونجحوا في صياغة موقف دولي داعم لهم في إطار رفض المجتمع الدولي لسياسات النظام العسكري المستبد في بورما، ويطالبها بالانتقال إلى الحكم المدني، فمجلس الشيوخ الأمريكي مثلاً أصدر بعض القرارات التي طالب فيها الرئيس الأمريكي نظام الحكم في بورما باتخاذ الخطوات المناسبة لإعادة الديمقراطية إلى بورما، ودعم أحزاب المعارضة وحقوق الأقلّيات فيها. وللمرة الأولى منذ (45) عاما شارك مسلمو أراكان في مؤتمر لأحزاب المعارضة، وممثلي (22) جمعية ومنظمة في أغسطس عام 2002م في تايلاند تمثل الأقليات في بورما، أغلب تلك المنظمات بوذية تحت إشراف أوروبي، وبعد مناقشات ومداولات طويلة خرج المؤتمر بعدد من المقرّرات التزم بها جميع المشاركين؛ منها العمل على تغيير الحكم العسكري الحالي إلى حكم مدني بالطرق السلمية، وإقامة حكومة ديمقراطية فيدرالية، وإعطاء كل الأقليات حقها على قدم المساواة. ويسعى مسلمو أراكان من خلال تلك الفعاليات الإيجابية كمرحلة أولى، أن يتنفس الشعب المسلم بحصوله على حقوقه الأساسية التي تكفل له الحد الأدنى من متطلبات الحياة في بلده.
مما دعا الأمم المتحدة لوضع جدولٍ زمني للحكومة العسكرية الحالية لتطبيق هذه المقررات، وأطلقوا عليها "خريطة الطريق"، يتم تطبيقها حتى عام 2006م، وهدّدت الحكومة الحالية بأن عدم التزامها بالموعد المحدّد يعرضها لعقوبات أشدّ من المنظمة الدولية.
ويظل إقامة نظام ديمقراطي فيدرالي يمنح الأقليات حقوقها ويمنح الجميع المساواة الكاملة أمل مسلمي أراكان في سبيل الحصول على استقلالهم وحريتهم المفقودة منذ 1948م.
نقلاً عن / الإسلام اليوم
ملف شامل ومتجدد
(44)
أمة الإسلام…
أغيثوا إخواننا المسلمين
في ماينمار ( بورما سابقا )
هذه دولة بورما التي يسمونها اليوم ماينمار تبذل أمريكا جهودا كبيرة لكسبها في صفها لأنها غنية بالثروات !! ولأنها تقع بين الهند والصين .
[فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ] {الزَّلزلة:7}
هذا عمل صالح يسعدكم في قبوركم فلا بد أن نرحل إلى قبورا يوما ما .
مأساة بورما المسلمة
أراكان المسلمة
أغيثوا إخواننا المسلمين
في ماينمار ( بورما سابقا )
هذه دولة بورما التي يسمونها اليوم ماينمار تبذل أمريكا جهودا كبيرة لكسبها في صفها لأنها غنية بالثروات !! ولأنها تقع بين الهند والصين .
[فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ] {الزَّلزلة:7}
هذا عمل صالح يسعدكم في قبوركم فلا بد أن نرحل إلى قبورا يوما ما .
مأساة بورما المسلمة
أراكان المسلمة
يدرك المسلم المتأمل في واقع الأمة الآن مدى حساسية الموقف، وحجم المؤامرة على الإسلام والمسلمين. فالعالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه قد أثخنته الجراح، وكثرت فيه الفتن والمحن، وبلغت حملة الأعداء ذروتها بقيادة من لا يرجون لله وقاراً.
و اليوم، تظهر لنا في الأفق من ناحية الشرق مأساة جديدة، وصفحة دامية، وحلقة من حلقات العداء "المتصلة" للإسلام وأهله… إنها أراكان، وما أدراك ما أراكان؟ قليل من المسلمين من يعرف معاناة الشعب المسلم في أراكان، وقليل من سمع أو قرأ عن الصفحات الدامية ووسائل القمع الوحشية اللاإنسانية التي يتعرض لها المسلمون هناك، على يد من يقدسون الأصنام من دون الله.
وفيما يلي نعرض "بعض" المشكلات والصعاب التي يواجهها المسلمون هناك من قبل نظام الحكم العسكري في بورمالتي اضطر المسلمون بسببها إلى الهجرة لبنجلاديش والتي تعاني ما تعانيه من الأزمات والنكبات الاقتصادية والسياسية المستمرة:
أولاً: إلغاء جنسية المسلمين الروهنجيا في أراكان بموجب قانون المواطنة والجنسية الذي وضع عام 1982م.
ثانياً: حرمان المسلمين من حرية السفر والتنقل داخل البلد وخارجه.
ثالثاً: اعتقال المسلمين الأبرياء وتعذيبهم في المعتقلات بدون ذنب أو مبرر.
رابعاً: إجبار المسلمين على القيام بأعمال السخرة دون أجر كتعبيد الطرق وحفر الخنادق في المناطق الجبلية البورمية.
خامساً: تهجير المسلمين وتشريدهم وتوطين البوذيين محلهم.
سادساً: مصادرة أوقاف المسلمين وأراضيهم الزراعية.
سابعاً: نهب أموال المسلمين، ومنعهم من الاستيراد والتصدير أو ممارسة الأعمال التجارية.
ثامناً: أبواب الوظائف الحكومة مسدودة أمام مسلمي أراكان والنسبة الضئيلة منهم ممن تقلدوا الوظائف في عهد الاستعمار البريطاني أُجبروا على الاستقالة من وظائفهم.
تاسعاً: إقامة العقبات والعوائق أمام تعليم أبناء المسلمين في المدارس والجامعات الحكومية.
عاشراً: عدم السماح للمسلمين بالمشاركة في الندوات المؤتمرات الإسلامية العالمية.
إن الوضع المأساوي في أراكان يكفي لأن يفرد له كتاب منفصل، وما ذكرناه هنا هو على سبيل المثال لا الحصر، والوضع يتطلب حلولاً عاجلة وجهوداً فورية جبارة من الهيئات العالمية والحكومات الإسلامية والمنظمات الخيرية والإغاثية. إن الواجب الديني يحتم على كل فرد مسلم العمل بما يستطيع من مناصرة الحق والدفاع عن العرض والدين، رائدنا في ذلك قوله تعالى عز وجل: [وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ] {الأنفال:72} .
وأقول لأخي المسلم: قدم لنفسك شيئاً يكون معذرة إلى الله يوم تلقاه، ولا تحقرن من المعروف شيئاً فإن الجبال من الحصى، واعلم أن كل كلمة أو حركة أو جهد أو نفقة تبتغي بها وجه الله هي عبادة ذلك بأنهم [ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ] {التوبة:120} . أسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يؤلف بين قلوبنا، ويوحد صفوفنا، ويثبت إخواننا، ويرحم شهداءنا، ويفك أسرانا ويردنا إليه رداً جميلاً، إنه قريب مجيب[رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ] {البقرة:250} .
و اليوم، تظهر لنا في الأفق من ناحية الشرق مأساة جديدة، وصفحة دامية، وحلقة من حلقات العداء "المتصلة" للإسلام وأهله… إنها أراكان، وما أدراك ما أراكان؟ قليل من المسلمين من يعرف معاناة الشعب المسلم في أراكان، وقليل من سمع أو قرأ عن الصفحات الدامية ووسائل القمع الوحشية اللاإنسانية التي يتعرض لها المسلمون هناك، على يد من يقدسون الأصنام من دون الله.
وفيما يلي نعرض "بعض" المشكلات والصعاب التي يواجهها المسلمون هناك من قبل نظام الحكم العسكري في بورمالتي اضطر المسلمون بسببها إلى الهجرة لبنجلاديش والتي تعاني ما تعانيه من الأزمات والنكبات الاقتصادية والسياسية المستمرة:
أولاً: إلغاء جنسية المسلمين الروهنجيا في أراكان بموجب قانون المواطنة والجنسية الذي وضع عام 1982م.
ثانياً: حرمان المسلمين من حرية السفر والتنقل داخل البلد وخارجه.
ثالثاً: اعتقال المسلمين الأبرياء وتعذيبهم في المعتقلات بدون ذنب أو مبرر.
رابعاً: إجبار المسلمين على القيام بأعمال السخرة دون أجر كتعبيد الطرق وحفر الخنادق في المناطق الجبلية البورمية.
خامساً: تهجير المسلمين وتشريدهم وتوطين البوذيين محلهم.
سادساً: مصادرة أوقاف المسلمين وأراضيهم الزراعية.
سابعاً: نهب أموال المسلمين، ومنعهم من الاستيراد والتصدير أو ممارسة الأعمال التجارية.
ثامناً: أبواب الوظائف الحكومة مسدودة أمام مسلمي أراكان والنسبة الضئيلة منهم ممن تقلدوا الوظائف في عهد الاستعمار البريطاني أُجبروا على الاستقالة من وظائفهم.
تاسعاً: إقامة العقبات والعوائق أمام تعليم أبناء المسلمين في المدارس والجامعات الحكومية.
عاشراً: عدم السماح للمسلمين بالمشاركة في الندوات المؤتمرات الإسلامية العالمية.
إن الوضع المأساوي في أراكان يكفي لأن يفرد له كتاب منفصل، وما ذكرناه هنا هو على سبيل المثال لا الحصر، والوضع يتطلب حلولاً عاجلة وجهوداً فورية جبارة من الهيئات العالمية والحكومات الإسلامية والمنظمات الخيرية والإغاثية. إن الواجب الديني يحتم على كل فرد مسلم العمل بما يستطيع من مناصرة الحق والدفاع عن العرض والدين، رائدنا في ذلك قوله تعالى عز وجل: [وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ] {الأنفال:72} .
وأقول لأخي المسلم: قدم لنفسك شيئاً يكون معذرة إلى الله يوم تلقاه، ولا تحقرن من المعروف شيئاً فإن الجبال من الحصى، واعلم أن كل كلمة أو حركة أو جهد أو نفقة تبتغي بها وجه الله هي عبادة ذلك بأنهم [ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ] {التوبة:120} . أسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يؤلف بين قلوبنا، ويوحد صفوفنا، ويثبت إخواننا، ويرحم شهداءنا، ويفك أسرانا ويردنا إليه رداً جميلاً، إنه قريب مجيب[رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ] {البقرة:250} .
الحكومة البوذية تواصل اضطهادهم .
منع مسلمي بورما من مواصلة التعليم ووقف زواجهم لمدة ثلاث سنوات .تواصل الحكومة البوذية في بورما اضطهادها الشديد للمسلمين في أراكان.
فقد تم منعهم من مواصلة التعليم، حيث لا يسمح لهم بالالتحاق بالجامعات والمعاهد العليا، كما لا يسمح لهم بالدراسة في الخارج. وتهدف حكومة بورما إلى تفشي الجهل والأمية داخل صفوف المسلمين المقهورين، حتى يصبحوا متخلفين في شتى المجالات، مما يسهل استئصالهم نهائياً من البلاد. كما قامت الحكومة مؤخراً بإصدار قرار بمنع زواج المسلمين لمدة 3 سنوات، حتى يقل نسل المسلمين وتتفشى الفواحش بينهم. وكانت الحكومة قد فرضت شروطاً قاسية على زواج المسلمين منذ عشر سنوات، مما اضطرهم لدفع رشاوى كبيرة للسماح لهم بالزواج. كما تواصل الحكومة البوذية الضغوط الاقتصادية على المسلمين، حيث رفعت أسعار المواد الغذائية الضرورية بصورة كبيرة في مناطق المسلمين، وتسبب ذلك في حالة صعبة بما يشبه المجاعة. من ناحية أخرى، تعمل الحكومة على إقامة المغتصبات البوذية داخل مناطق المسلمين،وتقوم بنفي عدد كبير من المسلمين إلى خارج البلاد في بنجلاديش وتايلاند وماليزيا وباكستان والمملكة العربية السعودية، حيث يقدر عدد المسلمين المنفيين في هذه البلاد ب"مليوني مسلم". ويقدر عدد المسلمين في أراكان وبورما بـ"10 ملايين مسلم".
البدايـة الأولـى لنشــوء مشكلـة المسلمين في بـورما كانت على يد الحكومة التي هجَّـرت قرابـة 200 ألف مسلم من إقليم أراكان إلى دولة بنغلاديش المجاورة
لا تختلف كثيراً أوضاع الأقلية المسلمة في بورما عن نظيرتها في الفلبين، وكانت البداية الأولى لنشوء مشكلتهم على يد الحكومة البورمية التي هجَّرت قرابة 200 ألف منهم من إقليم أراكان إلى دولة بنغلاديش المجاورة.
لا تختلف كثيراً أوضاع الأقلية المسلمة في بورما عن نظيرتها في الفلبين، وكانت البداية الأولى لنشوء مشكلتهم على يد الحكومة البورمية التي هجَّرت قرابة 200 ألف منهم من إقليم أراكان إلى دولة بنغلاديش المجاورة.
ويطلق على الأقلية المسلمة في بورما شعب الروهنجيا، وهم ينحدرون من أصول عربية، وفارسية، وملاوية، ومغولية، وباتانية Pathans ( الباتان قوم يقطن أكثرهم في باكستان وأفغانستان والهند ويعرفون أيضاً بالبشتون). وبحسب المصادر الغربية تبلغ نسبة المسلمين الذين يتمركزون في إقليم أراكان 4% من إجمالي السكان البالغ عددهم حوالي 42 مليونا.
وصل الإسلام إلى إقليم أراكان في القرن السابع الميلادي، وكوَّن شعب الروهنجيا مملكة دام حكمها 350 عاماً، ثم انفرط عقدها على أيدي الغزاة البورميين عام 1784، وبدأت معاناة الأقلية المسلمة في ميانمار منذ ذلك التاريخ.
وتتمثل هذه المعاناة -كما تقول المصادر الإسلامية- في الحرمان من الحقوق السياسية والحريات الدينية، فلا يحق لهم على سبيل المثال الدراسة في المدارس والجامعات الحكومية، كما تمت مصادرة الأوقاف الإسلامية التي كان أشهرها الأراضي الموقوفة على مسجدي "ماونجدو جيم" و"آكياب جيم"، والأراضي التي كانت مخصصة لمقابر المسلمين والتي أقيم عليها ملاعب رياضية وأديرة.
وهناك أيضا معاناة اقتصادية سببها فرض الحكومة البورمية على المسلمين تسليمها نسبة كبيرة من محصول الأرز الذي يعتبر الغذاء الرئيسي للسكان.
إضافة إلى ذلك وضعت الحكومة عوائق عديدة أمام مشاركة الأقلية المسلمة في الحياة السياسية، كان أبرزها القانون الصادر عام 1983م والذي لا يمنح الجنسية البورمية إلا لمن يُثبت أن أسرته عاشت في ميانمار قبل عام 1844م، وهو العام الذي اندلعت فيه الحرب الإنجليزية البورمية الأولى، وقد تسبب هذا القانون في حرمان المسلمين الذين لم يتمكنوا من تقديم هذه الوثائق من حق المواطنة الكاملة وما يترتب عليه من حقوق سياسية.
مسلمو أراكان ..
والتهجير المكشوف
في الرابع من يناير احتفلت بورما بالذكرى الـ(57) للاستقلال، والتي توافقت مع إطلاق سراح
(5588) سجيناً بمناسبة هذه الذكرى. إلى ذلك والأمر يبدو مقبولاً، إلا أن ما خفي كان أشنع؛ وذلك لإصرار نظام الحكم الشيوعي على تجاهل السجناء والمعتقلين المسلمين منذ استقلال البلاد. مؤكداً على أن مسلمي بورما لا يتمتعون بحق المواطنة أصلاً، وعليهم أن يلحقوا بأقاربهم في باكستان وبنجلاديش … ولعل النظرة الثاقبة إلى أحوال مسلمي بورما تضع جميع المسلمين أمام مسؤولياتهم التاريخية إزاء إخوانهم الذين يُمارس ضدهم أشنع أنواع الاضطهاد والتعذيب وسط تجاهل إعلامي دولي، لايهتم إلا بالكوارث التي تُلمّع صورة الغرب، وتظهر وجهه الكالح إزاء المسلمين…
ومسلمو الروهنجيا (أراكان) جرح إسلامي غائر، فمنذ أكثر من (50) عاماً، وهم يعانون أشد المعاناة من ممارسات الاحتلال البورمي لهم وتشرد مليوني مسلم، ولم يتفاعل أحد معهم إلا النزر القليل. وتُعدّ منظمة تضامن الروهنجيا حاملة لواء قضية مسلمي أراكان. ويبلغ عدد مسلمي بورما إجمالاً (10)ملايين مسلم تقريباً يمثلون 20% من سكان بورما البالغ عددهم (50) مليون نسمة. أما منطقة أراكان فيسكنها (5.5) مليون نسمة، بينهم (4) ملايين مسلم، يمثلون 70% من سكان الإقليم. ودخل الإسلام (أراكان) في القرن السابع الميلادي مع قدوم التجار العرب المسلمين إليها، ثم تتابعت الوفود الإسلامية إليها من أنحاء المعمورة. فأقبل عدد كبير من الأهالي على اعتناق الإسلام، وكوَّن شعب الروهنجيا مملكة دام حكمها (350) عاماً من 1430م إلى عام 1784م؛ فقد شُكّلت أول دولة إسلامية في عام 1430م بقيادة الملك سليمان شاه، وحكم بعده (48) ملكاً مسلماً على التوالي، ثم احتلتها بورما حتى عام 1824م، ثم الاحتلال البريطاني حتى عام 1848م عندما عادت بورما واحتلتها مرة أخرى عام 1948م حتى الآن. وطبقاً لقرار الأمم المتحدة الخاص بشبه القارة الهندية والقاضي بانضمام الأقاليم ذات الأغلبية الإسلامية لباكستان والهندوسية للهند، كان يجب أن تنضم أراكان لباكستان مثل بنجلاديش المجاورة لها قبل أن تستقل عن باكستان، ولكن ما حدث أن بورما ضمت الإقليم إليها بالقوة عام 1948م. مآسي مسلمي أراكان وبعد الاحتلال البورمي لأراكان تم تهجير أكثر من مليوني مسلم من إقليم أراكان منذ الاحتلال بسبب الممارسات القمعية التي قامت بها السلطات البورمية، حيث يوجد معظم لاجئي أراكان الآن في بنجلاديش وباكستان وكذا المملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج العربي. إضافة إلى مجموعات قليلة في دول جنوب شرق آسيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا.
وتمّت عمليات التهجير الجماعي عبر (4) مراحل:
الأولى عام 1938م إبان الاحتلال البريطاني. والثانية عام 1948م مع بداية الاحتلال البورمي. الثالثة عام 1978م. والأخيرة عام 1991م .
أما التطهير العرقي والديني والإبادة الجماعية للمسلمين فهي مستمرة ولم تنقطع، في ظل عزلة الإقليم عن العالم، بالإضافة إلى أن جميع حكام المناطق التابعة للإقليم من البوذيين.
ويكفي للتدليل على ذلك أنه بعد وصول الحكم العسكري عام 1962م، وفي عام 1978م شرّدت بورما أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش، وفي عام 1982م ألغت جنسية المسلمين بدعوى أنهم متوطنون في بورما بعد عام 1824م (عام دخول الاستعمار البريطاني إلى بورما) رغم أن الواقع والتاريخ يكذّبان ذلك، وفي عام 1991م شرّدت بورما حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش مرة أخرى. ومن تبقى من المسلمين يُتّبع ضدهم سياسة الاستئصال عن طريق برامج إبادة الجنس وتحديد النسل فيما بين المسلمين، فالمسلمة ممنوع أن تتزوج قبل سن الـ(25)، أما الرجل فلا يُسمح له بالزواج قبل سن الـ (30) من عمره. وإذ حملت الزوجة فلابد من ذهابها طبقاً لقرار السلطات الحاكمة إلى إدارة قوّات الأمن الحدودية "ناساكا" لأخذ صورتها الملوّنة كاشفة بطنها بعد مرور كلّ شهر حتّى تضع حملها، وفي كلّ مرّة لا بدّ من دفع الرسوم بمبلغ كبير، وذلك للتأكّد كما تدعي السلطة من سلامة الجنين، ولتسهيل إحصائية المولود بعد الولادة. ولكنّ لسان الواقع يُلوِّح بأنّ الهدف من إصدار هذا القرار المرير هو الاستهتار بمشاعر المسلمين، وتأكيدهم على أنّه ليس لهم أيّ حقّ للعيش في أراكان بأمن وسلام بالإضافة إلى عمليات الاغتصاب وهتك العرض في صفوف المسلمات اللاتي يموت بعضهن بسبب الاغتصاب. كما يتم إجبار المسلمين على العمل بنظام السخرة في معسكرات الاحتلال، وتم نقل مئات المسلمين من وظائفهم، ويمنع أي مسلم من دخول الجامعات والكليات. ومنذ عام 1988م قامت الحكومة بإنشاء ما يسمى بـِ"القرى النموذجية" في شمال أراكان، حتى يتسنى تشجيع أسر "الريكهاين" البوذيين على الاستقرار في هذه المناطق. كما أصدرت السلطات قراراً بحظر تأسيس مساجد جديدة، وعدم إصلاح وترميم المساجد القديمة، وتدمير المساجد التي تم بناؤها أو إصلاحها خلال عشر السنوات المنصرمة في الإقليم، وبموجب هذا القرار فإن السلطة هدمت إلى الآن أكثر من (72) مسجدًا، و(4) مراكز دينية واعتقلت (210) من علماء الدين وطلبة العلم خلال الأشهر الماضية وقتلت (220) مسلماً.
منظمة (تضامن الروهنجا) والدفاع عن المسلمين
ونشأت منظمة (تضامن الروهنجيا) عام 1982م، وهي المنظمة الرئيسة التي تدافع عن حقوق أبناء أراكان، وقبلها كانت توجد منظمة أربيف (جبهة الشعب الروهنجي) التي ضعفت وتضاءل دورها. وتأسست منظمة (تضامن) على يد مجموعة من العلماء والدعاة أبناء أراكان، مثل د.محمود يونس أول رئيس للمنظمة، وشيخ الدين محمد نائبه وقتها، ورئيس المنظمة حالياً، ومولانا سيف الله خالد، والبروفيسور محمد زكريا. ونالت تضامن عضوية الندوة العالمية للشباب الإسلامي وتعترف بها المنظمات الإسلامية الدولية الأخرى. وتتركز أنشطة (تضامن) في أوساط لاجئي الروهنجيا المسلمين في البلاد الموجودين فيها خاصة بنجلاديش وباكستان، ولها أنشطتها داخل أراكان وإن كان بطريقة غير علنية. حيث يمنع النظام الشيوعي العسكري الحاكم أي عمل خيري أو ثقافي أو تعليمي إسلامي، بل إنه يضع المسلمين في سجن كبير يضطرهم للهجرة إلى خارج بورما؛ حيث يحظر النظام على أي مسلم الانتقال من قرية إلى أخرى؛ فأصبحت كل قرية سجناً بالنسبة لسكانها المسلمين . وفي ظل عدم وجود دولة إسلامية مجاورة قوية تتبنى قضية مسلمي أراكان يستغل النظام البورمي الفرصة بين الحين والآخر لتشريد المسلمين، ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم في أراكان مما يضطرهم للهجرة.
نحو "خريطة طريق" لمسلمي أراكان
وإزاء هذه الأوضاع المأساوية التي تتم في غفلة من العالم الإسلامي الذي اكتفى -حتى الآن- ببعض المساعدات المادية (كمشروع إفطار الصائم ولحوم الأضاحي الذي تنفذه الندوة العالمية للشباب الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والجمعيات الإسلامية في البحرين وجمعية الشارقة الخيرية وغيرها) لم ييأس مسلمو أراكان، ونجحوا في صياغة موقف دولي داعم لهم في إطار رفض المجتمع الدولي لسياسات النظام العسكري المستبد في بورما، ويطالبها بالانتقال إلى الحكم المدني، فمجلس الشيوخ الأمريكي مثلاً أصدر بعض القرارات التي طالب فيها الرئيس الأمريكي نظام الحكم في بورما باتخاذ الخطوات المناسبة لإعادة الديمقراطية إلى بورما، ودعم أحزاب المعارضة وحقوق الأقلّيات فيها. وللمرة الأولى منذ (45) عاما شارك مسلمو أراكان في مؤتمر لأحزاب المعارضة، وممثلي (22) جمعية ومنظمة في أغسطس عام 2002م في تايلاند تمثل الأقليات في بورما، أغلب تلك المنظمات بوذية تحت إشراف أوروبي، وبعد مناقشات ومداولات طويلة خرج المؤتمر بعدد من المقرّرات التزم بها جميع المشاركين؛ منها العمل على تغيير الحكم العسكري الحالي إلى حكم مدني بالطرق السلمية، وإقامة حكومة ديمقراطية فيدرالية، وإعطاء كل الأقليات حقها على قدم المساواة. ويسعى مسلمو أراكان من خلال تلك الفعاليات الإيجابية كمرحلة أولى، أن يتنفس الشعب المسلم بحصوله على حقوقه الأساسية التي تكفل له الحد الأدنى من متطلبات الحياة في بلده.
مما دعا الأمم المتحدة لوضع جدولٍ زمني للحكومة العسكرية الحالية لتطبيق هذه المقررات، وأطلقوا عليها "خريطة الطريق"، يتم تطبيقها حتى عام 2006م، وهدّدت الحكومة الحالية بأن عدم التزامها بالموعد المحدّد يعرضها لعقوبات أشدّ من المنظمة الدولية.
ويظل إقامة نظام ديمقراطي فيدرالي يمنح الأقليات حقوقها ويمنح الجميع المساواة الكاملة أمل مسلمي أراكان في سبيل الحصول على استقلالهم وحريتهم المفقودة منذ 1948م.
نقلاً عن / الإسلام اليوم
تعليق