الاقليات المسلمة فى العالم ...
ملف شامل ومتجدد
(1)
يبلغ عدد المسلمين في العالم نحو مليار نسمة وهم لا يعيشون جميعا في دول إسلامية بل إن عشرات الملايين منهم يعيشون كأقليات في دول ذات أغلبية من ديانات أخرى.
ولعل أبرز مثل على ذلك الهند حيث تعيش أكبر أقلية مسلمة على الاطلاق حيث تشير الاحصاءات إلى وجود 150 مليون مسلم في هذا البلد الذي تجاوز عدد سكانه المليار.
وإذا كانت هناك الكثير من المعلومات المتوفرة عن هذه الأقلية المسلمة الكبيرة العدد فان هناك دولا يوجد بها الملايين من المسلمين الذين لا يعرف أحد عنهم شيئا
اختلف الباحثون فيما بينهم في التفرقة بين مفهومي الأقلية والدولة الإسلامية، فبعضهم يرى أنه إذا زادت نسبة المسلمين في الدولة عن 50% تصبح الدولة إسلامية، والبعض الآخر يرى أنه إذا كان المسلمون أغلبية مقارنة بأصحاب الديانات الأخرى وحتى وإن لم يتجاوزوا نسبة 50% تصبح الدولة إسلامية، وهناك فريق ثالث من الباحثين يرى أن المعيار في تحديد إسلامية الدولة هو النص الدستوري أو ديانة رئيس الجمهورية أو تشكيل النظام الحاكم.. إلخ. وبالتالي فإن مفهوم الأقلية المستخدم في هذه الدراسة سيعتمد فكرة الـ (50% + 1).
وهناك صعوبات فنية وسياسية تحول دون معرفة حجم الأقليات الإسلامية بدقة، فالعديد من الدول التي توجد فيها أقليات إسلامية لا تتوافر فيها إحصائيات رسمية دقيقة عن التوزيع الديني للسكان، أو أنها تعيش في دول فقيرة لا تتوافر فيها الإمكانيات المادية لمعرفة نسبة المواليد والوفيات والزواج والطلاق وعدد أفراد الأقليات الدينية.. إلخ، أو إذا توافرت تلك الإحصائيات فإن العديد من الدول التي تقيم فيها الأقليات الإسلامية تفرض عليها طوقاً من السرية والكتمان خوفاً من إثارة المشكلات الطائفية والعرقية.
وتأتي مشكلة المصادر لتزيد الأمر صعوبة، فأغلب المصادر الغربية تميل إلى التقليل من أعداد المسلمين، في حين تبالغ الكثير من المصادر الإسلامية في ذلك. لذا اعتمدنا في هذه الدراسة على الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الدولة نفسها في حال توافرها، إضافة إلى مصدر إسلامي متخصص في دراسة الأقليات الإسلامية.
ومما يزيد أوضاع الأقليات الإسلامية سوءًا انخفاض متوسط الدخل السنوي لأفرادها، وازدياد نسبة الأمية، وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والأوبئة، وما ينجم عن ذلك كله من ارتفاع معدلات الوفيات، ويظهر ذلك جلياً في أفريقيا، ووسط الأقليات الإسلامية الكبيرة العدد في الهند والفلبين
ملف شامل ومتجدد
(1)
يبلغ عدد المسلمين في العالم نحو مليار نسمة وهم لا يعيشون جميعا في دول إسلامية بل إن عشرات الملايين منهم يعيشون كأقليات في دول ذات أغلبية من ديانات أخرى.
ولعل أبرز مثل على ذلك الهند حيث تعيش أكبر أقلية مسلمة على الاطلاق حيث تشير الاحصاءات إلى وجود 150 مليون مسلم في هذا البلد الذي تجاوز عدد سكانه المليار.
وإذا كانت هناك الكثير من المعلومات المتوفرة عن هذه الأقلية المسلمة الكبيرة العدد فان هناك دولا يوجد بها الملايين من المسلمين الذين لا يعرف أحد عنهم شيئا
اختلف الباحثون فيما بينهم في التفرقة بين مفهومي الأقلية والدولة الإسلامية، فبعضهم يرى أنه إذا زادت نسبة المسلمين في الدولة عن 50% تصبح الدولة إسلامية، والبعض الآخر يرى أنه إذا كان المسلمون أغلبية مقارنة بأصحاب الديانات الأخرى وحتى وإن لم يتجاوزوا نسبة 50% تصبح الدولة إسلامية، وهناك فريق ثالث من الباحثين يرى أن المعيار في تحديد إسلامية الدولة هو النص الدستوري أو ديانة رئيس الجمهورية أو تشكيل النظام الحاكم.. إلخ. وبالتالي فإن مفهوم الأقلية المستخدم في هذه الدراسة سيعتمد فكرة الـ (50% + 1).
” بنظرة عامة إلى خريطة الصراعات السياسية والعسكرية في العـالم، نجد أن أغلب مناطق التوتر تتركز في الأماكن التـي تتواجد فيها أقليات إسلامية. ” |
وتأتي مشكلة المصادر لتزيد الأمر صعوبة، فأغلب المصادر الغربية تميل إلى التقليل من أعداد المسلمين، في حين تبالغ الكثير من المصادر الإسلامية في ذلك. لذا اعتمدنا في هذه الدراسة على الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الدولة نفسها في حال توافرها، إضافة إلى مصدر إسلامي متخصص في دراسة الأقليات الإسلامية.
ومما يزيد أوضاع الأقليات الإسلامية سوءًا انخفاض متوسط الدخل السنوي لأفرادها، وازدياد نسبة الأمية، وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والأوبئة، وما ينجم عن ذلك كله من ارتفاع معدلات الوفيات، ويظهر ذلك جلياً في أفريقيا، ووسط الأقليات الإسلامية الكبيرة العدد في الهند والفلبين
وقد أدى هذا الوضع إلى معاناة هذه الأقليات مما يمكن تسميته بالتهميش السياسي الذي يظهر في قلة مشاركتهم في أنظمة الحكم والإدارة بما يتوافق مع نسبتهم العددية، وهذا بدوره أثر في مدى اهتمام حكومات الدول التي يعيشون فيها بمطالبهم وحقوقهم. وتأتي بعد ذلك مشكلة الذوبان الثقافي والهوية الإسلامية التي يشعرون بأنها تواجه تحديات كبيرة وسط المجتمعات غير الإسلامية التي يعيشون فيها.هذه أبرز سمات المشهد من بعيد، وبالاقتراب تزداد الصورة وضوحاً..
- الأقلية الإسلامية في ليبيريا
نشأت ليبيريا نتيجة جهود جمعيات وهيئات تحرير العبيد؛ وبخاصة جمعية الاستعمار الأمريكية التي نشأت في الولايات المتحدة في أوائل القرن التاسع عشر عندما تطورت فكرة إنشاء مأوى للعبيد المحرَّرين في وطنهم الأصلي في إفريقيا ليقيموا فيه بعد أن كانوا يعملون أرقاء في المزارع الأمريكية؛ إذ أوفدت الحكومة الأمريكية بعثات استكشافية لإفريقيا للبحث عن مناطق ملائمة لإقامة هؤلاء الأفارقة، ووقع الاختيار على منطقة ليبيريا، وكانت تعرف آنذاك باسم ساحل الجنوب، ووصلت إليها أول دفعة من العبيد الأمريكيين المحررين عام 1820م.
وكانت البداية بتأسيس مدينة منروفيا (العاصمة) سنة (1237هـ - 1821م) على الساحل ثم التوغل نحو الداخل على حساب الدولة الإسلامية التي نشأت في مرتفعات فوناغالون في غينيا حالياً، وهي التي امتدت إلى ليبيريا الحالية. وكانت دولة قوية ساهم في تأسيسها قبائل الفولاني لتضم دول غرب إفريقيا وخاصة غينيا، وغينيا بيساو، وسيراليون، وليبيريا، وساحل العاج، وحتى الآن تتركز السلطة في أيدي الأمريكيين السود الذين هاجروا إلى هذه المنطقة رغم أنهم يشكلون 5% من جملة السكان، وحرمت منها الأقلية المسلمة التي تكاد تصل نسبتها إلى حد الثلث وفي بعض المصادر أن عددهم تعدى النصف.
أصيبت ليبيريا بحربين أهليتين بين عامي 1989 - 1996م ، و 1999 - 2003م، فخرج منها مئات الآلاف لاجئين، وهي أقدم دولة استقلالاً؛ حيث حصلت على استقلالها في سنة (1263هـ - 1864م).
عدد سكان ليبيريا: يتعدى 3.500.000 نسمة حسب تقديرات يوليو 2006م.
وتوزيعهم كالآتي: 25٪ من السكان مسلمون، 65 % أديان محلية، 10 % نصارى.
الجماعات العرقية: تشكل الجماعات الإفريقية الأصلية نحو 95 % من السكان، وتضم عدداً من القبائل يصل عددها إلى 35 قبيلة أهمها: الكبيلي 20 %، والباسا 14 %، والجيو 9 %، والجريبو 8 %، والكرو 8 %، والمانو 7 %، والماندنجو 4 %. ويشكل الأفارقة الأمريكيون (العبيد المحررون) نحو 5 % من السكان.
مشكلات المسلمين في الوقت الحاضر
أصيبت ليبيريا بحربين أهليتين بين عامي 1989 - 1996م ، و 1999 - 2003م، فخرج منها مئات الآلاف لاجئين، وهي أقدم دولة استقلالاً؛ حيث حصلت على استقلالها في سنة (1263هـ - 1864م).
عدد سكان ليبيريا: يتعدى 3.500.000 نسمة حسب تقديرات يوليو 2006م.
وتوزيعهم كالآتي: 25٪ من السكان مسلمون، 65 % أديان محلية، 10 % نصارى.
الجماعات العرقية: تشكل الجماعات الإفريقية الأصلية نحو 95 % من السكان، وتضم عدداً من القبائل يصل عددها إلى 35 قبيلة أهمها: الكبيلي 20 %، والباسا 14 %، والجيو 9 %، والجريبو 8 %، والكرو 8 %، والمانو 7 %، والماندنجو 4 %. ويشكل الأفارقة الأمريكيون (العبيد المحررون) نحو 5 % من السكان.
مشكلات المسلمين في الوقت الحاضر
في مقدمة هذا المشاكل انتشار الفقر والجهل بين القبائل المسلمة التي لا تمتلك سوى مدرسة أهلية واحدة كانت قد أسستها رابطة العالم الإسلامي مؤلفة من ثلاثة طوابق لتعليم القرآن واللغة العربية، بينما يسيطر المبشرون على معظم المدارس الأخرى التي يرفض معظمها إلحاق المسلمين بها، وتشترط اعتناق المسيحية مقابل التعليم بالمجان، ولا يمتلك المسلمون أي مستشفيات خاصة بهم.
هناك أيضاً مشكلة قلة عدد المساجد في العاصمة منروفيا؛ حيث لا يمتلكون سوى 5 مساجد فقط، بينما يبلغ عدد الكنائس 43 كنيسة.
ومن العقبات أيضاً شدة التغلغل الأمريكي والإسرائيلي في البلاد ومحاربتهم للمسلمين؛ حيث تحتكر شركة «فاير ستون» الأمريكية محصول المطاط الذي يشكل جزءاً كبيراً من صادرات ليبيريا، ويتركز الاقتصاد الليبيري كله في يد أمريكا وإسرائيل التي ينتشر خبراؤها في البلاد ويقفون مع الأنظمة الحاكمة لوقف المد الإسلامي.
ومؤخراً بدأت أوضاع المسلمين في التحسن في ظل مجاورتهم دولاً ذات أكثرية إسلامية مثل غينيا وسيراليون، وظهور بعض القيادات القوية مثل السيد محمد كروماه (رئيس اتحاد الروابط الليبيرية الأمريكية)، كما أسس المسلمون منظمتين إسلاميتين بمنروفيا، هما: المنظمة العربية للدراسات ومهمتها نشر الدعوة بين غير المسلمين، والمنظمة الإسلامية للتعليم التي أنشأت مركزين لتخريج الأئمة وتعليم القرآن الكريم واللغة العربية للمسلمين الجدد، وتوفير مصدر دخل لهم في ظل وضعهم الاقتصادي الجديد.
ولكن يبقى اهتمام الجماعات الإسلامية والمنظمات الإسلامية بمسلمي ليبيريا ضعيفاً ولا يوازي ما ينتظره القائمون على نشر الإسلام في غرب إفريقيا.
هناك أيضاً مشكلة قلة عدد المساجد في العاصمة منروفيا؛ حيث لا يمتلكون سوى 5 مساجد فقط، بينما يبلغ عدد الكنائس 43 كنيسة.
ومن العقبات أيضاً شدة التغلغل الأمريكي والإسرائيلي في البلاد ومحاربتهم للمسلمين؛ حيث تحتكر شركة «فاير ستون» الأمريكية محصول المطاط الذي يشكل جزءاً كبيراً من صادرات ليبيريا، ويتركز الاقتصاد الليبيري كله في يد أمريكا وإسرائيل التي ينتشر خبراؤها في البلاد ويقفون مع الأنظمة الحاكمة لوقف المد الإسلامي.
ومؤخراً بدأت أوضاع المسلمين في التحسن في ظل مجاورتهم دولاً ذات أكثرية إسلامية مثل غينيا وسيراليون، وظهور بعض القيادات القوية مثل السيد محمد كروماه (رئيس اتحاد الروابط الليبيرية الأمريكية)، كما أسس المسلمون منظمتين إسلاميتين بمنروفيا، هما: المنظمة العربية للدراسات ومهمتها نشر الدعوة بين غير المسلمين، والمنظمة الإسلامية للتعليم التي أنشأت مركزين لتخريج الأئمة وتعليم القرآن الكريم واللغة العربية للمسلمين الجدد، وتوفير مصدر دخل لهم في ظل وضعهم الاقتصادي الجديد.
ولكن يبقى اهتمام الجماعات الإسلامية والمنظمات الإسلامية بمسلمي ليبيريا ضعيفاً ولا يوازي ما ينتظره القائمون على نشر الإسلام في غرب إفريقيا.
تعليق