الجزء (52)
تمثال لرمسيس الثاني وهو يمسك بصولجان الحرب
وقد مرت منه جموع بني إسرائيل وبقرهم وماشيتهم وفيها من الثيران ما هو أثقل من المركبات ولم تغص أرجلهم في القاع، ولم يجد بدّاً من الانتظار حتى ينتهي جنوده من تخليص مركبته من الوحل، ونظر ولم يصدق عينيه، ما هذا ؟ إنها موجة هائلة من المياه قادمة نحوه، يا للهول، لقد بدأ البحر ينطبق، والمياه قادمة تجاهه هادرة مزمجرة، وبحركة لا شعورية رفع يده اليسرى الممسكة بدرعه يتقي بها موجة المياه المتدفقة نحوه وكانت لطمة المياه من الشدة وقبضة يده من القوة بحيث حدث تقلص في عضلات ذراعه الأيسر وثبتت ذراعه ويده على هذا الوضع – ولما غشيته المياه وفارقته الحياة ظلت يده على هذا الوضع !
مومياء مرنبتاح واليدان متقاطعتين ومستريحتان على الصدر
ولا بأس من أن نتوقف قليلاً لنذكر التغيرات التي تحدث في الجثة – أي جثة – بعد الوفاة، ومن المعروف طبعاً أن العضلات هي التي تسبب الحركة في الكائن الحي، والعضلة تتكون من خلايا عضلية، والخلية العضلية تتكون من خيوط عضلية وهي نوعان خيوط سميكة وخيوط رفيعة مرتبة في تبادل على طول العضلة وعند الرغبة في تحريك مفصل ما يصدر أمر من المخ يسري في العصب ويصل إلى العضلة المسؤولة عن حركة المفصل، والتيار الكهربي الصادر من المخ ينتج عنه تفاعلات كيميائية متعددة في موضع الاتصال العصبي العضلي تنتهي بأن تنشط خميرة خاصة تسبب تكسّر بروتين معين هو A. T. P. فيعطي الطاقة اللازمة للحركة فتنزلق الخيوط العضلية السميكة متداخلة بين الخيوط العضلية الرفيع فيقصر طول الخلية العضلية أي يحدث انقباض العضلة وتحدث الحركة المطلوبة.
زهرة البنفسج: تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني
بعد الوفاة تحدث في الجسد المراحل التالية:
1- بعدما تغادر الروح الجسد تقف كلية أي إشارات صادرة من المخ وترتخي جميع عضلات الجسم وهذا يسمى الارتخاء الأولي.
2- بعد ساعتين يبدأ انقباض لعضلات الجسم كلها وهذا يسمّى مرحلة التيبس الرمّي Rigor Mortis ويحدث التيبس في ترتيب بدءاً بالرأس وانتهاء بالقدم، فتيبّس عضلات الوجه والرقبة ثم الصدر فالذراعين ثم الفخذين وأخيراً عضلات الساقين، ويستمر التيبس الرمي لمدة 12 ساعة تقريباً ويصعب إحداث أي تغيير في وذع الأعضاء أثناءه ولذلك يقوم من حضروا الوفاة بقفل جفون العينين أثناء الارتخاء الأولي حتى لا تظل العينان مفتوحتين فيما بعد.
3- بعد ذلك تبدأ البروتينات المكونة للعضلات في التحلل وترتخي العضلات ثانية وهذا يسمى الارتخاء الثانوي ويبدأ أيضاً من الرأس إلى القدم.
4- ثم يعقب ذلك المرحلة الأخيرة وهي التعفُّن.
هذه هي المراحل التي يمر بها الجسد في حالة الوفاة العادية، أما في حالات الوفيات غير الطبيعية – ولنأخذ كمثال حالات الانتحار، والشخص الذي يقدم على الانتحار يكون في حالة توتر عصبي شديد يبلغ أقصاه في اللحظة التي يزهق فيها روحه ويحدث انقباض في الحال في عضلات الجسم كلها وذلك يسمى التوتر الرمّي Cadaveric Spasm ( بدلاً من الارتخاء الأولي ) ويعقبه التيبّس الرمي وتظل العضلات منقبضة، وكثيراً ما يجد الأطباء الشرعيون يد المنتحر قابضة على المسدس المصوب إلى الرأس ولا يمكن تخليص المسدس إلا بعد أن يحدث الارتخاء الثانوي كذلك قد يجدون يد القتيل وقد قبضت على قطعة من ملابس القاتل أو خصلة من شعره ويكون هذا أول الخيط الذي يتبعه المحققون لتحديد شخصية القاتل فيقبض عليه وينال جزاءه كذلك في حالات الغرق يحدث توتر رمي في اللحظات الأخيرة وكثيراً ما توجد أيدي الغرقى قابضة على قطعة صغيرة من الخشب أو حفنة من طين القاع.
مومياء رمسيس الثاني ملفوفة بلفائف الكتان قبل نزعها( المتحف المصري)
وذلك ما حصل لرمسيس الثاني في لحظة الغرق، إذ بلغ به التوتر العصبي الشديد أقصاه فحدث التوتر الرمّي وتيبّست يده اليسرى على الوضع التي كانت فيه ممسكة بالدرع تتقي به المياه، ولعل لطمة المياه كانت من الشدة بحيث أفلتت الدرع من قبضة يده ولكن اليد ظلت في هذا الوضع وحدث التوتر الرمي وأعقبه التيبّس الرمي، وكان المفروض أن يحدث الارتخاء الثانوي بعد 12 أو 20 ساعة، ولعله حدث في كل أجزاء الجسم إلا في اليد اليسرى فقد بقيت عضلاتها في الانقباض الذي كانت عليه لحظة الغرق ولاحظ المحنطون ذلك وكلما وضعوا الذراع إلى جانبه أو ضموها إلى صدره عادت لترتفع ثانية إلى هذا الوضع وتم التحنيط ودهنت الجثة بالزيوت والرتنجات والمراهم وتسرب بعضها إلى العضلات والمفاصل وأصبحت العضلات مثل المطاط واحتفظت المفاصل بنعومتها، وكلما أعادوا اليد إلى الصدر ارتفعت ثانية فأحكموا ربطها إلى الصدر باللفائف التي كانت تلف بها الجثة وظلت مربوطة إلى صدره، ومرت قرون وقرون وأكثر من ثلاثة آلاف عام، ولما عثر على الجثة في خبيئة الدير البحري ونقلت إلى متحف بولاق وقام خبير الآثار عام 1902 بفك الأربطة قفزت اليد إلى الوضع الذي تيبست عليه لحظة الغرق وهي ممسكة الدرع ليحمي الفرعون نفسه من لطمة موجة المياه القادمة نحوه !
يوم الزينة يكشف رمسيس الثاني فرعون موسى
نحن الآن أمام ظاهرة فريدة لا يوجد مثلها في مومياوات الفراعين الآخرين، ولم يتمكن أحد من علماء الآثار تفسيرها ولا يستطيع الطب الشرعي أن يفسر لماذا لم يحدث الارتخاء الثانوي في هذه اليد بالذات، وكيف احتفظت العضلات بخاصة الانقباض أو اكتسبت خاصية مطاطية في هذه اليد بالذات، وكيف احتفظت العضلات أو اكتسبت خاصية مطاطية بحيث تعيد اليد إلى هذا الوضع بعد ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة، إن قطعة من المطاط الحقيقي لو ظلت مشدودة لمائة عام فمن المؤكد أنها ستفقد خاصيتها المطاطية ولن تعود إلى الانكماش ثانية، فما بالنا بعضلة مفروض ألا تنقبض إلا بأمر صادر من المخ، وحدث بها توتر رمى أعقبه تيبس رمى، ثم لا يحدث – كما هو مفروض – ارتخاء ثانوي وتظل الخيوط السمكية والرفيعة محتفظة بترتيبها وخاصيتها لعدة آلاف من السنين، وما إن يتم فك لفائف الكتان عن اليد حتى تنزلق الخيوط السمكية بين الخيوط الرفيعة فيقصر طول العضلة وترتفع اليد أليس هذا خرقاً لكل ما هو معروف من نواميس الطبيعة ؟ وتعريف المعجزة أنها خرق لنواميس الطبيعة، ولا يكون أمامنا إلا التسليم بأن اليد اليسرى لرمسيس الثاني هي الآية و(من خلفك ) هم الأجيال منذ بداية هذا القرن وتحديداً منذ عام 1902 عندما اتخذت يد رمسيس الثاني هذا الوضع بعد فك اللفائف عنها، وإن كان كثر من الناس قد غفلوا عن مغزاها إلى أن تم لفت النظر إليها.
رمسيس الثاني يهزم الحيثيين، ويرى ملك حلب مقلوباً
( مشار إلهي بعلامة X )
ويحاول رجاله تفريغ ما ابتلعه من ماء.
{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } [يونس: 92].
بقيت كلمة.. هي قوله تعالى:
{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } [غافر: 46].
وجميع المفسرين يرون أن هذا العرض يكون في البرزخ بالإضافة إلى أشد العذاب الذي سيدخله آل فرعون يوم القيامة فيكون العرض على النار غدواً وعشياً نوعاً من عذاب القبر، وفي حديث صخرة بن جويرة عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الكافر إذا مات عرضت روحه على النار بالغداة والعشي ثم تلا: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا } وإن المؤمن إذا مات عرض روحه على الجنة بالغداة والعشي ) تفسير القرطبي جـ 15 ص 319).
نقطة أخيرة قبل أن نترك موضوع رمسيس الثاني فقد اقترح البعض تحليل مومياء رمسيس الثاني وتقدير نسبة الملح في الأنسجة للحصول على دليل على غرقه في ماء البحر المعروف بملوحته، ولكن ما سبق أن ذكرناه في مراحل التحنيط أن الجثة – بعد إفراغها من الأحشاء – تملأ بملح النطرون المركز يجعل مثل هذا التحليل غير مجدي.
مدينة أبو سمبل السياحية أصغر مدينة مصرية وأكثرها شهرة، أعلنت حالة الطوارئ، حيث تستقبل المدينة ـ التى لايزيد تعداد
سكانها على 1500 نسمة أكثر من 6 آلاف سائح وذلك من مختلف الجنسيات يتوافدون ابتداء من صباح أمس لمشاهدة أغرب ظاهرة فلكية في العالم وهي ظاهرة تعامد أشعة الشمس فجر يوم22 أكتوبر من كل عام داخل المعبد الكبير للملك رمسيس الثاني بأبو سمبل, حيث تخترق أشعة بهو المعبد لتصل داخل قدس الاقداس بالمعبد وتضيء وجه تمثال الملك رمسيس الثاني لمدة20 دقيقة.
وتتكرر هذه الظاهرة مرة ثانية يوم22 فبراير من كل عام أما السياح الذين سيحضرون تعامد الشمس فستكون في انتظارهم مفاجآت عديدة
المحافظ مصطفي السيد سيهدي أي سائح أو سائحة يتصادف عيد ميلادهم أو عيد زواجهم في شهر اكتوبر طاقية نوبية للرجال وشالا نوبيا ملونا للسيدات وشهادة علي ورق البردي.
ووافق الفنان فاروق حسني وزير الثقافة رئيس المجلس الاعلي للآثار علي وضع شاشات ضخمة خارج المعبد لتنقل الحدث للسياح من داخل المعبد لتفادي تكدس الزوار داخل المعبد وهناك أكثر من22 قناة فضائية ومحطة تليفزيونية سوف تنقل الحدث الفلكي العبقري لحظة بلحظة علي الهواء مباشرة عبر الاقمار الصناعية
رمسيس الثاني مودعا ميدانه الشهير
جاء القرار بنقل تمثال رمسيس الثاني بحسب خبراء الآثار المصريين لإنقاذه من التلوث البيئي الناجم عن حركة القطارات والسيارات التي تبعث عوادمها بالقرب منه إضافة إلى فقدان التمثال لقيمته الجمالية بسبب عبور عدد من الجسور بارتفاعات أعلى منه مما يحجبه عن الرؤية.
بعد جدل كبير حول قرار نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من موقعه المعروف بوسط عاصمة مصر القاهرة ، شهد الملايين حول العالم عبر شاشات التليفزيون المصري الحدث التاريخي الهام لنقل تمثال الملك الذي أبرم أقدم معاهدة سلام في التاريخ إلى مقره الدائم بالمتحف الكبير لأكثر من 10 ساعات متواصلة .
وقد أجبرت أوضاع تمثال الملك رمسيس الثاني الذي حكم مصر لمدة 68 عاما مسؤولي الاثار على اعادة النظر اكثر من مرة في مسالة نقل تمثال هذا الفرعون القديم الذي يبلغ طوله 11 مترا ووزنه 80 طنا ككتلة واحدة ، وكان التمثال عندما تم نصبه قد ثبت على قاعدة من الاسمنت وغرست في داخله قضبان من الحديد لتصل بين أجزائه التي عثر عليها محطمة في عام 1883 بالقرب من ممفيس (ميت رهينة), العاصمة الفرعونية التاريخية ، ونقل إلى القاهرة عام 1954 حيث أراد الرئيس المصري جمال عبد الناصر استخدام رمسيس كرمز للجذور المصرية.
وخلال مؤتمر صحفي أعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني أن عملية النقل تتكلف 6 ملايين جنيه ، وأن التمثال يقطع مسافة 20 كيلو مترا بمتوسط 5 كيلو مترات كل ساعة .
الدكتور أحمد حسين كان صاحب نظرية نقل التمثال واقفا ، وقد وقف التمثال بين قاطرتين لكل منهما 8 محاور أمامية وخلفية 16 محورا وتقف علي128 إطارا من الكاوتش.
خبراء مصريون قاموا باجراء دراسات إدارية لبيان الشروخ الموجودة داخل التمثال حيث ان تمثال رمسيس قد تم نقله عام 1954 الى موقعه بباب الحديد بميدان رمسيس بعد فكه الي قطع عديدة تم ترقيعها بالموقع.
وقال زاهي حواس رئيس الهيئة العامة للآقار انه قد تم عمل دراسات لكيفية عملية نقل التمثال علي المستويين الافقي والمحوري ولكن نقل التمثال بالطريقة المحورية قد اثبتت نجاحها حيث ان هذه الطريقة تجعل التمثال محملا علي مركز ثقله..
وقامت بنقل التمثال قاطرة عملاقة تجرها كاسحتان ، إضافة إلى أخرى احتياطية بجانب اوناش وسيارات إسعاف تحسبا لأية طواريء يمكن أن تنجم عن عملية النقل، بعد أن تم وضع التمثال في قميص حديدي يحيط بجسمه ، ويصل طول القاطرة التي تجره إلى 52 مترا ، وفي هذا الحين قررت شركة المقاولون العرب وهي الشركة المنفذة لنقل التمثال توفير قرابة 500 عامل للمساهمة في عملية النقل وسط إجراءات أمنية شديدة بمحافظتي القاهرة والجيزة.
معارضون لنقل التمثال
فجر الكاتب عبد الحليم نور الدين الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار
مفاجأة عن وجود شبهة إسرائيلية في نقل تمثال رمسيس الثاني من مكانه في قلب العاصمة ، وأوضح نور الدين أن السبب الرئيسي وراء نقل التمثال من مكانه هو رغبة إسرائيل في إخفاء هذا التمثال بمتحف مغلق بدلا من وجوده في مكان مفتوح بقلب العاصمة وذلك لان التمثال لفرعون مصر اضطهدهم وكان سبب خروجهم من مصر مطرودين وان اليابان التي تمول مشروع المتحف المصري الجديد اشترطت نقل التمثال لإتمام تمويل المتحف في إطار تنسيق وصفقة غير معلنة بينها وبين إسرائيل.
ونقلت جريدة الحقيقة الدولية الأردنية عن الدكتور احمد عطية أستاذ ترميم الآثار بجامعة القاهرة قوله إن المكان الجديد الذي ترغب الحكومة في نقل التمثال إليه خطير للغاية بحيث أن رياح الخماسين ستفعل به كما فعلت بابي الهول والأهرامات خاصة وانه سيظل في العراء لسنوات حتى يكتمل بناء المتحف.
وأضاف عطية أن مكان رمسيس الحالي أكثر أمنا من منطقة الجيزة التي ستكون اشد تلوثا مقارنة بميدان رمسيس , وأضاف أن الإعلام الإسرائيلي يهتم الآن وبصورة لافتة للنظر بعملية نقل التمثال ويضعها في مقدمة جميع البرامج السياحية المقدمة للأفواج الإسرائيلية.
من ناحيته صرح الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للآثار الدكتور زاهي حواس أنه لاصحة للانباء التى تواردت بشأن أن يكون لاسرائيل أو غيرها علاقة بنقل تمثال رمسيس الثاني.
مؤكدا أنه سيتم وضع التمثال داخل "أكبر متحف للآثار في العالم" ، كما سينقل مركب الشمس من موقعها الحالي بجوار الهرم الأكبر والمسلة الفرعونية الموجودة بالكورنيش بالجزيرة بوسط القاهرة إلى المتحف المصري الكبير".ويشير أصحاب هذا الرأي أن إسرائيل توقعت ألا تنجح عملية النقل وبالتالي قد يتحطم التمثال قبل أن ينجز المتحف بعد 7 سنوات.
رحلة لعالم رمسيس الثاني
رمسيس الثاني هو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر إحدى الأسر الفرعونية والتى خلفت تراثاً رائعاً فى العمارة وفى الأدب وفى المعارك الحربية , واستطاع ملوكها استعادة هيبة الدولة المصرية وإرجاع ممتلكاتها فى أسيا والتى فقدتها أثناء فترة حكم الملك أمنحتب الرابع (إخناتون) الذى انشغل بدعوته إلى الإله الواحد (أتون) عن شئون الحكم والسياسة وحماية ممتلكات مصر فى الخارج ,
صور لرأس رمسيس الثاني
و كان اول ملوك هذه الأسرة رجل يسمى رعمسيس تولى العديد من المناصب القيادية والوزارية فى عصر الملك (حور-محب) أخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة ، ولأنه لم يكن لهذا الملك نسلاً من الرجال يضمن للبلد بعد وفاته الأمن والإستقرار اختار وزريه رعمسيس ليكون خلفاً له على عرش مصر لأن أسرته تتميز بالنسل الوفير من الرجال , صدق توقع حور محب وامتد حكم أسرة هذا الرجل الذى أصبح أول ملوك الأسرة التاسعة عشرة لعقدين من الزمان دون مشاكل وقلاقل
صورة لجمجمة الفرعون بالاشعة السينية
وكان رمسيس الأول هو مؤسس الأسرة التاسعة عشر -من 1295 حتى 1186 قبل الميلاد- وحكم ما بين عامي 1295 و1294 قبل الميلاد لمدة عام واحد ثم تلاه ابنه سيتي الأول , ثم خلفه فى الحكم أحد أبنائه وهو رمسيس الثانى الذى لقبه القدماء بابن آلهة الشمس , وحكم مصر لمدة 66 سنة من 1279 ق.م. حتى 1212 ق.م. (أو 1290 ق.م. - 1224 ق.م.) , وهناك كتابات تذكر مدة حكمه ب67 سنة , وكان قد صعد إلى سدة الحكم وهو في أوائل العشرينات من العمر, وظُن من قبل أنه عاش حتى أصبح عمره 99 عاماً.
ورمسيس الثانى : ابن سيتي الأول والملكة تويا , وأشهر زوجاته كانت نفرتاري من بين زوجاته الأخريات إيزيس نوفرت و ماعت حور نفرو رع ، والأميرة حاتّي , وقد بلغ عدد أبنائه نحو 90 ابنة وابن , كان منهم: بنتاناث و مريت أمن (أميرات وزوجات والدهن)، ستناخت و الفرعون مرنپتاح (الذي خلفه) والأمير خائموست .
وقد ارتبطت برمسيس الثانى ظاهرة تعامد الشمس مرتين فى العام التى يأتى إليها الآلاف لمشاهدتها ,والتى تتمثل فى اضاءة وجه رمسيس الثانى وتمثال الآلهة رع حور شقيقة رع اله الشمس المصرى القديم وتمثال امون اله طيبة، فى حين يبقى التمثال الرابع للاله بتاح مظلما , بمنطقة ابو سمبل /جنوب مصر/, مرتين فى العام، الاولى فى 22 فبراير والثانية فى 22 اكتوبر , وساد الإعتقاد على مدى عقود أنها مرتبطة بذكرى مولد رمسيس أو تتويجه للعرش يومى 22 فبراير و22 أكتوبر , حتى ظهر أن هذه الظاهرة التى ابتكرها المصريون القدماء فى هذين اليومين ترتبط ببداية فصلى الصيف والشتاء من كل عام .
صور لجثة فرعون مصر رمسيس الثاني في المتحف المصري
قاد رمسيس الثاني عدة حملات شمالاً إلى بلاد الشام , وفي معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه (1274 ق.م.)، قامت القوات المصرية تحت قيادته بالإشتباك مع قوات مُواتالّيس، ملك الحيثيين , على مر السنين التالية لم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر, وفي العام الحادي والعشرين من حكمه (1258 ق.م.)، ابرم رمسيس الثاني معاهدة مع حاتّوسيليس الثالث، وهي أقدم معاهدة سلام في التاريخ , وكان الهدف منها هو تحقيق السلام في المنطقة، وتزوج من ابنة ملكهم , وقاد رمسيس أيضاً عدة حملات جنوب الشلال الأول إلى بلاد النوبة .
رمسيس الثاني وقد وضع نفسه بين الإله " آمون" والإلهة " موت " في ثالوث آلهة.
ونقشت المعركة الشهيرة " قادش " على جدران معبده أبو سمبل حيث رسومات له تصوره كأنه المنتصر في معركة كادش مع الحثيين ، مع أن كلا الطرفين ادعى النصر في هذه المعركة , وكان رمسيس الثانى قد بنى ابو سمبل الصغير و خصصه لاحب زوجاته اليه نفرتارى , وشيد الكثير من الآثار، من أهمها بجانب أبو سمبل معبد الرامسيوم، والإنشاءات الضخمة في معبدي الكرنك والأقصر.
تماثيل الآلهة الأربعة في قدس الأقداس في معبد أبي سمبل الكبير وقد سقط عليها ضوء الشمس من خلال حجرات المعبد (الآلهة هم : بتاح ـ آمون ـ رمسيس الثاني ـ رع حوارختي ) لاحظ أن رمسيس الثاني وقد وضع نفسه بين الآلهة.
دفن رمسيس في وادي الملوك، في المقبرة kv7، إلا أن مومياءه نُقلت إلى خزانة المومياوات في الدير البحري، حيث اكتُشفت عام 1881 ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد خمس سنوات، حيث مازالت محفوظة, وكان يبلغ ارتفاع قامته - وفقا لبعض الكتابات - 170 سم، مما يجعله طويل القامة بمقاييس زمنه.
رمسيس الثاني .. هل هو "فرعون" ؟
هذه الموميات تأخذنا إلى النقطة التى لازال يدور حولها الجدال حتى اليوم التى أثارتها بعض الكتابات التأريخية بأن رمسيس الثانى هو فرعون موسى أو فرعون خروج اليهود من مصر على أنه إذا كان قد اعتلى العرش عام 1279 ق.م.، كما يعتقد معظم علماء المصريات، فإن ذلك كان يوم 31 مايو 1279 ق.م. بناءاً على التاريخ المصري لإعتلائه العرش الشهر الثالث من فصل شمو يوم 27.
وكان قد أعلن أنه سيتم فحص مومياء رمسيس الثانى بالأشعة لمعرفة أسباب وفاته أسوة بما قام به الفريق المصرى أخيرا بفحص مومياء الملك توت عنخ أمون لمعرفة أسباب وفاته التى أثارت جدلا بين العلماء , وكان ضمن أهداف فحص مومياء رمسيس الثانى التوصل إلى معرفة شخصية صاحب المومياء وإذا كان هو فرعون الخروج أم لا , وقد توصل الفرنسيون عندما قاموا بفحص موميائه فى الثمانينات إلى أنه ليس فرعون الخروج لعدم وجود آثار للغرق فى المومياء.
وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار زاهى حواس قد أعلن أنه بالإستدلال بالنص القرآنى فإن وصف فرعون إنطبقت على شخص واحد فقط فى الوقت الذى ذكر فيه أنبياء آخرون باسمائهم مثل إبراهيم وموسى ويوسف فضلا عن ان وصف الفرعون ظهر فى الأسرة الثامنة عشرة التى عاش فيها رمسيس الثانى وحكم خلالها 67 عاما وهى مدة جديرة بأن تقع فيها أحداثا مثل التى وقعت فى عهد فرعون الخروج.
هذا وفى دراسة بعنوان " تاريخ بنى إسرائيل وأحوالهم فى جزيرة العرب " نشرت لشيخ الأزهر سيد طنطاوى ، قال في سياقها : " ولما تمكن أحمس من الانتصار على الهكسوس وطردهم من مصر وأسس الأسرة الثامنة عشرة، فى القرن السادس عشر بدأت المخاوف تراود بنى إسرائيل ولما قامت الأسرة التاسعة عشر التى من بين ملوكها رمسيس الثانى بدأ المصريون يجاهرون بعداوتهم لبنى إسرائيل وأخذوا يسومونهم سوء العذاب لأنهم كانوا مغرورين وكانوا يسلبون أموال المصريين بطريقة خبيثة كما أنهم تواطئوا مع الهكسوس ضد أبناء الأمة.
وفى جزء آخر استكمل :" خرج بنو إسرائيل من مصر بقيادة موسى عليه السلام فى عهد منفتاح بن رمسيس الثانى سنة ق.م " ، وقد اتهمت بعض الأفلام الامريكية بناة الاهرام بتسخير اليهود فى بنائها مشيرة لرمسيس الثانى , ومن أبرز هذه النماذج الفيلم الروائى الطويل "الوصايا العشر" الذى أخرجه لاول مرة عام 1923 المخرج الامريكى الشهير سيسل دى ميل "1881 - 1959" ثم أعاد تقديمه عام 1956 واعتبر رمسيس الثانى فرعون الخروج ، كما صور المخرج الامريكى ستيفن سبيلبرج فى فيلمه الكارتونى "أمير من مصر" عام 1999 خروج اليهود من مصر نهاية الصراع بين النبى موسى ورمسيس الثانى الذى حكم البلاد 76 عاما "1304 - 1237 قبل الميلاد".
فى حين يرجع علماء الاثار بناء الاهرام الى الدولة القديمة وتحديدا الى الاسرة الفرعونية الرابعة "حوالى 2613 - 2494 قبل الميلاد" ومن ملوكها خوفو وجدف رع وخفرع ومنكاورع. أما رمسيس الثانى الذى ينتمى الى الدولة الفرعونية الحديثة فيعد ثالث ملوك الاسرة التاسعة عشرة "1320 - 1200 قبل الميلاد".
وأقدم من زعم أن رمسيس الثاني هو الفرعون الذي طالبه موسى بإخراج اليهود كان يوسيبيوس القيصاري (275 - 339 م). والزعم يعتقد بخطأه لعدة أسباب أولها أن رمسيس الثاني لم يغرق في البحر، ولا آثار للموت غرقاً على موميائه.
على الرغم من الآثار المفصلة جداً لكل جوانب وسني حكم رمسيس الثاني، فليس هناك أي أدلة مكتوبة أو (حفريات) أثرية تشير إلى (أو تتوافق مع) الأوبئة التي عوقبت بها مصر في عهد خروج اليهود.
وأحد الكتب التى تحدثت عن هذا من الناحية التاريخية كتاب " النبي موسى وآخرأيام تل العمارنة " لسيد القمنى , كان خلاصة جهـد استمر عشر سنوات أو يزيد، وبدأ العمل فيه عام 1987 وتوقف أكثر من مرة، يناقض هذا الكتاب فكرة أن يكون رمسيس الثانى فرعون موسى ويشير لأن أحد المؤرخين رأى بحساباته أن الاسرائيليين كانوا موجودين فى مصر زمن رعمسيس الثانى، ووجد نصاً من زمن رمسيس الثانى يتحدث عن العابيرو الذين ينقلون الأحجار لبناء " معبد الشمس الذى توجهت إليه عناية شمس البلاد رمسيس الثانى"، وأنه ببساطة قام السيد المؤرخ بترجمة العابيرو إلى (الإسرائيليين) رغم أن الخلاف حول من هم العابيرو؟ وهل هم العبريين؟ بل وهل العبريين هم فعلا بنى إسرائيل؟ وهى مشاكل لم تحل بعد وتتضارب بشأنها مدارس المؤرخين شتى.
في النهاية كيف يكون حال الميدان الشهير بعد أن ودع تمثاله الأثري وبأي الأسماء نعرفه بعد الآن ؟؟ وهل كان قرار نقله للمتحف الكبير حكيما بالفعل ؟؟ أسئلة محيرة تبحث عن إجابة.
يتبع
تعليق