بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
معجزة "قل هو الله أحـد"
حقائق رقمية تشهد بوحدانية الله تعالى
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
مقـدمة
الحمـدُ للَّه الذي هدانا لهذا العلم الذي نسأله سبحانه أن يجعله علماً نافعاً لا يُبتغى به إلا رضوانه، ونعوذ به من علمٍ لا ينفع، ونصلِّي ونسَلِّم على هذا النبي الأمي وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً. كان جالساً مع أصحابه ذات يومٍ فسألهم: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فتعجبوا من ذلك السؤال الصعب، فكيف يمكن قراءة ثلث القرآن في ليلة واحدة؟
ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين، أخبرهم بسورة تساوي ثلث القرآن فقال لهم: ((قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن)) [رواه البخاري]. فما هي أسرار تلك السورة العظيمة، وهل يمكن للغة الأرقام أن تكشف لنا معجزة جديدة تثبت عَظَمة هذه السورة؟ لنبدأ هذه الرحلة الممتعة في سورة الإخلاص لنرى سلسلة من التوافقات العجيبة مع الرقم سبعة عسى أن نزداد إيماناً بخالق السموات السبع عزَّ وجلَّ.
وفي هذا البحث يعيش القارئ مع إثباتات وبراهين تؤكد معجزة القرآن العظيم، وأن البشر لو اجتمعوا عاجزون تماماً عن الإتيان ولو بسورة مثل القرآن، وما أجمل لغة الأرقام عندما تنطق بالحق! فالقرآن أعجز بلغاء العرب وفصحاءهم وخضع له أرباب الشعر والبيان واعترفوا بضعفهم أمام أسلوبه وبلاغته وبيانه في عصر البلاغة. واليوم تأتي لغة الرقم وهي لغة القرن الواحد والعشرين لتتجلَّى في كتاب الله وتشهد على أن الله تعالى هو الذي أنزل هذا القرآن وحفظ كل حرفٍ فيه، فهل نخشـع أمام عظمة هذا الكتاب العظيم؟
إن الحقائق الرقمية الواردة في هذا البحث جميعها حقائق يقينية وثابتة لا ينكرها جاهل فضلاً عن عالم، هذه الحقائق لم تأتِ عن طريق المصادفة، فالمصادفة لا تتكرر دائماً بل يجب أن نستيقن بأنه في كتاب الله تعالى لا وجود للمصادفة بل كل شيء فيه بتقدير من العزيز الحكيم القائل عن كتابه: ]كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ[ [هود: 11/1].
كلنا يعلم دلالات الرقم سبعة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام. وسوف نرى من خلال فقرات هذا البحث أن الله تعالى بقدرته وعلمه نظَّم وأحكم كلمات وحروف القرآن بنظام محكم يقوم على الرقم سبعة ومكرراته أو مضاعفاته، ولكن ماذا يعني ذلك؟
عندما درس علماء الفلك أسرار الكون وجدوا أن النظام يشمل كل شيء! حتى إن القوانين الرياضية تحكم كل المخلوقات، من أدق أجزاء الذرة وحتى أكبر المجرات المعروفة. ولكن السؤال: كيف استطاع العلماء اكتشاف هذه الأنظمة والقوانين؟
إنها التجربة والتكرار، فأي ظاهرة طبيعية عندما تتكرر عدداً من المرات، هذا يعني أن هنالك نظاماً ما وراءها. وعلى سبيل المثال رصد العلماء أحد المذنبات عندما مرَّ بالقرب من الأرض، ثم عاد هذا المذنب ومرَّ بعد (76) سنة، ثم عاد ومرَّ بعد (76) سنة أيضاً، بعد المرور الثالث قرر العلماء أن دورة هذا المذنب هي (76) سنة، أي أنه كل (76) سنة سوف يمرُّ بالقرب من الأرض. وهذا ما حدث بالفعل فسمَّاه العلماء بمذنب هالي نسبة للعالم الذي اكتشف هذه الدورة.
إذن يكفي أن تتكرر الظاهرة الكونية مرتين أو ثلاث مرات لنحكم عليها بالنظام. والآن نأتي إلى كتاب الله تعالى وننظر في كلماته وحروفه وآياته وسوره ونسأل: هل يوجد نظام لتكرار الكلمات والحروف؟ هذا ما سوف نراه رؤية يقينية، وسوف نركز البحث في سورة قصيرة هي سورة الإخلاص. وسوف نرى أن كل شيء في هذه السورة الكريمة يتكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة. وكما قلنا يكفي أن يتكرر الرقم (7) مثلاً مرتين أو ثلاث مرات لنحكم بوجود نظام رقمي، فكيف إذا وجدنا في سورة الإخلاص لوحدها أكثر من ثمانين عملية قسمة على سبعة!!
إن هذه العمليات الرقمية التي تأتي دوماً من مضاعفات الرقم سبعة تدل بشكل قاطع على وجود معجزة رقمية في هذه السورة. ولو تتبعنا هذا الرقم في كتاب الله لوجدنا أن كل القرآن منظم بنظام شديد الدقة يعتمد على الرقم سبعة.
قبل أن نبدأ برؤية الحقائق الرقمية المذهلة عن كتاب الله تبارك وتعالى يجب أن نتحدث عن فائدة هذه الحقائق والهدف النهائي منها. ويمكن أن نوجز هذه المهمة بعدة نقاط هي:
1- لغة الأرقام هي لغة التوثيق، فعندما ندرك أن كل حرف في كتاب الله تعالى قد وضع بميزان دقيق ومحسوب، فإن نقصان أو زيادة أي حرف سيُخلّ بهذا الميزان. لذلك يمكن القول بأن لغة الأرقام هي اللغة التي نستدل بها على أن الله تعالى قد حفظ كل حرفٍ في كتابه إلى يوم القيامة وقال في ذلك: ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[ [الحجر:15/9].
2- إن عدد سكان العالم اليوم هو ستة آلاف مليون، وهؤلاء في معظهم لا يفقهون اللغة العربية. والقرآن لم يَنْزِل للعرب فقط بل نزل للناس كافة، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم هو رسول الله للعالمين ليبلغهم رسالة الله تعالى القائل: ]تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً[ [الفرقان:25/1]. والسؤال: ما هي اللغة التي يمكن لهذه الرسالة الإلهية أن تخاطب بها الناس جميعاً؟ إن اللغة التي يفهمها اليوم كل البشر هي لغة الأرقام. والإعجاز الرقمي هو بمثابة لغة جديدة للدعوة إلى الله جل وعلا يمكن من خلالها مخاطبة كل البشر.
3- إن الله تعالى قد أنزل القرآن وبيَّن فيه كل شيء وقال: ]وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ[ [النحل: من الآية89]. هذه الآية تؤكد أن القرآن يحوي كل العلوم بل يحوي كل شيء (تبياناً لكل شيء)، وعلم الرياضيات هو من أهم العلوم الحديثة، ووجود هذا العلم في القرآن هو دليل على صدق كلام الله تعالى وأن القرآن كتاب عالميّ.
4- إن هذه المعجزة جاءت لتؤكد أن القرآن هو بناء عظيم يقوم على الرقم سبعة. وإن وجود هذا الرقم بالذات هو دليل على وحدانية الله. فإذا علمنا أن كل ذرة من ذرات هذا الكون عدد طبقاتها سبع، وعلمنا أن كل حرف في كتاب الله تكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة، فلا بد عندها أن ندرك أن خالق الكون هو نفسه الذي أنزل القرآن!
5- إن المهمة الأصعب للإعجاز الرقمي هي إثبات أنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل هذا القرآن أو بمثل سورة منه. وحيث تعجز وسائل اللغة عن تقديم براهين مادية على ذلك، فإن النظام الرقمي الذي نكتشفه من خلال هذا البحث هو برهان ملموس على صدق كلام الحق سبحانه وتعالى: ]قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً[
[الإسراء: 17/88].
ومن روائع الإعجاز الرقمي لسورة الإخلاص عندما تتجلى أسماء الله الحسنى في هذه السورة العظيمة. فمن خلال فقرات البحث سوف تتراءى أمامنا عَظَمة هذا النظام البديع، وكيف أن الله عز وجل قد رتب كل حرفٍ من حروف أسمائه الحسنى في هذه السورة بشكل عجيب. وعسى أن تكون هذه العجائب وسيلة نزداد بها إيماناً بعظمة كلام الله تعالى، ونرجو من الله تعالى أن نكون من الذين قال فيهم: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[ [الأنفال: 8/2] .
النظام الرقمي في القرآن الكريم
في هذا الفصل نأخذ فكرة عن النظام العجيب الذي نظَّم عليه الله تعالى آيات وكلمات وحروف كتابه، وجاء هذا النظام متوافقاً مع الرقم سبعة، الذي اختاره البارئ سبحانه لحكمة عظيمة هو أعلم بها.
هذا البحث .. لمن؟
إن أي بحث قرآني هو بحث يهمُّ المؤمن بالدرجة الأولى، فالمؤمن هو الذي تنفعه الذكرى وهو الذي يتقرب إلى الله تعالى من خلال تدبّر القرآن وكشـف عجائبه التي لا تنقضي. فالقرآن الكريم هو شفاء للمؤمنين، وعندما يرى المؤمن آية ومعجزة واضحة يزداد إيمانه ويقينه بالله عز وجل.
المؤمن في حالة شوقٍ دائم لرؤية المزيد من عجائب القرآن فهو يحبُّ الله ورسوله، لذلك يتقبَّل كل ما جاء من عند الله تعالى. أما الذي لا يؤمن بهذا القرآن، عسى أن تكون هذه المعجزة وسيلة يرى من خلالها نور الإيمان والهدى.
إن الحجَّة التي آتاها الله لرسله وأنبيائه هي المعجزة لتكون دليلاً على صدق رسالتهم من الله سبحانه وتعالى. واليوم تتجلَّى هذه المعجزة المادية في سورة من القرآن، هذه السورة لا تتجاوز الـ (17) كلمة، ومع ذلك فهي مُعجزة لكل البشر، والبراهين التي يقدمها هذا البحث تؤيد ذلك بلغة يقينية وثابتة هي لغة الرقم سبعة.
إذن المعجزة الرقمية هي أسلوب جديد في كتاب الله يناسب عصرنا هذا. الهدف منه هو زيادة إيمان المؤمن كما قال تعالى: ]وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً[ [المدثر:74/31]. هذه المعجزة هي وسيلة أيضاً لتثبيت المؤمن وزيادة يقينه بكتاب ربه لكي لا يرتاب ولا يشك بشيء من هذه الرسالة الإلهية الخاتمة، كما قال تعالى: ]وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ[ [المدثر:74/31].
ولكن الذي لا يؤمن بهذا القرآن ولا يقيم وزناً لهذه المعجزة ما هو ردّ فعل شخص كهذا؟ يخبرنا البيان الإلهي عن أمثال هؤلاء وردّ فعلهم: ]وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً[ [المدثر:74/31]. هذا هو حال الكافر يبقى على ضلاله حتى يلقى الله تعالى وهو على هذه الحال. لذلك لا ينبغي للمؤمن الحقيقي أن يقول بأن المعجزة الرقمية لا تعنيني أو لن تؤثر على إيماني أو لن تزيدني إيماناً.
بل يجب عليه البحث والتفكر والتدبر في آيات القرآن من جميع جوانبه. هذا القرآن سيكون شفيعاً لك أمام الله عندما يتخلَّى عنك كل الناس! فانظر ماذا قدمت لخدمة كتاب الله وخدمة رسالة الإسلام.
فكرة البحث
في هذا البحث سوف نستخدم المنهج العلمي المادي في عرض الحقائق، وما دامت لغة الأرقام هي وسيلة الإثبات، فإن جميع النتائج الرقمية دقيقة جداً وغير قابلة للنقض أو الشك.
وفي سورة الإخلاص نحن أمام سبعَ عشرة كلمة، كل كلمة تركبت من عدة أحرف، عدد أحرف هذه السورة هو سبعة وأربعون حرفاً كما رُسمت في كتاب الله تعالى.
رقم سورة الإخلاص في المصحف هو (112)، وعدد آياتها أربع آيات. هذا كل ما لدينا، وسوف ننطلق من هذه المعطيات لنرى كيف رتَّب البارئ عز وجل أحرف وكلمات هذه السورة بشكل مذهل. والمنهج المادي للبحث يقتضي دراسة الأحرف المرسومة في هذه السورة كما نراها ونلمسها، فالحرف المكتوب نعدُّه حرفاً سواء لُفظ أو لم يُلفظ، والحرف غير المكتوب لا نعده حرفاً سواء لُفظ أو لم يُلفظ. وبهذه الطريقة سوف نثبت أنه لو تغير حرف واحد فقط من أحرف هذه السورة لتعطَّل النظام الرقمي بالكامل.
في أبحاث الإعجاز الرقمي نتبع طريقة صفّ الأرقام بجانب بعضها حسب تسلسلها في القرآن الكريم. وبهذه الطريقة نحافظ على تسلسل كلمات وآيات القرآن. وهذه الطريقة ظهرت حديثاً في الرياضيات وخصوصاً ما يسمى بالنظام الثنائي الذي تقوم على أساسه التكنولوجيا الرقمية بشكل كامل.
إن وجود هذه الطريقة في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً حيث كانت وقتها الرياضيات بدائية جداً، ليدل على أن القرآن ليس من صنع البشر بل هو كلام الله عز وجل القائل: ]أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ[ [السجدة:32/3].
مَن لا تقنعهُ لغة الكلمات ...
الله سبحانه وتعالى يتحدى الإنس والجنّ أن يأتوا بسورة واحدة مثل القرآن. وسورة الإخلاص على الرغم من قِصَرها تتحدى البشر جميعاً أن يأتوا بمثلها. ولكن قد يأتي من لا تقنعه لغة الكلام ليقول: إن باستطاعتي أن أؤلف كلمات تشبه كلمات هذه السورة أو غيرها! فكيف يمكن مخاطبة شخص كهذا؟
قد يدَّعي آخر أن في قصائد الشعر أو في كلام بلغاء العرب أو حتى في اللغات الأجنبية، كلاماً يشبه هذه السورة، بل قد يقول قائلهم: لديَّ من المقاطع الأدبية ما هو أكثر بلاغة!
لذلك نجد القرآن قد أودع الله فيه لغة دقيقة: إنها لغة القياس ولغة البحث العلمي بل لغة جميع العلوم الحديثة ـ لغة الأرقام. فعندما نُخرج من سورة الإخلاص النظام الرقمي الدقيق ونضعه بين يدي من لا تقنعه الكلمات ونقول له: هل باستطاعتك أن تأتي بكلمات منظَّمة بهذا الشكل المذهل؟ والجواب المؤكد: ليس باستطاعة البشر ولو اجتمعوا أن يقلِّدوا هذا النظام العجيب والفريد. والسبب في ذلك أن النظام الذي أودعه الله في ثنايا هذه السورة شديد التعقيد إذا أردنا تقليده، وفي الوقت ذاته يمكن رؤيته وفهمه من قبل كل البشر مهما كانت لغتهم أو عقيدتهم.
في كتاب الله عز وجل نحن أمام مقياسين: مقياس لغوي ومقياس رقمي. فلا نجد أي نقص أو خلل أو اختلاف في لغة القرآن وبلاغته من أوله وحتى آخره. وفي الوقت نفسه مهما بحثنا في هذا الكتاب العظيم لا نجد أي اختلاف من الناحية الرقمية، فهو كتاب مُحكم لغوياً ورقمياً.
إن محاولة تقليد القرآن رقمياً سيُخل بالجانب اللغوي، فلا يستطيع أحد مهما حاول أن يأتي بكلام بليغ ومتوازن وبالوقت نفسه منظَّم من الناحية الرقمية، سيبقى النقص والاختلاف في كلام البشر، وهذا قانون إلهي لن يستطيع أحد تجاوزه، لذلك نجد البيان القرآني يحدثنا عن ذلك بقول الله تعالى: ]أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً[ [النساء:4/82].
هذا إعجاز الله
آلاف الأبحاث العلمية تصدر يومياً في الدول المتقدمة: علوم الفلك، الذرة، الكمبيوتر، الإلكترونيات، الاتصالات الرقمية، الطب، الهندسة، النبات، البحار، الجيولوجيا ... وعلوم أكثر من أن تُحصى. هذه الأبحاث على كثرتها نجد لها صدى في كتاب الله عز وجل، ولا نجد أي تناقض بين القرآن والعلم الحديث.
فعندما يخبرنا علماء الكون نتيجة تجاربهم وأبحاثهم وقياساتهم أن السماء بناء مُحكم ولا وجود للفراغ فيه، ويخبروننا بان الكون يتوسع باستمرار منذ أن وُجد، نجد في كتاب الله حديثاً بليغاً عن ذلك بقوله تعالى: ]وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ[ [الذاريات: 51/47].
وعندما يضع أحد الباحثين نظرية الثقوب السوداء لتصبح فيما بعد حقيقة واقعة، ويكتشف العلماء هذه الثقوب ويرصدونها ويُنتجوا عدداً ضخماً من الأبحاث العلمية حولها، فيعرِّفونها على أنها نجوم ضخمة جداً انكمشت على نفسها بسبب الجاذبية الهائلة فيها، حتى إنها لم تعد تسمح للضوء بأن يُفلت منها، لذلك لا تمكن رؤيتها فهي شديدة الاختفاء، كما أنها تجري بسرعات عالية وتجذب إليها وتكنسُ كل ما تصادفه في طريقها. هذه النتائج التي استغرقت سنواتٍ طويلة نجد للقرآن بياناً واضحاً عنها، بل إن الله تعالى يُقسم بها أن القرآن حقٌ فيقول: ]فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ[ [التكوير: 81/15ـ16]. فهي (خُنَّس) لا ترى، وهي (جَوارٍ) تجري بسرعة كبيرة، وهي (كُنَّس) تكنس وتشفط كل ما تجده حولها.
كثير وكثير من الحقائق العلمية والكونية تحدث عنها كتاب الله تعالى، هذه الحقائق لم يكن العلم الحديث ليكتشفها لولا لغة الأرقام والرياضيات، التي استطاع العلماء بواسطتها التعبير عن حجم هذا الكون والمسافات بين أجزائه، ووزن هذه الأجزاء، وقياس عمر الكون، وعمر أجزائه كالأرض والمجرات وغيرها. واليوم تأتي لغة الأرقام لتُظهر لنا عظمة كلام الله كما أظهرت لنا عظمة خلق الله! فعندما ندرك النظـام المُحكَم لخَلْق الله ندرك أن وراءه منظماً حكيماً، وعندما ندرك النظام المحكم لكتاب الله ندرك أن الله تعالى هو الذي أنزل هذا القرآن ونظَّم كل شيء فيه بنظام مُحكم وقال عنه: ]كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ[ [هود:11/1].
منذ أكثر من ألف سنة بحث كثير من علماء المسلمين في الجانب الرقمي للقرآن الكريم، فعدُّوا آياته وسوره وأجزاءه وكلماته وحروفه. وغالباً ما كانت الإحصاءات تتعرض لشيء من عدم الدقة بسبب صعوبة البحث. وإذا تتبعنا الكتابات الصادرة حول هذا العلم منذ زمن ابن عربي وحساب الجمَّل وحتى زمن رشاد خليفة ونظريته في الرقم (19)، لوجدنا الكثير من الأخطاء والتأويلات البعيدة عن المنطق العلمي.
وهذا أمر طبيعي فكل علم يتعرض في بدايته للكثير من الأخطاء حتى يأذن الله تعالى لهذا العلم أن توضع له القواعد السليمة. لذلك ومن عظمة إعجاز القرآن أن كل معجزة فيه لها توقيت محدَّد من الله عز وجل. وقد شاءت قدرة الله تعالى أن تنكشف أمامنا معجزة القرآن الرقمية في عصر الأرقام الذي نعيشه اليوم!
إن اكتشاف معجزة رقمية في هذا العصر (الألفية الثالثة) لهو دليل مادي على أن القرآن مناسب لكل زمان ومكان، وأنه يخاطب كل قوم بلغتهم، إذن الإسلام هو دين عالميّ جاء ليخرج البشر جميعاً من الظلمات إلى النور.
وقبل أن نبدأ استعراض الحقائق الرقمية يجب أن يبقى السؤال الآتي أمامنا: ما هو مصدر هذه الأرقام وكيف انضبطت مع الرقم سبعة بهذا الشكل المذهل؟
فكرة عن النظام الرقمي القرآني
إن الله عز وجل الذي نظَّم وأحكم بناء السماوات والأرض والذرة والجبال والبحار وجعل كل شيء في خَلْقه منظَّماً، قد نظَّم كلمات وآيات كتابه بنظام مُحكم، ولغة الأرقام هي خير وسيلة للتعبير عن هذا النظام، والعدد سبعة هو أفضل الأعداد التي اختارها الله تعالى ليبني عليه هذا النظام.
عدد السماوات سبع، وعدد الأراضين سبع، وعدد أيام الأسبوع سبعة، وعدد طبقات الذرة سبع ... والمؤمن ينسجم في عبادته لله تعالى مع هذا النظام الكوني، فيسجد لله تعالى على سبعة أَعْظُم، ويطوف حول الكعبة سبعة أشواط، ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضاً، أما الذي لا يلتزم بهذا النظام الإلهي ولا يؤمن بخالق السماوات السبع فقد أعد الله له جهنم، وجعل لها سبعة أبواب. يقول تعالى: ]وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ[ [الحجر:15/43 ـ44].
لذلك في كتاب الله تعالى كيفما نظرنا وجدناه منظَّماً بنظام يقوم على الرقم سبعة، وهنا نتذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف)) [البخاري ومسلم وغيرهما]، هذا الحديث الشريف والثابت يدل على علاقة القرآن بالرقم سبعة، وقد يضيف هذا البحث أبعاداً جديدة لمعنى ((الأحرف السبعة)).
إن النظام الرقمي لأحرف القرآن يعني أن أحرف هذه الكلمات تتناسب مع الرقم سبعة. فأول آية من كتاب الله عز وجل هي: ]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[ [الفاتحة: 1/1]، لنكتب عدد أحرف كل كلمة: كلمة (بسم) عدد حروفها (3)، كلمة (الله) حروفها (4)، (الرحمن) حروفها (6)، (الرحيم) حروفها (6).
إذن نحن أمام أربع كلمات عدد حروف كل كلمة هو: (3ـ4ـ6ـ6)، والمنهج الجديد الذي تقوم عليه أبحاث الإعجاز الرقمي يعتمد على صفّ هذه الأرقام وقراءة العدد الجديد فالعدد الذي يمثل حروف البسملة مصفوفاً هو: (6643) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، فهو يساوي حاصل ضرب سبعة في (949)، يمكن التعبير عن ذلك كما يلي:
6643= 7 × 949
وهكذا لو سرنا عبر نصوص القرآن لرأينا نظاماً مذهلاً يعجز البشر عن تقليده. وهنالك نظام آخر يعتمد على أحرف لفظ الجلالة (الله) أي الألف واللام والهاء، ونبقى في رحاب أول آية لنرى كيف ترتبط هذه الأحرف مع العدد سبعة. لنُخرج من كل كلمة من كلمات (بسم الله الرحمن الرحيم) ما تحويه من أحرف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء) لنجد هذه الأرقام:
ـ (بسم) ليس فيها شيء من لفظ الجلالة ـ (صفر) = 0 0
ـ (الله) تحتوي: ألـف لام لام هاء ـ (أربعة) =4 0
ـ (الرحمن) تحتوي: ألـف ولام ـ (اثنان) =2 0
ـ (الرحيم) تحتوي: ألـف ولام ـ (اثنان) =2 0
فيكون العدد الذي يمثل لفظ الجلالة في الآية هو (2240). إن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي:
2240= 7 × 320
هذا النظام العجيب ينتشر في نصوص القرآن، ويكفي أن نعلم بأن عدد حروف (الألف واللام والهاء) في سورة الفاتحة التي سماها الله تعالى بالسبع المثاني هو(49) حرفاً بالضبط:
49 = 7 ×7
وهذا توافق عجيب أن نجد عدد حروف لفظ الجلالة (الله) في سورة السبع المثاني يساوي سبعة في سبعة!
ومن الأنظمة المذهلة في كتاب الله نظام (الم)، فهذه الأحرف المميزة جاء توزعها في كتاب الله متناسباً مع العدد سبعة. ونبقى في البسملة لندرك شيئاً من هذا النظام العجيب.
فإذا قمنا بإحصاء أحرف الألف واللام والميم في (بسم الله الرحمن الرحيم) لوجدنا: عدد أحرف الألف (3)، أحرف اللام (4)، أحرف الميم (3)، بصفّ هذه الأرقام نجد عدداً هو (343) هذا العدد يساوي بالتمام والكمال سبعة في سبعة في سبعة، أي:
343 = 7 × 7 × 7
وهنا أيضاً نجد نظاماً متكاملاً لهذه الحروف المميزة في القرآن الكريم. حتى تكرار الكلمات في القرآن نجد أن هنالك نظاماً يعتمد على الرقم سبعة. ونبقى في رحاب هذه الآية العظيمة فأول كلمة فيها هي (بسم) نجدها قد تكررت في القرآن كله (22) مـرة، وآخر كلمة فيها هي (الرحيم) نجدها مكررة في كتاب الله (115) مرة. بصفّ هذين العددين نجد عدداً هو (11522) من مضاعفات الرقم سبعة:
11522 = 7 × 1646
ولو أخذنا أول كلمة في القرآن وآخر كلمة في القرآن نجد أن تكرار هاتين الكلمتين يتناسب مع الرقم سبعة. فأول كلمة في كتاب الله كما رأينا (بسم) مكررة (22) مرة، وآخر كلمة في القرآن هي (الناس) التي تكررت في كل القرآن (241) مرة، بصفّ هذين العددين نجد عدداً جديداً هو (24122) من مضاعفات السبعة:
24122 = 7 × 3446
إن هذا النظام العجيب يشمل أرقام الآيات والسور أيضاً، فلو نظرنا إلى أول سورة في القرآن نجد أن رقمها (1) وآخر سورة في القرآن رقمها (114)، وعندما نصفّ هذين العددين نجد عدداً هو (1141) من مضاعفات الرقم سبعة:
1141 = 7 × 163
كما أن مجموع أرقام هذا العدد هو سبعة:
1 + 4 + 1 + 1 = 7
عندما نتأمل أول آية في كتاب الله وآخر آية منه نجد أن الأرقام المميزة لكل منهما تتناسب مع العدد سبعة:
1ـ أول آية في القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم)، رقم السورة (1)، رقم الآية (1)، عدد كلماتها (4)، عدد حروفها (19)، عندما نصفّ هذه الأرقام بهذا التسلسل نجد عدداً هو (19411) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
19411 = 7 × 2773
2ـ آخر آية في القرآن: (مِن الجِنَّة والناس)، رقم السورة (114)، رقم الآية (6)، عدد كلماتها (4)، عدد حروفها (13)، من جديد عندما نصفّ هذه الأرقام نجد
العدد (1346114) من مضاعفات الرقم سبعة:
1346114 = 7 × 192302
ويمكن للقارئ الكريم الرجوع إلى أبحاث الإعجاز الرقمي المتعلقة بالنظام الرقمي للرقم سبعة في القرآن الكريم، ليأخذ فكرة أوسع عن إعجاز هذا الرقم في حروف وكلمات وآيات وسور القرآن العظيم.
في هذه الأبحاث سوف يرى القارئ أن كل شيء في كتاب الله تعالى يسير بنظام دقيق ومذهل. فكلمات القرآن الكريم تتكرر في القرآن بنظام. فإذا ما تتبعنا تكرار كلمة أو عبارة ما من القرآن نجد أن أرقام السور التي وردت فيها هذه الكلمة أو العبارة تشكل عدداً من مضاعفات الرقم سبعة! ينطبق هذا النظام العجيب على أرقام السور. فإذا ما أخذنا أرقام السور التي تكررت فيها كلمة أو عبارة ما فإن هذا الأرقام ستشكل عدداً من مضاعفات السبعة، وحجم النتائج الرقمية المتعلقة بهذا النظام تُعدُّ بالآلاف!!
القصة القرآنية لها أسرار عجيبة أيضاً. فكثير من قصص القرآن تكررت في مواضع متعددة من آيات وسور القرآن، وقد كشفت لنا لغة الأرقام بعض أسرار هذا التكرار بحيث أننا عندما نأخذ أرقام الآيات التي تكررت فيها قصة ما نجد عدداً من مضاعفات السبعة وينطبق هذا على أرقام السور.
وفي كتاب الله جل جلاله كلمات لم تتكرر إلا مرة واحدة، وهذه لها نظام عجيب أيضاً. ويكفي أن نعلم بأن القرآن يحتوي على أكثر من ألف كلمة لم تتكرر إلا مرة واحدة وجاءت أرقام الآيات مع أرقام السور من مضاعفات السبعة وذلك لجميع هذه الكلمات!!!
ومن عجائب القرآن أنك تجد كل حرفٍ يتكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة، وتتجلى عظمة هذا النظام في الحروف المميزة التي في أوائل السور مثل (الم). فإذا ما درسنا تكرار هذه الحروف (الألف واللام والميم) في السورة رأينا أعداداً من مضاعفات السبعة، وإذا ما درسنا تكرار هذه الحروف في الآيات تشكلت لدينا أعدادٌ من مضاعفات السبعة، وإذا ما درسنا تكرار هذه الحروف في الكلمات تشكلت لدينا أعداد من مضاعفات الرقم سبعة. وهذا ينطبق على جميع الحروف المميزة وعددها أربعة عشر حرفاً.
كما أن هنالك آيات تكررت بحرفيتها في مواضع متعددة في القرآن، والعجيب أن هذا التكرار جاء متوافقاً مع الرقم سبعة. وهكذا حقائق وحقائق لا تنتهي عن كتاب الله سبحانه وتعالى، وكأننا أمام بحرٍ زاخر بالإعجازات الرقمية التي لا تنفد، يقول تعالى: ]قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً[ [الكهف:18/109].
استحالة الإتيان بمثل القرآن
في هذا الفصل حقائق رقمية تثبت أن البشر يعجزون تماماً عن الإتيان بمثل القرآن العظيم، والإثباتات دائماً هي بلغة الأرقام. فالأرقام الموجودة في القرآن لا يمكن أن توجد في أي كتابٍ آخر. ولو حاول البشر الإتيان بمثل هذه الأرقام فسوف يفشلون تماماً.
القرآن يتحدَّى
القرآن العظيم يخاطب كل من لديه شك بصدق هذا الكتاب المُحكم، فإذا كان هذا القرآن قول بشر فإن المنطق يفرض إمكانية الإتيان بمثله بل بما هو أفضل منه. فنحن
لا نعلم أبداً أي كتاب ألَّفه إنسان ولم يتمكن أحد من التفوق عليه، بل لا يوجد
كتاب في العالم إلا وهنالك أفضل منه. لذلك إذا كانت دعواهم صحيحة فلا بد من إثباتها، لذلك يقول تبارك وتعالى: ]قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[
[النمل: 27/64].
هذا هو المنهج العلمي للقرآن، لذلك عندما يعجز هؤلاء عن تقديم برهان على
أن القرآن قول بشر، يأتي كتاب الله ليقدم آلاف البراهين على أن كل كلمة وكل حرف وكل رقم في هذا القرآن جاء بتقدير العزيز العليم القائل: ] قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً[ [الفرقان: 25/6].
هنالك أرقام تميز كتاب الله الذي بين أيدينا وهي: عدد آياته وعدد سوره وعدد
سنوات نزوله. فإذا قمنا بإحصاء عدد آيات القرآن نجدها بالضبط (6236) آية. أما عدد سور القرآن فكما نعلم هو (114) سورة، ونعلم أيضاً أنه نزل على (23) سنة.
يجب دائماً أن نتذكر بأن هذه الأرقام موجودة في كتاب الله وليس في كتاب بشر، لذلك هي أرقام خاصة بالله تعالى، لأن البارئ سبحانه وتعالى لا يسمح لأحد من خلقه أن يضيف أو يحذف شيئاً من كتابه إلا بما يشاء هو! لأن الله يقول: ]لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ[ [يونس: 10/64]. لذلك سوف نرى الآن أن هذه الأرقام تحقق معادلات رياضية لا يمكن لأحدٍ أن يأتي بمثلها مهما حاول!
إن إعجاز هذه الأرقام يأتي من خلال اجتماعها وصفِّها بترتيب معيَّن (الأكبر فالأصغر) وبالتالي يكون لدينا ثلاثة احتمالات:
1ـ آيات القرآن (6236) آية مع سور القرآن (114) سورة والعدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو (1146236).
2ـ آيات القرآن (6236) آية مع سنوات نزول القرآن (23) سنة، والعدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزوله هو (236236).
3ـ سور القرآن (114) سورة مع سنوات نزوله (23) سنة، والعدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزوله هو (23114).
جميع هذه الأعداد ترتبط مع الرقم (7) بشكل مذهل، ويتكرر النظام ذاته دائماً.
آيات القرآن وسوره
1ـ إن العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو: (6236ـ114) يتألف من سبع مراتب.
2ـ العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره (1146236) من مضاعفات الرقم سبعة، لنرى ذلك:
1146236 = 7 × 163748
3ـ مقلوب العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة، وهو (6326411) وهذا العدد يقبل القسمة على سبعة:
6326411 = 7 × 903773
4ـ مجموع أرقام العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو:
(1146236): 6+3+2+6+4+1+1 = 23
والعدد (23) يمثل عدد سنوات نزول القرآن!! والنتيجة هي أن العدد الناتج من ضمّ آيات القرآن وسوره يتألف من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة هو ومقلوبه، ومجموع أرقامه هو بالضبط سنوات نزول القرآن!
آيات القرآن وسنوات نزوله
1ـ العدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزول القرآن هو: (6236ـ23) من مضاعفات الرقم سبعة:
236236 = 7 × 33748
2ـ مقلوب العدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزوله وهو: (632632) من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
632632 = 7 × 90376
إذن العدد ينقسم على سبعة بالاتجاهين هو ومقلوبه. ويستمر هذا النظام ليشمل سور القرآن وسنوات نزوله أيضاً.
سور القرآن وسنوات نزوله
1ـ العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزول القرآن هو: (23114)، هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
23114 = 7 × 3302
2ـ مقلوب العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزوله هو: (41132) من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
41132 = 7 × 5876
إذن العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزول القرآن يقبل القسمة على سبعة هو ومقلوبه. وكما نلاحظ جميع الأعداد السابقة جاءت الأكبر فالأصغر دائماً. أي أننا نصف العدد الأكبر على اليمين ثم يليه الرقم الأصغر على يساره. والعجيب فعلاً أن
هذه الأعداد الثلاثة جاءت مراتبها متدرجة (7ـ6ـ5)، أي:
1ـ العدد (1146236) يتألف من (7) مراتب.
2ـ العدد (236236) يتألف من (6) مراتب.
3ـ العدد (23114) يتألف من (5) مراتب.
وبالتالي تكون مراتب هذه الأعداد (7ـ6ـ5) تشكل عدداً هو (567) من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
567 = 7 × 81
استحالة الإتيان بمثل هذه الأرقـام
لقد رأينا في الفقرات السابقة (8) عمليات قسمة على سبعة في هذه الأرقام الثلاثة. ولو فتشنا بين جميع الأرقام الممكنة عن أرقام تحقق هذه المعادلات الرقمية لم نجد إلا هذه الأرقام، وهذا دليل مادي على صدق قول الحق سبحانه وتعالى: ]لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ[ [الإسراء: 17/88].
مزيـد من الإعجـاز
لا يخفى على أحد منا أن القرآن الكريم نزل على مرحلتين، ما قبل الهجرة في مكة المكرمة، وما بعد الهجرة في المدينة المنورة. لذلك يقسّم علماء القرآن أنواع النُّزول إلى مكي ومدنيّ. وكانت السنة الثالثة عشرة للدعوة هي الفاصلة بين هذين النوعين. فقد لبث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (13) سنة في مكة، وكانت هذه السنة (سنة الهجرة) حدّاً فاصلاً بين مرحلتين للدعوة. لذلك فإن الرقم (13) هو رقم ذو أهمية قصوى وهذا ما نجد له صدىً في الأرقام القرآنية.
ومن عجائب القرآن أن جميع الأعداد التي رأيناها في هذا الفصل والتي جاءت من مضاعفات الرقم (7) بالاتجاهين، هذه الأعداد من مضاعفات الرقم (13) بالاتجاهين أيضاً !! بلا استثناء.
1ـ عدد آيات القرآن وسوره من مضاعفات الرقمين (7) و (13) وبالاتجاهين:
العدد: 1146236 = 7 × 13 × 12596
مقلوبه: 6326411 = 7 × 13 × 69521
وتأمل كيف جاء ناتجا القسمة (12596) و (69521) متعاكسين!
2ـ عدد آيات القرآن وسنوات نزوله من مضاعفات الرقمين (7) و (13) وبالاتجاهين أيضاً:
العدد: 236236 = 7 × 13 × 2596
مقلوبه: 632632 = 7 × 13 × 6952
وهنا أيضاً ناتجا القسمة (2596) و (6952) متعاكسان!
3ـ عدد سور القرآن مع سنوات نزوله من مضاعفات الرقمين (7) و (13) بالاتجاهين:
العدد: 23114 = 7 × 13 × 254
مقلوبه: 41132 = 7 × 13 × 452
ويبقى ناتجا القسمة متعاكسين (254) و (452). فانظر إلى هذا النظام المُحكم، مهما وضعنا من أعداد لا يختل النظام، ولو أن هذا القرآن نقص سورة واحدة أو زاد سورة لانهار هذا البناء. وكأن الحق سبحانه وتعالى قد وضع لغة الأرقام في كتابه ليبقى هذا الكتاب محفوظاً برعاية الله عز وجل ولتكون هذه اللغة الجديدة التي تنكشف أمامنا وسيلة تثبِّت إيماننا بهذا القرآن وتؤتينا حجة قوية على من لا يؤمن بصدق كلام الله تعالى!
رأينا في فقرة سابقة كيف انتظمت حروف (بسم الله الرحمن الرحيم) بما يتناسب مع الرقم (7)، ولكن للرقم (13) حضوره في هذه الآية. لنكتب أول آية في القرآن وتحت كل كلمة عدد حروفها:
الآيـة بسم الله الرحمن الرحيم
عدد أحرف كل كلمة 3 4 6 6
إن العدد الذي يمثل حروف الآية مصفوفاً (6643) من مضاعفات الرقمين (7) و (13) معاً:
6643 = 7 × 13 × 73
ويبقى هذا النظام قائماً مهما تغيرت طرق العدّ، فلو قمنا بعدّ حروف كلمات البسملة باستمرار وبشكل متزايد (أي نكتب عدد حروف الكلمة مع ما قبلها) نجد ما يلي:
الآيـة بسم الله الرحمن الرحيم
العدّ المتزايد للأحرف 3 7 13 19
وهنا نجد أن العدد الذي يمثل حروف البسملة هو (191373) من مضاعفات الـرقمين (7) و (13) وبالاتجاهين:
العدد: 191373= 7 × 13 × 2103
مقلوبه: 373191= 7 × 13 × 4101
إن إعجاز الأعداد الأولية في القرآن دليل على وحدانية الله، فلو كان الأمر يتم عن طريق المصادفة ما رأينا نظاماً محكماً لهذه الأرقام بالذات! فميزة العدد الأولي أنه لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد، وقد اختار الله تعالى هذه الأعداد ليدلنا على أنه إله واحد لا إله إلا هو، سبحانه وتعالى عما يشركون. وقد نعجب إذا علمنا أن كلمة (الله) قد تكررت في القرآن كله (2699) مرة وهذا عدد أولي لا ينقسم
على أي عدد آخر إلا الواحد، ألا يدل هذا على وحدانية الله؟
(وإنا له لحافظون)
دراسة آيات القرآن الـ (6236) مهمة صعبة وطويلة وتحتاج لمئات الأبحاث، ولكن يكفي أن ندرك شيئاً من إعجاز الله في آياته من خلال آية عظيمة هي الآية التي قرر فيها رب العزة سبحانه حفظَ كتابه فقال: ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[ [الحجر: 15/9].
إن الله سبحانه وتعالى قد وضع في هذه الآية الكريمة إعجازاً عجيباً في حروفها وكلماتها، هذا الإعجاز يقوم على الرقم (7) وتسانده الأرقام الأولية ذات المدلول مثل الرقم (13) والرقم (11) والرقم (23).
وسوف نرى توافقات عجيبة وعجيبة جداً مع هذه الأرقام، إن هذه الأنظمة الرقمية سوف تختل وتنهار لو تغير حرف واحد في الآية، حتى في طريقة كتابتها. فمثلاً كلمة (لحافظون) كُتبت في القرآن من دون ألف هكذا (لحفظون) وهذه الألف لو أُضيفت لاختل البناء الرقمي للآية.
قبل أن ندخل في رحاب هذه الآية نود أن نشير إلى أن واو العطف تعتبر كلمة مستقلة عما قبلها وما بعدها في أبحاث الإعجاز الرقمي، وذلك لأنها تكتب بشكل منفصل عما قبلها وما بعدها، ولكن حتى عندما نعدّ واو العطف جزءاً من الكلمة التي بعدها يبقى النظام قائماً! وهذا ما سوف نراه من خلال الفقرات القادمة. ونبدأ بأول كلمة وآخر كلمة في الآية لنرى كيف ترتبط حروفهما مع الرقم سبعة.
أول كلمة وآخر كلمة
في هذه الآية الكريمة أول كلمة هي (إنا) وآخر كلمة هي (لحفظون) لنكتب عدد حروف كل كلمة:
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحفظون
3 6
إن العدد الذي يمثل حروف أول كلمة وآخر كلمة هو (63) من مضاعفات الرقم (7):
63 = 7 × 9
والرقم (9) الناتج هو رقم هذه الآية في القرآن!
أول حرف وآخر حرف
أول حرف في هذه الآية هو الألف وآخر حرف فيها هو النون، وسوف نرى كيف تتوزع الكلمات التي تحتوي على هذين الحرفين بنظام بديع يقوم على الرقم (7).
نكتب الآية ونعطي الكلمة التي تحتوي على حرف الألف الرقم (1) أما الكلمة التي لا تحتوي على هذا الحرف فتأخذ الرقم (0)، وهذا ما يسمى بالنظام الثنائي:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
1 0 1 1 0 1 0 0
إن العدد الذي يمثل توزع حرف الألف ثنائياً هو: (00101101) من مضاعفات الرقم (7):
101101 = 7 × 14443
ننتقل الآن إلى حرف النون ونكتب الآية من جديد وتحت كل كلمة رقماً: (1) للكلمة التي تحوي النون، (0) للكلمة التي لا تحتوي على هذا الحرف:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
1 1 1 0 0 1 0 1
إن العدد الذي يمثل توزع النون ثنائياً في كلمات الآية هو (10100111) من مضاعفات الرقم (7) أيضاً:
10100111 = 7 × 1442873
والنتيجة أن أول حرف وآخر حرف في الآية يتوزعان بنظام يقوم على الرقم سبعة!
عدد حروف الآية
إن عدد أحرف هذه الآية كما رُسمت في القرآن هو (28) حرفاً بعدد الحروف الأبجدية التي هي لغة القرآن وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي (28= 7 × 4). والعجيب حقاً هو الطريقة التي توزعت بها هذه الحروف في كلمات الآية.
لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
3 3 5 5 1 3 2 6
إن العدد الذي يمثل حروف هذه الآية مصفوفاً هو: (62315533) من مضاعفات الرقم (7) والرقم (23):
62315533 = 7 × 23 × 387053
وتأمل معي عظمة هذا النظام، فالآية التي تحدثت عن حفظ القرآن جاءت حروفها منسجمة مع عدد سنوات نزول القرآن (23)!! ومجموع حروفها مساوياً لحروف لغة القرآن (28) !!!
رقم الآيـة
رقم هذه الآية في المصحف هو (9)، وهذا الرقم لم يأت عبثاً بل جاء بنظام عجيب متناسب مع سور القرآن وعدد آيات القرآن. فعندما نقوم بصف سور القرآن الـ (114) مع رقم الآية التي تحدثت عن حفظ القرآن (9) نجد عدداً جديداً هو: (9114) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة مرتين:
9114 = 7 × 7 × 186
ويبقى هذا النظام قائماً ليشمل عدد آيات القرآن. فعندما نقوم بصفّ عدد آيات القرآن الـ (6236) مع رقم الآية التي تحدثت عن حفظ القرآن (9) نجد العدد (96236) من مضاعفات الرقم سبعة لمرتين أيضاً!!
96236 = 7 × 7 × 1964
ولكن بقي شيء آخر وهو أن ناتجي القسمة (186) و (1964) يشكلان عدداً من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً وهو: (1964186) هذا العدد مكون من (7) مراتب ومجموع أرقامه (35=7×5) ويقبل القسمة على سبعة تماماً:
1964186 = 7 × 280598
إن هذه المعادلات تدل على أن الله تعالى قد اختار لهذه الآية الرقم (9) ليدلنا على أنه قد حفظ كل سورة وكل آية في القرآن، لذلك جاء رقم الآية مع آيات القرآن وسـوره متناسباً مع الرقم (7) الذي يمثل أساس النظام الرقمي لكتاب الله تعالى.
مع الحروف المميزة
الحروف المميزة في القرآن (14) حرفاً وهي في أوائل بعض السور، والعجيب أن هذه الآية تحتوي على نصف هذا العدد أي (7) أحرف مميزة وهي: (ا، ن، ح، ل، ك، ر، هـ). العجيب أن هذه الحروف السبعة تتوزع بشكل يقوم على الرقم (7).
في هذه الآية (7) كلمات تحتوي على أحرف مميزة، لنكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً: (1) للكلمة التي تحوي حروفاً مميزة، (0) للكلمة التي لا تحوي هذه الحروف:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
1 1 1 1 0 1 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات المميزة في الآية هو: (11101111) من مضاعفات الرقم (7) ومن مضاعفات الرقم (19) لمرتين، ومن مضاعفات الرقم (23) معاً:
11101111 = 7 × 19 × 19 × 23 × 191
إن الرقم (19) يمثل عدد حروف أول آية في القرآن (بسم الله الرحمن الرحيم)، والرقم (23) يمثل عدد سنوات نزول القرآن العظيم. فانظر إلى هذا التوافق المذهل في آية تتحدث عن حفظ القرآن!
ولكن هل يبقى النظام قائماً في توزع هذه الحروف داخل الكلمات؟
لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف مميزة:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
3 3 4 4 0 3 2 3
إن العدد (32304433) يقبل القسمة على (7) بالاتجاهين:
العدد: 32304433 = 7 × 4614919
مقلوبه: 33440323 = 7 × 4777189
وسبحان الله! آية تتكون من (28) حرفاً أي (7×4)، وفيها (7) كلمات تحتوي على حروف مميزة، عدد هذه الحروف (7) عدا المكرر منها، توزع هذه الكلمات السبع جاء بنظام يقوم على الرقم (7) وتوزع الحروف جاء بنظام يقوم على الرقم (7)، هل هذا العمل بمقدور البشر؟
مزيد من العجائب
عندما نقوم بعد حروف الآية تراكمياً، أي باستمرار نجد عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً. لنكتب الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها مع ما قبلها:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
3 6 11 16 17 20 22 28
العدد الذي يمثل حروف الآية تراكمياً هو: (28222017161163) عدد مكون من (14) مرتبة (7×2)، ومجموع أرقامه (42=7×6) ويقبل القسمة على (7) تماماً:
28222017161163 = 7 × 4031716737309
حتى الحروف المشدَّدة جاءت بنظام يقوم على الرقم (7). لنكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل الحروف المشدَّدة (توزع الشدات في كلمات الآية):
إنّا نحن نزّلنا الذّكر و إنّا له لحفظون
1 0 1 1 0 1 0 0
والعدد الذي يمثل توزع الشدَّات في هذه الآية من مضاعفات الأرقام (7) و (11) و (13):
101101 = 7 × 11 × 13 × 101
إن هذه النتيجة تثبت أن إعجاز القرآن لا يقتصر على رسم الكلمات، بل في لفظ هذه الكلمات معجزة عظيمة أيضاً !!
مع ضمّ واو العطف
حتى لو قمنا بضّم واو العطف للكلمة التي بعدها يبقى النظام قائماً:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
3 3 5 5 4 2 6
العدد الذي يمثل حروف الآية على اعتبار واو العطف جزءاً من الكلمة التي بعدها هو: (6245533) من مضاعفات الرقم (7):
6245533 = 7 × 892219
وهكذا رحلة الإعجاز الرقمي في كتاب الله لا نهاية لها، فالقرآن العظيم هو عبارة عن (6236) آية، ويمكن القول وبثقة تامة إن كل آية من آياته تشكل بناء متقناً ومعجزاً للبشر، فهو كتاب معجز كجملة واحدة ومعجزٌ بسوره ومعجز بآياته.
وبعد أن درسنا الإعجاز في كتاب الله (وهو غيض من فيض) نأتي الآن لدراسة الإعجاز في سورة كاملة من القرآن ونبدأ بأول سورة ((سورة الفاتحة)) لنشاهد علاقات رقمية تقوم على الرقم (7) وهذا يثبت استحالة الإتيان بسورة مثل القرآن.
وسورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن الكريم، وقد قال في حقِّها المصطفى صلّى الله عليه وسلّم: (والذي نفسي بيده ما أُنزل مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) [رواه الإمام أحمد].
وبما أن المولى تبارك وتعالى هو الذي سمَّى هذه السورة بالسبع المثاني، فقد جاءت جميع الحقائق الرقمية فيها لتشكل أعداداً من مضاعفات الرقم سبعة. وهنا نوجه سؤالاً لكل من يشك بصدق هذا القرآن: إذا كان القرآن من صنع محمد صلّى الله عليه وسلّم كما يدعي المبطلون، كيف استطاع هذا النبي الرحيم صلّى الله عليه وسلّم أن يرتب كلمات وحروف سورة الفاتحة بحيث تشكل نظاماً معقداً يقوم على الرقم سبعة ويسميها بالسبع المثاني؟ بل كيف استطاع رسول الخير عليه وعلى آله الصلاة والسلام أن يأتي بمعادلات رقمية تعجز أحدث أجهزة القرن الواحد والعشرين عن الإتيان بمثلها؟.
ثم إن هنالك حديثاً صحيحاً وثابتاً عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخبرنا فيه عن علاقة القرآن بالرقم سبعة فيقول: (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم وغيرهما]، والسؤال: أليست معجزة الرقم سبعة في القرآن هي دليل مباشر على صدق كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم وأنه كما وصفه ربّ العزة: ]وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[ [لنجم:53/3-4].
في الفصل القادم سوف نرى أن كل شيء في سورة الفاتحة يسير بنظام معجز يقوم على الرقم سبعة: عدد آيات السورة، عدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها السورة، تكرار كل حرف من هذه الحروف، تكرار الحروف المميزة في السورة، حروف فواصل السورة، أول آية وآخر آية في السورة.
حتى النقطة في سورة الفاتحة تسير بنظام محكم، فعدد النقط في هذه السورة العظيمة من مضاعفات السبعة، وكذلك عدد الشدَّات (الأحرف المشدَّدة) من مضاعفات السبعة. وعدد علامات المدّ هو سبع علامات، وعدد الكلمات التي تبدأ بألف ساكنة هو أربعة عشر (سبعة في اثنان)، جميع آيات السورة تنتهي بميم أو نون وقبل هذين الحرفين نجد دائماً حرف الياء وهذا الحرف تكرر في السورة أربعة عشر مرة (سبعة في اثنان).
مـعجـزة في آيَـة
إنها الآية التي نزَّه الله فيها نفسه عن الولد، آية قصيرة بعدد كلماتها ولكنها ثقيلة بإعجازها ودلالاتها، فالله هو إله واحد، (لم يلد ولم يولد) ولم يكن له شريك أو ابن أو صاحبة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وبسبب عَظَمة معاني هذه الآية فقد أودع الله فيها أسراراً رقمية عجيبة. ففي خمس كلمات تتجلى أمامنا معجزة حقيقية لا يمكن لبشر أن ينكرها أو يشك في مصداقيتها، هذه المعجزة المذهلة، ألا تدل على وحدانية الله عز وجل.
موقع الآيـة
لقد اختار الله تعالى موقعاً مميزاً لرقم وكلمات وحروف هذه الآية داخل السورة وداخل القرآن بشكل يتناسب مع الرقم سبعة. فرقم هذه الآية (لم يلد ولم يولد) في سورة الإخلاص هو (3)، وعدد كلماتها (5) وعدد حروفها (12)، وبصفّ هذه الأرقام نجد عدداً هو (1253) من مضاعفات الرقم سبعة هو ومقلوبه:
1253 = 7 × 179
3521 = 7 × 503
وتحتل هذه الآية موقعاً في كتاب الله يتناسب مع الرقم سبعة، فرقم السورة التي تقع فيها هذه الآية هو (112) رقم الآية (3) عدد كلماتها (5) عدد حروفها (12) بصف هذه الأرقام نجد عدداً من سبع مراتب هو (1253112) من مضاعفات الرقم سبعة، لنرى ذلك:
1253112 = 7 × 179016
إن هذه القاعدة تبقى ثابتة من أجل الحروف الأبجدية التي تركبت منها هذه الآية وهي خمسة أحرف (ل م ي د و)، فيصبح لدينا العدد الذي يمثل موقع الآية داخل السورة هو:
رقم الآية عدد كلماتها أحرفها الأبجدية
3 5 5
العدد (553) من مضاعفات الرقم سبعة:
553 = 7 × 79
الكلام ذاته ينطبق على الأرقام التي تمثل موقع الآية داخل القرآن:
رقم السورة رقم الآية عدد كلماتها حروفها الأبجدية
112 3 5 5
وهنا نجد العدد (553112) من مضاعفات الرقم سبعة مرتين:
553112 = 7 × 7 × 11288
أول حرف وآخر حرف
من عظمة كتاب الله تعالى أنه كتاب متكامل في سوره وآياته، وقد رأينا شيئاً من هذا التكامل في فقرات سابقة (تكرار أول كلمة وآخر كلمة في القرآن)، والآن سنعيش مع تكرار أول حرف وآخر حرف في الآية لنجد أن النظام الرقمي المحكم يشمل كل شيء في كتاب الله.
لنتأمل الآية الثالثة من سورة الإخلاص: (لم يلد ولم يولد)، بدأت هذه الآية بحرف اللام وخُتمَت بحرف الدال، لنرى توزع هذين الحرفين عبر كلمات الآية:
1 ـ توزع حرف اللام: نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حرف اللام، والكلمة التي لا تحوي هذا الحرف تأخذ الرقم صفر:
الآية لم يلد و لم يولد
توزع حرف اللام 1 1 0 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع حرف اللام هو (11011) من مضاعفات الرقم سبعة:
11011 = 7 × 1573
إذن يتوزع حرف اللام (أول حرف في الآية) بنظام يعتمد على الرقم سبعة، وناتج القسمة هو عدد صحيح (1573).
2 ـ توزع حرف الدال: نطبق النظام ذاته على حرف الدال، لنكتب الآية وتحت
كل كلمة ما فيها من حرف الدال:
الآية لم يلد و لم يولد
توزع حرف الدال 0 1 0 0 1
والعدد 10010 في هذه الحالة من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
10010 = 7 × 1430
إذن يتوزع حرف الدال (أخر حرف في الآية) بنظام يعتمد على الرقم سبعة وناتج القسمة هو عدد صحيح (1430).
3 ـ المذهل أن مجموع الناتجين: (1573+1430) هو عدد من مضاعفات السبعة ويساوي 3003:
3003 = 7 × 429
أحرف (الـم)
في هذه الآية نظام للأحرف المميزة الألف واللام والميم، نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من (ا ل م):
الآية لم يلد و لم يولد
توزع (الم) في الآية 2 1 0 2 1
العدد الذي يمثل توزع (الم) عبر كلمات الآية هو (12012) من مضاعفات الرقم سبعة هو ومقلوبه:
1) العدد: 12012 = 7 × 1716
2) مقلوبه: 21021 = 7 × 7 × 429
حتى عندما نُخرج من كل كلمة ما تحويه من الأحرف المميزة الأربعة عشر نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة، هذه الآية تحوي ثلاثة حروف مميزة هي اللام والميم والياء:
الآية لم يلد و لم يولد
توزع الحروف المميزة 2 2 0 2 2
والعدد (22022) هو عدد متناظر من مضاعفات الرقم سبعة:
22022 = 7 × 3146
وكما نعلم الأحرف المميزة (والتي يسميها البعض بالأحرف المقطعة أو النورانية) هي تلك الحروف في أوائل (29) سورة من القرآن. وقد يسميها البعض بالأحرف المجهولة وذلك لأن جميع العلماء عجزوا حتى الآن عن إعطاء تفسير علمي دقيق لسرّ هذه الحروف في القرآن.
ومما يلفت الانتباه أن عدد هذه الحروف من مضاعفات السبعة. فعدد الحروف المميزة في القرآن هو (14) حرفاً أي سبعة في اثنان، حتى الافتتاحيات المميزة التي ابتدأت بها هذه السور عدا المكرر منها هو أيضاً (14) افتتاحية، أي عدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
ويمكن للقارئ أن يرجع إلى بحث (أسرار معجزة الم) ليرى النظام السباعي الذي تسير عليه هذه الحروف في كلمات القرآن وآياته وسوره. وقد يكون هذا البحث هو بداية علمية لمعرفة بعض أسرار هذه الأحرف، والله تعالى أعلم بمراده.
الأحد يتجلَّى...
في هذه الآية العظيمة تتجلى معظم أسماء الله الحسنى بنظام يقوم على الرقم سبعة. ومن أسماء الله الحسنى وصفاته (الأحد) الذي لا شريك له. لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (الأحد) ـ ا ل ح د:
الآيـة لم يلد و لم يولد
توزع حروف كلمة (الأحد) 1 2 0 1 2
العدد (21021) من مضاعفات الرقم سبعة مرتين:
21021 = 7 × 7 × 429
حتى عندما نعبِّر بلغة الأرقام عن كلمة (أحد) نجد النظام يبقى مستمراً:
الآيـة لم يلد و لم يولد
توزع حروف كلمة (أحد) 0 1 0 0 1
10010 = 7 × 1430
إذن عندما عبَّرنا عن كلمة (الأحد) في هذه الآية بالأرقام وجدنا عدداً من مضاعفات الرقم سبعة مرتين وناتج القسمة كان عدداً صحيحاً هو (429). والكلام ذاته انطبق على كلمة (أحد) وكان ناتج القسمة (1430)، والعجيب أن صفّ ناتجي القسمة هذين (429) و (1430) يعطي عدداً جديداً من سبع مراتب وهو (1430429)
من مضاعفات الرقم سبعة:
1430429 = 7 × 204347
بعد هذه النتائج قد يقول قائل: إن هذه النتائج جاءت بالمصادفة! لذلك سـوف نرى في الفقرة الآتية دليلاً قوياً على أن المصادفة لا مكان لها في هذه المعادلات. وسوف نلجأ لأول آية من القرآن ]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[ [الفاتحة:1/1] لنرى كيف تتـوزع حروف كل كلمة من كلماتها بنظام يقوم على الرقم سبعة، وحتى نواتج القسمة الأربعة أيضاً تقوم على النظام ذاته! فهل من المنطق العلمي أن تتكرر المصادفة أربع مرات متتالية ثم تتكرر مع نواتج القسمة بنفس النظام؟
ترابط مذهل مع البسملة
نعلم جميعاً عَظَمة (بسم الله الرحمن الرحيم)، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعظِّم شأن هذه الآية فيبدأ مختلف شؤون حياته بها، في مأكله ومشربه وخطبته ودعائه وقراءته للقرآن ... وعندما نقرأ سورة الإخلاص نبدأ بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، ونجد هذه البسملة في بداية كل سورة من سور القرآن (عدا سورة التوبة لأنها براءة من المشركين). وفي هذه الفقرة نكتشف علاقة عجيبة بين (لم يلد ولم يولد) وبين البسملة، والرقم سبعة هو أساس هذه العلاقة الفريدة التي يستحيل أن توجد في أي كتاب بشري.
لنكتب آية (لم يلد ولم يولد) ونكتب تحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (بسم)، ثم نكتب تحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (الله)، ثم (الرحمن)
ثم (الرحيم)، لنجد أن جميع الأعداد الناتجة من مضاعفات الرقم سبعة وبالاتجاهين!!
الآيـة لم يلد و لم يولد
ما تحويه كل كلمة من أحرف (بسم) 1 0 0 1 0 = 7 × 0143
ما تحويه كل كلمة من أحرف (الله) 1 1 0 1 1 = 7 × 1573
ما تحويه كل كلمة من أحرف (الرحمن) 2 1 0 2 1 = 7 × 1716
ما تحويه كل كلمة من أحرف (الرحيم) 2 2 0 2 2 = 7 × 3146
إذن نحن أمام أربع عمليات قسمة على سبعة وناتج القسمة دائماً عدد صحيح من دون باقٍ.
ولكن الشيء الذي يستحق الوقوف طويلاً أننا عندما نصفّ نواتج القسمة هذه على تسلسلها فإنها تشكل عدداً من مضاعفات الرقم سبعة، لنرى ذلك:
الآيـة بسم الله الرحمن الرحيم
ناتج القسمة 0143 1573 1716 3146
إن العدد الضخم المتشكل من صف نواتج القسمة هذه هو: (3146171615730143) من مضاعفات الرقم سبعة!
إن النظام العجيب لا يقتصر على تكرار الحروف فحسب، بل تكرار الأرقام له نظام محكم يقوم على الرقم سبعة أيضاً.
وفي الجدول السابق نلاحظ أن فيه ثلاثة أرقام تتكرر هي: (0، 1، 2) ولو قمنا بعدّ الأصفار في الجدول نجدها (6)، الرقم (1) تكرر (8) مرات، الرقم (2) تكرر (6) مرات:
الأرقام 0 1 2
تكرار كل رقم 6 8 6
إن العدد المتناظر (686) من مضاعفات الرقم سبعة ثلاث مرات:
686 = 7 × 7 ×7 × 2
إن هذه التناسبات العجيبة مع الرقم سبعة تدل دلالة قاطعة على أن الله تعالى قد أحكم أحرف كتابه ونظمها ورتبها بشكل يستحيل الإتيان بمثله.
أسماء الله الحسنى
إن معظم أسماء الله الحسنى تتجلى في هذه الآية الكريمة، فالله تعالى هو الرحمن وهو الرحيم وهو الواحد الأحد وهو المبدئ المعيد الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، فكيف يكون له ولد؟ لنكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (المبدئ):
الآية لم يلد و لم يولد
توزع حروف كلمة (المبدىء) 2 3 0 2 3
إن العدد (32032) من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين:
32032 = 7 × 4576
23023 = 7 × 3289
الكلام نفسه ينطبق على كثير من أسماء الله الحسنى، مثلاً: الصمد، الملك، العزيز، الحكيم، المحصي، العليم،...... ونأخذ كمثال على ذلك كلمة (القدير) لنجد أن العدد الذي يمثل هذه الكلمة في الآية من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين:
الآيـة لم يلد و لم يولد
ما تحويه كل كلمة من أحرف (القدير) 1 3 0 1 3
إن العدد (31031) يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين:
1) 31031 = 7 × 4433
2) 13013 = 7 × 1859
والمذهل حقاً في هذه الآية أننا عندما نخرج من كل كلمة من كلماتها ما تحويه من أحرف كثير من أسماء الله الحسنى نجد عدداً ينقسم على سبعة بالاتجاهين سواءً أخذنا الاسم معرفاً أو غير معرف (مثلاً: الصمد أو صَمَد) تبقى القاعدة ثابتة على جميع أسماء الله الحسنى (عدا الأسماء التي تحتوي على حرف الواو)، وهذا لحكمة الله يعلمها وقد يمنّ على أحد من عباده باكتشافها.
عجيبة من عجائب القرآن
من عجائب هذه الآية الكريمة (لم يلد ولم يولد) أن جميع الأرقام المتعلقة بحروفها والتي انقسمت على (7) تنقسم على (11) وعلى (13) معاً وبالاتجاهين!! وهذه الأرقام هي: (1001)، (11011)، (2002)، (12012)، (21021)، (22022)، (31031)، (13013)، (32032)، (23023)، أليس هذا دليلاً على وحدانية الله تعالى؟
فالعدد (11) هو عدد يدل على وحدانية الخالق عز وجل لأنه عدد أولي ويتألف من (1) و (1)، أي لتأكيد وحدانية الله تعالى. وفي هذه الآية نحن أمام عشرة أعداد جميعها من مضاعفات الرقم (11) والآية تتحدث عن وحدانية الله (لم يلد ولم يولد).
والعدد (13) هو عدد أولي أيضاً لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد وهو يمثل عدد الحروف الأبجدية الموجودة في سورة الإخلاص ويمثل سنوات الدعوة في مكة وهو الرقم الفاصل بين المكيّ والمدنيّ. والآن سوف نرى هذه الأعداد وكيف تنقسم جميعها بلا استثناء على (7) و (11) و (13):
1001 = 7 × 11 × 13 × 1
11011 = 7 × 11 × 13 × 11
2002 = 7 × 11 × 13 × ×2
12012 = 7 × 11 × 13 × 12
21021 = 7 × 11 × 13 × 21
22022 = 7 × 11 × 13 × 22
31031 = 7 × 11 × 13 × 31
13013 = 7 × 11 × 13 × 13
32032 = 7 × 11 × 13 × 32
23023 = 7 × 11 × 13 × 23
إن هذه النتائج العجيبة لم تأتِ عن طريق المصادفة لسبب بسيط وهو أن حظ المصادفة في نتائج كهذه هو أقل من واحد على واحد وبجانبه ثلاثين صفراً (أي المصادفة أقل من واحد على مليون مليون مليون مليون مليون)، لذلك يمكن القول: إن البشر عاجزون عن تقليد آية واحدة من القرآن، فكيف بالقرآن كله؟
بقي أن نشير إلى أن آية (قل هو الله أحد) عدد حروفها (11) حرفاً، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هو (7) أحرف. ولو درسنا توزع حروف كلمة (الواحد) في هذه الآية وجدنا عدداً هو (3311) هذا العدد من مضاعفات الرقمين (7) و (11)، فتأمل هذا التناسب!
عجائب سُورة الإخلاص
سوف نكتشف عجائب رقمية في هذه السورة في أحرف لفظ الجلالة (الله)، في كلماتها وحروفها وارتباطها مع أم القرآن (السبع المثاني). ويبقى الرقم سبعة هو أساس هذه العجائب التي لا تنتهي.
معجزة لفظ الجلالة
كما رتَّب البارئ عز وجل كل شيء في هذا القرآن بإحكام، نجد ترتيباً مذهلاً لاسمه الأعظم (الله) في سورة الإخلاص. وكما نعلم سورة الإخلاص آياتها أربعة، كل آية تحوي عدداً محدداً من أحرف لفظ الجلالة (الله)، أي الألف واللام والهاء:
1 _ قل هو الله أحد: عدد أحرف الألف واللام والهاء (7).
2 ـ اللـه الصمد: عدد أحرف الألف واللام والهاء (6).
3 ـ لم يلد ولم يولد: عدد أحرف الألف واللام والهاء (4).
4 ـ ولم يكن له كفواً أحد: عدد أحرف الألف واللام والهاء (5).
نكتب هذه الأرقام في جدول:
رقم الآية (1) (2) (3) (4)
عدد حروف الألف واللام والهاء 7 6 4 5
إذن نحن أمام عدد محدد من أحرف لفظ الجلالة في كل آية كما يلي: (7ـ6ـ4ـ5) عند صفّ هذه الأرقام نجد عدداً جديداً هو (5467) وهذا العدد من مضاعفات
الرقم سبعة والرقم (11) معاً:
5467 = 7 × 781 = 7 × 11 × 71
ليس هذا فحسب، بل إن كل آية من هذه الآيات الأربع تحوي عدداً محدداً من الكلمات كما يلي: الآية الأولى (4) كلمات، الآية الثانية عدد كلماتها (2)، الآية
الثالثة عدد كلماتها (5)، الآية الرابعة عدد كلماتها (6).
لنكتب هذه الأرقام في جدول:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
عدد كلماتها 4 2 5 6
إذن عدد كلمات كل آية هو: (4ـ2ـ5ـ6) بصفّ هذه الأرقام نجد عدداً هو (6524) من مضاعفات السبعة:
6524 = 7 × 932
إن هذه الكلمات منها ما يحوي حرف (ألف أو لام أو هاء) ومنها ما لا يحوي هذه الأحرف الخاصة بلفظ الجلالة. ولو أحصينا الكلمات التي فيها (ا ل هـ) نجد عددها 14 كلمة (أي 7 ×2)، تتوزع هذه الكلمات على الآيات كما يلي:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
الكلمات التي تحوي (ألف ـ لام ـ هاء) 4 2 4 4
إن العدد (4424) من مضاعفات الرقم سبعة:
4424 = 7 × 632
وكنتيجة نجد أن الكلمات التي لا تحوي شيئاً من أحرف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء) جاءت منظمة على الرقم سبعة أيضاً:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
عدد الكلمات التي لا تحوي ألف ـ لام ـ هاء 0 0 1 2
لدينا هنا العدد (2100) من مضاعفات الرقم سبعة:
2100 = 7 × 300
في سورة الإخلاص نلاحظ أن جميع الآيات انتهت بحرف الدال فهل من نظام لتوزع هذا الحرف؟ بالطريقة السابقة ذاتها نكتب رقم الآية وما تحويه من حرف الدال:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
عدد أحرف الدال 1 1 2 1
العدد الذي يمثل توزع حرف الدال في آيات السورة هو (1211) من مضاعفات الرقم (7):
1211 = 7 × 173
لا يزال هنالك المزيد من إعجاز هذه السورة، ولا نزال في بداية رحلة العجائب في سورة الإخلاص والتوحيد. فلو تأملنا لفظ الجلالة (الله) في القرآن كله لوجدنا أن أول مرة ذكرت فيها هذه الكلمة هي في أول آية من كتاب الله (بسم الله الرحمن الرحيم) في سورة الفاتحة، وآخر مرة ذكرت هذه الكلمة في القرآن نجدها في سورة الإخلاص الآية الثانية منها (الله الصمد)، وهنا تتجلى هذه الحقائق المذهلة للرقم سبعة في هاتين الآيتين:
1 ـ إن مجموع عدد أحرف هاتين الآيتين هو: 19+9= 28 حرفاً أي 7×4.
2ـ عدد أحرف لفظ الجلالة في هاتين الآيتين هو: 8+6= 14 حرفاً أي 7×2.
3 ـ إن رقم البسملة في المصحف هو 1، رقم آية (الله الصمد) هو 2 بصفّ هذين العددين نجد: 21= 7×3.
4 ـ إن عدد السور من الفاتحة وحتى سورة الإخلاص هو 112 سورة أي 7×16.
5 ـ إن عدد الآيات من البسملة وحتى (الله الصمد) هو بالضبط 6223 آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة مرتين:
6223 = 7 × 7 × 127
6 ـ هنالك علاقة عجيبة لتكرار الكلمات في هاتين الآيتين، كلمة (بسم) تكررت في القرآن (22) مرة، كلمة (الله) تكررت في القرآن (2699) مرة، كلمة (الرحمن) تكررت (57) مرة، كلمة (الرحيم) تكررت (115) مرة، كلمة (الله) تكررت (2699) مرة، كلمة (الصمد) تكررت (1) مرة واحدة، والآن نكتب هذه النسب في جدول:
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد
22 2699 57 115 2699 1
ـ عندما نصفّ هذه الأعداد بهذا التسلسل نجد عدداً ضخماً هو: (1269911557269922) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة!
ـ وعندما نجمع هذه التكرارات: 22+2699+57+115+2699+1= 5593
هذا العدد يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين:
5593=7×799
3955=7×565
7 ـ ترتبط سورة الفاتحة مع سورة الإخلاص برباط يقوم على الرقم سبعة. فرقم
سورة الفاتحة (1) وعدد آياتها (7)، رقم سورة الإخلاص (112) وعدد آياتها (4) نكتب الأرقام في جدول:
الفاتحة الإخلاص
رقمها آياتها رقمها آياتها
1 7 112 4
عندما نصفّ هذه الأعداد (1ـ7ـ112ـ4) نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة:
411271 = 7 × 58753
كما ترتبط سورة الفاتحة مع سورة الإخلاص برباط أكثر تعقيداً، فرقم سورة الفاتحة (1)، عدد الأحرف الأبجدية فيها (21) حرفاً، رقم سورة الإخلاص (112) وعدد الأحرف الأبجدية فيها (13) حرفاً. نرتب هذه الأرقام في جدول:
الفاتحة الإخلاص
رقمها حروفها الأبجدية رقمها حروفها الأبجدية
1 21 112 13
بصفّ هذه الأرقام (1 21 112 13) نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة:
13112211 = 7 × 1873173
ويُقصد بالأحرف الأبجدية في السورة الأحرف التي تركبت منها هذه السورة عدا المكرر.
كلمات وأحرف كل آية
لكل آية من آيات السورة عدد محدد من الكلمات، وعدد محدد من الأحرف. وقد رتب الله تعالى لكل آية كلماتها وحروفها بنظام يقوم على العدد سبعة.
لنكتب عدد كلمات وعدد حروف كل آية من آيات سورة الإخلاص:
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
كلماتها حروفها كلماتها حروفها كلماتها حروفها كلماتها حروفها
4 11 2 9 5 12 6 15
العدد الذي يمثل كلمات وأحرف كل الآيات من مضاعفات الرقم سبعة:
15612592114 = 7 × 2230370302
إذن لكل آية عدد من الكلمات وعدد من الأحرف، وعندما نصف لكل آية عدد كلماتها مع عدد حروفها ينتج عدد من (11) مرتبة يقبل القسمة على (7). وحتى لو قمنا بجمع هذه الأرقام لبقي العدد من مضاعفات السبعة! فالآية الأولى مجموع كلماتها وحروفها 4+11=15، الآية الثانية مجموع كلماتها وحروفها 2+9=11، الآية الثالثة مجموع كلماتها وحروفها 5+12=17، والآية الرابعة مجموع كلماتها وحروفها 6+15=21، نرتب هذه الأرقام في جدول:
رقم الآية (1) (2) (3) (4)
مجموع كلماتها وحروفها 15 11 17 21
إن العدد الناتج من صفّ هذه الأرقام هو: 21171115 من مضاعفات الرقم (7):
21171115 = 7 × 3024445
والآن نذهب إلى حروف كلمة (الله) ـ الألف واللام والهاء في هذه السورة التي تعبّر عن وحدانية الله تعالى، هل يبقى النظام قائماً ليشمل هذه الحروف؟
كلمات وأحرف لفظ الجلالة
حتى أحرف لفظ الجلالة في كل آية والتي تناسبت مع الرقم سبعة كما رأينا سابقاً نجد نظاماً يربط بين كلمات كل آية وما تحويه من هذه الأحرف، لنكتب عدد كلمات كل آية وما تحويه هذه الآية من الألف واللام والهاء:
الآيـة الأولى الآيـة الثانية الآيـة الثالثة الآيـة الرابعة
4 7 2 6 5 4 6 5
إن العدد الذي يمثل توزع كلمات وأحرف لفظ الجلالة عبر آيات السورة هو: (56456274) من مضاعفات الرقم سبعة:
74 62 45 56 = 7 × 8065182
وتأمل معي هذه المعادلات الإلهية كيف جاءت متناسبة جميعها مع الرقم سبعة:
1_ عدد كلمات كل آية هو: 4ـ2ـ5ـ6 وهنا نجد العدد من مضاعفات السبعة:
6524 = 7 × 932
2ـ عدد حروف (الله) في كل آية هو: 7ـ6ـ4ـ5 وهنا نجد العدد من مضاعفات السبعة:
5467 = 7 × 781
3ـ عدد كلمات/ حروف (الله) في كل آية: 74ـ62ـ45ـ56 هذا العدد من مضاعفات السبعة.
وهنا نتساءل كيف انضبطت هذه الأرقام بهذا الشكل. فعدد كلمات كل آية جاء بنظام من مضاعفات الرقم (7)، وعدد حروف (الله) في كل آية جاء بنظام من مضاعفات الرقم (7) أيضاً، وعندما دمجنا هذه الأرقام بقي العدد النهائي من مضاعفات الرقم (7): هل هذا العمل في متناول البشر؟
تجدر الإشارة إلى أن هذا النظام لكلمات وحروف لفظ الجلالة في آيات السورة، يبقى قائماً مع البسملة! فعدد كلمات (بسم الله الرحمن الرحيم) هو (4) وعدد حروف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء فيها هو (8) وهذا العدد (84) من مضاعفات السبعة (84=7×12)، وعند إضافته للعدد الإجمالي للسـورة يبقى العدد الجديد من مضاعفات السبعة. وهذا يدل على تعدد أساليب الإعجاز الرقمي لهذا الكتاب العظيم.
كل شيء مترابط..
رأينا كيف ارتبطت كلمات كل آية بالرقم سبعة، كما رأينا كيف ارتبطت كلمات وحروف كل آية بالرقم سبعة أيضاً. الآن سوف ندخل رقم الآية وسنجد أن النظام يبقى ثابتاً! وهذا دليل على أن القرآن كتاب مُحكم كيفما نظرنا إليه.
نكتب في جدول لكل آية ثلاثة أرقام: رقم الآية/ عدد كلماتها/ عدد حروفها:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد
1 4 11 2 2 9 3 5 12 4 6 15
إن العدد الناتج من صفّ هذه الأرقام بهذا الترتيب من مضاعفات الرقم سبعة، لنتأكد من ذلك رقمياً:
1141 922 1253 1564 = 7 × 22344648460163
وهكذا مهما استمرت العلاقات الرقمية فإن الأعداد تبقى منضبطة مع الرقم سبعة.
ولكي نستوعب مدى تعقيد هذا النظام نلخص المعادلات الرقمية الثلاثة:
1ـ كلمات كل آية: 4 2 5 6 هذا العدد من مضاعفات السبعة.
2ـ كلمات وحروف كل آية: 4 11 ـ 2 9 ـ 5 12 ـ 6 15 هذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
3ـ رقم وكلمات وحروف كل آية: هو عدد من مضاعفات السبعة كما رأينا من الجدول السابق.
إذن عندما عبَّرنا عن السورة بعدد كلمات كل آية جاء العدد من مضاعفات الرقم (7)، وعندما قمنا بضمّ حروف كل آية لكلماتها جاء العدد من مضاعفات الرقم (7). وعندما أضفنا رقم الآية لكلماتها وحروفها بقي العدد الناتج من مضاعفات الرقم (7). فانظر إلى دقة وعَظَمة هذا النظام المحكم!
حتى اسم هذه السورة ورقمها يرتبطان بنظام يقوم على هذا الرقم، فكلمة (الإخلاص) عدد حروفها (7)، ورقم سورة الإخلاص (112) أيضاً عدد من مضاعفات السبعة! ولكن الرقم (23) سنوات نزول القرآن له حضور هنا، لنتأمل هذا الجدول:
إن العدد الذي يربط حروف هذه الكلمة برقمها في القرآن هو (1127) من مضاعفات السبعة مرتين ومن مضاعفات الـ (23):
1127 = 7 × 7 × 23
نظام متعاكس
إن النظام الرقمي الذي نكتشفه اليوم في هذه السـورة العظيمة ليس مجرد أرقام، بل لهذه الأرقام لغتها وتعبيرها، وهذا ما سنجد له صدى من خلال دراسة أحرف السورة وكيف توزعت على الآيات. وفي سورة الإخلاص لدينا أربع آيات يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1 ـ (قل هو الله أحد. الله الصمد): إثبات لوحدانية الله.
2 ـ (لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد): نفي الولد والشريك عن الله.
إذن نحن أمام آيتي إثبات وآيتي نفي، لنكتب عدد حروف كل آية في جدول لنرى النظام المتعاكس رقمياً والذي يتوافق مع معنى السورة من خلال القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
عدد حروفها 11 9 12 15
من اليمين إلى اليسار
119 = 7 × 17
من اليسار إلى اليمين
1512 = 7 × 216
الآيتان الأولى والثانية تحدثتا عن وحدانية الله وقدرته: (قل هو الله أحد. الله الصمد) وهذه صيغة إثبات الوحدانية لله عز وجل، أما الآيتان الثالثة والرابعة فجاء المعنى اللغـوي متعاكساً بصيغة النفي، نفي الولد أو الكُفُؤ: (لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد). وكما أنه في اللغة صيغ متعاكسة (إثبات ـ نفي) كذلك جاءت الحروف لتقبل القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين.
إن هذا النظام العجيب ينتشر في كتاب الله بشكل كبير ويحتاج لأبحاث أخرى إن شاء الله تعالى. ويمكن الرجوع لبحث (معجزة السبع المثاني) الذي يكشف أسرار أعظم سورة في القرآن الكريم ـ فاتحة الكتاب.
ارتباط مع أُمّ القرآن
ترتبط سورة الإخلاص مع سورة الفاتحة برباط عجيب يقوم على العدد سبعة. فلكل سورة أرقام تميزها: رقم السورة ـ عدد آياتها ـ عدد كلماتها ـ عدد حروفها، لنضع هذه الأرقام لكلتا السورتين في جدول:
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
1 7 31 139 112 4 17 47
إن العدد الذي يمثل هذه الأرقام مصفوفة من مضاعفات الرقم سبعة:
471741121393171 = 7 × 67391588770453
لدينا رباط آخر يقوم على رقم السورة وعدد آياتها وعدد كلماتها وعدد الأحرف الأبجدية التي تركبت منها. ففي سورة الفاتحة 21 حرفاً (ما عدا المكرر)، في سورة الإخلاص 13 حرفاً، لذلك يمكن أن نصنع الجدول الآتي:
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
1 7 31 21 112 4 17 13
إن العدد الذي يمثل هذه القيم هو عدد من 14 مرتبة (7×2)، وينقسم على (7) تماماً وبالاتجاهين:
1) العدد: 13174112213171 = 7 × 1882016030453
2) مقلوبه: 17131221147131 = 7 × 2447317306733
والأعجب من ذلك أن النظام ذاته ينطبق على كل سورة بمفردها:
1 ـ العدد الخاص بسورة الفاتحة هو: (1 7 31 21) من مضاعفات الرقم سبعة:
213171 = 7 × 30453
2 ـ العدد الخاص بسورة الإخلاص هو: (13174112) أيضاً من مضاعفات
الرقم سبعة:
13174112 = 7 × 1882016
وقد يتساءل القارئ عن سرّ صفّ هذه الأرقام بجانب بعضها، ولماذا نبدأ برقم السورة أولاً ثم عدد الآيات ثم عدد الكلمات ثم الحروف، لماذا هذا الترتيب بالذات وليس أي ترتيب آخر؟
والجواب عن ذلك أن عملية صفّ الأرقام صفّاً هي من العمليات الرياضية شديدة التعقيد. لذلك فهي تناسب معجزة رقمية تتجلى في القرن الواحد والعشرين لتُعجز علماء الرياضيات وليعترفوا بضعفهم أمام هذه المعجزة. كما أن الأعداد الناتجة باستخدام هذه الطريقة هي أرقام ضخمة جداً لا يمكن أن تنتج من أي طريقة أخرى كالجمع مثلاً.
فمثلاً في كتاب الله آية تكررت (31) مرة وهي ]فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ[، وعندما نصفّ أرقام هذه الآيات الإحدى والثلاثين نجد عدداً ضخماً من (62) مرتبة، هذا العدد على الرغم من ضخامته يقبل القسمة على (7) تماماً وبالاتجاهين!!
أما ما يتعلق بترتيب هذه الأرقام فالأساس الذي ننطلق منه هو رقم السورة ثم يأتي رقم الآية بالمرتبة الثانية لأن السورة تحوي عدداً من الآيات. ثم عدد الكلمات لأن الآية تحوي عدداً من الكلمات ثم عدد الحروف لأن كل كلمة تحوي عدداً من الحروف.
إذن الترتيب المنطقي والعلمي يفرض علينا أن نرتب الأرقام كما يلي (الأكبر فالأصغر):
1ـ رقم السورة.
2ـ رقم الآية.
3ـ عدد الكلمات.
4ـ عدد الحروف.
وقد يكون في القرآن ترتيب آخر يعطي النتائج ذاتها وهذا بحاجة إلى دراسة موسَّعة قد نتمكن من إنجازها مستقبلاً، لرؤية أسرار الترتيب هذا. وعلى كل حال فأنا على يقين بأننا مهما اتبعنا من طرق ومهما تنوعت أساليب الترتيب والإحصاء والعدّ، وكيفما توجهنا بآيات القرآن نجدها مُحكمة ولا نجد أي اختلاف وهذا تصديق لقول الحق تبارك وتعالى: ]وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً[ [النساء:4/82].
المَلِكُ القُدُّوسْ
سوف نعيش مع اسمين من أسماء الله الحسنى (الملك) و (القدوس) ونرى كيف يتجلَّى كل منهما في سورة الإخلاص، وهذا دليل مادي ورقمي على أن الله تعالى قد أحكم أحرف أسمائه الحسنى في آيات كتابه ليدلنا على قدرة الله على كل شيء، وأن الله الملك القدوس هو واحد أحد لم يتخذ ولداً ولا يساويه شيء فهو خالق كل شيء، سبحانه وتعالى عما يشركون.
وتعتمد فكرة هذا النظام على إبدال كل كلمة برقم، هذا الرقم يمثل ما تحويه كل كلمة من أسماء الله الحسنى مثل الملك أو القدوس. وعلى سبيل المثال فإن توزع حروف كلمة (الملك) في هذه السورة يتم على الشكل الآتي:
1ـ كلمة (قُلْ) فيها من كلمة (الملك) اللام فقط وبالتالي تأخذ الرقم (1).
2ـ كلمة (هو) ليس فيها أي حرف من حروف كلمة (الملك) لذلك تأخذ الرقم (0).
3ـ كلمة (الله) تحتوي على الألف واللام واللام (الهاء غير موجودة في الملك) لذلك تأخذ الرقم (3).
4ـ كلمة (أحد) الحرف المشترك بين هذه الكلمة وكلمة (الملك) هو الألف فقط
لذلك تأخذ الرقم (1).
وهكذا إلى نهاية السورة. والعجيب أن الأعداد التي تعبر عن حروف أسماء الله الحسنى
في هذه السورة تأتي بنظام محكم، محور هذا النظام الرقم سبعة. وهنا نتساءل: هل يمكـن لبشرٍ مهما بلغ من القدرة أن يأتينا بنصّ أدبي يعبِّر فيه عن نفسه تعبيراً دقيقاً، ويرتب حروف هذا النص وكلماته ويرتب حروف اسمه هو في هذا النص مع حروف ألقابه أو أسمائه بحيث تأتي جميعها من مضاعفات الرقم سبعة؟ إنها عملية مستحيلة، بل إن مجرد التفكير في صنع نظام مشابه لهذه السورة هو أمر غير معقول.
في هذه السورة عبَّر الله تعالى فيها عن نفسه وصفاته ووحدانيته سبحانه وتعالى، وهي لا تتجاوز السطر الواحد، في هذا السطر كل شيء يسير بنظام رقمي دقيق: الكلمات ـ الحروف ـ حروف لفظ الجلالة (الله) ـ حروف أسماء الله الحسنى، كل هذا في سطر واحد! فكيف إذا درسنا القرآن كله المؤلف من أكثر من ثمانية آلاف سطر؟
المَلِك
(الملك) هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يقول تعالى: ]هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ[ [الحشر: 59/23]. ومن عظمة هذا القرآن أن كل حرفٍ فيه قد وضعه الله بمقدار وبنظام مُحكم. والذي أنزل سورة الإخلاص هو الملِك تبارك وتعالى، لذلك رتب أحرف اسمه (الملك) داخل هذه السورة بنظام رقمي يتناسب مع الرقم سبعة، لندرك ونعلم ]أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً[.
لنكتب كلمات سورة الإخلاص ونخرج من كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (الملك) أي الألف واللام والميم والكاف:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 0 3 1 3 3 2 1 0 2 1 0 2 1 1 2 1
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف كلمة (الملك) عبر كلمات السورة هو: (12112012012331301) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
12112012012331301 = 7 × 1730287430333043
ومع أن هذه النتيجة مذهلة فقد يأتي من يقول إنها مصادفة! لذلك وضع الله تعالى
نظاماً آخر ليؤكد هذه النتيجة، فعندما نُخرج ما تحويه كل آية من أحرف كلمة
(الملك) نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة. لنصنع هذا الجدول:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
ما تحويه كل آية من أحرف (الملك) ـ ا ل م ك 5 6 6 7
وهنا نجد العدد (7665) من مضاعفات السبعة:
7665 = 7 × 1095
إذن تتوزع أحرف كلمة (الملك) في كلمات السورة بنظام يقوم على الرقم سبعة، وبالوقت نفسه تتوزع هذه الأحرف في آيات السورة بنظام يقوم على الرقم سبعة، أليس هذا عجيباً؟
القُدُّوس
ويبقى النظام مستمراً، فعندما نعبر عن كل كلمة من كلمات السورة برقم يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف (القدوس)، أي الألف واللام والقاف والدال والواو والسين، يتشكل لدينا عدد من مضاعفات الرقم سبعة، لنرى ذلك:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 1 3 2 3 3 1 2 1 1 3 1 1 0 1 2 2
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف (القدوس) عبر كلمات السورة هو: 22101131121332312 من مضاعفات الرقم سبعة!
22101131121332312 = 7 × 3157304445904616
لم يتوقف الإعجاز بعد، فهنالك نظام آخر لتكرار هذه الحروف في كل آية من آيات سورة الإخلاص، لنكتب ما تحويه كل آية من أحرف (القدوس):
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
ما تحويه كل آية من أحرف (القدوس) 8 6 8 7
إن العدد الذي يمثل توزع حروف (القدوس) عبر آيات السورة هو (7868) من مضاعفات السبعة:
7868 = 7 × 1124
وسبحان الله العظيم! النظام نفسه تماماً يتكرر مع اسمين من أسماء الله الحسنى: الملك ـ القدوس، فهل جاءت هذه الحقائق بالمصادفة؟
إن هذه الحقائق الدامغة تدل دلالة يقينية أن البشر عاجزون عن الإتيان بسورة مثل القرآن، وهذه سورة الإخلاص خير دليل يشهد بصدق كلام الله تعالى.
وإن كل من يدعي أن باستطاعته الإتيان بسورة مثل القرآن فإن كلامه هذا لا يستند إلى أي برهان، فقد يستطيع الإنسان أن يتحكم بألفاظ محددة ولكن لن يستطيع أن يتحكم بأحرف محددة داخل كل كلمة لأن هذا سيؤدي إلى فساد المعنى اللغوي. أما في كتاب الله عز وجل مهما بحثنا ومهما تدبَّرنا فلن نجد خللاً واحداً سواء في لغة القرآن أو في بلاغته وبيانه.
وصدق الله سبحانه وتعالى عندما يقول عن هذا القرآن: ]لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ[ [فصلت:41/42]
الخالق البارىء
والآن سوف نتدبر نظاماً متعاكساً لتوزع حروف اسمين من أسماء الله الحسنى: (الخالق البارىء)، وهنا يتجلى التعقيد الرقمي لهذه الأنظمة التي تتمثل في اتجاهات متعاكسة لقراءة الأرقام. فالعدد الذي يمثل توزع حروف كلمة (الخالق) في هذه السورة من مضاعفات الرقم (7)، أما العدد الذي يمثل توزع حروف كلمة (البارىء) في السورة فهو من مضاعفات الرقم (7) ولكن باتجاه معاكس (أي مقلوب هذا العدد).
1) توزع حروف كلمة (الخالق) عز وجل عبر كلمات السورة: بالطريقة ذاتها نخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف (الخالق) ـ ا ل خ ق:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 0 3 1 3 2 1 1 0 1 1 0 1 0 1 1 1
إن العدد الذي نراه في هذا الجدول من مضاعفات الرقم (7).
2) توزع حروف كلمة (البارىء) تعالى في كلمات السورة: نكرر العملية ذاتها مع حروف كلمة (البارىء) ـ ا ل ب ر ي:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 0 3 1 3 2 1 2 0 1 2 0 1 1 1 1 1
نقرأ العدد من اليمين إلى اليسار فتصبح قيمته: (10313212012011111) هذا العدد من مضاعفات الرقم (7)! إن تنوع وتعدد أساليب الإعجاز الرقمي هو زيادة في تعقيد المعجزة الرقمية لهذا القرآن، وزيادة في استحالة تقليد هذه المعجزة من قبل البشر مهما حاولوا. لذلك يمكن القول بأن عدد الأنظمة الرقمية في هذا الكتاب العظيم لا نهاية له!
وانظر معي إلى عظمة كلام الله: ]قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً[ [الكهف:18/109]. ولو تأملنا الكثير من أسماء الله الحسنى لوجدنا النظام يبقى قائماً، فمثلاً كلمة (البصير) تتوزع حروفها بنظام يقوم على الرقم (7)، وكذلك كلمة (العدل) ... وغيرها.
وقد يتساءل القارئ الكريم عن سرّ تعاكس الاتجاهات في عمليات القسمة على سبعة. والجواب عن ذلك (والله تعالى أعلم) هو أن القرآن كتاب محكم وهو كتاب مثاني كما وصفه الله تعالى. وكما أن معاني ودلالات أسماء الله الحسنى تتعدد، كذلك تتعدد اتجاهات القسمة على سبعة.
وتأمل معي هذا الشكل الذي يعبر عن امتداد صفات الله وأنه لا نهاية لكلماته كيفما توجهنا يميناً أو يساراً: فالله تعالى هو الخالق الذي خلق الكون من العدم، وهو البارئ الذي برأ وأحكم ونظَّم وأعطى هذا الكون خَلْقَه وشَكْلَه. وكما أنه لا نهاية لخلق الله تعالى، كذلك لا نهاية لإتقان صنع الله تعالى.
والآن نأتي إلى دراسة سورة الإخلاص مع البسملة، فالبسملة ليست آية من هذه السورة ولكنها مكتوبة في القرآن ونحن نقرأ بها ونستفتح كل شؤوننا بها، والسؤال: هل يبقى النظام العجيب قائماً مع البسملة؟ وهل تبقى الأعداد من مضاعفات الرقم سبعة؟
الكتاب المثاني
من عجائب القرآن في لغة الأرقام قراءة هذه الأرقام باتجاهين متعاكسين، وهذه ميزة يتميز بها كتاب الله تعالى. فكما أن الخالق تعالى قد خلق من كل شيء زوجين، كذلك جعل في هذه الأرقام اتجاهين. وهذا دليل على وحدانية خالق الكون ومنزِّل القرآن جلَّ جلاله.
المثاني
من عظمة المعجزة الرقمية القرآنية وتفوقها على علم الرياضيات الحديث أننا نجد شيئاً جديداً في أرقام القرآن وهو قراءة هذه الأرقام باتجاهين (يمين ويسار) فنجد أعداداً تنقسم على سبعة إذا قرأناها من اليسار إلى اليمين، وأعداداً أخرى تنقسم على سبعة عند قراءتها من اليمين إلى اليسار (بالاتجاه المعاكس)، وهذا النظام الجديد يزيد من تعقيد المعجزة الرقمية واستحالة الإتيان بمثلها.
وهنا لا بد من تساؤل: قبل 14 قرناً لم يكن رجل واحد على وجه الأرض يدرك شيئاً عن هذا النظام، فكيف أتى هذا النظام المحكم؟ وما هو مصدره؟ الجواب المنطقي الوحيد، إنه الله الواحد الأحد!
والآن سوف نرى نظاماً عجيباً يتجلى في أول آيتين من كتاب الله تعالى، لنكتب الآية الأولى والآية الثانية من القرآن وتحت كل كلمة عدد حروفها:
بسم الله الرحمن الرحيم
3 4 6 6
العدد (6643) من مضاعفات السبعة:
6643 = 7 × 949
الحمد لله رب العلمين
5 3 2 7
نقرأ العدد بالعكس، أي (5327): من مضاعفات السبعة:
5327 = 7 × 761
إذن قسمة على (7) باتجاه اليمين ثم قسمة على (7) باتجاه اليسار! وربما نلمس من
هذا النظام المتعاكس معنىً جديداً للمثاني في القرآن العظيم. ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذه الاتجاهات، نعيد كتابة الآيتين ولكن هذه المرة نخرج من كل كلمة ما تحويه من لفظ الجلالة (الله) أي (الألف واللام والهاء) في كل كلمة، وهذا يؤكد أن الله عز وجل هو الذي رتب حروف اسمه في آياته. فهل يستطيع بشر مهما بلغ من العلم والمعرفة أن يؤلف كتاباً ويوزع حروف اسمه على كلمات هذا الكتاب بحيث تشكل هذه الحروف نظاماً رقمياً مُحكماً؟ إن وجود نظام كهذا في القرآن هو دليل وتوقيع
من الله على صدق كلامه وصدق رسالته.
بسم الله الرحمن الرحيم
0 4 2 2
العدد (2240) من مضاعفات السبعة:
2240 = 7 × 320
الحمد لله رب العلمين
2 3 0 3
العدد معكوساً من مضاعفات السبعة (مقلوبه 2303):
2303 = 7 × 329
هذا النظام العجيب والذي يستحيل تقليده من قبل البشر نجده منتشراً في آيات القرآن الكريم. ولكن نقتصر في هذا البحث على سورة الإخلاص لنرى النظام يتكرر في أول آية من هذه السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد
0 4 2 2 1 1 4 1
اتجاهين متعاكسين لقراءة الأعداد 2240 = 7 × 320 1141 = 7 ×163
وتأمل معي هذه الآية العظيمة عن القرآن: ]اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ[ [الزمر:39/23].
توزع مذهل (أ ـ ل ـ هـ)
رأينا في فقرات هذا البحث كيف تتوزع حروف أسماء الله الحسنى في كلمات هذه السورة العظيمة، والآن سوف نرى نظاماً مذهلاً لتوزع كل حرف من حروف لفظ الجلالة، أي الألف واللام والهاء.
لنكتب سورة الإخلاص كاملة مع البسملة ثم نخرج من كل كلمة ما تحويه من حرف الألف، ثم نخرج من كل كلمة ما تحويه من حرف اللام، ثم نعيد العملية من أجل حرف الهاء، ونرتب النتائج :
السورة بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
الألف 0 1 1 1 0 0 1 1 1 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1
اللام 0 2 1 1 1 0 2 0 2 1 1 1 0 1 1 0 1 0 1 0 0
الهاء 0 1 0 0 0 1 1 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0
إن العدد الذي يمثل توزع حرف الألف في هذه السورة من مضاعفات السبعة، كذلك العدد الذي يمثل توزع حرف اللام، أما حرف الهاء فنجد مقلوب العدد يقبل القسمة على سبعة، لنرى مصداق هذا:
1 ـ توزع حرف الألف: من مضاعفات الرقم (7):
110000000001111001110 = 7 × 15714285714444428730
2 ـ توزع حرف اللام: من مضاعفات الرقم (7):
001010110111202011120 = 7 × 144301444457470160
3ـ توزع حرف الهاء (مقلوب العدد): من مضاعفات الرقم (7):
010001101000000000100 = 7 × 1428728714285714300
إن الذي يقرأ هذا الأعداد الضخمة واتجاهاتها في القسمة على سبعة يظن نفسه أمام كتاب في الرياضيات الحديثة، فهل كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو النبيّ الأميّ عالماً بكل هذه الأعداد؟ أليس في هذه الأعداد دليل على أن القرآن من عند الله عز وجل؟
وتأمل معي هذينالاتجاهين اللذين يعبران عن اتجاه قسمة الأعداد، فأول حرف في لفظ الجلالة (الله) وهو الألف توزع في سورة الإخلاص بنظام سباعي باتجاه اليمين، وآخر حرف في لفظ الجلالة (الله) هو الهاء، وقد توزع عبر كلمات هذه السورة بنظام سباعي باتجاه اليسار. وكأن هذين الاتجاهين نحو اليمين ونحو اليسار يعبِّران عن أن كلمات الله لا نهاية لها كيفما توجهنا يميناً أو شمالاً!
وصدق الله القائل عن كلماته: ]وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[ [لقمان:31/27].
من دلالات الرقم سبعة
الرقم سبعة هو الأكثر تكراراً في القرآن الكريم بعد الرقم واحد! وهذا يدل على أهمية هذا الرقم في كتاب الله عز وجل. وسوف نعدد باختصار شديد بعض دلالات هذا الرقم ونلخصها في النقاط الآتية:
1- عدد السماوات (7) وعد الأراضين (7) وعدد أيام الأسبوع (7).
2- عدد طبقات الذرة (7) طبقات، وعدد طبقات الأرض (7) طبقات.
3- عدد ألوان الطيف الضوئي هو (7) ألوان، وعدد العلامات الموسيقية (7) أيضاً.
4- عدد حروف اللغة العربية التي هي لغة القرآن (28) حرفاً وهذا العدد من مضاعفات السبعة فهو يساوي (7×4).
5- عدد الحروف المميزة التي في أوائل سور القرآن هو (14) حرفاً، أي (7×2)، وكذلك عدد الافتتاحيات المميزة عدا المكرر هو (14) = (7×2).
6- عدد آيات أعظم سورة في القرآن هو (7) آيات وهي سورة الفاتحة والتي سماها الله تعالى بالسبع المثاني.
7- عدد أبواب جهنم (7) أبواب، والعجيب أن كلمة (جهنم) قد تكررت في القرآن كله (77) مرة وهذا العدد من مضاعفات السبعة (77=7×11).
8- لقد تكرر ذكر (السماوات السبع) و (سبع سماوات) في القرآن كله (7) مرات.
9- عدد الأشواط التي يطوفها المؤمن حول البيت الحرام هو (7) أشواط، ويسعى بين الصفا والمرة (7) أشواطٍ أيضاً، ويرمي (7) جمرات.
10- يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أسجد على سبعة أَعْظُم) [رواه البخاري]، فالسجود يكون على سبعة أعضاء.
11- لقد عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم (63) سنة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة فهو يساوي (7×9).
12- تكرر ذكر الرقم سبعة في أحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيراً، مثلاً:
- سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله …
- اجتنبوا السبع الموبقات …
- من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أراضين.
- إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات …
- من قال سبع مرات حسبي الله لا إله إلا هو …
- من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك.
13- تحدث الرسول الأعظم عليه وعلى آله الصلاة والسلام عن علاقة أحرف القرآن بالرقم (7)، فقال: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) [البخاري].
14- تكرر هذا الرقم في قصص القرآن، ففي قصة يوسف عليه السلام ورد هذا الرقم في رؤيا الملك: (سبع بقرات، سبع سنابل، سبع سنين). وفي قصة نوح عليه السلام في خطابه لقومه: ]أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً[ [نوح:71/15]. وفي قصة عاد وعذابهم بالريح العاتية، قال تعالى: ]سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ[ [الحاقة: 69/7]. وفي آية أخرى يتحدث عن عذاب أهل جهنم:
]ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ[ [الحاقة:69/32].
15- ورد هذا الرقم في القرآن أثناء الحديث عن الصدقات ومضاعفة الأجر من الله تعالى: ]كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِل[ [البقر ة: 2/261].
16- جاء ذكر الرقم (7) في القرآن للدلالة على كلمات الله التي لا تنتهي: ]وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ[ [لقمان: 31/27].
ولو ذهبنا نتتبع دلالات هذا الرقم نكاد لا نحصيها، ويكفي أن نقول: إن وجود معجزة قرآنية تقوم على الرقم (7) هو دليل كبير على أن هذا القرآن هو كلام خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى.
خاتمة
في هذا البحث العلمي عشنا مع حقائق رقمية دامغة عن سورة قصيرة جداً هي السورة التي أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها تعدل ثلث القرآن. وهنا نوجه سؤالاً لكل من يرى هذه الحقائق ولا تقنعه، إن سورة الإخلاص هي عبارة عن سطر واحد، فهل يستطيع البشر في القرن الواحد والعشرين بكل أجهزتهم وقدراتهم أن يأتوا بسطر واحد فيه مثل هذه الحقائق الرقمية العجيبة؟
في سورة الإخلاص ومن خلال هذا البحث رأينا مباشرة أكثر من ثمانين عملية قسمة على سبعة، وبلغة الأرقام إن احتمال المصادفة في هذه الأعداد مجتمعة حسب قانون الاحتمالات هو أقل من واحد على مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون، وهذا يعني أن الاحتمال هو واحد على واحد وبجانبه (67) صفراً!!
ولو طلبنا من أسرع أجهزة الكمبيوتر أن تعطي مثل هذا النظام فإن هذا الكمبيوتر سيبقى يعمل باستمرار بلايين بلايين ... السنوات ليأتينا بسطر واحد مثل سورة الإخلاص، وهيهات أن يأتي بذلك؟
لذلك يمكن اعتبار هذا البحث بمثابة إثبات مادي على استحالة الإتيان بسورة مثل القرآن. وهنا يتجلى قول الحق عزَّ وجلَّ عن هذا الأمر لكل من يشك أو يرتاب بهذا القرآن: ]وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[ [البقرة:2/23ـ23].
هذا وإن المؤمن الذي أحبَّ الله ورسوله وأصبح القرآن منهجاً له في حياته لا ينبغي
له أن ينأى بنفسه عن علوم العصر وتطوراته، ولا يجوز له أبداً أن ينتقص من شأن القرآن بإهماله لهذه المعجزة، لأنها صادرة من عند الله تعالى، ولولا أهمية هذه المعجزة لم يكن الله عز وجل ليضعها في كتابه!
وحال المؤمن دائماً في لهفةٍ لجديد هذا القرآن وجديد إعجازه، وما يُعلي شأن كلام الله وشأن هذا الدين. أما عن الأخطاء وبعض الانحرافات التي وقع بها بعض من بحثوا في لغة الأرقام القرآنية فيجب ألا تثنينا عن دراسة هذا العلم الناشىء، بل يجب على المؤمن أن يسارع إلى معرفة الأخطاء ليتمكن من تجنبها.
إن أي علم ناشئ لا بد أن يتعرض في بداياته لشيء من الخطأ حتى تكتمل المعرفة بهذا العلم، وهذا أمر طبيعي ينطبق على المعجزة الرقمية القرآنية. وذلك لأن اكتشاف معجزة في كتاب الله تعالى أمر ليس بالهيِّن، بل يحتاج لجهود مئات الباحثين. وإذا ظهر لدى بعض هؤلاء أخطاء كان من الواجب على المؤمن الحريص على كتاب ربه أن يتحرَّى هذه الأخطاء ويصحِّحها لينال الأجر من الله تعالى في خدمة هذا الكتاب العظيم.
وإذا كان باعتقاد البعض أنه لا فائدة من دراسة لغة الأرقام القرآنية، فإن هذا الاعتقاد لا يستند إلى أي برهان علمي، بل جميع التطورات التي نشهدها في القرن الواحد والعشرين تؤكد على أهمية لغة الرقم في إقامة الحجة على كل من يُنكر صدق هذا القرآن.
فإذا كانت لغة الرقم هي لغة العلوم الحديثة، فما الذي يمنع أن نجد هذه اللغة في كتاب الله تعالى؟ وما الذي يضرنا إذا صدرت أبحاث كهذه تعلي من شأن القرآن وتخاطب أولئك الماديين بلغتهم التي يتقنونها جيداً؟
وفي ختام هذا البحث نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويعيننا على اجتنابه. وأن يجعل من هذا البحث علماً نافعاً يُبتغى به وجهه الكريم.]قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ[.
معجزة "قل هو الله أحـد"
حقائق رقمية تشهد بوحدانية الله تعالى
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
مقـدمة
الحمـدُ للَّه الذي هدانا لهذا العلم الذي نسأله سبحانه أن يجعله علماً نافعاً لا يُبتغى به إلا رضوانه، ونعوذ به من علمٍ لا ينفع، ونصلِّي ونسَلِّم على هذا النبي الأمي وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً. كان جالساً مع أصحابه ذات يومٍ فسألهم: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فتعجبوا من ذلك السؤال الصعب، فكيف يمكن قراءة ثلث القرآن في ليلة واحدة؟
ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين، أخبرهم بسورة تساوي ثلث القرآن فقال لهم: ((قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن)) [رواه البخاري]. فما هي أسرار تلك السورة العظيمة، وهل يمكن للغة الأرقام أن تكشف لنا معجزة جديدة تثبت عَظَمة هذه السورة؟ لنبدأ هذه الرحلة الممتعة في سورة الإخلاص لنرى سلسلة من التوافقات العجيبة مع الرقم سبعة عسى أن نزداد إيماناً بخالق السموات السبع عزَّ وجلَّ.
وفي هذا البحث يعيش القارئ مع إثباتات وبراهين تؤكد معجزة القرآن العظيم، وأن البشر لو اجتمعوا عاجزون تماماً عن الإتيان ولو بسورة مثل القرآن، وما أجمل لغة الأرقام عندما تنطق بالحق! فالقرآن أعجز بلغاء العرب وفصحاءهم وخضع له أرباب الشعر والبيان واعترفوا بضعفهم أمام أسلوبه وبلاغته وبيانه في عصر البلاغة. واليوم تأتي لغة الرقم وهي لغة القرن الواحد والعشرين لتتجلَّى في كتاب الله وتشهد على أن الله تعالى هو الذي أنزل هذا القرآن وحفظ كل حرفٍ فيه، فهل نخشـع أمام عظمة هذا الكتاب العظيم؟
إن الحقائق الرقمية الواردة في هذا البحث جميعها حقائق يقينية وثابتة لا ينكرها جاهل فضلاً عن عالم، هذه الحقائق لم تأتِ عن طريق المصادفة، فالمصادفة لا تتكرر دائماً بل يجب أن نستيقن بأنه في كتاب الله تعالى لا وجود للمصادفة بل كل شيء فيه بتقدير من العزيز الحكيم القائل عن كتابه: ]كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ[ [هود: 11/1].
كلنا يعلم دلالات الرقم سبعة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام. وسوف نرى من خلال فقرات هذا البحث أن الله تعالى بقدرته وعلمه نظَّم وأحكم كلمات وحروف القرآن بنظام محكم يقوم على الرقم سبعة ومكرراته أو مضاعفاته، ولكن ماذا يعني ذلك؟
عندما درس علماء الفلك أسرار الكون وجدوا أن النظام يشمل كل شيء! حتى إن القوانين الرياضية تحكم كل المخلوقات، من أدق أجزاء الذرة وحتى أكبر المجرات المعروفة. ولكن السؤال: كيف استطاع العلماء اكتشاف هذه الأنظمة والقوانين؟
إنها التجربة والتكرار، فأي ظاهرة طبيعية عندما تتكرر عدداً من المرات، هذا يعني أن هنالك نظاماً ما وراءها. وعلى سبيل المثال رصد العلماء أحد المذنبات عندما مرَّ بالقرب من الأرض، ثم عاد هذا المذنب ومرَّ بعد (76) سنة، ثم عاد ومرَّ بعد (76) سنة أيضاً، بعد المرور الثالث قرر العلماء أن دورة هذا المذنب هي (76) سنة، أي أنه كل (76) سنة سوف يمرُّ بالقرب من الأرض. وهذا ما حدث بالفعل فسمَّاه العلماء بمذنب هالي نسبة للعالم الذي اكتشف هذه الدورة.
إذن يكفي أن تتكرر الظاهرة الكونية مرتين أو ثلاث مرات لنحكم عليها بالنظام. والآن نأتي إلى كتاب الله تعالى وننظر في كلماته وحروفه وآياته وسوره ونسأل: هل يوجد نظام لتكرار الكلمات والحروف؟ هذا ما سوف نراه رؤية يقينية، وسوف نركز البحث في سورة قصيرة هي سورة الإخلاص. وسوف نرى أن كل شيء في هذه السورة الكريمة يتكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة. وكما قلنا يكفي أن يتكرر الرقم (7) مثلاً مرتين أو ثلاث مرات لنحكم بوجود نظام رقمي، فكيف إذا وجدنا في سورة الإخلاص لوحدها أكثر من ثمانين عملية قسمة على سبعة!!
إن هذه العمليات الرقمية التي تأتي دوماً من مضاعفات الرقم سبعة تدل بشكل قاطع على وجود معجزة رقمية في هذه السورة. ولو تتبعنا هذا الرقم في كتاب الله لوجدنا أن كل القرآن منظم بنظام شديد الدقة يعتمد على الرقم سبعة.
قبل أن نبدأ برؤية الحقائق الرقمية المذهلة عن كتاب الله تبارك وتعالى يجب أن نتحدث عن فائدة هذه الحقائق والهدف النهائي منها. ويمكن أن نوجز هذه المهمة بعدة نقاط هي:
1- لغة الأرقام هي لغة التوثيق، فعندما ندرك أن كل حرف في كتاب الله تعالى قد وضع بميزان دقيق ومحسوب، فإن نقصان أو زيادة أي حرف سيُخلّ بهذا الميزان. لذلك يمكن القول بأن لغة الأرقام هي اللغة التي نستدل بها على أن الله تعالى قد حفظ كل حرفٍ في كتابه إلى يوم القيامة وقال في ذلك: ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[ [الحجر:15/9].
2- إن عدد سكان العالم اليوم هو ستة آلاف مليون، وهؤلاء في معظهم لا يفقهون اللغة العربية. والقرآن لم يَنْزِل للعرب فقط بل نزل للناس كافة، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم هو رسول الله للعالمين ليبلغهم رسالة الله تعالى القائل: ]تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً[ [الفرقان:25/1]. والسؤال: ما هي اللغة التي يمكن لهذه الرسالة الإلهية أن تخاطب بها الناس جميعاً؟ إن اللغة التي يفهمها اليوم كل البشر هي لغة الأرقام. والإعجاز الرقمي هو بمثابة لغة جديدة للدعوة إلى الله جل وعلا يمكن من خلالها مخاطبة كل البشر.
3- إن الله تعالى قد أنزل القرآن وبيَّن فيه كل شيء وقال: ]وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ[ [النحل: من الآية89]. هذه الآية تؤكد أن القرآن يحوي كل العلوم بل يحوي كل شيء (تبياناً لكل شيء)، وعلم الرياضيات هو من أهم العلوم الحديثة، ووجود هذا العلم في القرآن هو دليل على صدق كلام الله تعالى وأن القرآن كتاب عالميّ.
4- إن هذه المعجزة جاءت لتؤكد أن القرآن هو بناء عظيم يقوم على الرقم سبعة. وإن وجود هذا الرقم بالذات هو دليل على وحدانية الله. فإذا علمنا أن كل ذرة من ذرات هذا الكون عدد طبقاتها سبع، وعلمنا أن كل حرف في كتاب الله تكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة، فلا بد عندها أن ندرك أن خالق الكون هو نفسه الذي أنزل القرآن!
5- إن المهمة الأصعب للإعجاز الرقمي هي إثبات أنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل هذا القرآن أو بمثل سورة منه. وحيث تعجز وسائل اللغة عن تقديم براهين مادية على ذلك، فإن النظام الرقمي الذي نكتشفه من خلال هذا البحث هو برهان ملموس على صدق كلام الحق سبحانه وتعالى: ]قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً[
[الإسراء: 17/88].
ومن روائع الإعجاز الرقمي لسورة الإخلاص عندما تتجلى أسماء الله الحسنى في هذه السورة العظيمة. فمن خلال فقرات البحث سوف تتراءى أمامنا عَظَمة هذا النظام البديع، وكيف أن الله عز وجل قد رتب كل حرفٍ من حروف أسمائه الحسنى في هذه السورة بشكل عجيب. وعسى أن تكون هذه العجائب وسيلة نزداد بها إيماناً بعظمة كلام الله تعالى، ونرجو من الله تعالى أن نكون من الذين قال فيهم: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[ [الأنفال: 8/2] .
النظام الرقمي في القرآن الكريم
في هذا الفصل نأخذ فكرة عن النظام العجيب الذي نظَّم عليه الله تعالى آيات وكلمات وحروف كتابه، وجاء هذا النظام متوافقاً مع الرقم سبعة، الذي اختاره البارئ سبحانه لحكمة عظيمة هو أعلم بها.
هذا البحث .. لمن؟
إن أي بحث قرآني هو بحث يهمُّ المؤمن بالدرجة الأولى، فالمؤمن هو الذي تنفعه الذكرى وهو الذي يتقرب إلى الله تعالى من خلال تدبّر القرآن وكشـف عجائبه التي لا تنقضي. فالقرآن الكريم هو شفاء للمؤمنين، وعندما يرى المؤمن آية ومعجزة واضحة يزداد إيمانه ويقينه بالله عز وجل.
المؤمن في حالة شوقٍ دائم لرؤية المزيد من عجائب القرآن فهو يحبُّ الله ورسوله، لذلك يتقبَّل كل ما جاء من عند الله تعالى. أما الذي لا يؤمن بهذا القرآن، عسى أن تكون هذه المعجزة وسيلة يرى من خلالها نور الإيمان والهدى.
إن الحجَّة التي آتاها الله لرسله وأنبيائه هي المعجزة لتكون دليلاً على صدق رسالتهم من الله سبحانه وتعالى. واليوم تتجلَّى هذه المعجزة المادية في سورة من القرآن، هذه السورة لا تتجاوز الـ (17) كلمة، ومع ذلك فهي مُعجزة لكل البشر، والبراهين التي يقدمها هذا البحث تؤيد ذلك بلغة يقينية وثابتة هي لغة الرقم سبعة.
إذن المعجزة الرقمية هي أسلوب جديد في كتاب الله يناسب عصرنا هذا. الهدف منه هو زيادة إيمان المؤمن كما قال تعالى: ]وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً[ [المدثر:74/31]. هذه المعجزة هي وسيلة أيضاً لتثبيت المؤمن وزيادة يقينه بكتاب ربه لكي لا يرتاب ولا يشك بشيء من هذه الرسالة الإلهية الخاتمة، كما قال تعالى: ]وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ[ [المدثر:74/31].
ولكن الذي لا يؤمن بهذا القرآن ولا يقيم وزناً لهذه المعجزة ما هو ردّ فعل شخص كهذا؟ يخبرنا البيان الإلهي عن أمثال هؤلاء وردّ فعلهم: ]وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً[ [المدثر:74/31]. هذا هو حال الكافر يبقى على ضلاله حتى يلقى الله تعالى وهو على هذه الحال. لذلك لا ينبغي للمؤمن الحقيقي أن يقول بأن المعجزة الرقمية لا تعنيني أو لن تؤثر على إيماني أو لن تزيدني إيماناً.
بل يجب عليه البحث والتفكر والتدبر في آيات القرآن من جميع جوانبه. هذا القرآن سيكون شفيعاً لك أمام الله عندما يتخلَّى عنك كل الناس! فانظر ماذا قدمت لخدمة كتاب الله وخدمة رسالة الإسلام.
فكرة البحث
في هذا البحث سوف نستخدم المنهج العلمي المادي في عرض الحقائق، وما دامت لغة الأرقام هي وسيلة الإثبات، فإن جميع النتائج الرقمية دقيقة جداً وغير قابلة للنقض أو الشك.
وفي سورة الإخلاص نحن أمام سبعَ عشرة كلمة، كل كلمة تركبت من عدة أحرف، عدد أحرف هذه السورة هو سبعة وأربعون حرفاً كما رُسمت في كتاب الله تعالى.
رقم سورة الإخلاص في المصحف هو (112)، وعدد آياتها أربع آيات. هذا كل ما لدينا، وسوف ننطلق من هذه المعطيات لنرى كيف رتَّب البارئ عز وجل أحرف وكلمات هذه السورة بشكل مذهل. والمنهج المادي للبحث يقتضي دراسة الأحرف المرسومة في هذه السورة كما نراها ونلمسها، فالحرف المكتوب نعدُّه حرفاً سواء لُفظ أو لم يُلفظ، والحرف غير المكتوب لا نعده حرفاً سواء لُفظ أو لم يُلفظ. وبهذه الطريقة سوف نثبت أنه لو تغير حرف واحد فقط من أحرف هذه السورة لتعطَّل النظام الرقمي بالكامل.
في أبحاث الإعجاز الرقمي نتبع طريقة صفّ الأرقام بجانب بعضها حسب تسلسلها في القرآن الكريم. وبهذه الطريقة نحافظ على تسلسل كلمات وآيات القرآن. وهذه الطريقة ظهرت حديثاً في الرياضيات وخصوصاً ما يسمى بالنظام الثنائي الذي تقوم على أساسه التكنولوجيا الرقمية بشكل كامل.
إن وجود هذه الطريقة في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً حيث كانت وقتها الرياضيات بدائية جداً، ليدل على أن القرآن ليس من صنع البشر بل هو كلام الله عز وجل القائل: ]أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ[ [السجدة:32/3].
مَن لا تقنعهُ لغة الكلمات ...
الله سبحانه وتعالى يتحدى الإنس والجنّ أن يأتوا بسورة واحدة مثل القرآن. وسورة الإخلاص على الرغم من قِصَرها تتحدى البشر جميعاً أن يأتوا بمثلها. ولكن قد يأتي من لا تقنعه لغة الكلام ليقول: إن باستطاعتي أن أؤلف كلمات تشبه كلمات هذه السورة أو غيرها! فكيف يمكن مخاطبة شخص كهذا؟
قد يدَّعي آخر أن في قصائد الشعر أو في كلام بلغاء العرب أو حتى في اللغات الأجنبية، كلاماً يشبه هذه السورة، بل قد يقول قائلهم: لديَّ من المقاطع الأدبية ما هو أكثر بلاغة!
لذلك نجد القرآن قد أودع الله فيه لغة دقيقة: إنها لغة القياس ولغة البحث العلمي بل لغة جميع العلوم الحديثة ـ لغة الأرقام. فعندما نُخرج من سورة الإخلاص النظام الرقمي الدقيق ونضعه بين يدي من لا تقنعه الكلمات ونقول له: هل باستطاعتك أن تأتي بكلمات منظَّمة بهذا الشكل المذهل؟ والجواب المؤكد: ليس باستطاعة البشر ولو اجتمعوا أن يقلِّدوا هذا النظام العجيب والفريد. والسبب في ذلك أن النظام الذي أودعه الله في ثنايا هذه السورة شديد التعقيد إذا أردنا تقليده، وفي الوقت ذاته يمكن رؤيته وفهمه من قبل كل البشر مهما كانت لغتهم أو عقيدتهم.
في كتاب الله عز وجل نحن أمام مقياسين: مقياس لغوي ومقياس رقمي. فلا نجد أي نقص أو خلل أو اختلاف في لغة القرآن وبلاغته من أوله وحتى آخره. وفي الوقت نفسه مهما بحثنا في هذا الكتاب العظيم لا نجد أي اختلاف من الناحية الرقمية، فهو كتاب مُحكم لغوياً ورقمياً.
إن محاولة تقليد القرآن رقمياً سيُخل بالجانب اللغوي، فلا يستطيع أحد مهما حاول أن يأتي بكلام بليغ ومتوازن وبالوقت نفسه منظَّم من الناحية الرقمية، سيبقى النقص والاختلاف في كلام البشر، وهذا قانون إلهي لن يستطيع أحد تجاوزه، لذلك نجد البيان القرآني يحدثنا عن ذلك بقول الله تعالى: ]أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً[ [النساء:4/82].
هذا إعجاز الله
آلاف الأبحاث العلمية تصدر يومياً في الدول المتقدمة: علوم الفلك، الذرة، الكمبيوتر، الإلكترونيات، الاتصالات الرقمية، الطب، الهندسة، النبات، البحار، الجيولوجيا ... وعلوم أكثر من أن تُحصى. هذه الأبحاث على كثرتها نجد لها صدى في كتاب الله عز وجل، ولا نجد أي تناقض بين القرآن والعلم الحديث.
فعندما يخبرنا علماء الكون نتيجة تجاربهم وأبحاثهم وقياساتهم أن السماء بناء مُحكم ولا وجود للفراغ فيه، ويخبروننا بان الكون يتوسع باستمرار منذ أن وُجد، نجد في كتاب الله حديثاً بليغاً عن ذلك بقوله تعالى: ]وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ[ [الذاريات: 51/47].
وعندما يضع أحد الباحثين نظرية الثقوب السوداء لتصبح فيما بعد حقيقة واقعة، ويكتشف العلماء هذه الثقوب ويرصدونها ويُنتجوا عدداً ضخماً من الأبحاث العلمية حولها، فيعرِّفونها على أنها نجوم ضخمة جداً انكمشت على نفسها بسبب الجاذبية الهائلة فيها، حتى إنها لم تعد تسمح للضوء بأن يُفلت منها، لذلك لا تمكن رؤيتها فهي شديدة الاختفاء، كما أنها تجري بسرعات عالية وتجذب إليها وتكنسُ كل ما تصادفه في طريقها. هذه النتائج التي استغرقت سنواتٍ طويلة نجد للقرآن بياناً واضحاً عنها، بل إن الله تعالى يُقسم بها أن القرآن حقٌ فيقول: ]فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ[ [التكوير: 81/15ـ16]. فهي (خُنَّس) لا ترى، وهي (جَوارٍ) تجري بسرعة كبيرة، وهي (كُنَّس) تكنس وتشفط كل ما تجده حولها.
كثير وكثير من الحقائق العلمية والكونية تحدث عنها كتاب الله تعالى، هذه الحقائق لم يكن العلم الحديث ليكتشفها لولا لغة الأرقام والرياضيات، التي استطاع العلماء بواسطتها التعبير عن حجم هذا الكون والمسافات بين أجزائه، ووزن هذه الأجزاء، وقياس عمر الكون، وعمر أجزائه كالأرض والمجرات وغيرها. واليوم تأتي لغة الأرقام لتُظهر لنا عظمة كلام الله كما أظهرت لنا عظمة خلق الله! فعندما ندرك النظـام المُحكَم لخَلْق الله ندرك أن وراءه منظماً حكيماً، وعندما ندرك النظام المحكم لكتاب الله ندرك أن الله تعالى هو الذي أنزل هذا القرآن ونظَّم كل شيء فيه بنظام مُحكم وقال عنه: ]كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ[ [هود:11/1].
منذ أكثر من ألف سنة بحث كثير من علماء المسلمين في الجانب الرقمي للقرآن الكريم، فعدُّوا آياته وسوره وأجزاءه وكلماته وحروفه. وغالباً ما كانت الإحصاءات تتعرض لشيء من عدم الدقة بسبب صعوبة البحث. وإذا تتبعنا الكتابات الصادرة حول هذا العلم منذ زمن ابن عربي وحساب الجمَّل وحتى زمن رشاد خليفة ونظريته في الرقم (19)، لوجدنا الكثير من الأخطاء والتأويلات البعيدة عن المنطق العلمي.
وهذا أمر طبيعي فكل علم يتعرض في بدايته للكثير من الأخطاء حتى يأذن الله تعالى لهذا العلم أن توضع له القواعد السليمة. لذلك ومن عظمة إعجاز القرآن أن كل معجزة فيه لها توقيت محدَّد من الله عز وجل. وقد شاءت قدرة الله تعالى أن تنكشف أمامنا معجزة القرآن الرقمية في عصر الأرقام الذي نعيشه اليوم!
إن اكتشاف معجزة رقمية في هذا العصر (الألفية الثالثة) لهو دليل مادي على أن القرآن مناسب لكل زمان ومكان، وأنه يخاطب كل قوم بلغتهم، إذن الإسلام هو دين عالميّ جاء ليخرج البشر جميعاً من الظلمات إلى النور.
وقبل أن نبدأ استعراض الحقائق الرقمية يجب أن يبقى السؤال الآتي أمامنا: ما هو مصدر هذه الأرقام وكيف انضبطت مع الرقم سبعة بهذا الشكل المذهل؟
فكرة عن النظام الرقمي القرآني
إن الله عز وجل الذي نظَّم وأحكم بناء السماوات والأرض والذرة والجبال والبحار وجعل كل شيء في خَلْقه منظَّماً، قد نظَّم كلمات وآيات كتابه بنظام مُحكم، ولغة الأرقام هي خير وسيلة للتعبير عن هذا النظام، والعدد سبعة هو أفضل الأعداد التي اختارها الله تعالى ليبني عليه هذا النظام.
عدد السماوات سبع، وعدد الأراضين سبع، وعدد أيام الأسبوع سبعة، وعدد طبقات الذرة سبع ... والمؤمن ينسجم في عبادته لله تعالى مع هذا النظام الكوني، فيسجد لله تعالى على سبعة أَعْظُم، ويطوف حول الكعبة سبعة أشواط، ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضاً، أما الذي لا يلتزم بهذا النظام الإلهي ولا يؤمن بخالق السماوات السبع فقد أعد الله له جهنم، وجعل لها سبعة أبواب. يقول تعالى: ]وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ[ [الحجر:15/43 ـ44].
لذلك في كتاب الله تعالى كيفما نظرنا وجدناه منظَّماً بنظام يقوم على الرقم سبعة، وهنا نتذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف)) [البخاري ومسلم وغيرهما]، هذا الحديث الشريف والثابت يدل على علاقة القرآن بالرقم سبعة، وقد يضيف هذا البحث أبعاداً جديدة لمعنى ((الأحرف السبعة)).
إن النظام الرقمي لأحرف القرآن يعني أن أحرف هذه الكلمات تتناسب مع الرقم سبعة. فأول آية من كتاب الله عز وجل هي: ]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[ [الفاتحة: 1/1]، لنكتب عدد أحرف كل كلمة: كلمة (بسم) عدد حروفها (3)، كلمة (الله) حروفها (4)، (الرحمن) حروفها (6)، (الرحيم) حروفها (6).
إذن نحن أمام أربع كلمات عدد حروف كل كلمة هو: (3ـ4ـ6ـ6)، والمنهج الجديد الذي تقوم عليه أبحاث الإعجاز الرقمي يعتمد على صفّ هذه الأرقام وقراءة العدد الجديد فالعدد الذي يمثل حروف البسملة مصفوفاً هو: (6643) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، فهو يساوي حاصل ضرب سبعة في (949)، يمكن التعبير عن ذلك كما يلي:
6643= 7 × 949
وهكذا لو سرنا عبر نصوص القرآن لرأينا نظاماً مذهلاً يعجز البشر عن تقليده. وهنالك نظام آخر يعتمد على أحرف لفظ الجلالة (الله) أي الألف واللام والهاء، ونبقى في رحاب أول آية لنرى كيف ترتبط هذه الأحرف مع العدد سبعة. لنُخرج من كل كلمة من كلمات (بسم الله الرحمن الرحيم) ما تحويه من أحرف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء) لنجد هذه الأرقام:
ـ (بسم) ليس فيها شيء من لفظ الجلالة ـ (صفر) = 0 0
ـ (الله) تحتوي: ألـف لام لام هاء ـ (أربعة) =4 0
ـ (الرحمن) تحتوي: ألـف ولام ـ (اثنان) =2 0
ـ (الرحيم) تحتوي: ألـف ولام ـ (اثنان) =2 0
فيكون العدد الذي يمثل لفظ الجلالة في الآية هو (2240). إن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي:
2240= 7 × 320
هذا النظام العجيب ينتشر في نصوص القرآن، ويكفي أن نعلم بأن عدد حروف (الألف واللام والهاء) في سورة الفاتحة التي سماها الله تعالى بالسبع المثاني هو(49) حرفاً بالضبط:
49 = 7 ×7
وهذا توافق عجيب أن نجد عدد حروف لفظ الجلالة (الله) في سورة السبع المثاني يساوي سبعة في سبعة!
ومن الأنظمة المذهلة في كتاب الله نظام (الم)، فهذه الأحرف المميزة جاء توزعها في كتاب الله متناسباً مع العدد سبعة. ونبقى في البسملة لندرك شيئاً من هذا النظام العجيب.
فإذا قمنا بإحصاء أحرف الألف واللام والميم في (بسم الله الرحمن الرحيم) لوجدنا: عدد أحرف الألف (3)، أحرف اللام (4)، أحرف الميم (3)، بصفّ هذه الأرقام نجد عدداً هو (343) هذا العدد يساوي بالتمام والكمال سبعة في سبعة في سبعة، أي:
343 = 7 × 7 × 7
وهنا أيضاً نجد نظاماً متكاملاً لهذه الحروف المميزة في القرآن الكريم. حتى تكرار الكلمات في القرآن نجد أن هنالك نظاماً يعتمد على الرقم سبعة. ونبقى في رحاب هذه الآية العظيمة فأول كلمة فيها هي (بسم) نجدها قد تكررت في القرآن كله (22) مـرة، وآخر كلمة فيها هي (الرحيم) نجدها مكررة في كتاب الله (115) مرة. بصفّ هذين العددين نجد عدداً هو (11522) من مضاعفات الرقم سبعة:
11522 = 7 × 1646
ولو أخذنا أول كلمة في القرآن وآخر كلمة في القرآن نجد أن تكرار هاتين الكلمتين يتناسب مع الرقم سبعة. فأول كلمة في كتاب الله كما رأينا (بسم) مكررة (22) مرة، وآخر كلمة في القرآن هي (الناس) التي تكررت في كل القرآن (241) مرة، بصفّ هذين العددين نجد عدداً جديداً هو (24122) من مضاعفات السبعة:
24122 = 7 × 3446
إن هذا النظام العجيب يشمل أرقام الآيات والسور أيضاً، فلو نظرنا إلى أول سورة في القرآن نجد أن رقمها (1) وآخر سورة في القرآن رقمها (114)، وعندما نصفّ هذين العددين نجد عدداً هو (1141) من مضاعفات الرقم سبعة:
1141 = 7 × 163
كما أن مجموع أرقام هذا العدد هو سبعة:
1 + 4 + 1 + 1 = 7
عندما نتأمل أول آية في كتاب الله وآخر آية منه نجد أن الأرقام المميزة لكل منهما تتناسب مع العدد سبعة:
1ـ أول آية في القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم)، رقم السورة (1)، رقم الآية (1)، عدد كلماتها (4)، عدد حروفها (19)، عندما نصفّ هذه الأرقام بهذا التسلسل نجد عدداً هو (19411) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
19411 = 7 × 2773
2ـ آخر آية في القرآن: (مِن الجِنَّة والناس)، رقم السورة (114)، رقم الآية (6)، عدد كلماتها (4)، عدد حروفها (13)، من جديد عندما نصفّ هذه الأرقام نجد
العدد (1346114) من مضاعفات الرقم سبعة:
1346114 = 7 × 192302
ويمكن للقارئ الكريم الرجوع إلى أبحاث الإعجاز الرقمي المتعلقة بالنظام الرقمي للرقم سبعة في القرآن الكريم، ليأخذ فكرة أوسع عن إعجاز هذا الرقم في حروف وكلمات وآيات وسور القرآن العظيم.
في هذه الأبحاث سوف يرى القارئ أن كل شيء في كتاب الله تعالى يسير بنظام دقيق ومذهل. فكلمات القرآن الكريم تتكرر في القرآن بنظام. فإذا ما تتبعنا تكرار كلمة أو عبارة ما من القرآن نجد أن أرقام السور التي وردت فيها هذه الكلمة أو العبارة تشكل عدداً من مضاعفات الرقم سبعة! ينطبق هذا النظام العجيب على أرقام السور. فإذا ما أخذنا أرقام السور التي تكررت فيها كلمة أو عبارة ما فإن هذا الأرقام ستشكل عدداً من مضاعفات السبعة، وحجم النتائج الرقمية المتعلقة بهذا النظام تُعدُّ بالآلاف!!
القصة القرآنية لها أسرار عجيبة أيضاً. فكثير من قصص القرآن تكررت في مواضع متعددة من آيات وسور القرآن، وقد كشفت لنا لغة الأرقام بعض أسرار هذا التكرار بحيث أننا عندما نأخذ أرقام الآيات التي تكررت فيها قصة ما نجد عدداً من مضاعفات السبعة وينطبق هذا على أرقام السور.
وفي كتاب الله جل جلاله كلمات لم تتكرر إلا مرة واحدة، وهذه لها نظام عجيب أيضاً. ويكفي أن نعلم بأن القرآن يحتوي على أكثر من ألف كلمة لم تتكرر إلا مرة واحدة وجاءت أرقام الآيات مع أرقام السور من مضاعفات السبعة وذلك لجميع هذه الكلمات!!!
ومن عجائب القرآن أنك تجد كل حرفٍ يتكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة، وتتجلى عظمة هذا النظام في الحروف المميزة التي في أوائل السور مثل (الم). فإذا ما درسنا تكرار هذه الحروف (الألف واللام والميم) في السورة رأينا أعداداً من مضاعفات السبعة، وإذا ما درسنا تكرار هذه الحروف في الآيات تشكلت لدينا أعدادٌ من مضاعفات السبعة، وإذا ما درسنا تكرار هذه الحروف في الكلمات تشكلت لدينا أعداد من مضاعفات الرقم سبعة. وهذا ينطبق على جميع الحروف المميزة وعددها أربعة عشر حرفاً.
كما أن هنالك آيات تكررت بحرفيتها في مواضع متعددة في القرآن، والعجيب أن هذا التكرار جاء متوافقاً مع الرقم سبعة. وهكذا حقائق وحقائق لا تنتهي عن كتاب الله سبحانه وتعالى، وكأننا أمام بحرٍ زاخر بالإعجازات الرقمية التي لا تنفد، يقول تعالى: ]قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً[ [الكهف:18/109].
استحالة الإتيان بمثل القرآن
في هذا الفصل حقائق رقمية تثبت أن البشر يعجزون تماماً عن الإتيان بمثل القرآن العظيم، والإثباتات دائماً هي بلغة الأرقام. فالأرقام الموجودة في القرآن لا يمكن أن توجد في أي كتابٍ آخر. ولو حاول البشر الإتيان بمثل هذه الأرقام فسوف يفشلون تماماً.
القرآن يتحدَّى
القرآن العظيم يخاطب كل من لديه شك بصدق هذا الكتاب المُحكم، فإذا كان هذا القرآن قول بشر فإن المنطق يفرض إمكانية الإتيان بمثله بل بما هو أفضل منه. فنحن
لا نعلم أبداً أي كتاب ألَّفه إنسان ولم يتمكن أحد من التفوق عليه، بل لا يوجد
كتاب في العالم إلا وهنالك أفضل منه. لذلك إذا كانت دعواهم صحيحة فلا بد من إثباتها، لذلك يقول تبارك وتعالى: ]قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[
[النمل: 27/64].
هذا هو المنهج العلمي للقرآن، لذلك عندما يعجز هؤلاء عن تقديم برهان على
أن القرآن قول بشر، يأتي كتاب الله ليقدم آلاف البراهين على أن كل كلمة وكل حرف وكل رقم في هذا القرآن جاء بتقدير العزيز العليم القائل: ] قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً[ [الفرقان: 25/6].
هنالك أرقام تميز كتاب الله الذي بين أيدينا وهي: عدد آياته وعدد سوره وعدد
سنوات نزوله. فإذا قمنا بإحصاء عدد آيات القرآن نجدها بالضبط (6236) آية. أما عدد سور القرآن فكما نعلم هو (114) سورة، ونعلم أيضاً أنه نزل على (23) سنة.
يجب دائماً أن نتذكر بأن هذه الأرقام موجودة في كتاب الله وليس في كتاب بشر، لذلك هي أرقام خاصة بالله تعالى، لأن البارئ سبحانه وتعالى لا يسمح لأحد من خلقه أن يضيف أو يحذف شيئاً من كتابه إلا بما يشاء هو! لأن الله يقول: ]لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ[ [يونس: 10/64]. لذلك سوف نرى الآن أن هذه الأرقام تحقق معادلات رياضية لا يمكن لأحدٍ أن يأتي بمثلها مهما حاول!
إن إعجاز هذه الأرقام يأتي من خلال اجتماعها وصفِّها بترتيب معيَّن (الأكبر فالأصغر) وبالتالي يكون لدينا ثلاثة احتمالات:
1ـ آيات القرآن (6236) آية مع سور القرآن (114) سورة والعدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو (1146236).
2ـ آيات القرآن (6236) آية مع سنوات نزول القرآن (23) سنة، والعدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزوله هو (236236).
3ـ سور القرآن (114) سورة مع سنوات نزوله (23) سنة، والعدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزوله هو (23114).
جميع هذه الأعداد ترتبط مع الرقم (7) بشكل مذهل، ويتكرر النظام ذاته دائماً.
آيات القرآن وسوره
1ـ إن العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو: (6236ـ114) يتألف من سبع مراتب.
2ـ العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره (1146236) من مضاعفات الرقم سبعة، لنرى ذلك:
1146236 = 7 × 163748
3ـ مقلوب العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة، وهو (6326411) وهذا العدد يقبل القسمة على سبعة:
6326411 = 7 × 903773
4ـ مجموع أرقام العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو:
(1146236): 6+3+2+6+4+1+1 = 23
والعدد (23) يمثل عدد سنوات نزول القرآن!! والنتيجة هي أن العدد الناتج من ضمّ آيات القرآن وسوره يتألف من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة هو ومقلوبه، ومجموع أرقامه هو بالضبط سنوات نزول القرآن!
آيات القرآن وسنوات نزوله
1ـ العدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزول القرآن هو: (6236ـ23) من مضاعفات الرقم سبعة:
236236 = 7 × 33748
2ـ مقلوب العدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزوله وهو: (632632) من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
632632 = 7 × 90376
إذن العدد ينقسم على سبعة بالاتجاهين هو ومقلوبه. ويستمر هذا النظام ليشمل سور القرآن وسنوات نزوله أيضاً.
سور القرآن وسنوات نزوله
1ـ العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزول القرآن هو: (23114)، هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
23114 = 7 × 3302
2ـ مقلوب العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزوله هو: (41132) من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
41132 = 7 × 5876
إذن العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزول القرآن يقبل القسمة على سبعة هو ومقلوبه. وكما نلاحظ جميع الأعداد السابقة جاءت الأكبر فالأصغر دائماً. أي أننا نصف العدد الأكبر على اليمين ثم يليه الرقم الأصغر على يساره. والعجيب فعلاً أن
هذه الأعداد الثلاثة جاءت مراتبها متدرجة (7ـ6ـ5)، أي:
1ـ العدد (1146236) يتألف من (7) مراتب.
2ـ العدد (236236) يتألف من (6) مراتب.
3ـ العدد (23114) يتألف من (5) مراتب.
وبالتالي تكون مراتب هذه الأعداد (7ـ6ـ5) تشكل عدداً هو (567) من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
567 = 7 × 81
استحالة الإتيان بمثل هذه الأرقـام
لقد رأينا في الفقرات السابقة (8) عمليات قسمة على سبعة في هذه الأرقام الثلاثة. ولو فتشنا بين جميع الأرقام الممكنة عن أرقام تحقق هذه المعادلات الرقمية لم نجد إلا هذه الأرقام، وهذا دليل مادي على صدق قول الحق سبحانه وتعالى: ]لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ[ [الإسراء: 17/88].
مزيـد من الإعجـاز
لا يخفى على أحد منا أن القرآن الكريم نزل على مرحلتين، ما قبل الهجرة في مكة المكرمة، وما بعد الهجرة في المدينة المنورة. لذلك يقسّم علماء القرآن أنواع النُّزول إلى مكي ومدنيّ. وكانت السنة الثالثة عشرة للدعوة هي الفاصلة بين هذين النوعين. فقد لبث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (13) سنة في مكة، وكانت هذه السنة (سنة الهجرة) حدّاً فاصلاً بين مرحلتين للدعوة. لذلك فإن الرقم (13) هو رقم ذو أهمية قصوى وهذا ما نجد له صدىً في الأرقام القرآنية.
ومن عجائب القرآن أن جميع الأعداد التي رأيناها في هذا الفصل والتي جاءت من مضاعفات الرقم (7) بالاتجاهين، هذه الأعداد من مضاعفات الرقم (13) بالاتجاهين أيضاً !! بلا استثناء.
1ـ عدد آيات القرآن وسوره من مضاعفات الرقمين (7) و (13) وبالاتجاهين:
العدد: 1146236 = 7 × 13 × 12596
مقلوبه: 6326411 = 7 × 13 × 69521
وتأمل كيف جاء ناتجا القسمة (12596) و (69521) متعاكسين!
2ـ عدد آيات القرآن وسنوات نزوله من مضاعفات الرقمين (7) و (13) وبالاتجاهين أيضاً:
العدد: 236236 = 7 × 13 × 2596
مقلوبه: 632632 = 7 × 13 × 6952
وهنا أيضاً ناتجا القسمة (2596) و (6952) متعاكسان!
3ـ عدد سور القرآن مع سنوات نزوله من مضاعفات الرقمين (7) و (13) بالاتجاهين:
العدد: 23114 = 7 × 13 × 254
مقلوبه: 41132 = 7 × 13 × 452
ويبقى ناتجا القسمة متعاكسين (254) و (452). فانظر إلى هذا النظام المُحكم، مهما وضعنا من أعداد لا يختل النظام، ولو أن هذا القرآن نقص سورة واحدة أو زاد سورة لانهار هذا البناء. وكأن الحق سبحانه وتعالى قد وضع لغة الأرقام في كتابه ليبقى هذا الكتاب محفوظاً برعاية الله عز وجل ولتكون هذه اللغة الجديدة التي تنكشف أمامنا وسيلة تثبِّت إيماننا بهذا القرآن وتؤتينا حجة قوية على من لا يؤمن بصدق كلام الله تعالى!
رأينا في فقرة سابقة كيف انتظمت حروف (بسم الله الرحمن الرحيم) بما يتناسب مع الرقم (7)، ولكن للرقم (13) حضوره في هذه الآية. لنكتب أول آية في القرآن وتحت كل كلمة عدد حروفها:
الآيـة بسم الله الرحمن الرحيم
عدد أحرف كل كلمة 3 4 6 6
إن العدد الذي يمثل حروف الآية مصفوفاً (6643) من مضاعفات الرقمين (7) و (13) معاً:
6643 = 7 × 13 × 73
ويبقى هذا النظام قائماً مهما تغيرت طرق العدّ، فلو قمنا بعدّ حروف كلمات البسملة باستمرار وبشكل متزايد (أي نكتب عدد حروف الكلمة مع ما قبلها) نجد ما يلي:
الآيـة بسم الله الرحمن الرحيم
العدّ المتزايد للأحرف 3 7 13 19
وهنا نجد أن العدد الذي يمثل حروف البسملة هو (191373) من مضاعفات الـرقمين (7) و (13) وبالاتجاهين:
العدد: 191373= 7 × 13 × 2103
مقلوبه: 373191= 7 × 13 × 4101
إن إعجاز الأعداد الأولية في القرآن دليل على وحدانية الله، فلو كان الأمر يتم عن طريق المصادفة ما رأينا نظاماً محكماً لهذه الأرقام بالذات! فميزة العدد الأولي أنه لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد، وقد اختار الله تعالى هذه الأعداد ليدلنا على أنه إله واحد لا إله إلا هو، سبحانه وتعالى عما يشركون. وقد نعجب إذا علمنا أن كلمة (الله) قد تكررت في القرآن كله (2699) مرة وهذا عدد أولي لا ينقسم
على أي عدد آخر إلا الواحد، ألا يدل هذا على وحدانية الله؟
(وإنا له لحافظون)
دراسة آيات القرآن الـ (6236) مهمة صعبة وطويلة وتحتاج لمئات الأبحاث، ولكن يكفي أن ندرك شيئاً من إعجاز الله في آياته من خلال آية عظيمة هي الآية التي قرر فيها رب العزة سبحانه حفظَ كتابه فقال: ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[ [الحجر: 15/9].
إن الله سبحانه وتعالى قد وضع في هذه الآية الكريمة إعجازاً عجيباً في حروفها وكلماتها، هذا الإعجاز يقوم على الرقم (7) وتسانده الأرقام الأولية ذات المدلول مثل الرقم (13) والرقم (11) والرقم (23).
وسوف نرى توافقات عجيبة وعجيبة جداً مع هذه الأرقام، إن هذه الأنظمة الرقمية سوف تختل وتنهار لو تغير حرف واحد في الآية، حتى في طريقة كتابتها. فمثلاً كلمة (لحافظون) كُتبت في القرآن من دون ألف هكذا (لحفظون) وهذه الألف لو أُضيفت لاختل البناء الرقمي للآية.
قبل أن ندخل في رحاب هذه الآية نود أن نشير إلى أن واو العطف تعتبر كلمة مستقلة عما قبلها وما بعدها في أبحاث الإعجاز الرقمي، وذلك لأنها تكتب بشكل منفصل عما قبلها وما بعدها، ولكن حتى عندما نعدّ واو العطف جزءاً من الكلمة التي بعدها يبقى النظام قائماً! وهذا ما سوف نراه من خلال الفقرات القادمة. ونبدأ بأول كلمة وآخر كلمة في الآية لنرى كيف ترتبط حروفهما مع الرقم سبعة.
أول كلمة وآخر كلمة
في هذه الآية الكريمة أول كلمة هي (إنا) وآخر كلمة هي (لحفظون) لنكتب عدد حروف كل كلمة:
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحفظون
3 6
إن العدد الذي يمثل حروف أول كلمة وآخر كلمة هو (63) من مضاعفات الرقم (7):
63 = 7 × 9
والرقم (9) الناتج هو رقم هذه الآية في القرآن!
أول حرف وآخر حرف
أول حرف في هذه الآية هو الألف وآخر حرف فيها هو النون، وسوف نرى كيف تتوزع الكلمات التي تحتوي على هذين الحرفين بنظام بديع يقوم على الرقم (7).
نكتب الآية ونعطي الكلمة التي تحتوي على حرف الألف الرقم (1) أما الكلمة التي لا تحتوي على هذا الحرف فتأخذ الرقم (0)، وهذا ما يسمى بالنظام الثنائي:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
1 0 1 1 0 1 0 0
إن العدد الذي يمثل توزع حرف الألف ثنائياً هو: (00101101) من مضاعفات الرقم (7):
101101 = 7 × 14443
ننتقل الآن إلى حرف النون ونكتب الآية من جديد وتحت كل كلمة رقماً: (1) للكلمة التي تحوي النون، (0) للكلمة التي لا تحتوي على هذا الحرف:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
1 1 1 0 0 1 0 1
إن العدد الذي يمثل توزع النون ثنائياً في كلمات الآية هو (10100111) من مضاعفات الرقم (7) أيضاً:
10100111 = 7 × 1442873
والنتيجة أن أول حرف وآخر حرف في الآية يتوزعان بنظام يقوم على الرقم سبعة!
عدد حروف الآية
إن عدد أحرف هذه الآية كما رُسمت في القرآن هو (28) حرفاً بعدد الحروف الأبجدية التي هي لغة القرآن وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي (28= 7 × 4). والعجيب حقاً هو الطريقة التي توزعت بها هذه الحروف في كلمات الآية.
لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
3 3 5 5 1 3 2 6
إن العدد الذي يمثل حروف هذه الآية مصفوفاً هو: (62315533) من مضاعفات الرقم (7) والرقم (23):
62315533 = 7 × 23 × 387053
وتأمل معي عظمة هذا النظام، فالآية التي تحدثت عن حفظ القرآن جاءت حروفها منسجمة مع عدد سنوات نزول القرآن (23)!! ومجموع حروفها مساوياً لحروف لغة القرآن (28) !!!
رقم الآيـة
رقم هذه الآية في المصحف هو (9)، وهذا الرقم لم يأت عبثاً بل جاء بنظام عجيب متناسب مع سور القرآن وعدد آيات القرآن. فعندما نقوم بصف سور القرآن الـ (114) مع رقم الآية التي تحدثت عن حفظ القرآن (9) نجد عدداً جديداً هو: (9114) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة مرتين:
9114 = 7 × 7 × 186
ويبقى هذا النظام قائماً ليشمل عدد آيات القرآن. فعندما نقوم بصفّ عدد آيات القرآن الـ (6236) مع رقم الآية التي تحدثت عن حفظ القرآن (9) نجد العدد (96236) من مضاعفات الرقم سبعة لمرتين أيضاً!!
96236 = 7 × 7 × 1964
ولكن بقي شيء آخر وهو أن ناتجي القسمة (186) و (1964) يشكلان عدداً من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً وهو: (1964186) هذا العدد مكون من (7) مراتب ومجموع أرقامه (35=7×5) ويقبل القسمة على سبعة تماماً:
1964186 = 7 × 280598
إن هذه المعادلات تدل على أن الله تعالى قد اختار لهذه الآية الرقم (9) ليدلنا على أنه قد حفظ كل سورة وكل آية في القرآن، لذلك جاء رقم الآية مع آيات القرآن وسـوره متناسباً مع الرقم (7) الذي يمثل أساس النظام الرقمي لكتاب الله تعالى.
مع الحروف المميزة
الحروف المميزة في القرآن (14) حرفاً وهي في أوائل بعض السور، والعجيب أن هذه الآية تحتوي على نصف هذا العدد أي (7) أحرف مميزة وهي: (ا، ن، ح، ل، ك، ر، هـ). العجيب أن هذه الحروف السبعة تتوزع بشكل يقوم على الرقم (7).
في هذه الآية (7) كلمات تحتوي على أحرف مميزة، لنكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً: (1) للكلمة التي تحوي حروفاً مميزة، (0) للكلمة التي لا تحوي هذه الحروف:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
1 1 1 1 0 1 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات المميزة في الآية هو: (11101111) من مضاعفات الرقم (7) ومن مضاعفات الرقم (19) لمرتين، ومن مضاعفات الرقم (23) معاً:
11101111 = 7 × 19 × 19 × 23 × 191
إن الرقم (19) يمثل عدد حروف أول آية في القرآن (بسم الله الرحمن الرحيم)، والرقم (23) يمثل عدد سنوات نزول القرآن العظيم. فانظر إلى هذا التوافق المذهل في آية تتحدث عن حفظ القرآن!
ولكن هل يبقى النظام قائماً في توزع هذه الحروف داخل الكلمات؟
لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف مميزة:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
3 3 4 4 0 3 2 3
إن العدد (32304433) يقبل القسمة على (7) بالاتجاهين:
العدد: 32304433 = 7 × 4614919
مقلوبه: 33440323 = 7 × 4777189
وسبحان الله! آية تتكون من (28) حرفاً أي (7×4)، وفيها (7) كلمات تحتوي على حروف مميزة، عدد هذه الحروف (7) عدا المكرر منها، توزع هذه الكلمات السبع جاء بنظام يقوم على الرقم (7) وتوزع الحروف جاء بنظام يقوم على الرقم (7)، هل هذا العمل بمقدور البشر؟
مزيد من العجائب
عندما نقوم بعد حروف الآية تراكمياً، أي باستمرار نجد عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً. لنكتب الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها مع ما قبلها:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
3 6 11 16 17 20 22 28
العدد الذي يمثل حروف الآية تراكمياً هو: (28222017161163) عدد مكون من (14) مرتبة (7×2)، ومجموع أرقامه (42=7×6) ويقبل القسمة على (7) تماماً:
28222017161163 = 7 × 4031716737309
حتى الحروف المشدَّدة جاءت بنظام يقوم على الرقم (7). لنكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً يمثل الحروف المشدَّدة (توزع الشدات في كلمات الآية):
إنّا نحن نزّلنا الذّكر و إنّا له لحفظون
1 0 1 1 0 1 0 0
والعدد الذي يمثل توزع الشدَّات في هذه الآية من مضاعفات الأرقام (7) و (11) و (13):
101101 = 7 × 11 × 13 × 101
إن هذه النتيجة تثبت أن إعجاز القرآن لا يقتصر على رسم الكلمات، بل في لفظ هذه الكلمات معجزة عظيمة أيضاً !!
مع ضمّ واو العطف
حتى لو قمنا بضّم واو العطف للكلمة التي بعدها يبقى النظام قائماً:
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحفظون
3 3 5 5 4 2 6
العدد الذي يمثل حروف الآية على اعتبار واو العطف جزءاً من الكلمة التي بعدها هو: (6245533) من مضاعفات الرقم (7):
6245533 = 7 × 892219
وهكذا رحلة الإعجاز الرقمي في كتاب الله لا نهاية لها، فالقرآن العظيم هو عبارة عن (6236) آية، ويمكن القول وبثقة تامة إن كل آية من آياته تشكل بناء متقناً ومعجزاً للبشر، فهو كتاب معجز كجملة واحدة ومعجزٌ بسوره ومعجز بآياته.
وبعد أن درسنا الإعجاز في كتاب الله (وهو غيض من فيض) نأتي الآن لدراسة الإعجاز في سورة كاملة من القرآن ونبدأ بأول سورة ((سورة الفاتحة)) لنشاهد علاقات رقمية تقوم على الرقم (7) وهذا يثبت استحالة الإتيان بسورة مثل القرآن.
وسورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن الكريم، وقد قال في حقِّها المصطفى صلّى الله عليه وسلّم: (والذي نفسي بيده ما أُنزل مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) [رواه الإمام أحمد].
وبما أن المولى تبارك وتعالى هو الذي سمَّى هذه السورة بالسبع المثاني، فقد جاءت جميع الحقائق الرقمية فيها لتشكل أعداداً من مضاعفات الرقم سبعة. وهنا نوجه سؤالاً لكل من يشك بصدق هذا القرآن: إذا كان القرآن من صنع محمد صلّى الله عليه وسلّم كما يدعي المبطلون، كيف استطاع هذا النبي الرحيم صلّى الله عليه وسلّم أن يرتب كلمات وحروف سورة الفاتحة بحيث تشكل نظاماً معقداً يقوم على الرقم سبعة ويسميها بالسبع المثاني؟ بل كيف استطاع رسول الخير عليه وعلى آله الصلاة والسلام أن يأتي بمعادلات رقمية تعجز أحدث أجهزة القرن الواحد والعشرين عن الإتيان بمثلها؟.
ثم إن هنالك حديثاً صحيحاً وثابتاً عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخبرنا فيه عن علاقة القرآن بالرقم سبعة فيقول: (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم وغيرهما]، والسؤال: أليست معجزة الرقم سبعة في القرآن هي دليل مباشر على صدق كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم وأنه كما وصفه ربّ العزة: ]وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[ [لنجم:53/3-4].
في الفصل القادم سوف نرى أن كل شيء في سورة الفاتحة يسير بنظام معجز يقوم على الرقم سبعة: عدد آيات السورة، عدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها السورة، تكرار كل حرف من هذه الحروف، تكرار الحروف المميزة في السورة، حروف فواصل السورة، أول آية وآخر آية في السورة.
حتى النقطة في سورة الفاتحة تسير بنظام محكم، فعدد النقط في هذه السورة العظيمة من مضاعفات السبعة، وكذلك عدد الشدَّات (الأحرف المشدَّدة) من مضاعفات السبعة. وعدد علامات المدّ هو سبع علامات، وعدد الكلمات التي تبدأ بألف ساكنة هو أربعة عشر (سبعة في اثنان)، جميع آيات السورة تنتهي بميم أو نون وقبل هذين الحرفين نجد دائماً حرف الياء وهذا الحرف تكرر في السورة أربعة عشر مرة (سبعة في اثنان).
مـعجـزة في آيَـة
إنها الآية التي نزَّه الله فيها نفسه عن الولد، آية قصيرة بعدد كلماتها ولكنها ثقيلة بإعجازها ودلالاتها، فالله هو إله واحد، (لم يلد ولم يولد) ولم يكن له شريك أو ابن أو صاحبة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وبسبب عَظَمة معاني هذه الآية فقد أودع الله فيها أسراراً رقمية عجيبة. ففي خمس كلمات تتجلى أمامنا معجزة حقيقية لا يمكن لبشر أن ينكرها أو يشك في مصداقيتها، هذه المعجزة المذهلة، ألا تدل على وحدانية الله عز وجل.
موقع الآيـة
لقد اختار الله تعالى موقعاً مميزاً لرقم وكلمات وحروف هذه الآية داخل السورة وداخل القرآن بشكل يتناسب مع الرقم سبعة. فرقم هذه الآية (لم يلد ولم يولد) في سورة الإخلاص هو (3)، وعدد كلماتها (5) وعدد حروفها (12)، وبصفّ هذه الأرقام نجد عدداً هو (1253) من مضاعفات الرقم سبعة هو ومقلوبه:
1253 = 7 × 179
3521 = 7 × 503
وتحتل هذه الآية موقعاً في كتاب الله يتناسب مع الرقم سبعة، فرقم السورة التي تقع فيها هذه الآية هو (112) رقم الآية (3) عدد كلماتها (5) عدد حروفها (12) بصف هذه الأرقام نجد عدداً من سبع مراتب هو (1253112) من مضاعفات الرقم سبعة، لنرى ذلك:
1253112 = 7 × 179016
إن هذه القاعدة تبقى ثابتة من أجل الحروف الأبجدية التي تركبت منها هذه الآية وهي خمسة أحرف (ل م ي د و)، فيصبح لدينا العدد الذي يمثل موقع الآية داخل السورة هو:
رقم الآية عدد كلماتها أحرفها الأبجدية
3 5 5
العدد (553) من مضاعفات الرقم سبعة:
553 = 7 × 79
الكلام ذاته ينطبق على الأرقام التي تمثل موقع الآية داخل القرآن:
رقم السورة رقم الآية عدد كلماتها حروفها الأبجدية
112 3 5 5
وهنا نجد العدد (553112) من مضاعفات الرقم سبعة مرتين:
553112 = 7 × 7 × 11288
أول حرف وآخر حرف
من عظمة كتاب الله تعالى أنه كتاب متكامل في سوره وآياته، وقد رأينا شيئاً من هذا التكامل في فقرات سابقة (تكرار أول كلمة وآخر كلمة في القرآن)، والآن سنعيش مع تكرار أول حرف وآخر حرف في الآية لنجد أن النظام الرقمي المحكم يشمل كل شيء في كتاب الله.
لنتأمل الآية الثالثة من سورة الإخلاص: (لم يلد ولم يولد)، بدأت هذه الآية بحرف اللام وخُتمَت بحرف الدال، لنرى توزع هذين الحرفين عبر كلمات الآية:
1 ـ توزع حرف اللام: نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حرف اللام، والكلمة التي لا تحوي هذا الحرف تأخذ الرقم صفر:
الآية لم يلد و لم يولد
توزع حرف اللام 1 1 0 1 1
إن العدد الذي يمثل توزع حرف اللام هو (11011) من مضاعفات الرقم سبعة:
11011 = 7 × 1573
إذن يتوزع حرف اللام (أول حرف في الآية) بنظام يعتمد على الرقم سبعة، وناتج القسمة هو عدد صحيح (1573).
2 ـ توزع حرف الدال: نطبق النظام ذاته على حرف الدال، لنكتب الآية وتحت
كل كلمة ما فيها من حرف الدال:
الآية لم يلد و لم يولد
توزع حرف الدال 0 1 0 0 1
والعدد 10010 في هذه الحالة من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
10010 = 7 × 1430
إذن يتوزع حرف الدال (أخر حرف في الآية) بنظام يعتمد على الرقم سبعة وناتج القسمة هو عدد صحيح (1430).
3 ـ المذهل أن مجموع الناتجين: (1573+1430) هو عدد من مضاعفات السبعة ويساوي 3003:
3003 = 7 × 429
أحرف (الـم)
في هذه الآية نظام للأحرف المميزة الألف واللام والميم، نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من (ا ل م):
الآية لم يلد و لم يولد
توزع (الم) في الآية 2 1 0 2 1
العدد الذي يمثل توزع (الم) عبر كلمات الآية هو (12012) من مضاعفات الرقم سبعة هو ومقلوبه:
1) العدد: 12012 = 7 × 1716
2) مقلوبه: 21021 = 7 × 7 × 429
حتى عندما نُخرج من كل كلمة ما تحويه من الأحرف المميزة الأربعة عشر نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة، هذه الآية تحوي ثلاثة حروف مميزة هي اللام والميم والياء:
الآية لم يلد و لم يولد
توزع الحروف المميزة 2 2 0 2 2
والعدد (22022) هو عدد متناظر من مضاعفات الرقم سبعة:
22022 = 7 × 3146
وكما نعلم الأحرف المميزة (والتي يسميها البعض بالأحرف المقطعة أو النورانية) هي تلك الحروف في أوائل (29) سورة من القرآن. وقد يسميها البعض بالأحرف المجهولة وذلك لأن جميع العلماء عجزوا حتى الآن عن إعطاء تفسير علمي دقيق لسرّ هذه الحروف في القرآن.
ومما يلفت الانتباه أن عدد هذه الحروف من مضاعفات السبعة. فعدد الحروف المميزة في القرآن هو (14) حرفاً أي سبعة في اثنان، حتى الافتتاحيات المميزة التي ابتدأت بها هذه السور عدا المكرر منها هو أيضاً (14) افتتاحية، أي عدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
ويمكن للقارئ أن يرجع إلى بحث (أسرار معجزة الم) ليرى النظام السباعي الذي تسير عليه هذه الحروف في كلمات القرآن وآياته وسوره. وقد يكون هذا البحث هو بداية علمية لمعرفة بعض أسرار هذه الأحرف، والله تعالى أعلم بمراده.
الأحد يتجلَّى...
في هذه الآية العظيمة تتجلى معظم أسماء الله الحسنى بنظام يقوم على الرقم سبعة. ومن أسماء الله الحسنى وصفاته (الأحد) الذي لا شريك له. لنكتب كلمات الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (الأحد) ـ ا ل ح د:
الآيـة لم يلد و لم يولد
توزع حروف كلمة (الأحد) 1 2 0 1 2
العدد (21021) من مضاعفات الرقم سبعة مرتين:
21021 = 7 × 7 × 429
حتى عندما نعبِّر بلغة الأرقام عن كلمة (أحد) نجد النظام يبقى مستمراً:
الآيـة لم يلد و لم يولد
توزع حروف كلمة (أحد) 0 1 0 0 1
10010 = 7 × 1430
إذن عندما عبَّرنا عن كلمة (الأحد) في هذه الآية بالأرقام وجدنا عدداً من مضاعفات الرقم سبعة مرتين وناتج القسمة كان عدداً صحيحاً هو (429). والكلام ذاته انطبق على كلمة (أحد) وكان ناتج القسمة (1430)، والعجيب أن صفّ ناتجي القسمة هذين (429) و (1430) يعطي عدداً جديداً من سبع مراتب وهو (1430429)
من مضاعفات الرقم سبعة:
1430429 = 7 × 204347
بعد هذه النتائج قد يقول قائل: إن هذه النتائج جاءت بالمصادفة! لذلك سـوف نرى في الفقرة الآتية دليلاً قوياً على أن المصادفة لا مكان لها في هذه المعادلات. وسوف نلجأ لأول آية من القرآن ]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[ [الفاتحة:1/1] لنرى كيف تتـوزع حروف كل كلمة من كلماتها بنظام يقوم على الرقم سبعة، وحتى نواتج القسمة الأربعة أيضاً تقوم على النظام ذاته! فهل من المنطق العلمي أن تتكرر المصادفة أربع مرات متتالية ثم تتكرر مع نواتج القسمة بنفس النظام؟
ترابط مذهل مع البسملة
نعلم جميعاً عَظَمة (بسم الله الرحمن الرحيم)، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعظِّم شأن هذه الآية فيبدأ مختلف شؤون حياته بها، في مأكله ومشربه وخطبته ودعائه وقراءته للقرآن ... وعندما نقرأ سورة الإخلاص نبدأ بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، ونجد هذه البسملة في بداية كل سورة من سور القرآن (عدا سورة التوبة لأنها براءة من المشركين). وفي هذه الفقرة نكتشف علاقة عجيبة بين (لم يلد ولم يولد) وبين البسملة، والرقم سبعة هو أساس هذه العلاقة الفريدة التي يستحيل أن توجد في أي كتاب بشري.
لنكتب آية (لم يلد ولم يولد) ونكتب تحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (بسم)، ثم نكتب تحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (الله)، ثم (الرحمن)
ثم (الرحيم)، لنجد أن جميع الأعداد الناتجة من مضاعفات الرقم سبعة وبالاتجاهين!!
الآيـة لم يلد و لم يولد
ما تحويه كل كلمة من أحرف (بسم) 1 0 0 1 0 = 7 × 0143
ما تحويه كل كلمة من أحرف (الله) 1 1 0 1 1 = 7 × 1573
ما تحويه كل كلمة من أحرف (الرحمن) 2 1 0 2 1 = 7 × 1716
ما تحويه كل كلمة من أحرف (الرحيم) 2 2 0 2 2 = 7 × 3146
إذن نحن أمام أربع عمليات قسمة على سبعة وناتج القسمة دائماً عدد صحيح من دون باقٍ.
ولكن الشيء الذي يستحق الوقوف طويلاً أننا عندما نصفّ نواتج القسمة هذه على تسلسلها فإنها تشكل عدداً من مضاعفات الرقم سبعة، لنرى ذلك:
الآيـة بسم الله الرحمن الرحيم
ناتج القسمة 0143 1573 1716 3146
إن العدد الضخم المتشكل من صف نواتج القسمة هذه هو: (3146171615730143) من مضاعفات الرقم سبعة!
إن النظام العجيب لا يقتصر على تكرار الحروف فحسب، بل تكرار الأرقام له نظام محكم يقوم على الرقم سبعة أيضاً.
وفي الجدول السابق نلاحظ أن فيه ثلاثة أرقام تتكرر هي: (0، 1، 2) ولو قمنا بعدّ الأصفار في الجدول نجدها (6)، الرقم (1) تكرر (8) مرات، الرقم (2) تكرر (6) مرات:
الأرقام 0 1 2
تكرار كل رقم 6 8 6
إن العدد المتناظر (686) من مضاعفات الرقم سبعة ثلاث مرات:
686 = 7 × 7 ×7 × 2
إن هذه التناسبات العجيبة مع الرقم سبعة تدل دلالة قاطعة على أن الله تعالى قد أحكم أحرف كتابه ونظمها ورتبها بشكل يستحيل الإتيان بمثله.
أسماء الله الحسنى
إن معظم أسماء الله الحسنى تتجلى في هذه الآية الكريمة، فالله تعالى هو الرحمن وهو الرحيم وهو الواحد الأحد وهو المبدئ المعيد الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، فكيف يكون له ولد؟ لنكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (المبدئ):
الآية لم يلد و لم يولد
توزع حروف كلمة (المبدىء) 2 3 0 2 3
إن العدد (32032) من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين:
32032 = 7 × 4576
23023 = 7 × 3289
الكلام نفسه ينطبق على كثير من أسماء الله الحسنى، مثلاً: الصمد، الملك، العزيز، الحكيم، المحصي، العليم،...... ونأخذ كمثال على ذلك كلمة (القدير) لنجد أن العدد الذي يمثل هذه الكلمة في الآية من مضاعفات الرقم سبعة بالاتجاهين:
الآيـة لم يلد و لم يولد
ما تحويه كل كلمة من أحرف (القدير) 1 3 0 1 3
إن العدد (31031) يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين:
1) 31031 = 7 × 4433
2) 13013 = 7 × 1859
والمذهل حقاً في هذه الآية أننا عندما نخرج من كل كلمة من كلماتها ما تحويه من أحرف كثير من أسماء الله الحسنى نجد عدداً ينقسم على سبعة بالاتجاهين سواءً أخذنا الاسم معرفاً أو غير معرف (مثلاً: الصمد أو صَمَد) تبقى القاعدة ثابتة على جميع أسماء الله الحسنى (عدا الأسماء التي تحتوي على حرف الواو)، وهذا لحكمة الله يعلمها وقد يمنّ على أحد من عباده باكتشافها.
عجيبة من عجائب القرآن
من عجائب هذه الآية الكريمة (لم يلد ولم يولد) أن جميع الأرقام المتعلقة بحروفها والتي انقسمت على (7) تنقسم على (11) وعلى (13) معاً وبالاتجاهين!! وهذه الأرقام هي: (1001)، (11011)، (2002)، (12012)، (21021)، (22022)، (31031)، (13013)، (32032)، (23023)، أليس هذا دليلاً على وحدانية الله تعالى؟
فالعدد (11) هو عدد يدل على وحدانية الخالق عز وجل لأنه عدد أولي ويتألف من (1) و (1)، أي لتأكيد وحدانية الله تعالى. وفي هذه الآية نحن أمام عشرة أعداد جميعها من مضاعفات الرقم (11) والآية تتحدث عن وحدانية الله (لم يلد ولم يولد).
والعدد (13) هو عدد أولي أيضاً لا ينقسم إلا على نفسه وعلى الواحد وهو يمثل عدد الحروف الأبجدية الموجودة في سورة الإخلاص ويمثل سنوات الدعوة في مكة وهو الرقم الفاصل بين المكيّ والمدنيّ. والآن سوف نرى هذه الأعداد وكيف تنقسم جميعها بلا استثناء على (7) و (11) و (13):
1001 = 7 × 11 × 13 × 1
11011 = 7 × 11 × 13 × 11
2002 = 7 × 11 × 13 × ×2
12012 = 7 × 11 × 13 × 12
21021 = 7 × 11 × 13 × 21
22022 = 7 × 11 × 13 × 22
31031 = 7 × 11 × 13 × 31
13013 = 7 × 11 × 13 × 13
32032 = 7 × 11 × 13 × 32
23023 = 7 × 11 × 13 × 23
إن هذه النتائج العجيبة لم تأتِ عن طريق المصادفة لسبب بسيط وهو أن حظ المصادفة في نتائج كهذه هو أقل من واحد على واحد وبجانبه ثلاثين صفراً (أي المصادفة أقل من واحد على مليون مليون مليون مليون مليون)، لذلك يمكن القول: إن البشر عاجزون عن تقليد آية واحدة من القرآن، فكيف بالقرآن كله؟
بقي أن نشير إلى أن آية (قل هو الله أحد) عدد حروفها (11) حرفاً، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هو (7) أحرف. ولو درسنا توزع حروف كلمة (الواحد) في هذه الآية وجدنا عدداً هو (3311) هذا العدد من مضاعفات الرقمين (7) و (11)، فتأمل هذا التناسب!
عجائب سُورة الإخلاص
سوف نكتشف عجائب رقمية في هذه السورة في أحرف لفظ الجلالة (الله)، في كلماتها وحروفها وارتباطها مع أم القرآن (السبع المثاني). ويبقى الرقم سبعة هو أساس هذه العجائب التي لا تنتهي.
معجزة لفظ الجلالة
كما رتَّب البارئ عز وجل كل شيء في هذا القرآن بإحكام، نجد ترتيباً مذهلاً لاسمه الأعظم (الله) في سورة الإخلاص. وكما نعلم سورة الإخلاص آياتها أربعة، كل آية تحوي عدداً محدداً من أحرف لفظ الجلالة (الله)، أي الألف واللام والهاء:
1 _ قل هو الله أحد: عدد أحرف الألف واللام والهاء (7).
2 ـ اللـه الصمد: عدد أحرف الألف واللام والهاء (6).
3 ـ لم يلد ولم يولد: عدد أحرف الألف واللام والهاء (4).
4 ـ ولم يكن له كفواً أحد: عدد أحرف الألف واللام والهاء (5).
نكتب هذه الأرقام في جدول:
رقم الآية (1) (2) (3) (4)
عدد حروف الألف واللام والهاء 7 6 4 5
إذن نحن أمام عدد محدد من أحرف لفظ الجلالة في كل آية كما يلي: (7ـ6ـ4ـ5) عند صفّ هذه الأرقام نجد عدداً جديداً هو (5467) وهذا العدد من مضاعفات
الرقم سبعة والرقم (11) معاً:
5467 = 7 × 781 = 7 × 11 × 71
ليس هذا فحسب، بل إن كل آية من هذه الآيات الأربع تحوي عدداً محدداً من الكلمات كما يلي: الآية الأولى (4) كلمات، الآية الثانية عدد كلماتها (2)، الآية
الثالثة عدد كلماتها (5)، الآية الرابعة عدد كلماتها (6).
لنكتب هذه الأرقام في جدول:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
عدد كلماتها 4 2 5 6
إذن عدد كلمات كل آية هو: (4ـ2ـ5ـ6) بصفّ هذه الأرقام نجد عدداً هو (6524) من مضاعفات السبعة:
6524 = 7 × 932
إن هذه الكلمات منها ما يحوي حرف (ألف أو لام أو هاء) ومنها ما لا يحوي هذه الأحرف الخاصة بلفظ الجلالة. ولو أحصينا الكلمات التي فيها (ا ل هـ) نجد عددها 14 كلمة (أي 7 ×2)، تتوزع هذه الكلمات على الآيات كما يلي:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
الكلمات التي تحوي (ألف ـ لام ـ هاء) 4 2 4 4
إن العدد (4424) من مضاعفات الرقم سبعة:
4424 = 7 × 632
وكنتيجة نجد أن الكلمات التي لا تحوي شيئاً من أحرف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء) جاءت منظمة على الرقم سبعة أيضاً:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
عدد الكلمات التي لا تحوي ألف ـ لام ـ هاء 0 0 1 2
لدينا هنا العدد (2100) من مضاعفات الرقم سبعة:
2100 = 7 × 300
في سورة الإخلاص نلاحظ أن جميع الآيات انتهت بحرف الدال فهل من نظام لتوزع هذا الحرف؟ بالطريقة السابقة ذاتها نكتب رقم الآية وما تحويه من حرف الدال:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
عدد أحرف الدال 1 1 2 1
العدد الذي يمثل توزع حرف الدال في آيات السورة هو (1211) من مضاعفات الرقم (7):
1211 = 7 × 173
لا يزال هنالك المزيد من إعجاز هذه السورة، ولا نزال في بداية رحلة العجائب في سورة الإخلاص والتوحيد. فلو تأملنا لفظ الجلالة (الله) في القرآن كله لوجدنا أن أول مرة ذكرت فيها هذه الكلمة هي في أول آية من كتاب الله (بسم الله الرحمن الرحيم) في سورة الفاتحة، وآخر مرة ذكرت هذه الكلمة في القرآن نجدها في سورة الإخلاص الآية الثانية منها (الله الصمد)، وهنا تتجلى هذه الحقائق المذهلة للرقم سبعة في هاتين الآيتين:
1 ـ إن مجموع عدد أحرف هاتين الآيتين هو: 19+9= 28 حرفاً أي 7×4.
2ـ عدد أحرف لفظ الجلالة في هاتين الآيتين هو: 8+6= 14 حرفاً أي 7×2.
3 ـ إن رقم البسملة في المصحف هو 1، رقم آية (الله الصمد) هو 2 بصفّ هذين العددين نجد: 21= 7×3.
4 ـ إن عدد السور من الفاتحة وحتى سورة الإخلاص هو 112 سورة أي 7×16.
5 ـ إن عدد الآيات من البسملة وحتى (الله الصمد) هو بالضبط 6223 آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة مرتين:
6223 = 7 × 7 × 127
6 ـ هنالك علاقة عجيبة لتكرار الكلمات في هاتين الآيتين، كلمة (بسم) تكررت في القرآن (22) مرة، كلمة (الله) تكررت في القرآن (2699) مرة، كلمة (الرحمن) تكررت (57) مرة، كلمة (الرحيم) تكررت (115) مرة، كلمة (الله) تكررت (2699) مرة، كلمة (الصمد) تكررت (1) مرة واحدة، والآن نكتب هذه النسب في جدول:
بسم الله الرحمن الرحيم الله الصمد
22 2699 57 115 2699 1
ـ عندما نصفّ هذه الأعداد بهذا التسلسل نجد عدداً ضخماً هو: (1269911557269922) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة!
ـ وعندما نجمع هذه التكرارات: 22+2699+57+115+2699+1= 5593
هذا العدد يقبل القسمة على سبعة بالاتجاهين:
5593=7×799
3955=7×565
7 ـ ترتبط سورة الفاتحة مع سورة الإخلاص برباط يقوم على الرقم سبعة. فرقم
سورة الفاتحة (1) وعدد آياتها (7)، رقم سورة الإخلاص (112) وعدد آياتها (4) نكتب الأرقام في جدول:
الفاتحة الإخلاص
رقمها آياتها رقمها آياتها
1 7 112 4
عندما نصفّ هذه الأعداد (1ـ7ـ112ـ4) نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة:
411271 = 7 × 58753
كما ترتبط سورة الفاتحة مع سورة الإخلاص برباط أكثر تعقيداً، فرقم سورة الفاتحة (1)، عدد الأحرف الأبجدية فيها (21) حرفاً، رقم سورة الإخلاص (112) وعدد الأحرف الأبجدية فيها (13) حرفاً. نرتب هذه الأرقام في جدول:
الفاتحة الإخلاص
رقمها حروفها الأبجدية رقمها حروفها الأبجدية
1 21 112 13
بصفّ هذه الأرقام (1 21 112 13) نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة:
13112211 = 7 × 1873173
ويُقصد بالأحرف الأبجدية في السورة الأحرف التي تركبت منها هذه السورة عدا المكرر.
كلمات وأحرف كل آية
لكل آية من آيات السورة عدد محدد من الكلمات، وعدد محدد من الأحرف. وقد رتب الله تعالى لكل آية كلماتها وحروفها بنظام يقوم على العدد سبعة.
لنكتب عدد كلمات وعدد حروف كل آية من آيات سورة الإخلاص:
الآية 1 الآية 2 الآية 3 الآية 4
كلماتها حروفها كلماتها حروفها كلماتها حروفها كلماتها حروفها
4 11 2 9 5 12 6 15
العدد الذي يمثل كلمات وأحرف كل الآيات من مضاعفات الرقم سبعة:
15612592114 = 7 × 2230370302
إذن لكل آية عدد من الكلمات وعدد من الأحرف، وعندما نصف لكل آية عدد كلماتها مع عدد حروفها ينتج عدد من (11) مرتبة يقبل القسمة على (7). وحتى لو قمنا بجمع هذه الأرقام لبقي العدد من مضاعفات السبعة! فالآية الأولى مجموع كلماتها وحروفها 4+11=15، الآية الثانية مجموع كلماتها وحروفها 2+9=11، الآية الثالثة مجموع كلماتها وحروفها 5+12=17، والآية الرابعة مجموع كلماتها وحروفها 6+15=21، نرتب هذه الأرقام في جدول:
رقم الآية (1) (2) (3) (4)
مجموع كلماتها وحروفها 15 11 17 21
إن العدد الناتج من صفّ هذه الأرقام هو: 21171115 من مضاعفات الرقم (7):
21171115 = 7 × 3024445
والآن نذهب إلى حروف كلمة (الله) ـ الألف واللام والهاء في هذه السورة التي تعبّر عن وحدانية الله تعالى، هل يبقى النظام قائماً ليشمل هذه الحروف؟
كلمات وأحرف لفظ الجلالة
حتى أحرف لفظ الجلالة في كل آية والتي تناسبت مع الرقم سبعة كما رأينا سابقاً نجد نظاماً يربط بين كلمات كل آية وما تحويه من هذه الأحرف، لنكتب عدد كلمات كل آية وما تحويه هذه الآية من الألف واللام والهاء:
الآيـة الأولى الآيـة الثانية الآيـة الثالثة الآيـة الرابعة
4 7 2 6 5 4 6 5
إن العدد الذي يمثل توزع كلمات وأحرف لفظ الجلالة عبر آيات السورة هو: (56456274) من مضاعفات الرقم سبعة:
74 62 45 56 = 7 × 8065182
وتأمل معي هذه المعادلات الإلهية كيف جاءت متناسبة جميعها مع الرقم سبعة:
1_ عدد كلمات كل آية هو: 4ـ2ـ5ـ6 وهنا نجد العدد من مضاعفات السبعة:
6524 = 7 × 932
2ـ عدد حروف (الله) في كل آية هو: 7ـ6ـ4ـ5 وهنا نجد العدد من مضاعفات السبعة:
5467 = 7 × 781
3ـ عدد كلمات/ حروف (الله) في كل آية: 74ـ62ـ45ـ56 هذا العدد من مضاعفات السبعة.
وهنا نتساءل كيف انضبطت هذه الأرقام بهذا الشكل. فعدد كلمات كل آية جاء بنظام من مضاعفات الرقم (7)، وعدد حروف (الله) في كل آية جاء بنظام من مضاعفات الرقم (7) أيضاً، وعندما دمجنا هذه الأرقام بقي العدد النهائي من مضاعفات الرقم (7): هل هذا العمل في متناول البشر؟
تجدر الإشارة إلى أن هذا النظام لكلمات وحروف لفظ الجلالة في آيات السورة، يبقى قائماً مع البسملة! فعدد كلمات (بسم الله الرحمن الرحيم) هو (4) وعدد حروف لفظ الجلالة الألف واللام والهاء فيها هو (8) وهذا العدد (84) من مضاعفات السبعة (84=7×12)، وعند إضافته للعدد الإجمالي للسـورة يبقى العدد الجديد من مضاعفات السبعة. وهذا يدل على تعدد أساليب الإعجاز الرقمي لهذا الكتاب العظيم.
كل شيء مترابط..
رأينا كيف ارتبطت كلمات كل آية بالرقم سبعة، كما رأينا كيف ارتبطت كلمات وحروف كل آية بالرقم سبعة أيضاً. الآن سوف ندخل رقم الآية وسنجد أن النظام يبقى ثابتاً! وهذا دليل على أن القرآن كتاب مُحكم كيفما نظرنا إليه.
نكتب في جدول لكل آية ثلاثة أرقام: رقم الآية/ عدد كلماتها/ عدد حروفها:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد
1 4 11 2 2 9 3 5 12 4 6 15
إن العدد الناتج من صفّ هذه الأرقام بهذا الترتيب من مضاعفات الرقم سبعة، لنتأكد من ذلك رقمياً:
1141 922 1253 1564 = 7 × 22344648460163
وهكذا مهما استمرت العلاقات الرقمية فإن الأعداد تبقى منضبطة مع الرقم سبعة.
ولكي نستوعب مدى تعقيد هذا النظام نلخص المعادلات الرقمية الثلاثة:
1ـ كلمات كل آية: 4 2 5 6 هذا العدد من مضاعفات السبعة.
2ـ كلمات وحروف كل آية: 4 11 ـ 2 9 ـ 5 12 ـ 6 15 هذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً.
3ـ رقم وكلمات وحروف كل آية: هو عدد من مضاعفات السبعة كما رأينا من الجدول السابق.
إذن عندما عبَّرنا عن السورة بعدد كلمات كل آية جاء العدد من مضاعفات الرقم (7)، وعندما قمنا بضمّ حروف كل آية لكلماتها جاء العدد من مضاعفات الرقم (7). وعندما أضفنا رقم الآية لكلماتها وحروفها بقي العدد الناتج من مضاعفات الرقم (7). فانظر إلى دقة وعَظَمة هذا النظام المحكم!
حتى اسم هذه السورة ورقمها يرتبطان بنظام يقوم على هذا الرقم، فكلمة (الإخلاص) عدد حروفها (7)، ورقم سورة الإخلاص (112) أيضاً عدد من مضاعفات السبعة! ولكن الرقم (23) سنوات نزول القرآن له حضور هنا، لنتأمل هذا الجدول:
إن العدد الذي يربط حروف هذه الكلمة برقمها في القرآن هو (1127) من مضاعفات السبعة مرتين ومن مضاعفات الـ (23):
1127 = 7 × 7 × 23
نظام متعاكس
إن النظام الرقمي الذي نكتشفه اليوم في هذه السـورة العظيمة ليس مجرد أرقام، بل لهذه الأرقام لغتها وتعبيرها، وهذا ما سنجد له صدى من خلال دراسة أحرف السورة وكيف توزعت على الآيات. وفي سورة الإخلاص لدينا أربع آيات يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1 ـ (قل هو الله أحد. الله الصمد): إثبات لوحدانية الله.
2 ـ (لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد): نفي الولد والشريك عن الله.
إذن نحن أمام آيتي إثبات وآيتي نفي، لنكتب عدد حروف كل آية في جدول لنرى النظام المتعاكس رقمياً والذي يتوافق مع معنى السورة من خلال القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
عدد حروفها 11 9 12 15
من اليمين إلى اليسار
119 = 7 × 17
من اليسار إلى اليمين
1512 = 7 × 216
الآيتان الأولى والثانية تحدثتا عن وحدانية الله وقدرته: (قل هو الله أحد. الله الصمد) وهذه صيغة إثبات الوحدانية لله عز وجل، أما الآيتان الثالثة والرابعة فجاء المعنى اللغـوي متعاكساً بصيغة النفي، نفي الولد أو الكُفُؤ: (لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد). وكما أنه في اللغة صيغ متعاكسة (إثبات ـ نفي) كذلك جاءت الحروف لتقبل القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين.
إن هذا النظام العجيب ينتشر في كتاب الله بشكل كبير ويحتاج لأبحاث أخرى إن شاء الله تعالى. ويمكن الرجوع لبحث (معجزة السبع المثاني) الذي يكشف أسرار أعظم سورة في القرآن الكريم ـ فاتحة الكتاب.
ارتباط مع أُمّ القرآن
ترتبط سورة الإخلاص مع سورة الفاتحة برباط عجيب يقوم على العدد سبعة. فلكل سورة أرقام تميزها: رقم السورة ـ عدد آياتها ـ عدد كلماتها ـ عدد حروفها، لنضع هذه الأرقام لكلتا السورتين في جدول:
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
1 7 31 139 112 4 17 47
إن العدد الذي يمثل هذه الأرقام مصفوفة من مضاعفات الرقم سبعة:
471741121393171 = 7 × 67391588770453
لدينا رباط آخر يقوم على رقم السورة وعدد آياتها وعدد كلماتها وعدد الأحرف الأبجدية التي تركبت منها. ففي سورة الفاتحة 21 حرفاً (ما عدا المكرر)، في سورة الإخلاص 13 حرفاً، لذلك يمكن أن نصنع الجدول الآتي:
سورة الفاتحة سورة الإخلاص
1 7 31 21 112 4 17 13
إن العدد الذي يمثل هذه القيم هو عدد من 14 مرتبة (7×2)، وينقسم على (7) تماماً وبالاتجاهين:
1) العدد: 13174112213171 = 7 × 1882016030453
2) مقلوبه: 17131221147131 = 7 × 2447317306733
والأعجب من ذلك أن النظام ذاته ينطبق على كل سورة بمفردها:
1 ـ العدد الخاص بسورة الفاتحة هو: (1 7 31 21) من مضاعفات الرقم سبعة:
213171 = 7 × 30453
2 ـ العدد الخاص بسورة الإخلاص هو: (13174112) أيضاً من مضاعفات
الرقم سبعة:
13174112 = 7 × 1882016
وقد يتساءل القارئ عن سرّ صفّ هذه الأرقام بجانب بعضها، ولماذا نبدأ برقم السورة أولاً ثم عدد الآيات ثم عدد الكلمات ثم الحروف، لماذا هذا الترتيب بالذات وليس أي ترتيب آخر؟
والجواب عن ذلك أن عملية صفّ الأرقام صفّاً هي من العمليات الرياضية شديدة التعقيد. لذلك فهي تناسب معجزة رقمية تتجلى في القرن الواحد والعشرين لتُعجز علماء الرياضيات وليعترفوا بضعفهم أمام هذه المعجزة. كما أن الأعداد الناتجة باستخدام هذه الطريقة هي أرقام ضخمة جداً لا يمكن أن تنتج من أي طريقة أخرى كالجمع مثلاً.
فمثلاً في كتاب الله آية تكررت (31) مرة وهي ]فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ[، وعندما نصفّ أرقام هذه الآيات الإحدى والثلاثين نجد عدداً ضخماً من (62) مرتبة، هذا العدد على الرغم من ضخامته يقبل القسمة على (7) تماماً وبالاتجاهين!!
أما ما يتعلق بترتيب هذه الأرقام فالأساس الذي ننطلق منه هو رقم السورة ثم يأتي رقم الآية بالمرتبة الثانية لأن السورة تحوي عدداً من الآيات. ثم عدد الكلمات لأن الآية تحوي عدداً من الكلمات ثم عدد الحروف لأن كل كلمة تحوي عدداً من الحروف.
إذن الترتيب المنطقي والعلمي يفرض علينا أن نرتب الأرقام كما يلي (الأكبر فالأصغر):
1ـ رقم السورة.
2ـ رقم الآية.
3ـ عدد الكلمات.
4ـ عدد الحروف.
وقد يكون في القرآن ترتيب آخر يعطي النتائج ذاتها وهذا بحاجة إلى دراسة موسَّعة قد نتمكن من إنجازها مستقبلاً، لرؤية أسرار الترتيب هذا. وعلى كل حال فأنا على يقين بأننا مهما اتبعنا من طرق ومهما تنوعت أساليب الترتيب والإحصاء والعدّ، وكيفما توجهنا بآيات القرآن نجدها مُحكمة ولا نجد أي اختلاف وهذا تصديق لقول الحق تبارك وتعالى: ]وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً[ [النساء:4/82].
المَلِكُ القُدُّوسْ
سوف نعيش مع اسمين من أسماء الله الحسنى (الملك) و (القدوس) ونرى كيف يتجلَّى كل منهما في سورة الإخلاص، وهذا دليل مادي ورقمي على أن الله تعالى قد أحكم أحرف أسمائه الحسنى في آيات كتابه ليدلنا على قدرة الله على كل شيء، وأن الله الملك القدوس هو واحد أحد لم يتخذ ولداً ولا يساويه شيء فهو خالق كل شيء، سبحانه وتعالى عما يشركون.
وتعتمد فكرة هذا النظام على إبدال كل كلمة برقم، هذا الرقم يمثل ما تحويه كل كلمة من أسماء الله الحسنى مثل الملك أو القدوس. وعلى سبيل المثال فإن توزع حروف كلمة (الملك) في هذه السورة يتم على الشكل الآتي:
1ـ كلمة (قُلْ) فيها من كلمة (الملك) اللام فقط وبالتالي تأخذ الرقم (1).
2ـ كلمة (هو) ليس فيها أي حرف من حروف كلمة (الملك) لذلك تأخذ الرقم (0).
3ـ كلمة (الله) تحتوي على الألف واللام واللام (الهاء غير موجودة في الملك) لذلك تأخذ الرقم (3).
4ـ كلمة (أحد) الحرف المشترك بين هذه الكلمة وكلمة (الملك) هو الألف فقط
لذلك تأخذ الرقم (1).
وهكذا إلى نهاية السورة. والعجيب أن الأعداد التي تعبر عن حروف أسماء الله الحسنى
في هذه السورة تأتي بنظام محكم، محور هذا النظام الرقم سبعة. وهنا نتساءل: هل يمكـن لبشرٍ مهما بلغ من القدرة أن يأتينا بنصّ أدبي يعبِّر فيه عن نفسه تعبيراً دقيقاً، ويرتب حروف هذا النص وكلماته ويرتب حروف اسمه هو في هذا النص مع حروف ألقابه أو أسمائه بحيث تأتي جميعها من مضاعفات الرقم سبعة؟ إنها عملية مستحيلة، بل إن مجرد التفكير في صنع نظام مشابه لهذه السورة هو أمر غير معقول.
في هذه السورة عبَّر الله تعالى فيها عن نفسه وصفاته ووحدانيته سبحانه وتعالى، وهي لا تتجاوز السطر الواحد، في هذا السطر كل شيء يسير بنظام رقمي دقيق: الكلمات ـ الحروف ـ حروف لفظ الجلالة (الله) ـ حروف أسماء الله الحسنى، كل هذا في سطر واحد! فكيف إذا درسنا القرآن كله المؤلف من أكثر من ثمانية آلاف سطر؟
المَلِك
(الملك) هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يقول تعالى: ]هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ[ [الحشر: 59/23]. ومن عظمة هذا القرآن أن كل حرفٍ فيه قد وضعه الله بمقدار وبنظام مُحكم. والذي أنزل سورة الإخلاص هو الملِك تبارك وتعالى، لذلك رتب أحرف اسمه (الملك) داخل هذه السورة بنظام رقمي يتناسب مع الرقم سبعة، لندرك ونعلم ]أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً[.
لنكتب كلمات سورة الإخلاص ونخرج من كل كلمة ما تحويه من أحرف كلمة (الملك) أي الألف واللام والميم والكاف:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 0 3 1 3 3 2 1 0 2 1 0 2 1 1 2 1
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف كلمة (الملك) عبر كلمات السورة هو: (12112012012331301) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
12112012012331301 = 7 × 1730287430333043
ومع أن هذه النتيجة مذهلة فقد يأتي من يقول إنها مصادفة! لذلك وضع الله تعالى
نظاماً آخر ليؤكد هذه النتيجة، فعندما نُخرج ما تحويه كل آية من أحرف كلمة
(الملك) نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة. لنصنع هذا الجدول:
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
ما تحويه كل آية من أحرف (الملك) ـ ا ل م ك 5 6 6 7
وهنا نجد العدد (7665) من مضاعفات السبعة:
7665 = 7 × 1095
إذن تتوزع أحرف كلمة (الملك) في كلمات السورة بنظام يقوم على الرقم سبعة، وبالوقت نفسه تتوزع هذه الأحرف في آيات السورة بنظام يقوم على الرقم سبعة، أليس هذا عجيباً؟
القُدُّوس
ويبقى النظام مستمراً، فعندما نعبر عن كل كلمة من كلمات السورة برقم يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف (القدوس)، أي الألف واللام والقاف والدال والواو والسين، يتشكل لدينا عدد من مضاعفات الرقم سبعة، لنرى ذلك:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 1 3 2 3 3 1 2 1 1 3 1 1 0 1 2 2
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف (القدوس) عبر كلمات السورة هو: 22101131121332312 من مضاعفات الرقم سبعة!
22101131121332312 = 7 × 3157304445904616
لم يتوقف الإعجاز بعد، فهنالك نظام آخر لتكرار هذه الحروف في كل آية من آيات سورة الإخلاص، لنكتب ما تحويه كل آية من أحرف (القدوس):
رقم الآيـة (1) (2) (3) (4)
ما تحويه كل آية من أحرف (القدوس) 8 6 8 7
إن العدد الذي يمثل توزع حروف (القدوس) عبر آيات السورة هو (7868) من مضاعفات السبعة:
7868 = 7 × 1124
وسبحان الله العظيم! النظام نفسه تماماً يتكرر مع اسمين من أسماء الله الحسنى: الملك ـ القدوس، فهل جاءت هذه الحقائق بالمصادفة؟
إن هذه الحقائق الدامغة تدل دلالة يقينية أن البشر عاجزون عن الإتيان بسورة مثل القرآن، وهذه سورة الإخلاص خير دليل يشهد بصدق كلام الله تعالى.
وإن كل من يدعي أن باستطاعته الإتيان بسورة مثل القرآن فإن كلامه هذا لا يستند إلى أي برهان، فقد يستطيع الإنسان أن يتحكم بألفاظ محددة ولكن لن يستطيع أن يتحكم بأحرف محددة داخل كل كلمة لأن هذا سيؤدي إلى فساد المعنى اللغوي. أما في كتاب الله عز وجل مهما بحثنا ومهما تدبَّرنا فلن نجد خللاً واحداً سواء في لغة القرآن أو في بلاغته وبيانه.
وصدق الله سبحانه وتعالى عندما يقول عن هذا القرآن: ]لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ[ [فصلت:41/42]
الخالق البارىء
والآن سوف نتدبر نظاماً متعاكساً لتوزع حروف اسمين من أسماء الله الحسنى: (الخالق البارىء)، وهنا يتجلى التعقيد الرقمي لهذه الأنظمة التي تتمثل في اتجاهات متعاكسة لقراءة الأرقام. فالعدد الذي يمثل توزع حروف كلمة (الخالق) في هذه السورة من مضاعفات الرقم (7)، أما العدد الذي يمثل توزع حروف كلمة (البارىء) في السورة فهو من مضاعفات الرقم (7) ولكن باتجاه معاكس (أي مقلوب هذا العدد).
1) توزع حروف كلمة (الخالق) عز وجل عبر كلمات السورة: بالطريقة ذاتها نخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف (الخالق) ـ ا ل خ ق:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
2 0 3 1 3 2 1 1 0 1 1 0 1 0 1 1 1
إن العدد الذي نراه في هذا الجدول من مضاعفات الرقم (7).
2) توزع حروف كلمة (البارىء) تعالى في كلمات السورة: نكرر العملية ذاتها مع حروف كلمة (البارىء) ـ ا ل ب ر ي:
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
1 0 3 1 3 2 1 2 0 1 2 0 1 1 1 1 1
نقرأ العدد من اليمين إلى اليسار فتصبح قيمته: (10313212012011111) هذا العدد من مضاعفات الرقم (7)! إن تنوع وتعدد أساليب الإعجاز الرقمي هو زيادة في تعقيد المعجزة الرقمية لهذا القرآن، وزيادة في استحالة تقليد هذه المعجزة من قبل البشر مهما حاولوا. لذلك يمكن القول بأن عدد الأنظمة الرقمية في هذا الكتاب العظيم لا نهاية له!
وانظر معي إلى عظمة كلام الله: ]قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً[ [الكهف:18/109]. ولو تأملنا الكثير من أسماء الله الحسنى لوجدنا النظام يبقى قائماً، فمثلاً كلمة (البصير) تتوزع حروفها بنظام يقوم على الرقم (7)، وكذلك كلمة (العدل) ... وغيرها.
وقد يتساءل القارئ الكريم عن سرّ تعاكس الاتجاهات في عمليات القسمة على سبعة. والجواب عن ذلك (والله تعالى أعلم) هو أن القرآن كتاب محكم وهو كتاب مثاني كما وصفه الله تعالى. وكما أن معاني ودلالات أسماء الله الحسنى تتعدد، كذلك تتعدد اتجاهات القسمة على سبعة.
وتأمل معي هذا الشكل الذي يعبر عن امتداد صفات الله وأنه لا نهاية لكلماته كيفما توجهنا يميناً أو يساراً: فالله تعالى هو الخالق الذي خلق الكون من العدم، وهو البارئ الذي برأ وأحكم ونظَّم وأعطى هذا الكون خَلْقَه وشَكْلَه. وكما أنه لا نهاية لخلق الله تعالى، كذلك لا نهاية لإتقان صنع الله تعالى.
والآن نأتي إلى دراسة سورة الإخلاص مع البسملة، فالبسملة ليست آية من هذه السورة ولكنها مكتوبة في القرآن ونحن نقرأ بها ونستفتح كل شؤوننا بها، والسؤال: هل يبقى النظام العجيب قائماً مع البسملة؟ وهل تبقى الأعداد من مضاعفات الرقم سبعة؟
الكتاب المثاني
من عجائب القرآن في لغة الأرقام قراءة هذه الأرقام باتجاهين متعاكسين، وهذه ميزة يتميز بها كتاب الله تعالى. فكما أن الخالق تعالى قد خلق من كل شيء زوجين، كذلك جعل في هذه الأرقام اتجاهين. وهذا دليل على وحدانية خالق الكون ومنزِّل القرآن جلَّ جلاله.
المثاني
من عظمة المعجزة الرقمية القرآنية وتفوقها على علم الرياضيات الحديث أننا نجد شيئاً جديداً في أرقام القرآن وهو قراءة هذه الأرقام باتجاهين (يمين ويسار) فنجد أعداداً تنقسم على سبعة إذا قرأناها من اليسار إلى اليمين، وأعداداً أخرى تنقسم على سبعة عند قراءتها من اليمين إلى اليسار (بالاتجاه المعاكس)، وهذا النظام الجديد يزيد من تعقيد المعجزة الرقمية واستحالة الإتيان بمثلها.
وهنا لا بد من تساؤل: قبل 14 قرناً لم يكن رجل واحد على وجه الأرض يدرك شيئاً عن هذا النظام، فكيف أتى هذا النظام المحكم؟ وما هو مصدره؟ الجواب المنطقي الوحيد، إنه الله الواحد الأحد!
والآن سوف نرى نظاماً عجيباً يتجلى في أول آيتين من كتاب الله تعالى، لنكتب الآية الأولى والآية الثانية من القرآن وتحت كل كلمة عدد حروفها:
بسم الله الرحمن الرحيم
3 4 6 6
العدد (6643) من مضاعفات السبعة:
6643 = 7 × 949
الحمد لله رب العلمين
5 3 2 7
نقرأ العدد بالعكس، أي (5327): من مضاعفات السبعة:
5327 = 7 × 761
إذن قسمة على (7) باتجاه اليمين ثم قسمة على (7) باتجاه اليسار! وربما نلمس من
هذا النظام المتعاكس معنىً جديداً للمثاني في القرآن العظيم. ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذه الاتجاهات، نعيد كتابة الآيتين ولكن هذه المرة نخرج من كل كلمة ما تحويه من لفظ الجلالة (الله) أي (الألف واللام والهاء) في كل كلمة، وهذا يؤكد أن الله عز وجل هو الذي رتب حروف اسمه في آياته. فهل يستطيع بشر مهما بلغ من العلم والمعرفة أن يؤلف كتاباً ويوزع حروف اسمه على كلمات هذا الكتاب بحيث تشكل هذه الحروف نظاماً رقمياً مُحكماً؟ إن وجود نظام كهذا في القرآن هو دليل وتوقيع
من الله على صدق كلامه وصدق رسالته.
بسم الله الرحمن الرحيم
0 4 2 2
العدد (2240) من مضاعفات السبعة:
2240 = 7 × 320
الحمد لله رب العلمين
2 3 0 3
العدد معكوساً من مضاعفات السبعة (مقلوبه 2303):
2303 = 7 × 329
هذا النظام العجيب والذي يستحيل تقليده من قبل البشر نجده منتشراً في آيات القرآن الكريم. ولكن نقتصر في هذا البحث على سورة الإخلاص لنرى النظام يتكرر في أول آية من هذه السورة:
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد
0 4 2 2 1 1 4 1
اتجاهين متعاكسين لقراءة الأعداد 2240 = 7 × 320 1141 = 7 ×163
وتأمل معي هذه الآية العظيمة عن القرآن: ]اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ[ [الزمر:39/23].
توزع مذهل (أ ـ ل ـ هـ)
رأينا في فقرات هذا البحث كيف تتوزع حروف أسماء الله الحسنى في كلمات هذه السورة العظيمة، والآن سوف نرى نظاماً مذهلاً لتوزع كل حرف من حروف لفظ الجلالة، أي الألف واللام والهاء.
لنكتب سورة الإخلاص كاملة مع البسملة ثم نخرج من كل كلمة ما تحويه من حرف الألف، ثم نخرج من كل كلمة ما تحويه من حرف اللام، ثم نعيد العملية من أجل حرف الهاء، ونرتب النتائج :
السورة بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
الألف 0 1 1 1 0 0 1 1 1 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 1
اللام 0 2 1 1 1 0 2 0 2 1 1 1 0 1 1 0 1 0 1 0 0
الهاء 0 1 0 0 0 1 1 0 1 0 0 0 0 0 0 0 0 0 1 0 0
إن العدد الذي يمثل توزع حرف الألف في هذه السورة من مضاعفات السبعة، كذلك العدد الذي يمثل توزع حرف اللام، أما حرف الهاء فنجد مقلوب العدد يقبل القسمة على سبعة، لنرى مصداق هذا:
1 ـ توزع حرف الألف: من مضاعفات الرقم (7):
110000000001111001110 = 7 × 15714285714444428730
2 ـ توزع حرف اللام: من مضاعفات الرقم (7):
001010110111202011120 = 7 × 144301444457470160
3ـ توزع حرف الهاء (مقلوب العدد): من مضاعفات الرقم (7):
010001101000000000100 = 7 × 1428728714285714300
إن الذي يقرأ هذا الأعداد الضخمة واتجاهاتها في القسمة على سبعة يظن نفسه أمام كتاب في الرياضيات الحديثة، فهل كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو النبيّ الأميّ عالماً بكل هذه الأعداد؟ أليس في هذه الأعداد دليل على أن القرآن من عند الله عز وجل؟
وتأمل معي هذينالاتجاهين اللذين يعبران عن اتجاه قسمة الأعداد، فأول حرف في لفظ الجلالة (الله) وهو الألف توزع في سورة الإخلاص بنظام سباعي باتجاه اليمين، وآخر حرف في لفظ الجلالة (الله) هو الهاء، وقد توزع عبر كلمات هذه السورة بنظام سباعي باتجاه اليسار. وكأن هذين الاتجاهين نحو اليمين ونحو اليسار يعبِّران عن أن كلمات الله لا نهاية لها كيفما توجهنا يميناً أو شمالاً!
وصدق الله القائل عن كلماته: ]وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[ [لقمان:31/27].
من دلالات الرقم سبعة
الرقم سبعة هو الأكثر تكراراً في القرآن الكريم بعد الرقم واحد! وهذا يدل على أهمية هذا الرقم في كتاب الله عز وجل. وسوف نعدد باختصار شديد بعض دلالات هذا الرقم ونلخصها في النقاط الآتية:
1- عدد السماوات (7) وعد الأراضين (7) وعدد أيام الأسبوع (7).
2- عدد طبقات الذرة (7) طبقات، وعدد طبقات الأرض (7) طبقات.
3- عدد ألوان الطيف الضوئي هو (7) ألوان، وعدد العلامات الموسيقية (7) أيضاً.
4- عدد حروف اللغة العربية التي هي لغة القرآن (28) حرفاً وهذا العدد من مضاعفات السبعة فهو يساوي (7×4).
5- عدد الحروف المميزة التي في أوائل سور القرآن هو (14) حرفاً، أي (7×2)، وكذلك عدد الافتتاحيات المميزة عدا المكرر هو (14) = (7×2).
6- عدد آيات أعظم سورة في القرآن هو (7) آيات وهي سورة الفاتحة والتي سماها الله تعالى بالسبع المثاني.
7- عدد أبواب جهنم (7) أبواب، والعجيب أن كلمة (جهنم) قد تكررت في القرآن كله (77) مرة وهذا العدد من مضاعفات السبعة (77=7×11).
8- لقد تكرر ذكر (السماوات السبع) و (سبع سماوات) في القرآن كله (7) مرات.
9- عدد الأشواط التي يطوفها المؤمن حول البيت الحرام هو (7) أشواط، ويسعى بين الصفا والمرة (7) أشواطٍ أيضاً، ويرمي (7) جمرات.
10- يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أسجد على سبعة أَعْظُم) [رواه البخاري]، فالسجود يكون على سبعة أعضاء.
11- لقد عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم (63) سنة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة فهو يساوي (7×9).
12- تكرر ذكر الرقم سبعة في أحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيراً، مثلاً:
- سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله …
- اجتنبوا السبع الموبقات …
- من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أراضين.
- إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات …
- من قال سبع مرات حسبي الله لا إله إلا هو …
- من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك.
13- تحدث الرسول الأعظم عليه وعلى آله الصلاة والسلام عن علاقة أحرف القرآن بالرقم (7)، فقال: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) [البخاري].
14- تكرر هذا الرقم في قصص القرآن، ففي قصة يوسف عليه السلام ورد هذا الرقم في رؤيا الملك: (سبع بقرات، سبع سنابل، سبع سنين). وفي قصة نوح عليه السلام في خطابه لقومه: ]أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً[ [نوح:71/15]. وفي قصة عاد وعذابهم بالريح العاتية، قال تعالى: ]سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ[ [الحاقة: 69/7]. وفي آية أخرى يتحدث عن عذاب أهل جهنم:
]ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ[ [الحاقة:69/32].
15- ورد هذا الرقم في القرآن أثناء الحديث عن الصدقات ومضاعفة الأجر من الله تعالى: ]كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِل[ [البقر ة: 2/261].
16- جاء ذكر الرقم (7) في القرآن للدلالة على كلمات الله التي لا تنتهي: ]وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ[ [لقمان: 31/27].
ولو ذهبنا نتتبع دلالات هذا الرقم نكاد لا نحصيها، ويكفي أن نقول: إن وجود معجزة قرآنية تقوم على الرقم (7) هو دليل كبير على أن هذا القرآن هو كلام خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى.
خاتمة
في هذا البحث العلمي عشنا مع حقائق رقمية دامغة عن سورة قصيرة جداً هي السورة التي أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها تعدل ثلث القرآن. وهنا نوجه سؤالاً لكل من يرى هذه الحقائق ولا تقنعه، إن سورة الإخلاص هي عبارة عن سطر واحد، فهل يستطيع البشر في القرن الواحد والعشرين بكل أجهزتهم وقدراتهم أن يأتوا بسطر واحد فيه مثل هذه الحقائق الرقمية العجيبة؟
في سورة الإخلاص ومن خلال هذا البحث رأينا مباشرة أكثر من ثمانين عملية قسمة على سبعة، وبلغة الأرقام إن احتمال المصادفة في هذه الأعداد مجتمعة حسب قانون الاحتمالات هو أقل من واحد على مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون، وهذا يعني أن الاحتمال هو واحد على واحد وبجانبه (67) صفراً!!
ولو طلبنا من أسرع أجهزة الكمبيوتر أن تعطي مثل هذا النظام فإن هذا الكمبيوتر سيبقى يعمل باستمرار بلايين بلايين ... السنوات ليأتينا بسطر واحد مثل سورة الإخلاص، وهيهات أن يأتي بذلك؟
لذلك يمكن اعتبار هذا البحث بمثابة إثبات مادي على استحالة الإتيان بسورة مثل القرآن. وهنا يتجلى قول الحق عزَّ وجلَّ عن هذا الأمر لكل من يشك أو يرتاب بهذا القرآن: ]وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[ [البقرة:2/23ـ23].
هذا وإن المؤمن الذي أحبَّ الله ورسوله وأصبح القرآن منهجاً له في حياته لا ينبغي
له أن ينأى بنفسه عن علوم العصر وتطوراته، ولا يجوز له أبداً أن ينتقص من شأن القرآن بإهماله لهذه المعجزة، لأنها صادرة من عند الله تعالى، ولولا أهمية هذه المعجزة لم يكن الله عز وجل ليضعها في كتابه!
وحال المؤمن دائماً في لهفةٍ لجديد هذا القرآن وجديد إعجازه، وما يُعلي شأن كلام الله وشأن هذا الدين. أما عن الأخطاء وبعض الانحرافات التي وقع بها بعض من بحثوا في لغة الأرقام القرآنية فيجب ألا تثنينا عن دراسة هذا العلم الناشىء، بل يجب على المؤمن أن يسارع إلى معرفة الأخطاء ليتمكن من تجنبها.
إن أي علم ناشئ لا بد أن يتعرض في بداياته لشيء من الخطأ حتى تكتمل المعرفة بهذا العلم، وهذا أمر طبيعي ينطبق على المعجزة الرقمية القرآنية. وذلك لأن اكتشاف معجزة في كتاب الله تعالى أمر ليس بالهيِّن، بل يحتاج لجهود مئات الباحثين. وإذا ظهر لدى بعض هؤلاء أخطاء كان من الواجب على المؤمن الحريص على كتاب ربه أن يتحرَّى هذه الأخطاء ويصحِّحها لينال الأجر من الله تعالى في خدمة هذا الكتاب العظيم.
وإذا كان باعتقاد البعض أنه لا فائدة من دراسة لغة الأرقام القرآنية، فإن هذا الاعتقاد لا يستند إلى أي برهان علمي، بل جميع التطورات التي نشهدها في القرن الواحد والعشرين تؤكد على أهمية لغة الرقم في إقامة الحجة على كل من يُنكر صدق هذا القرآن.
فإذا كانت لغة الرقم هي لغة العلوم الحديثة، فما الذي يمنع أن نجد هذه اللغة في كتاب الله تعالى؟ وما الذي يضرنا إذا صدرت أبحاث كهذه تعلي من شأن القرآن وتخاطب أولئك الماديين بلغتهم التي يتقنونها جيداً؟
وفي ختام هذا البحث نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويعيننا على اجتنابه. وأن يجعل من هذا البحث علماً نافعاً يُبتغى به وجهه الكريم.]قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ[.
تعليق