بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
أول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة مهاجرا أنه بنى مسجده الشريف لأجل إقامة صلاة الجمعة والجماعة فيه لأجل اجتماع القلوب والأبدان بين المسلمين، وقد حث صلى الله عليه وسلم على حضور صلاة الجمعة والجماعة ورغب في ذلك لعموم المسلمين إلا من كان معذوراً بمرض ونحوه، وتوعد من تخلف عنها بغير عذر، قال صلى الله عليه وسلم: "من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر"، قيل وما العذر قال: "خوف أو مرض"، وقال صلى الله عليه وسلم: "أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها لأتوها ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار"متفق عليه، ولأحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لو لا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون من في البيوت بالنار"، لذلك كان حرص الصحابة رضي الله عنهم على حضور صلاة الجماعة شديداً حتى قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام بالصف رواه مسلم وغيره ولا يستثنى إلا من له عذر في التخلف عنها وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم المتخلفين بالنفاق وتوعدهم بالعقوبة ومع هذا يأتي من يقول في بعض المواقع: إغلاق المحلات التجارية أثناء الصلاة بدعة، كما نقلت عنه جريدة الجزيرة في عددها الصادر بتاريخ 11 / 5 / 1433هـ وأسمته: عبدالله العويلط وذكرت أنه باحث شرعي وعضو في هيئة التحقيق، و يا سبحان الله كأن هذا الباحث المذكور لم يقرأ قوله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)
وقوله تعالى: (لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)،
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ)،
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)،
قال الإمام بن كثير رحمه الله أي يقدمون طاعته ومراده ومحبته على مرادهم ومحبتهم، قال هشيم عن شعبان قال حدثت عن ابن مسعود أنه رأى قوماً من أهل السوق حيث نودي للصلاة المكتوبة تركوا بياعاتهم ونهضوا إلى الصلاة فقال عبدالله بن مسعود هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّه)، قال ابن كثير وهكذا روى عمر بن دينار القهرماني عن سالم بن عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد فقال عبدالله بن عمر فيهم نزلت: (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّه) فأين هذا من قول العويلط إن الإغلاق لم يفعل في صدر الإسلام ولم يكن اجبار عليه فهو مستحدث ولا أًصل له – أقول كيف مستحدثاً والرسول صلى الله عليه وسلم هم أن يحرق بيوت المتخلفين عن الصلاة في الجماعة ووصفهم بالنفاق وكذلك ابن مسعود يقول: (لا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق)، وما ذكره ابن كثير في تفسيره عن السلف في تفسير قوله تعالى: (لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ)، وإنهم كانوا يغلقون حوانيتهم ويقبلون إلى الصلاة – إن البدعة في الحقيقة هي في هذا الكلام الذي قاله العويلط – هداه الله – ولكن كما جاء في الحديث أنه في آخر الزمن تتخذ السنة بدعة، والبدعة سنة. فلا حول ولا قوة إلا بالله وأخشى أن يكون الباحث العويلط في بحثه كما قيل في المثل يبحث عن حتفه بظلفه
وقوله تعالى: (لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)،
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ)،
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)،
قال الإمام بن كثير رحمه الله أي يقدمون طاعته ومراده ومحبته على مرادهم ومحبتهم، قال هشيم عن شعبان قال حدثت عن ابن مسعود أنه رأى قوماً من أهل السوق حيث نودي للصلاة المكتوبة تركوا بياعاتهم ونهضوا إلى الصلاة فقال عبدالله بن مسعود هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّه)، قال ابن كثير وهكذا روى عمر بن دينار القهرماني عن سالم بن عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد فقال عبدالله بن عمر فيهم نزلت: (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّه) فأين هذا من قول العويلط إن الإغلاق لم يفعل في صدر الإسلام ولم يكن اجبار عليه فهو مستحدث ولا أًصل له – أقول كيف مستحدثاً والرسول صلى الله عليه وسلم هم أن يحرق بيوت المتخلفين عن الصلاة في الجماعة ووصفهم بالنفاق وكذلك ابن مسعود يقول: (لا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق)، وما ذكره ابن كثير في تفسيره عن السلف في تفسير قوله تعالى: (لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ)، وإنهم كانوا يغلقون حوانيتهم ويقبلون إلى الصلاة – إن البدعة في الحقيقة هي في هذا الكلام الذي قاله العويلط – هداه الله – ولكن كما جاء في الحديث أنه في آخر الزمن تتخذ السنة بدعة، والبدعة سنة. فلا حول ولا قوة إلا بالله وأخشى أن يكون الباحث العويلط في بحثه كما قيل في المثل يبحث عن حتفه بظلفه
فكان كعز السوء قامت بظلفها --- إلى مدية تحت التراب تثيرها
كما يرى العويلط أن الإغلاق للمحلات وقت الصلاة فيه ضرر على الناس وهذا من قلب الحقائق فإن الضرر يحصل في الاشتغال في المحلات وقت الصلاة وترك الذهاب إلى المساجد، والله تعالى قال في الذهاب إلى المساجد: (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، وقال سبحانه في ختام الآيات التي هي: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ)، وقال: (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، ففي هذا دليل على أن إعلاق المحلات لأداء الصلاة في المساجد سبب في نيل الرزق من الله، وقد قال سبحانه فيمن تلهيهم تجارتهم وبيعهم عن الصلاة في المسجد (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ)، فكيف تقلب الحقائق على يد العويلط – هداه الله – والآيات المذكورة عامة لأصحاب المحلات وغيرهم وعليه عمل المسلمين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا، فنحن على أثر السلف الصالح في هذا فلسنا مبتدعة.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
1433-05-12هـ
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
1433-05-12هـ