الية الأنتيكيثيرا او (Antikythera Mechanism):-
ما هذا الشيء؟ لقد وُجد في قعر البحر على متن سفينة يونانية قديمة. تطَلَّب التعقيد البادي عليه عقودا من الدراسة، مع ذلك لا تزال بعض وظائفه مجهولة. أما الآن فقد أثبتت عمليات الفحص بالأشعة السينية مؤخرا طبيعة الآلة، وكشفت عن عدة وظائف غير متوقعة. تم اكتشاف أن هذه الآلية كانت تستعمل كحاسوب ميكانيكي دقيق ما كان يعتقد أنها قد وجدت عند غرق السفينة سنة ثمانين قبل الميلاد، ولا حتى خلال الألف سنة التي تَلت. تُشكل عجلاتها وتعشيقاتها أداة محمولة تحاكي حركة أجرام السماء وتتنبأ بمواقع النجوم والكواكب، بما في ذلك كسوفات الشمس والقمر. يبلغ طول الآلة الظاهرة في الصورة 33 سنتيمترا و تماثل في الحجم كتابا كبيرا.
لأنتيكيثيرا هي آلة ميكانيكية قديمة اخترعها الاغريق للحساب الفلكي وقد تم اكتشافها عام 1900م من حطام الأنتيكيثيرا وتعرض آلة في الوقت الحالي في المتحف الاثري الوطني في اثينا
التاريخ:-
لأنتيكيثيرا تعتبر أول ساعة فلكية معقدة حيث يقدر تاريخ اختراعها عام 100-150م قبل الميلاد. اكتشفت فى قاع البحر عام 1901 فى جزيرة أنتيكيثرا ، وصنعت بدقة بالغة لحساب الزمن ، ورجحت مصادر الأثريين كونها حاسبة فلكية معقدة تشير الى مواقع النجوم والكواكب وأوقات حدوث الكسوف الشمسى والخسوف القمرى .
تفاصيل اكثر وقصه هذه الاله :-
قصتنا لهذا اليوم بدأت في عام 1900 م حينما كان "الياس ستادياتوس" اليوناني يقوم بعمله اليومي و الروتيني في الغطس الى قاع البحر لجمع الاسفنج ، في ذلك اليوم لم يحالف الحظ الياس في الحصول على الكثير من الاسفنج لذلك قرر ان يجرب حظه في مكان جديد لم يسبق له الغطس فيه و قد كان لقرار هذا الصياد اليوناني البسيط الاثر الاكبر في اماطة اللثام عن احد الالغاز التاريخية التي حيرت علماء التاريخ و الباحثين لقرن من الزمن ، فقد شاء القدر ان يكتشف صياد الاسفنج هذا حطام سفينة اغريقية قديمة على عمق اكثر من 200 قدم تحت سطح الماء ، سفينة احتفظت في جوفها و لمدة الفين عام على الكثير من الكنوز الفنية و التاريخية التي اعطت للعالم صورة واضحة عن مدى الازدهار و الرقي الذي بلغته الحضارة الاغريقية في تلك الفترة من التاريخ و قد قام الباحثون بنقل تلك الكنوز الى اثينا لغرض تنظيفها و دراستها.
في عام 1902م كان احد الباحثين يعكف على دراسة قطع الكنز عندما اثارت انتباهه قطعة متأكلة من المعدن وجدت مع الحطام ، كانت عبارة عن دولاب مسنن كذلك المستعمل في المكائن الحديثة و بمزيد من التدقيق اكتشف الباحث بأنه جزء من جهاز ما و انه مرتبط بمجموعة اخرى من الدواليب المسننة المختلفة الاحجام و المشابهة نوعا ما للدواليب الصغيرة الموجودة داخل الساعة ، لقد جلب هذا الاكتشاف اهتمام العلماء و قاموا بمزيد من الابحاث و الدراسة و توصلوا الى نتيجة كانت عبارة عن صدمة حقيقية قلبت رأسا على عقب جميع المفاهيم التاريخية عن مدى التقدم التقني و العلمي الذي كان سائدا في العالم القديم ، فقد توصل الباحثون الى ان الدولاب المسنن هو جزء من جهاز حاسبة آلي يقوم بحساب مواقع الشمس و القمر و الافلاك و البروج في فترة معينة من الزمن تحددها المعلومات التي يقوم مستعمل الجهاز بأدخالها عن طريق عتلة معينة ، اي انه يقوم بنفس عمل اجهزة الكمبيوتر المبسطة و لكن مع فرق واحد غريب و محير و هو ان الجهاز عمره 2150 عام !!!
في الحقيقة ان هذا الجهاز اثار الكثير من التساؤلات و غير العديد من المفاهيم المتعلقة بالتطور العلمي للبشرية ، بل ان البعض من الباحثين ذهب بخياله بعيدا ليثير نضريات قديمة عن وجود حضارة متطورة في جزء من البحر الابيض المتوسط تدمرت و اختفت في ضروف غامضة تاركة خلفها مجموعة من الاثار التي يقف العلماء عاجزين عن معرفة اسرارها ، فمثلا حتى بدايات القرن العشرين لم يكن العلماء يظنون ان القدماء عرفوا الية استعمال الدواليب المسننة لصنع الاجهزة المعقدة (استعملت فقط في مجالات بسيطة مثل دواليب الماء في السواقي و الانهر) و ان هذه التقنية ظهرت في القرن الثامن عشر و لم يكن احد يتخيل وجود جهاز كهذا في العالم القديم الا في روايات الخيال العلمي ، الغريب ان الجهاز كان يعطي نتائج حسابية مذهلة و يستخدم عدة تقاويم زمنية لأعطاء نتائج دقيقة فعلى سبيل المثال فأن عدد ايام السنة في هذا الجهاز هو 365.25 يوما اي انه عرف السنة الكبيسة و هو امر لم تعرفه التقاويم القديمة الا عند ظهور التقويم الرومي او اليولياني سنة 46 قبل الميلاد و الذي استغرق تطويره قرنا كاملا ليحصل على نتائج دقيقة اي ان الجهاز قد سبقه بما يقارب الثلثمائة سنة ، و كما ان التقنية نفسها تثير الاستغراب فالجهاز يعطي مجموعة دقيقة من المعلومات عن طريق تحريك 30 الى 72 دولابا مسننا متشابكة مع بعضها بطريقة لطيفة و دقيقة و هو امر لم يعرف له العالم مثيلا حتى القرن الثامن عشر ، كيف توصل القدماء في عام 150 قبل الميلاد الى صنع جهاز كهذا ؟ سؤال محير لازال العلماء لا يعلمون على وجه الدقة جوابه ، بعض العلماء يرون ان الجهاز هو خلاصة لعلوم القدماء و ان العالم القديم لم يكن متخلفا و بدائيا بصورة مطلقة كما يتخيله البعض بل ان هناك العديد من الحضارات التي عرفت رقيا و تطورا كبيرا مثل الحضارة الفرعونية و البابلية و الاغريقية و الصينية ، فالهندسة المصرية و علم التنجيم و الرياضيات البابلي و النضريات العلمية و الفلسفية الاغريقية و التقنيات العلمية الصينية كلها تؤكد ان القدماء وصلوا في زمن ما الى تقدم و رقي كبير، و في كتب التاريخ القديم وجد العلماء اشارة الى جهاز مشابه صنعه العالم اليوناني العبقري ارخميدس الذي درس في الاسكندرية و نبغ في علم الهندسة و الرياضيات و رغم ان جهاز ارخميدس هذا لم يصل الى ايدي العلماء ابدا و كان الكثيرين يظنون انه مجرد اسطورة الا ان وصفه المذكور في كتب المؤرخين يشبه الى حد كبير طبيعة و مواصفات الجهاز اليوناني ، فجهاز ارخميدس كان يصور حركة الافلاك و الكواكب و بطريقة عمل مشابهة ، اذن جهاز ارخميدس لم يكن اسطورة و هو الامر الذي دفع العلماء الى النظر بجدية الى مجموعة من الاساطير المذكورة عن هذا العالم العبقري و احدها هي قصة حرق سفن العدو عن طريق مرايا كبيرة على الساحل توجه اشعة الشمس لتشعل النار في بدن السفينة الخشبي ، و قد قام العلماء بتجربة للتحقق من هذه الاسطورة عام 1973 عن طريق تثبيت 70 مرآة على الساحل و توجيه اشعة الشمس المنعكسة منها الى سفينة خشبية في عرض البحر و قد نجحت التجربة في اشعال النار في السفينة.
و في عالمنا العربي و الأسلامي نبغ العالم الجزري (بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل الرزاز) في القرن الثاني عشر في صنع مجموعة من الالات و الساعات الترفيهية التي تعمل عن طريق حركة الماء او الدواليب المسننة و اساليب اخرى فيزيائية و هندسية لطيفة ، كانت الالات الجزري تحتوي على تماثيل و شخصيات تتحرك و تحدث اصواتا لذلك يعده البعض مؤسس تقنية الروبوت او الانسان الالي (الاصح دمى متحركة و ليس روبوت لأن التقنية تختلف فالروبوت يمتلك القدرة على اتخاذ بعض القرارات و الاعمال بدون تدخل الانسان اما الدمى المتحركة فلا تملك هذه القدرة و لكن على العموم الفكرة متشابهة) و بعيدا عن الخرافات و الاساطير فالعلماء يعتقدون بأن القدماء كانوا في كثير من الاحيان قاب قوسين او ادنى من تحقيق قفزة نوعية في تطور الحضارة البشرية لولا الحروب البربرية المستمرة و الوحشية التي كانت دائما تقضي على اسس الحضارة و تسوق الانسانية نحو مهاوي الجهل و التخلف (على سبيل المثال حرق مكتبة الاسكندرية في مصر و مكتبات بغداد على يد المغول).
اخر اخبار الجهاز عزيزي القاريء ان هيئة بحث علمية لدراسته متكونة من علماء امريكان و بريطانيين و يونانيين توصلوا عام 2008 الى انه كان يستعمل ايضا لتحديد تاريخ اجراء بعض الالعاب في الاولمبياد اليونانية القديمة.
المصادر
موقع :موسوعه وكيبيديا.
وبعض المواقع العربيه والاجنبيه
نشر هذا الموضوع وهذا البحث لمنتدى قدماء .. فمن قام بنسخ العمل الرجاء منه ذكر المصدر
والله المستعان
مجنون فيها
تعليق