بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الخلافة الإسلامية
من الأحاديث العظيمة، ما تحدث فيه رسول الله ـ صلى الله علية وسلم ـ مبيناً أن دولة الإسلام ستمر بمراحل متعددة، فمن خلافة راشدة، إلى ملك جبري، إلى ملك عاض، ثم إلى خلافة راشدة من جديد، ثم تقوم الساعة بعد، ففي صحيح البخاري عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : " كان الناس يسأ لون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني،
فقلت : يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر، قال : نعم ، قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير، قال : نعم، وفيه دخن، قلت :
وما دخنه، قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر،
قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر، قال : نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، .............الخ، وعند أبي داوود" خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك أو ملكه من يشاء".
وعند أحمد:" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج
النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت".
ففي هذا بيان، لتدرج تغير الحكم عند المسلمين ـ سنة كونية ـ فمن نبوة إلى ملك عاض وجبري، ثم خلافة على منهاج النبوة، فكانت الخلافة الأولى، إلى أن تنازل الحسن ـ رضي الله عنه ـ لمعاوية، كانت خلافة راشدة على منهاج النبوة، ثم جاء ملك معاوية، وهو ملك فيه خير وبركة، ثم بدأ يتناقص الأمر حتى وصل إلى يومنا هذا، فصارملكاً عاضاً جبرياً، فلما حصلت هذه الثورات، قال البعض : بأنها بداية سقوط الملك الجبري تمهيداً لخلافة النبوة، وقد يصح ذلك ولو من وجه، وإن كان رأيي خلاف ذلك، فعلت أصوات بعودة الخلافة الراشدة، وبعضهم يقول : الخلافة السادسه الراشدة، وهذه الثانية خطيرة لوجوه :
1ـ منها طعن في خلافة معاوية ـ رضي الله عنه ـ .
2ـ الخلافات الراشدة اثنتان فقط، خلافة الأئمةالأربعة أبوبكر والباقون مع خلافة الحسن، ثم خلافة المهدي آخر الزمن .
3ـ في ذلك إسقاط لحكم الأمويين ابتداءً بمعاية، والعباسيين والمماليك والعثمايين وغيرهم، وهذا من الباطل، خصوصاً في حق معاوية .
4ـ زعْم أن خلافة عمر بن عبد العزيز وعصره أفضل من خلافة معاوية وعصره، وهذا باطل بنص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأنه أوقف الخلافة الراشدة عند ثلاثين عاماً تنتهي بالتنازل لمعاوية، فأما تخطي معاوية إلى عمر بن عبد العزيز، وتسمية خلافة عمر بن عبد العزيز بالراشدة ضرب من الباطل والضلال، لأنها من حكم الملكية الوراثية على صلاحها، ومعاوية وعصره خير من عمر بن عبد العزيز وعصره لوجوه كثيرة .
5ـ دعواهم بالخلافة الراشدة السادسة، فضلاً عن كونه قام على باطل، فهي تسمية باطلة، لأن الرشد نسبة إلى الصلاح والرشاد الذي يتمثل في شخص المهدي، أما دعوى ونسبة ذلك إلى الأشخاص ابتداءً فهذا زور وبهتان .
6ـ تأثر المسلمين بدعاوى المبتدعة الزنادقة الرافضة المجوسية، من جعل الأولوية لغير التوحيد والصلاة، بل للخلافة، مع كون الخلافة من الوسائل لا من المقاصد .
7ـ ظهور أثر فكر حزب التحرير والمعتزلة والرافضة والخوارج، الذي وصل إلى جماعات أخرى كالإخوان المسلمين، فأناطوا الخيرية في أنفسهم، ومنعوها أهلها الحق؛ أهل السنة والجماعة .
8ـ ظهور هذه المصطلحات ونحوها، ووضعها في غير موضعها، الأمر الذي يدل على أن فتنة عظيمة تراد بالأمة، وتحاك ضدها ولعلها تحاك على أيدي بعض أهل الإسلام علموا أم جهلوا .
9ـ قلت قبل سنوات : إن اليهودية والشيوعية والثورية العالمية، ستقوم بإيجاد أنظمة إسلامية ليسهل القضاء على المسلمين، وذلك سيكون بإثبات فشلهم وتشنجهم وتشددهم وعدم قدرتهم على تحمل أعباء الدولة، ما سيؤدي إلى ما قلنا من القضاء عليهم وإقصائم عنه الحكم، ما يوطِّيء لخروج الدجال .
10ـ وعليه فأقول : لا بد من التنبه والتيقظ لكل هذا، وأن ترجع الأمور إلى أهلها، وقد قلت يوماً : إن الشيوعية واليهودية والرافضة يسعون إلى كسر المثلث السُّني : السعودية ـ مصر ـ الأردن، وذكرت أن مصر مستهدفة قبل غيرها، لأنها العمق الاستراتيجي البشري للمسليمن !!! ثم انظرما حصل لمصر، قلت هذا في أول أحداث مصر، ونحن الآن نرى النتيجة، والله يلطف بنا جميعاً .
وأخيراً : فأ نا أحذر علناً من الانجرار وراء الألفاظ العاطفية مع نسيان الواقع، فأي خلافة راشدة يقيمها الغنوشي تحت ظل المرزوقي الشيوعي ؟! وهل الخلافة الراشدة سيقيمها رجل من غير أهل بيت رسول الله ـ صلى عليه وسلم ـ وفي غير مدينة وسول الله صلى عليه وسلم
سمير مراد
الأحد: 7/2/1433
1/1/2012
دولة الخلافة الإسلامية
من الأحاديث العظيمة، ما تحدث فيه رسول الله ـ صلى الله علية وسلم ـ مبيناً أن دولة الإسلام ستمر بمراحل متعددة، فمن خلافة راشدة، إلى ملك جبري، إلى ملك عاض، ثم إلى خلافة راشدة من جديد، ثم تقوم الساعة بعد، ففي صحيح البخاري عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال : " كان الناس يسأ لون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني،
فقلت : يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر، قال : نعم ، قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير، قال : نعم، وفيه دخن، قلت :
وما دخنه، قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر،
قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر، قال : نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، .............الخ، وعند أبي داوود" خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك أو ملكه من يشاء".
وعند أحمد:" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج
النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت".
ففي هذا بيان، لتدرج تغير الحكم عند المسلمين ـ سنة كونية ـ فمن نبوة إلى ملك عاض وجبري، ثم خلافة على منهاج النبوة، فكانت الخلافة الأولى، إلى أن تنازل الحسن ـ رضي الله عنه ـ لمعاوية، كانت خلافة راشدة على منهاج النبوة، ثم جاء ملك معاوية، وهو ملك فيه خير وبركة، ثم بدأ يتناقص الأمر حتى وصل إلى يومنا هذا، فصارملكاً عاضاً جبرياً، فلما حصلت هذه الثورات، قال البعض : بأنها بداية سقوط الملك الجبري تمهيداً لخلافة النبوة، وقد يصح ذلك ولو من وجه، وإن كان رأيي خلاف ذلك، فعلت أصوات بعودة الخلافة الراشدة، وبعضهم يقول : الخلافة السادسه الراشدة، وهذه الثانية خطيرة لوجوه :
1ـ منها طعن في خلافة معاوية ـ رضي الله عنه ـ .
2ـ الخلافات الراشدة اثنتان فقط، خلافة الأئمةالأربعة أبوبكر والباقون مع خلافة الحسن، ثم خلافة المهدي آخر الزمن .
3ـ في ذلك إسقاط لحكم الأمويين ابتداءً بمعاية، والعباسيين والمماليك والعثمايين وغيرهم، وهذا من الباطل، خصوصاً في حق معاوية .
4ـ زعْم أن خلافة عمر بن عبد العزيز وعصره أفضل من خلافة معاوية وعصره، وهذا باطل بنص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأنه أوقف الخلافة الراشدة عند ثلاثين عاماً تنتهي بالتنازل لمعاوية، فأما تخطي معاوية إلى عمر بن عبد العزيز، وتسمية خلافة عمر بن عبد العزيز بالراشدة ضرب من الباطل والضلال، لأنها من حكم الملكية الوراثية على صلاحها، ومعاوية وعصره خير من عمر بن عبد العزيز وعصره لوجوه كثيرة .
5ـ دعواهم بالخلافة الراشدة السادسة، فضلاً عن كونه قام على باطل، فهي تسمية باطلة، لأن الرشد نسبة إلى الصلاح والرشاد الذي يتمثل في شخص المهدي، أما دعوى ونسبة ذلك إلى الأشخاص ابتداءً فهذا زور وبهتان .
6ـ تأثر المسلمين بدعاوى المبتدعة الزنادقة الرافضة المجوسية، من جعل الأولوية لغير التوحيد والصلاة، بل للخلافة، مع كون الخلافة من الوسائل لا من المقاصد .
7ـ ظهور أثر فكر حزب التحرير والمعتزلة والرافضة والخوارج، الذي وصل إلى جماعات أخرى كالإخوان المسلمين، فأناطوا الخيرية في أنفسهم، ومنعوها أهلها الحق؛ أهل السنة والجماعة .
8ـ ظهور هذه المصطلحات ونحوها، ووضعها في غير موضعها، الأمر الذي يدل على أن فتنة عظيمة تراد بالأمة، وتحاك ضدها ولعلها تحاك على أيدي بعض أهل الإسلام علموا أم جهلوا .
9ـ قلت قبل سنوات : إن اليهودية والشيوعية والثورية العالمية، ستقوم بإيجاد أنظمة إسلامية ليسهل القضاء على المسلمين، وذلك سيكون بإثبات فشلهم وتشنجهم وتشددهم وعدم قدرتهم على تحمل أعباء الدولة، ما سيؤدي إلى ما قلنا من القضاء عليهم وإقصائم عنه الحكم، ما يوطِّيء لخروج الدجال .
10ـ وعليه فأقول : لا بد من التنبه والتيقظ لكل هذا، وأن ترجع الأمور إلى أهلها، وقد قلت يوماً : إن الشيوعية واليهودية والرافضة يسعون إلى كسر المثلث السُّني : السعودية ـ مصر ـ الأردن، وذكرت أن مصر مستهدفة قبل غيرها، لأنها العمق الاستراتيجي البشري للمسليمن !!! ثم انظرما حصل لمصر، قلت هذا في أول أحداث مصر، ونحن الآن نرى النتيجة، والله يلطف بنا جميعاً .
وأخيراً : فأ نا أحذر علناً من الانجرار وراء الألفاظ العاطفية مع نسيان الواقع، فأي خلافة راشدة يقيمها الغنوشي تحت ظل المرزوقي الشيوعي ؟! وهل الخلافة الراشدة سيقيمها رجل من غير أهل بيت رسول الله ـ صلى عليه وسلم ـ وفي غير مدينة وسول الله صلى عليه وسلم
سمير مراد
الأحد: 7/2/1433
1/1/2012