الردود المنتقاة عـلـى شـبهـات
الأخـوة الـرقـاة
تأليف ....
عمر بن خضر أبو جربوع
قدم له ...
الأستاذ الدكتور
مروان بن إبراهيم القيسي
جامعة اليرموك - كلية الشريعة
وفضيلة الشيخ....
وحيد بن عبد السلام بالي
وفضيلة الشيخ ....
سليمان بن عبد بن سليمان أبو دامس
مقدمة الأستاذ الدكتور
مروان إبراهيم القيسي
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه، وبعد :
فإن الإنسان قد خلق ليحيا عمراَ محدداَ وليقوم بمهمة محددة وهي توحيد الخالق عز وجل رباَ وإلهاَ وإفراده بصفات الكمال والجلال كما وصف نفسه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم .
ومعلوم أنه ليس للمرء ليرضي ربه ويقوم بما طلبه منه فيحصل على سعادة الدنيا والآخرة إلا العمل الصالح ، السبب الأول والأخير في السعادة . إلا أن من رحمة الله بعباده المؤمنين أنه شرع لهم من الأعمال ما يستمر ويبقى ثوابه جارياً عليهم بعد الوفاة كما قال - صلى الله عليه وسلم - : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ولد صالح يدعو له ، أو علم ٌينتفع به من بعده ، أو صدقة تجري يبلغه أجرها )) [1].
ومن هذه الثلاثة يأتي عمل أخينا الشيخ عمر أبو جربوع في علم ينتفع به من بعده . ولم يأت ولم يأت العلم ههنا مطلقاً ، بل جاء مقيداً بالانتفاع منه . وهو حكم العلم في الإسلام أن يُنتفع به ، وإلا كان عبثاً . وقد قال - صلى الله عليه وسلم - (( سلوا الله علما نافعاَ وتعوذوا بالله من علم لا ينفع ))[2] .
وقد ذم الله تعالى العلم غير النافع بقوله سبحانه : ((وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ))[3] وكلما كان العلم نافعاً أزداد أجر صاحبه ، وكلما عظمت حاجة الأمة إليه كان نافعاً .
ولذا فإنني أناشد أهل العلم عامة أن لا يكتبوا لأنفسهم ، وأن يلتمسوا حاجات الأمة ويكتبوا لسدها وقضاءها .
وقد سرتني مراجعة هذا الكتاب الذي بين يدي ، لعظم حاجة المسلمين إليه ، فهو من العمل النافع جداً للأمة ، فما أحوج المسلمين له ولأمثاله من المؤلفات .
ووجدته منسجماً مع مضمون التوحيد مستفيداً من الطب منبها على أخطاء وويلات يرتكبها بعض المعالجين بقصد أو بغير قصد .
وتتميما لما جاء في أحد فصول الكتاب ، فإن لي اجتهاداً أريد أن أبديه فيما يخص أخذ الأجرة على الرقية الشرعية . فقد تضمن الكتاب أقوالاً لعلماء أفاضل يجيزون أخذ الأجرة غير أن ثمة رأياً لبعض الفضلاء لا يجيزون أخذها ، ويرون أن أخذ الصحابة أجره على رقيه قاموا بها لمن أبى أن يضيفهم - ومعلوم أن الضيافة حق شرعي للمسافر على المضيف - أنه كان من باب المجازاة على واجب أهملوه ولا يعني ذلك جواز أخذ الأجرة بعامه .
وهذا الرأي مفهوم لدي ، بل ومقبول ويدل على مبلغ علم صاحبه إلا أننا ينبغي أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى لم تكن حادثة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهي كثرة الرقاة الرجاجله في هذا الزمان ، وكثرة المحتاجين للرقية ، وكثرة المبالغ المأخوذة منهم ظلماً وعدواناً ، وكثرة التلبيس عليهم . وفي الوقت نفسه قله بل ندرة الرقاة الشرعيين ، فإذا ما أفتينا بعدم جواز أخذ الرقية انصرف المستقيمون من الرقاة عنها ، ولا سيما أن الأمر يتطلب جهداً ووقتاً ، إذا ما فتحوا أبواب بيوتهم لاستقبال طالبي الرقية .
ثم إن ما يتقاضاه الراقي المستقيم المتقي لله أقل مما يتقاضاه ذلك المشعوذ بكثير مضافاً إليه الضرر الحاصل للطالب الرقية في عقيدته ودينه وخلقه . لذا فإن هذه الأمور تؤكد على جواز أخذ الأجرة على الرقية شريطة التزام الراقي بالشرع الحنيف .
ولئن كان العلم النافع من خير ما يخلف المرء بعد موته ، فأن خير العلم النافع هو ذلك الذي يعالج الأخطاء الشائعة ، وقد بدأت منذ سنوات طويلة بمشروع بعنوان ( قاموس الأخطاء الشائعة ) فيما يخص اعتقادات وممارسات المسلمين ، وطفقت أجمع تلك الأخطاء من حيات المسلمين وكتب العلم وغيرها ، إلا أنني وجدته مشروعاً فوق طاقتي يتطلب مؤسسةً وأموالاً ، فأمسكت عنه .
وكتاب أخينا أبي بكر عمر هذا يتناول أخطاء شائعة بين الرقاة عظم خطرها وتفاقم شرها فجزاه الله تعالى عن الأمة خير الجزاء وتقبل عمله ونفع به .
أ . د . مروان بن إبراهيم القيسي
جامعة اليرموك - كلية الشريع
/////////////////////////////////////////////////
مقدمة فضيلة الشيخ
وحيد بن عبد السلام بالي
الحمد لله الذي خلقنا من عدم ، وأنطقنا من بكم ، وأسمعنا من صمم ، وأطعمنا من جوع ، وكسانا من عري ، وأغنانا من فقر ، وأعزنا من ذله ، وهدانا من ضلاله ، وعلمنا من جهالة ، فله الحمد أولاً وآخراً ، ظاهراً وباطناً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد :
فإن الرقية ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بل لقد علمنا كيف نرقي أنفسنا عند الوجع ، فقد روى مسلم وأبو داوود وغيرهما عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعاً يجده في جسده منذ أسلم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )) [4] ، قال : فقلت ذلك فأذهب الله عز وجل ما كان بي ، فلم أزل آمر أهلي وغيرهم .
ولذلك أنصح كل مسلم إذا أصابه ألم أيًّ كان سببه أن يرقيه بهذا الدعاء النبوي الكريم ، وأن يداوم على ذلك عدة أيام حتى يذهبه الله ، ولا مانع أن يستخدم العلاج الطبي مع الاستمرار على هذا الدعاء الطبي أيضاً .
فأما علاج المس ، والسحر ، والعين ، فمن أنفع الأدوية لذلك الفاتحة ، وآية الكرسي ، والمعوذات كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحيحة ، ولقد وجدنا لها تأثيراً عجيباً ، حتى أن بعض الناس ذهب إلى مجموعة من السحرة فعجزوا عن ذلك ، فذهب إلى معالج بالقران ، فعالجه بآية الكرسي فقط لعدة أيام فشفاه الله .
ولكن بعض المعالجين قد يستخدم بعض الطرق التي فيها مخالفات شرعية استعجالاً بالشفاء ، وهذا خطأ بل عليهم أن يتخذوا الأسباب الشرعية فقط والشفاء من الله وحدة .
ولقد وقفت على رسالة أخينا عمر بن خضر أبو جربوع المسماة ( الردود المنتقاة على شبهات الأخوة الرقاة ) فوجدتها نافعة في بابها حيث أشار إلى نصائح مفيدة للقراء والمعالجين ، فجزاه الله خيراً ، وزاده علماً وتقوى وورعاً .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه الفقير إلى عفو ربه
وحيد بن عبد السلام بالي
1 / 2 / 1433 هـ
مصر - كفر الشيخ - مٌنشأة عباس
/////////////////////////////////////////////////
مقدمة فضيلة الشيخ
أبو محمد سليمان أبو دامس
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبدالله خاتم النبيين والمرسلين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد :
فقد اطلعت على الكتاب الذي ألفه أخونا الشيخ أبو بكر عمر أبو جربوع ، فسماه " الردود المنتقاة على شبهات الأخوة الرقاة " فألفيته كتاباً مختصراً نافعاً في بابه ، بدأه بمصطلحات ، ومفاهيم أساسية ، أوضح معانيها فجلاها للقارئ ، وختمها ، فحلاها بفتاوى العلماء الخاصة بالرقية الشرعية .
وقد تتبع في ثناياه بعض الشبهات - فمن أجلها سطر كتابه - التي غدت عند كثير من الأخوة الرقاة مسلمات ، بنوا عليها برامج علاجية شاقة ، ومضنية للمرضى ، أفضت بهم إلى نتائج سلبية ، وآثار كارثية !!! منشأ ذلك ، ومرده عند الشيخ عمر حتماً هو : الخطأ في التشخيص المؤدي إلى مجانبة الصواب في التوصيف ، فطفق يدحض هذه الشبهات يردها ، ويكشف عورها ، مستعيناً بالله - سبحانه وتعالى - ثم بتجربته المديدة ، وخبرته التي ليست باليسيرة ، من خلال طريقة هي على الرقاة جديدة ، ارتضاها لنفسه ، وذكرها في مؤلفه ، لطالما كانت ناجعة مثمرة آتت أكلها ، استدرك بها ومن خلالها ما لحق بالمرضى من آثار سلبية ، ونتائج كارثية ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، لذلك قص علينا قصصاً مأساوية واقعية لا خيالية ، أيد بها ما ذكر من شبهات ، وللأسف أنها كانت من رقاة نصحه ، لا من سحرة غشّشه !!! إبراء للذمة ، ونصحا للأخوة ، ورأفة بالمرضى ، وتعاونا على البر والتقوى ، ألف الشيخ كتابه هذا .
قال الله تعالى : ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) [5] ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ))[6] .
أسأل الله تعالى : أن يجعل عمله هذا في مرضاته ، وأن يثقل به ميزان حسناته ، ويغفر به زلاته ، أنه ولي ذلك والقادر عليه .
وكتبه :
أبو محمد / سليمان بن عبد أبو دامس
في يوم السبت
17/11/1432 هـ
///////////////////////////////////////////////////////
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله منشرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يٌضلل فلا هاديله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))[7] ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ))[8] (( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) [9]
أما بعد :
إن مسألة دخول الجن فيالإنس من الناحية الشرعية يُرجع فيها إلى مذهب أهل السنة والجماعة ، ولا يُنظر إلى غيرهم ، والعجب ممن يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( اخرج عدو الله )) [10] ثم يجادل في هذه المسألة ؟!!
فالعلاج بالرقية سبب شرعي يقدر الله به الشفاء والنفع بإذنه تعالى من الأمراض النفسية ، والعضوية . والإقرار بذلك يعتمد على الإيمان ، والتسليم لله تعالى ، وبما جاء عنه ، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك كما في قصة اللديغ الذي شُفي بقراءة الفاتحة عليه ، وأقر النبي - صلى الله عليه وسلم - الراقي على ذلك [11] .
فالمسلم طبيباً كان أو غير طبيب يجب عليه أن يسلم بما ثبت شرعاً من الشفاء بالرقيةلا سيما الرقية بالقرآن الكريم الذي وصفه الله تعالى بقوله : ((هُدًى وَشِفَاء))[12] . لقد صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رقاه جبريل - عليه السلام - بقوله : (( بسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك )) [13].
فهذا دليل على شمولية الرقية لجميع الأمراض النفسية ، والعضوية ، وباستقراء السنة نجد الأمراض التي عولجت بالرقية في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت من الأمراض العضوية وغير العضوية .
وقد ثبت لي بالتجربة والبحث أن أعراض المس , والسحر , والحسد تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض النفسية ،والعصبية ، وبعض الأمراض العضوية ؛ ولذا فقد كان هناك لبس عند كثير من الراقين فيالحكم على الحالة ، ولذلك لا حرج في أن يطلع الراقي على شيء من الطب النفسي ، بل يجب أن يكون عنده دراية به وبعلم وظائف جسم الإنسان ، حتى يستطيع أن يميز نوع المرض : أهو مرض عضوي أم نفسي ؟ وبعد ذلك يسهل عليه تشخيص الحالة .
فمن خلال إطلاعي على ما كتبه كثير من الرقاة عن الجن والسحر والمس الشيطاني ، ومن خلال تجاربي على مدى أعوام عديدة وتجربة بعض أخوتي المتمكنين من الرقية الشرعية ، وكذلك من خلال تواصلي المستمر مع الأطباء النفسانيين للتفريق بين الأمراض النفسية والعضوية والروحية ( عين ، سحر ، مس , حسد ) ، فقد وجدت أكثر من تسعين في المائة ممن يترددون على الرقاة ليس بهم مس أو سحر وهذا ما ذكره الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء في إحدى محاضراته .
ولقد وقفت على دعاوى للأخوة الرقاة لا دليل ولا برهان عليها من الشرع أو التجربة ، بل غالبها مبني على الظن والتخرص ، ووقفت على تهويلات ما أنزل الله بها من سلطان وعلى شبهات تعلق بها الرقاة أوهنُ من بيت العنكبوت . وبما أن هذه القضايا من أمور الغيب التي لا نعرف عنها إلا القليل فحريُ بالرقاة أن يتقوا الله فيما يقولون ويكتبون ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً .
ولما رأيت هذا التهويل وتلك الشبهات التي وصفت الجن والشياطين بأكبر من حجمهم ووقفت على المخالفات في أعراض المس الشيطاني وطريقة علاجه والتي نَسبت للشياطين فوق مقدورهم وأعطتهم شأناَ فوق شأنهم ، حتى شابه حال بعض الرقاة فيما يقولون حال العرب في الجاهلية لما عظّموا الجن فوق قدرهم فكانوا يعوذون بهم قال تعالى : (( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ))[14] .
فلما رأت الجن أن هؤلاء البشر يخشوهم ولديهم استعداد نفسي لتقبل الخوف زادوا في إخافتهم والتلاعب بهم . وأبطل الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه العادة الجاهلية وأرشد صحابته بقوله : (( إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق , فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه ))[15]وهكذا علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات سهله ميسورة نقولها بيقين وصدق ندخل بها بحفظ الله ، فعلينا أن نأخذ هذا الكلام على محمل الجد إذ يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - (( فإنه لا يضره شيء )) علينا أن نجزم بذلك وتطمأن قلوبنا إليه وأن نعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- هو الصادق المصدوق بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم - .
والحاصل هذه الأيام للأسف أن كثيراَ من الناس وبعض طلبة العلم والرقاة وقعوا في هذه المسألة وأعطوا للجن والشياطين أكبر من حجمهم ونسبوا كثيراً من الأمراض العضوية والنفسية للجن والشياطين ، وإن هناك من الناس من يعتقد أن الشياطين تستطيع أن تدمر حياته وتصيبه بالأسقام والأمراض .
ولقد دعا هذا الأمر فئةً من الناس استدرجهم الشيطان فذبحوا للجن و خرجوا من الملة ودخلوا في الشرك ، وإن ماتوا على ذلك فإنه لا يُرجى لهم خير . والسبب في ذلك هو الخوف من أذى الجن والشياطين وصدق الله تعالى : ((إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)) [16] ، وهو يقول : ((إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً))[17] (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان و كفى بربك وكيلا)) [18] (( إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ))[19] ((وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)) (20) وإنه يكفينا الاستعاذة بالله فيتكفل بحفظنا منه ويطرده عنا ، قال سبحانه وتعالى (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))[21] .
والأدلة أعلاه واضحة جليه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد والله الهادي إلى سواء السبيل .
ومن الغريب أنه يأتينا بعض المرضى من المحافظين على الصلوات الخمس في أوقاتها وأذكار الصباح والمساء وقراءة القران وعندهم بعض الأعراض المرضية العضوية فيذهبون إلى بعض الرقاة ليجيبه أحدهم ( أنت معك سحر ) والآخر يقول ( أنت مصاب بالمس ) والآخر يقول ( أنت مصاب بالعين والحسد ) ويأمرونه أن يدهن بزيت الزيتون ويغتسل بالسدر صباحاً ومساءً ، وربما يستمر العلاج شهراً أو شهرين أو ثلاثة وربما لسنوات ، وعندما يأتي إلينا هذا المريض نكتشف أنه يعاني من بعض الأعراض النفسية أو العصبية فنرشده إلى الطبيب المختص حيث يصف له العلاج المناسب ، وخلال أيام قلائل تجده يتماثل للشفاء .
ثم نوضح له أنه على هذه الحالة الإيمانية التي هو عليها لا يستطيع أحد من الجن أو الشياطين أن يؤذيه، لأنه في حفظ الله والله متكفل بالمدافعة عنا حيث يكفيه قول الحق تبارك وتعالى : ((أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)) [22] وقوله تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ))[23] فالحمد لله ولي الإسلام وأهله فهذا هو كلام الواحد الأحد (( أفي الله شك ))24]
((ومن أصدق من الله قيلا))[25](( ومن اصدق من الله حديثا ))[26).
إن بعض الرقاة - هداهم الله تعالى - يزرعون دون قصد الوهم في المرضى ويدخلونهم في دهاليز مظلمة ربما لا يستطيعون الخروج منها لسنوات طويلة ، بينما الحل سهل ويسير .
فلما رأيت ذلك كله دفعتني أمانة التجربة وأمانة النصيحة للمؤمنين أن أحذر من شطط ما استحدثه بعض الرقاة وأرد على شبهاتهم بالدليل والبرهان ، ولكن ماذا عسانا أن نقول إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه والأعمى لا يكون قائداً ، بل هو في حاجه لمن يقوده ويهديه الطريق فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون والله الموفق .
لقد قسمت بحثي هذا إلى أربعة فصول :
الفصل الأول :
مصطلحات ومفاهيم أساسية .
الفصل الثاني :
شبهات الرقاة في تشخيص المس الشيطاني .
الفصل الثالث :
نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات .
الفصل الرابع :
من فتاوى العلماء في الرقية الشرعية .
والله الموفق وهو الهادي للحق .
//////////////////////////////////////////////////////
الفصل الأول
مصطلحات ومفاهيم أساسية
1- المس الشيطاني :
هو دخول الجن في جسد الإنسان بهدف إيذائه أو السكنأو التحكم فيه .
2- السحر :
هو عزائم ورُقى وعقد تؤثر في القلوب والأبدان ، فتمرِض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه بإذن الله تعالى ، قال سبحانه ( فَيَتَعَلَّمُون َمِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِۚ))[27].
3- الحسد :
قال ابن القيم : ( أصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها ، فالحاسد عدو النعم وهذا الشر هو من نفسه وطبعها ، ليس هو شيئا اكتسبه من غيرها بل هو من خبثها وشرها ) . [28]
4- الفرق بين العين والحسد:
قال الشيخ عطيه محمد سالم تلميذ الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله - في تكملة أضواء البيان : ( ويشتركان – الحسد والعين - في الأثر ، ويختلفان في الوسيلة والمنطلق ، فالحاسد : قد يحسد ما لم يره ، ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، ومصدره تحرق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه أو عدم حصولها له وهو غاية في حطة النفس . والعائن : لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل ، ومصدره إنقداح نظرة العين ، وقد يعين ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده وماله ) . [29]
وقال ابن القيم : ( فالعائن حاسد خاص ، ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن لأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد ، وليس كل حاسد عائن ، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته ) . [30]
وقال ابن القيم : ( ويقوى تأثير النفس عند المقابلة فإن العدو إذا غاب عن عدوه قد يشغل نفسه عنه ، فإذا عاينه قِبلاً اجتمعت الهمة عليه وتوجهت النفس بكليتها إليه ؛ فيتأثر بنظره حتى إن من الناس من يسقط ومنهم من يُحم - يصاب بالحمى - ومنهم من يحمل إلى بيته ، وقد شاهد الناس من ذلك كثيراً ) . [31]
5- الساحر :
الساحر هو رجل كافر يقوم بأمر من أمور الكفر لنيل رضاء الشياطين ، كأن يمزق المصحف أو يلوث شيئاً طاهراً أو يستنجى باللبن وذلك حتى توحى إليه الشياطين ببعض الأمور التي فيها أذى للناس كأمور الربط والأعمال والتفريق بين المرء وزوجة ،وجزاءالساحر والكاهن القتل للكفر ، ذلك أن كل ساحر كافر .
6- الكاهن :
الكاهن هو من يَدعى أنه يعرف الغيب ويُنبأ به وأنه يُوحىإليه بشيء من علم الغيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله ، إنما الكهنة والعرافون يدعون أنهم على علم بالنجوم ويسمون أيضا لذلكبالمنجمون .
7-العرِّاف :
قال البغوي رحمه الله : ( العراف هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك ) . [32]
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( والعراف : قيل هو الكاهن ، وهو الذي يخبر عن المستقبل ) وقيل : ( هو اسم عام للكاهن والمنجِم والرَمّال ونحوهم ممن يستدل على معرفة الغيب بمقدمات يستعملها ، وهذا المعنى أعم ، ويدل عليه الاشتقاق ؛ إذ هو مشتق من المعرفة ، فيشمل كل من تعاطى هذه الأمور وادعى بها المعرفة ) . [33]
8- التنجيم :
التنجيم مأخوذ من النجم ، وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية ، بمعنى أن يربط المنجم ما يقع في الأرض ، أو ما سيقع في الأرض بالنجوم بحركاتها ، وطلوعها ، وغروبها ، واقترانها ، وافتراقها وما أشبه ذلك ، والتنجيم نوع من السحر والكهانة وهو محرم ، لأنه مبني على أوهام لا حقيقة لها ، فلا علاقة لما يحدث في الأرض بما يحدث في السماء .
وهناك نوع آخر من التنجيم : وهو أن الإنسان يستدل بطلوع النجوم على الأوقات ، والأزمنة ، والفصول ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه ، مثل أن نقول إذا دخل نجم فلان فإنه يكون قد دخل موسم الأمطار ، أو قد دخل وقت نضوج الثمار وما أشبه ذلك ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه . [34]
9-الرَّمال :
هو الذي يخط الأرض على الرمل يدعي بها علم الغيب .
10- الضارب بالحصى:
هو الذي يضرب حصاة على أخرى ويدحرجها زاعما إطلاعه على
الغيببذلك .
11- قارئ الكف والفنجان :
هو الذي يتمتم على كف الإنسان والفنجان بألفاظ غير مفهومه ، يدعي بها علم المستقبل .
12- المشعوذ :
المشعوذ هو الذي يدعي أنه ساحر أو كاهن ، وهو كاذب بذلك ، وقصده من ذلك هو أخذ أموال الناس بالكذب عليهم بأنه يعمل سحر ، أو يعالج بالسحر ، أو يعلم المستقبل ، وهو ليس كذلك ، ولا يحسن ذلك الفعل وإنما يقلد فعلهم ويشابه حركاتهم .
13- التابعة :
يقول ابن منظور : ( والتابعة : الرئي من الجن ، أُلحقت الهاء للمبالغة أو لتشنيع الأمر أو على إرادة الداهية . والتابعة : جنية تتبع الإنسان .
وفي الحديث : أول خبر قدم المدينة يعني من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة كان لها تابع من الجن ؛ والتابع هنا : جني يتبع المرأة يحبها . والتابعة : جنية تتبع الرجل تحبه . وقولهم : معه تابعة أي من الجن ) . [35]
14- المنفوس :
فعن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : (( يا محمد اشتكيت ؟ فقال : نعم ، قال : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك )) . [36]
قال أبو بكر الأنباري – رحمه الله – : ( والنفس العين يقال قد أصابت فلاناً النفسُ إذا أصابته العين ويقال للفاعل " نافِسٌ " وللمفعول " منفوس " ) . [37]
وفي المعجم الوسيط ( المنفوس المولود ، والمحسود ، أو من أصابته العين ، ويقال : شيء منفوس : نفيس مرغوب فيه ) . [38]
15- التمائم :
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : ( قال أبو السعادات : التمائم جمع تميمة ، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم ، يتقون بها العين في زعمهم ، فأبطلها الإسلام ) . [39]
وقال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( التميمة : خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم فأبطلها الإسلام كما في ( النهاية ) لابن الأثير .
قلت : ولا تزال هذه الضلالة فاشية بين البدو والفلاحين وبعض المدنيين ومثلها الخرزات التي يضعها بعض السائقين أمامهم في السيارة يعلقونها على المرآة ! وبعضهم يعلق نعلاً في مقدمة السيارة أو في مؤخرتها ! وغيرهم يعلقون نعل فرس في واجهة الدار أو الدكان ! كل ذلك لدفع العين زعموا ، وغير ذلك مما عمّ وطمّ بسبب الجهل بالتوحيد ، وما ينافيه من الشركيات والوثنيات التي ما بُعثت الرسل وأُنزلت الكتب إلا من أجل إبطالها والقضاء عليها ، فإلى الله المشتكى من جهل المسلمين اليوم ، وبعدهم عن الدين ) . [40]
16- النُشرة :
قال ابن الأثيرفي : ( النهاية النُشرة بالضم ضرب من الرقية والعلاج يُعالَجُ به من كان يُظن أن به مسّاً من الجن ، سميت نُشرة لأنه يُنشر بها عنهما خامره من الداء أي يُكشف ويُزال ) .
17- الغول :
قال المنذري : ( الغول - عند العامة - بضم الغين المعجمة هو شيطان يأكل الناس ، وقيل هو من يتلون من الجن ) .
وقال الجزري : ( الغول أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولاً ، أي تتلون تلوناً في صور شتى ، وتغولهم ، أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم ، فنفاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبطله ، يعني بقوله : (( لا غول ولا صفر )) [41] .
18- السعالى :
هم سحرة الجن ، جمع سعلاه ، ففي الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل .
19- الجاثوم :
الجاثوم هو الكابوس الذي يقع على الإنسان في نومه .
قال ابن منظور : ( " الجثام " و " الجاثوم " : الكابوس ، يجثم على الإنسان ، ... ويقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم " جاثوم " ) . [42]
وقد يكون " الجاثوم " بسببٍ عضوي مادي ، كتأثير طعام أو دواء ، وقد يكون بسببِ تسلطشيطاني ،ويكون علاج الأول بالحجامة والفصد وتخفيف الطعام وغيرها ،ويكونعلاج الثاني بالقرآن والأذكار الشرعية .
20- الوهم :
هو اعتقاد راسخ في نفس المريض ، ويتصف هذا الاعتقاد بأنه زائف أو خيالي أو مبني على الخداع . وفي عالم الطب النفسي ، يتم تعريف الوهم بأنه اعتقاد مرضي ( ينتج عن مرض أو عن سلسلة من أحداث مرضية ) ، ويستمر المريض في تمسكه بوهمه على الرغم من وجود الدلائل التي تثبت له عكس ما يتوهمه . وقيل هو عبارة عن إحساس كاذب مختلق بعيد كل البعد عن وجه الحقيقة .
21- علامات الإصابة بالعين :
منها شحوب الوجه والنوم الكثير والخمول والكسل والسأم والملل من الدنيا والتفكير في الموت واليأس والإهمال وعدم المبالاة وإهمال ما تميز به مثلاً ... إن كان متفوقاً في الدراسة تضايق منها ، وإن كان محباً للعمل كرهه ، وإن كان وسيماً مرض وربما ظهرت الحبوب في جسمه والله تعالى أعلم .
22- الحجامة :
هي سحب الدم الفاسد من الجسم الذي سبب مرض معين أو قد يسبب مرض في المستقبل بسبب تراكمه وامتلائه بالأخلاط الضارة والحجم يعني التقليل أي التحجيم أي التقليل من الشيء .
//////////////////////////////////////////////////
الفصل الثاني
شبهات الرقاة في تشخيص المس الشيطاني
الشبهة الأولى :
يعتقد كثير من المعالجين بأن كل من يتأثر بالرقية حال سماعها برجفة أو خدر أو غيبوبة أو ما شابه ذلك بأنه ممسوس أو محسود أو مسحور ؟!
دحض الشبهة :
نعم من الممكن حدوث بعض هذه الأعراض عند بعض المصابين بمس أو سحر، ولكنه لا يشترط في كل من يتأثر بالرقية حال سماعها أن يكون به جن أو سحر ، وأذكر إنني كنت أقرأ على بعضهم شعراً وكان يتأثر وينتفض ، وبعضهم كنت أشير إليه بإصبعي دون أن أقرا عليه ، وهذا مجرب ومشاهد ، وكنت أضع يدي على بعضهم دون قراءة فإذا به يرتجف وينتفض ، وعندما أساله يقول : لا أعرف السبب فأقول له : أنا لم أقرا فلماذا تأثرت ؟ فلا يجيب!.
أما ما يحدث عند بعض المصابين فهو كثيراً ما يكون بسبب استعداد الشخص للإيحاء وشدة سيطرة فكرة المس والسحر على شخصيته , فكلما كان قوي الشخصية كان أشد تماسكاً , وكلما كان ضعيف الشخصية ارتجف وارتعد حتى قبل أن يقرأ عليه أحد شيئاً ، وللتفريق بين هذه وتلك لابد من الرجوع لمعالج متمرس صاحب خبره وتجربه طويلة.
الشبهة الثانية :
يدعي بعض المعالجين أن سرعة تأثر المصاب أثناء الرقية أو تأخرها مرتبط بمدة الإصابة قديمة أو حديثه !!
دحض الشبهة :
في ظني أنه ليس هناك أهمية لكون الإصابة قديمة أو حديثة ، فكثيراً من الحالات ولو كانت قديمة جداً تٌشفى بجلسة واحدة بفضل الله تعالى خصوصاً بعد تشخيص الحالة تشخيصاً دقيقاً . أما بالنسبة لمن يتأثرون سريعاً عند سماع الرقيه فقد وجدنا بعضهم قد أتى إلى هذا الراقي وهو متوتر ومترقب ومسيطر عليه الوهم ومتقبل للإيحاء ، ومعلومٌ أن الشخص الذي يتأثر بسرعة هو صاحب شخصية ضعيفة هشةً ًيسيطر عليها الوهم .
وأما بعض الذين لا يتأثرون إلا بعد وقت طويل من القراءة ، والذين يزعم بعض المعالجين أن الإصابة فيهم قديمه فنقول: إن هؤلاء أصحاب شخصيه قوية ، وسبب تأخر التأثير هو طول مدة الإيحاء إليه من قبل بعض الرقاة ، فتجده يلهث خلف العلاج عند كل رآق والله المستعان .
الشبهة الثالثة :
اعتقاد أغلب الأخوة الرقاة بأن كل من يطيل النظر في المرآة من ذكر أو أنثى يكون معه جني عاشق ، حتى إن بعضهم يقول : إن الجني ينظر بعيون المصاب في المرآة ويستمتع بالجسد !!
دحض الشبهة :
نعم قد يحدث هذا عند بعض الممسوسين ، ولكنه لا يشترط في كل من يطيل النظر في المرآة أن به مساً من الجن أو سحراً ، وأن الحالة النفسية عند الشخص تلعب دوراً كبيراً في ذلك ، فطبيعة المرأة تحب النظر في المرآة وتهتم بنفسهاوجمالها ، وهنا أطرح سؤالين وأجيب عنهما :
أولاً : هل الجني المتلبس للجسد إذا أراد النظر يحتاج لعيون الشخص كي ينظر من خلالهما ؟ وهل إذا أراد ذلك الجني السمع يستعملأذني المصاب ؟
لا ريب أن هذا غير صحيح ، لأن الجني يستطيع أن ينظر إلى أجزاء كثيرة منالجسم وخصوصاً مناطق العورة ولا يحتاج إلى مرآة ولا غيرها .
ثانياً : لماذا بعض الفتيات من تحب أن تنظر في المرآة وتهتم بنفسها كثيراً ، ولكنها بعد فتره من الزمن تجد نفسها تكره المرآة ولا تحب أن تنظر إليها بل تخاف من صورة وجهها في المرآة ؟!
فالجواب على ذلك كما ذكرت سابقاً أن الأمر يتعلق بنفسية المصاب ، فتجد هذه الفتاه حينما تتأثر نفسياً بسبب كثرة المشاكل وحمل الهموم والأحزان ، تصبح تتضايق من الآخرين ، وتقل ثقتها بالناس وتكره نفسها ولا تهتم بلباسها ، وهذا ما أقر به كثير من المرضى بعد محاورتهم ودراسة حالهم ، فلا ينبغي لنا أن نعلق كل أمور حياتنا ومشاكلنا على حبل الشياطين .
الشبهة الرابعة :
اشتهرت طريقة العلاج والفحص بقول : ( بسم الله ) مع سحب النفس وإخراجه . حتى أصبحت هذه الطريقة من الثوابت عند كثير من الأخوة الرقاة مستدلين بحديث (( لا تقل : تعس الشيطان ، ولكن قل : بسم الله ، فإنك إذا قلت : تعس الشيطان ، يعظم حتى يكون مثل الجبل ، فيقول : بقوتي صرعته ، وإذا قلت : بسم الله ، تصاغر حتى يصير مثل الذباب ))[43] .
وبعضهم يقول : إن مجرى التنفس وقراءة القرآن وذكر الأدعية المأثورة ينقل الهواء للرئتين ومن ثم إلى الدم ، ويزعم أولئك الرقاة أن إتباع هذه الطريقة تؤثر بإذن الله عز وجل على الاقتران الشيطاني ووجود الجني داخل الجسد لما ثبت في الصحيح : (( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم )) [44] .
أظن أنه أول من تكلم بهذه الطريقة هو الشيخ رياض محمد سماحه ، معالج مصري معروف وهو صاحب كتاب ( دليل المعالجين ) يقول الشيخ - حفظه الله تعالى - : ( أنه وحين نستشفي باسم الجلالة بهذه الصيغة فإننا في واقع الأمر نسمي على النفس المنشوق أول النفس وآخره فلا يكن للشيطان أي قدر من هذا النفس فتحدث له عملية اختناق ) .
ويضيف أيضاً : ( أنه باستمرار البسملة بالصيغة والكيفية السابقة فإن المريض غالباً ما يشعر بما يلي : برودة في الأطراف ثم تنميل في الجسم ودوار وصداع وخوار في القوى وحدوث رعشة وتثاؤب مستمر
وغثيان وميل للقيء وشعور بالضيق في الصدر وتشنجات في الأطراف وضحك لا إرادي أو بكاء لا إرادي ورغبه في الهرش ... وتعليل ذلك أن الشيطان عليه لعنة الله يتسبب في هذه الأعراض لتعجيز المصاب عن ذكر البسملة أو لشغله عن الاستمرار فيها فيسرق منه النفس الذي يشاركه فيه . وهذه الطريقة تثبت ثبوتاَ مطلقاَ أن هناك إيذاءً شيطانياً ) . [45]
دحض الشبهة :
أقول وبالله التوفيق : إنه من هنا بدأت المشكلة عند كثير من المعالجين ، وذلك بأنهم أخذوا هذا الكلام من الشيخ وكأنه كلام منزّل ، وأن الأعراض التي تظهر من خلال تطبيق هذه الطريقة تثبت أن الشخص مصاب بعلة روحية بلا أدنى شك ، والحقيقة أن هذا الكلام غير صحيح البتة ، والاستدلال بالحديث في غير مكانه ، و أذكر لكم بالتجربة ما يثبت أن هذا الكلام غير صحيح ، فقد جرّبت على عدد كبير من المصابين والمراجعين لدينا هذه الطريقة ، وهي أخذ شهيق وإخراج زفير من غير تسميه فوجدت عدداً كبيراً منهم قد ظهر عليه نفس الأعراض التي ذكرها الشيخ سماحة فالسؤال المهم هنا : هل سحب الشهيق وإخراج الزفير من غير تسمية أو ذكر معين أيضاً يؤثر على الجن أو السحر أو الحسد ؟!!
الشبهة الخامسة :
اعتقاد كثير من المعالجين أن كل حلم يراه النائم في المنام يكون سببه الشيطان !!
دحض الشبهة :
1. بعض النساء الحوامل تزداد عليهن الأحلام المزعجة وبكثرة أثناء وبعد الشهر الرابع ، فالسؤال : هنا لماذا بعد الشهر الرابع ؟ وأين كان الشيطان في الأشهر الأولى من الحمل ؟؟
2. لقد ثبت علمياً وطبياً أن الأطفال الصغار يحلمون ، فتجدهم أحياناً يضحكون وأحياناً أخرى يبكون ويصرخون في المنام ، تقول الدكتورة ديانا قملي أخصائية علم النفس ألسريري بمستشفى الأطفال بلندن : الكوابيس وفزع النوم من الحالات الشائعة في مرحلة الطفولة . [46]
3. يقول الدكتور سعدي الجادر استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى الفجيرة أن انخفاض السكر أثناء النوم يصاحبه عدة أعراض من بينها الأحلام المزعجة والكوابيس . [47]
فأقول والله تعالى أعلم وأحكم : إنه لا يشترط أن تكون جميع الأحلام التي يراها الإنسان في المنام بسبب الشيطان على الإطلاق ، وإنما يدخل فيها العقل الباطن وأمور نفسيه أخرى .
الشبهة السادسة :
بعض المعالجين يطلب من المصاب أن يشرب الماء المقروء فيه دون أن يسمي الله تعالى في ظنه أنه يخدع الجني الموجود في الجسد !!
دحض الشبهة :
هذا الفعل هو من تلبيس الشيطان على بعض المعالجين وذلك لمخالفتهم للشرع ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى بأن لا نأكل أو نشرب حتى نسمي الله ، وهانحن عندما نقرأ الرقية على ماء أو زيت ونأمر المصاب أن يسمي الله ويبدأ بالشرب منه نرى أن الشيطان يتأثر من هذا الماء المقروء عليه . والذي أراه أن يكون الاجتهاد في مثل هذه الأمور أو في غيرها بعيداً عن مصادمة النصوص الشرعية ،فما أمرنا به النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوب أو ندب فهو أمر مقدس لا يجوز التلاعب به ، فدائرة الاجتهادينبغي أن تظل بعيدة عن مصادمة النصوص الشرعية .
ولما سُئل الشيخ ابن جبرين - رحمه الله تعالى - عن ذلك أجاب : ( لا أرى ترك التسمية لعموم الأدلة على ذكر اسم الله عند الأكل والشرب سواء كان الشراب قد قٌرئ فيه أم لا ، ففي شربه معالتسمية حماية للإنسان من تعدى الشيطان وحرزه ولا مانع من تقييد الشيطان وربطه فيالمصروع حتى يهلك بالقراءة ) . [48]
الشبهة السابعة :
مشكلة وقع فيها بعض الرقاة وكثير من المرضى ألا وهياختلاط الأمر فيما يخرج من البطن سواء من الفم أو من القولون ، وخاصة إذا أخذ المريض بعض الأعشاب الملينة أو المقيئة فتخرج مواد مختلفة بألوان ، فبعضهم بل كثير منهم يعتقدون إن هذه الألوان تدل دلالة جازمة على وجود السحر !!
دحض الشبهة :
لا يشترط في كل ما يخرج من المعدة والأمعاء أن يكون سحراً مشروباً أو مأكولاً فهذا من الأخطاء الشائعة عند كثير من الرقاة ، حتى إن بعضهم خصصّ ألواناً خاصةً للسحر ، مثلاً إذا كان اللون أحمر أو أخضر ، فإنه يدل أن السحر مشروب أو مأكول .
وبعضهم يرهق المريض ويصف له خلطات قويه جدا للاستفراغ وبعد ذلك يقول للمريض : خرج جزء من السحر وبقي جزء !! ويكرر له الخلطة عدة مرات حتى يتعب المريض بسبب فقدان السوائل .
والعجيب أن ذلك المعالج وبعد إعطاء المريض عدداً من الخلطات يقول له : بقي شيء من السحر في طرف المعدة !! والجن الموكل بالسحر هو الذي يمنع نزوله !! ولا أعلم على ماذا بنى كلامه هذا ؟ والطبيب أحياناً بأجهزته الطبية المتطورة يعجز في بعضالأوقات أن يصف ما في المعدة ، وهذا المعالج ومن دون أجهزه طبية يقول له : بقي عندك جزء من السحر !!
على العموم لا يشترط فيما يخرج من المعدة والأمعاء أن يكون سحراً مهما كان لونه أو شكله . وهناك بعض الأعراض للسحر المشروب أو المأكول تدل على وجوده في المعدة والأمعاء ، ويوصف للمريض ما تيسر من العلاج سواء كان بالرقية أو بالمواد الحسية ويخرج السحر بإذن الله ، ونعرف ذلك بانتهاء المشكلة تماماً .
الشبهة الثامنة:
اعتقاد كثير من الأخوة الرقاة بأن كل ما ينطق على لسان المريض أثناء سماع الرقية هو من الجن !!
دحض الشبهة :
ومع احترامنا لكل رأي أو فكرة يحملها الإنسان المدرك أقول : إذا التبست علينا الموضوعات وتعذر استيعابها نظراً لوجود تناقض في الآراء حولها بين مقر ومنكر , فإن من العلم أن نأخذ عندئذٍ بالرأي الذي يستند إلى الأدلة العلمية سواء كانت من علم الشريعة الإسلامية أو من العلم المادي الذي يؤيده الواقع والتجربة , ونرفض الرأي الذي يعتمد الظن والتأويل بلا دليل ولا يوافق الواقع ولا تؤيده التجربة والحس .
وعليه فإنني أقول بأنه ليس كل ما ينطق بلسان المصاب أثناء القراءة يشترط أن يكون من الجن أو السحر ، بدليل أننا لو نظرنا للأطفال حينما ترتفع درجة حرارة جسم أحدهم تجده يتكلم بكلام غريب لم يصدر منه من قبل وتجده يرى أشياء أمامه ويقول هذا هو هذا هو . والحق أن هذا فقط بسبب ارتفاع درجة الحرارة . وثمة دليلٌ آخر ما نجده من الشخص بعد العملية الجراحية وقبل الاستيقاظ من المخدر تجد بعضهم يقرأ القران وآخر يتكلم بالحب والغزل .
حتى إنني سمعت أن الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين أعطى خطبة كاملة وهو فاقد الوعي ، وذلك نقلاً عن أحد أبناء الشيخ محمد بن العثيمين - رحمه الله - أنه في الفترة التي اشتد فيها الألم على الشيخ في رمضان أصابت الشيخ غيبوبة لفترة محدودة كان الشيخ - رحمه الله - لا يدري حينها عن أية مخلوق .
يقول ابن الشيخ : إنه في تلك الليلة أخذ الشيخ وهو في غيبوبته يتحدث عن خطر الغيبة والنميمة ويذكر الآيات ويسرد الأحاديث تماماً كما لو أنه يلقي محاضرةً أو درساً . قال ابن الشيخ : والله لو سجلت ما قاله لكان درساً عظيماً في بابه ، فسبحان الله ، عرفوا الله في الرخاء والشدة ، وأحبوا العلم والتعليم فكان جزءاً لا يتجزأ من وعيهم ولا وعيهم . رحمك الله يا فقيد العلم . [49]
يقول الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي حفظه الله تعالى أن هناك فرق دقيق يستطيع المعالج من خلاله أن يفرق بين الحالة النفسية والمس الشيطاني يقول حفظه الله تعالى :
إذا تكلم الجني على لسان الإنسي ، وبعد ما استفاق الإنسي من غيبوبته نسأله هل شعرت بشيء ؟ أو هل تكلمت بشيء ؟ فيقول : أسمع الكلام يخرج مني من دون إرادتي ولا أستطيع أن أتكلم فنعرف أنها نفسيه .
وأما إذا نطق على لسانه والمريض في غيبوبة تامة ثم استفاق من غيبوبته وسألته هل تكلمت بشيء ؟ وهل سمعت شيء ؟ فقال : لم أتكلم بشيء ولم أسمع شيء ، فهذا دليل على أن الذي نطق جني فعلاً . [50]
إذاً ليس كل ما ينطق على اللسان يُشترط أن يكون بسبب الجني ، وكما أشرت من قبل أنه حينما كنا نختبر المرضى ونقرأ عليهم شعراً كنا نرى بعضهم ينتفضون ويتكلمون بكلام بغير إرادتهم .
الشبهة التاسعة :
اعتقاد كثير من الأخوة الرقاة بأن ما يسمى أعراض المس أو السحر أو الحسد هي أعراض قطعية الدلالة تدل على وجود السحر والمس والحسد !!
دحض الشبهة :
والحق أنه ليس هناك عرض واحدٌ نستطيع من خلاله أن نجزم بنوع الإصابة ، ولا سيما وأنه قد ثبت أن الأعراض تتشابه مع بعضها بعضاً . وكنت قد طرحت هذا السؤال في عدد من المنتديات فلم يستطع أحد أن يبين لي ولو عرضاً واحداً من خلاله نستطيع الجزم بنوع الإصابة ، وعليه فإنني أنصح الأخ الراقي بأن يكون عنده معرفة بعلم وظائف جسم الإنسان والأمراض العضوية كي يتمكن من تشخيص المرض ، وبالتالي يسهل على المصاب العلاج . وللأسف فإن ما شاهدته عند كثير من المعالجين أن تشخيصه للحالة لا يتجاوز الزعم بأنها بسبب السحر أو المس أو الحسد .
الشبهة العاشرة :
إدعاء بعض الرقاة بأن عندهم القدرة على حرق الجني بالقرآن أو قتله !!
دحض الشبهة :
أولاً : نذكر بعض الأسباب التي جعلت بعضالرقاة يعتقدون بحرق الجن :
1. عند قراءة الراقي على المريض يصرخ الجني ويستغيث ، ويناشد الراقي أن يرحمه وألاَّ يحرقه .
2. إخبار الجني أنه كان معه في الجسد أكثر من واحد وأن الحرق قد نال بعضهم أو أفناهم جميعا ولم يبقى إلا هو في هذا الجسد .
3. يرى المريض في أثناء القراءة عليه الجنعلى هيئته وهو يحترق .
4. فيعتقد البعض أن الآية التي تحتوي على كلمة ( حريق ) أو ( جهنم ) أو ( نار ) تقع بتأثيرها على الحقيقة على جسد الجن فتحدث فيه الحرق .
قلت : فخبر الجن بوقوع الحرق على جسده يحتمل الصدق والكذب لأنه يحث منهم كذب كثير، وإخبار المريض عن نفسه بمايراه من احتراق الجن يحتملالوهم والحقيقة .
أما استدلال بعض الرقاة ببعض الآيات التي ورد فيها حرق الجن ، وادعائهم أنها تثبت حرق الجني ، أرى أنهم يضعونها في غير ما أنزلت له ، ولا تحمل أي دلالة على حرق الجن المتلبس بالبدن .
وخلاصة ما أريد قوله في مسألة حرق الجن :
إن آيات الله سبحانه وتعالى إذا قُرأت على الجن المتلبس بالبدن أثرت فيه وفيما جعله من أذى في البدن ، وهذاالأثر قد يؤدي إلى طرد الجن من البدن أو إضعافهضعفاً شديداً لا يقدر بعده على شيء ، وقد يأذن الله تعالى بهلاكه ، ولا نعلم كبشر كيفيةهلاك هذا العارض قتلاً أو موتاً أو حرقاً ، فهذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى . [51]
الشبهة الحادية عشرة :
إدعاء بعض الرقاة بقولهم للمصاب : ( لقد أخرجتُ من جسدك خمسة وبقي اثنان أو ستة وبقي واحد ) .... وهكذا !!
دحض الشبهة :
إن هذا الفعل - ولا ريب - من تلبيس الشيطان على بعض المعالجين ، بل للأسف من كذب بعض المعالجين على المرضى لأهداف مادية . وإنني هنا أطرح سؤالاً على من يدعي أنه أخرج عدداً من الجن وبقي عدد آخر ، فأقول : هل رأيتهم ؟!! كيف عرفت أن عدداً منهم خرج ؟!! هل من دليل من الكتاب أو السنة يثبت أنه يدخل الجسد عدد من الجن ؟!! ولطالما أنك أخرجت عدداً منهم ما الذي يمنعك أن تُخرج البقية !!!!! قال تعالى : ((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك گان عنه مسئولا))[52] .
الشبهة الثانية عشرة :
كثير من المعالجين يعتقد أن البقع الزرقاء والحمراء التي تظهر في الجسم تكون بسبب المس أو السحر أو الحسد قولاً واحداً ، وحتى أن بعضهم يقول إنها تدل على احتراق الجني ... الخ !!
دحض الشبهة :
نعم قد تظهر مثل هذه الحبوب على الجسم بسبب أمراض روحيه ، ولكنه ليس كل ما يظهر على جسم الإنسان من بقع زرقاء أو حمراء أو غيرها يمكن أن يكون سببه عين أو حسد ، فهناك بقع زرقاء نتيجة تجلط في الدم أو نتيجة إبر السكر . يقول الأطباء إنها تكون نتيجة لوجود سيولة في الدم وذلك ينتج عن وجود أمراض مزمنة في الدم ، أو وجود مرض في الكبد ، مثل التليف الكبدي ، أو تناول أنواع معينة من العقاقير تسبب سيولة في الدم كأدوية القلب والأسبرين ، أو تكون نتيجة وجود خلل في جدران الأوعية الدموية ، وعادة يصاحب هذا الخلل بعض الأعراض الأخرى ، مثل : وجود قرح في الفم ، أو التهاب في العين ، أو تورم في الأطراف . [53]
الشبهة الثالثة عشرة :
اعتقاد كثير من المعالجين بأن كل من لم يدخل بزوجته ليلة الدخلة مسحور ومربوط !!
دحض الشبهة :
لا أشك أبدا أن هناك ربط يحدث بسبب الجن أو السحر ، ولكنني أرى أنه لا يشترط في كل من لم يحصل بينه وبين زوجته جماع في الأيام الأولى من الزواج أن يكون مربوطاً أو مسحوراً كما هو ادعاء كثير من المعالجين . والذي تبين لي وبعد البحث ودراسة مثل هذه الحالات المرضية ، أنه في بعض هذه الحالات يكون السبب هو التعب والإجهاد الشديد للزوجين نتيجة لطقوس الزواج من فرح وخلافه . وكذلك الخوف سبب مهم في عدم حصول الجماع .
يقول الشيخ وحيد عبد السلام بالي حفظه الله ورعاه : الفرق بين عدم استطاعة الزوج الدخول بزوجته عن طريق الإرهاق أو عن طريق الربط ، أن يكون الذكر منتصبا فإذا لامسها يفتر، فهذا دليل على أنه سحر، وإن لم يكن من غير ملامسه يكون ضعفاً جنسياً عاماً . [54]
//////////////////////////////////////////////////////////////////
الطرق الذهبية لتشخيص الحالة المرضية
وختاماً أسوق للأخوة القراء والأخوة الرقاة بعض الطرق التي قد تساعد في تحديد نوع الإصابة عند المريض سواء كانت إصابة روحيه أو نفسية :
1- الطريقة الأولى :
أن يقرأ المعالج مقطوعة شعرية على المريض أو أي كلام آخر، ومن ثم ملاحظة الأعراض التي تظهر على المريض بعد ذلك فتجد بعضهم في الغالب يرتجف أو ينتفض ، وحتى إن بعضهم يصرع . والسؤال أما يحتاج المعالج الحاذق لوقفة هنا ويسأل نفسه ؟ لم هذه الأعراض التي ظهرت عند سماع ما تيسر من الشعر ؟ وهل الشعر يؤثر على الأمراض الروحية أم أن ما حصل مع المريض من أعراض سببه غير ذلك ؟ هل من الممكن أن يكون بسبب الإيحاء ؟ وهل من الممكن أيضاً أن يكون سببه أموراً نفسيةً أو عضوية؟ .
2- الطريقة الثانية :
وهي أن يضع الراقي يده على رأس المريض ، ويوهمه بأنه يقرأ عليه الرقية بقراءة صامتة وبعد ذلك يلاحظ المعالج الأعراض التي ستحدث مع المريض . وفي الغالب ستجده يرتجف ويتألم ويصرخ وستظهر عليه ما يسمى بأعراض المس والسحر ، فعندها يسأل المعالج نفسه أنا لم أقرأ شيئاً من كتاب الله فلم تحدث هذه الأعراض !!!!
ولهذا فإنني دائماً أنصح الأخوة المعالجين بأن يكون عندهم شيء من الإطلاع على الطب النفسي والعضوي ووظائف بعض أعضاء جسم الإنسان ولو الشيء اليسير .
3- الطريقة الثالثة :
وهذه الطريقة تعتبر الفيصل في الموضوع ، وهي أن نأتي بشخص من الحضور كوالد المصاب أو أخيه ، ونقول للمريض : سوف نقرأ على والدك أو أخيك ثم بعد ذلك نعود ونقرأ عليك مرة أخرى . وعندئذ يقوم المعالج بقراءة الرقية على والد أو أخ المريض فإننا سنجد الشخص المريض الذي يجلس بجوار والده أو أخيه ويستمع ويراقب بشغف ماذا سيحدث . سنجد أنه بعد انتهاء الرقية أن المريض لم يتأثر بشيء أبداً لماذا ؟ وهنا أيضاً أرى أنه من الضروري جداً أن يسأل المعالج نفسه هذه الأسئلة وهي: لماذا تأثر المريض بقراءة الشعر ؟
1. ولماذا تأثر عندما أوهمته بأنني أقرأ عليه وأنا في الواقع لم أقرأ شيئاً ؟
2. الأهم من هذا وذاك ، لماذا عندما كنت اقرأ الرقية وهو يستمع وبجوار والده أو أخيه يسمع للرقية لم يتأثر بها على الإطلاق ؟!
////////////////////////////////////////////////////////////////////
من الواقع المؤلم
القصة الأولى :
دعيت لعلاج إحدى الأخوات بالرقية الشرعية ، فذكرت لي أنها تعاني من صداع شديد جداً منذ عدة شهور ، وأخبرتني أنها قد عرضت نفسها على بعض من الرقاة ، فأخبروها أن بها جنياً متمركزاً في الدماغ ، واستمروا في علاجها ما يقارب الثلاث شهور ولكن دون جدوى ولا فائدة تذكر .
وقد قمت بدوري بطرح مجموعة من الأسئلة التشخيصية لمعرفة حالها ، وبالفعل تبين لي أن الأخت بعيده كل البعد عن المس الشيطاني ، وعن أي إصابة روحية تذكر ، وعلى الفور أمرتها بمراجعة أحد الأطباء المختصين ، وبعد مرور ثلاثة أيام إذ بهذا الطبيب يتصل بي ويخبرني بأن هذه الأخت تم تحويلها إلى مستشفى المدينة الطبية في مدينة عمان ، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة لها ثبت أنها تعاني من سرطان في الدماغ .
فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل ، فجلست أتساءل :
1. من يتحمل مسؤولية تأخر هذه المريضة عن علاجها الحقيقي ؟
2. كيف علم هذا الراقي بأن الجني متمركزا في الدماغ ؟! بالرغم أن الأطباء يستعملون أجهزتهم الحديثة والمتطورة ولكنهم لا يجزمون بنوع الإصابة ، ولكن للأسف نجد بعض الرقاة سرعان ما يجزمون بنوعية المرض من غير بينه .
3. هل يكفي وجود الصداع الشديد في الرأس حتى يقال : هناك جني متمركز في الدماغ ؟! وعجبي من كلمة متمركز !! والتي تعني أن الجني لا يغادر الدماغ ، فعجبت لهذهِ الجرأة في الظن والباطل ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
القصة الثانية :
وهي قصه تتحدث عن أمر غريب حصل من أحد الرقاة ، تلكم قصة رجل وامرأة قد ناهزا الأربعين ، ومشكلتهما عدم الإنجاب ، وقد أخبراني أنهما توجها إلى ذلك الراقي ، فما كان منه إلا أن عالجهما بعلاج لا يصح ديناً ولا عقلاً ، فقد قام هذا المعالج بخنق المرأة من الودجين [55] ، حتى بالت على نفسها أمام زوجها والحضور ، علماً بأن هذا الأمر قد تكرر حدوثه عند بعض المعالجين .
ولما بدأت بعلاجها بالرقية وطلبت منهم بعض الفحوصات والتقارير الطبية ، تبين لي أن حالتهما مرضية عضوية ولا علاقة لهما بالمس الشيطاني ولا بأي إصابة روحية أخرى ، خصوصاً وأن الرجل كان يعاني من ضعف كبير في حركة الحيوانات المنوية وأحياناً انعدامها ،
فقلت :
1. إنه لأمر مخجل أن تبول امرأة على نفسها بهذا السن في حضرة زوجها وبعض الرجال الأجانب !
2. كيف سارع هذا المعالج بإلصاق التهمه للمس الشيطاني ، وتقارير المرضى واضحة وجلية في أن ماء الرجل غير صالح للإنجاب ، ألا يستدعي هذا الأمر من المعالج أن يتقي الله في هؤلاء المرضى فيوجههم نحو علاجهم اللازم .
3. ألا يخشى هذا المعالج أن يقتل هذه المرأة بفعله الشنيع هذا ؟! وكنت قد بينت سابقاً مدى خطورة هذه الطريقة التي قد تؤدي أحياناً إلى الموت ، حتى إنني أعرف أحد المعالجين بالرقية أصبح يمارس هذه الطريقة على جميع المرضى أكثر من رقيتهم ، وسمعته يقول ذات يوم : إذا لم أجد مريضاً أخنقه أقوم بخنق أحد أبنائي ، فقلت : هذا بسبب تعلق المعالج بهذه الطريق ، واعتقاده بها ، وابتعاده عن الرقية الشرعية ، والله المستعان .
القصة الثالثة :
في بداية عهدي بالعلاج بالرقية الشرعية ، كنت قد حضرت عدة جلسات عند بعض الرقاة المعالجين ، فكان منهم من يستعمل الكهرباء في العلاج ، وأذكر بأن امرأة منهن قد أصابها تقرحات وحروق في رجليها ورقبتها بسبب الصعق الكهربائي وقد شاهدت ذلك بعيني ، وكان منهم أيضاً من يستعمل طريقة الضغط على المعدة والبطن ضغطاً شديداً مما أدى إلى تبول إحدى الفتيات على نفسها ، وقد شاهدت إحدى الأخوات قد استفرغت دماً من معدتها أثناء ضغط المعالج الشديد على معدتها ، وبعضهن خرج الريح من أدبارهن !
ولما سألت المعالجين عن هذه الأمور ، أجابوا بأن الجني يٌخرج صوت الريح من الدبر إحراجاً للمعالج ! وأن الدم الخارج هو سحر خرج من المعدة ، ومثل هذه الأقوال والتعليلات العليلة الباطلة .
قلت : وبعد خبرتي الطويلة في مجال الرقية الشرعية تبين لي سخف هذه التعليلات ، وسوء هذه المسلكيات ، وأن المعالج بالرقية الشرعية لا يجوز له مس العورات ، ولا أن يتسبب في مثل هذه المشقات ، ولا يزيد أمراض الناس أمراضاً .
القصة الرابعة :
وهذه قصه تتحدث عن غرائب وعجائب أحد المعالجين بالرقية ، حيث ذكرت لي امرأة عن معالج طلب منها لتنظيف دارها من الجن وطردهم منه مبلغ ( 300 ) دينار أردني فقط لا غير !! ليخلصهم من ذلك الجني المختبئ في زوايا البيت وكانت تلك المرأة قد أحضرت ذلك المعالج ليفسر لها أسباب مشاكل عائلية .
قلت :
1. أية سذاجة وصل لها العامة حتى يصدقوا ذلك !!
2. أي مكرِ استعمله هذا المعالج لسلب الناس أموالهم ، والنصب عليهم حتى صوّر لهم الجن بمثابة الحشرات المختبئة في زوايا البيوت !!
3. أي نهب لأموال المسلمين مثل هذا النهب حتى يؤخذ على القراءة مثل هذا المبلغ الباهض .
4. ألا ينبغي للمعالج أن يتقي الله في نفسه وفي الناس ، وأن يوصيهم بتقوى الله تعالى ، وأن يرشدهم إلى حل مشكلاتهم العائلية بالعقل والروية ، وقبل ذلك كله بإتباع الشرع والدوام على الدعاء .
القصة الخامسة :
وهذه قصه مريرة أيضاً مقيتة ، رجل فرنسي من أصل جزائري ، كان يعاني من بعض الأمراض النفسجسمانيه [56] ، حيث قدر الله له أن يذهب لبعض المعالجين بل لبعض المحتالين ، فأخبره ذلك المعالج من خلال المراسلة عن طريق الشبكة العنكبوتية بأن به مس شيطاني ، وأن العلاج سيكلفه مبلغ ( 2000 ) يورو ، وعندما حضر هذا الشخص بعد عناء ومشقة السفر فما كان من المعالج إلا أن وقعه على أوراق بالمبلغ مقابل العلاج ، فما هي إلا ساعة أو أقل من ذلك بكثير انتهى فيها المعالج من وصفته السحرية ، وقال لمريضه : اذهب إن وضعك الآن أصبح جيداَ وممتازاَ والحمد لله على الشفاء ، وفي اليوم التالي عاد ذلك الرجل للشيخ وقال له : يا شيخ أنا وضعي كما هو لم أشعر بأي تحسن يذكر ، فقال الشيخ : أنت الآن ما فيك شيء وإن لم تذهب سأطلب لك الشرطة وأشتكي عليك ، فخرج ذلك الرجل من عنده وهو لا يملك أجرة الطريق ، يحمل مرضه وهمه وضياع ماله .
قلت :
أبعد هذا الاحتيال احتيال ، فالغريب العجيب لو أن هذه القصة تتحدث عن رجل ساحر أو مشعوذ لهان الأمر ، ولكنها تتحدث عن معالج بالرقية الشرعية ، لا يستعمل إلا القرآن يخرج من فمه ، وإلى الله المشتكى والله المستعان .
//////////////////////////////////////////////
وحتى لا يظن الأخ القارئ الحبيب أنني أنفي دخول المس الشيطاني ، أو دخول الجني في بدن الممسوس ، فإني أسوق للقارئ الكريم قصة حقيقية حصلت معي دالة على المس الشيطاني الحقيقي ، بعيدة كل البعد عن الأباطيل والظنون وأساليب الإيحاء .
تلكم قصة امرأة ممسوسة جاءتني وزوجها ، فكان من أحوالها أنها لم تنجب منذ سنتين مع صحة الفحوصات الطبية وسلامة النتائج المخبرية ، وعندها أيضاً ورم بالعمود الفقري عجز الأطباء عن تشخيصه وعلاجه ، وكانت تشتكي من وجود مشاكل كثيرة جداً بينها وبين زوجها على أتفه الأسباب .
فما أن شرعت بقراءة الرقية الشرعية عليها مع وجود محرمها ، فقد أغمي عليها وفقدت وعيها تماماً ، وقد نطق بلسانها جني وأخبر بأنه قد جاء عن طريق سحر مشروب ، وأنا طبعاً لم أصدقه في كل ما قال من أقاويل فالجن فيهم كذب كثير ، ولكنني صدقته في بعض الأمور التي ظهرت أدلتها الحسية فيما بعد ، فمما أخبرني به أنه إذا خرج من جسدها سيزول ألمها ويذهب ورمها ، وقد كان كذلك كما سيتبين من القصة .
وبعد القراءة المتواصلة على المريضة خرج الجني من جسدها ، ومن الأمور الدالة على صدق المس الشيطاني وصدق خروجه بعيداً عن الظنون والإيحاءات التي يتوهما المرضى والرقاة ، نعم يدل على صدق ما ذكرت أمور منها :
1. لقد صاحب خروج الجني من بدن الممسوس خروج العمل ، وهو عبارة عن تقيؤ ماء كالصديد أو كنقع الحناء الأحمر بكميات كبيرة علماً بأن هذه الأخت لم تأكل منذ أكثر من يومين .
2. لقد ظهرت علامات الشفاء حال خروج الجني من المريضة ، فقد ذهبت آلامها على الفور ، كما قد زال ذلك الورم الموجود في منطقة الظهر بشكل نهائي وقد كان من قبل ظاهراَ للعيان .
3. زالت أسباب العجب في قضية عدم الإنجاب مع صحة الفحوصات المخبرية ، فقد حملت المرأة بعد ذلك بحمد الله تعالى .
-----------------------------------------------------------------------
[1] . قال الشيخ الألباني : ( حسن ) ، انظر حديث رقم ( 3326 ) في صحيح الجامع .
[2] . السلسلة الصحيحة برقم ( 1511 ) .
[3] . سورة البقرة الآية ( 102 ) .
[4] . أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة .
[5] . سورة المائدة الآية ( 2 ) .
[6] . رواه مسلم .
[7] . سورة آل عمران الآية ( 102 ) .
[8] . سورة النساء الآية ( 1 ) .
[9] . سورة الأحزاب ( 70 – 71 ) .
[10] . انظر تمام الحديث في صحيح سنن ابن ماجة للشيخ الألباني رحمه الله ، كتاب الطب رقم ( 2858 ) وفي رواية ذكرها الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1 : 796 ) : (( أخرج عدو الله أنا رسول الله )) .
[11] . رواه البخاري ، حديث رقم ( 5737 ) .
[12] . سورة فصلت الآية ( 44 ) .
[13] . صحيح مسلم ، المسند الصحيح ، حديث رقم ( 2185 ) .
[14] . سورة الجن الآية ( 6 ) .
[15] . السلسلة الصحيحة ( 3980 ) .
[16] . سورة آل عمران الآية ( 175 ) .
[17] . سورة النساء الآية ( 76 ) .
[18] . سورة الإسراء الآية ( 65 ) .
[19] . سورة الحج الآية ( 38 ) .
[20] . سورة الروم الآية ( 47 ) .
[21] . سورة الأعراف الآية ( 200 ) .
[22] . سورة الزمر الآية ( 36 ) .
[23] . سورة الحج الآية ( 38 ) .
[24] . سورة إبراهيم الآية ( 10 ) .
[25] . سورة النساء الآية ( 122 ) .
[26] . سورة النساء الآية ( 87 ) .
[27] . سورة البقرة الآية ( 102 ) .
[28] . بدائع الفوائد ( 2 : 233) .
[29] . تكملة أضواء البيان ( 9 : 644 ) .
[30] . بدائع الفوائد ( 2 : 233 ) .
[31] . بدائعالفوائد ( 2 : 233).
[32] . نقله في الزواجر عن اقتراف الكبائر ( 2 : 178 ) .
[33] . القول المفيد على كتاب التوحيد ( 2 : 48 ) .
[34] . لسان العرب ( 8 : 29 ) .
[35] . مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين ( 2 : 191) .
[36] . رواه مسلم ( 2186 ) .
[37] . الزاهر في معاني كلمات الناس ( 2 : 60 ) .
[38] . المعجم الوسيط ( 2 : 940 ) .
[39] . فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ( ص 161 ) .
[40] . سلسلة الأحاديث الصحيحة ، المجلد الأول ، القسم الثاني ( 890 ) .
[41] . السلسلة الصحيحة ( 784 ) .
[42] . لسان العرب ( 12 : 83 ) .
[43] . ابن كثير ، البداية والنهاية ، ( 1 : 55 ) .
[44] . ( متفق عليه ) .
[45] . دليل المعالجين للشيخ رياض محمد سماحه ( ص 51 – 52 ) .
[46] . مجلة الشرق الأوسط / الأحد 7 ربيع الثاني 1429ه - ابريل 2008 العدد 10729 .
[47] . مجلة ( البيان الاقتصادي ) بتاريخ 17 أغسطس 2009 .
[48] . رقم الفتوى ( 12699 ) موضوع الفتوى ما جاء في الرقى .
[49] . المصدر: كتاب صفحات مشرقة من حياة الشيخ العثيمين رحمه الله . وهذه القصة سمعتها من أحد طلبة العلم من المملكة العربية السعودية كان قد سمعها من أحد أبناء الشيخ رحمه الله تعالى .
[50] . قاله فضيلة الشيخ وحيد حفظه الله تعالى في مكالمة هاتفيه جرت بيني وبينه.
[51] . نقلا عن ملتقى الشفاء الإسلامي للشيخ عدنان المغربي .
[52] . سورة الإسراء الآية ( 36 ) .
[53] . نقلاً عن لقط المرجان في علاج العين والسحر والجان / تساؤلات في العين والحسـد .
[54] . قاله فضيلة الشيخ وحيد عبد السلام بالي حفظه الله تعالى في مكالمة هاتفيه جرت بيني وبينه .
[55] . طريقة الخنق من الودجين : وهذه الطريقة يستعملها بعض المعالجين ظناً منهم أنهم يضيقون على الجني المتمركز في الدماغ ، وكنت قد بينت مدى خطورتها في الفصل الثالث " نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات " .
[56] . هي أمراض تظهر على الجسم نتيجة بعض المشاكل النفسية ، ومثال ذلك صاحب الاكتئاب بداية تجده يشتكي من أعراض جسمانية وأهمها الصداع وبعد مراجعة الطبيب المختص يتبين أن سبب الصداع هو الاكتئاب ولذلك يطلق عليها الأطباء أمراضاً نفسجسمانية .
تابع قراءة الفصل الثالث والرابع
الأخـوة الـرقـاة
تأليف ....
عمر بن خضر أبو جربوع
قدم له ...
الأستاذ الدكتور
مروان بن إبراهيم القيسي
جامعة اليرموك - كلية الشريعة
وفضيلة الشيخ....
وحيد بن عبد السلام بالي
وفضيلة الشيخ ....
سليمان بن عبد بن سليمان أبو دامس
مقدمة الأستاذ الدكتور
مروان إبراهيم القيسي
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه، وبعد :
فإن الإنسان قد خلق ليحيا عمراَ محدداَ وليقوم بمهمة محددة وهي توحيد الخالق عز وجل رباَ وإلهاَ وإفراده بصفات الكمال والجلال كما وصف نفسه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم .
ومعلوم أنه ليس للمرء ليرضي ربه ويقوم بما طلبه منه فيحصل على سعادة الدنيا والآخرة إلا العمل الصالح ، السبب الأول والأخير في السعادة . إلا أن من رحمة الله بعباده المؤمنين أنه شرع لهم من الأعمال ما يستمر ويبقى ثوابه جارياً عليهم بعد الوفاة كما قال - صلى الله عليه وسلم - : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ولد صالح يدعو له ، أو علم ٌينتفع به من بعده ، أو صدقة تجري يبلغه أجرها )) [1].
ومن هذه الثلاثة يأتي عمل أخينا الشيخ عمر أبو جربوع في علم ينتفع به من بعده . ولم يأت ولم يأت العلم ههنا مطلقاً ، بل جاء مقيداً بالانتفاع منه . وهو حكم العلم في الإسلام أن يُنتفع به ، وإلا كان عبثاً . وقد قال - صلى الله عليه وسلم - (( سلوا الله علما نافعاَ وتعوذوا بالله من علم لا ينفع ))[2] .
وقد ذم الله تعالى العلم غير النافع بقوله سبحانه : ((وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ))[3] وكلما كان العلم نافعاً أزداد أجر صاحبه ، وكلما عظمت حاجة الأمة إليه كان نافعاً .
ولذا فإنني أناشد أهل العلم عامة أن لا يكتبوا لأنفسهم ، وأن يلتمسوا حاجات الأمة ويكتبوا لسدها وقضاءها .
وقد سرتني مراجعة هذا الكتاب الذي بين يدي ، لعظم حاجة المسلمين إليه ، فهو من العمل النافع جداً للأمة ، فما أحوج المسلمين له ولأمثاله من المؤلفات .
ووجدته منسجماً مع مضمون التوحيد مستفيداً من الطب منبها على أخطاء وويلات يرتكبها بعض المعالجين بقصد أو بغير قصد .
وتتميما لما جاء في أحد فصول الكتاب ، فإن لي اجتهاداً أريد أن أبديه فيما يخص أخذ الأجرة على الرقية الشرعية . فقد تضمن الكتاب أقوالاً لعلماء أفاضل يجيزون أخذ الأجرة غير أن ثمة رأياً لبعض الفضلاء لا يجيزون أخذها ، ويرون أن أخذ الصحابة أجره على رقيه قاموا بها لمن أبى أن يضيفهم - ومعلوم أن الضيافة حق شرعي للمسافر على المضيف - أنه كان من باب المجازاة على واجب أهملوه ولا يعني ذلك جواز أخذ الأجرة بعامه .
وهذا الرأي مفهوم لدي ، بل ومقبول ويدل على مبلغ علم صاحبه إلا أننا ينبغي أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى لم تكن حادثة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهي كثرة الرقاة الرجاجله في هذا الزمان ، وكثرة المحتاجين للرقية ، وكثرة المبالغ المأخوذة منهم ظلماً وعدواناً ، وكثرة التلبيس عليهم . وفي الوقت نفسه قله بل ندرة الرقاة الشرعيين ، فإذا ما أفتينا بعدم جواز أخذ الرقية انصرف المستقيمون من الرقاة عنها ، ولا سيما أن الأمر يتطلب جهداً ووقتاً ، إذا ما فتحوا أبواب بيوتهم لاستقبال طالبي الرقية .
ثم إن ما يتقاضاه الراقي المستقيم المتقي لله أقل مما يتقاضاه ذلك المشعوذ بكثير مضافاً إليه الضرر الحاصل للطالب الرقية في عقيدته ودينه وخلقه . لذا فإن هذه الأمور تؤكد على جواز أخذ الأجرة على الرقية شريطة التزام الراقي بالشرع الحنيف .
ولئن كان العلم النافع من خير ما يخلف المرء بعد موته ، فأن خير العلم النافع هو ذلك الذي يعالج الأخطاء الشائعة ، وقد بدأت منذ سنوات طويلة بمشروع بعنوان ( قاموس الأخطاء الشائعة ) فيما يخص اعتقادات وممارسات المسلمين ، وطفقت أجمع تلك الأخطاء من حيات المسلمين وكتب العلم وغيرها ، إلا أنني وجدته مشروعاً فوق طاقتي يتطلب مؤسسةً وأموالاً ، فأمسكت عنه .
وكتاب أخينا أبي بكر عمر هذا يتناول أخطاء شائعة بين الرقاة عظم خطرها وتفاقم شرها فجزاه الله تعالى عن الأمة خير الجزاء وتقبل عمله ونفع به .
أ . د . مروان بن إبراهيم القيسي
جامعة اليرموك - كلية الشريع
/////////////////////////////////////////////////
مقدمة فضيلة الشيخ
وحيد بن عبد السلام بالي
الحمد لله الذي خلقنا من عدم ، وأنطقنا من بكم ، وأسمعنا من صمم ، وأطعمنا من جوع ، وكسانا من عري ، وأغنانا من فقر ، وأعزنا من ذله ، وهدانا من ضلاله ، وعلمنا من جهالة ، فله الحمد أولاً وآخراً ، ظاهراً وباطناً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد :
فإن الرقية ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بل لقد علمنا كيف نرقي أنفسنا عند الوجع ، فقد روى مسلم وأبو داوود وغيرهما عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعاً يجده في جسده منذ أسلم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )) [4] ، قال : فقلت ذلك فأذهب الله عز وجل ما كان بي ، فلم أزل آمر أهلي وغيرهم .
ولذلك أنصح كل مسلم إذا أصابه ألم أيًّ كان سببه أن يرقيه بهذا الدعاء النبوي الكريم ، وأن يداوم على ذلك عدة أيام حتى يذهبه الله ، ولا مانع أن يستخدم العلاج الطبي مع الاستمرار على هذا الدعاء الطبي أيضاً .
فأما علاج المس ، والسحر ، والعين ، فمن أنفع الأدوية لذلك الفاتحة ، وآية الكرسي ، والمعوذات كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحيحة ، ولقد وجدنا لها تأثيراً عجيباً ، حتى أن بعض الناس ذهب إلى مجموعة من السحرة فعجزوا عن ذلك ، فذهب إلى معالج بالقران ، فعالجه بآية الكرسي فقط لعدة أيام فشفاه الله .
ولكن بعض المعالجين قد يستخدم بعض الطرق التي فيها مخالفات شرعية استعجالاً بالشفاء ، وهذا خطأ بل عليهم أن يتخذوا الأسباب الشرعية فقط والشفاء من الله وحدة .
ولقد وقفت على رسالة أخينا عمر بن خضر أبو جربوع المسماة ( الردود المنتقاة على شبهات الأخوة الرقاة ) فوجدتها نافعة في بابها حيث أشار إلى نصائح مفيدة للقراء والمعالجين ، فجزاه الله خيراً ، وزاده علماً وتقوى وورعاً .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتبه الفقير إلى عفو ربه
وحيد بن عبد السلام بالي
1 / 2 / 1433 هـ
مصر - كفر الشيخ - مٌنشأة عباس
/////////////////////////////////////////////////
مقدمة فضيلة الشيخ
أبو محمد سليمان أبو دامس
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبدالله خاتم النبيين والمرسلين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد :
فقد اطلعت على الكتاب الذي ألفه أخونا الشيخ أبو بكر عمر أبو جربوع ، فسماه " الردود المنتقاة على شبهات الأخوة الرقاة " فألفيته كتاباً مختصراً نافعاً في بابه ، بدأه بمصطلحات ، ومفاهيم أساسية ، أوضح معانيها فجلاها للقارئ ، وختمها ، فحلاها بفتاوى العلماء الخاصة بالرقية الشرعية .
وقد تتبع في ثناياه بعض الشبهات - فمن أجلها سطر كتابه - التي غدت عند كثير من الأخوة الرقاة مسلمات ، بنوا عليها برامج علاجية شاقة ، ومضنية للمرضى ، أفضت بهم إلى نتائج سلبية ، وآثار كارثية !!! منشأ ذلك ، ومرده عند الشيخ عمر حتماً هو : الخطأ في التشخيص المؤدي إلى مجانبة الصواب في التوصيف ، فطفق يدحض هذه الشبهات يردها ، ويكشف عورها ، مستعيناً بالله - سبحانه وتعالى - ثم بتجربته المديدة ، وخبرته التي ليست باليسيرة ، من خلال طريقة هي على الرقاة جديدة ، ارتضاها لنفسه ، وذكرها في مؤلفه ، لطالما كانت ناجعة مثمرة آتت أكلها ، استدرك بها ومن خلالها ما لحق بالمرضى من آثار سلبية ، ونتائج كارثية ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، لذلك قص علينا قصصاً مأساوية واقعية لا خيالية ، أيد بها ما ذكر من شبهات ، وللأسف أنها كانت من رقاة نصحه ، لا من سحرة غشّشه !!! إبراء للذمة ، ونصحا للأخوة ، ورأفة بالمرضى ، وتعاونا على البر والتقوى ، ألف الشيخ كتابه هذا .
قال الله تعالى : ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) [5] ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ))[6] .
أسأل الله تعالى : أن يجعل عمله هذا في مرضاته ، وأن يثقل به ميزان حسناته ، ويغفر به زلاته ، أنه ولي ذلك والقادر عليه .
وكتبه :
أبو محمد / سليمان بن عبد أبو دامس
في يوم السبت
17/11/1432 هـ
///////////////////////////////////////////////////////
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله منشرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يٌضلل فلا هاديله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))[7] ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ))[8] (( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)) [9]
أما بعد :
إن مسألة دخول الجن فيالإنس من الناحية الشرعية يُرجع فيها إلى مذهب أهل السنة والجماعة ، ولا يُنظر إلى غيرهم ، والعجب ممن يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( اخرج عدو الله )) [10] ثم يجادل في هذه المسألة ؟!!
فالعلاج بالرقية سبب شرعي يقدر الله به الشفاء والنفع بإذنه تعالى من الأمراض النفسية ، والعضوية . والإقرار بذلك يعتمد على الإيمان ، والتسليم لله تعالى ، وبما جاء عنه ، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك كما في قصة اللديغ الذي شُفي بقراءة الفاتحة عليه ، وأقر النبي - صلى الله عليه وسلم - الراقي على ذلك [11] .
فالمسلم طبيباً كان أو غير طبيب يجب عليه أن يسلم بما ثبت شرعاً من الشفاء بالرقيةلا سيما الرقية بالقرآن الكريم الذي وصفه الله تعالى بقوله : ((هُدًى وَشِفَاء))[12] . لقد صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رقاه جبريل - عليه السلام - بقوله : (( بسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك )) [13].
فهذا دليل على شمولية الرقية لجميع الأمراض النفسية ، والعضوية ، وباستقراء السنة نجد الأمراض التي عولجت بالرقية في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت من الأمراض العضوية وغير العضوية .
وقد ثبت لي بالتجربة والبحث أن أعراض المس , والسحر , والحسد تتشابه تماماً مع أعراض الأمراض النفسية ،والعصبية ، وبعض الأمراض العضوية ؛ ولذا فقد كان هناك لبس عند كثير من الراقين فيالحكم على الحالة ، ولذلك لا حرج في أن يطلع الراقي على شيء من الطب النفسي ، بل يجب أن يكون عنده دراية به وبعلم وظائف جسم الإنسان ، حتى يستطيع أن يميز نوع المرض : أهو مرض عضوي أم نفسي ؟ وبعد ذلك يسهل عليه تشخيص الحالة .
فمن خلال إطلاعي على ما كتبه كثير من الرقاة عن الجن والسحر والمس الشيطاني ، ومن خلال تجاربي على مدى أعوام عديدة وتجربة بعض أخوتي المتمكنين من الرقية الشرعية ، وكذلك من خلال تواصلي المستمر مع الأطباء النفسانيين للتفريق بين الأمراض النفسية والعضوية والروحية ( عين ، سحر ، مس , حسد ) ، فقد وجدت أكثر من تسعين في المائة ممن يترددون على الرقاة ليس بهم مس أو سحر وهذا ما ذكره الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء في إحدى محاضراته .
ولقد وقفت على دعاوى للأخوة الرقاة لا دليل ولا برهان عليها من الشرع أو التجربة ، بل غالبها مبني على الظن والتخرص ، ووقفت على تهويلات ما أنزل الله بها من سلطان وعلى شبهات تعلق بها الرقاة أوهنُ من بيت العنكبوت . وبما أن هذه القضايا من أمور الغيب التي لا نعرف عنها إلا القليل فحريُ بالرقاة أن يتقوا الله فيما يقولون ويكتبون ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً .
ولما رأيت هذا التهويل وتلك الشبهات التي وصفت الجن والشياطين بأكبر من حجمهم ووقفت على المخالفات في أعراض المس الشيطاني وطريقة علاجه والتي نَسبت للشياطين فوق مقدورهم وأعطتهم شأناَ فوق شأنهم ، حتى شابه حال بعض الرقاة فيما يقولون حال العرب في الجاهلية لما عظّموا الجن فوق قدرهم فكانوا يعوذون بهم قال تعالى : (( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ))[14] .
فلما رأت الجن أن هؤلاء البشر يخشوهم ولديهم استعداد نفسي لتقبل الخوف زادوا في إخافتهم والتلاعب بهم . وأبطل الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه العادة الجاهلية وأرشد صحابته بقوله : (( إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق , فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه ))[15]وهكذا علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات سهله ميسورة نقولها بيقين وصدق ندخل بها بحفظ الله ، فعلينا أن نأخذ هذا الكلام على محمل الجد إذ يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - (( فإنه لا يضره شيء )) علينا أن نجزم بذلك وتطمأن قلوبنا إليه وأن نعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- هو الصادق المصدوق بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم - .
والحاصل هذه الأيام للأسف أن كثيراَ من الناس وبعض طلبة العلم والرقاة وقعوا في هذه المسألة وأعطوا للجن والشياطين أكبر من حجمهم ونسبوا كثيراً من الأمراض العضوية والنفسية للجن والشياطين ، وإن هناك من الناس من يعتقد أن الشياطين تستطيع أن تدمر حياته وتصيبه بالأسقام والأمراض .
ولقد دعا هذا الأمر فئةً من الناس استدرجهم الشيطان فذبحوا للجن و خرجوا من الملة ودخلوا في الشرك ، وإن ماتوا على ذلك فإنه لا يُرجى لهم خير . والسبب في ذلك هو الخوف من أذى الجن والشياطين وصدق الله تعالى : ((إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)) [16] ، وهو يقول : ((إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً))[17] (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان و كفى بربك وكيلا)) [18] (( إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ))[19] ((وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)) (20) وإنه يكفينا الاستعاذة بالله فيتكفل بحفظنا منه ويطرده عنا ، قال سبحانه وتعالى (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))[21] .
والأدلة أعلاه واضحة جليه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد والله الهادي إلى سواء السبيل .
ومن الغريب أنه يأتينا بعض المرضى من المحافظين على الصلوات الخمس في أوقاتها وأذكار الصباح والمساء وقراءة القران وعندهم بعض الأعراض المرضية العضوية فيذهبون إلى بعض الرقاة ليجيبه أحدهم ( أنت معك سحر ) والآخر يقول ( أنت مصاب بالمس ) والآخر يقول ( أنت مصاب بالعين والحسد ) ويأمرونه أن يدهن بزيت الزيتون ويغتسل بالسدر صباحاً ومساءً ، وربما يستمر العلاج شهراً أو شهرين أو ثلاثة وربما لسنوات ، وعندما يأتي إلينا هذا المريض نكتشف أنه يعاني من بعض الأعراض النفسية أو العصبية فنرشده إلى الطبيب المختص حيث يصف له العلاج المناسب ، وخلال أيام قلائل تجده يتماثل للشفاء .
ثم نوضح له أنه على هذه الحالة الإيمانية التي هو عليها لا يستطيع أحد من الجن أو الشياطين أن يؤذيه، لأنه في حفظ الله والله متكفل بالمدافعة عنا حيث يكفيه قول الحق تبارك وتعالى : ((أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)) [22] وقوله تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ))[23] فالحمد لله ولي الإسلام وأهله فهذا هو كلام الواحد الأحد (( أفي الله شك ))24]
((ومن أصدق من الله قيلا))[25](( ومن اصدق من الله حديثا ))[26).
إن بعض الرقاة - هداهم الله تعالى - يزرعون دون قصد الوهم في المرضى ويدخلونهم في دهاليز مظلمة ربما لا يستطيعون الخروج منها لسنوات طويلة ، بينما الحل سهل ويسير .
فلما رأيت ذلك كله دفعتني أمانة التجربة وأمانة النصيحة للمؤمنين أن أحذر من شطط ما استحدثه بعض الرقاة وأرد على شبهاتهم بالدليل والبرهان ، ولكن ماذا عسانا أن نقول إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه والأعمى لا يكون قائداً ، بل هو في حاجه لمن يقوده ويهديه الطريق فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون والله الموفق .
لقد قسمت بحثي هذا إلى أربعة فصول :
الفصل الأول :
مصطلحات ومفاهيم أساسية .
الفصل الثاني :
شبهات الرقاة في تشخيص المس الشيطاني .
الفصل الثالث :
نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات .
الفصل الرابع :
من فتاوى العلماء في الرقية الشرعية .
والله الموفق وهو الهادي للحق .
//////////////////////////////////////////////////////
الفصل الأول
مصطلحات ومفاهيم أساسية
1- المس الشيطاني :
هو دخول الجن في جسد الإنسان بهدف إيذائه أو السكنأو التحكم فيه .
2- السحر :
هو عزائم ورُقى وعقد تؤثر في القلوب والأبدان ، فتمرِض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه بإذن الله تعالى ، قال سبحانه ( فَيَتَعَلَّمُون َمِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِۚ))[27].
3- الحسد :
قال ابن القيم : ( أصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها ، فالحاسد عدو النعم وهذا الشر هو من نفسه وطبعها ، ليس هو شيئا اكتسبه من غيرها بل هو من خبثها وشرها ) . [28]
4- الفرق بين العين والحسد:
قال الشيخ عطيه محمد سالم تلميذ الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله - في تكملة أضواء البيان : ( ويشتركان – الحسد والعين - في الأثر ، ويختلفان في الوسيلة والمنطلق ، فالحاسد : قد يحسد ما لم يره ، ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، ومصدره تحرق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه أو عدم حصولها له وهو غاية في حطة النفس . والعائن : لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل ، ومصدره إنقداح نظرة العين ، وقد يعين ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده وماله ) . [29]
وقال ابن القيم : ( فالعائن حاسد خاص ، ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن لأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد ، وليس كل حاسد عائن ، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته ) . [30]
وقال ابن القيم : ( ويقوى تأثير النفس عند المقابلة فإن العدو إذا غاب عن عدوه قد يشغل نفسه عنه ، فإذا عاينه قِبلاً اجتمعت الهمة عليه وتوجهت النفس بكليتها إليه ؛ فيتأثر بنظره حتى إن من الناس من يسقط ومنهم من يُحم - يصاب بالحمى - ومنهم من يحمل إلى بيته ، وقد شاهد الناس من ذلك كثيراً ) . [31]
5- الساحر :
الساحر هو رجل كافر يقوم بأمر من أمور الكفر لنيل رضاء الشياطين ، كأن يمزق المصحف أو يلوث شيئاً طاهراً أو يستنجى باللبن وذلك حتى توحى إليه الشياطين ببعض الأمور التي فيها أذى للناس كأمور الربط والأعمال والتفريق بين المرء وزوجة ،وجزاءالساحر والكاهن القتل للكفر ، ذلك أن كل ساحر كافر .
6- الكاهن :
الكاهن هو من يَدعى أنه يعرف الغيب ويُنبأ به وأنه يُوحىإليه بشيء من علم الغيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله ، إنما الكهنة والعرافون يدعون أنهم على علم بالنجوم ويسمون أيضا لذلكبالمنجمون .
7-العرِّاف :
قال البغوي رحمه الله : ( العراف هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك ) . [32]
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( والعراف : قيل هو الكاهن ، وهو الذي يخبر عن المستقبل ) وقيل : ( هو اسم عام للكاهن والمنجِم والرَمّال ونحوهم ممن يستدل على معرفة الغيب بمقدمات يستعملها ، وهذا المعنى أعم ، ويدل عليه الاشتقاق ؛ إذ هو مشتق من المعرفة ، فيشمل كل من تعاطى هذه الأمور وادعى بها المعرفة ) . [33]
8- التنجيم :
التنجيم مأخوذ من النجم ، وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية ، بمعنى أن يربط المنجم ما يقع في الأرض ، أو ما سيقع في الأرض بالنجوم بحركاتها ، وطلوعها ، وغروبها ، واقترانها ، وافتراقها وما أشبه ذلك ، والتنجيم نوع من السحر والكهانة وهو محرم ، لأنه مبني على أوهام لا حقيقة لها ، فلا علاقة لما يحدث في الأرض بما يحدث في السماء .
وهناك نوع آخر من التنجيم : وهو أن الإنسان يستدل بطلوع النجوم على الأوقات ، والأزمنة ، والفصول ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه ، مثل أن نقول إذا دخل نجم فلان فإنه يكون قد دخل موسم الأمطار ، أو قد دخل وقت نضوج الثمار وما أشبه ذلك ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه . [34]
9-الرَّمال :
هو الذي يخط الأرض على الرمل يدعي بها علم الغيب .
10- الضارب بالحصى:
هو الذي يضرب حصاة على أخرى ويدحرجها زاعما إطلاعه على
الغيببذلك .
11- قارئ الكف والفنجان :
هو الذي يتمتم على كف الإنسان والفنجان بألفاظ غير مفهومه ، يدعي بها علم المستقبل .
12- المشعوذ :
المشعوذ هو الذي يدعي أنه ساحر أو كاهن ، وهو كاذب بذلك ، وقصده من ذلك هو أخذ أموال الناس بالكذب عليهم بأنه يعمل سحر ، أو يعالج بالسحر ، أو يعلم المستقبل ، وهو ليس كذلك ، ولا يحسن ذلك الفعل وإنما يقلد فعلهم ويشابه حركاتهم .
13- التابعة :
يقول ابن منظور : ( والتابعة : الرئي من الجن ، أُلحقت الهاء للمبالغة أو لتشنيع الأمر أو على إرادة الداهية . والتابعة : جنية تتبع الإنسان .
وفي الحديث : أول خبر قدم المدينة يعني من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة كان لها تابع من الجن ؛ والتابع هنا : جني يتبع المرأة يحبها . والتابعة : جنية تتبع الرجل تحبه . وقولهم : معه تابعة أي من الجن ) . [35]
14- المنفوس :
فعن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : (( يا محمد اشتكيت ؟ فقال : نعم ، قال : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك )) . [36]
قال أبو بكر الأنباري – رحمه الله – : ( والنفس العين يقال قد أصابت فلاناً النفسُ إذا أصابته العين ويقال للفاعل " نافِسٌ " وللمفعول " منفوس " ) . [37]
وفي المعجم الوسيط ( المنفوس المولود ، والمحسود ، أو من أصابته العين ، ويقال : شيء منفوس : نفيس مرغوب فيه ) . [38]
15- التمائم :
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : ( قال أبو السعادات : التمائم جمع تميمة ، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم ، يتقون بها العين في زعمهم ، فأبطلها الإسلام ) . [39]
وقال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( التميمة : خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم فأبطلها الإسلام كما في ( النهاية ) لابن الأثير .
قلت : ولا تزال هذه الضلالة فاشية بين البدو والفلاحين وبعض المدنيين ومثلها الخرزات التي يضعها بعض السائقين أمامهم في السيارة يعلقونها على المرآة ! وبعضهم يعلق نعلاً في مقدمة السيارة أو في مؤخرتها ! وغيرهم يعلقون نعل فرس في واجهة الدار أو الدكان ! كل ذلك لدفع العين زعموا ، وغير ذلك مما عمّ وطمّ بسبب الجهل بالتوحيد ، وما ينافيه من الشركيات والوثنيات التي ما بُعثت الرسل وأُنزلت الكتب إلا من أجل إبطالها والقضاء عليها ، فإلى الله المشتكى من جهل المسلمين اليوم ، وبعدهم عن الدين ) . [40]
16- النُشرة :
قال ابن الأثيرفي : ( النهاية النُشرة بالضم ضرب من الرقية والعلاج يُعالَجُ به من كان يُظن أن به مسّاً من الجن ، سميت نُشرة لأنه يُنشر بها عنهما خامره من الداء أي يُكشف ويُزال ) .
17- الغول :
قال المنذري : ( الغول - عند العامة - بضم الغين المعجمة هو شيطان يأكل الناس ، وقيل هو من يتلون من الجن ) .
وقال الجزري : ( الغول أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولاً ، أي تتلون تلوناً في صور شتى ، وتغولهم ، أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم ، فنفاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبطله ، يعني بقوله : (( لا غول ولا صفر )) [41] .
18- السعالى :
هم سحرة الجن ، جمع سعلاه ، ففي الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس وتخييل .
19- الجاثوم :
الجاثوم هو الكابوس الذي يقع على الإنسان في نومه .
قال ابن منظور : ( " الجثام " و " الجاثوم " : الكابوس ، يجثم على الإنسان ، ... ويقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم " جاثوم " ) . [42]
وقد يكون " الجاثوم " بسببٍ عضوي مادي ، كتأثير طعام أو دواء ، وقد يكون بسببِ تسلطشيطاني ،ويكون علاج الأول بالحجامة والفصد وتخفيف الطعام وغيرها ،ويكونعلاج الثاني بالقرآن والأذكار الشرعية .
20- الوهم :
هو اعتقاد راسخ في نفس المريض ، ويتصف هذا الاعتقاد بأنه زائف أو خيالي أو مبني على الخداع . وفي عالم الطب النفسي ، يتم تعريف الوهم بأنه اعتقاد مرضي ( ينتج عن مرض أو عن سلسلة من أحداث مرضية ) ، ويستمر المريض في تمسكه بوهمه على الرغم من وجود الدلائل التي تثبت له عكس ما يتوهمه . وقيل هو عبارة عن إحساس كاذب مختلق بعيد كل البعد عن وجه الحقيقة .
21- علامات الإصابة بالعين :
منها شحوب الوجه والنوم الكثير والخمول والكسل والسأم والملل من الدنيا والتفكير في الموت واليأس والإهمال وعدم المبالاة وإهمال ما تميز به مثلاً ... إن كان متفوقاً في الدراسة تضايق منها ، وإن كان محباً للعمل كرهه ، وإن كان وسيماً مرض وربما ظهرت الحبوب في جسمه والله تعالى أعلم .
22- الحجامة :
هي سحب الدم الفاسد من الجسم الذي سبب مرض معين أو قد يسبب مرض في المستقبل بسبب تراكمه وامتلائه بالأخلاط الضارة والحجم يعني التقليل أي التحجيم أي التقليل من الشيء .
//////////////////////////////////////////////////
الفصل الثاني
شبهات الرقاة في تشخيص المس الشيطاني
الشبهة الأولى :
يعتقد كثير من المعالجين بأن كل من يتأثر بالرقية حال سماعها برجفة أو خدر أو غيبوبة أو ما شابه ذلك بأنه ممسوس أو محسود أو مسحور ؟!
دحض الشبهة :
نعم من الممكن حدوث بعض هذه الأعراض عند بعض المصابين بمس أو سحر، ولكنه لا يشترط في كل من يتأثر بالرقية حال سماعها أن يكون به جن أو سحر ، وأذكر إنني كنت أقرأ على بعضهم شعراً وكان يتأثر وينتفض ، وبعضهم كنت أشير إليه بإصبعي دون أن أقرا عليه ، وهذا مجرب ومشاهد ، وكنت أضع يدي على بعضهم دون قراءة فإذا به يرتجف وينتفض ، وعندما أساله يقول : لا أعرف السبب فأقول له : أنا لم أقرا فلماذا تأثرت ؟ فلا يجيب!.
أما ما يحدث عند بعض المصابين فهو كثيراً ما يكون بسبب استعداد الشخص للإيحاء وشدة سيطرة فكرة المس والسحر على شخصيته , فكلما كان قوي الشخصية كان أشد تماسكاً , وكلما كان ضعيف الشخصية ارتجف وارتعد حتى قبل أن يقرأ عليه أحد شيئاً ، وللتفريق بين هذه وتلك لابد من الرجوع لمعالج متمرس صاحب خبره وتجربه طويلة.
الشبهة الثانية :
يدعي بعض المعالجين أن سرعة تأثر المصاب أثناء الرقية أو تأخرها مرتبط بمدة الإصابة قديمة أو حديثه !!
دحض الشبهة :
في ظني أنه ليس هناك أهمية لكون الإصابة قديمة أو حديثة ، فكثيراً من الحالات ولو كانت قديمة جداً تٌشفى بجلسة واحدة بفضل الله تعالى خصوصاً بعد تشخيص الحالة تشخيصاً دقيقاً . أما بالنسبة لمن يتأثرون سريعاً عند سماع الرقيه فقد وجدنا بعضهم قد أتى إلى هذا الراقي وهو متوتر ومترقب ومسيطر عليه الوهم ومتقبل للإيحاء ، ومعلومٌ أن الشخص الذي يتأثر بسرعة هو صاحب شخصية ضعيفة هشةً ًيسيطر عليها الوهم .
وأما بعض الذين لا يتأثرون إلا بعد وقت طويل من القراءة ، والذين يزعم بعض المعالجين أن الإصابة فيهم قديمه فنقول: إن هؤلاء أصحاب شخصيه قوية ، وسبب تأخر التأثير هو طول مدة الإيحاء إليه من قبل بعض الرقاة ، فتجده يلهث خلف العلاج عند كل رآق والله المستعان .
الشبهة الثالثة :
اعتقاد أغلب الأخوة الرقاة بأن كل من يطيل النظر في المرآة من ذكر أو أنثى يكون معه جني عاشق ، حتى إن بعضهم يقول : إن الجني ينظر بعيون المصاب في المرآة ويستمتع بالجسد !!
دحض الشبهة :
نعم قد يحدث هذا عند بعض الممسوسين ، ولكنه لا يشترط في كل من يطيل النظر في المرآة أن به مساً من الجن أو سحراً ، وأن الحالة النفسية عند الشخص تلعب دوراً كبيراً في ذلك ، فطبيعة المرأة تحب النظر في المرآة وتهتم بنفسهاوجمالها ، وهنا أطرح سؤالين وأجيب عنهما :
أولاً : هل الجني المتلبس للجسد إذا أراد النظر يحتاج لعيون الشخص كي ينظر من خلالهما ؟ وهل إذا أراد ذلك الجني السمع يستعملأذني المصاب ؟
لا ريب أن هذا غير صحيح ، لأن الجني يستطيع أن ينظر إلى أجزاء كثيرة منالجسم وخصوصاً مناطق العورة ولا يحتاج إلى مرآة ولا غيرها .
ثانياً : لماذا بعض الفتيات من تحب أن تنظر في المرآة وتهتم بنفسها كثيراً ، ولكنها بعد فتره من الزمن تجد نفسها تكره المرآة ولا تحب أن تنظر إليها بل تخاف من صورة وجهها في المرآة ؟!
فالجواب على ذلك كما ذكرت سابقاً أن الأمر يتعلق بنفسية المصاب ، فتجد هذه الفتاه حينما تتأثر نفسياً بسبب كثرة المشاكل وحمل الهموم والأحزان ، تصبح تتضايق من الآخرين ، وتقل ثقتها بالناس وتكره نفسها ولا تهتم بلباسها ، وهذا ما أقر به كثير من المرضى بعد محاورتهم ودراسة حالهم ، فلا ينبغي لنا أن نعلق كل أمور حياتنا ومشاكلنا على حبل الشياطين .
الشبهة الرابعة :
اشتهرت طريقة العلاج والفحص بقول : ( بسم الله ) مع سحب النفس وإخراجه . حتى أصبحت هذه الطريقة من الثوابت عند كثير من الأخوة الرقاة مستدلين بحديث (( لا تقل : تعس الشيطان ، ولكن قل : بسم الله ، فإنك إذا قلت : تعس الشيطان ، يعظم حتى يكون مثل الجبل ، فيقول : بقوتي صرعته ، وإذا قلت : بسم الله ، تصاغر حتى يصير مثل الذباب ))[43] .
وبعضهم يقول : إن مجرى التنفس وقراءة القرآن وذكر الأدعية المأثورة ينقل الهواء للرئتين ومن ثم إلى الدم ، ويزعم أولئك الرقاة أن إتباع هذه الطريقة تؤثر بإذن الله عز وجل على الاقتران الشيطاني ووجود الجني داخل الجسد لما ثبت في الصحيح : (( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم )) [44] .
أظن أنه أول من تكلم بهذه الطريقة هو الشيخ رياض محمد سماحه ، معالج مصري معروف وهو صاحب كتاب ( دليل المعالجين ) يقول الشيخ - حفظه الله تعالى - : ( أنه وحين نستشفي باسم الجلالة بهذه الصيغة فإننا في واقع الأمر نسمي على النفس المنشوق أول النفس وآخره فلا يكن للشيطان أي قدر من هذا النفس فتحدث له عملية اختناق ) .
ويضيف أيضاً : ( أنه باستمرار البسملة بالصيغة والكيفية السابقة فإن المريض غالباً ما يشعر بما يلي : برودة في الأطراف ثم تنميل في الجسم ودوار وصداع وخوار في القوى وحدوث رعشة وتثاؤب مستمر
وغثيان وميل للقيء وشعور بالضيق في الصدر وتشنجات في الأطراف وضحك لا إرادي أو بكاء لا إرادي ورغبه في الهرش ... وتعليل ذلك أن الشيطان عليه لعنة الله يتسبب في هذه الأعراض لتعجيز المصاب عن ذكر البسملة أو لشغله عن الاستمرار فيها فيسرق منه النفس الذي يشاركه فيه . وهذه الطريقة تثبت ثبوتاَ مطلقاَ أن هناك إيذاءً شيطانياً ) . [45]
دحض الشبهة :
أقول وبالله التوفيق : إنه من هنا بدأت المشكلة عند كثير من المعالجين ، وذلك بأنهم أخذوا هذا الكلام من الشيخ وكأنه كلام منزّل ، وأن الأعراض التي تظهر من خلال تطبيق هذه الطريقة تثبت أن الشخص مصاب بعلة روحية بلا أدنى شك ، والحقيقة أن هذا الكلام غير صحيح البتة ، والاستدلال بالحديث في غير مكانه ، و أذكر لكم بالتجربة ما يثبت أن هذا الكلام غير صحيح ، فقد جرّبت على عدد كبير من المصابين والمراجعين لدينا هذه الطريقة ، وهي أخذ شهيق وإخراج زفير من غير تسميه فوجدت عدداً كبيراً منهم قد ظهر عليه نفس الأعراض التي ذكرها الشيخ سماحة فالسؤال المهم هنا : هل سحب الشهيق وإخراج الزفير من غير تسمية أو ذكر معين أيضاً يؤثر على الجن أو السحر أو الحسد ؟!!
الشبهة الخامسة :
اعتقاد كثير من المعالجين أن كل حلم يراه النائم في المنام يكون سببه الشيطان !!
دحض الشبهة :
1. بعض النساء الحوامل تزداد عليهن الأحلام المزعجة وبكثرة أثناء وبعد الشهر الرابع ، فالسؤال : هنا لماذا بعد الشهر الرابع ؟ وأين كان الشيطان في الأشهر الأولى من الحمل ؟؟
2. لقد ثبت علمياً وطبياً أن الأطفال الصغار يحلمون ، فتجدهم أحياناً يضحكون وأحياناً أخرى يبكون ويصرخون في المنام ، تقول الدكتورة ديانا قملي أخصائية علم النفس ألسريري بمستشفى الأطفال بلندن : الكوابيس وفزع النوم من الحالات الشائعة في مرحلة الطفولة . [46]
3. يقول الدكتور سعدي الجادر استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى الفجيرة أن انخفاض السكر أثناء النوم يصاحبه عدة أعراض من بينها الأحلام المزعجة والكوابيس . [47]
فأقول والله تعالى أعلم وأحكم : إنه لا يشترط أن تكون جميع الأحلام التي يراها الإنسان في المنام بسبب الشيطان على الإطلاق ، وإنما يدخل فيها العقل الباطن وأمور نفسيه أخرى .
الشبهة السادسة :
بعض المعالجين يطلب من المصاب أن يشرب الماء المقروء فيه دون أن يسمي الله تعالى في ظنه أنه يخدع الجني الموجود في الجسد !!
دحض الشبهة :
هذا الفعل هو من تلبيس الشيطان على بعض المعالجين وذلك لمخالفتهم للشرع ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى بأن لا نأكل أو نشرب حتى نسمي الله ، وهانحن عندما نقرأ الرقية على ماء أو زيت ونأمر المصاب أن يسمي الله ويبدأ بالشرب منه نرى أن الشيطان يتأثر من هذا الماء المقروء عليه . والذي أراه أن يكون الاجتهاد في مثل هذه الأمور أو في غيرها بعيداً عن مصادمة النصوص الشرعية ،فما أمرنا به النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوب أو ندب فهو أمر مقدس لا يجوز التلاعب به ، فدائرة الاجتهادينبغي أن تظل بعيدة عن مصادمة النصوص الشرعية .
ولما سُئل الشيخ ابن جبرين - رحمه الله تعالى - عن ذلك أجاب : ( لا أرى ترك التسمية لعموم الأدلة على ذكر اسم الله عند الأكل والشرب سواء كان الشراب قد قٌرئ فيه أم لا ، ففي شربه معالتسمية حماية للإنسان من تعدى الشيطان وحرزه ولا مانع من تقييد الشيطان وربطه فيالمصروع حتى يهلك بالقراءة ) . [48]
الشبهة السابعة :
مشكلة وقع فيها بعض الرقاة وكثير من المرضى ألا وهياختلاط الأمر فيما يخرج من البطن سواء من الفم أو من القولون ، وخاصة إذا أخذ المريض بعض الأعشاب الملينة أو المقيئة فتخرج مواد مختلفة بألوان ، فبعضهم بل كثير منهم يعتقدون إن هذه الألوان تدل دلالة جازمة على وجود السحر !!
دحض الشبهة :
لا يشترط في كل ما يخرج من المعدة والأمعاء أن يكون سحراً مشروباً أو مأكولاً فهذا من الأخطاء الشائعة عند كثير من الرقاة ، حتى إن بعضهم خصصّ ألواناً خاصةً للسحر ، مثلاً إذا كان اللون أحمر أو أخضر ، فإنه يدل أن السحر مشروب أو مأكول .
وبعضهم يرهق المريض ويصف له خلطات قويه جدا للاستفراغ وبعد ذلك يقول للمريض : خرج جزء من السحر وبقي جزء !! ويكرر له الخلطة عدة مرات حتى يتعب المريض بسبب فقدان السوائل .
والعجيب أن ذلك المعالج وبعد إعطاء المريض عدداً من الخلطات يقول له : بقي شيء من السحر في طرف المعدة !! والجن الموكل بالسحر هو الذي يمنع نزوله !! ولا أعلم على ماذا بنى كلامه هذا ؟ والطبيب أحياناً بأجهزته الطبية المتطورة يعجز في بعضالأوقات أن يصف ما في المعدة ، وهذا المعالج ومن دون أجهزه طبية يقول له : بقي عندك جزء من السحر !!
على العموم لا يشترط فيما يخرج من المعدة والأمعاء أن يكون سحراً مهما كان لونه أو شكله . وهناك بعض الأعراض للسحر المشروب أو المأكول تدل على وجوده في المعدة والأمعاء ، ويوصف للمريض ما تيسر من العلاج سواء كان بالرقية أو بالمواد الحسية ويخرج السحر بإذن الله ، ونعرف ذلك بانتهاء المشكلة تماماً .
الشبهة الثامنة:
اعتقاد كثير من الأخوة الرقاة بأن كل ما ينطق على لسان المريض أثناء سماع الرقية هو من الجن !!
دحض الشبهة :
ومع احترامنا لكل رأي أو فكرة يحملها الإنسان المدرك أقول : إذا التبست علينا الموضوعات وتعذر استيعابها نظراً لوجود تناقض في الآراء حولها بين مقر ومنكر , فإن من العلم أن نأخذ عندئذٍ بالرأي الذي يستند إلى الأدلة العلمية سواء كانت من علم الشريعة الإسلامية أو من العلم المادي الذي يؤيده الواقع والتجربة , ونرفض الرأي الذي يعتمد الظن والتأويل بلا دليل ولا يوافق الواقع ولا تؤيده التجربة والحس .
وعليه فإنني أقول بأنه ليس كل ما ينطق بلسان المصاب أثناء القراءة يشترط أن يكون من الجن أو السحر ، بدليل أننا لو نظرنا للأطفال حينما ترتفع درجة حرارة جسم أحدهم تجده يتكلم بكلام غريب لم يصدر منه من قبل وتجده يرى أشياء أمامه ويقول هذا هو هذا هو . والحق أن هذا فقط بسبب ارتفاع درجة الحرارة . وثمة دليلٌ آخر ما نجده من الشخص بعد العملية الجراحية وقبل الاستيقاظ من المخدر تجد بعضهم يقرأ القران وآخر يتكلم بالحب والغزل .
حتى إنني سمعت أن الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين أعطى خطبة كاملة وهو فاقد الوعي ، وذلك نقلاً عن أحد أبناء الشيخ محمد بن العثيمين - رحمه الله - أنه في الفترة التي اشتد فيها الألم على الشيخ في رمضان أصابت الشيخ غيبوبة لفترة محدودة كان الشيخ - رحمه الله - لا يدري حينها عن أية مخلوق .
يقول ابن الشيخ : إنه في تلك الليلة أخذ الشيخ وهو في غيبوبته يتحدث عن خطر الغيبة والنميمة ويذكر الآيات ويسرد الأحاديث تماماً كما لو أنه يلقي محاضرةً أو درساً . قال ابن الشيخ : والله لو سجلت ما قاله لكان درساً عظيماً في بابه ، فسبحان الله ، عرفوا الله في الرخاء والشدة ، وأحبوا العلم والتعليم فكان جزءاً لا يتجزأ من وعيهم ولا وعيهم . رحمك الله يا فقيد العلم . [49]
يقول الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي حفظه الله تعالى أن هناك فرق دقيق يستطيع المعالج من خلاله أن يفرق بين الحالة النفسية والمس الشيطاني يقول حفظه الله تعالى :
إذا تكلم الجني على لسان الإنسي ، وبعد ما استفاق الإنسي من غيبوبته نسأله هل شعرت بشيء ؟ أو هل تكلمت بشيء ؟ فيقول : أسمع الكلام يخرج مني من دون إرادتي ولا أستطيع أن أتكلم فنعرف أنها نفسيه .
وأما إذا نطق على لسانه والمريض في غيبوبة تامة ثم استفاق من غيبوبته وسألته هل تكلمت بشيء ؟ وهل سمعت شيء ؟ فقال : لم أتكلم بشيء ولم أسمع شيء ، فهذا دليل على أن الذي نطق جني فعلاً . [50]
إذاً ليس كل ما ينطق على اللسان يُشترط أن يكون بسبب الجني ، وكما أشرت من قبل أنه حينما كنا نختبر المرضى ونقرأ عليهم شعراً كنا نرى بعضهم ينتفضون ويتكلمون بكلام بغير إرادتهم .
الشبهة التاسعة :
اعتقاد كثير من الأخوة الرقاة بأن ما يسمى أعراض المس أو السحر أو الحسد هي أعراض قطعية الدلالة تدل على وجود السحر والمس والحسد !!
دحض الشبهة :
والحق أنه ليس هناك عرض واحدٌ نستطيع من خلاله أن نجزم بنوع الإصابة ، ولا سيما وأنه قد ثبت أن الأعراض تتشابه مع بعضها بعضاً . وكنت قد طرحت هذا السؤال في عدد من المنتديات فلم يستطع أحد أن يبين لي ولو عرضاً واحداً من خلاله نستطيع الجزم بنوع الإصابة ، وعليه فإنني أنصح الأخ الراقي بأن يكون عنده معرفة بعلم وظائف جسم الإنسان والأمراض العضوية كي يتمكن من تشخيص المرض ، وبالتالي يسهل على المصاب العلاج . وللأسف فإن ما شاهدته عند كثير من المعالجين أن تشخيصه للحالة لا يتجاوز الزعم بأنها بسبب السحر أو المس أو الحسد .
الشبهة العاشرة :
إدعاء بعض الرقاة بأن عندهم القدرة على حرق الجني بالقرآن أو قتله !!
دحض الشبهة :
أولاً : نذكر بعض الأسباب التي جعلت بعضالرقاة يعتقدون بحرق الجن :
1. عند قراءة الراقي على المريض يصرخ الجني ويستغيث ، ويناشد الراقي أن يرحمه وألاَّ يحرقه .
2. إخبار الجني أنه كان معه في الجسد أكثر من واحد وأن الحرق قد نال بعضهم أو أفناهم جميعا ولم يبقى إلا هو في هذا الجسد .
3. يرى المريض في أثناء القراءة عليه الجنعلى هيئته وهو يحترق .
4. فيعتقد البعض أن الآية التي تحتوي على كلمة ( حريق ) أو ( جهنم ) أو ( نار ) تقع بتأثيرها على الحقيقة على جسد الجن فتحدث فيه الحرق .
قلت : فخبر الجن بوقوع الحرق على جسده يحتمل الصدق والكذب لأنه يحث منهم كذب كثير، وإخبار المريض عن نفسه بمايراه من احتراق الجن يحتملالوهم والحقيقة .
أما استدلال بعض الرقاة ببعض الآيات التي ورد فيها حرق الجن ، وادعائهم أنها تثبت حرق الجني ، أرى أنهم يضعونها في غير ما أنزلت له ، ولا تحمل أي دلالة على حرق الجن المتلبس بالبدن .
وخلاصة ما أريد قوله في مسألة حرق الجن :
إن آيات الله سبحانه وتعالى إذا قُرأت على الجن المتلبس بالبدن أثرت فيه وفيما جعله من أذى في البدن ، وهذاالأثر قد يؤدي إلى طرد الجن من البدن أو إضعافهضعفاً شديداً لا يقدر بعده على شيء ، وقد يأذن الله تعالى بهلاكه ، ولا نعلم كبشر كيفيةهلاك هذا العارض قتلاً أو موتاً أو حرقاً ، فهذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى . [51]
الشبهة الحادية عشرة :
إدعاء بعض الرقاة بقولهم للمصاب : ( لقد أخرجتُ من جسدك خمسة وبقي اثنان أو ستة وبقي واحد ) .... وهكذا !!
دحض الشبهة :
إن هذا الفعل - ولا ريب - من تلبيس الشيطان على بعض المعالجين ، بل للأسف من كذب بعض المعالجين على المرضى لأهداف مادية . وإنني هنا أطرح سؤالاً على من يدعي أنه أخرج عدداً من الجن وبقي عدد آخر ، فأقول : هل رأيتهم ؟!! كيف عرفت أن عدداً منهم خرج ؟!! هل من دليل من الكتاب أو السنة يثبت أنه يدخل الجسد عدد من الجن ؟!! ولطالما أنك أخرجت عدداً منهم ما الذي يمنعك أن تُخرج البقية !!!!! قال تعالى : ((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك گان عنه مسئولا))[52] .
الشبهة الثانية عشرة :
كثير من المعالجين يعتقد أن البقع الزرقاء والحمراء التي تظهر في الجسم تكون بسبب المس أو السحر أو الحسد قولاً واحداً ، وحتى أن بعضهم يقول إنها تدل على احتراق الجني ... الخ !!
دحض الشبهة :
نعم قد تظهر مثل هذه الحبوب على الجسم بسبب أمراض روحيه ، ولكنه ليس كل ما يظهر على جسم الإنسان من بقع زرقاء أو حمراء أو غيرها يمكن أن يكون سببه عين أو حسد ، فهناك بقع زرقاء نتيجة تجلط في الدم أو نتيجة إبر السكر . يقول الأطباء إنها تكون نتيجة لوجود سيولة في الدم وذلك ينتج عن وجود أمراض مزمنة في الدم ، أو وجود مرض في الكبد ، مثل التليف الكبدي ، أو تناول أنواع معينة من العقاقير تسبب سيولة في الدم كأدوية القلب والأسبرين ، أو تكون نتيجة وجود خلل في جدران الأوعية الدموية ، وعادة يصاحب هذا الخلل بعض الأعراض الأخرى ، مثل : وجود قرح في الفم ، أو التهاب في العين ، أو تورم في الأطراف . [53]
الشبهة الثالثة عشرة :
اعتقاد كثير من المعالجين بأن كل من لم يدخل بزوجته ليلة الدخلة مسحور ومربوط !!
دحض الشبهة :
لا أشك أبدا أن هناك ربط يحدث بسبب الجن أو السحر ، ولكنني أرى أنه لا يشترط في كل من لم يحصل بينه وبين زوجته جماع في الأيام الأولى من الزواج أن يكون مربوطاً أو مسحوراً كما هو ادعاء كثير من المعالجين . والذي تبين لي وبعد البحث ودراسة مثل هذه الحالات المرضية ، أنه في بعض هذه الحالات يكون السبب هو التعب والإجهاد الشديد للزوجين نتيجة لطقوس الزواج من فرح وخلافه . وكذلك الخوف سبب مهم في عدم حصول الجماع .
يقول الشيخ وحيد عبد السلام بالي حفظه الله ورعاه : الفرق بين عدم استطاعة الزوج الدخول بزوجته عن طريق الإرهاق أو عن طريق الربط ، أن يكون الذكر منتصبا فإذا لامسها يفتر، فهذا دليل على أنه سحر، وإن لم يكن من غير ملامسه يكون ضعفاً جنسياً عاماً . [54]
//////////////////////////////////////////////////////////////////
الطرق الذهبية لتشخيص الحالة المرضية
وختاماً أسوق للأخوة القراء والأخوة الرقاة بعض الطرق التي قد تساعد في تحديد نوع الإصابة عند المريض سواء كانت إصابة روحيه أو نفسية :
1- الطريقة الأولى :
أن يقرأ المعالج مقطوعة شعرية على المريض أو أي كلام آخر، ومن ثم ملاحظة الأعراض التي تظهر على المريض بعد ذلك فتجد بعضهم في الغالب يرتجف أو ينتفض ، وحتى إن بعضهم يصرع . والسؤال أما يحتاج المعالج الحاذق لوقفة هنا ويسأل نفسه ؟ لم هذه الأعراض التي ظهرت عند سماع ما تيسر من الشعر ؟ وهل الشعر يؤثر على الأمراض الروحية أم أن ما حصل مع المريض من أعراض سببه غير ذلك ؟ هل من الممكن أن يكون بسبب الإيحاء ؟ وهل من الممكن أيضاً أن يكون سببه أموراً نفسيةً أو عضوية؟ .
2- الطريقة الثانية :
وهي أن يضع الراقي يده على رأس المريض ، ويوهمه بأنه يقرأ عليه الرقية بقراءة صامتة وبعد ذلك يلاحظ المعالج الأعراض التي ستحدث مع المريض . وفي الغالب ستجده يرتجف ويتألم ويصرخ وستظهر عليه ما يسمى بأعراض المس والسحر ، فعندها يسأل المعالج نفسه أنا لم أقرأ شيئاً من كتاب الله فلم تحدث هذه الأعراض !!!!
ولهذا فإنني دائماً أنصح الأخوة المعالجين بأن يكون عندهم شيء من الإطلاع على الطب النفسي والعضوي ووظائف بعض أعضاء جسم الإنسان ولو الشيء اليسير .
3- الطريقة الثالثة :
وهذه الطريقة تعتبر الفيصل في الموضوع ، وهي أن نأتي بشخص من الحضور كوالد المصاب أو أخيه ، ونقول للمريض : سوف نقرأ على والدك أو أخيك ثم بعد ذلك نعود ونقرأ عليك مرة أخرى . وعندئذ يقوم المعالج بقراءة الرقية على والد أو أخ المريض فإننا سنجد الشخص المريض الذي يجلس بجوار والده أو أخيه ويستمع ويراقب بشغف ماذا سيحدث . سنجد أنه بعد انتهاء الرقية أن المريض لم يتأثر بشيء أبداً لماذا ؟ وهنا أيضاً أرى أنه من الضروري جداً أن يسأل المعالج نفسه هذه الأسئلة وهي: لماذا تأثر المريض بقراءة الشعر ؟
1. ولماذا تأثر عندما أوهمته بأنني أقرأ عليه وأنا في الواقع لم أقرأ شيئاً ؟
2. الأهم من هذا وذاك ، لماذا عندما كنت اقرأ الرقية وهو يستمع وبجوار والده أو أخيه يسمع للرقية لم يتأثر بها على الإطلاق ؟!
////////////////////////////////////////////////////////////////////
من الواقع المؤلم
القصة الأولى :
دعيت لعلاج إحدى الأخوات بالرقية الشرعية ، فذكرت لي أنها تعاني من صداع شديد جداً منذ عدة شهور ، وأخبرتني أنها قد عرضت نفسها على بعض من الرقاة ، فأخبروها أن بها جنياً متمركزاً في الدماغ ، واستمروا في علاجها ما يقارب الثلاث شهور ولكن دون جدوى ولا فائدة تذكر .
وقد قمت بدوري بطرح مجموعة من الأسئلة التشخيصية لمعرفة حالها ، وبالفعل تبين لي أن الأخت بعيده كل البعد عن المس الشيطاني ، وعن أي إصابة روحية تذكر ، وعلى الفور أمرتها بمراجعة أحد الأطباء المختصين ، وبعد مرور ثلاثة أيام إذ بهذا الطبيب يتصل بي ويخبرني بأن هذه الأخت تم تحويلها إلى مستشفى المدينة الطبية في مدينة عمان ، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة لها ثبت أنها تعاني من سرطان في الدماغ .
فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل ، فجلست أتساءل :
1. من يتحمل مسؤولية تأخر هذه المريضة عن علاجها الحقيقي ؟
2. كيف علم هذا الراقي بأن الجني متمركزا في الدماغ ؟! بالرغم أن الأطباء يستعملون أجهزتهم الحديثة والمتطورة ولكنهم لا يجزمون بنوع الإصابة ، ولكن للأسف نجد بعض الرقاة سرعان ما يجزمون بنوعية المرض من غير بينه .
3. هل يكفي وجود الصداع الشديد في الرأس حتى يقال : هناك جني متمركز في الدماغ ؟! وعجبي من كلمة متمركز !! والتي تعني أن الجني لا يغادر الدماغ ، فعجبت لهذهِ الجرأة في الظن والباطل ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
القصة الثانية :
وهي قصه تتحدث عن أمر غريب حصل من أحد الرقاة ، تلكم قصة رجل وامرأة قد ناهزا الأربعين ، ومشكلتهما عدم الإنجاب ، وقد أخبراني أنهما توجها إلى ذلك الراقي ، فما كان منه إلا أن عالجهما بعلاج لا يصح ديناً ولا عقلاً ، فقد قام هذا المعالج بخنق المرأة من الودجين [55] ، حتى بالت على نفسها أمام زوجها والحضور ، علماً بأن هذا الأمر قد تكرر حدوثه عند بعض المعالجين .
ولما بدأت بعلاجها بالرقية وطلبت منهم بعض الفحوصات والتقارير الطبية ، تبين لي أن حالتهما مرضية عضوية ولا علاقة لهما بالمس الشيطاني ولا بأي إصابة روحية أخرى ، خصوصاً وأن الرجل كان يعاني من ضعف كبير في حركة الحيوانات المنوية وأحياناً انعدامها ،
فقلت :
1. إنه لأمر مخجل أن تبول امرأة على نفسها بهذا السن في حضرة زوجها وبعض الرجال الأجانب !
2. كيف سارع هذا المعالج بإلصاق التهمه للمس الشيطاني ، وتقارير المرضى واضحة وجلية في أن ماء الرجل غير صالح للإنجاب ، ألا يستدعي هذا الأمر من المعالج أن يتقي الله في هؤلاء المرضى فيوجههم نحو علاجهم اللازم .
3. ألا يخشى هذا المعالج أن يقتل هذه المرأة بفعله الشنيع هذا ؟! وكنت قد بينت سابقاً مدى خطورة هذه الطريقة التي قد تؤدي أحياناً إلى الموت ، حتى إنني أعرف أحد المعالجين بالرقية أصبح يمارس هذه الطريقة على جميع المرضى أكثر من رقيتهم ، وسمعته يقول ذات يوم : إذا لم أجد مريضاً أخنقه أقوم بخنق أحد أبنائي ، فقلت : هذا بسبب تعلق المعالج بهذه الطريق ، واعتقاده بها ، وابتعاده عن الرقية الشرعية ، والله المستعان .
القصة الثالثة :
في بداية عهدي بالعلاج بالرقية الشرعية ، كنت قد حضرت عدة جلسات عند بعض الرقاة المعالجين ، فكان منهم من يستعمل الكهرباء في العلاج ، وأذكر بأن امرأة منهن قد أصابها تقرحات وحروق في رجليها ورقبتها بسبب الصعق الكهربائي وقد شاهدت ذلك بعيني ، وكان منهم أيضاً من يستعمل طريقة الضغط على المعدة والبطن ضغطاً شديداً مما أدى إلى تبول إحدى الفتيات على نفسها ، وقد شاهدت إحدى الأخوات قد استفرغت دماً من معدتها أثناء ضغط المعالج الشديد على معدتها ، وبعضهن خرج الريح من أدبارهن !
ولما سألت المعالجين عن هذه الأمور ، أجابوا بأن الجني يٌخرج صوت الريح من الدبر إحراجاً للمعالج ! وأن الدم الخارج هو سحر خرج من المعدة ، ومثل هذه الأقوال والتعليلات العليلة الباطلة .
قلت : وبعد خبرتي الطويلة في مجال الرقية الشرعية تبين لي سخف هذه التعليلات ، وسوء هذه المسلكيات ، وأن المعالج بالرقية الشرعية لا يجوز له مس العورات ، ولا أن يتسبب في مثل هذه المشقات ، ولا يزيد أمراض الناس أمراضاً .
القصة الرابعة :
وهذه قصه تتحدث عن غرائب وعجائب أحد المعالجين بالرقية ، حيث ذكرت لي امرأة عن معالج طلب منها لتنظيف دارها من الجن وطردهم منه مبلغ ( 300 ) دينار أردني فقط لا غير !! ليخلصهم من ذلك الجني المختبئ في زوايا البيت وكانت تلك المرأة قد أحضرت ذلك المعالج ليفسر لها أسباب مشاكل عائلية .
قلت :
1. أية سذاجة وصل لها العامة حتى يصدقوا ذلك !!
2. أي مكرِ استعمله هذا المعالج لسلب الناس أموالهم ، والنصب عليهم حتى صوّر لهم الجن بمثابة الحشرات المختبئة في زوايا البيوت !!
3. أي نهب لأموال المسلمين مثل هذا النهب حتى يؤخذ على القراءة مثل هذا المبلغ الباهض .
4. ألا ينبغي للمعالج أن يتقي الله في نفسه وفي الناس ، وأن يوصيهم بتقوى الله تعالى ، وأن يرشدهم إلى حل مشكلاتهم العائلية بالعقل والروية ، وقبل ذلك كله بإتباع الشرع والدوام على الدعاء .
القصة الخامسة :
وهذه قصه مريرة أيضاً مقيتة ، رجل فرنسي من أصل جزائري ، كان يعاني من بعض الأمراض النفسجسمانيه [56] ، حيث قدر الله له أن يذهب لبعض المعالجين بل لبعض المحتالين ، فأخبره ذلك المعالج من خلال المراسلة عن طريق الشبكة العنكبوتية بأن به مس شيطاني ، وأن العلاج سيكلفه مبلغ ( 2000 ) يورو ، وعندما حضر هذا الشخص بعد عناء ومشقة السفر فما كان من المعالج إلا أن وقعه على أوراق بالمبلغ مقابل العلاج ، فما هي إلا ساعة أو أقل من ذلك بكثير انتهى فيها المعالج من وصفته السحرية ، وقال لمريضه : اذهب إن وضعك الآن أصبح جيداَ وممتازاَ والحمد لله على الشفاء ، وفي اليوم التالي عاد ذلك الرجل للشيخ وقال له : يا شيخ أنا وضعي كما هو لم أشعر بأي تحسن يذكر ، فقال الشيخ : أنت الآن ما فيك شيء وإن لم تذهب سأطلب لك الشرطة وأشتكي عليك ، فخرج ذلك الرجل من عنده وهو لا يملك أجرة الطريق ، يحمل مرضه وهمه وضياع ماله .
قلت :
أبعد هذا الاحتيال احتيال ، فالغريب العجيب لو أن هذه القصة تتحدث عن رجل ساحر أو مشعوذ لهان الأمر ، ولكنها تتحدث عن معالج بالرقية الشرعية ، لا يستعمل إلا القرآن يخرج من فمه ، وإلى الله المشتكى والله المستعان .
//////////////////////////////////////////////
وحتى لا يظن الأخ القارئ الحبيب أنني أنفي دخول المس الشيطاني ، أو دخول الجني في بدن الممسوس ، فإني أسوق للقارئ الكريم قصة حقيقية حصلت معي دالة على المس الشيطاني الحقيقي ، بعيدة كل البعد عن الأباطيل والظنون وأساليب الإيحاء .
تلكم قصة امرأة ممسوسة جاءتني وزوجها ، فكان من أحوالها أنها لم تنجب منذ سنتين مع صحة الفحوصات الطبية وسلامة النتائج المخبرية ، وعندها أيضاً ورم بالعمود الفقري عجز الأطباء عن تشخيصه وعلاجه ، وكانت تشتكي من وجود مشاكل كثيرة جداً بينها وبين زوجها على أتفه الأسباب .
فما أن شرعت بقراءة الرقية الشرعية عليها مع وجود محرمها ، فقد أغمي عليها وفقدت وعيها تماماً ، وقد نطق بلسانها جني وأخبر بأنه قد جاء عن طريق سحر مشروب ، وأنا طبعاً لم أصدقه في كل ما قال من أقاويل فالجن فيهم كذب كثير ، ولكنني صدقته في بعض الأمور التي ظهرت أدلتها الحسية فيما بعد ، فمما أخبرني به أنه إذا خرج من جسدها سيزول ألمها ويذهب ورمها ، وقد كان كذلك كما سيتبين من القصة .
وبعد القراءة المتواصلة على المريضة خرج الجني من جسدها ، ومن الأمور الدالة على صدق المس الشيطاني وصدق خروجه بعيداً عن الظنون والإيحاءات التي يتوهما المرضى والرقاة ، نعم يدل على صدق ما ذكرت أمور منها :
1. لقد صاحب خروج الجني من بدن الممسوس خروج العمل ، وهو عبارة عن تقيؤ ماء كالصديد أو كنقع الحناء الأحمر بكميات كبيرة علماً بأن هذه الأخت لم تأكل منذ أكثر من يومين .
2. لقد ظهرت علامات الشفاء حال خروج الجني من المريضة ، فقد ذهبت آلامها على الفور ، كما قد زال ذلك الورم الموجود في منطقة الظهر بشكل نهائي وقد كان من قبل ظاهراَ للعيان .
3. زالت أسباب العجب في قضية عدم الإنجاب مع صحة الفحوصات المخبرية ، فقد حملت المرأة بعد ذلك بحمد الله تعالى .
-----------------------------------------------------------------------
[1] . قال الشيخ الألباني : ( حسن ) ، انظر حديث رقم ( 3326 ) في صحيح الجامع .
[2] . السلسلة الصحيحة برقم ( 1511 ) .
[3] . سورة البقرة الآية ( 102 ) .
[4] . أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة .
[5] . سورة المائدة الآية ( 2 ) .
[6] . رواه مسلم .
[7] . سورة آل عمران الآية ( 102 ) .
[8] . سورة النساء الآية ( 1 ) .
[9] . سورة الأحزاب ( 70 – 71 ) .
[10] . انظر تمام الحديث في صحيح سنن ابن ماجة للشيخ الألباني رحمه الله ، كتاب الطب رقم ( 2858 ) وفي رواية ذكرها الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1 : 796 ) : (( أخرج عدو الله أنا رسول الله )) .
[11] . رواه البخاري ، حديث رقم ( 5737 ) .
[12] . سورة فصلت الآية ( 44 ) .
[13] . صحيح مسلم ، المسند الصحيح ، حديث رقم ( 2185 ) .
[14] . سورة الجن الآية ( 6 ) .
[15] . السلسلة الصحيحة ( 3980 ) .
[16] . سورة آل عمران الآية ( 175 ) .
[17] . سورة النساء الآية ( 76 ) .
[18] . سورة الإسراء الآية ( 65 ) .
[19] . سورة الحج الآية ( 38 ) .
[20] . سورة الروم الآية ( 47 ) .
[21] . سورة الأعراف الآية ( 200 ) .
[22] . سورة الزمر الآية ( 36 ) .
[23] . سورة الحج الآية ( 38 ) .
[24] . سورة إبراهيم الآية ( 10 ) .
[25] . سورة النساء الآية ( 122 ) .
[26] . سورة النساء الآية ( 87 ) .
[27] . سورة البقرة الآية ( 102 ) .
[28] . بدائع الفوائد ( 2 : 233) .
[29] . تكملة أضواء البيان ( 9 : 644 ) .
[30] . بدائع الفوائد ( 2 : 233 ) .
[31] . بدائعالفوائد ( 2 : 233).
[32] . نقله في الزواجر عن اقتراف الكبائر ( 2 : 178 ) .
[33] . القول المفيد على كتاب التوحيد ( 2 : 48 ) .
[34] . لسان العرب ( 8 : 29 ) .
[35] . مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين ( 2 : 191) .
[36] . رواه مسلم ( 2186 ) .
[37] . الزاهر في معاني كلمات الناس ( 2 : 60 ) .
[38] . المعجم الوسيط ( 2 : 940 ) .
[39] . فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ( ص 161 ) .
[40] . سلسلة الأحاديث الصحيحة ، المجلد الأول ، القسم الثاني ( 890 ) .
[41] . السلسلة الصحيحة ( 784 ) .
[42] . لسان العرب ( 12 : 83 ) .
[43] . ابن كثير ، البداية والنهاية ، ( 1 : 55 ) .
[44] . ( متفق عليه ) .
[45] . دليل المعالجين للشيخ رياض محمد سماحه ( ص 51 – 52 ) .
[46] . مجلة الشرق الأوسط / الأحد 7 ربيع الثاني 1429ه - ابريل 2008 العدد 10729 .
[47] . مجلة ( البيان الاقتصادي ) بتاريخ 17 أغسطس 2009 .
[48] . رقم الفتوى ( 12699 ) موضوع الفتوى ما جاء في الرقى .
[49] . المصدر: كتاب صفحات مشرقة من حياة الشيخ العثيمين رحمه الله . وهذه القصة سمعتها من أحد طلبة العلم من المملكة العربية السعودية كان قد سمعها من أحد أبناء الشيخ رحمه الله تعالى .
[50] . قاله فضيلة الشيخ وحيد حفظه الله تعالى في مكالمة هاتفيه جرت بيني وبينه.
[51] . نقلا عن ملتقى الشفاء الإسلامي للشيخ عدنان المغربي .
[52] . سورة الإسراء الآية ( 36 ) .
[53] . نقلاً عن لقط المرجان في علاج العين والسحر والجان / تساؤلات في العين والحسـد .
[54] . قاله فضيلة الشيخ وحيد عبد السلام بالي حفظه الله تعالى في مكالمة هاتفيه جرت بيني وبينه .
[55] . طريقة الخنق من الودجين : وهذه الطريقة يستعملها بعض المعالجين ظناً منهم أنهم يضيقون على الجني المتمركز في الدماغ ، وكنت قد بينت مدى خطورتها في الفصل الثالث " نصائح وإرشادات للمعالجين والمعالجات " .
[56] . هي أمراض تظهر على الجسم نتيجة بعض المشاكل النفسية ، ومثال ذلك صاحب الاكتئاب بداية تجده يشتكي من أعراض جسمانية وأهمها الصداع وبعد مراجعة الطبيب المختص يتبين أن سبب الصداع هو الاكتئاب ولذلك يطلق عليها الأطباء أمراضاً نفسجسمانية .
تابع قراءة الفصل الثالث والرابع
تعليق