الردود المنتقاة عـلـى شـبهـات
الأخـوة الـرقـاة
الأخـوة الـرقـاة
تأليف ....
عمر بن خضر أبو جربوع
قدم له ...
الأستاذ الدكتور
مروان بن إبراهيم القيسي
جامعة اليرموك - كلية الشريعة
الأستاذ الدكتور
مروان بن إبراهيم القيسي
جامعة اليرموك - كلية الشريعة
وفضيلة الشيخ....
وحيد بن عبد السلام بالي
وحيد بن عبد السلام بالي
وفضيلة الشيخ ....
سليمان بن عبد بن سليمان أبو دامس
مقدمة الأستاذ الدكتور
مروان إبراهيم القيسي
مروان إبراهيم القيسي
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه، وبعد :
فإن الإنسان قد خلق ليحيا عمراَ محدداَ وليقوم بمهمة محددة وهي توحيد الخالق عز وجل رباَ وإلهاَ وإفراده بصفات الكمال والجلال كما وصف نفسه ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم .
ومعلوم أنه ليس للمرء ليرضي ربه ويقوم بما طلبه منه فيحصل على سعادة الدنيا والآخرة إلا العمل الصالح ، السبب الأول والأخير في السعادة . إلا أن من رحمة الله بعباده المؤمنين أنه شرع لهم من الأعمال ما يستمر ويبقى ثوابه جارياً عليهم بعد الوفاة كما قال - صلى الله عليه وسلم - : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ولد صالح يدعو له ، أو علم ٌينتفع به من بعده ، أو صدقة تجري يبلغه أجرها )) [1].
ومن هذه الثلاثة يأتي عمل أخينا الشيخ عمر أبو جربوع في علم ينتفع به من بعده . ولم يأت ولم يأت العلم ههنا مطلقاً ، بل جاء مقيداً بالانتفاع منه . وهو حكم العلم في الإسلام أن يُنتفع به ، وإلا كان عبثاً . وقد قال - صلى الله عليه وسلم - (( سلوا الله علما نافعاَ وتعوذوا بالله من علم لا ينفع ))[2] .
وقد ذم الله تعالى العلم غير النافع بقوله سبحانه : ((وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ))[3] وكلما كان العلم نافعاً أزداد أجر صاحبه ، وكلما عظمت حاجة الأمة إليه كان نافعاً .
ولذا فإنني أناشد أهل العلم عامة أن لا يكتبوا لأنفسهم ، وأن يلتمسوا حاجات الأمة ويكتبوا لسدها وقضاءها .
وقد سرتني مراجعة هذا الكتاب الذي بين يدي ، لعظم حاجة المسلمين إليه ، فهو من العمل النافع جداً للأمة ، فما أحوج المسلمين له ولأمثاله من المؤلفات .
ووجدته منسجماً مع مضمون التوحيد مستفيداً من الطب منبها على أخطاء وويلات يرتكبها بعض المعالجين بقصد أو بغير قصد .
وتتميما لما جاء في أحد فصول الكتاب ، فإن لي اجتهاداً أريد أن أبديه فيما يخص أخذ الأجرة على الرقية الشرعية . فقد تضمن الكتاب أقوالاً لعلماء أفاضل يجيزون أخذ الأجرة غير أن ثمة رأياً لبعض الفضلاء لا يجيزون أخذها ، ويرون أن أخذ الصحابة أجره على رقيه قاموا بها لمن أبى أن يضيفهم - ومعلوم أن الضيافة حق شرعي للمسافر على المضيف - أنه كان من باب المجازاة على واجب أهملوه ولا يعني ذلك جواز أخذ الأجرة بعامه .
وهذا الرأي مفهوم لدي ، بل ومقبول ويدل على مبلغ علم صاحبه إلا أننا ينبغي أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى لم تكن حادثة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهي كثرة الرقاة الرجاجله في هذا الزمان ، وكثرة المحتاجين للرقية ، وكثرة المبالغ المأخوذة منهم ظلماً وعدواناً ، وكثرة التلبيس عليهم . وفي الوقت نفسه قله بل ندرة الرقاة الشرعيين ، فإذا ما أفتينا بعدم جواز أخذ الرقية انصرف المستقيمون من الرقاة عنها ، ولا سيما أن الأمر يتطلب جهداً ووقتاً ، إذا ما فتحوا أبواب بيوتهم لاستقبال طالبي الرقية .
ثم إن ما يتقاضاه الراقي المستقيم المتقي لله أقل مما يتقاضاه ذلك المشعوذ بكثير مضافاً إليه الضرر الحاصل للطالب الرقية في عقيدته ودينه وخلقه . لذا فإن هذه الأمور تؤكد على جواز أخذ الأجرة على الرقية شريطة التزام الراقي بالشرع الحنيف .
ولئن كان العلم النافع من خير ما يخلف المرء بعد موته ، فأن خير العلم النافع هو ذلك الذي يعالج الأخطاء الشائعة ، وقد بدأت منذ سنوات طويلة بمشروع بعنوان ( قاموس الأخطاء الشائعة ) فيما يخص اعتقادات وممارسات المسلمين ، وطفقت أجمع تلك الأخطاء من حيات المسلمين وكتب العلم وغيرها ، إلا أنني وجدته مشروعاً فوق طاقتي يتطلب مؤسسةً وأموالاً ، فأمسكت عنه .
وكتاب أخينا أبي بكر عمر هذا يتناول أخطاء شائعة بين الرقاة عظم خطرها وتفاقم شرها فجزاه الله تعالى عن الأمة خير الجزاء وتقبل عمله ونفع به .
أ . د . مروان بن إبراهيم القيسي
جامعة اليرموك - كلية الشريع
جامعة اليرموك - كلية الشريع
تعليق