إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرورِ أنفُسنا وسيِّئاتِأعمالنا، مَن يَهدِه الله فهو المهتدِي، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهإلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فهذه بعض مِن الوصايا الذهبيَّة لنِساء الأمَّة، أحثهنَّ على العمل بها؛ فإنهاتجمع لكلِّ امرأة مؤمِنة بالله تَعالى خيرَ الدنيا والآخِرة، والله المستعان:
الوصية الأولى: حذارِ من التشبُّه بالرجال:
- عن ابنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: "لعَنَ رَسولُ اللَّهِ - صلَّى الله عليهوسلَّم - المُتَشَبِّهِينَ مِن الرِّجالِ بالنِّساء، والمتشبِّهاتِ مِن النساء بالرِّجال"؛أخرجه البخاري في اللباس (5885)، والترمذي في الأدب.
- قال الحافظ في "الفتح":
قال الطبريُّ: المعنى: لا يَجوز للرِّجال التشبهُ بالنِّساء في اللباس والزِّينة التيتختصُّ بالنِّساء ولا العَكْس.
قلتُ: وكذا في الكلام والمشي، فأمَّا هيئةُ اللباس فتختلِف باختلافِ عادة كلِّ بلد،فرُبَّ قوم لا يفترق زِيُّ نسائهم من رِجالهم في اللبس، لكن يمتاز النِّساءبالاحتجاب والاستتار، وأمَّا ذمُّ التشبُّه بالكلام والمشي فمختصٌّ بمن تعمَّد ذلك،وأما مَن كان ذلك مِن أصلِ خلقته، فإنَّما يُؤمَر بتكلف تركه والإدمان على ذلكبالتدريج، فإن لم يفعلْ وتمادى دخلَه الذم، ولا سيَّما إنْ بدا منه ما يدلُّ علىالرِّضا به، وأخْذ هذا واضح من لفظ المتشبهين". اهـ.
وقال ابن القيم:
والمرأة المتشبِّهة بالرِّجال تكتسب مِن أخلاقهم حتى يصيرَ فيها مِن التبرُّجوالبروز ومشابهة الرِّجال ما قد يُفضي ببعضهنَّ إلى أن تُظهرَ بدنها كما يُظهِرهالرجلُ، وتطلب أن تعلوَ على الرِّجال كما يعلو الرِّجال على النِّساء، وتَفعَل مِنالأفعال ما يُنافي الحياءَ والخفر المشروع للنِّساء، وهذا القَدْرُ قد يحصل بمجردالمشابهة. اهـ.
- ولعلَّ مِن السلوكيَّات الخاطِئة والمحرَّمة المنتشرة بيْن النساء في عصرِنا هذاهو التشبُّه بالرِّجال في الملبس، وبصفةٍ خاصَّة في ارتدائهنَّ للبنطلونات،وسواء كانتْ ضيِّقة مجسِّمة للعورة أو واسعة، فهي عليهنَّ حرام، ومَن تَرتديهتدخل تحتَ الحديث الصحيح: ((صِنفان مِن أهل النار لم أُرَهما: قومٌ معهم سِياطكأذنابِ البَقر يَضرِبون بها النَّاس، ونِساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلات مميلات،رُؤوسهنَّ كأسنمةِ البُخت المائِلة لا يدخُلنَ الجنة ولا يَجِدْنَ رِيحها، وإنَّ ريحهاليوجَدُ مِن مسيرة كذا وكذا))؛ أخرجه مسلمٌ في اللباس والزينة (2128).
فنَصيحتي للنِّساء المؤمنات أن يتَّقين الله - عزَّ وجلَّ - وأن يَحرِصْنَ علىالزِّي الإسلامي الساتِر.
الوصية الثانية: الحجاب قبل الممات:
معشر النساء، الحِجاب، وما أدراكنَّ ما الحجاب؟!
إنَّه تاجٌ على رُؤوسكن، إنَّه دليلُ الطهارة والعفاف والحياء، إنَّه طاعةٌ للخالقالوهَّاب.
وآية الحِجاب نزلتْ سنة ثلاث، وقيل: خمس، حين بنَى النبيُّ - صلَّى الله عليهوسلَّم - بزينب بنت جحش - رضي الله عنها - كما في ترجمتها مِن "الإصابة"،وكذلك في قِصَّة زواجها في "البداية والنهاية" لابن كثير (4/ 155).
وقدْ فرَض الله فيها الحجابَ على نِساء المؤمنين، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّقُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْيُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59].
وفي "تفسير السعدي" عندَ شرْحه لهذه الآية قال ما نصُّه (6/122):
هذه الآية هي التي تُسمَّى آية الحجاب، فأمَر الله نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يأمُرَ النساء عمومًا ويبدأ بزوجاتِه وبناتِه؛ لأنهنَّ أكثرُ مِن غيرهنَّ، ولأنَّالأمر لغيره يَنبغي أن يبدأ بأهله قبلَ غيرهم، كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6]، وقال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِيَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَاوَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31].
ومِن هذه الأدلَّة القرآنية فقط يتبيَّن أنَّ الحجاب فرضٌ لا عادة ولا حريةشخصيَّة يخضع لهوى النساء، مَن شاءتْ أن تلبسَه فعلَتْ، ومَن لم تشَأْ لمتفعلْ، وليس بلازم لها!
كلا! فالتي لا تلبسُه مِن النساء امرأة عاصية إنْ كان ترُكها إياه عن إقراربفرضيته، أمَّا لو كان اعتقادها أنَّه حرية شخصية مع إنكار فرضيتِه فهذه حُكمهاهي ومَن هنَّ على شاكلتها مِن النساء والرِّجال معروف، ولا حاجةَ لبيانه هنا؛لأنه نفْيٌ لثوابت معلومةٍ بالدِّين بالضرورة.
هذا مِن جهة الحجاب نفْسِه، أمَّا من جهة شروطه الشرعيَّة، وهي ما يَعنينالبيانِ خطأ النساء في جعْله على الموضة السارية، وليس على شروطهالشرعيَّة، وكان مِن عواقب جهْل بعض النساء وهنَّ كثيرات أن ظنَّتْ كلُّ منتغطي رأسها أنَّها محجَّبة حتى لو وضعتْ على وجهها المساحيقَ والأصباغ!
وأعجب مِن ذلك أن نَرى امرأةً ترتدي طرحةً تغطي شعرَها وفي الجزء الأسفلمنها تَرتدي بنطلونًا يُجسِّم تقاطيع جسدِها أو (جِيبة) قصيرة تكشِف ما يجبعليها سترُه، ولا يمنع ذلك البتة مِن كونها محجَّبةً مطيعةً لله ورسوله - صلَّىالله عليه وسلَّم!!
وتبعًا لهذا الفَهم الخاطِئ عنِ الحجاب والجهْل بشروطه الشرعيَّة عندَ النساءاستغلَّه أهلُ الموضة والأزياء الذين لا رادعَ لهم مِن دِين أو قانون، وابتكرواأزياءَ للمحجَّبات لكلِّ المناسبات وعلى أحدثِ خطوط الموضة، وأغلبه لافتٌللنظر وزِينة في نفسه، ولا يَنطبِق عليه شروطُ الحجاب الشرعي، لا مِن قريبولا مِن بعيد.
وأقول لأخواتي مِن النِّساء:
ليس للحجاب كتالوج باللون أو الشَّكْل أو المقاس، وإنَّما هي شروط شرعيَّةيجِب أن تتوفَّر فيه، فإنْ خالف الحجاب شرطًا مِن هذه الشروط فلا يكون عندئذٍحجابًا، وها هي الشروطُ حتى لا تكون شمَّاعةُ الجهْل حُجَّةً للنساء للاستمرارفي ارتدائهنَّ أحجبةً (مودرن)، والله المستعان:
1- استِيعاب جميع البَدن إلاَّ ما استُثْني.
2- ألاَّ يكونَ زِينةً في نفسه.
3- أن يكونَ صفيقًا لا يشفُّ.
4- أن يكون فضفاضًا غيرَ ضيِّق.
5- ألاَّ يكون مُبخَّرًا مطيبًا.
6- ألاَّ يُشبِه لباسَ الرجل.
7- ألاَّ يُشبه لباس الكافرات.
8- ألاَّ يكونَ لباسَ شُهرة.
الوصية الثالثة: حذار مِن الاختلاط الفاحش بالرِّجال:
الاختلاطُ الفاحِش بين الجِنسيين أصبح في عصْرِنا الحالي يُنبئ بانحطاطِالأخلاق، وانهدام القِيَم والمبادئ وضَياع للشَّرَف والكرامة، وللأسَف الشديديُشجِّع الاختلاطَ، ويحثُّ عليه كثير ممَّن لا يتَّقون ربَّهم من أدعياء التقدُّموالتمدُّن، يُريدون بذلك أن تَشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَاوَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].
هذا، وقد تفشَّى وعمَّ الاختلاط بيْن الجِنسين في جميعِ مجالات الحياة مِنمدارسَ وجامعاتٍ، ومؤسسات ومصانع، والعجبُ كلُّ العجب أنَّ المرأة المسلمةتَركتْ تعاليم دِينها إلى ما حرَّم الله من ابتذال وعُري، وسُفور واختلاط فاحش،كما تفعل المرأةُ الأوربية شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراع! بل إنَّ عقلاء الغربومفكِّريه حذَّروا المرأةَ عندهم مِن عواقب هذا الاختلاط المشؤوم، ومِنالاستماع إلى شِعاراتِ الحرية والمساواة دونَ مراعاةِ الفوارق الطبيعيَّة بيْنهاوبين الرَّجل.
وأذكُر هنا بعضًا مِن أقوالهم عن عواقبِ المساواة وترْك المرأة للبيتِ؛ حتىيدركَ النساءُ المسلِمات عظمةَ دينهنَّ، والله المستعان:
قالتِ الكاتبة الإنجليزيَّة اللادي كوك: "إنَّ الاختلاط يألفُه الرجالُ؛ ولهذا طمعتِالمرأة بما يخالف فِطرتَها وعلى قدْر كثرةِ الاختلاط تكون كثرةُ أولاد الزِّنا، وهاهنا البلاءُ العظيم على المرأة، إلى أن قالت: علموهنَّ الابتعادَ عنِ الرِّجال،أخبروهنَّ بعاقبة الكيدِ الكامِن لهنَّ بالمرصاد".
وقال شهوبنهور الألماني: "قل: هو الخَلل العظيم في تَرتيبِ أحوالنا الذي دَعاالمرأة لمشاركةِ الرَّجل في علوِّ مجدِه وباذخ رِفعته، وسهَّل عليها التعالي فيمطامِعها الدنيئة حتى أفسدتها المدنيَّةُ الحديثة بقُوى سلطانها ودَنيء آرائه".
وقال اللورد بيرون: "لو تَفكَّرتَ أيها المطالع فيما كانتْ عليه المرأةُ في عهدقُدماء اليونان، لوجدتَها حالة مُصطَنعة مخالفة للطبيعة، ولرأيتَ معي وجوبَإشغال المرأة بالأعمال المنزليَّة مع تحسُّن غِذائها وملبسها فيه، وضرورةحجْبها عن الاختلاط بالغير".
وقال سامويل سمايلس الإنجليزي: "إنَّ النظام الذي يَقضي بتشغيلِ المرأة فيالمعامِل مهما نشَأ عنه مِن الثروة للبلاد، فإنَّ نتيجته كانتْ هادمةً لبناء الحياةالمنزليَّة؛ لأنَّه هاجم هيكلَ المنزل، وقوَّض أركانَ الأسرة، ومزَّق الروابطالاجتماعية؛ فإنَّه يسلُب الزوجةَ مِن زوجها والأولادَ من أقاربهم، إذ وظيفةُالمرأة الحقيقيَّة هي القيام بالواجبات المنزليَّة؛ مثل: ترتيب مسكنِها وتربيةأولادِها، والاقتصاد في وسائلِ معيشتها، مع القيام بالاحتياجات البيئيَّة.
ولكن المعامل تسلخها مِن كلِّ هذه الواجباتِ بحيث أصبحتِ المنازل غيرَالمنازل، وأصبحت الأولادُ تشبُّ على عدمِ التربية وتُلقَى في زوايا الإهمال،وطُفِئت المحبَّة الزوجيَّة، وخرجتِ المرأة عن كونِها الزوجةَ الظريفة، والقرينةَالمحبَّة للرجل، وصارت زميلتَه في العمل والمشاقِّ، وباتت معرضةً للتأثيراتالتي تمحو غالبًا التواضعَ الفِكري والأخلاقي الذي عليه مدارُ حِفظ الفضيلة". اهـ.
ومِن ثَمَّ يتبيَّن للنساء أنَّ عملهنَّ إن كان مناسبًا لطبيعتهنَّ ولا يهين أنوثتهنَّ أويخدش حيائهنَّ باختلاطهنَّ بالرِّجال، ويكون حاجتهنَّ له ضروريَّة لعدمِ وجودِعائلٍ لهنَّ، أو وجوده وعجْزه عن الحدِّ الأدْنَى لمتطلبات الأُسرة، مع مراعاةِعدمِ إهمالهنَّ لحقوقِ أسرتهنَّ مِن زوج وأولاد، والتزامهنَّ بالحجاب الشَّرعي،وموافقة الأزواج لهنَّ؛ لأنَّهم القوَّامون عليهنَّ - لو توفَّرتْ هذه الشروط جازَعملهنَّ للضرورة، وخِلاف ذلك كعملهنَّ لإثباتِ مهارتهنَّ وقدرتهنَّ علىالتنافُس مع الرِّجال أو لقتْل المَلل من بقائهنَّ في البيت أو ما أشْبهَ ذلك - لايجوز شرعًا، والله المستعان.
الوصية الثالثة: حفظ اللسان من الإيمان:
الثَّرثرة ُوالقِيل والقال في الجلسات الخاصَّة والعامَّة، أو في الهواتِف أو ماأشْبه ذلك والأخْذ في الأعراض، سواء عنِ الأصدقاء أو الجِيران أو غيرهمالهو فاكهةُ مجالس النِّساء إلا مَن رحِم ربي منهنَّ.
ولا يَخْفَى عنهنَّ خطورة ذلك وقدْحه في صِحَّة إيمانهنَّ بالله تعالى؛ لأنَّ الغِيبةأو النميمة أو القَذْف أو قولَ الزور في تناقُل الإشاعات دون التأكُّد مِن صحَّتهاتُثير البلبلةَ والفِتنة، وتؤذي المؤمنين والمؤمنات بغيرِ جريرة لإشاعةِ كاذبةأطْلَقها حقودٌ على بعضِ الناس وصدَّقها، دون أن يَراها فاسِق فأنْبَأ بها غيرَهوتناقلتها الألسنُ، وانتشرتْ كانتشار النارِ في الهشيم، وكأنَّ مَن قالوها ونقلوهارَأوها رؤيةَ عين وهو ما لم يَحدُث قطعًا! وهو ما يخالِف قوله تَعالى: قالتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًابِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].
قال السعديُّ - رحمه الله - في تفسيرها ما مختصره:
مِن الآداب التي على أُولي الألباب التأدُّب بها واستعمالها: أنَّه إذا أخبرَهمفاسقٌ بخبر أن يتثبتوا في خبرِه، ولا يأخذوه مجرَّدًا، فإنَّ في ذلك خطرًا كبيرًا،ووقوعًا في الإثم، فإنَّ خبره إذا جعل بمنزلة خبر الصادق العدْل، حُكم بموجبذلك ومقتضاه، فحصَل من تلفِ النفوس والأموال بغير حق بسبب ذلك الخبر - ما يكون سببًا للنَّدامة، بل الواجب عند خبر الفاسِق التثبُّت والتبيُّن، فإن دلَّتِالدلائل والقرائن على صِدقه، عمِل به وصدَّق، وإنْ دلَّت على كذبِه، كذب، ولميعملْ به. اهـ.
- انظر تفسير السعدي (ص: 799) طبع مؤسسة الرسالة.
ومِن ثَمَّ نُحذِّر النساء مِن القيل والقال الذي ينتشر بينهنَّ، فهو لا يليقبالمسلِمات المؤمنات العابدات الموحِّدات لله رب العالمين.
وينبغي عليهنَّ حِفظُ ألسنتهنَّ من كل ما يسخط الله تعالى عليهنَّ، وهو القائل - جلَّ جلاله -:
﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].
كما أُذكرهنَّ بقولِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن كان يؤمِن بالله واليومالآخِر، فليقلْ خيرًا، أو ليصمت))؛ البخاري في الأدب (6018) ومسلم فيالإيمان (47).
قال النووي:
وهذا الحديثُ صريحٌ في أنَّه يَنبغي ألا يتكلَّم إلاَّ إذا كان الكلام خيرًا، وهو الذيظهرتْ مصلحته، ومتَى شكَّ في ظهورِ المصلحة، فلا يتكلَّم. اهـ.
الوصية الرابعة: حِفظ السمع عن الاستماع لمزاميرِ الشيطان:
أدمنتِ الكثيراتُ مِن النساء السماعَ الشيطاني، وأقصد به: الغناء، وشُغِفْنَ به،حتى صارَ أهلُه من المطربين والمطربات لهنَّ قُدوة!
والكثيرات منهنَّ يحفظنَ أغاني أهل الطَّرب والعُري، ولا يحفظنَ شيئًا مِن كتابالله تعالى، ويتمنَّين أن يكُنَّ مثلَهم في الشهرة والمال، ويساعد على هذاالتدليس تمجيدُ وسائل الإعلامِ المختلفة لهم، وتتبُّع أخبار زواجهم وطلاقهموأعمالهم... إلخ.
واعتبارهم قممًا ورموزًا وطنيَّة، ومِن أسباب نهضةِ الأمَّة ورقيِّها!
ومِن ثَمَّ أحذِّر النساء مِن هذا التدليس، وأُذكرهنَّ بقول الله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِمَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْعَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِوَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [لقمان: 6 - 7].
- وقال العلاَّمة ابن القيِّم - رحِمه الله تعالى -: اعلم أنَّ للغِناء خواصَّ لها تأثيرفي صَبغ القلْب بالنِّفاق ونباته فيه كنباتِ الزَّرع بالماء، فمِن خواصِّه: أنه يُلهيالقلب ويصدُّه عن فَهم القرآن وتدبُّره والعمل بما فيه، فإنَّ القرآنَ والغناء لايجتمعانِ في القلب أبدًا؛ لما بينهما مِن التضاد، فإنَّ القرآن ينهَى عن اتباعالهوى، ويأمُر بالعفَّة ومجانبة شهواتِ النفوس وأسباب الغي، ويَنهى عن اتِّباعخُطوات الشيطان، والغناء يأمُر بضدِّ ذلك كله. اهـ.
- وكذلك أذكرهنَّ بقولِ نبيهنَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يكون في أُمَّتيخسفٌ وقذفٌ ومَسْخ))، قيل: يا رسولَ الله متى؟ قال: ((إذا ظهرتِ المعازفُوالقينات واستحلَّتِ الخمر))؛ أخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن (4060)،وصحَّحه الألباني في الصحيحة (1787).
والمعازِف هي آلاتُ اللهو المحرَّمة، والقينات جمْع قينة وهي المغنية، ولعلَّفيما ذكرتُه مِن أدلَّة من القرآن والسنة ما يُقنع نساءَنا وبناتِنا بِتَرْك هذا السَّماعالشيطاني، والإقلاع عن اتِّخاذ أهله قدوةً واتِّباع الحق وهو أحق أن يتبع.
الوصية الخامسة: لا تهجرن بيوت الله:
هجَر كثيرٌ من النِّساء بيوت الله والتعلمِ فيها بحُجَّة عَدَم فرضية الجماعةعليهنَّ:
مِن عجيبِ أمْر النساء تركهنَّ وعدَم رغبتهنَّ في اكتساب العِلم الشرعي النافِعلهنَّ في الدِّين والدنيا واندفاعهنَّ المتهوِّر في تعلُّم العلومِ غيرِ الشرعيَّة،والكثير منها لا حاجةَ لهنَّ فيها إلاَّ التباهي والتفاخُر به أو التنافس الممقوت معالرجل في الصالح والطالح.
وهذه ليس دعوةً لترْك العلوم الدنيويَّة النافِعة لهنَّ وجلوسهنَّ في البيت لايفقهْن شيئًا في علوم الدِّين أو الدنيا!! والاكتفاء بلقبٍ كان له رَنَّة وشرفقديمًا، وهو أن يُقال عن المرأة: إنها "رَبَّة بيت".
قطعًا هذا ما لا أقصِده ولا أَرضاه لنسائنا وبناتنا اليومَ؛ لماذا؟
لأنَّ الجهل لا يَنفع في عصرِنا الحالي مع تقدُّم العلوم في كلِّ مجالات الحياة،وتعلّم الأبناء علومًا لم يعرفها جيلُ النساء قديمًا، وكون المرأةِ ربةَ بيتبمفهومه القديم؛ أي: جاهلة لا تَقرأ ولا تكتُب ولا تفقه شيئًا في دِينها، وتعتمدفقط على فِطرتها السوية في التوجيه والإرشاد، كل ذلك لا يَنفعها اليوم شيئًا!!
ورَبَّة البيت هذه لا ناقةَ لها ولا جمل أمامَ أبنائها؛ لأنَّ قدرتها في تَربيتهموإقناعهم وتوجيهم بعقليةِ القرن الماضي للطريقِ السوي في عصرِ الاستنساخو(الكمبيوتر) والعولمة أمرٌ صعب، بل هو محال.
وإنَّما ربَّة البيت بمفهومه العصري، والذي نحثُّ عليه نساءَنا وبناتِنا، هو أنتكونَ المرأة مثقَّفة دِينيًّا وعلميًّا، تُميِّز بين الحلال والحرام، بيْن الصوابوالخطأ، بين ما ينفع الأبناء وما يضرُّ.
ومِن ثَم تستطيع أن تضعَ يديها على جذورِ المشاكل التي تُحيط بأُسْرتهاوبالصَّبر والأناة والحِكمة، فضلاً عنِ الحنان والعاطِفة التي لا يُوازيها عاطفةٌأخرى في الوجود "عاطفة الأمومة"، تَستطيع المرأة "ربَّة البيت العصريَّة" بكلِّما تملكه مِن عِلم وفِقه أن تضعَ الأمور في نِصابها الصحيح، وفي القرآنوالسُّنة نصوصٌ كثيرة للحثِّ على العِلم، وخصوصًا العِلم الشرعي منها:
- قال الله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، والنبيُّ - صلَّى اللهعليه وسلَّم - حريصٌ على أن يتعلَّم نِساء الأمة العلمَ الشرعي، فقال مخاطبًاالرجالَ: ((لا تَمْنعوا إماءَ الله مساجدَ الله))؛ أخرجه مسلمٌ في الصلاة (442)،والبخاريُّ في الجمعة (900).
كما أذكِّر نِساءنا وبناتِنا بما كان عليه نِساء الصحابةِ الكرام - رضي الله عنهم،وعنهنَّ أجمعين - كانتِ المرأة منهنَّ حريصةً كلَّ الحِرص على الذَّهاب لمسجدِالرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُصلِّين خلفَه ويستمعْنَ إليه، بل ويسألْنَه أنيُخصِّص لهنَّ يومًا لتفقيههنَّ في الدِّين.
- فعن أبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه - قال: جاءتِ امرأةٌ إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: يا رسولَ الله، ذَهَب الرِّجال بحديثك فاجعلْ لنامِن نفسك يومًا نأتيك فيه، تُعلِّمنا ممَّا علَّمك الله، قال: ((اجتمعْنَ يومَ كذاوكذا))، فاجتمعْنَ فأتاهنَّ رَسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعَلَّمهنَّ ممَّا علَّمهالله، ثم قال: ((ما مِنكنَّ مِن امرأةٍ تقدِّم بين يديها مِن ولدِها ثلاثةً إلاَّ كانوا لهاحجابًا مِن النار، فقالت امرأة: واثنين، واثْنين، واثنين؟ فقال رسولُ الله - صلَّىالله عليه وسلَّم -: ((واثْنين واثنيَن واثنين))؛ أخرجه مسلم في البِر والصلة
ومِن ثَمَّ يَنبغي على النِّساء أن يحْضُرْنَ بيوت الله، ولا يَحرِمهنَّ أزواجهنَّ منذلك؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تَمْنعوا إماءَ الله مساجدَ الله))،شريطةَ خروجهنَّ على ما يوافق الشَّرْع كعدمِ التعطر والتبرُّج عندَ الخروج... إلخ.
وختامًا: أنبِّه نِساءنا وبناتِنا بخطورةِ إهمال هذِه الوصايا القيِّمة، وأوصيهنَّ بأنيتَّقين الله تعالى.
والله مِن وراء القصد، وهو يَهدي السبيل.
أما بعد:
فهذه بعض مِن الوصايا الذهبيَّة لنِساء الأمَّة، أحثهنَّ على العمل بها؛ فإنهاتجمع لكلِّ امرأة مؤمِنة بالله تَعالى خيرَ الدنيا والآخِرة، والله المستعان:
الوصية الأولى: حذارِ من التشبُّه بالرجال:
- عن ابنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: "لعَنَ رَسولُ اللَّهِ - صلَّى الله عليهوسلَّم - المُتَشَبِّهِينَ مِن الرِّجالِ بالنِّساء، والمتشبِّهاتِ مِن النساء بالرِّجال"؛أخرجه البخاري في اللباس (5885)، والترمذي في الأدب.
- قال الحافظ في "الفتح":
قال الطبريُّ: المعنى: لا يَجوز للرِّجال التشبهُ بالنِّساء في اللباس والزِّينة التيتختصُّ بالنِّساء ولا العَكْس.
قلتُ: وكذا في الكلام والمشي، فأمَّا هيئةُ اللباس فتختلِف باختلافِ عادة كلِّ بلد،فرُبَّ قوم لا يفترق زِيُّ نسائهم من رِجالهم في اللبس، لكن يمتاز النِّساءبالاحتجاب والاستتار، وأمَّا ذمُّ التشبُّه بالكلام والمشي فمختصٌّ بمن تعمَّد ذلك،وأما مَن كان ذلك مِن أصلِ خلقته، فإنَّما يُؤمَر بتكلف تركه والإدمان على ذلكبالتدريج، فإن لم يفعلْ وتمادى دخلَه الذم، ولا سيَّما إنْ بدا منه ما يدلُّ علىالرِّضا به، وأخْذ هذا واضح من لفظ المتشبهين". اهـ.
وقال ابن القيم:
والمرأة المتشبِّهة بالرِّجال تكتسب مِن أخلاقهم حتى يصيرَ فيها مِن التبرُّجوالبروز ومشابهة الرِّجال ما قد يُفضي ببعضهنَّ إلى أن تُظهرَ بدنها كما يُظهِرهالرجلُ، وتطلب أن تعلوَ على الرِّجال كما يعلو الرِّجال على النِّساء، وتَفعَل مِنالأفعال ما يُنافي الحياءَ والخفر المشروع للنِّساء، وهذا القَدْرُ قد يحصل بمجردالمشابهة. اهـ.
- ولعلَّ مِن السلوكيَّات الخاطِئة والمحرَّمة المنتشرة بيْن النساء في عصرِنا هذاهو التشبُّه بالرِّجال في الملبس، وبصفةٍ خاصَّة في ارتدائهنَّ للبنطلونات،وسواء كانتْ ضيِّقة مجسِّمة للعورة أو واسعة، فهي عليهنَّ حرام، ومَن تَرتديهتدخل تحتَ الحديث الصحيح: ((صِنفان مِن أهل النار لم أُرَهما: قومٌ معهم سِياطكأذنابِ البَقر يَضرِبون بها النَّاس، ونِساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلات مميلات،رُؤوسهنَّ كأسنمةِ البُخت المائِلة لا يدخُلنَ الجنة ولا يَجِدْنَ رِيحها، وإنَّ ريحهاليوجَدُ مِن مسيرة كذا وكذا))؛ أخرجه مسلمٌ في اللباس والزينة (2128).
فنَصيحتي للنِّساء المؤمنات أن يتَّقين الله - عزَّ وجلَّ - وأن يَحرِصْنَ علىالزِّي الإسلامي الساتِر.
الوصية الثانية: الحجاب قبل الممات:
معشر النساء، الحِجاب، وما أدراكنَّ ما الحجاب؟!
إنَّه تاجٌ على رُؤوسكن، إنَّه دليلُ الطهارة والعفاف والحياء، إنَّه طاعةٌ للخالقالوهَّاب.
وآية الحِجاب نزلتْ سنة ثلاث، وقيل: خمس، حين بنَى النبيُّ - صلَّى الله عليهوسلَّم - بزينب بنت جحش - رضي الله عنها - كما في ترجمتها مِن "الإصابة"،وكذلك في قِصَّة زواجها في "البداية والنهاية" لابن كثير (4/ 155).
وقدْ فرَض الله فيها الحجابَ على نِساء المؤمنين، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّقُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْيُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59].
وفي "تفسير السعدي" عندَ شرْحه لهذه الآية قال ما نصُّه (6/122):
هذه الآية هي التي تُسمَّى آية الحجاب، فأمَر الله نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يأمُرَ النساء عمومًا ويبدأ بزوجاتِه وبناتِه؛ لأنهنَّ أكثرُ مِن غيرهنَّ، ولأنَّالأمر لغيره يَنبغي أن يبدأ بأهله قبلَ غيرهم، كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6]، وقال تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِيَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَاوَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31].
ومِن هذه الأدلَّة القرآنية فقط يتبيَّن أنَّ الحجاب فرضٌ لا عادة ولا حريةشخصيَّة يخضع لهوى النساء، مَن شاءتْ أن تلبسَه فعلَتْ، ومَن لم تشَأْ لمتفعلْ، وليس بلازم لها!
كلا! فالتي لا تلبسُه مِن النساء امرأة عاصية إنْ كان ترُكها إياه عن إقراربفرضيته، أمَّا لو كان اعتقادها أنَّه حرية شخصية مع إنكار فرضيتِه فهذه حُكمهاهي ومَن هنَّ على شاكلتها مِن النساء والرِّجال معروف، ولا حاجةَ لبيانه هنا؛لأنه نفْيٌ لثوابت معلومةٍ بالدِّين بالضرورة.
هذا مِن جهة الحجاب نفْسِه، أمَّا من جهة شروطه الشرعيَّة، وهي ما يَعنينالبيانِ خطأ النساء في جعْله على الموضة السارية، وليس على شروطهالشرعيَّة، وكان مِن عواقب جهْل بعض النساء وهنَّ كثيرات أن ظنَّتْ كلُّ منتغطي رأسها أنَّها محجَّبة حتى لو وضعتْ على وجهها المساحيقَ والأصباغ!
وأعجب مِن ذلك أن نَرى امرأةً ترتدي طرحةً تغطي شعرَها وفي الجزء الأسفلمنها تَرتدي بنطلونًا يُجسِّم تقاطيع جسدِها أو (جِيبة) قصيرة تكشِف ما يجبعليها سترُه، ولا يمنع ذلك البتة مِن كونها محجَّبةً مطيعةً لله ورسوله - صلَّىالله عليه وسلَّم!!
وتبعًا لهذا الفَهم الخاطِئ عنِ الحجاب والجهْل بشروطه الشرعيَّة عندَ النساءاستغلَّه أهلُ الموضة والأزياء الذين لا رادعَ لهم مِن دِين أو قانون، وابتكرواأزياءَ للمحجَّبات لكلِّ المناسبات وعلى أحدثِ خطوط الموضة، وأغلبه لافتٌللنظر وزِينة في نفسه، ولا يَنطبِق عليه شروطُ الحجاب الشرعي، لا مِن قريبولا مِن بعيد.
وأقول لأخواتي مِن النِّساء:
ليس للحجاب كتالوج باللون أو الشَّكْل أو المقاس، وإنَّما هي شروط شرعيَّةيجِب أن تتوفَّر فيه، فإنْ خالف الحجاب شرطًا مِن هذه الشروط فلا يكون عندئذٍحجابًا، وها هي الشروطُ حتى لا تكون شمَّاعةُ الجهْل حُجَّةً للنساء للاستمرارفي ارتدائهنَّ أحجبةً (مودرن)، والله المستعان:
1- استِيعاب جميع البَدن إلاَّ ما استُثْني.
2- ألاَّ يكونَ زِينةً في نفسه.
3- أن يكونَ صفيقًا لا يشفُّ.
4- أن يكون فضفاضًا غيرَ ضيِّق.
5- ألاَّ يكون مُبخَّرًا مطيبًا.
6- ألاَّ يُشبِه لباسَ الرجل.
7- ألاَّ يُشبه لباس الكافرات.
8- ألاَّ يكونَ لباسَ شُهرة.
الوصية الثالثة: حذار مِن الاختلاط الفاحش بالرِّجال:
الاختلاطُ الفاحِش بين الجِنسيين أصبح في عصْرِنا الحالي يُنبئ بانحطاطِالأخلاق، وانهدام القِيَم والمبادئ وضَياع للشَّرَف والكرامة، وللأسَف الشديديُشجِّع الاختلاطَ، ويحثُّ عليه كثير ممَّن لا يتَّقون ربَّهم من أدعياء التقدُّموالتمدُّن، يُريدون بذلك أن تَشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَاوَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].
هذا، وقد تفشَّى وعمَّ الاختلاط بيْن الجِنسين في جميعِ مجالات الحياة مِنمدارسَ وجامعاتٍ، ومؤسسات ومصانع، والعجبُ كلُّ العجب أنَّ المرأة المسلمةتَركتْ تعاليم دِينها إلى ما حرَّم الله من ابتذال وعُري، وسُفور واختلاط فاحش،كما تفعل المرأةُ الأوربية شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراع! بل إنَّ عقلاء الغربومفكِّريه حذَّروا المرأةَ عندهم مِن عواقب هذا الاختلاط المشؤوم، ومِنالاستماع إلى شِعاراتِ الحرية والمساواة دونَ مراعاةِ الفوارق الطبيعيَّة بيْنهاوبين الرَّجل.
وأذكُر هنا بعضًا مِن أقوالهم عن عواقبِ المساواة وترْك المرأة للبيتِ؛ حتىيدركَ النساءُ المسلِمات عظمةَ دينهنَّ، والله المستعان:
قالتِ الكاتبة الإنجليزيَّة اللادي كوك: "إنَّ الاختلاط يألفُه الرجالُ؛ ولهذا طمعتِالمرأة بما يخالف فِطرتَها وعلى قدْر كثرةِ الاختلاط تكون كثرةُ أولاد الزِّنا، وهاهنا البلاءُ العظيم على المرأة، إلى أن قالت: علموهنَّ الابتعادَ عنِ الرِّجال،أخبروهنَّ بعاقبة الكيدِ الكامِن لهنَّ بالمرصاد".
وقال شهوبنهور الألماني: "قل: هو الخَلل العظيم في تَرتيبِ أحوالنا الذي دَعاالمرأة لمشاركةِ الرَّجل في علوِّ مجدِه وباذخ رِفعته، وسهَّل عليها التعالي فيمطامِعها الدنيئة حتى أفسدتها المدنيَّةُ الحديثة بقُوى سلطانها ودَنيء آرائه".
وقال اللورد بيرون: "لو تَفكَّرتَ أيها المطالع فيما كانتْ عليه المرأةُ في عهدقُدماء اليونان، لوجدتَها حالة مُصطَنعة مخالفة للطبيعة، ولرأيتَ معي وجوبَإشغال المرأة بالأعمال المنزليَّة مع تحسُّن غِذائها وملبسها فيه، وضرورةحجْبها عن الاختلاط بالغير".
وقال سامويل سمايلس الإنجليزي: "إنَّ النظام الذي يَقضي بتشغيلِ المرأة فيالمعامِل مهما نشَأ عنه مِن الثروة للبلاد، فإنَّ نتيجته كانتْ هادمةً لبناء الحياةالمنزليَّة؛ لأنَّه هاجم هيكلَ المنزل، وقوَّض أركانَ الأسرة، ومزَّق الروابطالاجتماعية؛ فإنَّه يسلُب الزوجةَ مِن زوجها والأولادَ من أقاربهم، إذ وظيفةُالمرأة الحقيقيَّة هي القيام بالواجبات المنزليَّة؛ مثل: ترتيب مسكنِها وتربيةأولادِها، والاقتصاد في وسائلِ معيشتها، مع القيام بالاحتياجات البيئيَّة.
ولكن المعامل تسلخها مِن كلِّ هذه الواجباتِ بحيث أصبحتِ المنازل غيرَالمنازل، وأصبحت الأولادُ تشبُّ على عدمِ التربية وتُلقَى في زوايا الإهمال،وطُفِئت المحبَّة الزوجيَّة، وخرجتِ المرأة عن كونِها الزوجةَ الظريفة، والقرينةَالمحبَّة للرجل، وصارت زميلتَه في العمل والمشاقِّ، وباتت معرضةً للتأثيراتالتي تمحو غالبًا التواضعَ الفِكري والأخلاقي الذي عليه مدارُ حِفظ الفضيلة". اهـ.
ومِن ثَمَّ يتبيَّن للنساء أنَّ عملهنَّ إن كان مناسبًا لطبيعتهنَّ ولا يهين أنوثتهنَّ أويخدش حيائهنَّ باختلاطهنَّ بالرِّجال، ويكون حاجتهنَّ له ضروريَّة لعدمِ وجودِعائلٍ لهنَّ، أو وجوده وعجْزه عن الحدِّ الأدْنَى لمتطلبات الأُسرة، مع مراعاةِعدمِ إهمالهنَّ لحقوقِ أسرتهنَّ مِن زوج وأولاد، والتزامهنَّ بالحجاب الشَّرعي،وموافقة الأزواج لهنَّ؛ لأنَّهم القوَّامون عليهنَّ - لو توفَّرتْ هذه الشروط جازَعملهنَّ للضرورة، وخِلاف ذلك كعملهنَّ لإثباتِ مهارتهنَّ وقدرتهنَّ علىالتنافُس مع الرِّجال أو لقتْل المَلل من بقائهنَّ في البيت أو ما أشْبهَ ذلك - لايجوز شرعًا، والله المستعان.
الوصية الثالثة: حفظ اللسان من الإيمان:
الثَّرثرة ُوالقِيل والقال في الجلسات الخاصَّة والعامَّة، أو في الهواتِف أو ماأشْبه ذلك والأخْذ في الأعراض، سواء عنِ الأصدقاء أو الجِيران أو غيرهمالهو فاكهةُ مجالس النِّساء إلا مَن رحِم ربي منهنَّ.
ولا يَخْفَى عنهنَّ خطورة ذلك وقدْحه في صِحَّة إيمانهنَّ بالله تعالى؛ لأنَّ الغِيبةأو النميمة أو القَذْف أو قولَ الزور في تناقُل الإشاعات دون التأكُّد مِن صحَّتهاتُثير البلبلةَ والفِتنة، وتؤذي المؤمنين والمؤمنات بغيرِ جريرة لإشاعةِ كاذبةأطْلَقها حقودٌ على بعضِ الناس وصدَّقها، دون أن يَراها فاسِق فأنْبَأ بها غيرَهوتناقلتها الألسنُ، وانتشرتْ كانتشار النارِ في الهشيم، وكأنَّ مَن قالوها ونقلوهارَأوها رؤيةَ عين وهو ما لم يَحدُث قطعًا! وهو ما يخالِف قوله تَعالى: قالتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًابِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].
قال السعديُّ - رحمه الله - في تفسيرها ما مختصره:
مِن الآداب التي على أُولي الألباب التأدُّب بها واستعمالها: أنَّه إذا أخبرَهمفاسقٌ بخبر أن يتثبتوا في خبرِه، ولا يأخذوه مجرَّدًا، فإنَّ في ذلك خطرًا كبيرًا،ووقوعًا في الإثم، فإنَّ خبره إذا جعل بمنزلة خبر الصادق العدْل، حُكم بموجبذلك ومقتضاه، فحصَل من تلفِ النفوس والأموال بغير حق بسبب ذلك الخبر - ما يكون سببًا للنَّدامة، بل الواجب عند خبر الفاسِق التثبُّت والتبيُّن، فإن دلَّتِالدلائل والقرائن على صِدقه، عمِل به وصدَّق، وإنْ دلَّت على كذبِه، كذب، ولميعملْ به. اهـ.
- انظر تفسير السعدي (ص: 799) طبع مؤسسة الرسالة.
ومِن ثَمَّ نُحذِّر النساء مِن القيل والقال الذي ينتشر بينهنَّ، فهو لا يليقبالمسلِمات المؤمنات العابدات الموحِّدات لله رب العالمين.
وينبغي عليهنَّ حِفظُ ألسنتهنَّ من كل ما يسخط الله تعالى عليهنَّ، وهو القائل - جلَّ جلاله -:
﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].
كما أُذكرهنَّ بقولِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن كان يؤمِن بالله واليومالآخِر، فليقلْ خيرًا، أو ليصمت))؛ البخاري في الأدب (6018) ومسلم فيالإيمان (47).
قال النووي:
وهذا الحديثُ صريحٌ في أنَّه يَنبغي ألا يتكلَّم إلاَّ إذا كان الكلام خيرًا، وهو الذيظهرتْ مصلحته، ومتَى شكَّ في ظهورِ المصلحة، فلا يتكلَّم. اهـ.
الوصية الرابعة: حِفظ السمع عن الاستماع لمزاميرِ الشيطان:
أدمنتِ الكثيراتُ مِن النساء السماعَ الشيطاني، وأقصد به: الغناء، وشُغِفْنَ به،حتى صارَ أهلُه من المطربين والمطربات لهنَّ قُدوة!
والكثيرات منهنَّ يحفظنَ أغاني أهل الطَّرب والعُري، ولا يحفظنَ شيئًا مِن كتابالله تعالى، ويتمنَّين أن يكُنَّ مثلَهم في الشهرة والمال، ويساعد على هذاالتدليس تمجيدُ وسائل الإعلامِ المختلفة لهم، وتتبُّع أخبار زواجهم وطلاقهموأعمالهم... إلخ.
واعتبارهم قممًا ورموزًا وطنيَّة، ومِن أسباب نهضةِ الأمَّة ورقيِّها!
ومِن ثَمَّ أحذِّر النساء مِن هذا التدليس، وأُذكرهنَّ بقول الله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِمَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْعَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِوَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [لقمان: 6 - 7].
- وقال العلاَّمة ابن القيِّم - رحِمه الله تعالى -: اعلم أنَّ للغِناء خواصَّ لها تأثيرفي صَبغ القلْب بالنِّفاق ونباته فيه كنباتِ الزَّرع بالماء، فمِن خواصِّه: أنه يُلهيالقلب ويصدُّه عن فَهم القرآن وتدبُّره والعمل بما فيه، فإنَّ القرآنَ والغناء لايجتمعانِ في القلب أبدًا؛ لما بينهما مِن التضاد، فإنَّ القرآن ينهَى عن اتباعالهوى، ويأمُر بالعفَّة ومجانبة شهواتِ النفوس وأسباب الغي، ويَنهى عن اتِّباعخُطوات الشيطان، والغناء يأمُر بضدِّ ذلك كله. اهـ.
- وكذلك أذكرهنَّ بقولِ نبيهنَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يكون في أُمَّتيخسفٌ وقذفٌ ومَسْخ))، قيل: يا رسولَ الله متى؟ قال: ((إذا ظهرتِ المعازفُوالقينات واستحلَّتِ الخمر))؛ أخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن (4060)،وصحَّحه الألباني في الصحيحة (1787).
والمعازِف هي آلاتُ اللهو المحرَّمة، والقينات جمْع قينة وهي المغنية، ولعلَّفيما ذكرتُه مِن أدلَّة من القرآن والسنة ما يُقنع نساءَنا وبناتِنا بِتَرْك هذا السَّماعالشيطاني، والإقلاع عن اتِّخاذ أهله قدوةً واتِّباع الحق وهو أحق أن يتبع.
الوصية الخامسة: لا تهجرن بيوت الله:
هجَر كثيرٌ من النِّساء بيوت الله والتعلمِ فيها بحُجَّة عَدَم فرضية الجماعةعليهنَّ:
مِن عجيبِ أمْر النساء تركهنَّ وعدَم رغبتهنَّ في اكتساب العِلم الشرعي النافِعلهنَّ في الدِّين والدنيا واندفاعهنَّ المتهوِّر في تعلُّم العلومِ غيرِ الشرعيَّة،والكثير منها لا حاجةَ لهنَّ فيها إلاَّ التباهي والتفاخُر به أو التنافس الممقوت معالرجل في الصالح والطالح.
وهذه ليس دعوةً لترْك العلوم الدنيويَّة النافِعة لهنَّ وجلوسهنَّ في البيت لايفقهْن شيئًا في علوم الدِّين أو الدنيا!! والاكتفاء بلقبٍ كان له رَنَّة وشرفقديمًا، وهو أن يُقال عن المرأة: إنها "رَبَّة بيت".
قطعًا هذا ما لا أقصِده ولا أَرضاه لنسائنا وبناتنا اليومَ؛ لماذا؟
لأنَّ الجهل لا يَنفع في عصرِنا الحالي مع تقدُّم العلوم في كلِّ مجالات الحياة،وتعلّم الأبناء علومًا لم يعرفها جيلُ النساء قديمًا، وكون المرأةِ ربةَ بيتبمفهومه القديم؛ أي: جاهلة لا تَقرأ ولا تكتُب ولا تفقه شيئًا في دِينها، وتعتمدفقط على فِطرتها السوية في التوجيه والإرشاد، كل ذلك لا يَنفعها اليوم شيئًا!!
ورَبَّة البيت هذه لا ناقةَ لها ولا جمل أمامَ أبنائها؛ لأنَّ قدرتها في تَربيتهموإقناعهم وتوجيهم بعقليةِ القرن الماضي للطريقِ السوي في عصرِ الاستنساخو(الكمبيوتر) والعولمة أمرٌ صعب، بل هو محال.
وإنَّما ربَّة البيت بمفهومه العصري، والذي نحثُّ عليه نساءَنا وبناتِنا، هو أنتكونَ المرأة مثقَّفة دِينيًّا وعلميًّا، تُميِّز بين الحلال والحرام، بيْن الصوابوالخطأ، بين ما ينفع الأبناء وما يضرُّ.
ومِن ثَم تستطيع أن تضعَ يديها على جذورِ المشاكل التي تُحيط بأُسْرتهاوبالصَّبر والأناة والحِكمة، فضلاً عنِ الحنان والعاطِفة التي لا يُوازيها عاطفةٌأخرى في الوجود "عاطفة الأمومة"، تَستطيع المرأة "ربَّة البيت العصريَّة" بكلِّما تملكه مِن عِلم وفِقه أن تضعَ الأمور في نِصابها الصحيح، وفي القرآنوالسُّنة نصوصٌ كثيرة للحثِّ على العِلم، وخصوصًا العِلم الشرعي منها:
- قال الله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، والنبيُّ - صلَّى اللهعليه وسلَّم - حريصٌ على أن يتعلَّم نِساء الأمة العلمَ الشرعي، فقال مخاطبًاالرجالَ: ((لا تَمْنعوا إماءَ الله مساجدَ الله))؛ أخرجه مسلمٌ في الصلاة (442)،والبخاريُّ في الجمعة (900).
كما أذكِّر نِساءنا وبناتِنا بما كان عليه نِساء الصحابةِ الكرام - رضي الله عنهم،وعنهنَّ أجمعين - كانتِ المرأة منهنَّ حريصةً كلَّ الحِرص على الذَّهاب لمسجدِالرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُصلِّين خلفَه ويستمعْنَ إليه، بل ويسألْنَه أنيُخصِّص لهنَّ يومًا لتفقيههنَّ في الدِّين.
- فعن أبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه - قال: جاءتِ امرأةٌ إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: يا رسولَ الله، ذَهَب الرِّجال بحديثك فاجعلْ لنامِن نفسك يومًا نأتيك فيه، تُعلِّمنا ممَّا علَّمك الله، قال: ((اجتمعْنَ يومَ كذاوكذا))، فاجتمعْنَ فأتاهنَّ رَسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعَلَّمهنَّ ممَّا علَّمهالله، ثم قال: ((ما مِنكنَّ مِن امرأةٍ تقدِّم بين يديها مِن ولدِها ثلاثةً إلاَّ كانوا لهاحجابًا مِن النار، فقالت امرأة: واثنين، واثْنين، واثنين؟ فقال رسولُ الله - صلَّىالله عليه وسلَّم -: ((واثْنين واثنيَن واثنين))؛ أخرجه مسلم في البِر والصلة
ومِن ثَمَّ يَنبغي على النِّساء أن يحْضُرْنَ بيوت الله، ولا يَحرِمهنَّ أزواجهنَّ منذلك؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تَمْنعوا إماءَ الله مساجدَ الله))،شريطةَ خروجهنَّ على ما يوافق الشَّرْع كعدمِ التعطر والتبرُّج عندَ الخروج... إلخ.
وختامًا: أنبِّه نِساءنا وبناتِنا بخطورةِ إهمال هذِه الوصايا القيِّمة، وأوصيهنَّ بأنيتَّقين الله تعالى.
والله مِن وراء القصد، وهو يَهدي السبيل.
تعليق