إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عبادة الإلهة في مصر القديمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبادة الإلهة في مصر القديمة

    المعبود أوزير وزوجته إيزيس


    يُعتقد أن الحضارة المصرية القديمة تدور في ثلاثة محاور أساسية هي المعبود أوزير رمز "للعالم الآخر" والمعبود رع "رمز الخلق والتجدد الزمني"، والنيل (حعبى Hapy) كرمز للخير والنماء والاستمرارية الزمنية، وما عدا ذلك مهما اختلفت الرموز فهي ترتبط بصورة أو بأخرى بتلك المحاور السابقة، وقد ارتبطت الرموز بالأساطير في العقيدة المصرية القديمة؛ حيث إن المصري القديم عندما نظر إلى الظواهر الكونية الطبيعية وجدها ثابتةً ودائمً بدوام الزمن فحاول أن يحيك الأساطير كوسيلة لتفسير الرموز المعبرة عن تلك الظواهر الكونية.

    اوزوريس


    ايزيس
    وقد اعتُبرت أسطورة المعبود أوزير تمثيلاً للخلق وتجسيدًا لدورة الزمن حيث اعتُبرت بمثابة وجه آخر لدورة الطبيعة ومسيرة الزمن التي لا تنتهي بل تتجدد وتستمر من خلال بعثه لذا فهو يُجسد الحياة والموت ويُجسد دورة الزمن التي إذا ما توقفت ولم يتم بعثه توقف نظام الكون وانتهت الحياة على الأرض، وقد كان للأسطورة الأوزيرية صدى كبير في العقيدة المصرية القديمة كما ارتبطت بالزمن والأبدية واستمرارية الكون حيث كان المعبود أوزير حاكم الأبدية ورب الغرب كما كان "خنتى أمنتيو" أي إمام الغربيين، وقد ارتبط المعبود أوزير ببعض الرموز والشعائر والأعياد التي تشير من قريب أو من بعيد للزمن والأبدية وكان من أهم هذه الأعياد "عيد الطلعة الكبرى أو عيد أوزير الكبير في أبيدوس "جدو" الذي كان يحتفل به في الشهر الأول للفيضان في بداية العام وكذلك احتفالات شهر "كيهك" التي كانت تقام في العصر المتأخر في معظم مراكز عبادة أوزير وكل هذه الاحتفالات ترمز للزمن والأبدية حيث كانت تقام تكريمًا له حتى يجعل حلقات الزمن تتصل وتستمر الحياة في الكون، وكان أوزير واهب الحياة لجميع المخلوقات لأنه القوى الكامنة في الأرض التي تمنحها الحياة فتنتج النباتات والمحاصيل التي يتغذى عليها جميع الكائنات، كما كان مصدرًا لخصوبة أرض مصر السوداء حيث ارتبط بالفيضان وكان بمثابة القوى الدافعة لمجيء المياه من جديد سنويًّا وقد أشارت متون الأهرام لهذه الفكرة حيث قالت "إن حور قادم، إنه يعرف أباه فيك، أنت الفتى في اسمك "الماء العذب". وكان قدوم الفيضان بمثابة تجديد للزمن ومولدٍ جديدٍ للحياة على الأرض وهناك صدى لنفس الفكرة في متون التوابيت.

    أوزير. مقبرة توت عنخ آمون، البر الغربي.الأقصر
    وتجدر الإشارة إلى أنه كان يتم صنع تماثيل من الطين صغيرة الحجم على هيئة مومياء أوزير تخلط فيها حبوب القمح وتوضع مع المتوفى في جبانة طيبة ابتداءً من الأسرة الثامنة عشرة.

    تمثال للمعبودة "إيزة" تُرضع ابنها "حورس". (Pyr.2089).المتحف المصري
    وكانت ترطب بالماء فتنبت عيدان القمح وترمز لبعث أوزير وكانت تدفن في التربة الزراعية خلال الفصل الرابع من السنة المصرية القديمة عندما تنحسر مياه الفيضان وتكون الأرض مُعدةً للبذر فلما تمر بضعة أيام تنبت البذور مما يعني بعث أوزير وبعث الحياة على الأرض مما يشير إلى تجديد دورة الزمن في الكون، وقد أشارت متون التوابيت لهذه الفكرة حيث قالت على لسان المعبود أوزير ما يلي:
    "إنني نبات الحياة الذي يخرج من أوزير" وقال أوزير عن نفسه: "إنني أوزير أعيش كالقمح وأنمو كالقمح"، وقد اعتبر المعبود أوزير مصدرًا لجميع التطورات على سطح الأرض على مدار العام حيث اعتبر هو مسبب الحياة على الأرض ومسير دورة الزمن والأبدية وقد شبه أوزير بالقمر نظرًا لأنه يأفل ثم يعود مرةً أخرى للظهور (يبعث) في الشهر التالي وهذا يدل على دورة الزمن المتواصلة، وتجدر الإشارة إلى أن متون التوابيت تتحدث عن "جزيرة اللهب" وهي مكان أسطوري يقع طبقًا للنصوص والمصادر الدينية في الأشمونيين، وتضم رفات المعبود أوزير، ويعتبر المعبود جحوتى سيد هذه الجزيرة التي يعيش فيها الثامون وتولد فيها الشمس يوميًّا فهي مكان تجدد دورة الزمن والأبدية من خلال ديمومة دورة الشمس في الكون، كما أن زوجته المعبودة إيزيس تجسد النجم "سبدت spdt، نجم الشعري اليمانية الذي يظهر قبل بزوغ الفجر مبشرًا بقدم الفيضان السنوي وهناك نقش على بوابة "هادريان" بمعبد فيلة يشرح ذلك، وهذا يدل على ارتباط إيزيس بالزمن والأبدية من خلال زوجها الذي يقوم بربط حلقات الزمن في الكون.

    الملفات المرفقة

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2

    آمون


    آمـون- رع (Imn-Ra)



    أحد أهم المعبودات المصرية وأكثرها شهرة على الإطلاق. وهو رب "طيبة"، ورأس ثالوثها، وعضو ثامون "الأشمونين". اندمج مع المعبود "رع" تحت اسم "آمون - رع"، وبذلك رُبط "آمون" بعقيدة الشمس، وتبوأ مكانة الإله الرسمى للدولة منذ الأسرة الثانية عشرة، واستمر كذلك معظم فترات التاريخ المصرى القديم.
    وقد تعددت الآراء حول طبيعة اسم المعبود "آمون" وأصله، فقد ظهرت كلمة (Imn) فى اللغة المصرية القديمة كفعل بمعنى (يخفى، يختفى)، ويكتب بالأشكال الآتية:
    فى الدولة القديمة :



    وفى الدولة الوسطى :


    وفى الدولة الحديثة :



    .
    ووردت كلمة (Imn) كذلك كصفة بمعنى (الخفى، الباطن، السرى، الغيبى)، وتكتب غالباً بنفس أشكال كتابة الفعل. كما وردت كلمة (Imn) من عصر الدولة القديمة كصفة بمعنى: (الأيمن، الغربى)، أو تشير إلى (اليمين) باعتبار الكلمة اسماً.
    وقد أخذ المعبود "آمون" اسمه من الصفة "الخَفِى"، والذى يعبر عن طبيعته المجسدة فى دوره كأحد أعضاء ثامون "الأشمونين"، وذلك لأول مرة وفق ما ورد ذكره فى (متون الأهرام) فى الفقرة رقم (446):

    Dd mdw: pAt.k n.k Imn Hna Imnt

    قولُ كلماتٍ: أزليتُك يا "آمون" مع "أمونت".


    وقد ورد اسم "آمون" لأول مرة فى عصر الدولة الوسطى على لوحين من الأسرة الحادية عشرة، عُثر على أحدهما فى مقبرة الملك "إنتف عا" بمنطقة "القرنة"، حيث
    وردت به عبارة: (pr-Imn)

    أى: (بيت، أو: معبد "آمون"). أما اللوح الثانى فقد سجلت عليه أنشودة موجهة إلى كل من الربة "حتحور" والرب "آمون". واللوح خاص بالملك "إنتف واح عنخ" (إنتف الثانى)، عثر عليه بجبانة "دراع أبو النجا"، ومحفوظ الآن بمتحف "متروبوليتان" فى نيويورك.


    وقد وجد نقش آخر مدون فى منطقة "وادى الحمامات" من عهد الملك "منتوحتب الرابع، نب تاوى رع"، ورد فيه اسم الوزير "أمنمحات" (Imn-m-HAt)، والذى انتسب فيه صاحبه إلى المعبود "آمون"؛ إذ يعنى اسمه (آمون فى المقدمة)، وهو الاسم الذى حمله بعض ملوك الأسرة الثانية عشرة بعد ذلك. وقد شغل "آمون" مكانة المعبود الرسمى فى مصر، وذلك عندما تمكن الملك "سحتب إيب رع" (أمنمحات الأول) من تأسيس الأسرة الثانية عشرة، فجعل منه المعبود الأول والرسمى للدولة.


    "آمون" فى منظر جدارى ملون، وفوقه كتبت ألقابه المعروفة (رب السماء، سيد عروش الأرضين).



    الملفات المرفقة

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3


      هيئة المعبود "آمـون"
      اتخذ "آمون" شكلاً آدمياً يعلو رأسه تاج ذو ريشتين عموديتين، أو يظهر بشكل آدمى برأس الكبش، كما اتخذ شكل الكبش الكامل، حيث كان الكبش هو الحيوان المقدس للمعبود "آمون". وأحياناً ما يأخذ هيئة المعبود "مين" رب الخصوبة، أو فى يظهر أحياناً بهيئة الأوز.

      المعبـود "آمون" جالساً فى الهيئة الآدمية. نقلاً عن:
      Erman, A., Die Ageptische Religion, 19, fig. 20.

      وقد حمل "آمون" العديد من الألقاب، ومن أبرزها:

      "آمـون" ، ملك الأرباب: Imn , nsw nTrw


      "آمـون" ، سيد عروش الأرضين: Imn , nb nswt tAwy


      "آمـون" ، على رأس كل الأرباب: Imn, Hry-tp nTrw nbw


      وقد بدأت عبادته فى "أرمنت"، وازدهرت فى مدينة "طيبة"، وإن وردت الإشارة إليه قبل ذلك فى "نصوص الأهرام" كرب أزلى، حيث ارتبط بثامون "الأشمونين". وقد امتدت عبادته لتشمل القطر المصرى بأكمله كرب للدولة، كما ارتبط بالإله "زيوس" عند اليونان.
      الملفات المرفقة

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4


        اندماج "آمـون" فى "رع"



        لقد حدث المزج بين المعبودين "آمـون" و"رع" بداية من عصر الأسرة الحادية عشرة، وقد ظهر ذلك للمرة الأولى على لوح الملك "إنتف واح عنخ" (انتف الثانى). وذُكر أيضا فى أكثر من موضع فى نقوش معبد الملك "منتوحتب الثانى، نب حبت رع" ، ليكتسب بذلك صفات "رع" ونفوذه القوى بين الناس، وليمكن تقبل عبادته، وتفهم طبيعته بوصفه "رع"، أى كرب الشمس؛ إذ كان من الصعب على الناس تفهم معانى الخفاء والغموض التى يشير إليها اسمه.
        ويرى "فرانكفورت" أن سبب المزج بين "رع" و"آمـون" يرجع إلى طبيعة "آمـون" كمعبود للهواء، إذ أن القوة الخلاقة فى الهواء ومثيلتها فى الشمس كانت واحدة، وأن رفع "آمون -رع" إلى مرتبة المعبود الأعظم كان على أساس أنه لا توجد قوة فى الكون يمكن أن تبارى مزج الشمس بالهواء.
        فى حين تجدر الإشارة إلى أن صفة "آمون" كرب للهواء لم تُنسب إليه إلا فى عصر الدولة الحديثة، كما أن الريشتين المستقيمتين الهاليتين فوق رأس "آمون" واللتين يظهر بهما فى مناظر الدولة الوسطى - لا تعبران عنه كرب للهواء؛ إذ لم ينفرد بهاتين الريشتين معبودا الهواء "شو" و"إين حرت"، أو المعبودات التى تحلق فى الهواء ("حور"، و"مونتو")، بل شاركهم فى ذلك معبودات أخرى، فى مقدمتها: "مين" و"أوزير"، ولم يكن أى منهما رباً للهواء؛ فالمعبود "مين" كان رباً للإخصاب فى المقام الأول، وكان "أوزير" رباً للبعث، وإن لم تخل صفاته من الخصوبة أيضاً.
        ولذا فإن "آمون" قد أخذ من المعبود "مين" التصوير بالريشتين المستقيمتين العاليتين فوق رأسه، إذ ارتبط به "آمون" فى عصر الدولة الوسطى، واتخذ هيئته الإخصابية التى يظهر فيها (أسوة بالمعبود "مين") فى هيئة رجل ملتف برداء حابك، بينما يبرز قضيبه المنتصب وذراعه المرفوعة يعلوها السوط ذو الثلاث جدائل، ولباس الرأس المكون من القلنسوة (الطاقية)، والريشتين المستقيمتين العاليتين.
        وبخلاف المزج بين المعبودين "آمون" و"مين" فى الهيئة، فقد امتد هذا المزج كذلك إلى الخصائص والألقاب الخاصة بكلا المعبودين، فيما يعرف اصطلاحاً بمسمى (Synkretismus)، أى: (الاندماج، أو: الائتلاف)، أى الظاهرة التى حاول بعض العلماء تفسيرها فى ضوء العلاقة المكانية والجوار بين مدينتى "قـفط" و"طيبة"، وبذلك جعلوا من هذا الجوار مبرراً لقيام العلاقة بين المعبودين.
        ويذهب فريق آخر برأيه إلى أن هناك عدداً من الأسباب الدينية القوية والمقنعة التى دفعت أو مهدت لقيام هذه العلاقة، ويتقدم هذه الأسباب أن المعبود "مين" كان يلعب دوراً كونياً بالغ الأهمية فى تجديد دورة الحياة فى مظاهر الكون والطبيعة، وذلك كرب رئيسى للخصوبة. ويبلغ هذا الدور ذروته فى قدرة ذلك المعبود على تحقيق الديمومة الزمنية دون انقطاع.
        ومن جانب آخر، فإن كهنة الرب الجديد "آمون" أرادوا أن يسبغوا بعض الخصائص والصفات الكونية على ربهم المحلى بما يؤهله للقيام بدور الرب الرسمى للدولة، وذلك فى بداية الدولة الوسطى. ولذلك فقد أضافوا إلى اسمه اسم الرب الكونى القديم "رع"، واختاروا له هيئة وخصائص وألقاب رب الخصوبة الرئيسى "مـين" ليؤدى بذلك نفس الدور الحيوى لرب الخصوبة فى تحقيق التواصل الدائم لدورة الزمن، وهو العنصر الأساسى للحياة فى الكون، وليستحق من خلال ذلك السيادة على الكون.
        والملفت للنظر أن "آمون" قبل اندماجه بالمعبود "رع" أو "مـين"، لم يكن له مظهر محدد يميزه، وفقد انتحل جميع الصفات الملكية وخصائص السيادة الكونية لرب الشمس، واكتسب هيئته البشرية بارتباطه بالمعبود "رع"، بينما اكتسب الهيئة الإخصابية من خلال ارتباطه بالمعبود "مين".
        أى أنه إذا ما تجرد "آمون - رع" من هيئة وخصائص وألقاب المعبود "مين" من جانب، ومن اسم وصفات رب الشمس "رع" من جانب آخر، فلن يبقى له شىء يميزه. ولعل ذلك ما يوضح أهمية ظاهرة الاندماج أو الائتلاف التى بدأت فى الظهور بداية من عصر الدولة الوسطى، حيث أسهمت فى خلق كيان جديد تجتمع له كل عناصر القوة والسيادة والخلق والفاعلية، وهو "آمون-رع" فى هيئة "مـين"، أو: (آمون - رع، كا موت إف).
        ومن ناحية أخرى، يلاحظ أن اسم "آمون رع" يجمع بين متناقضين، وهما الخفاء (آمون) والظهور (رع) فى كيان واحد. ويبدو أن لذلك علاقة مباشرة لدور المعبود "مـين" الذى يقوم على الربط بين (أو الانتقال بـ) الكون من مرحلة الموت (التى ترتبط بالظلام والسرية، والتى يعبر عنها "آمون") إلى مرحلة الميلاد (التى ترتبط بالضوء، والارتقاء لأعلى مع رب الشمس "رع").
        ويذكر "محمد حسون" أن اختيار اسم المعبود الجديد جاء وفقاً لما تعبر عنه هيئته الجسدية الجنسية من دور دينى بالغ الأهمية.
        ومما يستحق الذكر أيضاً فى هذا الصدد أن مصادر بداية الدولة الوسطى فى "طيبة"، والتى سجلت للمرة الأولى اسم وهيئة المعبود الجديد للدولة، حرصت على اقتران الهيئة الجنسية بالمعبود "آمون" أو "آمون رع" دون الإشارة إلى المعبود "مين" (معبد "نب حبت رع"؛ ومقصورة "سنوسرت الأول" فى الكرنك).
        ورغم أن اسم المعبود "مين" ظل مقترناً بهيئته فى العصر نفسه على الآثار الملكية فى مراكز عبادته التقليدية فى "وادى الحمامات" و"قـفط"، إلا أن ذلك الحرص على تجنب اسم "مين" على الآثار الملكية التى تسجل هيئته فى العاصمة "طيبة" ربما يكشف عن رغبة كهنة المعبود الجديد فى تأكيد نسبة الدور الكونى الحيوى الذى تعبر عنه الهيئة الجنسية للمعبود لاسم المعبود الرسمى الجديد "آمون- رع".
        وتكشف المصادر للمرة الأولى صراحة على مقصورة "سنوسرت الأول" بالكرنك عن اللقب "كاموت إف"، وهو اللقب الذى يعبر عن دور المعبود "آمون-رع" كرب للخصوبة. والتعبير "كاموت إف" يعنى: (فحل أمه)، أو: (ثور أمه)، بينما يدل مضمون هذا التعبير على أهمية كبيرة حول مفهوم الإخصاب وتجديد الحياة والولادة، فى الإنسان، وفى شتى عناصر الكون من حيوان ونبات. ويضيف "محمد حسون" إلى أنه يمتد بشكل أشمل مجالاً وأعمق أثراً فى عنصر الزمن وأدوات تعاقبه واستمراريته. أى أنه يمكن القول بأن المضمون الذى يعبر عنه التعبير "كا موت إف" بالغ القدم وواسع الانتشار فى الديانة المصرية القديمة، وهذا ما دفع المصريين القدماء إلى التعامل مع هذا التعبير فى بعض الأحيان كتجسيد مستقل لرب الخصوبة.
        وقد عبر المصريون عن تصوراتهم حول العلاقة التى تربط بين ثلاثة أجيال لألوهية واحدة، وفق ما يقوم به المعبود "آمون" فى عيد (كل عشرة أيام) من زيارة "الثامون" القاطن فى ربوة "جيمة" فى "مدينة هابو"، والذى يعبر عن الأجيال الثلاثة لآمون، وذلك من خلال مفهوم "كا موت إف"، وهو ما تناوله "زيته" (Sethe) بالشرح فى دراسته التى قدمها عن "آمـون" و(ثامون الأشمونين)، حيث يذكر أن نصوص الأسرة الثامنة عشرة الموجودة فى المعبد الصغير الذى نُظر إليه كجبانة للثامون فى "مدينة هابو"، تتحدث عن "آمون" الملقب بـ (أبو الأباء، وجَد الثامون).
        وإلى جانب ظهوره فى الهيئة التقليدية لآمون، فإن النصوص تتحدث عنه باعتباره يجسد الروح العظيمة للحية المسماة: ( km-At.f) ، أى: (الذى أكمل لحظته، أو زمنه)، كما أطلقت النصوص على الثامون فى "جيمة" (أحفاد "آمون" الجَد).




        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          الجيـل الثانى لآمون

          وإلى جانب "آمون" الجد، والذى يمثل الجيل الأول، تتحدث النصوص عن جيل ثان لنفس المعبود، يتجسد فيه "آمـون" فى صورة حية أخرى تذكرها النصوص باسم (Ir-tA)، أى: (خالق الأرض). وتوصف هذه الحية بأنها (أبو الثامون)، وهذا يعنى أن "آمـون" فى صورة الحية "خالق الأرض" (ir-tA) ، يمثل ابناً لآمون الجد، وأباً للثامون. ويلاحظ أن هذا الجيل الثانى لآمون يتفق تماماً فى الصفات والخصائص مع "بتاح تا ثنن".
          كما يتميز "آمون" فى جيله الثانى بأنه يتخذ عادة الهيئة الجنسية للمعبود "مـين"، وتطلق عليه النصوص عادة اسم (Imn-m-Ipt) (آمون فى الأقصر)، مع إضافة (n iAt TAmt)، أى: (الخاص بربوة "جيمة"). ويوصف بأنه: (الرب الحى، رئيس الأرباب، الثور)، ويتخذ لقب (حور، رافع الذراع).

          وهذا الجيل الثانى لآمون، والذى يتخذ الهيئة الجنسية ويحمل اسم "آمون إم إيبت"، هو نفسه المعبود الذى يتجه فى موكب من معبد "الأقصر" عبر النيل إلى "مدينة هـابو" فى البر الغربى، حيث يقدم القرابين لأبيه "آمـون، كـم إتف"، وكذلك للثامون (أبنائه ) .

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6
            الجيل الثالث لآمون


            وتضيف التصورات الدينية جيلاً ثالثاً يتمثل فى "الثامون" كأبناء، و المعبود "آمون" هو أيضاً أحد أعضاء الثامون، والذين هم أبناء "آمون إم إيبت" (أبو آباء الثامون). وقد كان لهذا "الثامون" دور مساعد له فى إتمام عملية الخلق، إذ أنهم خلقوا الضياء والشمس "رع". وقد وصف "آمون ام إيبت" بأنه (حـور، ابن إيـزة)، وهو هنا يعبر عن جيل ثالث وأخير فى إطار الأجيال الثلاثة لآمون، ويأتى هنا وفق رأى "زيته" كابنٍ لـ "آمـون إم إيبت" أيضاً، وحفيد "آمـون" الجد (كـم إتف)، وذلك فى إطار مفهوم " كا موت إف" الخاص بالمعبود "آمـون".
            وقد كان الارتباط بمفهوم الخصوبة هو ما سهل للمعبود "آمون إم إيبت" القيام بدوره فى الربط بين الأجيال الثلاثة (الأب أو الجد، والزوج، والابن)، وبالتالى كانت زيارته لقبر أسلافه تخدم غرض الربط بين فترات الزمن (الماضى، والحاضر، والمستقبل)، والتى تجسدها هذه الأجيال الثلاثة.
            وكان الهدف من ارتباط "آمـون" بلقب "كـا موت إف" هو ربطه بمفهوم الخصوبة بما يؤكد على النشأة الذاتية للمعبود، والتى تجعل من "آمـون" حلقة وصل بين أجياله الثلاثة، وتربطه بالتالى بمذاهب الخلق الثلاثة السابقة عليه، فتربطه بالمعبود "بتـاح" (فى مذهب "منف" فى الخلق)، والمعبود "رع" (فى مذهب عين شمس)، وثامون "الأشمونين" (فى مذهب الأشمونين).
            وبذلك يتضح أن علاقة الاندماج بين "آمون- رع"، و"مـين" لم تكن أبداً مصادفة أو ناتجه عن التجاور المكانى لمركزى عبادتيهما (قـفط، وطيبة)، ولكن يبدو أن خلف تلك العلاقة دوافع دينية قوية، وكذلك دوافع سياسية، مؤداها أن رب الدولة الرسمى أراد أن يتقمص شخصية رب الخصوبة القديم (فى هيئته، وخصائصه، وألقابه)، مدعياً بذلك مقدرته على أداء نفس دوره الحيوى فى الكون، ليؤكد من خلال ذلك جدراته بأن يكون سيداً للكون، وملكاً للأرباب.
            وقد اتخذ المعبود "آمـون" أيضاً الهيئة البشرية العادية واقفاً أو جالساً، حيث صور فى هيئة رجل يفتح بين ساقيه، وتتدلى إحدى ذراعيه إلى جانبه، ويمسك بيده علامة (anx) الدالة على الحياة، بينما تمتد ذراعه الأخرى إلى الأمام، ويمسك بيده صولجان الحكم والسلطان (wAs)، وبنفس زينة الرأس، ويرتدى زياً عبارة عن نقبه قصيرة، وحزام حول الخصر يتدلى من مؤخرته ذيل الثور، ويرتدى قلادة واسعة حول العنق، واللحية الإلهية المعقوفة. واتخذ "آمون" أيضاً هيئات إخصابية أخرى، مثل ذكر الأوز (smn)، وهيئة الكبش (Sfyt).

            وهذا التأكيد الواضح على ارتباط "آمون - رع" بالصفة الإخصابية من خلال كل المظاهر السابقة - كان له دواعى سياسية ودينية هامة، وكان نابعاً من رغبة الكهنة فى التأكيد على سيادة معبودهم الجديد للكون. وقد جاء الثالوث الطيبى الذى شارك فيه المعبود "آمون - رع" كلاً من المعبودة "موت" (كزوجة، وأم)، والمعبود "خنسو" (كابن) تجسيداً واضحاً لهذه الفكرة، والذى جاء اختيار تلك العناصر الألوهية فيه مقصوداً فى حد ذاته لمشاركة المعبود "آمــون" فى أداء دوره الحيوى فى الكون.


            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق

            يعمل...
            X