التوحيد الديني
عرفت الديانة المصرية الفرديةَ والتعدديةَ في تصوير المعبودات. وقد جمع الفكر الديني المصري القديم بين عقيدة الرب الواحد الفرد، وبين تعددية الأرباب وصورها المختلفة، وذلك بدون تضارب أو خلاف.
فقد وجهت النصوص في الكثير من النداءات بصيغة الرب الواحد، في حين أنها تضمنت في باطن الأمر الإشارة إلى معبودات مختلفة وفقاً لكل فرد. فعادة ما يكون الرب الواحد في نظر المتحدث هو رب مدينته أو مقاطعته، أو رب المعبد الذي يوجد فيه.
وقد ثار جدل ونقاش واسع بين مختلف الباحثين حول التوحدية أو التعددية في الفكر الديني للمصري القديم، ونخرج منه بأن المصري نفسه قد اعتقد في وجود رب واحد كبير، وفي وجود أرباب آخرين متعددين يمثلون صورًا وأشكالاً لهذا الرب الواحد، أو كانوا شركاء له. أي أنه اعتقد في أن المعبودات المتعددة هي مجرد مظاهر للرب الواحد. وقد اعتقد المصري في عبادة رب أعظم، مع وجود أرباب آخرين.
قناع الملك أخناتون.المتحف المصري
وقد عرفت كلمة "رب" المفردة في النصوص منذ بداية العصور التاريخية، وتواتر ظهورها في النصوص عبر مختلف العصور، وإن صعب من خلالها الجزم بإيمان المصري بالوحدانية وفردية الإله، أم أن الأمر هنا كان له صلة بمعبود معين، كرب المدينة أو المقاطعة وفقاً لمضمون النص. ومن ثم يصعب الأخذ به كدليل مباشر على الوحدانية.
كما أن صيغة الجمع للكلمة "أرباب" قد عرفت أيضاً على مر العصور، وبدون تعارض مع الصيغة المفردة للكلمة. وإن كان قد وجد الاستعمال المطلق لكلمة (رب، إله) في النصوص الأدبية، لا سيما أدب الحكـم والوصايا الأخلاقية.
كان المصريون قبل عهد "أخناتون"، يؤمنون بفكرة التعددية للأرباب، فكانوا يتعبدون للعديد من الأرباب والمعبودات، وكان لكل معبود صفاته وقدراته الخاصة في نظرهم، كما كان لكل معبود مكان وطقوس خاصة يقوم به كهنته وأتباعه. وقد سبق الحديث في الجزء الأول لهذا الكتاب عن فكرة الفردية والتعددية عند المصري القديم.
كما لم تكن العقيدة الآتونية أو عبادة "آتون" ظاهرة جديدة خرج بها الملك أخناتون على قومه، فجذورها ترجع لفترات أقدم بكثير من عهد الملك أخناتون. فالعقيدة الشمسية ذاتها والتي تدور فيا فلك الشمس تُعد من أقدم العقائد المصرية وأكثرها انتشاراً وقبولاً بين الناس، وقد عرف المصريون الكثير من الأرباب ممن ارتبطوا بالعقيدة الشمسية، مثل "رع، رع أتوم، خبري، رع حور أختي، وغيرهما....".
أخناتون و زوجتة الملكة نفرتيتي والاسرة.المتحف المصري
ولكن الجديد التي نادت به هذه العقيدة قد تمثل فيما طلبه "اخناتون" من الشعب كله من الإيمان بالعقيدة الجديدة وبأن لا يعبدوا غير إلهه "آتون"، وهو ما لم يتقبله الكثير من المصريين إن لم يكن كلهم، وذلك لصعوبة القبول بالعدول عن معتقداتهم وأربابهم الكثيرة التي يعبدونها لآلاف السنين وبدون مبرر كاف ومقنع لذلك.
وعن كلمة "آتون" فهي كلمة مصرية قديمة تعني: (قرص الشمس - الشمس) ، وقد ورد ذكرها في قصة "سنوهي"، فنراه يتحدث عن الملك قائلا: (إنه صعد إلى أفقه، وأصبح متحداً مع قرص الشمس "آتون"). وقد ترجع لأقدم من ذلك إذ يرجعها البعض إلى نصوص الأهرام ونصوص التوابيت؛ فقد وردت الإشارة لكلمة "آتون" بمعنى قرص الشمس في الفقرة (334) من نصوص التوابيت، وربما يُمثل أول إشارة في النصوص لوجود قرص الشمس بين القرنين، وأن قرص الشمس ارتبط هنا بالمعبودة "بات"، وليس "حتحور" :
"n snt tpw nTrw n mnt itn Hr abwy n Tst Hr n BA.t".
"انظر؛ لقد أتيت مثل سيد الحاشية، وأولئك الذين يأتون خلف التاسوع يخافونني،....، أنا حقاً النسل(البذرة) العظيمة، ........ وقبل أن تُفصل رؤوس المعبودات، وقبل أن يُثبت القرص ( قرص الشمس) بين القرنين، وقبل أن يثبت وجه بات، ..." .
عرفت الديانة المصرية الفرديةَ والتعدديةَ في تصوير المعبودات. وقد جمع الفكر الديني المصري القديم بين عقيدة الرب الواحد الفرد، وبين تعددية الأرباب وصورها المختلفة، وذلك بدون تضارب أو خلاف.
فقد وجهت النصوص في الكثير من النداءات بصيغة الرب الواحد، في حين أنها تضمنت في باطن الأمر الإشارة إلى معبودات مختلفة وفقاً لكل فرد. فعادة ما يكون الرب الواحد في نظر المتحدث هو رب مدينته أو مقاطعته، أو رب المعبد الذي يوجد فيه.
وقد ثار جدل ونقاش واسع بين مختلف الباحثين حول التوحدية أو التعددية في الفكر الديني للمصري القديم، ونخرج منه بأن المصري نفسه قد اعتقد في وجود رب واحد كبير، وفي وجود أرباب آخرين متعددين يمثلون صورًا وأشكالاً لهذا الرب الواحد، أو كانوا شركاء له. أي أنه اعتقد في أن المعبودات المتعددة هي مجرد مظاهر للرب الواحد. وقد اعتقد المصري في عبادة رب أعظم، مع وجود أرباب آخرين.
قناع الملك أخناتون.المتحف المصري
وقد عرفت كلمة "رب" المفردة في النصوص منذ بداية العصور التاريخية، وتواتر ظهورها في النصوص عبر مختلف العصور، وإن صعب من خلالها الجزم بإيمان المصري بالوحدانية وفردية الإله، أم أن الأمر هنا كان له صلة بمعبود معين، كرب المدينة أو المقاطعة وفقاً لمضمون النص. ومن ثم يصعب الأخذ به كدليل مباشر على الوحدانية.
كما أن صيغة الجمع للكلمة "أرباب" قد عرفت أيضاً على مر العصور، وبدون تعارض مع الصيغة المفردة للكلمة. وإن كان قد وجد الاستعمال المطلق لكلمة (رب، إله) في النصوص الأدبية، لا سيما أدب الحكـم والوصايا الأخلاقية.
كان المصريون قبل عهد "أخناتون"، يؤمنون بفكرة التعددية للأرباب، فكانوا يتعبدون للعديد من الأرباب والمعبودات، وكان لكل معبود صفاته وقدراته الخاصة في نظرهم، كما كان لكل معبود مكان وطقوس خاصة يقوم به كهنته وأتباعه. وقد سبق الحديث في الجزء الأول لهذا الكتاب عن فكرة الفردية والتعددية عند المصري القديم.
كما لم تكن العقيدة الآتونية أو عبادة "آتون" ظاهرة جديدة خرج بها الملك أخناتون على قومه، فجذورها ترجع لفترات أقدم بكثير من عهد الملك أخناتون. فالعقيدة الشمسية ذاتها والتي تدور فيا فلك الشمس تُعد من أقدم العقائد المصرية وأكثرها انتشاراً وقبولاً بين الناس، وقد عرف المصريون الكثير من الأرباب ممن ارتبطوا بالعقيدة الشمسية، مثل "رع، رع أتوم، خبري، رع حور أختي، وغيرهما....".
أخناتون و زوجتة الملكة نفرتيتي والاسرة.المتحف المصري
ولكن الجديد التي نادت به هذه العقيدة قد تمثل فيما طلبه "اخناتون" من الشعب كله من الإيمان بالعقيدة الجديدة وبأن لا يعبدوا غير إلهه "آتون"، وهو ما لم يتقبله الكثير من المصريين إن لم يكن كلهم، وذلك لصعوبة القبول بالعدول عن معتقداتهم وأربابهم الكثيرة التي يعبدونها لآلاف السنين وبدون مبرر كاف ومقنع لذلك.
وعن كلمة "آتون" فهي كلمة مصرية قديمة تعني: (قرص الشمس - الشمس) ، وقد ورد ذكرها في قصة "سنوهي"، فنراه يتحدث عن الملك قائلا: (إنه صعد إلى أفقه، وأصبح متحداً مع قرص الشمس "آتون"). وقد ترجع لأقدم من ذلك إذ يرجعها البعض إلى نصوص الأهرام ونصوص التوابيت؛ فقد وردت الإشارة لكلمة "آتون" بمعنى قرص الشمس في الفقرة (334) من نصوص التوابيت، وربما يُمثل أول إشارة في النصوص لوجود قرص الشمس بين القرنين، وأن قرص الشمس ارتبط هنا بالمعبودة "بات"، وليس "حتحور" :
"n snt tpw nTrw n mnt itn Hr abwy n Tst Hr n BA.t".
"انظر؛ لقد أتيت مثل سيد الحاشية، وأولئك الذين يأتون خلف التاسوع يخافونني،....، أنا حقاً النسل(البذرة) العظيمة، ........ وقبل أن تُفصل رؤوس المعبودات، وقبل أن يُثبت القرص ( قرص الشمس) بين القرنين، وقبل أن يثبت وجه بات، ..." .
تعليق